كيفية جهاد النفس من كتاب {مجموع الامام القاسم بن ابراهيم .}

أحاديث، أدعية ، مواعظ .....
أضف رد جديد
احمد بن احمد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 4
اشترك في: الجمعة أغسطس 12, 2005 7:19 pm

كيفية جهاد النفس من كتاب {مجموع الامام القاسم بن ابراهيم .}

مشاركة بواسطة احمد بن احمد »

[جهاد النفس]
قال الوافد: كيف المجاهدة ؟

قال العالم: المجاهدة في المباعدة والوحدة، والصبر على المحنة والشدة، من لا عبادة له لا زاد له، ومن لا زاد له لا عقبى له، اقرع الباب، يأتيك الجواب، من أمَّل العظيم، وُهِبَ له الجسيم، من أراد الجود، أدام السجود، من لا سجود له لا جود له، من لا ندامة له لا كرامة له، من لا خير فيه، لا خير عنده، خير البضاعة الطاعة، من عمل بالطاعة، نجا من فزعات الساعة، لا بد من سهر الأسحار، وقيام الليل وصيام النهار، إذا أردت الجنة فاسجد وتضرع، واظمأ وتجوَّع، واسهر وتطوع، وتذلل وتخشع، وتفرد وتوحد واخضع وتجرد، تنل فضل الواحد الأحد، اترك الآثام تأمن الصَّولة، واعمل صالحا تكن لك الدولة، واهجر الجرائم، تصل وأنت سالم. مَن أكثر النحيب، لم يكن عليه رقيب، وما دعا إلا أجيب، وكان له من كل خير نصيب، من رغب إلى الله أعطاه، ومن اكتفى به كفاه، ومن استغنى به أغناه، ومن لجأ إليه آواه.

قال الوافد: كيف أكون ذاكراً وأنا لا أسلم من الغفلة ؟

قال العالم: لا تقع العلة، إلا فيمن أكثر الغفلة، من غفل، وقع في الزلل، إذا أردت السعادة، فودع الوسادة، وجالس أهل الزهادة، وأكثر العبادة.

عجباً ممن يستريح وقد تاب، ويلهو وقد شاب، ما كان في الله تلفه، كان على الله خلفه، اجتهد تجد، وأخلص تخلص، اتبع الرسول، وأبشر بالوصول، من اتصل، وصل، ومن ترك الجدال، نال خير منال، وكفي الشدة والأهوال، من خالف هواه، كانت الجنة مآواه، ومن ندم، أُكرم.

قال الوافد: فما حيلة من دنا من الباب، فمنعه الحُجَّاب، فلم يصل إلى الأحباب ؟

قال العالم: حيلته ملازمة القلق والإكتئاب، والحزن والإنتحاب، والفَرَق والإنتداب، حتى يأذن له الاحباب، ويُفتح له الباب، إذا أردت في الجنة الوقوف، فأكثر في المساجد العكوف، فإنك تأمن من كل مخوف. كم من متردد لا يؤذن له ؟! وطارق لا يفتح له، ( وكم من مصروف مطرود، مهان مردود )، وكم من مُظهِر انتحابه، وهو لا يفتح له بابه، وكم من طامع في ثوابه، هو من أهل عذابه.

قال الوافد: فكيف الوصول ؟

قال العالم: تصل الليل بالنهار، وتتضرع في غسق الأسحار، وتسبح بالعشي والإبكار، وتتعود الندم والإستغفار، لعل الله يخفف عنك ثقل الأوزار، ويُحرِّم بدنك على النار.
احمد بن احمد

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس الروحي“