معاذ حميدالدين كتب:﴿وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾
نشوان الحميري كتب:الأخ معاذ إيرادك للآية الكريمة, سواء أردت به التعريض بي أو بالأستاذ الوزير أو بنا معا, أقل ما يمكن ان اقول فيه أنه إيراد في غير محله.
معاذ حميدالدين كتب:إن كنت ممن لا يريد رد الأمور إلى الرسول وأولي الأمر فهذا شأنك.
نشوان الحميري كتب:أخي معاذ إذا تأملت فأنا لم آت بأي شيء من عندي
لا يحتاج هذا الأمر للتأمل، فهو جلي بأنك لم تأت بشيء من عندك وأنا لم أدعي ذلك فيك، ولكنك أذعته فكانت الآية الكريمة مصداق فعلك فأوردتها لذلك.
نشوان الحميري كتب: فلا داعي للغضب والتشنج في الرد
تقولك وإدعاؤك عليّ بأني غضبت وتشنجت هو من باب فرض مقدمات لتسويغ نتائج تتيح لك الإفصاح عما قد يختلج في صدرك وكأنه من المُسَلمات، وإيهامك الآخرين بمصداقية نتائج ما من مقدمات مكذوبة هو من التلبيس.
نشوان الحميري كتب: رغم اني أفهم سر غضبك,
لم يصح غضبي حتى يكون وراءه سر، ومع هذا ذهبت بعيداً بإدعائك فهم السر وهو سر لا تعلمه ولم أفصح أنا عنه! فبالله عليك كيف تفهم ما لا تعلم؟
نشوان الحميري كتب: فرأي كهذا سيسحب منك ميزات وقداسة نشأت عليها منذ ولادتك.
هنا أتيت (بالنتيجة الأولى) وهو الإفصاح عما يختلج في صدرك من أوهام وظنون عني وأمثالي، وملبساً بأنها سر من أسراري، وعلى إفتراض علمك به وهو سر فقد تجاوزت بإفشاؤك إياه للغير وهذا من النميمة.
لقد إستنتجت ان سر غضبي المزعوم هو لخشيتي من سلب ميزات وقداسة نشأت عليها منذ ولادتي فلنرى ما هي:
لقد ميزني الله جل وعلا على خلقه بأن جعلني بشراً سوياً في أحسن تقويم ومن ثم ميزني بأن جعلني من ذرية نبيه عليه وآله الصلاة السلام من أبوين مسلمين ، ومن ثم ميزني لقرابتي من رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بأن شملني بالصلاة عليّ عند ذكر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وفرضها على الناس في صلاتهم كل يوم وليلة إلى يوم الدين، وكذلك بتحريم صدقاتهم عليّ، فأقول ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وهذه هي المزايا منذ ولادتي. فقل لي أي منها يمكن سلبه إلا بالخروج عن الدين والملة والعياذ بالله؟
وأما القداسة فهي في ذهنك وأنا دونها ولعلي فوق ما في نفسك. فإن رمت سلبها من خوالجك فافعل وهو الأنسب. وأستطيع أن أفهم إن كنت ممن نشأ في اليمن أن ترداد ذكر الصلاة على آل محمد على كل لسان في الأفراح والأتراح والمناسبات قد كون لديك الشعور بهذه القدسية فظننتها في أشخاص آل محمد بعينهم بينما هي فيهم مجملة.
نشوان الحميري كتب: لكن لا تنس أن أصحاب الرأي يجتمعون معك في الإستفادة من هذه الميزات
الحمد لله على ذلك ومن لا يستفيد من هذه المميزات فقد باء بغضب من الله والعياذ بالله.
نشوان الحميري كتب: إلا أن الفرق بينك وبينهم أنهم غلبوا مصلحة الأمة على المصلحة الشخصية.
إن كنت تقصد بهذا القول مؤداه بمفهوم المخالفة فيصير معناه أني أغلب مصلحتي الشخصية على مصلحة الأمة فهذه نتيجة باطلة ثانية لفساد مقدمتها، وهي دعوى لا تزال تفتقر إلى الدليل. وقبل ذلك أطالبك بتبيين مصلحتي الشخصية هذه.
وبعد هذا أطلب منك جاداً أن لا تعود لمثل هذا الحوار الشخصي إحتراماً لشروط المجالس التي إستضافتني وإياك في منتداها وإستبقائاً للمودة بين رواده وبعداً عن المراء، وإن كان لا يزال في نفسك عني ما تريد أن تفصح به أو رد على ما كتبته أنا في هذا الشأن فليكن ذلك عبر الرسائل الشخصية وستجد مني كل ترحيب مع فسحة في القلب وأمانة في الرد بعيد عن التكبر والغل والحسد، وأدعو الله أن يكون في ذلك هداية لي ولك. وأستميحك العذر بأني رددت عليك علناً فقد أوجبه توضيح ما قد يلتبس في أذهان المطالعين مما طرحته عني.