تكون أو لا تكون: هل تلك القضية؟

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

تكون أو لا تكون: هل تلك القضية؟

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

تكون أو لا تكون هل تلك القضية؟

أغلب، إن لم يكن جميع القراء سيظن وقوع خطأ في العنوان. فهاملت لم يكن يتساءل في عبارته المشهورة وإنما كان يقرر.
نعم! في ذلك الوقت فإن هاملت كان يقرر، ولكنه لو قام بذلك الدور اليوم، أو في أي وقت خلال المائة سنة التي مضت، فإنه وبنفسه كان سيشكك، بل ربما سيتوقف عن تكرار عبارته المشهورة. وأستطيع أن أذهب أبعد من هذا، فأقول وبدرجة عالية من الثقة أنه كان سيستبدلها بعبارة ألصق بالذهنيات السائدة اليوم. عبارة من نحو: "أن تملك أو لا تملك، تلك هي القضية". وإلا فإنه إن أصر على عبارته الأولى فإنه سينطق ألغازاً لجمهور مؤلف ممن فقد الاستطاعة لأن يستوعب أو يقدِّر مفهوم: "أن تكون".
لقد أصبحت عبارة "أن تكون" ذكرى بعيدة. شعار تتغنى به المثالية المغتربة عن واقع اليوم، أو المحمية من مآسي الجماهير. أناس يسكنون أبراجاً عاجية مبنية على تأملات سقراط، أو يد سميث الخفية.
أياً كان الأمر، فإن وعي هذا الزمن ومنظومته القيمية قد تم تشكيلهما بيد واقع اجتماعي وأحوال اقتصادية تعظم من شأن شعار جديد هو: "أن تملك" ، وهذا الأمر قد أدى بنا إلى حالة مزرية.
عندما كنَّا نعيش في ثقافة "أن تكون" فإن مسارنا الكوني ـ سواء بطبعه أو بتصميمه ـ لم يكن يتقاطع مع مسار أحد من الناس. كما لم تكن الموارد الكونية لهذا المسار محدودة زمناً أو مكاناً أو كماً. بل إنها لم تكن مشتركة أصلاً. فكل ما كان على المرء إذا ما أراد "أن يكون" هو أن يكون. بكل بساطة. وبالتالي فإن كل من كان لديه وعي كافي اتجه نحو أن يكون، حراً من جميع مشاعر منافسة الآخرين السائرين في المسار نفسه.
مثل هذا الحال ترك صراعات البقاء والمنافسة في دائرة الأمور التي "لم تكن القضية". أمور مهمة أو تافهة ولكن لم تكن حيوية وفق فلسفتنا للحياة.
ولا داعي لأن أؤكد أنني لا ألمح ولو من بعيد أن الناس والمجتمعات كانت تعيش في سلام ونعيم. كلا! لم يكونوا، ولن يكونوا. فمع أنهم كانوا يفكرون بمنطق "أن تكون" إلا أنهم كانوا يمارسون أعمالهم وفق منهج "أن تملك". ولعل سبب ذلك هو غياب الجسر بين الفكر والسلوك، الثقافة والحضارة، أو عدم ملائمة النظام الفلسفي الكلي، أو ضعف فاعلية النظام التربوي، أو عجز القيادات الموجودة أو جميع ذلك معاً، أو غير ذلك من الأسباب.
