حصر الولاية في البطنين

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
الداعي الى الحق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 147
اشترك في: السبت يونيو 25, 2005 12:12 am
اتصال:

مشاركة بواسطة الداعي الى الحق »

الأخ / نشوان الحميري السلام عليكم

إِنَّهُ بَايَعَنِي الْقَوْمُ الَّذِينَ بَايَعُوا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمانَ عَلَى مَا بَايَعُوهُمْ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَكُنْ لِلشَّاهِدِ أَنْ يَخْتَارَ، وَلاَ لِلغَائِبِ أَنْ يَرُدَّ، وَإنَّمَا الشُّورَى لِلْمُهَاجِرِينَ وَ ... َهِ رِضىً،
اريد ان أسأل الأخ نشوان الحميري هل كان لقب ابي بكر ( الإمام ابي بكر ابن ابي قحافه ) ام
الخليفه ابو بكر
الحقيقة الغريبة ان الصحابة كانوا لا يذكرون الإمام علي إلا ويقولوا ( الإمام علي ابن ابي طالب )
وقد كانوا ينادون الإمام علي بالأمارة ( اي يا أمير المؤمنين ) من بعد بيعة الغدير اي في حياة
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

وأيضا / أمير المؤمنين علي لم يبايع ابدا ( في روايات اهل البيت ) وفي رواية العامه ( بايع بعد
سته اشهر كما روى مسلم) بعد موت فاطمة حسب ما ذكروا فلماذا لم يقاتلوه

وأيضا في الرساله إنما هي رسالة إحتجاج على معاويه اللعين ليدحظ حجته لأنها رسالة إحتجاج عليه بالبيعة كما أن معاويه قد ذكر في رسالة له سابقة ( مذكورة في الشافي )ذكر فيها ان عليا عليه السلام
كان ساخطا على ابوبكر وعمر لأنهما سلباه حقه وقال معاويه ايضا انه لولا بيعة أكثر الناس لهما لكان قد سل سيفه وخرج عليهما

فرد عليه الإمام علي بأن قال له هذا شأن المهاجرين والأنصار فما دخل الطلقاء(اي العتقاءمن الرق) وأبناء الطلقاء في شأن المهاجرين والأنصار وقال له فإن زعمت ان من خرج عليهما كافر مرتد
لأن الناس قد بايعوهما فأنا أيضا قد بايعني الناس جميعا فما بالك خرجت علي فقد كفرت وارتديت
او كما قال
فهذه الرسالة جائت بهذا القصد والله اعلم
وحسبك من زيدٍ فخاراً وسؤدداً *
تُزاحم هامات النجوم مناكبُه
وكل مصاب نال آل محمـــــــدِ *
فليس سوى يوم السقيفة جالبُه
هذا اعتقادي ما حييت ومذهبي *
إذا اضطربت بالنا صبي مذاهبُه

إبراهيم شريف
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 83
اشترك في: الاثنين يونيو 21, 2004 11:15 pm
مكان: مملكة علي عبدالله صالح اليمنيه/للأسف
اتصال:

مشاركة بواسطة إبراهيم شريف »

أخي الكريم ابراهيم, أنا لا أرى في الآية أي دلالة على الحصر وإنما هي أشبه بقوله تعالى (وتلك الأيام نداولها بين الناس) فإذا كنت ترى فيها دلالة على الحصر فأرجو أن توضح رأيك بصراحة وسنتحاور على أساسه.
أخي / نشوان
لقد طلبت منك تفسير الآية ، ولم أقل أنها دليلٌ للحصر

فأرجوا منك مرة أخرى إعطائنا تفسير الآية وهي قوله عزوجل : ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء ) ؟

وبعد إيضاحك لتفسيرها ، لا بأس بأن تذكر لنا على اي أساس ربطت دلالتها بقوله تعالى : ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) ؟؟
الـتـقلـيد حـجـابٌ عن معرفة الصواب .

Nader
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1060
اشترك في: السبت إبريل 09, 2005 6:22 pm

مشاركة بواسطة Nader »

وأرى أن الإحتساب متعلق بالحصر فإذا انتفى الحصر انتفى الإحتساب

نعم أخي ، أرى أنّ الحصر يثبّت الاحتساب، لأنه إذا انتفى الحصر لكان المحتسب إماماً..
وهل هذا ينفي ما قصدته أنا؟؟
تحياتي.
صورة

نشوان الحميري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 625
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 06, 2004 10:39 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة نشوان الحميري »

أخي الكريم الداعي السلام عليكم ورحمة الله,

الشاهد في كلام الإمام عليه السلام أن الإمامة بالشورى لا بالنص (وحصر الشورى في المهاجرين والأنصار لاستحالة مشاركة جميع الأمة في الشورى في ذلك العصر) ثم لاحظ انه عليه السلام قال أن من اجتمعوا عليه وسموه إماما كان لله رضى فرضى الله في الشورى.

ثم هل ترى أن أصحاب الفضيلة العلماء المنصور والشامي والمؤيد جهلوا ما ذكرت عندما أفتوا بعدم الحصر؟ أم أنك ترى أن فتواهم كانت دعاية انتخابية؟

أخي الكريم إبراهيم, ليس عندي أكثر مما قلت في الآية.

أخي الكريم نادر, أنا لم اعترض على ما قلت وإنما اقصد أننا هنا نناقش مسألة الحصر فإذا اقتنعنا أن الحصر ضروري اتجهنا إلى مسألة الإحتساب, أما إذا اقتنعنا بخطأ الحصر كانت مسألة الإحتساب ساقطة تبعا.

ولكم جميعا تحياتي
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }{وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ }الشعراء83-85
صورة

إبراهيم شريف
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 83
اشترك في: الاثنين يونيو 21, 2004 11:15 pm
مكان: مملكة علي عبدالله صالح اليمنيه/للأسف
اتصال:

مشاركة بواسطة إبراهيم شريف »

أخي الكريم إبراهيم, ليس عندي أكثر مما قلت في الآية.

الإخوة جميعاً ،، عليكم بالتدبر والتأمل في كتاب الله عزوجل لكي يضيئ لكم طريقكم أثناء النقاش .

