دراسة حول شخصية الصحابى أبو هريرة - الجزء 1/2
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 199
- اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 2:29 pm
- مكان: مصر
دراسة حول شخصية الصحابى أبو هريرة - الجزء 1/2
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام
بعد المناظرة الحامية التى دارت حول الأصول الإسرائيلية لروايات أبو هريرة . وجب على الباحث المنصف تقصى سائر جوانب تلك الشخصية و سبر تاريخها لتتكامل الصورة عن ذلك الصحابى و أثره .
سأغطى بإذن الله عدة محاور حول تلك الشخصية :
1- تعريف بشخصية أبو هريرة و دوره على عهد رسول الله و الخلفاء حتى وفاته
2- علاقة أبو هريرة بالسلطة الأموية
3- أبو هريرة كراويا متهما عبر العصور . منذ أن أتهمه الصحابة و التابعين و حتى الحاضر
4- فحصا لبعض مرويات أبو هريرة
أولا : مــن هــو الصحابى الغامض أبــو هــريــرة ؟
أبو هريرة رجل مجهول غامض النسب . ظهر فجأة على مسرح الأحداث . فأختلف الناس فى أسمه و أسم أبيه .
1- يذكر يوسف بن عبد الله بن عبد البر ( المتوفى 463 هـ ) فى كتابه ( الأستيعاب فى معرفة الأصحاب 4 :1768 ) :
قال خلفية بن خياط أبو هريرة هو عمير بن عامر بن عبد ذي الشرى بن طريف
قال أبو عمر اختلفوا في اسم أبي هريرة و اسم أبيه اختلافا كثيرا لا يحاط به و لا يضبط في الجاهلية و الإسلام
و يقال اسم أبي هريرة عبد الله بن عامر . و يقال برير بن عشرقة . و يقال سكين بن دومة .
و قال احمد بن زهير سمعت أبي يقول اسم أبي هريرة عبد الله بن عبد شمس . و يقال عامر . و قال سمعت أحمد بن حنبل يقول اسم أبي هريرة عبد الله بن عبد شمس . و يقال عبد نهم بن عامر . و يقال عبد غنم . و يقال سكين .
وقال عباس سمعت يحيى بن معين يقول اسم أبي هريرة عبد شمس . و قال أبو نعيم اسم أبي هريرة عبد شمس . و روى سفيان بن حصين عن الزهري عن المحرر بن أبي هريرة قال اسم أبي هريرة عبد عمرو بن عبد غنم .
و قال أبو حفص الفلاس أصح شيء عندنا في اسم أبي هريرة عبد عمرو بن عبد غنم .
و قال ابن الجارود اسم أبي هريرة كردوس .
وروى الفضل بن موسى السيناني عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عبد شمس من الأزد من دوس .
وذكر أبو حاتم الرازي عن الأوسي عن ابن لهيعة قال اسم أبي هريرة كردوس بن عامر .
وذكر البخاري عن ابن أبي الأسود قال اسم أبي هريرة عبد شمس .و يقال عبد نهم أو عبد عمرو .
قال الهيثم بن عدي كان اسم أبي هريرة في الجاهلية عبد شمس وفي الإسلام عبد الله وهو من الأزد من دوس .
2- و يذكر أحمد بن علي بن حجر العسقلانى ( 773 – 852 هـ ) فى كتابه (الأصابة فى تميز الصحابة 7: 425 ) :
أبو هريرة بن عامر بن عبد ذي الشري بن طريف
وقال عباس الدوري عن أبي بكر بن أبي الأسود سكين بن جابر .
و أخرج أبو أحمد الحاكم بسند صحيح عن صالح بن كيسان قال اسمه عامر .
و مثله حكاه الهيثم بن عدي عن بن عباس و زاد انه بن عبد شمس بن عبد غنم بن عبد ذي الشري .
وقال أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز هو عامر بن عبد شمس .وقيل عبد غنم . و قيل سكين بن عامر .
و قال خليفة اختلف في اسمه فقيل عمير بن عامر . و قيل سكين بن دومة . و يقال عبد عمرو بن عبد غنم . و قيل عبد الله بن عامر . و قيل برير . أو يزيد بن عشرقة .
و قال الفلاس اختلفوا في اسمه والذي صح أنه عبد عمرو بن عبد غنم . و يقال سكين .
و قال البغوي حدثنا محمد بن حميد حدثنا أبو نميلة حدثنا محمد بن عبيد الله قال اسمه سعد بن الحارث .
قال البغوي و بلغني أن اسمه عبد ياليل .
و قال بن سعد عن الواقدي كان اسمه عبد شمس فسمى في الإسلام عبد الله .
ونقل عن الهيثم مثله و زاد البغوي عن الواقدي و يقال إنه عبد الله بن عائذ .
و قال بن البرقي اسمه عبد الرحمن . و يقال عبد شمس . و يقال عبد غنم . و يقال عبد الله . و يقال بل هو عبد نهم . و قيل عبد تيم .
وحكى أبو نعيم فيه عبد العزى وسكن بفتحتين .
3- و جاء فى كتابه ( رجال صحيح البخارى 2 : 492) لأبى نصر أحمد بن محمد بن حسين ( المتوفى 398 هـ) :
عن سفيان بن حسين عن الزهري عن المحرر بن أبى هريرة كان اسم أبي عبد عمرو بن عبد غنم .
و قال أيضا حدثني الحسن بن حماد قال سمعت أحمد ابن حنبل يقول اسم أبي هريرة عبد شمس . و يقال عبد فهم . و يقال عبد غنم . و يقال سكين بن عامر .
و قال أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي ( 209 – 279 هـ ) أبو هريرة اسمه عبدالله بن عمرو .
و قال الهيثم اسمه عامر بن عبد شمس و سمي عبد شمس في الإسلام عبدالله .
و قال أبو بكر بن ابن أبي شيبة ( 159-235 هـ ) اسمه عبد شمس . و يقال عبد فهم .و يقال سكين .و يقال عبدالرحمن بن صخر .
و قال أبو عبد الله محمد بن عمر الواقدى اسمه عبدالله بن عمرو . و يقال عبدالله بن عبدالعزى .
و قال عمرو بن علي الذي صح عبد عمرو بن عبد غنم
و ستظل حقيقة هذا الرجل غامضة …و يبدو أن مجرد أسم هذا الشخص سيظل لغزا من الألغاز
إن ما أستعرضناه عن الأقوال و الآراء المتضاربة المشوشة حول الأسم الحقيقى لأبى هريرة و أسم أبيه أمر جد خطير على غير ما يبدو للمتصفح العادى :
الثابت أن قبائل العرب قبل الإسلام حرصت على حفظ أنسابها و كان بين أفرادها من له الخبرة و المعرفة بالأنساب و هؤلاء الطائفة عرفوا بأسم ( النسابة ) و منهم الثلاثة الأشهر جبير بن مطعم و مخرمة بن نوفل و عقيل بن أبى طالب الذين كلفهم الخليفة عمر بن الخطاب بتحديد الأنساب عندما عزم على تشكيل ديوان العطايا . و لعل أشهر مراجع الأنساب ( جمهرة الأنساب ) لهشام بن محمد الكلبى .
و لنا أن نسأل :
كيف قذفت الأرض فجأة رجلا يقول أنه جاء ليعلن أسلامه و إذا بالعرب لا يعرفون له ماضيا و لا أسما له و لا لأبيه ؟ ...
بهذه البداية التى تضفى جوا من الغموض و الشك و الريبة حول أبى هريرة نبدأ رحلة البحث عن الحقيقة
أبـــو هـــريـــرة فــى عــهـــد رســول الله صلى الله عليه و آله و سلم :
ولد فى اليمن سنة 21 ق . هـ و نشأ حتى قارب الثلاثين عاما جاهلا يؤجر نفسه بطعام بطنه . و قدم على رسول الله آخر العام 7 هـ فصحبته له لا تتجاوز سنة واحدة و 4 شهور .و عندما قدم المدينة أسكنه رسول الله مع أهل الصفة بالمسجد.
و لم يكن أبو هريرة من الذين عرفوا بالجهاد و لا بالشجاعة ولا يعد من الدهاة أو الفقهاء و كان أميا جاهلا يعترض طريق الصحابة و يمثل دور المجنون طمعا فى أن يطعموه !! .
فيقول عن نفسه :
رأيتني لأخر فيما بين المنبر و حجرة عائشة مغشيا على فيجئ الجائى فيضع رجله على عنقى و يرى أنى مجنون و ما بى جنون الا الجوع
* صحيح البخاري - كتاب الأعتصام بالكتاب و السنة - حديث 7324
و كان لا يهتم بنظافته فكان كريه الهيئة فكان القمل يدب على رداءه !
* البداية و النهاية لأبن كثير 612:5
و أشتغل أبو هريرة خادما لعثمان بن عفان و غيره يخدمهم و يسوق بهائمهم فيقول عن نفسه :
كنت أجيرا لأبن عفان و أبنة غزوان بطعام بطنى. أسوق بهم اذا ركبوا و أخدمهم اذا نزلوا
* الطبقات الكبري لأبن سعد 3 :231
و لنترك القارئ يتخيل منظر أبو هريرة على عهد رسول الله كما وصفته مصادر أهل السنة و الجماعة :
رجل مجهول الأصل لا نعرف حتى ما أسمه . جاهلا أميا . يراه الناس مجنونا . يدب عليه القمل . متسولا . يخدم الأشراف و يسوق البهائم !!
و لا نجده من السابقين الأولين و لا من المهاجرين و لا من الأنصار و لا من المجاهدين بأموالهم و لا المجاهدون بأنفسهم و لا من الحنفاء فى الجاهلية و لا من أوائل المسلمين و لا من شعراء النبى و لا من القراء .
حتى أن العجيب أن البخارى قد خصص بابا فى صحيحه أسماه ( باب فضائل الصحابة ) أورد فيه مناقب و فضائل 24 صحابى و لا نجد أنه يذكر بابا لفضائل أبو هريرة !
لقد كان هذا الرجل المجهول شاذا عن المجتمع الأسلامى كما نرى :
ففي هذا المجتمع القبلى الذي تعرف فيه أنساب الرجال الى أربعين جد نجده مجهولا لا نعرف على وجه اليقين ما أسمه و لا أسم أبيه
و فى المجتمع الأسلامى الذي يتطهر الناس فيه خمس مرات يوميا نجد القمل يدب عليه
و فى المجتمع الأسلامى الذي يحث على العلم حتى ان رسول الله جعل فداء الأسير ان يعلم عشرة صبيان نجده جاهلا لا يقرأ و لا يكتب
و برغم كل ما سبق الا أن هذا الرجل المجهول الجاهل سيكون له شأن عظيم فى وجدان أهل السنة بعد ذلك و سيعتمدون عليه أعتمادا أساسيا لمعرفة السنة النبوية !
هل كان أبو هريرة ملازما لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم :
لقد أخذ أبو هريرة يصور للعامة أنه ألصق الصحابة برسول الله و أكثرهم ملازمة له على الأطلاق فكان يروى :
قدمت سنة سبع و رسول الله بخيبر فأقمت معه حتى توفى .أدور معه في بيوت نساءه و أخدمه و أصلى خلفه و أحج و أغزو معه فكنت و الله أعلم الناس بحديثه .قدو الله سبقني قوم بصحبته و الهجرة اليه من قريش و الأنصار وكانوا يعرفون لزومى له فيسألوننى عن حديثه
* البداية و النهاية لأبن كثير 5 : 609
فهل كان أبو هريرة صادقا فى ذلك ؟
الأجابة ببساطة : بالقطع لا . فثابت اليقين أن أبو هريرة لم يكن ملازما لرسول الله و لا حاجة ! . و إليك الدليل :
أسلم أبو هريرة سنة 7 هـ و توفى رسول الله سنة 11 هـ . إلا أن هذا لا يعنى أن أبو هريرة صحب رسول الله حتى فى تلك الفترة .
