خيرة الله عليك ... من التنطاع ،،، ياجمالي .

[الهاشمي اليماني]

خيرة الله عليك ... من التنطاع ،، ياجمالي .. قد تكن هذه الجملة يمنية صرفة لكنها معبرة .. والجمالي هو كنية لإسم "علي" في آداب المخاطبة الصنعاني ، وأدب المخاطبة له قواعد راقية مدنيا ولاتقل روعة عن أدب السخرية أو النكتة الصنعانية .. ونحن نسرد كلامنا هنا عن التنطع أو محاولة الظهور أكبر من الحجم الحقيقي كما يحل للبعض .. ويقال للنشيط أكثر من اللازم " زقع " وبالصنعاني تعني نشيط أكثر من اللازم .. وهنا نذكر بمثل صنعاني يرد على سبيل نكتة ،، حين أحضر أحدهم ديكا توقع منه أن يوقضه لصلاة الفجر ... لكن الديك إستهل تسبيحه عقب صلاة العشاء ، وظن صاحبه أن ذلك ربما كون المكان جديدا على الديك .. لكن الديك إستمر حتى أن صاحبه لم يستطع النوم ... فقام غاظبا وقد إستبد به الحنق وأخذ ينتف ريش الديك مرددا كلمة زقع ... زقع ..
وعندما نقراء الوضع السياسي بمنطقتنا وخاصة مشكلة فلسطين نجد أن السياسي ببلادنا يتناولها بحماس منقطع النظير وخاصة عندما يكن الوضع متأزما بالوطن الأم اليمن ... فتكن القضية الفلسطبنية ملاذا أو شماعة لملئ الخطاب السياسي الفارغ ببلادنا العزيزة .... أو بمعنى آخر نصبح ملكيين أكثر من الملك ، وبالطبع ذلك هو التنطع أو التبجح ... وهو أيضا عملية ذر الرماد بالعيون للمواطن ... نعاني من أزمة إقتصادية سياسية وأخلاقية سببها واضع المعالم وصانعوها أمام الملاء فنشير لهم بالبنان ... فتتحول الأجوبة لإشاراتنا شمالا نحو الغاصب المعتدي الصهيوني ............. الخ .
قد يكن التنطاع مفيد للبعض على الصعيد المحلي لكنه ربما يصبح وبالا ومهلكة للمصالح العليا لليمن ... فما هي الفوائد التي نجنيها من خطاب ناري عنتري لكنه فشار وكلنا الخطيب والمتلقي نعرف هذه الحقيقة ... الخطاب يؤلب علينا من يستطيعون مقارنة القول بالفعل حيث يتحكمون ببيوت المال العالمية وبالشركات ذات التأثير بل بدور السينما والمسرح والنشر ..
وبما أن الخطيب أو المتنطع ليس القدوة بالمثاليات والإيثار والنزاهة والفضل .... فلاداعي لإدخال الأمة متاهة ليست ضرورية ....
وعودة للأدب الصنعاني الساخر فنقتبس مثلا يعكس واقع الأمة العربية وتشرذمها بين المتنطعين :
لوكان كلاب بيت اللهيدة أخي قال أبه ما كان أكل العرج كلب عمي صالح ... ويعني ذلك بالفصحى لو أن كلاب قرية بيت اللهيدة كانت تحتضن بعضها البعض بعناق وود ، وكل ينادي الأخر بأبي أو أخي ... لما سنحت الفرصة للضبع ليفترس كلب عمي صالح ...