وعليه فقد كان لدينا مجموعتان من الناس. الغالبية التي اختارت خوض معركة البقاء والمنافسة في جبهات "أن تملك"؛ وتلك الأقلية التي اختارت أن لا تلهي نفسها في مثل تلك الترهات. ولكن مع الاختلاف في السلوك بينهما، إلا أنهما اتفقا معاً على أن الصواب والمثالي والنموذجي، كان مع الأقلية، كان مع الفكرة: "أن تكون".
ثم تغيرت الأمور بسبب مجموعة من الأسباب المركبة والفوضوية.
لقد كانت كثير من أمراض المجتمع نابعة من سلوك "أن تملك". ومع ذلك ففي سياق المسافة المتزايدة بين الفكر والسلوك، المثال والواقع، وغيرها من الأسباب، بدا معقولاً افتراض أن الفكر يكون انعكاساً للواقع، بدلاً من أن نقول إن الفكر يشكل الواقع، أو يحاول على الأقل. وبالتالي فقد تكونت ثقافة "أن تملك"، ثم سوغت فلسفياً، ومع الزمن تم مأسستها اجتماعياً واقتصادياً.
وبذلك نشأت أشكال جديدة من العلاقات الاجتماعية.
إن ثقافة "أن تملك" تفترض أن على المرء مد يده ليأخذ. وفي هذه العملية حيث إن الأخذ سيكون حتماً من مصدر مشترك، فإنه من المتوقع تشابك الأيدي، وسيصبح النزع هو الطبيعي. وتتضاعف المشكلة لما نعلم أن موارد "أن تملك" محدودة زمناً، ومكاناً، وكماً. كما لا يمكن أن تتم المشاركة التامة فيها. فما سيأخذه شخص سيؤدي إلى حرمان شخص آخر. فإذا كان كل ما يريده المرء هو "أن يملك"، إذا صارت قضية هاملت: "أن تملك أو لا تملك"، فإن ذلك يعني حتماً أن حقيقة ما يريده المرء هو حرمان الآخرين. وعليه فإن كل فرد في مثل هذه الثقافة، بتفكيرهم السطحي، سيكون عائشاً في شعور متواصل من تحدي الآخرين الباحثين مثله عن "أن تملك".
في هذا السياق تولدت ثقافة أخرى هي ثقافة صراع البقاء، وخلال فترة وجيزة انتشرت الثقافتان محلياً ومن ثم عالمياً.
ولحسن حظ البعض، قبل أن تترسخ تلك الثقافتان تم إنشاء مؤسسة سياسية اسمها الديمقراطية، حيث خففت كثيراً من شرورهما.
ولكن لسوء حظنا ـ نحن القابعين في الركن العربي من العالم ـ فإن تلك الثقافتين قد ترسختا بغير أن توجد إرادة سياسية لتغييرهما أو لتقييد أثرهما المدمر، وأيضاً بغير أن يوجد إطار مؤسساتي يمكن أن يرفع بعض مآسيهما.