سنة 7 هـ :
- غزوة خيبر ( من المحرم إلى صفر ) : لم يصحب أبو هريرة رسول الله تلك المدة . إذ لحق بالنبى بعدما فرغ من فتح خيبر
* سير أعلام النبلاء للذهبى 2 : 588
- عمرة القضاء ( ذو القعدة ) : لم يصحب أبو هريرة رسول الله تلك المدة . إذ لم يخرج مع رسول الله إلا فقط من صد عام الحديبية
* البداية و النهاية لأبن كثير 3 : 410
سنة 8 هـ :
- غزوة مؤتة ( جمادى الأولى ) : لم يصحب أبو هريرة رسول الله تلك المدة . إذ خرج مع الخارجين للغزوة
* البداية و النهاية لأبن كثير 3 : 429
و قبل أن يأتى رمضان سنة 8 هـ أنقطعت صلة أبو هريرة تماما برسول الله إلى الأبد !
إذ بعث رسول الله العلاء بن الحضرمى إلى المنذر بن ساوى أمير البحرين فخرج معه أبو هريرة فتوفى رسول الله فى ربيع الأول سنة 11 هـ و هو بالبحرين
فتكون صحبة أبو هريرة لرسول الله عدة شهور فقط مبعثرة بين سنتى 7 و 8 هـ !
أبــو هــريـــرة فــى عــهــد الـخلـيـفـة عـمـر بـن الـخـطـاب
ظل أبو هريرة خاملا طيلة خلافة أبو بكرالصديق لا نجد له ذكرا يذكر لا يستضئ بنور بصيرة و لا يقدح بزناد فهم ..
و ظل على هذا الحال ثمانى سنوات من خلافة عمر عندما أستعمله على البحرين سنة 21 هـ خلفا للعلاء بن الحضرمى بعد وفاته الا ان عمر ما لبث أن عزله بعد عامين فقط و ولاها عثمان بن العاص الثقفى بعد أتهمه بالسرقة فعزله و أغرمه
يذكر محمد بن سعد فى الطبقات الكبرى الواقعة كما رواها أبو هريرة نفسه :
كنت عاملا بالبحرين فقدمت على عمر بن الخطاب فقال : عدوا لله و للاسلام . أو قال عدوا لله و لكتابه سرقت مال الله .
قلت : لا ولكني عدو من عاداهما خيل لي تناتجت وسهام لي اجتمعت .
فأخذ مني اثني عشر ألفا . قال : ثم أرسل الى بعد أن ألا تعمل قلت :لا قال : لم أليس قد عمل يوسف .
قلت : يوسف نبي بن نبي فأخشى من عملكم ثلاثا أو اثنتين قال أفلا تقول خمسا قلت لا أخاف أن يشتموا عرضي ويأخذوا مالي ويضربوا ظهري وأخاف ان أقول بغير حلم وأقضي بغير علم .
و عن أبي هريرة قال قال لي عمر : يا عدو الله وعدو كتابه أسرقت مال الله .
قال فقلت : ما أنا بعدو الله ولا عدو كتابه ولكني عدو من عاداهما ولا سرقت مال الله .
قال: فمن أين اجتمعت لك عشرة آلاف .
قال قلت: يا أمير المؤمنين خيلي تناسلت وسهامي تلاحقت وعطائي تلاحق . قال فأمر بها أمير المؤمنين فقبضت ....
و نرى فى الرواية أن الخليفة عمر بن الخطاب لم يصدق دفاع أبو هريرة عن نفسه فى أنها من مصدر حلال و صادر المال . و دعوى عرض الخليفة له ليعود واليا مردود عليها أبضا بأنه إن حقا قد ثبتت للخليفة براءته فلماذا لم يعد إليه ماله الذى فى هذه الحالة يعتبر مالا صودر منه ظلما ؟
و قد يدفع البعض عن أبى هريرة بقوله كيف يكون كما ذكرنا من الجهل و الأمية و خمول النسب بينما نجد الخليفة عمر بن الخطاب يختاره ليوليه واليا على البحرين ؟
و الرد على ذلك :
1- نحن نسأل بدورنا هؤلاء المدافعون : هل عمر بن الخطاب أرشد رأيا و أعصم من رسول الله ؟ …اللهم لا
و مع ذلك فقد ولى رسول الله رجلا أمرا و إذا بالقرآن يفضح فسقه . فقد بعث رسول الله الوليد بن عقبة بن أبى معيط الى بنى المصطلق و كلفه بدعوتهم للأسلام فاذا به نجده يخون الثقة و يخبر النبى كذبا بردتهم فأنزل الله فيه قرآن يفضحه بأنه أنما كان فاسقا ( يا أيها الذين آمنوا اذا جائكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )
2- فى عهد عمر بن الخطاب لم تكن روايات أبو هريرة قد ظهرت بشكل واضح وذلك نظرا لصرامة عمر بن الخطاب فلم يجرؤ أبو هريرة على الكذب على رسول الله على عهد عمر أنما أكثر من بعد وفاة عمر بن الخطاب
أبو هـريـرة فى عهد أمير المؤمنين عـلي بـن أبـى طـالب عليه السلام
- فى سنة 40 هـ بعث معاوية بن أبى سفيان جيشا بقيادة بسر بن أرطأة فأحتل الحجاز و اليمن و أعمل القتل و سفك الدماء و أرغم الناس على بيعة معاوية . فنال أبو هريرة الحظوة نتيجة أخلاصه لبنى أمية و أمتناعه عن بيعة أمير المؤمنين علي فولاه السفاح بسر بن أرطأة أمارة المدينة بأسم سيده معاوية بن أبى سفيان و هدد أهل المدينة : قد أستخلفت عليكم أبا هريرة فإياكم و خلافه
و بذلك أنضم أبو هريرة لحزب معاوية فتولى له إمارة المدينة المنورة . و بذلك أيضا عمل على منع أن تصل كلمة خليفة المسلمين الراشد الشرعي الإمام علي إلى المدينة .
- أرسل الإمام علي جيشا لأستعادة الحجاز و اليمن بقيادة جارية بن قدامة السعدي فلما أقترب من المدينة أسرع أبو هريرة بالفرار منها قبل أن يدخلها قائد جيش أمير المؤمنين جارية بن قدامة . فلما دخلها أخذ يبحث عن أبى هريرة ليقتله جزاء تحزبه لبنى أمية و الفئة الباغية و يقول : لو وجدت أبا سنور لقتلته
* الكامل فى التاريخ لأبن الأثير 3 : 384
أبـو هـريـرة فـى عـهـد أسـيـاده بـنـى أمــيـــة
- أستشهد أمير المؤمنين علي و تنازل الإمام الحسن بن علي لمعاوية فنال أبو هريرة الحظوة لدى بني أمية فعاد أميرا على المدينة فأعتلى منبرها مرة آخرى و أخذ يروي المزيد من أحاديث رسول الله ما سيرد لاحقا ..
كما تزوج من السيدة الشريفة التى كان خادما لها و هى السيدة بسرة بنت غزوان أخت الصحابى عتبة بن غزوان البدرى ذو الهجرتين فأخذ يذلها و ينفس عن كبته فيقول عن نفسه :
أكريت نفسي من بنت غزوان على طعام بطنى فكانت تكلفنى ان أركب قائما و أورد حافيا فلما كان بعد ذلك زوجنيها الله فكلفتها أن تركب قائمة و أن تورد حافية
* الطبقات الكبرى لأبن سعد 3 : 230
و هل من شيم الكرام أهانة زوجاتهم و تناول ذلك على الملأ ؟
- و أخذ أبو هريرة يغرف من متع الدنيا التى أغدقها عليه أسياده من بنى أمية فسكن قصرا بالعقيق . و خطب يوما على المنبر فقال :
الحمد لله الذى أطعمنى الخمير و ألبسنى الحرير و زوجنى بنت غزوان بعدما كنت أجيرا لها بطعام بطنى
* حلية الأولياء لأبى نعيم الأصبهانى 1 : 384
أما المثير فى تلك المقالة هى أنه يجاهر بمخالفته أمر رسول الله الذى حرم الحرير على الرجال من أمته !
- أصبح أبو هريرة غريب الأطوار و يأتى بتصرفات شاذة بعدما ولاه معاوية أمارة المدينة . يروي أبن كثير :
كان يركب الحمار و يلقى الرجل فيقول : الطريق قد جاء الأمير . و كان يمر على الصبيان و هم يلعبون و هو أمير المدينة فلا يشعرون الا و قد ألقى نفسه بينهم و يضرب برجليه كأنه مجنون يريد بذلك ان يضحكهم فيفزع منه الصبيان و يفرون
* البداية و النهاية لأبن كثير 5 : 615
- ولى معاوية بن أبى سفيان مروان بن الحكم ( أبن عم أبيه ) واليا على المدينة خلفا لأبى هريرة فلجأ الى حيلة يدعم بها مصداقية أبو هريرة حليف الأمويين المطيع اذ أن المهاجرون و الأنصار قد أخذوا بالطعن فيه و تكذيبه و يقولون : ما للمهاجرين و الأنصار لا يحدثون مثل أحاديثه ؟
و كانت الحيلة أن أوعز مروان بن الحكم الى كاتبه و أسمه أبو الزعيزعة أن يروى للناس تلك الحكاية :
أن مروان دعا أبو هريرة و أقعده خلف السرير و جعل مروان يسأل و جعلت أكتب عنه حتى اذا كان عند رأس الحول ( أى بعد عام ) دعا به و أقعده من وراء الحجاب فجعل يسأله عن ذلك الكتاب فما زاد و لا نقص و لا قدم و لا أخر
* البداية و النهاية لأبن كثير 5 : 606
و طبعا تلك الرواية ليست دليل على صدق أبو هريرة فيما نسبه الى رسول الله و ان كانت حدثت فهى ليست الا دليل على قوة ذاكرته فحسب . فاذا قلت لك أن رسول الله قال أن النبى موسى ضرب الملاك عزرائيل على عينه ففقأها ثم جئت بعد عام كامل أو حتى عشرة أعوام و كررت لك تلك الرواية بحذافيرها و بنفس كلماتها ..فهل هذا دليل أن رسول الله فعلا قد قال تلك الرواية ؟!
وفـــــاة أبــــو هــــريــــرة :
توفى أبو هريرة سنة 59 هـ فى قصره بالعقيق فحمل للمدينة ليدفن فى البقيع و صلى عليه الوليد بن عتبة بن أبى سفيان و حمل نعشه أبناء عثمان بن عفان و كتب معاوية بن أبى سفيان لوالى المدينة :
أنظر ورثته فأحسن اليهم و أصرف لهم لهم عشرة آلاف درهم فأنه كان ممن نصر عثمان
* البداية و النهاية لأبن كثير 5 : 616
و يذكر محمد بن سعد فى ( الطبقات الكبرى ) ج 3: 240 عن وفاته :
بكى أبو هريرة فى مرضه فقيل له : ما يبكيك يا أبا هريرة ؟ .قال :
أما إنى لا أبكى على دنياكم و لكنى أبكى لبعد سفرى و قلة زادى أصبحت فى صعود مهبطة على جنة و نار فلا أدرى إلى أيهما يسلك بى
و لايزال التاريخ يعيد نفسه فكم من معدم جاهل تقرب للحكام و خدم حزبهم فأصبح سيدا مطاعا و نال شبعا بعد جوع.
