اللقاء التضامني من أجل العالمين الديلمي ومفتاح( كلمات)

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
وجدانُ الأمةِ
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 619
اشترك في: الثلاثاء فبراير 01, 2005 11:50 pm
مكان: اليمن

اللقاء التضامني من أجل العالمين الديلمي ومفتاح( كلمات)

مشاركة بواسطة وجدانُ الأمةِ »

( 8/9/2005 )

سجين الرأي يحي الديلمي: «من وراء سبعة أبواب وسبعة جدران» أكتب لكم.

سجين الرأي محمد مفتاح: العبث مستمر والكارثة ستحدق بالجميع

بسم الله الرحمن الرحيم


الحضور الإنساني الممتلئ بحب السلام وحب العدل وحب الحرية والشرف والحضور المتشرف بالانتماء لأعظم رسالة وأقدس كتابٍ وأروع تعاليم عرفتها البشرية منذ الأزل إلى نهاية الكون.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،




من وراء سبعة أبواب وسبعة جدران من وكر الأسر ومحل حرمان الإنسان من حريته وإعدام لآدميته، أقدر لكم هذا التضامن وأتمنى أن لا يكون تضامناً شكلياً يُفزع همَ أداء الواجب الصوري ليعيش المرء حالة استقرار مع ضميره بأنه قد حضر مؤتمراً تضامنياً من أجل مواطن يمني أخذته يد الظلم وقهر الطغيان لأجل مخالفته للرأي ومعارضته لسياسة قمعية خبيثة تريد اجتثاث معنى السلام والوئام والحب بين أبناء شعب اليمن المسلم المسالم الذي يهفو للعيش بكرامة الآدمية "ولقد كرمنا بني آدم" وكرامة الاطمئنان والأمان "وحملناكم في البر والبحر" وكرامة الاقتصاد والرغد " ورزقناكم من الطيبات" والاستباق للأفضل في كل ماهو إيماني وأخلاقي ومعرفي واجتماعي وإبداعي " وفضلناكم على كثير ممن خلقنا تفضيلا" .


أيها الحضور الكرام، تذكروا طفلاً قابعاً وراء زنزانة البطش البشري، لا يملك ذاكرة ولا يداً ولا حركة، لأن بدنه مشلول، تذكروا كيف يأكل ويشرب وينام ويتنظف ويلبس، من يمسح دموعه ويضع عليه غطاءه، من يزيل مخاطه ولعابه.....


أيها الحضور، السياسة التي تفترس حياة أولادها وفكر علمائها وحرية مفكريها وصدق منتقدها، وتُسجن حكامها العدول وتحبس خطباء مساجدها الصادقين وتغري أوداج مدليها للخير والسلام، وتمزق أجساد من يقول لها بحب وحنان احذروا الطغيان و الظلم فإنه ظلمات بعضها فوق بعض في الدنيا قبل الآخرة.


الشرف لكم إن سعيتم في إخراج هذا الطفل وذاك الشاب قبل أن تمتلئ بقلوب الأطفال والشباب حرقةً وألماً، ثم تتحول الآلام إلى بركان أسود قاتم، فيريد الشاب أن يبدد هذا الظلام والظلم ولو بأشلائه وجسده.


الشرف لكم إن سعيتم في إخراج قاضياً أراد أن يؤسس معنى العدل، ورفض المحسوبية ومزق ورق الوساطة وأغلق صوت الهاتف بصرامة القانون وقوة العدالة.


الشرف لكم إن تضامنتم مع خطيب صرح بصوت الصدق قائلاً لأبناء جلدته ولحكام بلدته: لا تحكموا بالاستبداد ولا تطغوا في البلاد ولا تركعوا للأجنبي المستبد، ولتكن حياتكم حياة البذل والعطاء حياة العلم والنماء حياة الأمن والرخاء حياة تقدس العقل والروح والجسد سواء كان عقل ذكر أو أنثى، روح ذكر أو أنثى، جسد ذكر أو أنثى...والأنثى أحوج من الرجل و أحرى.


الشرف لكم إن أعدتم أستاذا إلى تلامذته ليسكب لهم خيوط الضوء الهادي لقلوبهم الحيرى ونفوسهم المتعطشة لمعرفة الله والوجود ومعرفة ما دوره كإنسان وكفرد في مجتمعه كابن وكأب وكأخ...الخ، وهي كابنة و كأم وكأخت...الخ


أيها الحضور لنرفع هاماتنا نحن في وطننا ، نحن في بلدنا، نحن بين إخواننا لتشرئب أعناقنا نحو العلى نحن في بلد الإيمان والحكمة لنغسل درن الخوف والذل والفقر بالصدق مع الله وبالصدق مع هذا الشعب الصامت المصدق للوعود بالخير والأمان والعدل والرخاء والعدالة والمساواة والعزة والكرامة.....


أيها الحضور الأعزاء، سجن الأطفال جريمة حرمها الإسلام وحرمها العقل الإنساني والعرف البشري.


ترويع الأبرياء من شيوخ ونساء وأطفال وهدم المنازل ودك المزارع عار كبير على البشر لأن ذلك فساد كبير حذر الله سبحانه من نتائجه الوخيمة وأضراره على المجتمعات البشرية.


