ماليزيا: النهضة بتحقيق الاكتفاء الغذائي وتوفير الأمن

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
freedom
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 159
اشترك في: الثلاثاء مايو 03, 2005 7:22 am

ماليزيا: النهضة بتحقيق الاكتفاء الغذائي وتوفير الأمن

مشاركة بواسطة freedom »

إسلام أون لاين

دعت ماليزيا الحكومات الإسلامية إلى تطبيق نظرية نبي الله يوسف الصديق عليه السلام لتحقيق النهضة، موضحة أنها تقوم على ركيزتين هما تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، وتوفير الأمن لمواطنيها. واعتبرت أن مشروع "الإسلام الحضاري" الذي تتبناه لاستنهاض الشعوب الإسلامية لتحقيق التنمية يقوم على هذه النظرية.
جاء ذلك في افتتاح المؤتمر الثالث لـ"الاتحاد الإسلامي الدولي للعمل" الذي بدأ أعماله الإثنين 25 يوليو 2005 في العاصمة الماليزية كوالالمبور ويستمر على مدى 3 أيام تحت شعار "معا بقدراتنا من أجل اكتفاء وإنماء مجتمعاتنا: أمانة وإتقان.. عدالة وتعاون".
وتشارك في المؤتمر الذي تستضيفه جمعية الدعوة الإسلامية الماليزية وفود ومنظمات عمالية ونقابية ونسائية من دول عربية وإسلامية من بينها مصر والمغرب والجزائر وفلسطين ولبنان وسوريا واليمن والسودان والأردن وإيران وباكستان وبنجلاديش وإندونيسيا وماليزيا، إضافة إلى وفود ومنظمات من خارج العالم الإسلامي وبلاد المهجر.
وفي كلمته بالجلسة الافتتاحية، قال عبد الحميد عثمان مستشار رئيس الوزراء الماليزي للشئون الإسلامية: إن "الدولة التي تفهم الإسلام على الوجه الصحيح لا يمكن إلا أن تحقق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وتكفل الأمن لمواطنيها، وإن المسلمين لو وعوا الدرس الذي قدمه لهم نبي الله يوسف عليه السلام لكانت أوضاعهم أفضل مما هي عليه الآن"، مشيرا إلى أنه تمكن من "تدبير طعام أهل مصر طوال سبع سنوات كاملة من القحط، في حين لا تستطيع معظم الدول الإسلامية (الآن) توفير الطعام لشعوبها سبعة أشهر فقط".
وأشار عثمان إلى أن "ماليزيا أطلقت مشروع (الإسلام الحضاري) لبناء نهضة الوطن والأمة، وهو مشروع يسعي لإعادة فهم القرآن الكريم والرسالة الإسلامية فهما بناء يعيد الاعتبار لقيم العمل والبناء، بعيدا عن الفهم السلبي الذي تسبب فيه الاستعمار".
وقال: إن مشروع الإسلام الحضاري "يقوم على التمييز بين العقيدة والشريعة باعتبار أن الأولى ثابتة والثانية مرنة قابلة للاجتهاد والتطور، وأن هذا الطرح يستلهم قول الرسول صلي الله عليه وسلم: (أنتم أعلم بأمور دنياكم). كما أنه طرح منفتح على الآخر يقبل بكل ما لديه من خبرات وتجارب".
وفي تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" الإثنين، قال مستشار الشئون الدينية لرئيس الوزراء الماليزي: إن بلاده "تسعى من خلال مشروع الإسلام الحضاري إلى استنهاض الشعوب الإسلامية لتحقيق التنمية التي تكفل لها العيش الكريم... وتفعيل طاقات الموارد البشرية في عالمنا الإسلامي".

إنجاز شروط النهضة
وأكد مقرر المؤتمر سعيد خالد الحسن الأمين العام لـ"الاتحاد الإسلامي الدولي للعمل" أن هذا المؤتمر "يأتي في سياق السعي إلى تعبئة طاقات العمل والحركة النقابية العربية والإسلامية للدفع بالجهود التنموية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في العالم الإسلامي وإنجاز شروط النهضة".
وأشار إلى أن المؤتمر يهدف إلى "تقديم خطاب إسلامي يتبنى قيم العدالة الاجتماعية ويؤكد عليها في ظل العولمة التي أحدثت تغييرات هيكلية واقتصادية لم تراع البعد الاجتماعي، في الوقت الذي يهدف لإرساء العلاقات بين العمال وأرباب العمل على أساس من المبادئ المستقرة أصولها وقيمها في التراث الإسلامي".
والاتحاد الإسلامي الدولي للعمل هو هيئة دولية مستقلة غير حكومية، تأسست عام 1981 بهدف تمثيل قوة العمل لأبناء البلدان الإسلامية على اختلاف دياناتهم ومعتقداتهم وأصولهم، والدفاع عن مصالحهم ومصالح شعوبهم وأمتهم وجالياتهم في المهجر.

من جانبه أثنى الشيخ علي جمعة مفتي مصر على العمل النقابي الإسلامي واعتبره امتدادا لمؤسسات الأمة الفاعلة التي يجب دعمها وتقويتها.
وفي رسالة وجهها للمؤتمر حملت عنوان "العمل النقابي الإسلامي وسعي محمود: مداخل التراحم والتلاحم في أمة الإسلام" قال جمعة: إن "نموذج التوازن والاتزان والوزن بمرجعية صادقة وشرعية عادلة، الذي يتمثل في حضارة الإسلام الأصيلة، هو الذي جعل من الأعمال الجمعية داخل الأمة وعبرها وسيطا ومعبرا ومدخلا وملاطا لتماسك الكيان ودعم بنائه وتجديده وتسويته وتنميته والارتقاء به".
واعتبر جمعة أن منهج التعامل مع العمل النقابي الإسلامي يقتضي "توجيهه نحو غايتين أساسيتين متصلتين: وحدة الأمة بتعزيز الانتماء لها، وقوة الأمة بدفع عجلة التنمية فيها". وأضاف أنه "بين الانتماء والتنمية واصلةُ معنى وليس فقط اشتقاقةُ مبنى".
وتابع أن "فقد الانتماء كفيل بالقضاء على كل محاولة نماء. إنه مثال البناء في غير المِلك، والحج في غير الوقت، وانتظار الثمرة من الصخرة.. هو الوهم الذي لا يستقيم معه عقل ولا فهم".
وانتهى جمعة إلى أن "إحياء الأمة وإنماءها مهمتان لا تتواليان، بل في النماء حياة، ولا تحيا الأمة إلا حياة النمو والنماء".

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“