ثانيا : أبو هريرة ..و دوره فى خدمة الفئة الباغية فى صراعها ضد الإمام علي :
بدء تحزب أبو هريرة لمعاوية بن أبى سفيان مبكرا . فبمجرد مبايعة المهاجرون و الأنصار الإمام علي بالخلافة أمتنع عن بيعته و لجأ الى معاوية بن أبى سفيان .
جند أبو هريرة نفسه لسيده معاوية فأرسله معاوية مع النعمان بن بشير الى أمير المؤمنين علي رسلا منه و ممثلين عنه ليطالبوا الإمام علي بثأر عثمان فقال أبو هريرة :
يا أبا الحسن إن الله قد جعل لك فى الإسلام فضلا و شرفا أنت أبن عم رسول الله و قد بعثنا إليك أبن عمك معاوية يسألك أمرا تسكن به هذه الحرب و يصلح الله ذات البين أن تدفع إليه قتلة عثمان أبن عمه فيقتلهم به و يجمع الله أمرك و أمره .
و تكلم النعمان بن بشير الأنصارى بمثله . فقال الإمام علي للنعمان متجاهلا أبو هريرة : حدثنى عنك يا نعمان . أنت أهدى قومك سبيلا ؟ . قال : لا . فقال الإمام علي : فكل قومك أتبعنى إلا شذاذا ثلاثة أو أربعة أفتكون من الشذاذ ؟
* نهج البلاغة - شرح أبن أبى الحديد المعتزلى 2: 301
و يروي الإمام سفيان الثوري ( 97 -161 هـ ) :
لما قدم أبو هريرة الكوفة مع معاوية كان يجلس بباب كندة و يجلس الناس اليه فجاءه شاب من الكوفة فجلس اليه فقال : يا أبا هريرة أنشدك بالله أسمعت رسول الله يقول لعلي بن أبى طالب اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ؟
فقال أبو هريرة : اللهم نعم
فقال : فأشهد بالله لقد واليت عدوه و عاديت وليه ..ثم قام عنه و أنصرف
و يروي شيخ المعتزلة أبو جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب المعروف بالأسكافى ( المتوفى 240 هـ ) :
ان معاوية وضع قوما من الصحابة و التابعين على رواية أخبار قبيحة فى علي تقتضي الطعن فيه و جعل لهم على ذلك جعلا يرغب في مثله فأختلقوا ما أرضاه منهم أبو هريرة و عمرو بن العاص و المغيرة بن شعبة و من التابعين عروة بن الزبير
و يروى أيضا :
لما قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة جاء الى مسجد الكوفة فلما رأى كثرة من أستقبله من الناس جثا على ركبته ثم ضرب صلعته و قال :
يا أهل العراق أتزعمون أنى أكذب على الله و رسوله و أحرق نفسى بالنار ؟ و الله لقد سمعت رسول الله يقول ان المدينة حرمى فمن أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله و الملائكة جميعا و أشهد بالله أن عليا أحدث فيها .
فلما بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه و ولاه أمارة المدينة
* نهج البلاغة - شرح أبن أبى الحديد المعتزلى 4 : 63-68
و روى سليمان بن مهران الأعمش :
عن التابعى أبى صالح الخوزى و أبى رزين لقيط بن عامر عن أبى هريرة عن النبي قال : من أحدث حدثا أو آوى محدثا م ذكر الحديث و ذكر في آخره كلاما لأبى هريرة فى علي و كلاما لعلي فى أبى هريرة . فحدث الأعمش بهذا الحديث و عنده المغيرة بن سعيد فلما بلغ قول أبي هريرة في علي قال : كذب أبو هريرة . فلما بلغ قول علي فى أبى هريرة قال : صدق علي . فقال الأعمش : صدق علي و كذب أبو هريرة
* ضعفاء العقيلى 4 : 179 لأبى جعفر محمد بن عمر العقيلى ( المتوفى 322 هـ )
أما المثير هو ما يذكره سعيد بن المسيب ( 15-93 هـ ) زوج أبنة أبى هريرة :
كان أبو هريرة إذا أعطاه معاوية سكت و إذا أمسك عنه تكلّم .
* سير أعلام النبلاء للذهبى 2 : 615
و يبقى لنا أن نسأل :
ما هو ذلك الأمر الذى كان معاوية يبذل لأبى هريرة من أجله المال كى يكتمه ؟
و من الممكن مقارنة نموذج ( جوبلز ) وزير دعاية الرايخ الثالث عهد أدولف هتلر بنموذج ( أبو هريرة ) بوق دعاية الفئة الباغية فى عهد معاوية بن أبى سفيان . فقد أتقن أبو هريرة فن الدعاية للأمويين و خدمهم خدمات جليلة لتثبيت مملكتهم .
و لتسويق أسياده من الفئة الباغية التى صار أحد أعلامها بتوليه إمارة المدينة من قبل بسر بن أرطأة قائد معاوية بن أبى سفيان أخذ أبو هريرة يبث بين المسلمين ما يفشى فيهم الخمول و القبول بأئمة الجور و الظلم . و من ذلك المثال الآتى :
عن العلاء بن الحارث الدمشقى ( المتوفى 136 هـ )عن أبى عبد الله مكحول الشامى ( المتوفى 113 هـ ) عن أبى هريرة أن رسول الله قال :
الجهاد واجب عليكم مع كل أمير برا كان أو فاجرا . و الصلاة واجبة عليكم خلف كل مسلم برا كان أو فاجرا و إن عمل الكبائر . و الصلاة واجبة على كل مسلم برا كان أو فاجرا وإن عمل الكبائر
* سنن أبى داود – كتاب الجهاد – باب فى الغزو مع أئمة الجور
* السنن الصغرى و السنن الكبرى للبيهقى و سنن الدارقطنى
و المعروف أن الجهاد ينطوى على التصرف في الاَنفس و الاَعراض . فكيف يجب مع أمير فاجر إذ ربما يدعو إلى الفساد و العصيان و قتل الاَبرياء و هتك الاَعراض وغصب الاَموال ؟
و الرواية واضحة جدا و أبو هريرة أنما رواها كأداة من أدوات السياسة التي تبغي من وراء ذلك إضفاء المشروعية على الجهاد تحت لواء أسياده من الطلقاء و أبناء البيت الاَموى
و أخذ أبو هريرة يدعو الناس للأستكانة و طاعة أسياده من بنى أمية رابطا بين طاعة الله و رسوله و بين طاعتهم قائلا أن النبي قال :
من أطاعنى فقد أطاع الله و من أطاع الأمير فقد أطاعني . و من يعصني فقد عصى الله و من يعص الأمير فقد عصانى
* مسند أحمد – باقى مسند المكثرين و صحيح مسلم – كتاب الإمارة
* صحيح البخاري - باب يقاتل من وراء الإمام ويتقي به
* صحيح مسلم - باب وجوب طاعة الأمراء معصية وتحريمها في المعصية
و ذهب أبو هريرة لشوط أبعد فكان يبث بين الناس مقالته أن يتمسكوا بحكم معاوية :
تمسكوا بصدغى معاوية
* البداية و النهاية لأبن كثير 4 : 638
* الأصابة فى تميز الصحابة 7 : 443
لقد أظهر أبو هريرة للمسلمين فى زمانه بأنه أكثر الرواة صلة برسول الله و أدى أسرافه فى الرواية عن رسول الله إلى تسرب الشك عند المسلمين فى صحة ما يرويه . و قد أسرف أبو هريرة فى الرواية عنه من الناحية الكمية و النوعية . و نلاحظ من الناحية النوعية أن رواياته تضمنت :
- مخاطبة الرعايا المسلمين دون حكامهم و حثهم على طاعة الحكام
- رواية أحاديث تتعلق بأمور ثانوية تافهة بعيدة عن جوهر الدين و ضعيفة الصلة بحياة المسلمين العامة و الخاصة
فى الجزء القادم إن شاء الله سنغطى كيف كان أبو هريرة راويا متهما على مر العصور حيث أتهمه الصحابة و التابعين و أم المؤمنين عائشة و أئمة و علماء و معاصرون
الأخوة الكرام
بعد المناظرة الحامية التى دارت حول الأصول الإسرائيلية لروايات أبو هريرة . وجب على الباحث المنصف تقصى سائر جوانب تلك الشخصية و سبر تاريخها لتتكامل الصورة عن ذلك الصحابى و أثره .
سأغطى بإذن الله عدة محاور حول تلك الشخصية :
1- تعريف بشخصية أبو هريرة و دوره على عهد رسول الله و الخلفاء حتى وفاته
2- علاقة أبو هريرة بالسلطة الأموية
3- أبو هريرة كراويا متهما عبر العصور . منذ أن أتهمه الصحابة و التابعين و حتى الحاضر
4- فحصا لبعض مرويات أبو هريرة
أولا : مــن هــو الصحابى الغامض أبــو هــريــرة ؟
أبو هريرة رجل مجهول غامض النسب . ظهر فجأة على مسرح الأحداث . فأختلف الناس فى أسمه و أسم أبيه .
1- يذكر يوسف بن عبد الله بن عبد البر ( المتوفى 463 هـ ) فى كتابه ( الأستيعاب فى معرفة الأصحاب 4 :1768 ) :
قال خلفية بن خياط أبو هريرة هو عمير بن عامر بن عبد ذي الشرى بن طريف
قال أبو عمر اختلفوا في اسم أبي هريرة و اسم أبيه اختلافا كثيرا لا يحاط به و لا يضبط في الجاهلية و الإسلام
و يقال اسم أبي هريرة عبد الله بن عامر . و يقال برير بن عشرقة . و يقال سكين بن دومة .
و قال احمد بن زهير سمعت أبي يقول اسم أبي هريرة عبد الله بن عبد شمس . و يقال عامر . و قال سمعت أحمد بن حنبل يقول اسم أبي هريرة عبد الله بن عبد شمس . و يقال عبد نهم بن عامر . و يقال عبد غنم . و يقال سكين .
وقال عباس سمعت يحيى بن معين يقول اسم أبي هريرة عبد شمس . و قال أبو نعيم اسم أبي هريرة عبد شمس . و روى سفيان بن حصين عن الزهري عن المحرر بن أبي هريرة قال اسم أبي هريرة عبد عمرو بن عبد غنم .
و قال أبو حفص الفلاس أصح شيء عندنا في اسم أبي هريرة عبد عمرو بن عبد غنم .
و قال ابن الجارود اسم أبي هريرة كردوس .
وروى الفضل بن موسى السيناني عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عبد شمس من الأزد من دوس .
وذكر أبو حاتم الرازي عن الأوسي عن ابن لهيعة قال اسم أبي هريرة كردوس بن عامر .
وذكر البخاري عن ابن أبي الأسود قال اسم أبي هريرة عبد شمس .و يقال عبد نهم أو عبد عمرو .
قال الهيثم بن عدي كان اسم أبي هريرة في الجاهلية عبد شمس وفي الإسلام عبد الله وهو من الأزد من دوس .
2- و يذكر أحمد بن علي بن حجر العسقلانى ( 773 – 852 هـ ) فى كتابه (الأصابة فى تميز الصحابة 7: 425 ) :
أبو هريرة بن عامر بن عبد ذي الشري بن طريف
وقال عباس الدوري عن أبي بكر بن أبي الأسود سكين بن جابر .
و أخرج أبو أحمد الحاكم بسند صحيح عن صالح بن كيسان قال اسمه عامر .
و مثله حكاه الهيثم بن عدي عن بن عباس و زاد انه بن عبد شمس بن عبد غنم بن عبد ذي الشري .