سجن أصحاب الرأي والناصحين بصدق قبيح أعلن بشاعته الإسلام والعقل البشري، وإعدام من يحب أبناء أمته ويريد لهم الخير والعزة والشرف جريمة تاريخية في جبين الأمم والشعوب.


لكم مني الدعاء والتحية وأهنئكم على مضيكم في جدول أعمالكم في قضايا أمتكم وحذفكم قضاياكم الشخصية من أجل غدٍ فيه الصدق والعدل وأداء الأمانة والرخاء والعلم والمعرفة والنور والحب بين أفراد أمةٍ ربها واحد وكتابها واحد ورسولها واحد وغايتها واحدة.


وفقكم الله وأنار طريقكم ومسح على قلوبكم بيد الرحمة والنور والثبات، والله معكم حافظاً ومؤيداً وناصراً.


اللهم اجعل هذا البلد آمناً رخاءً سعيداً بهيجاً ريَاً شابعاً مطمئناً عزيزاً.


وهنئ اللهم كل فرد من أفراده بخيرات أرضه وأنعم الناس في كل شبر من أرضه وكذلك سائر بلاد العرب والمسلمين ، آمين.


أخوكم / يحي حسين الديلمي


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على خاتم أنبيائه سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وبعد،،،



الإخوة الأعزاء، الأخوات العزيزات، الحاضرون هذه الفعالة جميعاً


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




اسمحوا لي أن أعبر لكم عن شكري وامتناني لحضوركم ومشاركتكم في هذه الفعالية القيمة، كما أعبر عن شكري وامتناني لمنظمات المجتمع المدني، وجميع من شارك معهم والذين أثبتوا للقريب والبعيد بأن القيم النبيلة والمبادئ العظيمة ستظل نهجاً لهم لا يقبلون المساومة عليه مهما كانت الضغوط عليهم.


الإخوة الأكارم والأخوات ، لقد أبى المتسلطون على مقدرات هذه البلاد وأهلها إلا أن يمضوا أقداماً في مسلسل العيث والاستنزاف لكل شيء رغم تحذيرات العقلاء وصرخات الضحايا وبؤس الحال الذي وصلت إليه امور الناس.


إن مقدرات البلاد والعباد كلها مستنزفه ومههدة بالنضوب والتلاشي إبتداءً من قطرة الماء- التي هي الحياة- ومروراً بكل شيء حتى ذرات الهواء أصبحت ملوثة.


إن المجتمع بكل مؤسساته وهيئاته ومنظماته وأفراده مهددون باستنزاف قدراتهم بالإفقار والإفساد وتحطيم الآمال ووأد المواهب وإغراق الجميع في هموم المتطلبات الضرورية الشخصية البحتة، ومن بقي لديه شيء من التصميم والعزيمة على الاهتمام بالشأن العام وتنبيه المجتمع على المخاطر المحدقة فإنه معرض إما لاختلاق تهمة تجرعه وأهله الويلات وقد يدفع فيها حياته كما هو الحال في قضايا الرأي التي يُحكم فيها بأحكام شيطانية إجرامية كما حصل للعلامة/ يحي الديلمي.


وإما أن يتعرض للتعذيب النفسي والجسدي فيفقد عقله وصحته ويصبح نموذجاً للبؤس وشاهد حال على قسوة الجلادين وكارثة على أهله ومجتمعه.


وإما أن يذهب ضحية حادث مؤسف إما صدماً أو حرقاً أو غرقاً أو برصاصة طائشة أو بمعركة مفتعلة من أجل بيته أو أرضه أو شرفه أو حتى في مظاهرة من أجل قوته.


الاخوة الحاضرون الكرام والحاضرات إن الاستنزاف قد بلغ منتهاه وطال كل شيء وصار لزاماً على المجتمع أن يعي بأنه إذا تقاعس عن واجبه في المبادرة لتلافي الامور وتداركها فإن الكارثة الطامة ستحدق بالجميع ويستحيل النجاة منها" واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة".




الإخوة والأخوات، إن القمع الذي تعرضنا له وبشاعة التعسفات التي طالت حتى أخص الخصوصيات مثل أشرطة الفيديو الخاصة بالمناسبات العائلية البحتة ونهب ممتلكاتنا ومختصاتنا والسطو على منازلنا وترويع الأطفال والنساء وغيرها من التعسفات توضح بجلاء أن الدستور والقانون والأخلاق والقيم وكل الشعارات التي ترددها الآلة الإعلامية للحاكم بإسراف هي مجرد عبارات فارغة وخالية منأي مضمون تردد للاستهلاك والمزايدة.


إن ذنبنا الذي الذي ندفع من أجله هذا الثمن هو أننا قمنا بواجبنا الشرعي والأخلاقي من تقديم النصيحة الواجبة بدعوة المسؤولين في هذه البلاد إلى القيام بواجبهم من رعاية حقوق مواطنيهم وحقن دمائهم وتسخير الموارد المتواضعة لمصلحتهم وتجنيب البلاد سفك الدماء وتدمير الممتلكات ومعالجة المشاكل العارضة وقضايا الرأي بالحوار والتفاهم والبعد عن العنف.


هذه هي قضيتنا وخُطبنا التي القيت في هذا الشأن مسجلة.


