ويحك أتدري ما الله .. !!! وما بعد هذا التجسيم من تجسيم

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

ويحك أتدري ما الله .. !!! وما بعد هذا التجسيم من تجسيم

مشاركة بواسطة الكاظم »

ويحك أتدري ما الله ....!!!!

إخواني أعضاء مجالس آل محمد ....... بارك الله فيكم .......

إن من أعظم ما منَّ الله على العبد به هو العقل ، فالعقل ميّزَ لنا الحسن من القبيح والخيرَ من الشر ، كما أنه ميّزَ لنا بين دعوة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم وبين دعوة مُدعي النبوة مسيلمة الكذاب ، ولكن ماذا يحصل عندما نُعطل عقولنا عن التفكير والتميز بين الأشياء ؟

أنا أحب أبي وأطيعه ، فلو جاءني عمي وقال أبوك يأمرك أن تُلقي بنفسك في هذه النار !!!
إذا عطلت العقل ونفيته مهمته التي جُبِلَ عليها .... سأذهب إلى النار وألقي بنفسي فيها .. لأن من أمرني بذلك هو أبي وطاعته واجبة !!!! وأي قُبحٍ أقبحُ من هذا الفعل !!!!!!!!

وإذا أنا استخدمت عقلي فيما جبله الله عليه تفكرت في كلام عمي عن أبي ، وووقفت ثم وقفت وأطلت النظر والتفكير ... وبالتالي لن أرمي بنفسي في النار لأن العقل قال لي هذا قبيح ويُستحال من أبيك أن يكون قد قاله فهو مثالُ للأب الصالح المؤمن التقي فكيف يأمرني بهذا .... فوجب عليّ أن أرجع إلى عمي وأتباحثَ معه القضية وعن صِدْقِ قوله !!!!

[ الكلام السابق الذكر .... إهداء لمن ينفي دور العقل في معرفة الدين ويعتمد على النصوص الحديثية ]

المهم ...

إخواني الأكارم ،، بينما كنت أمشي في بعض الممرات وجدتٌ منشوراً موضوعاً على رفٍ مرتفع ، وشدني عنوان هذا المنشور [ ويحك أتدري ما الله ] ، أخذته وقرأته وأنا أمشي فَصُعِقْتُ عندما رأيت محتواه ، نعم كان المنشور محتوياً على صفات تجسيمية لله سبحانه وتعالى ولكني لم أستغرب من هذا لأني أعرف عقيدة أتباع ابن تيمية وأتباه ابن عبدالوهاب ، وإنما ما أدهشني حقاً هو الطريقة السخيفة الذي كُتِبَ بها هذا المنشور المزخرف والملون بألون الطيف !!! وزاد الدهشة دهشة أن غيري ممن لابعرفون بعض المصطلحات الواردة في المنشور ( من العامة ) سيقرأونه كما قرأته ، وسيفهمونه بما يوحي لكم المنشور وما ستعرفونه بعد كتاباته ، ونظراُ لأهميته أحببت نقله لكم .

بداية المنشور

"
[ إقرأ لكي تعبد الله كأنك تراه ]

لتعلمَ أن من الأمور العظيمة المهمة لك معرفة ( صفات وأسماء وأفعال الرب جل جلاله ) ... كما وردَت في الكتاب والسنة ... وبعد معرفتها ... عليك تذكُرُها باستمرار ... حتى تصير لقلبك بمنزلة المرئي ... فتُحَقِّقَ بذلك مرتبة الإحسان ( فتعبد الله كأنك تراه .. فإن لم تكن تراه فإنه يراك )، وبهذا تحيى القلوب الميتة ... وتنقشع الغفلة ... وتنشرح الصدور بنور التوحيد .

والرسل كلهم عرَّفوا بالله سبحانه من خلال التعريف : ( بأسمائه .. وصفاته ... وأفعاله ) تعريفاً مفصلاً ... حتى كأن العباد يشاهدونه سبحانه وينظرون إليه ، وقد استوى على عرشه ... فوق سماواته ... عالٍ على خلقه ...قاهراً لكل شيء ... يُدبِّرُ أمر مملكته ... آمراً ناهياً ... باعثاً لرسله ... مُنزلاً لكتبه ، فينزل الأمر من عنده بتدبير مملكته ... فيُكَلِّمُ عبدَه جبريلـ ويُرسِلَهُ إلى من يشاء بما شاء ...ملائكته يخافونه من فوقهم، وينفذون أوامره في أقطار مُلكه ... اصعد الأمور إليه وتُعرض عليه ... له الأمر وليس لأحدٍ معه شيء ... بل الأمر كله له ، معبودُ ... مُطاع ... لا شريك له ولا مثيل ولا عدل ... موصوف بصفات الكمال .... منعوت بنعوت الجلال .... منزَّه عن العيوب والنقائص .