وقال أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز هو عامر بن عبد شمس .وقيل عبد غنم . و قيل سكين بن عامر .
و قال خليفة اختلف في اسمه فقيل عمير بن عامر . و قيل سكين بن دومة . و يقال عبد عمرو بن عبد غنم . و قيل عبد الله بن عامر . و قيل برير . أو يزيد بن عشرقة .
و قال الفلاس اختلفوا في اسمه والذي صح أنه عبد عمرو بن عبد غنم . و يقال سكين .
و قال البغوي حدثنا محمد بن حميد حدثنا أبو نميلة حدثنا محمد بن عبيد الله قال اسمه سعد بن الحارث .
قال البغوي و بلغني أن اسمه عبد ياليل .
و قال بن سعد عن الواقدي كان اسمه عبد شمس فسمى في الإسلام عبد الله .
ونقل عن الهيثم مثله و زاد البغوي عن الواقدي و يقال إنه عبد الله بن عائذ .
و قال بن البرقي اسمه عبد الرحمن . و يقال عبد شمس . و يقال عبد غنم . و يقال عبد الله . و يقال بل هو عبد نهم . و قيل عبد تيم .
وحكى أبو نعيم فيه عبد العزى وسكن بفتحتين .
3- و جاء فى كتابه ( رجال صحيح البخارى 2 : 492) لأبى نصر أحمد بن محمد بن حسين ( المتوفى 398 هـ) :
عن سفيان بن حسين عن الزهري عن المحرر بن أبى هريرة كان اسم أبي عبد عمرو بن عبد غنم .
و قال أيضا حدثني الحسن بن حماد قال سمعت أحمد ابن حنبل يقول اسم أبي هريرة عبد شمس . و يقال عبد فهم . و يقال عبد غنم . و يقال سكين بن عامر .
و قال أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي ( 209 – 279 هـ ) أبو هريرة اسمه عبدالله بن عمرو .
و قال الهيثم اسمه عامر بن عبد شمس و سمي عبد شمس في الإسلام عبدالله .
و قال أبو بكر بن ابن أبي شيبة ( 159-235 هـ ) اسمه عبد شمس . و يقال عبد فهم .و يقال سكين .و يقال عبدالرحمن بن صخر .
و قال أبو عبد الله محمد بن عمر الواقدى اسمه عبدالله بن عمرو . و يقال عبدالله بن عبدالعزى .
و قال عمرو بن علي الذي صح عبد عمرو بن عبد غنم
و ستظل حقيقة هذا الرجل غامضة …و يبدو أن مجرد أسم هذا الشخص سيظل لغزا من الألغاز
إن ما أستعرضناه عن الأقوال و الآراء المتضاربة المشوشة حول الأسم الحقيقى لأبى هريرة و أسم أبيه أمر جد خطير على غير ما يبدو للمتصفح العادى :
الثابت أن قبائل العرب قبل الإسلام حرصت على حفظ أنسابها و كان بين أفرادها من له الخبرة و المعرفة بالأنساب و هؤلاء الطائفة عرفوا بأسم ( النسابة ) و منهم الثلاثة الأشهر جبير بن مطعم و مخرمة بن نوفل و عقيل بن أبى طالب الذين كلفهم الخليفة عمر بن الخطاب بتحديد الأنساب عندما عزم على تشكيل ديوان العطايا . و لعل أشهر مراجع الأنساب ( جمهرة الأنساب ) لهشام بن محمد الكلبى .
و لنا أن نسأل :
كيف قذفت الأرض فجأة رجلا يقول أنه جاء ليعلن أسلامه و إذا بالعرب لا يعرفون له ماضيا و لا أسما له و لا لأبيه ؟ ...
بهذه البداية التى تضفى جوا من الغموض و الشك و الريبة حول أبى هريرة نبدأ رحلة البحث عن الحقيقة
أبـــو هـــريـــرة فــى عــهـــد رســول الله صلى الله عليه و آله و سلم :
ولد فى اليمن سنة 21 ق . هـ و نشأ حتى قارب الثلاثين عاما جاهلا يؤجر نفسه بطعام بطنه . و قدم على رسول الله آخر العام 7 هـ فصحبته له لا تتجاوز سنة واحدة و 4 شهور .و عندما قدم المدينة أسكنه رسول الله مع أهل الصفة بالمسجد.
و لم يكن أبو هريرة من الذين عرفوا بالجهاد و لا بالشجاعة ولا يعد من الدهاة أو الفقهاء و كان أميا جاهلا يعترض طريق الصحابة و يمثل دور المجنون طمعا فى أن يطعموه !! .
فيقول عن نفسه :
رأيتني لأخر فيما بين المنبر و حجرة عائشة مغشيا على فيجئ الجائى فيضع رجله على عنقى و يرى أنى مجنون و ما بى جنون الا الجوع
* صحيح البخاري - كتاب الأعتصام بالكتاب و السنة - حديث 7324
و كان لا يهتم بنظافته فكان كريه الهيئة فكان القمل يدب على رداءه !
* البداية و النهاية لأبن كثير 612:5
و أشتغل أبو هريرة خادما لعثمان بن عفان و غيره يخدمهم و يسوق بهائمهم فيقول عن نفسه :
كنت أجيرا لأبن عفان و أبنة غزوان بطعام بطنى. أسوق بهم اذا ركبوا و أخدمهم اذا نزلوا
* الطبقات الكبري لأبن سعد 3 :231
و لنترك القارئ يتخيل منظر أبو هريرة على عهد رسول الله كما وصفته مصادر أهل السنة و الجماعة :
رجل مجهول الأصل لا نعرف حتى ما أسمه . جاهلا أميا . يراه الناس مجنونا . يدب عليه القمل . متسولا . يخدم الأشراف و يسوق البهائم !!
و لا نجده من السابقين الأولين و لا من المهاجرين و لا من الأنصار و لا من المجاهدين بأموالهم و لا المجاهدون بأنفسهم و لا من الحنفاء فى الجاهلية و لا من أوائل المسلمين و لا من شعراء النبى و لا من القراء .
حتى أن العجيب أن البخارى قد خصص بابا فى صحيحه أسماه ( باب فضائل الصحابة ) أورد فيه مناقب و فضائل 24 صحابى و لا نجد أنه يذكر بابا لفضائل أبو هريرة !
لقد كان هذا الرجل المجهول شاذا عن المجتمع الأسلامى كما نرى :
ففي هذا المجتمع القبلى الذي تعرف فيه أنساب الرجال الى أربعين جد نجده مجهولا لا نعرف على وجه اليقين ما أسمه و لا أسم أبيه
و فى المجتمع الأسلامى الذي يتطهر الناس فيه خمس مرات يوميا نجد القمل يدب عليه
و فى المجتمع الأسلامى الذي يحث على العلم حتى ان رسول الله جعل فداء الأسير ان يعلم عشرة صبيان نجده جاهلا لا يقرأ و لا يكتب
و برغم كل ما سبق الا أن هذا الرجل المجهول الجاهل سيكون له شأن عظيم فى وجدان أهل السنة بعد ذلك و سيعتمدون عليه أعتمادا أساسيا لمعرفة السنة النبوية !
هل كان أبو هريرة ملازما لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم :
لقد أخذ أبو هريرة يصور للعامة أنه ألصق الصحابة برسول الله و أكثرهم ملازمة له على الأطلاق فكان يروى :
قدمت سنة سبع و رسول الله بخيبر فأقمت معه حتى توفى .أدور معه في بيوت نساءه و أخدمه و أصلى خلفه و أحج و أغزو معه فكنت و الله أعلم الناس بحديثه .قدو الله سبقني قوم بصحبته و الهجرة اليه من قريش و الأنصار وكانوا يعرفون لزومى له فيسألوننى عن حديثه
* البداية و النهاية لأبن كثير 5 : 609
فهل كان أبو هريرة صادقا فى ذلك ؟
الأجابة ببساطة : بالقطع لا . فثابت اليقين أن أبو هريرة لم يكن ملازما لرسول الله و لا حاجة ! . و إليك الدليل :
أسلم أبو هريرة سنة 7 هـ و توفى رسول الله سنة 11 هـ . إلا أن هذا لا يعنى أن أبو هريرة صحب رسول الله حتى فى تلك الفترة .
سنة 7 هـ :
- غزوة خيبر ( من المحرم إلى صفر ) : لم يصحب أبو هريرة رسول الله تلك المدة . إذ لحق بالنبى بعدما فرغ من فتح خيبر
* سير أعلام النبلاء للذهبى 2 : 588
- عمرة القضاء ( ذو القعدة ) : لم يصحب أبو هريرة رسول الله تلك المدة . إذ لم يخرج مع رسول الله إلا فقط من صد عام الحديبية
* البداية و النهاية لأبن كثير 3 : 410
سنة 8 هـ :
- غزوة مؤتة ( جمادى الأولى ) : لم يصحب أبو هريرة رسول الله تلك المدة . إذ خرج مع الخارجين للغزوة
* البداية و النهاية لأبن كثير 3 : 429
و قبل أن يأتى رمضان سنة 8 هـ أنقطعت صلة أبو هريرة تماما برسول الله إلى الأبد !
إذ بعث رسول الله العلاء بن الحضرمى إلى المنذر بن ساوى أمير البحرين فخرج معه أبو هريرة فتوفى رسول الله فى ربيع الأول سنة 11 هـ و هو بالبحرين
فتكون صحبة أبو هريرة لرسول الله عدة شهور فقط مبعثرة بين سنتى 7 و 8 هـ !
أبــو هــريـــرة فــى عــهــد الـخلـيـفـة عـمـر بـن الـخـطـاب
ظل أبو هريرة خاملا طيلة خلافة أبو بكرالصديق لا نجد له ذكرا يذكر لا يستضئ بنور بصيرة و لا يقدح بزناد فهم ..
و ظل على هذا الحال ثمانى سنوات من خلافة عمر عندما أستعمله على البحرين سنة 21 هـ خلفا للعلاء بن الحضرمى بعد وفاته الا ان عمر ما لبث أن عزله بعد عامين فقط و ولاها عثمان بن العاص الثقفى بعد أتهمه بالسرقة فعزله و أغرمه
يذكر محمد بن سعد فى الطبقات الكبرى الواقعة كما رواها أبو هريرة نفسه :
كنت عاملا بالبحرين فقدمت على عمر بن الخطاب فقال : عدوا لله و للاسلام . أو قال عدوا لله و لكتابه سرقت مال الله .
قلت : لا ولكني عدو من عاداهما خيل لي تناتجت وسهام لي اجتمعت .
فأخذ مني اثني عشر ألفا . قال : ثم أرسل الى بعد أن ألا تعمل قلت :لا قال : لم أليس قد عمل يوسف .
قلت : يوسف نبي بن نبي فأخشى من عملكم ثلاثا أو اثنتين قال أفلا تقول خمسا قلت لا أخاف أن يشتموا عرضي ويأخذوا مالي ويضربوا ظهري وأخاف ان أقول بغير حلم وأقضي بغير علم .
و عن أبي هريرة قال قال لي عمر : يا عدو الله وعدو كتابه أسرقت مال الله .
قال فقلت : ما أنا بعدو الله ولا عدو كتابه ولكني عدو من عاداهما ولا سرقت مال الله .
قال: فمن أين اجتمعت لك عشرة آلاف .
قال قلت: يا أمير المؤمنين خيلي تناسلت وسهامي تلاحقت وعطائي تلاحق . قال فأمر بها أمير المؤمنين فقبضت ....