فعليكم بالأساس أولاً

ومن التدرج نقطة نقطة حتى الوصول إلى أقوال العلماء الذين ذكرت أسمائهم في المقال وكذلك العلماء الذين لم تذكر أسمائهم في المقال .


فالبناء يبدأ من أساسه وليس من سطحه !!
الـتـقلـيد حـجـابٌ عن معرفة الصواب .

Nader
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1060
اشترك في: السبت إبريل 09, 2005 6:22 pm

مشاركة بواسطة Nader »

أخي الكريم نادر, أنا لم اعترض على ما قلت وإنما اقصد أننا هنا نناقش مسألة الحصر فإذا اقتنعنا أن الحصر ضروري اتجهنا إلى مسألة الإحتساب, أما إذا اقتنعنا بخطأ الحصر كانت مسألة الإحتساب ساقطة تبعا.
شكرا نشوان، سأتوقف هنا...
صورة

نشوان الحميري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 625
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 06, 2004 10:39 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة نشوان الحميري »

الأخوين ابراهيم ونادر كلام سليم وأنا في انتظار الوالد معاذ حميد الدين لاستكمال الحوار.
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }{وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ }الشعراء83-85
صورة

معاذ حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 212
اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
مكان: جدة
اتصال:

مشاركة بواسطة معاذ حميدالدين »

نشوان الحميري كتب:سأناقش ما طرحته نقطة نقطة وارجو أن تلتزم بهذا إذا أحببت استمرار الحوار.
لك ذلك وعليك الإلتزام بما ألزمتني به، وسأفرد كل نقطة مستقلة في موضع على حدة لتتسلسل الردود حولها دون الخوض في غيرها فيسهل الوفاء بالإلتزام.

معاذ حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 212
اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
مكان: جدة
اتصال:

مشاركة بواسطة معاذ حميدالدين »

معاذ حميدالدين كتب:﴿وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾
نشوان الحميري كتب:الأخ معاذ إيرادك للآية الكريمة, سواء أردت به التعريض بي أو بالأستاذ الوزير أو بنا معا, أقل ما يمكن ان اقول فيه أنه إيراد في غير محله.
معاذ حميدالدين كتب:إن كنت ممن لا يريد رد الأمور إلى الرسول وأولي الأمر فهذا شأنك.
نشوان الحميري كتب:أخي معاذ إذا تأملت فأنا لم آت بأي شيء من عندي
لا يحتاج هذا الأمر للتأمل، فهو جلي بأنك لم تأت بشيء من عندك وأنا لم أدعي ذلك فيك، ولكنك أذعته فكانت الآية الكريمة مصداق فعلك فأوردتها لذلك.
نشوان الحميري كتب: فلا داعي للغضب والتشنج في الرد
تقولك وإدعاؤك عليّ بأني غضبت وتشنجت هو من باب فرض مقدمات لتسويغ نتائج تتيح لك الإفصاح عما قد يختلج في صدرك وكأنه من المُسَلمات، وإيهامك الآخرين بمصداقية نتائج ما من مقدمات مكذوبة هو من التلبيس.
نشوان الحميري كتب: رغم اني أفهم سر غضبك,
لم يصح غضبي حتى يكون وراءه سر، ومع هذا ذهبت بعيداً بإدعائك فهم السر وهو سر لا تعلمه ولم أفصح أنا عنه! فبالله عليك كيف تفهم ما لا تعلم؟
نشوان الحميري كتب: فرأي كهذا سيسحب منك ميزات وقداسة نشأت عليها منذ ولادتك.
هنا أتيت (بالنتيجة الأولى) وهو الإفصاح عما يختلج في صدرك من أوهام وظنون عني وأمثالي، وملبساً بأنها سر من أسراري، وعلى إفتراض علمك به وهو سر فقد تجاوزت بإفشاؤك إياه للغير وهذا من النميمة.
لقد إستنتجت ان سر غضبي المزعوم هو لخشيتي من سلب ميزات وقداسة نشأت عليها منذ ولادتي فلنرى ما هي:
لقد ميزني الله جل وعلا على خلقه بأن جعلني بشراً سوياً في أحسن تقويم ومن ثم ميزني بأن جعلني من ذرية نبيه عليه وآله الصلاة السلام من أبوين مسلمين ، ومن ثم ميزني لقرابتي من رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بأن شملني بالصلاة عليّ عند ذكر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وفرضها على الناس في صلاتهم كل يوم وليلة إلى يوم الدين، وكذلك بتحريم صدقاتهم عليّ، فأقول ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وهذه هي المزايا منذ ولادتي. فقل لي أي منها يمكن سلبه إلا بالخروج عن الدين والملة والعياذ بالله؟
وأما القداسة فهي في ذهنك وأنا دونها ولعلي فوق ما في نفسك. فإن رمت سلبها من خوالجك فافعل وهو الأنسب. وأستطيع أن أفهم إن كنت ممن نشأ في اليمن أن ترداد ذكر الصلاة على آل محمد على كل لسان في الأفراح والأتراح والمناسبات قد كون لديك الشعور بهذه القدسية فظننتها في أشخاص آل محمد بعينهم بينما هي فيهم مجملة.
نشوان الحميري كتب: لكن لا تنس أن أصحاب الرأي يجتمعون معك في الإستفادة من هذه الميزات
الحمد لله على ذلك ومن لا يستفيد من هذه المميزات فقد باء بغضب من الله والعياذ بالله.
نشوان الحميري كتب: إلا أن الفرق بينك وبينهم أنهم غلبوا مصلحة الأمة على المصلحة الشخصية.
إن كنت تقصد بهذا القول مؤداه بمفهوم المخالفة فيصير معناه أني أغلب مصلحتي الشخصية على مصلحة الأمة فهذه نتيجة باطلة ثانية لفساد مقدمتها، وهي دعوى لا تزال تفتقر إلى الدليل. وقبل ذلك أطالبك بتبيين مصلحتي الشخصية هذه.
وبعد هذا أطلب منك جاداً أن لا تعود لمثل هذا الحوار الشخصي إحتراماً لشروط المجالس التي إستضافتني وإياك في منتداها وإستبقائاً للمودة بين رواده وبعداً عن المراء، وإن كان لا يزال في نفسك عني ما تريد أن تفصح به أو رد على ما كتبته أنا في هذا الشأن فليكن ذلك عبر الرسائل الشخصية وستجد مني كل ترحيب مع فسحة في القلب وأمانة في الرد بعيد عن التكبر والغل والحسد، وأدعو الله أن يكون في ذلك هداية لي ولك. وأستميحك العذر بأني رددت عليك علناً فقد أوجبه توضيح ما قد يلتبس في أذهان المطالعين مما طرحته عني.