ختاماً: اكرر شكري وعرفاني لكل من ساهم في هذه الفعالية وفي مقدمة الجميع المستضيفين لها ولكل من حضرها وللوالد الشيخ/ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب لرعايته لها وكذلك لجميع القائمين على يمن تايمز ممثل بالاخت/ نادية السقاف.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،




أخوكم/ محمد أحمد مفتاح


المعتقل المركزي- صنعاء غرة رجب 1426هـ
صورة

وجدانُ الأمةِ
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 619
اشترك في: الثلاثاء فبراير 01, 2005 11:50 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة وجدانُ الأمةِ »

كلمة المحامي عبد العزيز البغدادي

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة ممثلي منظمات المجتمع المدني
الحضور جميعاً
تأتي هذه الفعالية أو هذا اللقاء إنطلاقاً من مبدأ التضامن من أجل حماية الحرية .
التضامن مع عالمي الدين الأستاذين يحي الديلمي ومحمد مفتاح بموجب أوامر وإجراءات باطلة منافية للدستور وكل القوانين والأعراف والقيم والمواثيق الدولية.
أيها الأخوة:
أن تنتهك الحقوق والحريات من قبل السلطات التنفيذية والإدارية فهذا أمر اعتدنا عليه قسراً وهو أمر مناف لكل المبادئ والقيم المشار إليها أما أن يكون الانتهاك والتجاوز من قبل القضاء وهو ملاذ كل من تنتهك حقوقه في ا لحياة فهذا لا شك كارثة مركزة ومضاعفة وتحتاج إلى أكثر من وقفة تأمل واستنكار ورفض وإدانة لأن جهاز العدالة هو مركز تطبيق المعايير التي تبرهن بيقين على كونه حارس ومطبق مبدأ المشروعية . مشروعية سيادة القانون ما نقصده وليس مشروعية الأمزجة الغائبة عن الوعي لحق الإنسان في الحياة الحرة الكريمة والغائبة عما تعنيه الحرية ناهيك عن غيابها عما تعنيه الحياة الكريمة الحرة.
لقد سبق لهيئة الدفاع عن العالمين أن عبرت عن رأيها في الحكم الصادر عن المحكمة الجزائية المتخصصة غير الدستورية ضد العالمين الديلمي ومفتاح والذي قضى بإهدار حق الحياة للأستاذ يحي الديلمي و بسجن الأستاذ محمد مفتاح ثمانية أعوام عقوبة للأول على زيارة إيران بناء على دعوة رسمية وعلى مزعوم رسائل يشكو فيها لبعض أصدقائه بأن المذهب الزيدي بحاجة إلى تعريف وإلى دعم ودراسة مثله مثل بقية المذاهب ، أما الجرم الثالث الذي اتهم بارتكابه فهو الدعوة إلى اعتصام لم يتم وغرضه مخاطبة الأخ الرئيس ( رئيس الجمهورية) بإيقاف الحرب في مران صعدة.
هذه التهم أيها الأخوة هي ما أنصب عليها الحكم الذي تعتبره هيئة الدفاع سقوطاً بمستوى العدالة إلى قعر الهاوية ، لا بل جريمة يعاقب عليها القانون وفقاً للمادة ( ) من قانون العقوبات.
أيها الأخوة لقد سررنا كثيراً لما قامت به الأحزاب والمنظمات فيما يتعلق بالتضامن مع الشيخ محمد المؤيد المختطف بطرق أجهزة العدالة الأمريكية عن طريق الاستدراج، ولا شك أن الحكم الصادر بحقه يدل دلالة واضحة على أن العدالة في عالمنا اليوم تعاني معاناة شديدة ، وأن الواجب رفض مثل هذا الحكم وإدانته ورفض مثل هذه الأساليب المسيئة إلى القضاء واستقلاله ونزاهته باعتبار ذلك أهم ما ينبغي أن يتم ، لكننا نأمل أيضاً أن لا ننسى ظلم ذوي القربى باعتباره أشد فضاضة من وقع الحسام المهند .
إن القضاء في بلادنا قد أصيب بالحكم الصادر ضد العالمين الديلمي ومفتاح إصابة مؤلمة ، وتعتقد هيئة الدفاع عنهما بأن الواجب على كل هيئات ومنظمات المجتمع المدني بل وعلى مؤسسات العدالة في اليمن أن تطالب بإعادة الاعتبار لهذه الهيئة ، وذلك بالإلغاء الفوري لهذا الحكم ومعاقبة من أصدره ، كونه قد أهدر حياة عالم دين وحريته ، وحرية آخر دونما مصوغ من القانون بل وبالمخالفة لكل القيم والأعراف والقوانين والمواثيق.
كما يجب العمل على عدم تكرار مثل هذا، وإلغاء المحكمة الجزائية المتخصصة كونها محكمة غير دستورية وغير مبررة لأنها تمتلك صلاحيات المحكمة الاستثنائية وأي محكمة من هذا النوع لا توجد في ظرف حرج ولفترة محددة في قرار إنشائها.
إننا نحيي تجاوبكم لما يخدم قضية الحرية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان، ونحيي استمراركم في السير في هذا الطريق المرتبط بكل جوانب الحياة.