و نرى فى الرواية أن الخليفة عمر بن الخطاب لم يصدق دفاع أبو هريرة عن نفسه فى أنها من مصدر حلال و صادر المال . و دعوى عرض الخليفة له ليعود واليا مردود عليها أبضا بأنه إن حقا قد ثبتت للخليفة براءته فلماذا لم يعد إليه ماله الذى فى هذه الحالة يعتبر مالا صودر منه ظلما ؟
و قد يدفع البعض عن أبى هريرة بقوله كيف يكون كما ذكرنا من الجهل و الأمية و خمول النسب بينما نجد الخليفة عمر بن الخطاب يختاره ليوليه واليا على البحرين ؟
و الرد على ذلك :
1- نحن نسأل بدورنا هؤلاء المدافعون : هل عمر بن الخطاب أرشد رأيا و أعصم من رسول الله ؟ …اللهم لا
و مع ذلك فقد ولى رسول الله رجلا أمرا و إذا بالقرآن يفضح فسقه . فقد بعث رسول الله الوليد بن عقبة بن أبى معيط الى بنى المصطلق و كلفه بدعوتهم للأسلام فاذا به نجده يخون الثقة و يخبر النبى كذبا بردتهم فأنزل الله فيه قرآن يفضحه بأنه أنما كان فاسقا ( يا أيها الذين آمنوا اذا جائكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )
2- فى عهد عمر بن الخطاب لم تكن روايات أبو هريرة قد ظهرت بشكل واضح وذلك نظرا لصرامة عمر بن الخطاب فلم يجرؤ أبو هريرة على الكذب على رسول الله على عهد عمر أنما أكثر من بعد وفاة عمر بن الخطاب
أبو هـريـرة فى عهد أمير المؤمنين عـلي بـن أبـى طـالب عليه السلام
- فى سنة 40 هـ بعث معاوية بن أبى سفيان جيشا بقيادة بسر بن أرطأة فأحتل الحجاز و اليمن و أعمل القتل و سفك الدماء و أرغم الناس على بيعة معاوية . فنال أبو هريرة الحظوة نتيجة أخلاصه لبنى أمية و أمتناعه عن بيعة أمير المؤمنين علي فولاه السفاح بسر بن أرطأة أمارة المدينة بأسم سيده معاوية بن أبى سفيان و هدد أهل المدينة : قد أستخلفت عليكم أبا هريرة فإياكم و خلافه
و بذلك أنضم أبو هريرة لحزب معاوية فتولى له إمارة المدينة المنورة . و بذلك أيضا عمل على منع أن تصل كلمة خليفة المسلمين الراشد الشرعي الإمام علي إلى المدينة .
- أرسل الإمام علي جيشا لأستعادة الحجاز و اليمن بقيادة جارية بن قدامة السعدي فلما أقترب من المدينة أسرع أبو هريرة بالفرار منها قبل أن يدخلها قائد جيش أمير المؤمنين جارية بن قدامة . فلما دخلها أخذ يبحث عن أبى هريرة ليقتله جزاء تحزبه لبنى أمية و الفئة الباغية و يقول : لو وجدت أبا سنور لقتلته
* الكامل فى التاريخ لأبن الأثير 3 : 384
أبـو هـريـرة فـى عـهـد أسـيـاده بـنـى أمــيـــة
- أستشهد أمير المؤمنين علي و تنازل الإمام الحسن بن علي لمعاوية فنال أبو هريرة الحظوة لدى بني أمية فعاد أميرا على المدينة فأعتلى منبرها مرة آخرى و أخذ يروي المزيد من أحاديث رسول الله ما سيرد لاحقا ..
كما تزوج من السيدة الشريفة التى كان خادما لها و هى السيدة بسرة بنت غزوان أخت الصحابى عتبة بن غزوان البدرى ذو الهجرتين فأخذ يذلها و ينفس عن كبته فيقول عن نفسه :
أكريت نفسي من بنت غزوان على طعام بطنى فكانت تكلفنى ان أركب قائما و أورد حافيا فلما كان بعد ذلك زوجنيها الله فكلفتها أن تركب قائمة و أن تورد حافية
* الطبقات الكبرى لأبن سعد 3 : 230
و هل من شيم الكرام أهانة زوجاتهم و تناول ذلك على الملأ ؟
- و أخذ أبو هريرة يغرف من متع الدنيا التى أغدقها عليه أسياده من بنى أمية فسكن قصرا بالعقيق . و خطب يوما على المنبر فقال :
الحمد لله الذى أطعمنى الخمير و ألبسنى الحرير و زوجنى بنت غزوان بعدما كنت أجيرا لها بطعام بطنى
* حلية الأولياء لأبى نعيم الأصبهانى 1 : 384
أما المثير فى تلك المقالة هى أنه يجاهر بمخالفته أمر رسول الله الذى حرم الحرير على الرجال من أمته !
- أصبح أبو هريرة غريب الأطوار و يأتى بتصرفات شاذة بعدما ولاه معاوية أمارة المدينة . يروي أبن كثير :
كان يركب الحمار و يلقى الرجل فيقول : الطريق قد جاء الأمير . و كان يمر على الصبيان و هم يلعبون و هو أمير المدينة فلا يشعرون الا و قد ألقى نفسه بينهم و يضرب برجليه كأنه مجنون يريد بذلك ان يضحكهم فيفزع منه الصبيان و يفرون
* البداية و النهاية لأبن كثير 5 : 615
- ولى معاوية بن أبى سفيان مروان بن الحكم ( أبن عم أبيه ) واليا على المدينة خلفا لأبى هريرة فلجأ الى حيلة يدعم بها مصداقية أبو هريرة حليف الأمويين المطيع اذ أن المهاجرون و الأنصار قد أخذوا بالطعن فيه و تكذيبه و يقولون : ما للمهاجرين و الأنصار لا يحدثون مثل أحاديثه ؟
و كانت الحيلة أن أوعز مروان بن الحكم الى كاتبه و أسمه أبو الزعيزعة أن يروى للناس تلك الحكاية :
أن مروان دعا أبو هريرة و أقعده خلف السرير و جعل مروان يسأل و جعلت أكتب عنه حتى اذا كان عند رأس الحول ( أى بعد عام ) دعا به و أقعده من وراء الحجاب فجعل يسأله عن ذلك الكتاب فما زاد و لا نقص و لا قدم و لا أخر
* البداية و النهاية لأبن كثير 5 : 606
و طبعا تلك الرواية ليست دليل على صدق أبو هريرة فيما نسبه الى رسول الله و ان كانت حدثت فهى ليست الا دليل على قوة ذاكرته فحسب . فاذا قلت لك أن رسول الله قال أن النبى موسى ضرب الملاك عزرائيل على عينه ففقأها ثم جئت بعد عام كامل أو حتى عشرة أعوام و كررت لك تلك الرواية بحذافيرها و بنفس كلماتها ..فهل هذا دليل أن رسول الله فعلا قد قال تلك الرواية ؟!
وفـــــاة أبــــو هــــريــــرة :
توفى أبو هريرة سنة 59 هـ فى قصره بالعقيق فحمل للمدينة ليدفن فى البقيع و صلى عليه الوليد بن عتبة بن أبى سفيان و حمل نعشه أبناء عثمان بن عفان و كتب معاوية بن أبى سفيان لوالى المدينة :
أنظر ورثته فأحسن اليهم و أصرف لهم لهم عشرة آلاف درهم فأنه كان ممن نصر عثمان
* البداية و النهاية لأبن كثير 5 : 616
و يذكر محمد بن سعد فى ( الطبقات الكبرى ) ج 3: 240 عن وفاته :
بكى أبو هريرة فى مرضه فقيل له : ما يبكيك يا أبا هريرة ؟ .قال :
أما إنى لا أبكى على دنياكم و لكنى أبكى لبعد سفرى و قلة زادى أصبحت فى صعود مهبطة على جنة و نار فلا أدرى إلى أيهما يسلك بى
و لايزال التاريخ يعيد نفسه فكم من معدم جاهل تقرب للحكام و خدم حزبهم فأصبح سيدا مطاعا و نال شبعا بعد جوع.
ثانيا : أبو هريرة ..و دوره فى خدمة الفئة الباغية فى صراعها ضد الإمام علي :
بدء تحزب أبو هريرة لمعاوية بن أبى سفيان مبكرا . فبمجرد مبايعة المهاجرون و الأنصار الإمام علي بالخلافة أمتنع عن بيعته و لجأ الى معاوية بن أبى سفيان .
جند أبو هريرة نفسه لسيده معاوية فأرسله معاوية مع النعمان بن بشير الى أمير المؤمنين علي رسلا منه و ممثلين عنه ليطالبوا الإمام علي بثأر عثمان فقال أبو هريرة :
يا أبا الحسن إن الله قد جعل لك فى الإسلام فضلا و شرفا أنت أبن عم رسول الله و قد بعثنا إليك أبن عمك معاوية يسألك أمرا تسكن به هذه الحرب و يصلح الله ذات البين أن تدفع إليه قتلة عثمان أبن عمه فيقتلهم به و يجمع الله أمرك و أمره .
و تكلم النعمان بن بشير الأنصارى بمثله . فقال الإمام علي للنعمان متجاهلا أبو هريرة : حدثنى عنك يا نعمان . أنت أهدى قومك سبيلا ؟ . قال : لا . فقال الإمام علي : فكل قومك أتبعنى إلا شذاذا ثلاثة أو أربعة أفتكون من الشذاذ ؟
* نهج البلاغة - شرح أبن أبى الحديد المعتزلى 2: 301
و يروي الإمام سفيان الثوري ( 97 -161 هـ ) :
لما قدم أبو هريرة الكوفة مع معاوية كان يجلس بباب كندة و يجلس الناس اليه فجاءه شاب من الكوفة فجلس اليه فقال : يا أبا هريرة أنشدك بالله أسمعت رسول الله يقول لعلي بن أبى طالب اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ؟
فقال أبو هريرة : اللهم نعم
فقال : فأشهد بالله لقد واليت عدوه و عاديت وليه ..ثم قام عنه و أنصرف
و يروي شيخ المعتزلة أبو جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب المعروف بالأسكافى ( المتوفى 240 هـ ) :
ان معاوية وضع قوما من الصحابة و التابعين على رواية أخبار قبيحة فى علي تقتضي الطعن فيه و جعل لهم على ذلك جعلا يرغب في مثله فأختلقوا ما أرضاه منهم أبو هريرة و عمرو بن العاص و المغيرة بن شعبة و من التابعين عروة بن الزبير
و يروى أيضا :
لما قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة جاء الى مسجد الكوفة فلما رأى كثرة من أستقبله من الناس جثا على ركبته ثم ضرب صلعته و قال :
يا أهل العراق أتزعمون أنى أكذب على الله و رسوله و أحرق نفسى بالنار ؟ و الله لقد سمعت رسول الله يقول ان المدينة حرمى فمن أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله و الملائكة جميعا و أشهد بالله أن عليا أحدث فيها .
فلما بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه و ولاه أمارة المدينة
* نهج البلاغة - شرح أبن أبى الحديد المعتزلى 4 : 63-68
و روى سليمان بن مهران الأعمش :
عن التابعى أبى صالح الخوزى و أبى رزين لقيط بن عامر عن أبى هريرة عن النبي قال : من أحدث حدثا أو آوى محدثا م ذكر الحديث و ذكر في آخره كلاما لأبى هريرة فى علي و كلاما لعلي فى أبى هريرة . فحدث الأعمش بهذا الحديث و عنده المغيرة بن سعيد فلما بلغ قول أبي هريرة في علي قال : كذب أبو هريرة . فلما بلغ قول علي فى أبى هريرة قال : صدق علي . فقال الأعمش : صدق علي و كذب أبو هريرة
* ضعفاء العقيلى 4 : 179 لأبى جعفر محمد بن عمر العقيلى ( المتوفى 322 هـ )
أما المثير هو ما يذكره سعيد بن المسيب ( 15-93 هـ ) زوج أبنة أبى هريرة :
كان أبو هريرة إذا أعطاه معاوية سكت و إذا أمسك عنه تكلّم .
