وتـستـمر حرب القذارة .. مـكلف تصرخ : يادولــتــــاااااه

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
هاشمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 256
اشترك في: السبت إبريل 16, 2005 6:33 pm

وتـستـمر حرب القذارة .. مـكلف تصرخ : يادولــتــــاااااه

مشاركة بواسطة هاشمي »

لا علاقة البتة للذي سيأتي بالفانتازيا ولا يمت للخيال والأساطير بشعرة صلة .. ليس ثمة ما يربطه بفعل الإنسان ذو السوية الفطرية .

إنه القبح بعينه ورجله ومعداته الجارفة الهادمة. إنه الجرم بدولته وهيلمانه وجنرالاته والأفظاظ .. إنه الوحشية بقانونها وظلاميتها وأفعالها الغائرة في مقتها وبشاعتها ..


فعليا .. نحتاج لملاحم وأسفار وبكائيات طوال ولعنات لا عد لها ولا حد .. هل أتاكم حديث جرافة الأشغال .. في بني الحارث.


حكايتها جرفتني إلى شفير الدهشة فصرخت بصوت مكدود في وجه زميلي " أكتب لمثل هذا خلقت الصحافة !! "..


قطيع من السفاحين عملوها !! ..


فلا غطاء أخلاقي ولا ساتر قانوني ولا سروال دستوري ولا حتى كفن إسلامي خصفوه على سوءاتهم الفاضحة ..


يا دولتها ... صرخت العجوز مستنجدة...


وها أنا استنجد كل قواميس الدنيا لإغاثة قلم غض آلى على نفسه بلهفة جمة أن يرسم عبرة مكلومين في العراء منبوذين بلا دولة ولا قبيلة.


دعوني أنز ما شحنتني به أصواتهم وصرخاتهم..


أطهر هذا البكاء المتشنج قبل الشروع في رواية التفاصيل..


ممتلئ عاطفة عنيفة .. ألم ناقم .. حزن مميت ..


أتخمتني أوجاعهم ..


أشبعتني تأوهاتهم..


أروتني دموعهم من عطش تنظيرات الرئيس للمساواة والعدل الذي بسطته يداه ..


ياأخوتاه .. الحاصل في كلمات .. " نظام عشوائي حتى انخاخه شرد أسرة بتهمة البناء العشوائي ".


كلمات أخرى آتية مضافة لسابقاتها ستعمل لاجلاء مظلومية بني آدم في ظل حكم الرئيس الصالح.


في منتصف ليل الإثنين الـ23 من الجاري وبهمجية غير مبررة بحسب الرواة طوقت 6 أطقم زائداً جرافة مرافقة منزلاً بسيطاً في أطراف صنعاء الشمالية الشرقية بمنطقة بني الحارث.


إلى هنا تبدو الحكاية أمراً مألوفاً ولا شيء يدفع للإستغراب وعقد الحواجب فأمر كهذا لصيق باليمن كما الزرقة بالسماء ..


غير أنه علينا أولاً نقل البدايات الأولى للمنكوبية بلسان صبرية 25عاماً الراقدة الآن في المستشفى نتيجة إعتداء وترويع من بلدوزرات الوطن الأفذاذ ..


قالت صبرية بلكنة ريمية رائعة وبصوت متهدج " كنا بالديوان جالسين وأجو هزوروا بنا من داخل وكان يقولوا أخرجي .. قلت يا أخي ما أنا خارجي ما به الا احنا يالمكالف وهم قاموا بزونا وبهذلوا بحالنا وعذبوا بروحي وجروني من قفاي وضربوا أختي بالآلي في مقدمة رأسها وهي مريضة الآن بالمستشفى "


صبرية واجابة على سؤالنا عن موقفها ساعتها حشرجت قائلة " أنا كنت أحببهم في ركبهم يا أخي ولا كان منهم إلا هزورونا ولطمونا ما زد دريت ما انا بنفسي , بزوني المستشفى وما عد فوقي إلا الشلحة - لباس داخلي للمرأة- ".


وتواصل صبرية شكواها المحرقة بإعياء شديد " كل واحد كان ينبع من طاقة وواحد من جبا روعونا وخوفونا"..