-------------
كلمة المحامي/ محمد المخلافي:

الحضور جميعاً، السلام عليكم ورحمة الله،،،

نحن في هذا اللقاء وإن كان لقاء بعدد بسيط إلا أننا ندافع عن أقدس الحقوق وهو الحق في الحياة والحرية، وهذا الدفاع الذي يجب أن نعمل جميعاً من أجل أن يلتف حول أكبر عدد ممكن من الناس في اليمن وخارج اليمن، ليس دفاعاً فقط عن الاستاذ/ يحي الديلمي دفاعاً عن حياته وحريته وحرية زميله الاستاذ/ محمد مفتاح وإنما هو مساهمة منا لرفع العار عن جبين العصر عن جبين الدستور عن جبين الديمقراطية.
عن\\ما نعود إلى الحكم الصادر في حقهما سنجد أن الإدانة تتمثل في العزم على إنشاء جمعيات خيرية وعلمية بمعرضة الحرب في صعدة بمحاولة الاعتصام في إحدى مساجد صنعاء التأثير على رئيس الجمهورية لإيقاف الحرب وهذه المسائل جميعها أولاً نجدها حقوق مكفولة في الدستور وهي من حقوق المعارضة والتعبير عن الرأي وثانيها أنه لا توجد شرعية في العالم..لا توجد شريعة في العالم..لا يوجد دستور في العالم..لا توجد معاهدة تجرم مناهضة الحروب وإنما المجرَم هو الدعوة إلى الحروب وممارسة الحروب ، وهنا نجد أن هذا التجريم تجريم سياسي وعودة إلى ما قبل عودة القانون وما قبل الديمقراطية، وجميعنا يعلم أن الميزة الكبرى للديمقراطية أنها حولت الصراعات السياسية الدامية إلى تعاون وضمان حقوق ولم يكن هناك تجريم سياسي إلا في العصور الوسطى في أوروبا.
واليوم ونحن نتحدث عن الديمقراطية في اليمن ونتحدث عن نظام ديمقراطي نجد أن مثل هذا الحكم هو إعتداء بالدرجة الأولى على اسس النظام السياسي في اليمن واعتداء على حقوقنا جميعاً ونجد أيضاً في هذا الحكم أنه افترض خطر محتمل على اليمن دون وجود وقائع محددة.
والحكم بالإعدام بالذات تشترط فيه العهود والمواثيق الدولية التي تلتزم بها اليمن:
أولاً: ألا يكون إلا على أكثر الجرائم خطراً على المجتمع.
ثانياً: أن يترتب على الأفعال التي تثبت بالدليل الواضح والدليل المقنع نتيجة خطره تتمثل بدرجة أساسية بإزهاق الأرواح.
ونحن لا نجد أي تهمة من هذه التهم تتعلق بممارسة العنف أو إزهاق الأرواح وإنما بالعكس الدعوة إلى إيقاف حرب تزهق الأرواح.
ولما كان الأمر يتعلق بتجريم سياسي فإن من يجب أن يوجه إليه الخطاب هو صاحب القرار السياسي في البلاد وهو رئيس الجمهورية.
وبهذا الاقتراح أختتم قولي وشكراً.
صورة

وجدانُ الأمةِ
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 619
اشترك في: الثلاثاء فبراير 01, 2005 11:50 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة وجدانُ الأمةِ »

كلمة الاستاذة/ أمل الباشا:

صباح الخير جميعاً،،،

لا أدري ما أقول بعد كلام الأطفال، لكن هذا اللقاء يمثل إحدى أزمات النظام السياسي اليمني لأنه لولا وجود أزمة سياسية حقيقية لما كان هذا اللقاء، فما حدث هو خرق للدستور والقانون وللحلم اليمني الذي كلنا عشنا عليه منذ قيام الدولة اليمنية الحديثة.
أنما صدر من حكم جائر يخص الاستاذ الديلمي والحكم الآخر للعلامة مفتاح هو بكل المقاييس خرق للأعراف الدولية والمعاهدات والعهود التي التزمت بها الدولة اليمنية والنظام السياسي اليمني كنظام إسلامي أيضاً عليه أن يحترم هذه العهود.
والمادة السادسة من دستور الدولة اليمنية يؤكد على الالتزام بالعهود الدولية وبالإعلان العالمي لحقوق الإنسان وإلى آخره من المواثيق التي أصبحت اليمن طرفاً فيها.
منذ اسبوعين أو ثلاثة كنت في جنيف مع اللجنة المعنية لحقوق الإنسان وهي اللجنة التي تتابع مستوى تنفيذ اليمن للعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، وقد قدمت اليمن تقريراً مفصلاً وطويلاً حول مدى التزام الجمهورية اليمنية بالعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية وبأن ما يحدث من خروقات ومن اعتقالات من خرق للقانون والدستور اليمني والمعاهدات إنما هي تجاوزات فردية ولا تعبر عن سياسات الدولة.
وأنا أقول هنا أنه إذا كان هذا الكلام صحيحاً فإن على الدولة وعلى القيادة السياسية التي هي تمتلك كل خيوط القرار السياسي في هذه التربة الطيبة، عليها أن تلتزم بالعهود الدولية وعليها أن لا تغالط المجتمع الدولي على حساب حقوقنا...على حساب انتهاك حقوقنا المدنية والسياسية، وأهم حق أو الحقوق الأصيلة هو الحق في الحياة، فالله هو الذي خلقنا وهو الذي وهب الحياة ولا يحق لأي إنسان أن يصادر هذا الحق مهما كانت إلا كما حدده الشرع الكريم.
إنني هنا أطالب الجمهورية اليمنية والقيادة السياسية بأن يلتزموا بما جاء في تلك العهود وأيضاً بما نتج عن اجتماع اللجنة المعنية بحقوق الإنسان وهي اللجنة التي ناقشت تقرير الجمهورية اليمنية الأخير أو التقرير الرابع، وقد جاء في التوصيات بأنه على الجمهورية اليمنية أن تلتزم وأن تحترم تنفيذ العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية طالما أن اليمن طرفاً مصادقاً على هذا العهد، وطالبت أيضاً اللجنة بأن تلتزم اليمن بعدم توقيع عقوية الإعدام إلا في أَضيق الحدود وأن تعمل مستقبلاً على إلغاء هذه العقوبة، ولا أعتقد إنفاذ مثل هذا الحكم على العلامة الديلمي هو في أضيق الحدود كما استمعنا للاستاذ الزميل محمد المخلافي.
وطالبت أيضاً اللجنة المعنية بحقوق الإنسان اليمن بالعديد من الإجراءات وهو التحقيق في القضايا المتعلقة بالمعتقلين على ذمة الإرهاب وعلى ذمة حرب صعدة وتقديم تقرير خلال عام حول ما سيتم في هذا الموضوع.
ونتوقع من الجمهورية اليمنية والنظام السياسي ومن المؤتمر الشعبي " الحزب الحاكم" أن يلتزموا بمثل هذه القرارات، إما أن يلتزموا بحسب الخطاب السياسي المعلن أمام العالم الخارجي وأمامنا وأمام مؤسسات المجتمع المدني، أو أن يقولوا بأنه لا مكان لتنفيذ مثل ذلك.
وبالتالي ستغير من استراتيجيتنا في الطالبة بالتغيير والتحديث.
نحن نريد أن يكون هناك تغيير من الداخل، وهذه مطالب داخلية وهذه مطالب وطنية وهذه رغبة المجتمع اليمني بكامل طوائفه السياسية أن يكون هناك تغييراً وإصلاحاً حقيقياً، وهذه هي إحدى المطالب التي نطالب بها، نطالب بأن يكون هناك حرية للرأي والتعبير ، حرية التعبير مهما كانت درجة الإختلاف.
ونحن ندين أيضاً في نفس الوقت كل أشكال الإرهاب...كل أشكال العنف سواء كان عنف الدولة أو عنف الأفراد أو عنف الجماعات.
نحن ندعوا إلى حوار سلمي، أن تشتبك الأفكار، أن تكون مساحة الحرية "حرية الرأي والتعبير" متاحة للجميع وصولاً إلى أن نحقق مجتمع الحرية، مجتمع السلام، مجتمع الأمن.
نأمن كلنا عندما نتحدث بأن حقوقنا مكفولة في مسألة الرأي و التعبير وأن حق الآخر أيضاً مكفول مهما كان إختلافنا معه في الرأي.
المهم أن هذا الرأي لا يدعو إلى العنف، لا يدعو إلى الاقتتال، لا يدعو إلى الاحتراب، ولا يدعو إلى العودة إلى شريعة الغاب.
علينا أن نحتكم إلى القانون، فالقانون هو الذي لابد أن يكون هو المرجعية للجميع،ووجود القانون هو الأساس لقيام الدولة اليمنية الحديثة، وإلا فعلينا أن نسدل الستار على الدولة الديمقراطية ونعود الأدراج ونتفق فيما بعد ربما عن طريقة أخرى لتحقيق الدولة المنية الحديثة.
وشكراً جزيلاً،،،
صورة

وجدانُ الأمةِ
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 619
اشترك في: الثلاثاء فبراير 01, 2005 11:50 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة وجدانُ الأمةِ »