* سير أعلام النبلاء للذهبى 2 : 615
و يبقى لنا أن نسأل :
ما هو ذلك الأمر الذى كان معاوية يبذل لأبى هريرة من أجله المال كى يكتمه ؟
و من الممكن مقارنة نموذج ( جوبلز ) وزير دعاية الرايخ الثالث عهد أدولف هتلر بنموذج ( أبو هريرة ) بوق دعاية الفئة الباغية فى عهد معاوية بن أبى سفيان . فقد أتقن أبو هريرة فن الدعاية للأمويين و خدمهم خدمات جليلة لتثبيت مملكتهم .
و لتسويق أسياده من الفئة الباغية التى صار أحد أعلامها بتوليه إمارة المدينة من قبل بسر بن أرطأة قائد معاوية بن أبى سفيان أخذ أبو هريرة يبث بين المسلمين ما يفشى فيهم الخمول و القبول بأئمة الجور و الظلم . و من ذلك المثال الآتى :
عن العلاء بن الحارث الدمشقى ( المتوفى 136 هـ )عن أبى عبد الله مكحول الشامى ( المتوفى 113 هـ ) عن أبى هريرة أن رسول الله قال :
الجهاد واجب عليكم مع كل أمير برا كان أو فاجرا . و الصلاة واجبة عليكم خلف كل مسلم برا كان أو فاجرا و إن عمل الكبائر . و الصلاة واجبة على كل مسلم برا كان أو فاجرا وإن عمل الكبائر
* سنن أبى داود – كتاب الجهاد – باب فى الغزو مع أئمة الجور
* السنن الصغرى و السنن الكبرى للبيهقى و سنن الدارقطنى
و المعروف أن الجهاد ينطوى على التصرف في الاَنفس و الاَعراض . فكيف يجب مع أمير فاجر إذ ربما يدعو إلى الفساد و العصيان و قتل الاَبرياء و هتك الاَعراض وغصب الاَموال ؟
و الرواية واضحة جدا و أبو هريرة أنما رواها كأداة من أدوات السياسة التي تبغي من وراء ذلك إضفاء المشروعية على الجهاد تحت لواء أسياده من الطلقاء و أبناء البيت الاَموى
و أخذ أبو هريرة يدعو الناس للأستكانة و طاعة أسياده من بنى أمية رابطا بين طاعة الله و رسوله و بين طاعتهم قائلا أن النبي قال :
من أطاعنى فقد أطاع الله و من أطاع الأمير فقد أطاعني . و من يعصني فقد عصى الله و من يعص الأمير فقد عصانى
* مسند أحمد – باقى مسند المكثرين و صحيح مسلم – كتاب الإمارة
* صحيح البخاري - باب يقاتل من وراء الإمام ويتقي به
* صحيح مسلم - باب وجوب طاعة الأمراء معصية وتحريمها في المعصية
و ذهب أبو هريرة لشوط أبعد فكان يبث بين الناس مقالته أن يتمسكوا بحكم معاوية :
تمسكوا بصدغى معاوية
* البداية و النهاية لأبن كثير 4 : 638
* الأصابة فى تميز الصحابة 7 : 443
لقد أظهر أبو هريرة للمسلمين فى زمانه بأنه أكثر الرواة صلة برسول الله و أدى أسرافه فى الرواية عن رسول الله إلى تسرب الشك عند المسلمين فى صحة ما يرويه . و قد أسرف أبو هريرة فى الرواية عنه من الناحية الكمية و النوعية . و نلاحظ من الناحية النوعية أن رواياته تضمنت :
- مخاطبة الرعايا المسلمين دون حكامهم و حثهم على طاعة الحكام
- رواية أحاديث تتعلق بأمور ثانوية تافهة بعيدة عن جوهر الدين و ضعيفة الصلة بحياة المسلمين العامة و الخاصة
فى الجزء القادم إن شاء الله سنغطى كيف كان أبو هريرة راويا متهما على مر العصور حيث أتهمه الصحابة و التابعين و أم المؤمنين عائشة و أئمة و علماء و معاصرون
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 156
- اشترك في: السبت مايو 14, 2005 10:32 am
بسم الله أبدأ
لقد انتقل الأخ أحمد من الحديث عن الأصول الإسرائيلية المزعومة لروايات أبي هريرة إلى الحديث عن شخصية الرجل بشكلٍ أعمّ .
وإن لمحةً سريعةً قضيُتها في قراءة مقاله تبين لي ـ وسيتبين لكل منصفٍ ـ أن طريقة الكاتب في الانتقاء والطرح لشخصية أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه ، هي إلى التشويه والتلفيق أقرب منها بمسافاتٍ إلى العرض المتجرد والنقد .
بل هي أشبه بطرحٍ سينمائيٍّ يقوم على الانتقاء من القصة ما يتناسب وأسلوب التشويق والإثارة ، وطرح كل ما يمكن أن يعارض ذلك أو يبطله ؛ لئلا يشوه على المتابع لذلك المسلسل المفتعل نشوتًه وإثارتًه .
وقد جمع الكاتب في بحثه بين :
- التلبيس بما لا يصح دليلاً في النقد .
- قلب الحقائق .
- الكذب أو الجهل .
- الانتقاء لما يوافق الهوى مع التعامي عمّا يخالفه .
وإن كان الطنطاوي نذر نفسه للطعن في صحابي جليلٍ أكرمه الله بصحبة نبيه ، ومرافقته ؛ فسأنذر نفسي إن شاء الله تعالى للدفاع عنه . وعند الله تجتمع الخصوم .
وسآتي على جميع ما ذكرتُه لاحقاً ، وبالله التوفيق .
لقد انتقل الأخ أحمد من الحديث عن الأصول الإسرائيلية المزعومة لروايات أبي هريرة إلى الحديث عن شخصية الرجل بشكلٍ أعمّ .
وإن لمحةً سريعةً قضيُتها في قراءة مقاله تبين لي ـ وسيتبين لكل منصفٍ ـ أن طريقة الكاتب في الانتقاء والطرح لشخصية أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه ، هي إلى التشويه والتلفيق أقرب منها بمسافاتٍ إلى العرض المتجرد والنقد .
بل هي أشبه بطرحٍ سينمائيٍّ يقوم على الانتقاء من القصة ما يتناسب وأسلوب التشويق والإثارة ، وطرح كل ما يمكن أن يعارض ذلك أو يبطله ؛ لئلا يشوه على المتابع لذلك المسلسل المفتعل نشوتًه وإثارتًه .
وقد جمع الكاتب في بحثه بين :
- التلبيس بما لا يصح دليلاً في النقد .
- قلب الحقائق .
- الكذب أو الجهل .
- الانتقاء لما يوافق الهوى مع التعامي عمّا يخالفه .
وإن كان الطنطاوي نذر نفسه للطعن في صحابي جليلٍ أكرمه الله بصحبة نبيه ، ومرافقته ؛ فسأنذر نفسي إن شاء الله تعالى للدفاع عنه . وعند الله تجتمع الخصوم .
وسآتي على جميع ما ذكرتُه لاحقاً ، وبالله التوفيق .
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 310
- اشترك في: الخميس إبريل 21, 2005 12:54 pm
- مكان: جزر القمر
- اتصال:
في سؤال مهم يا ابوالعباس
انا مرة شاهدت محاضرة للداعية الكويتي محمد العوضي وهو سني سلفي وقال عن ابو هريرة كلام من ضمنه انه قال ان ابا هريرة قال مامعناه ان عندي احاديث لو قلتها لقطعت رقبتي ، ماهو المضمون لو هو صحابي وجاد وفعلا يقول كلمة الحق ولا يكتم العلم وانت تعرف كتم العلم عليه امور كثيرة جدا في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم مامعناه (من كتم علما ُ الجمه الله بلجام من نار يوم القيامة ) اكيد الاحاديث التي سوف تقطع راسه هي احاديث عن معاوية او احاديث عن آل البيت واحقيتهم بالحكم او وعيد من عمل اعمال شبيه باعمال معاوية لايخرج من هذا النطاق ممكن ترد علي يا صحاب ان الصحابة كلهم عدول حتى الهر حق ابو هريرة من العدول لانه قط صحابي
قال عليه السلام: وَمَنِ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ هَلَكَ، وَمَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا.
سلامي للجميع الرسي الهاشمي
سلامي للجميع الرسي الهاشمي
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 199
- اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 2:29 pm
- مكان: مصر
تعقيب
بسم الله الرحمن الرحيم
أخى الحبيب واصل بن عطاء
لماذا تصورت أننى فى مقدمتى أننى أريد أن أقدم شخصية أبو هريرة على أنها شخصية تآمرية ؟!!
مقصودى كان واضحا هو أننى بصدد تقديم شخصية غامضة فعنونت قبل أن أسرد ما قيل فى أسمائه أننى بصدد الحديث عن شخص غامض ظهر فجأة و لا يعرف له و لا لأبيه أسم محدد .. فهل كل شخص غامض متآمر !!
كما أننى شخصيا لا أعتبر أبو هريرة شخصية تآمرية . فهو شخصية لا وزن لها فى كافة مراحل الصراع أو تعارض أو تشابك المصالح . فهو لم يكن من أهل الحل و العقد . و لا أثر له فى شتى المواقف المصيرية فلا أثر له فى السقيفة أو الشورى أو بيعة خليفة و لا جمع قرآن ....
و أتفق معك فى آراءك :
و فعلا كان يجد غايته فى روايات كعب الأحبار
و أتفق معك :
لذا ترانى أتعمد كلما أسرد موقفا ما أن أشفع ذلك بالمصدر موضحا الجزء و الصفحة لمن يريد التبحر و التقصى و يعود لنا بنتاج بحثه لنستفيد جميعا ..
الأخ الكريم أبو العباس :
رأيك الشخصى كما ذكرت :
و ألتزاما منى بأدب الحوار فأنا لن أرد على الألفاظ البذيئة مثل : كذب - جهل - تلفيق .. فأنا أبحث عن الحقيقة .. إذا كان عندك منهجا علميا فى نقد البحث . فيا هلا بك أخا كريما . و إن نقدك للبحث هذا منتهاه . فلك مطلق الحرية .. و عموما أنا أعف لسانى . لذ لن أعقب عليك إلا فى حالة مشاركتك بمشاركة علمية بعيدة عن روح الأستهزاء بالمحاور و تحقير المنافس ..
الأخوة الكرام :
بعد أن تعرفنا على شخصية أبو هريرة
فى الجزء الثانى إن شاء سأتناول الآراء التى وردت عن شخصية أبو هريرة ما بين تجريح و تعديل . و عن آراء شيوخ الفرق الإسلامية حوله ما بين تجريح و تعديل . ألتزاما بالحيادية و النهج المنصف.
و السلام عليكم
أخى الحبيب واصل بن عطاء
لماذا تصورت أننى فى مقدمتى أننى أريد أن أقدم شخصية أبو هريرة على أنها شخصية تآمرية ؟!!
مقصودى كان واضحا هو أننى بصدد تقديم شخصية غامضة فعنونت قبل أن أسرد ما قيل فى أسمائه أننى بصدد الحديث عن شخص غامض ظهر فجأة و لا يعرف له و لا لأبيه أسم محدد .. فهل كل شخص غامض متآمر !!