معاذ حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 212
اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
مكان: جدة
اتصال:

مشاركة بواسطة معاذ حميدالدين »

أولا:
معاذ حميدالدين كتب:﴿وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾
نشوان الحميري كتب: الأخ معاذ إيرادك للآية الكريمة, سواء أردت به التعريض بي أو بالأستاذ الوزير أو بنا معا, أقل ما يمكن ان اقول فيه أنه إيراد في غير محله.
معاذ حميدالدين كتب:إن كنت ممن لا يريد رد الأمور إلى الرسول وأولي الأمر فهذا شأنك.
نشوان الحميري كتب: أوردت الآية الكريمة السابقة ولما قلت لك أن إيرادها في غير محله اتهمتني تعريضا بأني ممن لا يريد رد الأمور إلى الرسول وأولي الأمر!!! وأنت بهذا تتهم الأستاذ الوزير وأصحاب الفضيلة العلماء الذين ذكرهم لأنهم أصحاب هذا الرأي.
ولما لا تحمل الأمر على خير مما حملته عليه وهو التالي: أنت أولاً أذعت مقالة السيد الوزير هنا لما فيها مما ظننته يؤيد ما طرحته أنت في مواضيع أخرى، فأوردت أنا الآية لعلك تفهم المراد منها وهو أن تسأل السيد الوزير أو غيره من أولو العلم الذين ذكرهم بما قصدوا فسترى انه أبعد ما يكون مما تذهب إليه. ولكنك أجبتني بأن أقل ما يمكن أن تقوله عن إيراد الآية الشريفة التي اعتبرتها تعريضاً بك هو إيراد في غير محله، فجاملتك بعدها بقولي إن كنت لا تريد الرد إليهم فهو شأنك. فكما ترى لا شأن في كلامي للسادة العلماء أو للسيد الوزير أو تعريض بهم.
نشوان الحميري كتب:أم أنك ترى أنك أنت ولي الأمر هنا فيجب رد الأمر إليك؟
سأحمل قولك هذا على سبيل المزاح فما أحسبك جاداً فيه. وعلى كل حال لقد رفضت إعتبار الإمام زيد عليه السلام ولي للأمر وقلت حتى وإن صح الكلام عنه عليه السلام فله رأيه تأخذه أو ترده، فمن أنا بعده لترد الأمور إليّ؟

معاذ حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 212
اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
مكان: جدة
اتصال:

مشاركة بواسطة معاذ حميدالدين »

ثانيا:
نشوان الحميري كتب:تعرضت للإمام العلامة نشوان بن سعيد الحميري بالتهمة نفسها حين قلت:
معاذ حميدالدين كتب:وهكذا هو شأن من لا يرد الأمور إلى الرسول وأولي الأمر ففي كل مقام له مقال.
نشوان الحميري كتب:وردي عليك دفاعا عنه هو:
وليس يضر البحر وهو غطمطم ***** إذا ما رماه بالحجارة راجم
واتهمته بالتناقض مع أني أرى أن أي قارئ منصف يقرأ الأبيات السابقة لن يرى فيها أي تناقض, فتأمل.
دعني أعيد هنا ما قاله نشوان لنرى جميعاً ذلك من عدمه:
قال نشوان الحميري:
حصر الإمامة في قريش معشـر . = . هم باليهود أحق بالإلحاق
جهلاً كما حصر اليهود ضلالة . = . أمر النبوة في بني إسحاق
كما قال:
آل النبي هم أتباع ملّته . = . من الأعاجم والسودان والعرب
لو لم يكن آله إلا أقاربه . = . صلى المصلي على الغاوي أبي لهب
كما قال:
موتي قريش كل حي ميت . = . للموت منا كل حي يولد
قلتم لكم أرث النبوة دوننا . = . أزعمتم أن النبوة سرمد
منكم نبي قد مضى لسبيله . = . قدماً فهل منكم إله يعبد
وكذلك قال متناقضاً:
سـلام الله كل صبـاح يوم . = . على خير البرية أجمعينا
على الغر الجحاجح من قريش . = . أئمتنا الذين بهم هدينا
بني بنت الرسـول إلام كـل . = . يظن بكم من الناس الظنونا
كما قال:
يابن الأئمة من بني الزهراء . = . وابن الهداة الصفوة النجباء
كما قال:
يابن الأئمة من ذؤابة هاشم . = . حيث انتهت علياؤها والسؤدد
أقول الأبيات الأولى قالها عندما كان النزاع بينه وبين الشرفاء القاسميين، والثانية بعد الوءام معهم فلكل مقام كان له مقال وهذا ما قلته أنا فيه. ولندع نشوان يوضح المسألة بنفسه في ما كتب بعد توقفه عن الشعر، وهذا نصه:
"انقضت النقائض بيني وبين الشرفاء القاسميين وذلك قبل طرور الشارب، وبلوغ الآرب، فأما اليوم فقد زدت على الأشد، وصرت من الهزل إلى الجد، وأتاني نذير الشيب، وزايلني كل ريب، .... إلى أن قال: وتركت الجدال ﴿وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا﴾،..... إلى أن قال: ولست من الشعراء بل من عباد الله الفقراء الذين تحل لهم صدقة الدعاء التي لا تقبض في وعاء وزكاة الإستغفار التي تصرف العذاب عن الكفار، والشرفاء أبقاهم الله مما سألت مثرون، ومما طلبت مكثرون فلتشملني بكتهم بهبة أفضل الصدقات إذا ذكروا الله في أفضل الأوقات، إلى أن قال: فدعاء الشرفاء مجاب وليس بين العبد وربه حجاب فلعل الله أن يمحو عني موبق الذنوب وغسلني من رحمته بذَنوب فقد ضقت ذرعاً فيما فرطت وأنشبت نفسي في أضيق المسالك وورطت، وأصبحت لنفسي ظالماً ومن ظلم غيرها سالماً ولكني أستغفر رباً كريماً ﴿وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾"
فأقول اللهم إن كان صادقاً فتقبل توبته وتجاوز عنه إنك سميع مجيب.