كلمة الدكتورة / آمال حجر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام ، الحمد لله الذي انعم علينا بعمة القرآن، الحمد لله الذي أنعم علينا بسيد الأحرار سيدنا محمد صلى الله عليه وآله الأطهار،،،
في البداية أتقدم بالشكر الجزيل لجميع من لبى دعوتنا وتضامن معنا وتضامن مع الحق واعتصم بحبل الله التزاماً بقول الله تعالى (( واعتصموا بحبل الله جميعاً )).
في الحقيقة كانت هذه الفترة أو هذه السنة بالنسبة لي فترة قاسية في حياتي لأني لأول مرة ارتطم بالظلم والقهر وعلمت من خلال هذه الفترة أن هناك صحراء قاحلة مليئة بالكثير من المظلومين والمقهورين والمحروقين على هذه الأرض ، كدت أصاب باليأس لولا أ، وجدت بعض الواحات في هذه الصحراء القاحلة منه الواحة الأولى منتدى الشقائق العربي ممثلة بالأخت العزيزة / آمال الباشا والأخ الكريم / نبيل عبد الحفيظ والأخت العزيزة / رنا غانم ، ثم تعرفنا على منظمة هود والمرصد وغيرها من منظمات المجتمع المدني وكذلك الكثير من الشخصيات الاجتماعية التي هي ممتلئة بالخير لتعود بي الذكريات إلى حديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (( أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوباً وأرق أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية )) فما يزال الكثير من الخير موجود في هذا الوطن.
يسعدني أن يجتمع اليوم الكثير من الأحزاب والمنظمات لأتكلم باسم قضيتي ومظلوميتى وكذلك مظلومية الآخرين فهناك الكثير من المظلومين في السجون هناك الكثير من المقهورين والمعذبين فمن سيقوم لهؤلاء ؟ من سيساعد المظلومين ؟إن لم يكن أنتم فمن ؟
في الفترة الأخيرة شاهدنا كلنا بأعيننا الظلم في المظاهرات المدنية الأخيرة في صنعاء وبقية المحافظات .لقد أعتقل الكثير من الأحداث وقتل الكثير من الأبرياء فمن تكلم باسم هؤلاء ؟ من للأم الثكلى ؟ من للمرأة الأرملة ؟ من للأيتام ؟
كثيرون هم ولكنا لا نعلمهم . قد تكون قضيتنا معروفة والعلامة / يحيى الديلمي معروف والقاضي لقمان معروف والعلامة / محمد مفتاح معروف . من للناس الذين لا نعرفهم ؟ من للأم التي فقدت أبنها تحدثني أدى السيدات عن أحد الضحايا في الحديدة القتلى بالطريقة العشوائية والوحشية .
طفل عمره ثمان سنوات يبيع الأيسكريم من أجل أن يعود بالمال البسيط لوالدته أصيب الطفل بطلقة نارية ، كان الطفل يلفظ أنفاسه الأخيرة ويقول لمن حوله أعطوا مائة الريال هذه لوالدتي من لهؤلاء ؟ من الذي سيدافع عن المظلومين والمحروقين في هذا البلد .
إن لم نترفع عن مصالحنا الشخصية ، إن لم نترفع عن اختلافاتنا الفكرية والأيدلوجية ، لابد من تكاتف الجميع من أجل جميع المظلومين والمقهورين في هذه الأرض .
اليوم قد للمحاكمة أربعين شخصاً تقريباً ومن ضمن الذين سيحاكمون الأخت / إنتصار السياني هذه المرأة التي نعلم براءتها من أي اتهام بل أن الأشخاص الين قدموا للمحاكمة اضربوا عن الطعام لإدخال السلطة هذه المرأة في قضية ليس لها أي علاقة بها .
من سيدافع عن هذه المرأة ؟
هذا هو دور الأحزاب السياسية ودور منظمات المجتمع المدني ودور كل فرد من ، الله سبحانه وتعالى يأمرنا جميعاً بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى (( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )) ويقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (( لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لكم ))
لا بد أن تترفع الأحزاب السياسية عن المصالح الشخصية لكل حزب ويتكاتف الجميع من أجل أبناء هذه الوطن . لابد أن يتكاتف الجميع من أجل المظلومين والمقهورين الأبرياء الذين لا نعلمهم ولا نعرف أسمائهم وهم بالآلاف كما علمت في هذه السنة فقط في صنعاء فقط فكيف ببقية المحافظات والقرى والمدن.
واخص دور وسائل الإعلام أن تهتم بهذا الدور وتهتم بنقل الحقائق إلى جميع الناس عن ما يحصل ولا يكون عملها انحيازي لحزب أو مصلحة ، مع احترامي الشديد للمؤسسات الإعلامية التي غطت لنا وللآخرين .
وفي الأخير أتقدم من هذا المنبر بالشكر الجزيل والشكر العرفان بالجميل اللامتناهي للعلامة يحيى حسين الديلمي ذلك الإنسان الذي عرفنا بدورنا وهدفنا من الحياة ذلك الإنسان الذي لا يميز بين آدمية البشر فهو لا يفرق بين ذكر أو انثى ذلك الإنسان الذي زرع في قلبي الثقة بنفسي والذي احترم إنسانيتي .
هذا الإنسان العظيم الآن في قفص الإتهام بل لقد حوكم وحكم عليه بالإعدام لتكون الصدمة الكبرى لي وللكثير من الناس ، لكن الصدمة الأكبر أن الكثير يقلل من شأن الحكم بقوله سيأتي من عفو ، لا تقلقوا سيأتي عفو هل القلق من عفو أو نحوه هل نقلق لهذه الأشياء ، إلا نستحيي أن يحكم على إنسان فاضل بالإعدام وان يتلفظ إنسان بالحكم على قتل إنسان بريء ونحن لا نبالي ونماطل ونسوف . مجرد التلفظ بهذا الحكم إهدار لجميع الحقوق الإنسانية
إذا كان هذا الشخص أصدر عليه هذا الحكم وهو المعروف بين الناس كيف ببقية الناس الذين لا نعرفهم ، كيف ببقية الناس الذين ليس لهم مدافع ، كيف بالآخرين .
لا بد أن نتكاتف جميعاً لكي نطالب باستقلال القضاء وأن يكون هناك عدالة في البلاد لأنه لا نضمن في يوم من الأيام أن يؤخذ أحد الحاضرين في القاعة ويحاكم بنفس الطريقة وهذه المحكمة قد حوكم فيها الكثيرين وكثير من الأحكام الباطلة ونحن لا نعلم .
في الأخير أتقدم بالشكر الجزيل لجميع من تضامن معنا وأخص بالذكر الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر ومنظمات المجتمع المدني وصحيفة يمن تايمز.
صورة