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

:) :) :)
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

السلام عليكم

استاذنا الفاضل عبدالله كلام عالي جدا !
أخي في الله
شعار أن "تكون أو لا تكون" .

له العديد من الجوانب المشرقة فهو يحمل في طياته أكثر من معنى مشع ومشرق وبرغم ايجابيته الا أن هذه الايجابية ليست مكتملة مع الاسف بل وليست مطلقة .
أعتقد أن سلبيته تكمن في محدودية المدة المقدرة "لأن تكون ".
وبالفعل سلك الكثير ممن يحملون صفة التكليف منهج "أن تكون" وبالفعل كانوا وبنسب متفاوتة أو على الاقل كان بعضهم والبعض الاخر "لم يكن" برغم محاولاته الجادة ومع هذا ذهب الكل (من كان ومن لم يكن) الى هناك من أجل الحساب !!!
وكان الفناء هو سيد الموقف في نهاية المطاف .
مثل هذه الشعارات والتى نبعت وخرجت من عالم المعاناة تارةً وعالم البرجوازية تارةً أخرى عالم الصراع مع الذات ومع الواقع المعاش عالم الصراع مع عوامل البيئة... الخ
بالفعل لن تخدم الفكر الانساني ولا تزيده الا شواهةً وعيوبا .
وحتى ذلك الشعار الآخر "أن تملك" هو ايضا يمثل بعدا آخرا من الانحطاط الفكري الانساني والذي سيذهب ذات يوم الى الهاوية .
وقد أجد ايضا أن هذا الشعار أعني شعار "أن تملك" كان له صداه منذ الازل ايضا
لكني أعتقد أن جامعا رتيبا مدركا يجمع بين شعار {المنافسة} المطلقة "تكون أو لا تكون" وبين شعار {الاطماع} المطلقة "أن تملك" هذا الجامع وبصورة مختزلة اسمه "حب الظهور"" حب الذات " عبادة الأنا " بلى الكل يعبد (الأنا) هذه بطرق مباشرة أو غير مباشرة لا يهم .... ودائما الا من رحم الله !
في بداية حديثي ذكرتُ كلاماً مفاده أن شعار "تكون أو لا تكون" له جوانب مشعة ومشرقة وهذا في ما يسمي وبصورة مختزلة ايضا "بالمنافسة الشريفة" الخالية من مرض (الأنا) ولن يصفو كدر هذه المنافسة ايضا الا في حالة واحدة فقط اذا ذابت هذه (الأنا) في قالب مخصوص أنت أكثرُ الناسِ معرفةً به!!
قد أكون بكلامي هذا مصنفا ضمن خط "الرجعيين والمثاليين أو التقليديين" لكن صدقني كل هذه المناهج والشعارات فارغة المضمون حتى النخاع لا حياة فيها.
الا شعار "المنافسة الشريفة" القائم على مبدأ نسيان الحقوق الذاتية الشخصية بالخالص ؛
ومن خلال الصراع الماضي الذي كان بالامس أو من خلال صراع اليوم بين هذه الشعارات تبرز الى عالم الوجود تلك الحقيقة الغائبة !
كما أن اقرب المقربين لهذه الشعارات المرفوعة قد تنكروا لها أخيرا عند ما صدموا بفاجعة الحقيقة وغداً لناظره قريب .!
بيد أن عالم اليوم امسى أكثر وحشية وقساوة فلم يعد يعرف فنون الصراع وادبيات تلك المدارس بسبب غياب الطرف الاخر من المعادلة عالم اليوم لم يعد يرحم حتى صغاره والذين قذف الحق سبحانه في قلوب رافعي هذه الشعارات حبهم!!!
لكن صدقني هناك نتيجة واضحة مفادها أن تلك القلوب قد خلت تماما مما قذف الحق فيها لتصبح ولتمسي بلا رحمة ولا شفقة شوهاء قاسية ممسوخة .
أعرف وأعلم أن عالم الحيون زاخر بالكثير من الامثلة الوحشية المخيفة فقد أخبرنا العلم الحضاري أن الاسد قد يأكل الاسد تلك الاشبال التى تلعب من حوله ليقطع مدة الرضاع عنها من أجل اشباع رغبته الجنسية!!!
كما أنه قد يأكل تلك الاشبال من اجل الحصول على مادة "البروتين" لكنه معذور في نهاية المطاف فالذي يقوده عالم آخر اسمه عالم الغريزة والذي لا يميز بين الاشياء كثيرا!
لكن أن تصدر هذه الافعال من عالم العقلاء والذين يتميزون عن عالم الحيوان بالكثير من الميزات فهذا امر يستوجب الوقوف طويلا !!!!!!!
فهل يحكمنا اليوم عالم الغريزة ؟
لا عالم العقل والادراك والفهم ؟؟
أعتقد انه هناك أكثر من مؤشر يدل على هذا .
ظهرت هذه المؤشرات وبشكل ملحوظ عند ما فقدنا الجزء الاخر من المعادلة واصبحنا نعيش في ظل هيمنة القطب الاوحاد المتفرد والذي قال ذات يوم "سنقاتل الافغان ولن نرحمهم وإن رحمهم الله "!!!
هذا القطب الاوحد صاحب الحضارة الزائفة اخذ يستفيد من كل شيء.!
حتى من خط المعارضة داخل الدول الديمقراطية أو الثقراطية بل ويستفيد من "المتدينين الاسلاميين والذين يرفعون شعار الجهاد وهم في الحقيقة يسعون في الارض بالفساد " فهو وهم يحيكون خيوط المؤامرة خلف الكواليس ليضربوا معالم الاسلام و سمعته في عقر داره وبين حملته وبطرق غير مباشرة ربما.
إن وضعنا اليوم بحاجة ماسة لمسألة المعجز ليس الا.
وما اشبهه بحقبة زمنية عاشتها قبائل العرب في ظل الهيمنة الرومانية بعد اختفاء حضارة فارس وانهيارها وكأن التاريخ يعيد نفسه!!!
لكن السؤال الآن هل نحن من يستحق هذا الامر الالهي الخارق المعجز ؟؟!!
هذا مالم أجد له جوابا حتى الآن!!!
السلام عليكم
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