قائماً بالملك والتدبير .... فلا حركةَ ولا سكون ... ولا نفع ولا ضر ... ولا عطاء ولا منع ... ولا قبض ولا بسط إلا بِقُدرته وتدبيره، فقيام الكون كله به ... وقيامه سبحانه بنفسه فهو القائم بنفسه ... المقيم لكل ما سواه { وعنده مفاتح الغيب لايعلمها إلا هو ، ويعلم ما في البر والبحر ... وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبّة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلاّ في كتاب مبين } ( الأنعام : 59 )، يقول صلى الله عليه وسلم : " مفاتح الغيب خمس : إن الله عنده علم الساعة ، وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام ، وما تدري نفس ماذا تكسب غداً ... وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير " ( البخاري ) .

وهو يتكلم سبحانه وتعالى ... ويأمر وينهي ... ويتأذّى ويفرح، ويَسْمَعُ ويُبصِر ... ويرضى ويغضب ... ويُحب ويسخط ... ويُجيب دعوة المضطر من عباده ...ويغيث ملهوفهم ... ويعين محتاجهم ... ويُجبرُ كسيرهم ... ويُغني فقيرهم ... ويُميت ويُحيي ... ويمنع ويُعطي، ويثيب ويعاقب ... مالك الملك يؤتي الملك من يشاء ... وينزع الملك ممن يشاء ... ويذل من يشاء ... بيده الخير ...وهو على كل شيء قدير { إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون } ( يس : 82 ) .

[ كل يوم هو في شأن ]

يغفر ذنباً ... ويُفرج كرباً ... ويفك عانياً ... وينصر مظلوماً .. ويقصم ظالماً ... ويغيث ملهوفاً .... ويسوق الأقدار إلى مواقيتها ، ويجريها على نظامها ... ويقدم ما يشاء تقديمه ... ويؤخر ما يشاء تأخيره ... فأزِمَّة الأمور كلها بيده ... ومدار تدبير الممالك كلها إليه ... فلخ الجلال والكمال والعزة والسلطان .

يرحم إذا استرحم ... ويغفر إذا استُغفر ... ويعطي إذا سُئِل .. ويُجيب إذا دُعي ... ويُقيل إذا استُقيل ... قال صلى الله عليه وسلم : " ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ... فيقول : أنا الملك أنا الملك ... من يدعوني فأستجيب له ... من يسألني فأُعطيه ... من يستغفرني فأغفر له " ( البخاري ومسلم )

هو سبحانه وتعالى أكبر من كل شيء ... وأعظم من كل شيء ... وأعز من كل شيء ... وأقدر من كل شيء ... وأعلم من كل شيء ... وأحكم من كل شيء ... بصير بحركات العالم علويه وسفليه ، وأشخاصه وذواته ... سميع لأصواتهم .. رقيب على ضمائهم وأسرارهم ... ويرى أفعالهم وحركاتهم ... ةيُشاهد بواطنهم كما يشاهد ظواهرهم ..{ يعلم ما في السموات والأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلى هو سادسهم ، ولا أدتى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينَ ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم } ( المجادلة : 7 ) .

سميع يسمع ضجيج الأصوات ، باختلاف اللغات ... على تنوع الحاجات ... فلا يشغله سمع عن سمع ... ولاتغلطه المسائل ... ولا يتبرم بإلحاح الملحين ... سواءُ عنده من أشرّ القول ومن جهرَ به ، فالسر عنده علانية .. والغيب عنده شهادة ... يرى ويسمع دبيب النملة السوداء .. على الصخرة الصماء ... في الليلة الظلماء .. ويرى ويسمع نبض عرقها .... ومجاري الطعام في أعضائها .

[ وما قدروا الله حق قدره ، والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة ، والسماوات مطويات بيمينه ]

يُمسك السماوات والأرض أن تزولا ، ويُمسك البحار أن تغيض أو تفيض على العالم ... ويُمسك السماء أن تقع على الأرض .. ويُمسك الهواء صافات ويقبض .