معاذ حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 212
اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
مكان: جدة
اتصال:

مشاركة بواسطة معاذ حميدالدين »

ثالثا:
معاذ حميدالدين كتب:وأرى أن المشكلة لديك ومن يذهب مذهبك هو ربطكم الولاية والإمامة في الدين بالحكم والسلطة العامة، فهما أمران غير متلازمان فالإمامة كانت في يوسف عليه السلام والحكم لفرعون وكذلك كانت لأمير المؤمنين عليه السلام والحكم لغيره قبل خلافته ولم يضرهما ذلك شيئاً وكانا حجة الله على خلقه من تبعهما اهتدى ومن خالفهما ارتدى حاكماً كان أو محكوم.
نشوان الحميري كتب:وهذا الكلام (الذي أبدى الأخ الكريم نادر إعجابه به) لا يمكن ان يصدر عن زيدي فالإمامة عند الزيدية هي الحكم والسلطة العامة أما الإمامة بالشكل الذي ذكرت فلا يقول بها إلا الإثناعشرية والإسماعيلية الذين لا يرون فرقا بين النبوة والإمامة غير الفرق اللفظي. وهذا واضح من مقارنتك للإمام علي مع النبي يوسف عليهما السلام وهو قياس واضح الفوارق أما قياسك للخلفاء الراشدين عليهم السلام بفرعون فهو قياس واضح البطلان.
من تشنيعك أعلاه تبين لي أنك لم تفهم قولي أو أن ما تراكم مسبقاً في ذهنك عن الموضوع أدى الى مثل هذا ردك. أنا خصصت في كلامي الولاية والإمامة في الدين وهذا ما نقول به معشر الزيدية ونرى أن آل رسول الله قرناء القرآن بهم نهتدي وهم ولاتنا وأئمتنا ومنهم نأخذ ديننا في كل الأحوال، وإن دعوا أجبناهم وواليناهم وعادينا أعدائهم. فهم في كل الحالات حجة الله على الخلق حتى وإن زوي عنهم الحكم والسلطة. وقد مثلت لك بيوسف عليه السلام وفرعون وأمير المؤمنين ومن سبقة للدلالة على أن يوسف وأمير المؤمنين هما حجتا الله على خلقه وإن لم تكن السلطة لهما وما نقص من مكانتهما وفضلهما شيئ بل رجع الآخرون إليهما في بعض أمورهم.
فالولاية العامة قد تكون في الإمام فتجتمع له السطة الدينية والدنيوية وقد تكون في غيره ولكنه لا يسمى إماماً وتكون له السلطة الدنيوية فقط.
فالقياس كما ترى ليس كما تصورته أنت، بل أستغرب كيف ذهب إلى ظنك عني بأني أقيس الخلفاء بفرعون ؟ لقد ذهبت بهذا بعيداً فاحمل أخاك على الخير وأحرص على تقديم حسن الظن قبل سؤه وسيظهر لك أيضاً أن تهكمك على الأخ نادر بموافقته إياي لما طرحته في غير محله.
وأما قولك ان قولي هذا لا يمكن ان يصدر عن زيدي فهو أغرب مما سبق، فإن كان مرادك به نفي الزيدية عني، فأنت أيضاً تنفي الزيدية عن السيد الوزير والعلماء الأجلاء العلامة السيد محمد بن محمد المنصور ، والعلامة السيد حمود بن عباس المؤيد ، والعلامةالسيد أحمد بن محمد الشامي وهم أنفسهم القائلين أن الولاية العامة هي في القوي الأمين كائناً من كان وقطعاً لا يقصدون بها الإمامة في الدين ولك سؤالهم، إلا إذا كنت تعتبر أنهم ليسوا زيدية أصلاً فهو أمر آخر.
ولأهمية الموضوع ودقته أحب أن أورد بعض ما جاء عنه من مراجع الزيدية لأن الكثيرين ممن يشنعون على المذهب أوالهاشميين فيه مبني على عدم إطلاع أو سوء فهم أو تأثر بإفتراءت الظلمة وأعوانهم أو جهالات بعض عوام المذهب، والأمر من هذا هو تأثر الكثيرين بمثل هذه التشنيعات وإعتبارها من المسلمات. وكل ذلك دون الرجوع إلى علماء المذهب ليبنوا لهم حقيقية الأمر.
قال الإمام القاسم بن إبراهيم عليه السلام:
أولوا الأمر أمراء السرايا، وعلماء القبائل، وحلماء العشائر، والحكماء الذين يأمرون بالمعروف والهدى، وينهون عن الردى، لما أمروا بما أمر به رب العالمين. وأبرار آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعلماؤهم، وهم فولاة الأمر منهم، لما فضلهم الله به على غيرهم، من قرابة رسول الله، ومشاركتهم لأهل البر فيه، فلهم من القرابة ما ليس لغيرهم، وهم شركاء الأبرار في برهم.
كما قال عليه السلام:
إن الولاية واجبة من الله عز وجل بتنزيله في كتابه لكل فاضل على كل مفضول، ولكل عالم من الخلق على كل مجهول، وأولى الناس بها أقربهم إلى الله قربة، وأرفعهم عند الله منزلة ودرجة، وأولئك هم السابقون كما قال الله سبحانه:﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾[ الواقعة:10-11]، فأولاهم بها أقربهم إلى ربهم، وإمامهم فهو أعلمهم، وأعلمهم فهو أسبقهم إلى الإيمان والإحسان، وأعرفهم وأحكمهم بما نزل الله في الفرقان. في ذلك وكذلك ما يقول الله سبحانه:﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾[يوسف:76]، ويقول سبحانه:﴿أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾[يونس:35]، في كل هذا يخبر أن الولاة والأئمة في كل قرن وزمان هم الذين يعلمون، وفي كل هذا وما لم يذكر من أمثاله مما نزل في الكتاب، دلالة بينة ظاهرة نيِّره لأولي الألباب.
وقال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليه السلام في شرائط الإحتساب:
وعندنا أن أساس شرائطه العقل الوافر، وتنبني عليه ثلاث خصال: أولها: الورع الكامل. وثانيها: حسن الرأي وجودة التدبير. وثالثها: العلم بقبح ما ينهى عنه ووجوب ما يأمر به سواءً علم ذلك أو قلد فيه وأمضى فتوى العالم به. فهذه شرائطه.
وأما ما يجوز له من الأفعال: فله أن يحارب على فعل القبيح وإزالة المنكر، وليس له أن يحارب على ترك الواجب. ويجوز له أن يأخذ للدفع عن المسلمين نصيباً من أموالهم وإن كره بعضهم، وليس له أن يكره على إخراج الحقوق.
والذي يجوز له بل يجب عليه إذا زاحت علته عليه النهي عن المنكر بلسانه وسيفه على مراتبه، والأمر بالمعروف بلسانه دون سيفه، وسد الثغور، وتجييش الجيوش للدفع عن المسلمين، وحفظ ضعفتهم عن شياطينهم بالقول والفعل، والدعاء إلى طاعة الله، والتأهب لإجابة دعوة الداعي من عترة رسول الله، وحفظ الأوقاف، وتفقد المناهل والمساجد والسبل، والمنع من التهارج والتظالم.