سيدي العزيز

كلما أتيت للتعليق على ما أوردتموه طرأت علي صوارف.
وهي عموماً بعض ملاحظات لا غير، ولكنها تحتاج إلى تأمل فيما كتبتموه ثم تأمل في الصياغة التي تحمل المعنى الذي أقصده، خصوصاً والموضوع يتناول أمراً أتصوره من القضايا المشكلة في حياتنا الاجتماعية والسياسية.

عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

سيدي الكريم
وعليكم أفضل السلام ورحمة الله وبركاته

أولاً العذر منكم على تأخر الجواب، ولكن الأيام الأخيرة كانت مليئة بالمشاغل وتخللتها بعض أسفار.

بخصوص ملاحظاتكم، فأكرر لكم الشكر على لفت الانتباه إلى بعض القضايا ولي بعض ملاحظات:
1. ذكرتم أن هذه الإيجابية ليست مكتملة بسبب محدودية المدة المقدرة لأن تكون.
ولكن أليس أي شعار هكذا؟
2. ذكرتم أن هذه الشعارات خرجت تارة من عالم المعاناة تارة وعالم البرجوازية تارة أخرى...
والسؤال: لم هذا التحديد؟ ولم تكون مثل هذه الشعارات تشويهاً للفكر الإنساني.
3. اعتبرتم أن شعار أن تكون بمعنى (المنافسة المطلقة)... فعلى أي أساس؟ بل اعتبرتم أيضاً أنه يتضمن في معناه حب الذات وحب الظهور وعبادة الأنا... فكيف ذلك؟ وما علاقة أن تكون بالمنافسة؟
4. لعل المشكلة في تحديد مراد أن تكون. ولعلك أخذتها على أنها تأكيد الذات مقابل الذوات الأخرى. في حين أن المقصود بها وفق المقالة أعلاه: أن تزيد من كمالاتك التي منحك الله تعالى إياها.
5. ختمت كتابتك بكلام حول وحشية الواقع اليوم القائم على "شريعة الغاب". ولعله من باب التفصيل في معنى المنافسة، ولعله لأمر آخر. أياً كان الأمر فإنه لا يظهر أن له علاقة بأن تكون، وإن كان له علاقة بأن تملك.
6. ما قصدك بالجزء الآخر بالمعادلة؟ هل قصدت بالمعادلة : المنافسة الشريفة، وطرفيها المنافسة و الشريفة؟
7. أخيراً خرجتم إلى كيفية الاستفادة الأمريكية من كل الظروف حتى تلك التي يظهر أنها تخالف مصالحهم. وهذا أمر طبيعي فالقوي يجذب إليه جميع الأطراف التي تسعى وتتنافس لأن "تملك" أكبر قدر من رضاه.
8. إننا اليوم لا نحتاج إلى المعجز. بل لا أظن أن انتصار النبوة كان معجزة. فإذا عرفَّنا المعجزة بأنها فعل الله الخارق على يد نبي من أنبيائه، فهل يصح أن نقول إن انتصارات الأنبياء كانت فعلاً خارقاً لله تعالى؟ أم أنها كانت فعلاً لأنبيائه مع التأييد واللطف الإلهي الذي استحقوه بإخلاصهم وخضوعهم وجهدهم وتفكيرهم وصبرهم وتضحيتهم؟ على التعريف الثاني، فما نحتاجه اليوم هو شيء مما كان لدى الأنبياء. وتاريخ اليوم والأمس يؤكد لنا أن الأمر يحتاج إلى عزمة من عزمات الرجال في وقت ومكان مناسب.