وجدانُ الأمةِ
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 619
اشترك في: الثلاثاء فبراير 01, 2005 11:50 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة وجدانُ الأمةِ »

كلمة أبناء العلامة/ محمد أحمد مفتاح:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وبعد،،،
أبائي أمهاتي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
حلمي أنا وأخي واختي، الذي حرمونا منه من يسمون أنفسهم حماة الدستور والقانون، الذين اعتقلوا والدنا ظلماً واستبداداً وحاكموه دون إعطائه حتى القليل من العدالة، حرموه من كل شيء، هل تعلمون لماذا كل هذا العذاب؟
لأنه ببساطة قال كلمة حق في حرب صعدة، قال يحكِموا العقل ولا يلجأوا إلى استخدام السلام لحل الأزمة، أحس أن هذه الكلمة كانت واجبة عليه، كان يظن أنها ستصل إلى أناس يعقلونها ويكفوا عن سفك دماء البشر وهدم منازلهم ويكفوا عن الخراب والدمار، ولكن يا للأسف وصلت هذه الكلمة التي ألقاها في يوم الجمعة 10/6/2004م، وكانت النتيجة أنه بعد أسبوع واحد فقط أتت إلى منزلنا قوة مسلحة مرعبة مدججة بالأسلحة، وكأنهم على وشك البدء بمعركة، جاءوا في ليل ملم يوم الخميس 16/9/2004م الساعة العاشرة مساءً بينما كنت أنا وأخي أمير الدين نائمين في السيارة من الإرهاق والتعب، فقد كنا في الحيمة الخارجية مع والدنا ذلك اليوم لأنه كان يشرف على عمل هناك، هذا العمل هو عبارة عن مشروع بناء سد لحجز مياه الأمطار" سد ماء" كلفه بهذا العمل السيد العلامة/ حمود بن عباس المؤيد" وكانت هذه تهمة لوالدي اتهمه بها أبطال الأمن السياسي الأشاوس.
أتوا أولئك المتوحشين وأخذوا والدي ولم يتركوا له حتى فرصة لإخبار أحد أنهم سيأخذونه تلك الليلة المشؤومة القاسية كاد الحزن والقهر والألم أن يمزق قلوبنا أنا وإخوتي، لم نستطع النوم، وإذا حاولنا النوم هاجمتنا الكوابيس والأحلام المرعبة والأرق، خاصة أخي الصغير أمير الدين فقد عانى مرتين، المرة الأولى في الاعتقال الأول، والمرة الثانية في الاعتقال الثاني، أولئك البشر (مجازاً) لا يراعون ديناً ولا عرفاً ولا تقاليد ولا أخلاق ولا حرمة ولا حتى طفولة ، يخطفون الناس بدون أوامر قضائية ، ودون أن يعلم أحد ، ويأخذونهم إلى أماكن مجهولة ، وينكرون وجودهم ، وهذا ما حصل لوالدي ولكثير من المعتقلين ، أنكروا وجود والدي لديهم وهذا ما أفزعنا كثيراً ، وأخافنا جداً ، لا تصدقوا كم كانت المعاناة شديدة علي وعلى أخوتي ووالدتي وجميع أهلنا ، كانت المعاناة شديدة جداً ، وكاد الخوف والرعب على حياة والدي يصيبني أنا وأخواتي بالانهيار ، لم نكن نعرف أين والدنا الحبيب ؟ هل كان حي أو لا ؟ هل هو في الأمن السياسي أو لا؟ هل هو في صنعاء أو لا ؟ هل هو في اليمن أو لا ؟ لم نكن نعرف إلى أين أخذوه ؟ إلى أي جهة أخذوه ؟ لم نكن نعلم ماذا فعلوا به ؟ أخفوه تماماً ، بقينا حوالي شهرين على هذا الحال المريع ، شهرين على أعصابنا ، شهرين في حالة من عدم الاستيعاب لما يجري ، شهرين من البحث عن والدنا الغالي.
ذهبنا إلى جميع فروع الأمن السياسي في صنعاء ، لكن متحجري القلوب كانوا ينكرون وجوده إنكار قاطع ، استمرينا بالبحث حتى قرأنا خبر كان وقعه علينا كالصاعقة ، فقد كنا نتصفح جريدة في شهر رمضان المبارك و إذا بعنوان بالبند العريض يتحدث عن والدنا في المستشفى ( في أحد مستشفيات صنعاء) وأنه يعاني من إصابات بالغة من جراء التعذيب في الأمن السياسي، لا تتصورون ذلك اليوم كان وقع هذا الخبر علينا كالطامة على رؤوسنا ، فعلاً لقد أصبنا بحالة انهيار كامل ، فقد كان وقع الخبر قاسي جداً جداً ، ذهبنا إلى المستشفى المشار إليه في تلك الجريدة فلم نجده هناك ، قالوا إذا لم تصدقونا ابحثوا في كل أرجاء المستشفى ، ومن هنا بدأت رحلة البحث من جديد ، ذهبنا أكثر من 100 مرة إلى الأمن السياسي واعتصمنا هناك حتى اعترفوا أخيراً بوجود والدنا عندهم ( الاعتراف فقط) ، ثم بدأت رحلة أخرى وهي رحلة سماح بزيارة ، فقد منعنا