يجعل سبحانه وتعالى السماوات يوم القيامة على إصبع ، والأرضين على إصبع ، والجبال والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع ، وسائر الخلق على إصبع ، ثم يهزهن فيقول : أنا الملك أنا الملك .

الكبرياء رداءه والعظمة إزاره ، يقول سبحانه وتعالى .. في الحديث القدسي -: ( فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار ) ( مسلم ) .

مُلكه عظيم عظيم يقول سبحانه وتعالى : ( ياعبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ... ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني .. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم و‘تسكم وجنّكم ، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً . يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على قلب أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك مما عندي إلاَّ كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر ) ( مسلم ) .

يقول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عزّ وجل لا ينام ، ولا ينبغي له أن ينام ، يخفض القسط ويرفعه ، يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ـ وعمل النهار قبل عمل الليل ، حجابه النور ، لو كشَفَهُ لأحرقت سَبَحَاتُ وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " .

فهو حيلا يموت ... قيوم لا ينام ... عليم لا يخفى عليه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ... ما شاء كان وما شلء لم يكن ... لا تتحرك ذرة إلا بإذنه ... والخلق مقهورون تحت قبضته ... وهو رب العالمين .. وأرحم الراحمين وأقدر القادرين .. وأحكم الحاكمين ، الذي له الخلق والأمر ... المعروف بالفطرة ... الذي أقرّت به العقول ، ودلّت عليه كل الموجودات ... وشهدت بوحدانيته وربوبيته جميع المخلوقات .

[ كيف تصل إلى ربك سبحانه وتعالى وتكسب رضاه ]

فإذا علمتَ أنه لا رب غيره ... ولا يملك الضر والنفع والعطاء والمنع إلا هو ، فعليك بالسعي في طلب الوصول إليه بفعل الواجبات والنوافل ... وترك المحرمات والغفلة، فإنك إن فعلت فُتح لك أبوب الخير والإيمان والتقوى ( يقول تعالى : ما تقرب إليّ عبدي بشيء أحبُ إليَّ مما افترضاه عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به ، وبصرَه الذي يُبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنّه ) ( البخاري ).

وبتذكرك أسماء الله وصفاته وأفعاله دائماً وبالليل والنهار ينشأ نور الإيمان في قلبك ... يُريك ذلك النور أنَّكَ واقفٌ بين يدي ربك عز وجل ، فتستحي منه في خلواتك وجلواتك .. وتُروق عند ذلك دوام المراقبة للرقيب ... ودوام التطلع إلى حضرة العلي العظيم ... حتى كأنك تراه وتُشاهدَهُ من فوق سماواته ... مُستوياً على عرشه ... ناظراً إلى خلقِه ... سامعاً لأصواتهم ... مشاهداً لبواطنهم ... فإذا استولى عليك هذا الشاهد أزال عنك هموم الدنيا كلها وتعلقت بربك واتخذتهُ ةحده وكيلاً ودخلتَ جنته في هذه الدنيا قبل جنته في الآخرة .
فأنت بين يدي ربك ناظراً إليع بقلبك ... والناس في حجاب الدنيا .

[ فتأمل وتكّر واقرأ ]

فتأمل وتفكر واقرأ هذا الكلام لتشاهد ربك في الدنيا بعيني قلبك ، وسوف تراه يوم القيامة ببصررك فإنه " إذا دخل أهل الجنة الجنة . يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تُبيض وجوهنا ؟ ألم تُدخلنا الجنة وتنجنا من التار ؟ فيكشف سبحانه الحجاب ، فما أعطوا شيئاً أحبُ إليهم من النظرِ إلى ربهم عز وجل " ( مسلم ) ، وأما { من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً } . { فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التب في الصدور } .

تأليف : د . صالح بن عبدالله الصياح .
"

انتهى المنشور ..... والحمد لله رب العالمين .....

فكما رأينا احتوى المنشور على الغث والسمين ، ومن باب الإنصاف فقد ذكر أموراً حسنة ، وأموراً شطحت به فأخذ يُشرق ويُغرب فيها ... كتجسيمه الله سبحانه تجسيماً تاماً ......

تحياتي للجميع

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“