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدي واستاذي عبد الله اليكم بعض الاجوبة عن هذه الملاحظات والتى أرجو أن اكون موفقا في الاجابة عنها !
قلت لكم سيدي


1/ ذكرتم أن هذه الإيجابية ليست مكتملة بسبب محدودية المدة المقدرة لأن تكون.
ولكن أليس أي شعار هكذا؟

سيدي الكريم واستاذي عبد الله
قد تكون تلك الشعارات كذلك واذا كان ثمة استثناء فهوفيما طرحته أنا سابقا حيث قلتُ في اثناء كلامي
" الا شعار "المنافسة الشريفة" القائم على مبدأ نسيان الحقوق الذاتية الشخصية بالخالص ؛"

وقلتُ ايضا سيدي الكريم
" ولن يصفو كدر هذه المنافسة ايضا الا في حالة واحدة فقط اذا ذابت هذه (الأنا) في قالب مخصوص"
سيدي بحقٍ أقول لكم سوف يكتسب هذا الشعار ولنسميه (( لا للأنا )) ورافعه صفة الخلود الابدي والامثلة على هذا أكثر من أن تعد وعلى كل مستويات سلَّم الرقي الانساني على أن تاريخ الانسانية زاخر بهذه النماذج الخالدة كما تعرف سيدي ؛
وصفة الخلود المكتسبة هنا ليست مشتركة مع باقي الشعارات كما قد يتبادر الى الذهن أو لنقل هناك فرق بين الخلود بالموجب وبين الخلود بالسالب .
فعقول المكلفين مجبولة على تخليد الحسن والاتجاه نحوه والانجذاب اليه بخلاف القبيح فإن أغلب تلك العقول تأبى تلك الشعارات وتصمها في الغالب بالزائفة والكاذبة وغيرها من الصفات التى تجعلها في نهاية المطاف لعنة لاصحابها وموبقة لهم في عالم الخلود الحقيقي ...
ولعلكم سيدي قد سمعتم عن " الهر يواخيم دريسن" وشعاره المرفوع " (الحرية الجنسية للجميع ) أو ( الحب بدل الحرب ) ولعلكم سمعتم عن مجلته الاباحية " سانكت باولي تسايتونج "
هذا اليهودي الماني الجنسية رفع ذلك الشعار لكنه كان مستهجنا من قبل الجميع لذا قامت عليه وعلى مجلته قضية دعارة وبالفعل ذهب "الهر" الى المحكمة ليحاكم
فماذا جنى هذا "الهر" ؟؟
وهل تخلَّد هو وشعاره في تلك االنفوس الصادقة والعقول النيرة مثل ما تخلد عمر بن عبد العزيز مثلا والذي رفع شعار العدل والمساوة والحب في الله؟؟ ؛
ندرك معا الآن أن هناك فرقا ما!
-------------

قلتم استاذي عبد الله
" 2/ ذكرتم أن هذه الشعارات خرجت تارة من عالم المعاناة وعالم البرجوازية تارة أخرى...
والسؤال: لم هذا التحديد؟ ولم تكون مثل هذه الشعارات تشويهاً للفكر الإنساني."