من زيارة والدنا 75 يوماً ، حتى كدنا أن ننسى شكل والدنا لولا وجود بعض الصور الفوتوغرافية التي تذكرنا بشكله ، كلما كنت أنا وأخي أمير وأختي أميرة نتفرج على تلك الصور كانت الدموع تتساقط من عيوننا بدون إرادة منا وكانت القبلات تنهال على صور والدي وخاصة من أخي الصغير ، لم يكن يرضى النوم إلا وهو يضمها إلى صدره ، وكأن اللقاء بالوالد ورؤيته من الأحلام البعيدة والمستحيلة واستمرينا على هذا الحال شهرين ونصف، مر علينا شهر شعبان وكذلك شهر رمضان المبارك ونصف من شوال ، بدون رؤية والدنا ، مر علينا عيد رمضان الماضي بكل قسوة ووحشة وألم ، وخاصة بعد الإرهاب الذي حصل لنا من تفتيش لمنزلنا في منتصف شهر رمضان الكريم من قوات الأمن السياسي المسلحة ، كنا نشعر في هذا العيد بالوحدة الشديدة ، والغربة في هذا الوطن الكبير ، والحنين إلى والدنا الحبيب ، غابت الفرحة بكل معانيها ، وانطفأت البسمة من شفاهنا ، وخيم الحزن على بيتنا الصغير الذي كان شعلة من الحيوية والنشاط والسعادة ، مر هذا العيد بصعوبة وبطء ، إلى يوم من أحد الأيام اتصل بنا عمي أخو والدي وقال لنا أنهم سمحوا بالزيارة لوالدي في معتقله في الأمن السياسي ، لم أصدق الخبر ، سألته عدة مرات هل هذا الخبر صحيح؟ أكد لي عمي أن الخبر صحيح ، أحسست بروحي ترفرف في الفضاء ، غمرتنا السعادة بهذا الخبر ، مرت علينا الأيام مثل السنوات حتى أتى موعد أول زيارة بعد 75 يوم من الاعتقال الظالم ، وصلنا إلى هناك ، وقابلتنا عراقيل وصعوبات مفتعلة عندما وصلنا إلى هناك.
أول زيارة لنا بعد مضي 75 يوماً ، ولكن بإصرارنا على الزيارة ، سمحوا لنا بها على مضض ، دخلنا إلى ذلك المبنى المخيف ( مبنى الأمن السياسي) وكان اللقاء بوالدي بعد غياب طويل جداً ، أول ما التقيت بوالدي أحسست أني في عالم آخر ، نسيت المكان والزمان ولم أر سوى والدي ، أسرعت إليه وكأنني أسابق الرياح ، ونسيت أو لم أر ذلك الحديد الذي يفصل بيننا ( الشبك ) كانت صدمة في البداية لكنني تجرعتها بألم وسكوت ، رأيت والدي من خلف القضبان ، كم كنت أتمنى إن بقربه أو ألمس يديه وأقبلهما ، ولو للحظة واحدة لنسترد الحنان والعطف الذي رحمونا منه أولئك الحاقدون ، فأين هي العدالة ؟ ويكف ستتحقق وابسط حقوقنا ممنوعة ؟ أي قانون وشريعة يجيز أن يبقى إباؤنا خلف القضبان ممنوعون من أبسط حقوقهم وبتهم ملفقة؟ تمضي الأيام بألم وقهر وبؤس وحزن مادام الظلم واستبداد وتلفيق التهم الكاذبة والباطلة التي والدي برئ منها براءة الذئب من دم يوسف ، ما أقسى الحياة بدون أب يحنو على أولاده وبعطف عليهم ويرشدهم وينير لهم طريق الحق والصواب ، سواء لأولاده أو لغيرهم ، معاناة مريرة وقاسية نتجرعها ببعد والدنا عنا ، في الأخير أتساءل إذا كنتم أيها الظلمة الحاقدون العابثون بأرواح ومصير الناس ومشاعرهم هذا ما تريدونه لنا؟؟
أعني المعاناة والألم والقهر والعذاب بأخذ ابائنا من بيننا؟ فقد نجحتم وبإمتياز ، لكن سؤالي لكم قبل أن أختم رسالتي ، لماذ كل هذا ؟ ماذا فعل والدي ليحصل له كل هذا؟ ما هو الذنب أو الجرم الذي فعله حتى يحصل له كل هذا؟ هل كنتم تريدونه أصم أبكم لا يتكلم عن الخطأ ، لا ينصح ، لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ؟ وهناك رسالة أخيرة مني ومن أخي وأختي وهي أننا نطالب رئيس الجمهورية بإعدامنا بدلاً عن الوالد العلامة يحيى الديلمي لثقتنا المطلقة ببراءته ، وحتى لا يضيع الحق والدين بقتل العلماء الصادقين وسجنهم ، والله على ما نقول شهيد.
وفي الأخير أرجو أن تتقبلوا اعتذاري لطول رسالتي فهذه قطرة من بحر المعاناة ، وغيض من فيض ، والألم والحزن مستمر حتى خروج والدي والعلامة يحيى الديلمي والقاضي لقمان وجميع المظلومين من مقبرة الأحياء ( السجن المركزي).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبناؤكم : طه أحمد مفتاح
أميرة محمد أحمد مفتاح
أمير الدين محمد أحمد مفتاح.
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“