وجاء في كتاب الكشف الأمين:
وأما إذا كان القائم غير فاطمي أو فاطمي غير ورع بل فاسق ظالم فيقطع ببطلان إمامته لما تقرر من الأدلة على عدم صحة إمامة غير الفاطمي، وبطلان إمامة الفاسق والظالم كائناً من كان، ثم إن كان غير الفاطمي ورعاً مدبراً كان محتسباً ووجبت طاعته وإعانته ونصرته في تنفيذ كل معروف واجب، وإزالة كل منكر، وليس له ولاية على قبض الزكوات ونحوها بل ولايتها إلى المالك المرشد وولي غيره يصرفها في مصارفها، فإن منعها وجب على ذلك المحتسب إجباره على إخراجها، وفي أخذها منه كرهاً وصرفها في مصرفها إن لم يخرجها بالإجبار خلاف، فقال الأستاذ والفضل بن شَرْوِين والقاضي جعفر: يجوز، وقال غيرهم لا يجوز لأن شرطها النية.
نعم فلو كان المحتسب غير عدل لكنه مقتدر مدبر حسن السيرة والمعاملة للناس، فالأظهر أن لا ولاية له من باب الحسبة لقوله تعالى: ﴿لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس لعرق ظالم حق لكن تجب إعانته على إقامة معروف أو إزالة منكر" كما نص عليه أهل المذهب الشريف، وهو محمول على ما إذا قد كان ثمة معروف أو منكر معلومان لا نصبه عموماً لكل أمر بمعروف ونهي عن منكر، إذ لا يؤمن مع فسقه أن يخون ويظلم ويتعدى ما ليس له.

وقال السيد أحمد بن يوسف زبارة في تتمة الإعتصام للإمام القاسم بن محمد عليه السلام في باب الإحتساب:
المحتسب ولو غير فاطمي وعلوي هو من يقوم بما أمره إلى الإمام عند عدم قيامه أو قيام محتسب آخر في جهته. فله ما له وعليه ما عليه إلا الأربعة التي أمرها إلى الإمام وهي: الحدود والجمعات والفيء والصدقات.
وشروط الحسبة عقل وافر وينبي عليه الورع الكامل وجودة رأي مع حسن تدبير والعلم بقبح ما نهى عنه وحسن ما أمر به أو وجوبه، قال المنصور بالله عليه السلام فبهذه الشروط يجب أن يكون محتسباً وسواء كان قرشياً أو عربياً أو عجمياً.

وقال السيد المولى مجدالدين المؤيدي حفظه الله في التحف شرح الزلف:
ومع هذا فأهل البيت يعاملون من تولى من غيرهم، وسار بالعدل وأقام الشريعة أحسن معاملة، كعمر بن عبدالعزيز، وإنما يجاهدون من جار وظلم المسلمين، هذه سيرتهم من عهد أمير المؤمنين عليه السلام، فمسألة المنصب عندهم إستدلالية وليست من ضروريات الدين.
وقال العلامة السيد علي بن عبدالكريم الفضيل في كتابه من هم الزيدية عن الإمام في باب نظام الدولة:
وهناك ما يشترطه الجمهور من العلماء أن يكون نسبه قرشياً، وأما الزيدية فيفضلون أن يكون من أهل البيت عليهم السلام ولهم أدلتهم التي تقضي بوجوب تقديم آل رسول الله على غيرهم.
وليس في هذا ما يعوق دون نصب رئيس للدولة من غيرهم في حال عدم وجود الإمام الفاطمي، ولكنهم لا يطلقون عليه اسم الإمام، بل يقوم بأمر الرئاسة كمنصوب الحسبة مثلاً، لأن من مذهب الزيدية أنه في حال عدم وجود الإمام الشرعي فإن كل من عرف من نفسه أنه يصح لفعل شيئ ولا إمام جاز له فعله وانتصابه عليه وله أن يمارس سلطة الدولة.