توقفت برهة ناشجة بالبكاء وكلماتها تقطعت حروفها ..


في هذه اللحظة تذكرت المسكينة " اوه يااخي قسموني على الباب نصين وسببوا لي نزيف سفال بطني ".


صبرية أفادتنا أنها صاحبة الأرضية أشترتها وزوجها العسكري الذي كان حينها في سجن المجلس المحلي على ذمة القضية ذاتها..


وهي تفضفض لنا من تحت غطاء المرض لمحت ابنتها ريم ذات الخمس سنوات وأشارت إليها " هذه بنتي .. كانت تبكي – أمي ... أمي .. فزبطوها لا خلف الباب ".


هل تعتقدون أن هذه هي الجريمة فقط ؟..


لالا .. بدأنا بالاعتداء على الأعراض, بانتهاك الإنسان , بركل الأطفال, بالدوس على الكرامة والحرية .


القصة الآن تشير إلى الجريمة الثانية قبل الهدم ..


والدة رب الأسرة بصراخها العالي ستكشف جانباً من الحدث وبعبارات مرتبكة ومخلوطة بالمناشدات والإستنجادات حدثتنا :


" حصل يا أخي إحنا عمرنا مكان قول واحدة .. وإحنا يا أخي اشترينا هذه الأرضية عملنا لنا ثلاث غرف وحمام من هاناك سقفنا.. جاءت البلدية المرة الأولى هدمتها وسافرنا البلاد رجعنا بنينا من جديد وتركنا مساحة قلنا لأجل الدولة طريق .. وأمس الساعة إحدى عشر ونص من الليل وإحنا آمنين بأمان الله وأمان الدولة وإحنا راقدين ما درينا إلا وهم وسط الغرفة دهفوا الطاقة ودخلوا لكن .. لا قد الحكومة تفعل هكذا ندور لنا بلاد ثانية .. ".


العجوز كانت في أوج عصبيتها ولذا تجد أن كلامها متداخل ومتشابك تعذر علي التقاط بعضه هنا وفي كل لقطة تحكيها لنا كانت تكرر " لمه هذا ؟ ماناش داري !".


أرتفع صوتها لأعلى مستوى " الدولة تخرج طقم والا اثنين هذه المره ستة طقوم من الشرطة العسكرية على من ؟؟؟ على ثنتين مكالف ؟ يا دولتاه !!


أين عاد الحكومة هذه ؟ ".


محمد الابن الثاني لهذه الأرملة جندي في القوات المسلحة كان حاضراً ببزته العسكرية لحظة كنا معهم بدلاً عن شقيقه الذي هو أيضاً جندي قال: إن أخوه ذهب يشكو من البلدية عند زيد الشامي عضو مجلس النواب فضربوه عقاباً لشكواه ونقلوه إلى المنطقة السادسة والآن يقبع فيها حبيساً..


المأساة في حصيلتها أن مكتب الأشغال العامة أحضر جرافة وبرفقها أكثر من ستة أطقم ليقدم الجنود اثر ذلك على مداهمة المنزل والاعتداء بالضرب والترويع للنساء وتربيط أيديهن بالكلابيش في واحدة من أبشع جرائم الإنسانية وفي بلد مسلم.


الجرافة ادت دورها بعد الاخلاء ..


التهمت طوب المنزل الإسمنتي وهدته حتى سوته بالأرض مخلفتاً خسائر مادية فادحة بالنسبة لأسرة تكافح في سبيل مصروفها اليومي لا غير.


والحال , أن من لا قبيلة له فلا حياة له ولا كرامة .. في إطار نظام عسكري قبلي عشوائي يقوده زعيم عصابة الهدم العليا للوطن .

هذه البشاعة الأسطورية "الواقعية" ربما لها علاقة بنزوات " فايثون " ابن اله الشمس " فوبيوس " التي وردت في ملحمة الشاعر الروماني " أوفيد " المعرفة بـ " مسخ الكائنات " فالآمر والمنفذ المباشر ليسوا سوى أكثر من كائنات مسوخية لا تنتمي للإنسانية مطلقاً

نقلا عن الشورى نت
وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“