سيدي الكريم
عالم البرجوازية معناه في ما اتصور "الغاية القصوى في توفر الامكانيات" وبالمناسبة [ كلما أزدادت الامكانيات ازداد الطمع ]
بينما عالم المعانة هو الغاية القصوى في الحرمان والعجز والعدم ؛
وما بين العالمين مساحة شاسعة قد تستوعب الكثير الكثير .
ندرك معا الآن أن موضوع الحصرية أو "التحديد المقتبس من كلامكم " منفي بالخالص وغير مراد، خصوصا أن بين البعدين شمولية شبة مطلقة تضم تحتها مئات المنظومات من الشرائح مختلفة الحجم والمراكز والقوى .
وعن الملحوظة في الشق الآخر
أقول لكم سيدي أن هذه الشعارات سبب في اغلب المعاناة التى قد مررنا بها افرادا وجماعات وتاريخ تلك المدارس الفكرية وشعاراتها معروف ف"سارتر" الذي نادى بالوجودية هجرها وتحول الى الماركسية ...
و"راسل" الذي أعتنق الشيوعية هاجمها وذهب الى مدرسة اخرى !
فكل جديد يتحول الى القدم وبسرعة لذا أصبحت هذه الشعارات مملة بحق ! بل وكونت صورة شوهاء للفكر الانساني ؛
----------------
قلتم سيدي عبد الله
" 3/اعتبرتم أن شعار أن تكون بمعنى (المنافسة المطلقة)... فعلى أي أساس؟ بل اعتبرتم أيضاً أنه يتضمن في معناه حب الذات وحب الظهور وعبادة الأنا... فكيف ذلك؟ وما علاقة أن تكون بالمنافسة؟"

إن خرجتم كلامي على مخرج أو مجرى (الاغلب) ستجدونه واقعا لا محالة ؛
وانتم تعرفون أيضا أن شعار "هاملت" " تكون أو لا تكون تلك القضية" وأكيد بدون استفهام ؛
جاء من خلال فراغ روحي أظن أنه كان مسيطرا عليه قد يكون ظني به غير صحيح لكن مفردات هذا الشعار توحي بذلك كما أن مفردات الشعار جاءت مطلقة غير مقيدة هذا ما دعاني مرة أخرى لتفسيره بالمنافسة المطلقة ايضا
وليت شعري لو قال [هاملت] : "تكون في قضايا الحق أو لا تكون تلك هي القضية " لكان صائبا لكنه كان ينظر الى عالمه الخاص -الطامح بدون شرط أو قيد- الفارغ من عالم الروح فتبا له !!!!
ومما لا شك فيه ياسيدي أن من مفرزات هذا الشعار عين ما ذكرتُ سابقا "حب الذات وحب الظهور وعبادة الأنا"
أما سؤالكم عن الكيفية
فالجواب ينبثق من خلال تتبع سلوكيات معينة وأمراض النفوس اسها هو البحث عن "أن تكون " بدون قيد أو شرط والمهم الآن أن تكون وبأي طريقة وعلى أي كيفية وهذا ما تفشى في أكثر شعوب العالم خصوصا دول الغرب ولو كان "الهر " المذكور سابقا ينطلق من خلال عالم الروح لما اصبح اليوم اضحوكة في عالم يضج بالمدنية والرقي الانساني
لقد أنطلق "الهر" ليكون فكان مع الاسف مسخا شويها
لقد شاهدنا من يقفز من ناطحات السحاب بمظلة (برشوت) ويخاطر بحياته التى وهبه الله اياها والتى ليست من املاكه حتى!!!
يقفز من تلك المسافة المهولة ليسمع به العالم ولينظر اليه بنظرة الاعجاب من خلال نوافذ الإعلام المتنوعة وبالفعل "كان" وشاهده العالم وعلى الرغم أنه كان يتذرع بذريعة ممارسة <<الهواية>> لكن السؤال الذي لم أجد له جوابا هو ماذا قدم هذا الانسان للحضارة والانسانية؟؟ سوى أن اسمه دخل في كتاب موسوعة غينس للأرقام ... !!!