وفيما يلي بحث أجمل فيه العلامة السيد عبدالله حميدالدين خلاصة للموضوع في كتابه الزيدية قراءة في المشروع وبحث في المكونات حيث قال:
وما يتعلق بالتنظير لقيام الدولة يمكن تقسيمه إلى قسمين:
1. المبادئ التي تمثل بمجموعها جوهر النظرية.
2. المبادئ التي تمثل آليات الوصول إلى الحكم ومن بعد ذلك ممارسته.
والذي يجب ذكره هنا إنما هو الأمر الأول حيث إن الثاني يخضع لاعتبارات ظرفية، ولا يمكن أن يكون له صفة الإطلاق.
الأول من تلك المبادئ وأهمها: أن الله تعالى خلق البشر متساوين في الحقوق الاجتماعية والسياسية، وبالتالي فلا يحق لأحدٍ مهما كان أن يُقَيِّدَ حرية أي مخلوق آخر، كما لا يحق لأحد أن يخضع نفسه لمخلوق آخر إلا بإذن من الله، كما لا يحق لأحدٍ أن يتقدم أو يتصدر غيره من الناس إلا بإذن من الله تعالى أو لمصلحة مشتركة تعمهم جميعاً. وإن الله تعالى إذ يأذن فلا يأذن إلا بما يقرُّه العقل ويؤيده؛ لأن الله تعالى لا يأذن بما يخالف العقل أبداً.
الثاني: أن إقامة نظام سياسي عادل يرعى حقوق الناس، ويؤمنِّهم من الظلم والخوف والفقر والجهل، هو من أصول الدين. وهو من مدلولات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وفي غياب هذا الأمر يصبح "التقلب بالأموال والتجارات والمكاسب في وقت ما تُعطَّل فيه الأحكام ويُنتهب ما جعل الله للأرامل والأيتام والمكافيف والزَّمْنَى وسائر الضعفاء ليس من الحل والإطلاق كمثله في وقت ولاة العدل والإحسان والقائمين بحدود الرحمن." قال د. محمد عمارة معلقاً عليها: هذا الحكم يجعل الكسب في مثل هذه الظروف لا يمكن أن ينجو من التلوث بمثل هذه الظلامات. وفي هذا الحكم حثٌّ على العمل لتغيير الجائر من الأوضاع تطهيراً للكسب والمأكل وإراحة للضمير.
الثالث: وهو يتفرع بشكل طبيعي عن الثاني، وهو وجوب المشاركة السياسية الفاعلة من جميع أفراد الأمة في تأسيس ذلك النظام، وفي رعايته وحمايته. وهذا يفرض على المجتمع المسلم التواجد الإيجابي والفاعل في الساحة السياسية، مع اختلاف شكل التواجد وآليته باختلاف الظروف الموضوعية، كما يفرض على المجتمع السعي الدؤوب وصولاً لنحو ذلك النظام، حتى لو لزم الأمر التدخل القسري، وبالتالي يخلق لنا مجتمعاً مشاركاً ومراقباً للوضع السياسي في البلاد، إضافة إلى أنه يخلق شعوراً لدى القائمين بالأمر بالمراقبة المستمرة لهم ولأعمالهم.
الرابع: إن الدولة تعبر عن مصالح المجتمع بجميع أطيافه واتجاهاته المختلفة وإنه لا يجوز لها أن تكون طرفاً من أطراف الصراع الاجتماعي بأشكاله المختلفة، وإنما هي مظلة يستظل بها جميع أفراد المجتمع مهما تناقضت هوياتهم، وقد عبَّر عن شيء من هذا المبدأ الإمام محمد بن عبد الله النفس الزكية عليه السلام (ت145هـ) حيث قال: أوجب على من قام بهذا لأمر الدعاء لجميع الديانين، وقطع الألقاب التي يدعى بها فرق المصلين، وغلق الأبواب التي في فتح مثلها يكون عليهم التلف، والامساك عمَّا شتت الكلمة، وفرَّق الجماعة، وأغرى بين الناس فيما اختلفوا فيه وصاروا به أحزاباً، والدعاء لطبقات الناس من حيث يعقلون إلى السبيل الذي لا ينكرون وبه يؤلفون، فيتولى بعضهم بعضاً، ويدينون بذلك، فإن اجتماعهم عليه إثبات للحق وإزالة للباطل.
الخامس: إن القيادة في الدولة قيادة سياسية، وليست زعامة دينية. فالقيادة السياسية هي التي يراد منها أساساً رعاية مصالح العباد. والزعامة الدينية هي تلك التي تملك حقاً زائداً أو حصرياً في أن تتكلم وتمثل الدين. فمع أن قيام الدولة مما يجب أمام الله تعالى، ومع أنه يجب طاعة الدولة فيما تأمر به، إلا أنها مع ذلك قيادة سياسية وليست زعامة دينية. فليس لها ولاية على الدين، ولا يعتبر رأيها في الأمور الدينية ملزماً للجميع. وتنحصر ولايتها في ما يحقق غرض وجودها وهو تحقيق العدل والأمن بين الناس. هذا لا يمنع من اشتراط مؤهلات دينية وعلمية وخلقية لمن يتولى أمورها. كما لا يمنع أن يكون للقيادات فيها مواقف دينية تتميز عن غيرهم، ولكنها لا تلزم إلا من اقتنع برأيهم. أيضاً لا يتعارض هذا مع اعتبار أن طاعة القيادة فيها ثواب من الله، وأن معصيتها عليها إثمٌ، لأن ذلك يعود إلى أنه يترتب على الطاعة والمعصية مصالح ومفاسد للأمة.
أخيراً قد يكون من الأمة من هو أكثر ديناً ممن في رأسها، ولكن لما كانت العبرة بالقدرة على القيادة لم يمتنع هذا الأمر. هذه الأفكار تمثل أبرز مرتكزات المشرع السياسي الزيدي. ما سواها من عناصر فرع عليها، وأغلبها ــإن لم يكن جميعهاــ إنما يتناول آلية الوصول إلى الحكم، كما يتناول آلية انتقال الحكم وطريقة حل النزاعات المحتملة حين انتقال الحكم، وهي قضايا على أهميتها لا تعدو أن تكون إجرائية ونسبية بخلاف تلك الأمور التي تحدد دوافع الحركة وأهدافها وشكلها العام، وهذه الأفكار ــ كما هو واضح ــ أساس أي مشروع سياسي معاصر يهدف إلى إقامة العدل، وإلى إبقاء الإسلام في الحياة العامة.

