أقول: قال الإمام علي عليه السلامالشاهد في كلام الإمام عليه السلام أن الإمامة بالشورى لا بالنص (وحصر الشورى في المهاجرين والأنصار لاستحالة مشاركة جميع الأمة في الشورى في ذلك العصر) ثم لاحظ انه عليه السلام قال أن من اجتمعوا عليه وسموه إماما كان لله رضى فرضى الله في الشورى.
فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم ** فكيف تليتها والمشيرون غيب
وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم ** فغيرك أولى بالنبي وأقرب
وأعتقد أن الوصي سلام الله عليه لن يخالف الحق والقرآن بشهادة النبي الخاتم صلى الله عليه وآله فقد قال الله تعالى (( أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا أم يحسدون الناس
على ما ءاتاهم الله من فضله فقد ءاتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وءاتيناهم ملكا كبيرا ))
فهذا يدل على ان هناك من ءاتاهم الكتاب والحكمة وملكا كبيرا وهناك ناس محضور عليهم الملك
مما أدا الى ان حسدوا من ءاتاه الله الملك فنعوذ بالله من الحسد
وقال تعالى (( والله يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيره )) اي ما كان لهم ان يتشاوروا في أمر قد اختاره الله وإنما لهم التسليم والرضى وإما الكفر بسبب المعارضه لإختيار الله تعالى
والدليل الذي يحتج به أهل المقالة بأن الإمامة شورى وتصح في جميع الناس قول الله تعالى (( وأمرهم شورى بينهم))
ولا حجة لهم فيه لأنه من باب (( وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله )) وأرجوا من
الأخ نشوان ومن يقول بقوله ان يجيبني هل شاورهم رسول الله (ص) في أنه نبي أم أنه غير نبي أم غيره
أم أن النبوة إنما هي إختيار من الله ولا مجال للمشاوره في إصطفاء الله تعالى لأنه من الأفعال
الإلهية والتفضيل الإلهي وأيضا ذريته وأهل بيته أهل الكساء هل اصطفاهم الله لحمل الكتاب
ويضا أعطاهم الملك دون غييرهم أم أن الله ترك الأمر بينهم شورى؟
الجواب من القرآن أن الله جعلهم قرناء الكتاب لا يفارقهم ولا يفارقونة ( أي جماعة أهل البيت
أو مذهب أهل البيت) (( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا)) وهم ذرية النبي (ص) والدليل أنهم ذريته الحديث المشهور ( إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ... واصطفى بني
هاشم من قريش واصطفاني من بني هاشم )والدليل على أن آل محمد هم ذريته قول الله تعالى (( إن الله اصطفى آدم نوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض )) فقال (ذرية) وهذا دليل على أن آل محمد هم ذريته .. والدليل على ان الحسن والحسين هم ذريته
قول الله تعالى في نوح وإبراهيم (( ومن ذريته داوود وسليمان ......وعيسى )) فقد جعل عيسى من ذرية نوح وإبراهيم مع أن عيسى ليس له أب ولكن جعله من ذريته من جهة الأم
أما الإمام علي فقد أدخله في الآل بنص وهو حديث الكساء
وبما أن الرسول (ص) ترك فينا خليفتين أو ثقلين هما كتاب الله وعترته
أهل بيته وقال ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به ..) والخبر يقتضي أن نتمسك بهم ونتبعهم اي أنهم متبوعون لا تابعون
فلوا كان الأمام ليس منهم فسيكون أهل البيت تابعون للإمام مع أن المفروض أن يكون هو التابع
لهم وليس العكس
وكتب نشوان
أي فتوى يا أخي أنا أقطع بعدم صحة المعنى الذي ذكرته من فتواهمثم هل ترى أن أصحاب الفضيلة العلماء المنصور والشامي والمؤيد جهلوا ما ذكرت عندما أفتوا بعدم الحصر؟ أم أنك ترى أن فتواهم كانت دعاية انتخابية؟
لأنه من المجمع عليه أن من قال من الزيدية بأن الإمامة تصلح في غير أهل البيت فقد خرج من الزيدية ودخل في المعتزلة لأن هذا مذهبهم
أما معنى الفتوى فهو أن الوالي إن كان عادلا في الرعية غير جائر في حكمه وليس من أهل البيت فلا يجوز الخروج عليه لأن الخروج سيؤدي الى منكر وأهل البيت إنما هم أعداء المنكر
وما دام الأمر فيه صلاح للأمة فقد تخلص أهل البيت من واجبهم وبقي الإثم على الناس وعلى الوالى لأنهم منعهوهم حقهم
وقصة زين العابدين مشهورة * حين لم يخرج على عمر بن عبد العزيز
ولكن عمر بن عبد العزيز قد خلص نفسه من إثم سلب الولايه عليهم حين كان يقول لبني امية
لتنتهون عن هذا أو والله لأردن الأمر الى أهله وقد رد فدك إليهم وأحسن إليهم وربما كان سيرد الأمر لولا أن بني أمية سمموه
هذا معروف عند الزيدية وربما كان هذا قصد العلماء
أرجوا ان نكون قوامين لله بالقسط شهداء
وشكرا