:) والى لقاء قادم بحول الله وسوف أقوم بالجواب على بقية الملاحظات قريبا جدا
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدي عبد الله

أنا اسف فقد تأخر هذا الرد ولعل المشاغل اصبحت حاليا قاسم مشترك لذا ارجو منكم ومن كل المتابعين لهذا الموضوع المعذرة

حسنا سيدي الكريم قلتم
"لعل المشكلة في تحديد مراد أن تكون. ولعلك أخذتها على أنها تأكيد الذات مقابل الذوات الأخرى. في حين أن المقصود بها وفق المقالة أعلاه: أن تزيد من كمالاتك التي منحك الله تعالى إياها."
سيدي الكريم
قد تكون المشكلة كذلك وأنا فيما سبق قد أوضحت أن شعار (هاملت) قد جاء من نفس تلك البيئة المذكورة في تعقيبكم " تأكيد الذات مقابل الذوات الأخرى".
وأنا لا أختلف معكم كليا بيد أن هذا المقطع المقتبس من كلامكم السابق -" ولا داعي لأن أؤكد أنني لا ألمح ولو من بعيد أن الناس والمجتمعات كانت تعيش في سلام ونعيم. كلا! لم يكونوا، ولن يكونوا. فمع أنهم كانوا يفكرون بمنطق "أن تكون" إلا أنهم كانوا يمارسون أعمالهم وفق منهج "أن تملك"." – يوضح ويؤكد ما ارمي اليه !
كما أن أن التعليل لهذا المقطع جاء مؤكدا ايضا حين قلتم " ولعل سبب ذلك هو غياب الجسر بين الفكر والسلوك، الثقافة والحضارة، أو عدم ملائمة النظام الفلسفي الكلي، أو ضعف فاعلية النظام التربوي، أو عجز القيادات الموجودة أو جميع ذلك معاً، أو غير ذلك من الأسباب."
فغياب الرابط بين الفكر والسلوك بمعنى أن يكون الفكر والنظريات شيء والسلوك والعمل والتفاعل مع الاحداث شيء آخر ...
بالفعل هذا من أهم الاسباب التي تجعل المجتمع على حافة الهاوية ويبقى انهياره أمر متوقف على مرور مدة من زمن ما !
وأنا كفرد أعيش داخل هذا التكوين الاجتماعي من الصعب عليّ أن اصل أو أزيد من كمالاتي التي منحها لي الله تعالى بل سوف احتاج الى ثورة عارمة على مستوى الداخل اولا ًواعني بالداخل هنا كل مكونات (الأنا) ثم الى ثورة أخري على كل مظاهر الخارج ومكوناته التى تستمد مكوناتها في الغالب من خلال شياطين الانس وهم كثير ولهم تأثير سحري أكبر !
والنتيجة الحتمية في مثل هذه الاوضاع ياسيدي هو الحصول على كمال ناقص وكما تعرف سيدي فإن هذا الكمال الناقص محكوم عليه بالعدم والاختفاء والزوال ؛
على أن الفطرة التى فطرنا عليها هي عشق الكمال المطلق والانجذاب نحوه ومن هنا ندرك أن مفرزات هذه الشعارات فارغة بل وتشكل حجبا بين الساعي وتأكيد كمالاته !
ويبقى الآن السؤال هل سحق (الانا) والتقرب بها في محراب الطهر وعقرها أو ذبحها هناك تقربا بها الى الحق هل هو الحل لنيل هذه الكمالات ؟؟؟
لن أجيب على هذا السؤال أو على هذا المبدأ تحفظاً وخشيةً من أمور تخصني شخصيا!
----------------
قلتم سيدي
" ختمت كتابتك بكلام حول وحشية الواقع اليوم القائم على "شريعة الغاب". ولعله من باب التفصيل في معنى المنافسة، ولعله لأمر آخر. أياً كان الأمر فإنه لا يظهر أن له علاقة بأن تكون، وإن كان له علاقة بأن تملك."
سيدي الكريم أنا قلت في ما مضى ما نصه " وقد أجد ايضا أن هذا الشعار أعني شعار "أن تملك" كان له صداه منذ الازل ايضا لكني أعتقد أن جامعا رتيبا مدركا يجمع بين شعار {المنافسة} المطلقة "تكون أو لا تكون" وبين شعار {الاطماع} المطلقة "أن تملك" هذا الجامع وبصورة مختزلة اسمه "حب الظهور"" حب الذات " عبادة الأنا" وقابيل وهابيل ابني آدم خير دليل على هذا بلى ياسيدي الواقع وهو اللحظة التى نعيشها معا اليوم والآن بالتحديد هي المحطة أو الملتقى الذي جمع بين الشعارين لتشكيل شريعة الغاب (عالم الغريزة) ولعل تعبيركم جاء أجود من تعبيري أعني "شريعة الغاب" فمن خلال المنافسة المطلقة وحب التملك المطلق تجلى وظهر الانحطاط في ابها صوره ف"بوش وشارون وابلير ورام سلفد" جلوة ذانك النظام الشيطاني القائم أصلا على تلك المسميات السابق ذكرها .
وما يحصل اليوم والآن بالتحديد مخالف للفطرة ومخالف للقاعدة التى شرعنها لنا الحق سبحانه "خدمة الحق كامنة في صورة خدمة الخلق " والتي هي عين المسؤلية التى وضعت على كاهل هؤلاء لكنهم اليوم يخدمون (الانا) ويدورون في افلاكها بسبب تلك المسميات !.
-------