كما قال في موضع آخر:
سبق أن أشرت إلى مكانة الإمامة لدى الزيدية. هذه المكانة صارت سبباً للنقد من كثير من الناس، وذلك لأن الذي شاع في الثقافة الإسلامية العامة عدم الاعتداد بأمرها، واعتبارها من الفروع والقضايا الثانوية. وقد سبق ما يبين سبب علو مكانتها لدى الزيدية.
أيضاً مما أخذ على الزيدية في أمر الإمامة قولهم بأن الإمامة محصورة في أهل البيت عليهم السلام، وأنه ما دام هناك الكفؤ لها من أهل البيت عليهم السلام فلا يصح اختيار أحد من سواهم. ولعل هذا الأمر كان السبب في أكثر النقد الموجَّه إليهم، هذا النقد الذي توجه إليهم من بعض الزيدية فضلاً عن غيرهم. بل لعله سبب لكثير من التضييق الذي عانوه عبر السنين. وقد نجد في عبارة ((الزيدية في معتقل الإمامة)) كثيراً من المعاني التي تنعكس عن واقع الزيدية والإمامة اليوم. ولكن السبب لا يعود إلى الإمامة، إنما يعود إلى مفهوم الناس عن الإمامة، وإلى الطريقة التي يتم بها عرض المذهب في الآونة الأخيرة. وقد سبق أن بيَّنْت أن حصر الإمامة في أهل البيت عليهم السلام إنما هو من آليات الوصول إلى الحكم، ولا يُمَثِّل جوهر أو روح النظرية في الإمامة، وبالتالي فهو من فروع نظرية الإمامة العامة، وليس هو الإمامة. ولكن الأمر يعرض وكأن الإمامة عند الزيدية ليست إلا التأكيد على الحق الفريد لأهل البيت عليهم السلام فيها. ولعل هذا يعود إلى كونها من القضايا التي كثر الاختلاف حولها، فكثرت الكتابات فيها، مما قد يوحي للكثير، زيدية وغيرهم، أن موضوع الحصر هو الأساس. والأمر أوضح في الفترة الأخيرة، حيث إن خصوم الزيدية في هجومهم عليها شددوا على قضية الهاشمية، وعلى قضية العنصرية، وعلى قضية الحصر وهكذا. هذا التشديد دفع كثيراً من الزيدية الى تكريس جهودهم ودعوتهم الى قضايا التشيُّع، وولاية أهل البيت، حتى كأنها صارت هي المميز الرئيس لفكر الزيدية، وحتى صار التوحيد والعدل وكأنهما تابعان لمفهوم التشيع وليس العكس.
وقد سبقت الإشارة إلى أن الزيدية ترى أن لا بد للقائم بأمر الإمامة من إذن شرعي يسمح له بممارسة الأمر والنهي على غيره من الناس. وترى الزيدية أن الله تعالى قد جعل هذا الإذن للأكفأ، والأفضل من أهل البيت، ولذلك فإنّ الزيدي عندما يرشح قيادةً فإنما يرشح الأكفأ من أهل البيت. فإذا قَبِلَتْ الأمة القيادة التي رشَّحها الزيدي فذلك حق للأمة. أما إذا رفضت الأمة القيادة التي رشَّحها الزيدي فليس أمامه، وليس أمام قيادته إلا أن ينزلا عند رغبة الأمة، ويضعا يدهما في يدها، ويعملا معها لخدمة الصالح العام. وإن الزيدية عندما تمنع منعاً قاطعاً من قيام أي حركة معارضة لمجرد كون القيادة خارجة عن آل البيت، وإن إصرارها على أن المعارضة لا تكون إلا للظلم، يدلان على أن موضوع الحصر لا يتجاوز كونه آلية، وأنه فرعي على النظرية العامة. وهذا لا يمنع من أن تخطِّيء من لا يختار من رشحته إماماً، ولا يمنع التبرم منه، ولا يمنع أن تدَّعي أن الناس إذ تقوم بذاك فإنها تحرم نفسها من بركات كبيرة، فيحق لها أن تُصِرَّ على ما تراه صواباً، كما يحق لغيرها على أن يُصِرَّ على رفض رؤيتها.

وبعد هذا أدعوك بعد التدبر لتصحيح مفهومك عن الإمامة والولاية في الدين في الزيدية والفرق بينها وبين الولاية العامة في الحكم والسلطة وجوازها في غير البطنين لديهم.

معاذ حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 212
اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
مكان: جدة
اتصال:

مشاركة بواسطة معاذ حميدالدين »

رابعا:
معاذ حميدالدين كتب:وأذكرك بأنك وإياي في حوار حول هذا الموضوع ولكنك أغفلته (أو تغافلته) وهو لما ينتهي فكان إيرادك لهذه المقالة هنا في موضوع مستقل بها ما هو إلا إمعاناً في نفث ما تذهب إليه دون تدبر أو دليل. وما دمت نشطاً في مثل هذا من المواضيع فأحيلك والإخوان المتابعين إلى الموضوع السابق حيث أنتظرك هناك منذ ما يربو على الشهر.
نشوان الحميري كتب: أنا لم أتغافل عن موضوعنا السابق المشار إليه ولكني رأيتك وكثير من الإخوة هنا في المجالس عند مناقشة موضوع لا يعجبكم تتجاهلون معظم نقاط البحث وتركزون على نقطة واحدة غالبا ما تكون جانبية ليتم تمييع الموضوع, فرأيت أن أتوقف عن المشاركة في الموضوع حتى يأتي من يناقش ما طرحت نقطة نقطة وإلا فالكفاية فيما قيل.
سأورد موضوعنا هنا إلى حيث توقف لنرى من لم يعجبه الموضوع وتجاهل نقاط البحث ليتم تمييع الموضوع وتجنب النقاش نقطة نقطة.
نشوان الحميري كتب:أخي الكريم معاذ لا أدري لماذا تتحاشى الآية التي جعلتها عنوانا لموضوعك ثم تأتي بآيات أخرى!!!! هل تعتقد أن القرءان يتعارض مع نفسه؟؟؟ أم أنه يمكن الجمع بين هذه الآيات؟؟
أنا أرى أن قوله تعالى (ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا, إن أكرمكم عند الله أتقاكم) هي المحكمة والحاكمة على ما عداها لصراحتها وطرقها لصلب موضوع التفاضل والمفاخرة بالأنساب والآيات التي ذكرتها محتملة على أن من فضل, فضل بسبب التقوى فتكون كلها دليل على ما أقول ولا تعارض فيها.......... وإلا فبماذا تفسر تفضيل الله لبني إسرائيل على العالمين ثم لعنهم ومسخهم قردة وخنازير؟؟؟ أليس ذلك بسبب تحملهم أمانة الرسالة من قبل ثم تخليهم عنها من بعد؟؟؟ فكان تفضيلهم بسبب عملهم وتقواهم لا بسبب نسبهم ابتداء!!!!!.
معاذ حميدالدين كتب:هل تعني بهذا أن بني إسرائيل ما فضلوا على العالمين إلا لأنهم تحملوا أمانة الرسالة ؟
أتقصد أن تحمل أمانة الرسالة معروض على جميع الناس ولأي منهم أن يكون رسولاً دون إصطفاء من الله وإختيار؟
أو تقصد أن الله ما وضع الرسالة في من وضعها إلا لتقواهم؟
فأبن قصدك رعاك الله لأناقشك فيه كما طلبت. آمل منك أن تجلي استفهامي رعاك الله بجوابٍ بينٍ تضعه تكرماً بعد إقتباس هذا التعقيب كاملاً ليتسلسل النقاش منحصراً في صلب الموضوع.
ولا زلنا في الإنتظار.

