
أفادت وكالة الأسوشيتد برس نقلا عن وزير الداخلية الإيراني بأن رئيس بلدية طهران محمود أحمدي نجاد فاز في الجولة الثانية الحاسمة للانتخابات الرئاسية الإيرانية على منافسه
الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني.
وتشير أرقام وزارة الداخلية إلى أن نجاد حصل على 61.8% من أصوات الناخبين مقابل 35.7% لرفسنجاني الذي أقر أحد المقربين منه بالهزيمة، قائلا لوكالة الصحافة الفرنسية إن الأمر انتهى.
من جهته أكد مسؤول في مجلس صيانة الدستور - المسؤول عن إقرار نتائج الانتخابات - أن نجاد حصل على 61.6% بعد فرز 13.3 مليون صوت.
وأضاف المصدر نفسه أن عدد الذين أدلوا بأصواتهم بلغ 22 مليون شخص أو 47% من إجمالي الناخبين البالغ عددهم 46.8 مليون، وهو ما يقل عن نسبة من أدلوا بأصواتهم خلال الجولة الأولى غير الحاسمة من الانتخابات يوم الجمعة الماضي والتي بلغت 63%من مجموع الناخبين.
وصرح مسؤولون انتخابيون بأن نجاد البالغ من العمر 48 عاما والذي تعهد بمعالجة الفقر والدفاع عن القيم الإسلامية مطمئن على ما يبدو لفوزه. وقال مسؤول بوزارة الداخلية الإيرانية طلب عدم نشر اسمه إن الأقاليم الفقيرة صوتت بشكل كبير لصالح نجاد.
وكان موعد التصويت تم تمديده حتى الساعة الحادية عشرة من مساء أمس بالتوقيت المحلي (18.30 بتوقيت غرينتش) بعد أربع ساعات ونصف من موعد الإغلاق المقرر أصلا.
تجاوزات انتخابية
وأعلنت وزارة الداخلية أنها تلقت تقارير عديدة عن تجاوزات في العملية الانتخابية، وقالت إنها تدرس احتمال تعليق التصويت في بعض المراكز.
غير أن مجلس تشخيص مصلحة النظام سارع على لسان أحد المتحدثين باسمه إلى نفي ذلك، وحذر من تعرض المسؤولين في الداخلية لملاحقات قضائية إذا قرروا تعليق عمليات انتخابية من دون موافقته.
وكان الناخبون الإيرانيون توجهوا صباح أمس إلى صناديق الاقتراع للتصويت في جولة الإعادة للانتخابات التي أجريت قبل أسبوع ولم تسفر عن تحقيق أحد مرشحيها النسبة المطلوبة للفوز بمقعد الرئيس التاسع للجمهورية.
وكان المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي ضمن أوائل الذين أدلوا بأصواتهم بعد فتح مراكز الاقتراع في طهران, حيث أعرب عن ثقته بنزاهة الانتخابات ودعا الإيرانيين إلى المشاركة بكثافة.
كما نفى خامنئي دعمه لأي من المرشحين, مشيرا إلى أن الكلام عن دعمه لنجاد مصدره خارجي, وطالب الهيئات المشرفة على الانتخابات بالحياد والموضوعية.
من جانبه أصدر المرجع الشيعي آية الله محمد جواد فاضل فتوى تحرم التزوير في هذه الانتخابات، معتبرا استخدام وثائق الموتى والتصويت أكثر من مرة وكذا التصويت بدلا من شخص آخر أمرا محرما.
برامج المرشحين
وفي ما يخص المرشحين قدم رفسنجاني نفسه في الحملة الانتخابية على أنه ليبرالي رغم أنه عالم دين شيعي وأحد مؤسسي الجمهورية، كما أنه يستمد تأييده من الإصلاحيين بعد إخفاق مرشحيهم في الجولة الأولى قلقا منهم من التغييرات التي قد يدخلها نجاد على البلاد.
وفي مسعاه لكسب أصوات الناخبين أيد رفسنجاني خطة تعرض على كل أسرة إيرانية حقوق شراء أسهم في الشركات التي تتم خصخصتها، كما ركز على إجراء إصلاحات مثل تحرير الاقتصاد.
أما نجاد الذي تؤيده الأوساط المحافظة فيعتمد على الطبقات العاملة وفقراء الريف والعاطلين الذين قد تغريهم تعهداته بتوزيع دخل البلاد الكبير من النفط لنيل أصواتهم.
كما نفى أثناء حملته الانتخابية الشائعات بأنه سيفرض الفصل بين الجنسين في الأماكن العامة وإجبار النساء على ارتداء ملابس معينة، حيث أشار إلى أن مشكلات البلاد الحقيقية في البطالة والإسكان "وليست في الملابس".
المصدر : الجزيرة نت