كما أننى شخصيا لا أعتبر أبو هريرة شخصية تآمرية . فهو شخصية لا وزن لها فى كافة مراحل الصراع أو تعارض أو تشابك المصالح . فهو لم يكن من أهل الحل و العقد . و لا أثر له فى شتى المواقف المصيرية فلا أثر له فى السقيفة أو الشورى أو بيعة خليفة و لا جمع قرآن ....
و أتفق معك فى آراءك :
فهو فعلا صنيعة الأمويين ..و لم يكن من أهل العلم وقد عمدت السياسة الأموية على تصدير من لا علم لهم ومحاصرة أهل العلم ، ومن ثم ظهر أبو هريرة بمروياته التي اعتمدت على الإثارة والتشويق وكان يجد غايته من روايات كعب الأحبار .
و فعلا كان يجد غايته فى روايات كعب الأحبار
و أتفق معك :
فعلا . يجب علينا جميعا الألتزام بصرامة بأن لا يتعدى الأمر إلى وضع قصص أو أستنتاجات مفرطة سواء من الطرف المؤيد أو المعارض لهذه الشخصية ..وأعتقد أننا لا يجب أن نتعدى الأمر إلى وضع قصص واستنتاجات مفرطة ربما تضر بما نهدف إلى الوصول إليه .
لذا ترانى أتعمد كلما أسرد موقفا ما أن أشفع ذلك بالمصدر موضحا الجزء و الصفحة لمن يريد التبحر و التقصى و يعود لنا بنتاج بحثه لنستفيد جميعا ..
الأخ الكريم أبو العباس :
رأيك الشخصى كما ذكرت :
التشويه والتلفيق أقرب منها بمسافاتٍ إلى العرض المتجرد والنقد .
بل هي أشبه بطرحٍ سينمائيٍّ يقوم على الانتقاء من القصة ما يتناسب وأسلوب التشويق والإثارة ، وطرح كل ما يمكن أن يعارض ذلك أو يبطله ؛ لئلا يشوه على المتابع لذلك المسلسل المفتعل نشوتًه وإثارتًه
هذه وجهة نظرك الشخصية . و نحن فى منتدى محترم نحترم كافة وجهات النظر حتى لو أختلفت . و لك جزيل الشكر على تعقيبك..وقد جمع الكاتب في بحثه بين :
- التلبيس بما لا يصح دليلاً في النقد .
- قلب الحقائق .
- الكذب أو الجهل .
- الانتقاء لما يوافق الهوى مع التعامي عمّا يخالفه
و ألتزاما منى بأدب الحوار فأنا لن أرد على الألفاظ البذيئة مثل : كذب - جهل - تلفيق .. فأنا أبحث عن الحقيقة .. إذا كان عندك منهجا علميا فى نقد البحث . فيا هلا بك أخا كريما . و إن نقدك للبحث هذا منتهاه . فلك مطلق الحرية .. و عموما أنا أعف لسانى . لذ لن أعقب عليك إلا فى حالة مشاركتك بمشاركة علمية بعيدة عن روح الأستهزاء بالمحاور و تحقير المنافس ..
الأخوة الكرام :
بعد أن تعرفنا على شخصية أبو هريرة
فى الجزء الثانى إن شاء سأتناول الآراء التى وردت عن شخصية أبو هريرة ما بين تجريح و تعديل . و عن آراء شيوخ الفرق الإسلامية حوله ما بين تجريح و تعديل . ألتزاما بالحيادية و النهج المنصف.
و السلام عليكم
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
لحظة من فضلك أخي احمد
مشاركتي هذه كانت جاهزة من قبل أن تنزل مشاركتك الاخيرة والذي أخرها إنطفاء الكهرباء هنا عندنا في صنعاء فالمعذرة إن جاءت متأخرة
اليكم أخي هذا أخي الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
شخصية مثيرة للجدل بالفعل
اسمه المختلف فيه وبهذه الشكل في حد ذاته دليل على غموض ما يدفع الانسان المنصف ليقف طويلا أمام هذا الصحابي
كما إن اسمه المختلف فيه ذكرني بنكتة قديمة قيلت في القط أو السنور أو الهر قبل زمن !!!
وأنا بدوري اتسائل الآن
هل كلمة ((أبو هريرة)) كلمة جنس يدخل تحتها العديد من المسميات ؟؟
ربما وهذا ما سيكشفه لنا بالنأكيد هذا البحث الغني والثري بالكثير من المعلومات والمصادر والكتب الموثقة عند أكثر من طائفة !
بلى
ليس الفقر والحاجة والعوز عيبا فيه ولا يطعن فيه بمثل هذا قطعا لكن هذه الحالة من العوز والحاجة إن لم يستقم صاحبها معها ويصبر على ما ابتلاه الله به ستكون سببا في بيع كل شيء حتى الدين .!
ايضا هي سبب في ريبة المؤمنين بدليل ما فعله الخليفة الثاني عمر بن الخطاب معه ففيه دليل وعبرة وعضة فقد سلبه تلك الاموال التى جمعها من مصادر مشبوة و غير موثوق بها لذا أُخذت تلك الاموال منه وبتلك الطريقة .!!
ومما يدل على ذلك أيضا أن الرجل لم يصجب رسول الله الا مدة يسيرة جدا كما ذكر لنا الباحث العالم احمد .
لذا لم يتأثر بتلك الآخلاق النبوية كما أنه كان يقضي أكثر أوقاته في حرفة الرعي مع الاغنام والابل ليرعاها من أجل اشباع بطمه !!!!
ولعل ما ذكر هنا عن حالته هو بنفسه أعني (( حرفة الرعي)) يدعم ويحاكي مرويات سمعها الرجل عن حال النبي (ص) قبل البعثة ..!!
ولله درك يا ابا هريرة كم لك من فضائل أنت من رواها !!!
ايضا يقال أن حالة ال مسلمين في تلك الفترة قد تحسنت كثيرا خصوصا بعد الغزوات والفتوحات التى فتحها الله على رسوله فلم يعد المسلمون في حالة عوز وحاجة في تلك الفترة كما كانوا في البداية خصوصا بعد الهجرة وفي السنين الاولى منها !!!
ومرة آخرى لله درك يا ابا هريرة كم لك من فضائل أنت من صنعها !!
أكثر من نقطة حساسة وساخنة هنا تجرح مصداقية هذا الرجل يكفينا منها ما قله عنه صهره وزوج أبنته فقد كان الرجل يقايض في سوق العرض والطلب لينال مدخرات جديدة ..
وصدقني يا أخ أحمد بحثك أكثر من رائع وإن كنت لم تورد الجوانب المشرقة في شخصية هذا الرجل النكرة والذي انتقده أكثر من صحابي كما تحكيه لنا مصادر أهل السنة والجماعة والتى شك في انها تعجب إخينا في الله ابو العباس !!!
ولي ملاحظة أو سؤال أو أكثر من سؤال لو سمحتم لي
هل ضربه الخليفة الثاني عمر وعلاه بالدرة بسبب انه كان يكثر من الرواية ؟؟
وهل كان عمر لا يقبل منه الا بعد أن يستوثق من غيره !!؟؟
ولماذ هذا الشك فيه ؟؟ا هل كان الرجل مجروح العدالة في نظر بعض الصحابة الكبار مثل عمر ؟؟ وإن كان ابو هريرة صحابيا جليلا كما يذهب اليه البعض !!!
أغفلتم جانبا كبيرا مر في حياة الرجل دون أن تذكروه
مثلا ما كان دوره في تلك الحقبة التى تولى فيها الخليفة الثالث عثمان بن عفان ؟؟
وأين كان واقفا أثناء ثورة المسلمين على ذلك الخليفة ؟؟
وهل له دور في مقتل عثمان ام إنه كان مدافعا عنه ؟؟ وهل رضى معاوية عنه دليل على أنه كان ممن يقفون مع الخليفة الثالث؟؟
تعرف أخي أن بعضهم اسماها ثورة الجياع والفقراء والمساكين ما دوره في تلك الاحداث سيدي الكريم ..؟؟
تحياتي وهذا لتسجيل نفقطة متابعة وحسب ولكم قبول مشاركاتي إن اقتضى الامر
والسلام عليكم ورحمة الله ثم البركات نازلة عليكم سيدي الباحث الكريم احمد شريف طنطاوي
مشاركتي هذه كانت جاهزة من قبل أن تنزل مشاركتك الاخيرة والذي أخرها إنطفاء الكهرباء هنا عندنا في صنعاء فالمعذرة إن جاءت متأخرة

اليكم أخي هذا أخي الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
شخصية مثيرة للجدل بالفعل
اسمه المختلف فيه وبهذه الشكل في حد ذاته دليل على غموض ما يدفع الانسان المنصف ليقف طويلا أمام هذا الصحابي
كما إن اسمه المختلف فيه ذكرني بنكتة قديمة قيلت في القط أو السنور أو الهر قبل زمن !!!
وأنا بدوري اتسائل الآن
هل كلمة ((أبو هريرة)) كلمة جنس يدخل تحتها العديد من المسميات ؟؟
ربما وهذا ما سيكشفه لنا بالنأكيد هذا البحث الغني والثري بالكثير من المعلومات والمصادر والكتب الموثقة عند أكثر من طائفة !
بلى
ليس الفقر والحاجة والعوز عيبا فيه ولا يطعن فيه بمثل هذا قطعا لكن هذه الحالة من العوز والحاجة إن لم يستقم صاحبها معها ويصبر على ما ابتلاه الله به ستكون سببا في بيع كل شيء حتى الدين .!
ايضا هي سبب في ريبة المؤمنين بدليل ما فعله الخليفة الثاني عمر بن الخطاب معه ففيه دليل وعبرة وعضة فقد سلبه تلك الاموال التى جمعها من مصادر مشبوة و غير موثوق بها لذا أُخذت تلك الاموال منه وبتلك الطريقة .!!
ومما يدل على ذلك أيضا أن الرجل لم يصجب رسول الله الا مدة يسيرة جدا كما ذكر لنا الباحث العالم احمد .
لذا لم يتأثر بتلك الآخلاق النبوية كما أنه كان يقضي أكثر أوقاته في حرفة الرعي مع الاغنام والابل ليرعاها من أجل اشباع بطمه !!!!
ولعل ما ذكر هنا عن حالته هو بنفسه أعني (( حرفة الرعي)) يدعم ويحاكي مرويات سمعها الرجل عن حال النبي (ص) قبل البعثة ..!!
ولله درك يا ابا هريرة كم لك من فضائل أنت من رواها !!!
ايضا يقال أن حالة ال مسلمين في تلك الفترة قد تحسنت كثيرا خصوصا بعد الغزوات والفتوحات التى فتحها الله على رسوله فلم يعد المسلمون في حالة عوز وحاجة في تلك الفترة كما كانوا في البداية خصوصا بعد الهجرة وفي السنين الاولى منها !!!
ومرة آخرى لله درك يا ابا هريرة كم لك من فضائل أنت من صنعها !!
أكثر من نقطة حساسة وساخنة هنا تجرح مصداقية هذا الرجل يكفينا منها ما قله عنه صهره وزوج أبنته فقد كان الرجل يقايض في سوق العرض والطلب لينال مدخرات جديدة ..
وصدقني يا أخ أحمد بحثك أكثر من رائع وإن كنت لم تورد الجوانب المشرقة في شخصية هذا الرجل النكرة والذي انتقده أكثر من صحابي كما تحكيه لنا مصادر أهل السنة والجماعة والتى شك في انها تعجب إخينا في الله ابو العباس !!!