معاذ حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 212
اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
مكان: جدة
اتصال:

مشاركة بواسطة معاذ حميدالدين »

معاذ حميدالدين كتب:ولا يضير أن أورد هنا بعض مما قاله الإمام زيد من الموضوع الذي أغفلته أنت ولو لم يوافق هواك:
واعلم أنَّما أصاب الناسَ من الفتَن والاختلاف وشَبَّهت عليهم الأمور إلا من قِبَل ما أذكر لك، فأحسن النَّظر في كتابي هذا، واعلم أنك لن تستشفيَ بأوَّل قولي حتى تَبْلغ آخره إن شاء اللّه.
وذلك أنَّهم لم يروا لأهل بَيْت نبيِّهم صلى اللّه عليه فضلا عليهم - يَعْتَرفون لهم به - في قرَابَتِهم من النَّبي صلى اللّه عليه وآله وسلم، ولا علماً بالكتاب ينتهون إلى شيء من قولهم فيه، فلما جاز لهم إنكار فضلهم، جاز ذلك لبعضهم على بعض.
وَسُمِّيَ كلُّ من استقبل القبلة وقرأ القرآن - من مؤمن أو مُنافق، أو أعْرَابيّ أو مهَاجِر، أو أعجمي أو عربي - من أمة محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم، وجاز لهم - فيما بينهم إذْ لم يروا لأهل بَيْت نبيهم فضلاً عليهم - أن يتأولَ كلُّ مَنْ قرأ القرآن برأيه، ثمَّ يقول هو ومن تابعه على رأيه: نحن أعلم الناس بالقرآن وأهداهم فيه. فخالفهم ضرباؤهم - من الناس في رأيهم وتأولهم - وأكفاؤهم في السنة. وقد قرأوا القرآن مثل قراءتهم، وأقروا من تصديق النبي صلى اللّه عليه وآله بمثل ما أقروا به، فمن هنالك اختلفوا ولا يرجع بعضهم إلى بعض، فانظر فيما أصف لك.
نشوان الحميري كتب:وأما ما ذكرت من كلام الإمام زيد فهو إن صح نسبته له يظل رأي خاص به عليه السلام لنا أخذه او رده. .
ولا يخفى انه علينا عند الإختلاف أن نرد الأمور إلى أولي الأمر، ويبدو من كلامك ان الإمام زيد بن علي عليه السلام ليس ممن يرد إليهم، فأبن لنا من أولي الأمر لديك الذين نرد الأمر إليهم مادمنا اختلفنا في هذا. ولا يعني هنا أني ألزمك بالرد إلى ما أجمع عليه أهل البيت ولو أني أنصحك به.
وأنوه بأنه لا بد لنا من مرجع عند الإختلاف في معاني القرآن الكريم والسنة الشريفة وإلا سيؤول الأمر إلى اتباع الهوى والتلطم في الردى والعياذ بالله.

نشوان الحميري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 625
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 06, 2004 10:39 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة نشوان الحميري »

أخي معاذ يبدو أن لديك وقتا كافيا لكتابة كل هذا, ومع هذا فإني أقدم لك الشكر عليه فهو كلام لا يخلو من فائدة.

ولكني أرى أن نحصر النقاش في مسألة الحصر معتمدين على القرآن والأدلة القطعية والوثائق التاريخية (كرسالة الإمام علي السالفة الذكر) حتى نتوصل إلى نتيجة ومن ثم يمكن الإنتقال إلى النقاط الأخرى كالإحتساب والولاية الدينية وغيرها.

مع أني هنا أريد ان اسجل اختلافي معك في مفهوم أهل البيت وفي نظرة الإسلام إلى بني آدم بشكل عام, كما اني لا أؤمن بوجود بابوية في الإسلام تتمتع بصلاحية الولاية الدينية فالرب واحد والدين للجميع.

أما ما ذكرته من تعليقات على ما كتبت فسأترك للقراء الحكم فيما كتبناه وأينا كان اكثر تهجما على الآخر.

كما أني أريد أن أذكرك أن مسألة الإمامة من وجهة نظري ليست مسألة أصولية فسواء اتفقنا عليها أو اختلفنا فيها قيجب أن لا يؤدي حوارنا إلى تكفيرنا أو تفسيقنا لبعضنا البعض.

ولتكن بدايتنا هكذا:

أنا أرى أن الإمامة أو الولاية العامة أو حق الحكم أو الرئاسة (سمها ما شئت لا فرق عندي) جائزة في جميع الأمة بشرط ان يكون من يتصدى لها منتخب من أغلب أفراد الأمة بدون تزوير أو اغتصاب. ودليلي على ذلك ان الأصل جوازها في الكل وحصرها في فئة معينة دعوى تحتاج إلى دليل.

فأورد أدلتك على الحصر أخي الكريم

وللجميع تحياتي
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }{وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ }الشعراء83-85
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“