قلتم سيدي
"ما قصدك بالجزء الآخر بالمعادلة؟ هل قصدت بالمعادلة : المنافسة الشريفة، وطرفيها المنافسة و الشريفة؟"
لا ياسيدي إنما كنتُ اقصد الاتحاد السوفيتي لا غير لذا قلتُ في كلامي "وما اشبهه بحقبة زمنية عاشتها قبائل العرب في ظل الهيمنة الرومانية بعد اختفاء حضارة فارس وانهيارها وكأن التاريخ يعيد نفسه!!!"
-----
قلتم سيدي
"أخيراً خرجتم إلى كيفية الاستفادة الأمريكية من كل الظروف حتى تلك التي يظهر أنها تخالف مصالحهم. وهذا أمر طبيعي فالقوي يجذب إليه جميع الأطراف التي تسعى وتتنافس لأن "تملك" أكبر قدر من رضاه."
سيدي لا خلاف البتة هنا فما دام شعار لأن" تملك" هو من يقود هؤلاء فلا غرابة البتة لكني لم استسغ هذا المبرر لدعاة الدين والاسلام .
قد تنجذب القوى الاخرى " العلمانية أو الماركسية " نحو الشيطان الاكبر لكن من الصعب أن يتحالف الدعاة الى الله مع الشيطان من أجل تمرير أمور مصلحية بحتة اذ أن الواقع قد أثبت لنا أن من يتحالف مع الشيطان الاكبر والقوى المهيمنة ضد قوى أخرى ينكوي بنفس النار التى اشعلها على خصومه وما أمر "اسامة بن لادن" والافغان "العرب" عنا ببعيد!
----------
قلتم سيدي
"إننا اليوم لا نحتاج إلى المعجز. بل لا أظن أن انتصار النبوة كان معجزة. فإذا عرفَّنا المعجزة بأنها فعل الله الخارق على يد نبي من أنبيائه، فهل يصح أن نقول إن انتصارات الأنبياء كانت فعلاً خارقاً لله تعالى؟ أم أنها كانت فعلاً لأنبيائه مع التأييد واللطف الإلهي الذي استحقوه بإخلاصهم وخضوعهم وجهدهم وتفكيرهم وصبرهم وتضحيتهم؟ على التعريف الثاني، فما نحتاجه اليوم هو شيء مما كان لدى الأنبياء. وتاريخ اليوم والأمس يؤكد لنا أن الأمر يحتاج إلى عزمة من عزمات الرجال في وقت ومكان مناسب."
سيدي
أشكركم على تصحيح هذا المفهوم لدي فقد ذهبت بعيدا!
وأنا معكم جملة وتفصيلا وبالفعل المقطع الاخير منه أعني " الأمر يحتاج إلى عزمة من عزمات الرجال في وقت ومكان مناسب." يكتب بماء الذهب فسلمت لنا اناملكم الذهبية ....؛؛
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“