ولي ملاحظة أو سؤال أو أكثر من سؤال لو سمحتم لي
هل ضربه الخليفة الثاني عمر وعلاه بالدرة بسبب انه كان يكثر من الرواية ؟؟
وهل كان عمر لا يقبل منه الا بعد أن يستوثق من غيره !!؟؟
ولماذ هذا الشك فيه ؟؟ا هل كان الرجل مجروح العدالة في نظر بعض الصحابة الكبار مثل عمر ؟؟ وإن كان ابو هريرة صحابيا جليلا كما يذهب اليه البعض !!!
أغفلتم جانبا كبيرا مر في حياة الرجل دون أن تذكروه
مثلا ما كان دوره في تلك الحقبة التى تولى فيها الخليفة الثالث عثمان بن عفان ؟؟
وأين كان واقفا أثناء ثورة المسلمين على ذلك الخليفة ؟؟
وهل له دور في مقتل عثمان ام إنه كان مدافعا عنه ؟؟ وهل رضى معاوية عنه دليل على أنه كان ممن يقفون مع الخليفة الثالث؟؟
تعرف أخي أن بعضهم اسماها ثورة الجياع والفقراء والمساكين ما دوره في تلك الاحداث سيدي الكريم ..؟؟
تحياتي وهذا لتسجيل نفقطة متابعة وحسب ولكم قبول مشاركاتي إن اقتضى الامر
والسلام عليكم ورحمة الله ثم البركات نازلة عليكم سيدي الباحث الكريم احمد شريف طنطاوي

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 156
- اشترك في: السبت مايو 14, 2005 10:32 am
بسم الله الرحمن الرحيم .
أولاً :
في بداية الرد أعرِّج على ذكر ملاحظةٍ هامةٍ في بحث الأخ أحمد عن شخصية أبي هريرة رضي الله عنه ، وهي أنه سلك منهجاً غير علميٍ في بحثه ، ولا يقره عليه المتخصصون في هذا الجانب إلا مع الحكم على بحثه بعدم الحياد ، والدقة ، بل حتى والأمانة .
فالباحث لم يتعرض لأي نقلٍ نقله عن هذا الصحابي بالحكم عليه بالصحة أو الضعف ، بل أورد من الآثار والروايات والقصص التاريخية ، مما يطعن في الصحابي ، بدون أن يكلف نفسه البحث عن صحتها أو ضعفها .
ومع ذلك فهو لم يدّعِ أن جميع ما ذكره صحيح عنده ، ولا ميز الضعيف ، بل بنى الأحكام جميعها على ما ذكره المؤرخون والرواة ، مما هبَّ ودبَّ .
ومن المعلوم أن في الآثار والتاريخ ما هو صحيحٌ ، وما هو ضعيفٌ ، وما هو باطلٌ موضوع ، وإذا لم يجهد الباحث نفسه في تمييز ذلك ، فماذا قدم للقارئ من جديد ؟!!
وإذا بنى الباحثُ أحكامَه على مروياتٍ وقصصٍ اكتفى بكونها موجودةً في بطون الكتب ، فأي ثقةٍ يريد من القارئ أن يهبها له ؟!!
ومن ذلك أيضاً :
أنه سلك في بحثه إزدواجيةٍ غريبةٍ في البحث عن الشخصية وما قيل فيها ، فهو ينتقي من الروايات كل ما يوافق رأيه وهواه السابق ، دون ما يكون رافداً إيجابياً في جانب الشخصية التي يبحث عنها .
فهو مثلاً يتحدث عن موقف أبي هريرة مما يوهم وقوفه مع الأمويين دون أن يذكر كلام أبي هريرة فيهم ، من الروايات التي تبين معارضته لهم ، وذمه لأعمالهم .
ويتحدث عن موقفه من عليٍ عليه السلام ، وآل البيت مصوراً أنه وقف ضدهم ، حتى جعله صنيعة الأمويين !! دون ذكر أنه من أكثر من روى فضائلهم ، وموقفه من دفن الحسن ، وتبرأه من مؤذاته ...كما سيأتي .
ويذكر جانب ما سماه الترف والقصر والنعيم الذي نسبه إلى أبي هريرة دون ذكر سابق زهده ، وجوعه ، وفقره .
بل الأطم من ذلك أنه جعل ذلك الزهد والفقر ذماً لا مدحاً ، فصوَّره بصورة المتسوِّل الشحات !! وهذا من قلب الحقائق .
ويذكر رواية عمر في أموال البحرين أنه غرَّمه فيها دون ذكره الرواية الأخرى وهي الصحيحة أنه أقره على المال وصدقه بأنه حلالٌ طيبٌ !!
وهكذا في غير ما موضع سيتبين لك الإزدواجية التي سلكها الباحث ، مما يجعل القارئ في توجس من أقواله واستنتاجاته ، ويفقد بذلك كثيراً من المصداقية والثقة .
والعجب كيف أن الأخوة كواصلٍ ، ومحمدٍ الغيل يمر عليهم مثل هذا دون نكيرٍ ، بل لقد رأيت من محمدٍ الغيل المدح والثناء ، والدعاء بالبركات !!.
وهو مرضٌ عند كثيرٍ من المنتسبين للعلم أنهم يقبلون بكل فرحٍ ومن غير تمييز ما يوافقهم ، ويفتحون أعينهم لما يخالفهم ، وهو خطاٌ في الأولى ، جائزٌ في الثانية .
ثانياً :
أنبه على أن ادعاء الطنطاوي الالتزام بأدب الحوار ، والبعد عن الكلمات النابية أو البذيئة على حد قوله ؛ إنما هو تشبُّعٌ بما لم يُعط .
وإلا فقد حشا دراسته عن الصحابي الجليل أبي هريرة من الكلمات البذيئة والنابية ، والاستحقار ، والتكذيب له ، والكذب عليه ؛ ما يجعله في موضع الذي يريد أن يتكلم على الناس ولا يتكلمون عليه .
وسيأتيك من خلال الرد مصداق ذلك كلِّه .
ولئن يتكلم المرء على رجلٍ حيٍّ يرى كلامه ويبني عليه = أهون من أن يتكلم في صحابيٍّ جليلٍ لعله قد حط رحاله في الجنة ، ثم هو يكيل له التهم بأسلوبٍ نابٍ متحايلٍ .
أما ما قلته أنا في الطنطاوي وما سأقوله ؛ فألتزم بإثباته عليه ، ولن أتجنى عليه بشيءٍ لم يقع فيه ، فإن كان وقع في جهلٍ أو كذبٍ أو تلفيقٍ ، فما المانع من بيانه وإثباته ؟!!!
ثالثاً :
دعوى الاختلاف في اسمه ونسبه وأثرها عند الطنطاوي
اعلم أن تركيزَ الطنطاوي على الاختلاف في اسم أبي هريرة واسم أبيه ، وجعلَه ذلك مما يثير الشكوك والريبة في شخصيته ؛ مما لا يصح له دليلاً على ما ذهب إليه .
ذلك أنه من المعروف لدى صغار المطلعين على التاريخ أن الاشتهار بالكنى والألقاب أمرٌ سائغٌ مشهورٌ عند العرب ، فقد يختلف الناس في اسم شخصٍ ولا يختلفون في كنيته ، ويكون اشتهاره بكنيته سبباً في جهل الناس باسمه .
كما هو الشأن في الخليفة الراشد الأول أبي بكرٍ الصديق سلام الله عليه ، وأمين هذه الأمة أبي عبيدة ، والفارس المغوار أبي دجانة ، والعابد القارئ أبي الدرداء ، وغيرهم كثيرٌ من الصحابة الكرام .
فإن كان الطنطاوي يرى الاختلاف في الاسم موجباً للشك والريبة فليطرد حكمه على من ذكرنا ، وإلا سقط استدلاله .
وأما النسب ؛ فأبو هريرة رضي الله عنه دوسيٌّ من بني دوسٍ بن عدثان وهم من بطون الأزد ، والأزد قبيلةٌ يمانيةٌ قحطانيةٌ مشهورة . ونسبه محفوظٌ إلى الجد الأعلى لهذه القبيلة : الأزد بن الغوث ، كما ذكره المؤرخ الثقة خليفة بن خياط .
ثم يقال : من متى كان النسب والحسب يُقدم صاحبه في المفاضلة العلمية أو يؤخره ؟!! أو يثير حوله الشكوك والريبة، إن ثبت إسلامه وصلاحه ؟!!
لماذا أيها المتحذلق لم يشكك الصحابة أو آل البيت أو مخالفو أبي هريرة في القرون الأولى في نسبه واسمه كما فعلت أنت ؟!!
وبعد هذا التمهيد ؛ نستعرض كلمات الطنطاوي في بحثه عن الحقيقة لنرى مدى مصداقية الرجل وتجرده أو تجنيه وافترائه :
وهل يعتبر الخلاف في الاسم تجهيلاً للراوي إن عُرف حاله واشتهر بكنيته ، ولم يشاركه أحدٌ في الاسم أو الكنية فيتعذّر التمييز بينهما ؟!!
وكيف يكون مجهولاً وقد روى عنه أكثر من ثمان مائة من أهل العلم من الصحابة والتابعين وغيرهم ؟!!
والواقع أنك لم تُدلل على دعواك ببرهان !!
وغاية ما ذكرته الخلاف في اسمه ، وقد تقدّم أنه لا يضر .
وأما نسبه فهو واضحٌ غير غامض ، وسيأتي من كلام الإمام المنصور عبد الله بن حمزة ما يدحض دعواك .
وهل عشرات الألوف من الذين توافدوا على رسول الله من أصقاع الجزيرة وغيرها قذفت بهم الأرض فجأةً ، حين أتوا وأسلموا كما أسلم أبو هريرة ؟!!
وهل كانت العرب تعرف لكل هؤلاء ماضياً ؟!!
وهل معرفة ماضي الصحابي المسلم في جاهليته وكفره شرطاً عندك ؟!! أو عند العرب ؟!!
وهل وجدتَ أحداً من الصحابة أو التابعين من العرب الذين ذكرتَهم جعل عدم معرفتهم لماضي أبي هريرة مجالاً للشك والريبة كما فعلتَ ؟!!
هذا ومما يبين تناقضك أنك قلت عنه :
وأختم في بداية النقطة الأولى من الرد بكلامٍ للإمام عبد الله بن حمزة في شرح الأربعين السيلقية إذ يبين نسب أبي هريرة وشهرته ، وسؤدده فيقول صـ 69:
عن أبي هريرة : وهو عبدالله بن عامر ، وقيل عبد الرحمن ، مشهور من أهل الصفة المبرزين في الانقطاع ، والملازمة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وله روايةٌ عن رسول الله واسعة ، وكان له مكان عند الأمة لمكان الصحبة ، وهو دوسي.. ودوس قبيلة من اليمن ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال " لقد هممت أن لا أتهب إلا من قرشي أو أنصاري أو دوسي " وفي أخرى " أو ثقفي " ، وذلك لأنهم أهل أمصارٍ وفيهم السؤدد والكرم . أهـويقول في صـ 196:
" أبو هريرة مشهور ، ونقله مأثور " .أهـ
فأين كلام الإمام من دعواك بأنه مجهولٌ ، ونسبه غامض ؟!!!!
يتبع الرد على البقية لاحقاً .
ملاحظة :
أعتذر للأخ أحمد وللأخوة المتابعين للنقاش بأنني قد أتأخر أحياناً في الرد وإكمال الموضوع ، وذلك لانشغالي هذه الأيام بأعمالٍ أخرى ، ولأنني أواجه مشكلة ضياع وقتٍ كبيرٍ في الإدخال ؛ لضعفي في الكتابة على الحاسوب .
وللجميع تحياااتي .
أولاً :
في بداية الرد أعرِّج على ذكر ملاحظةٍ هامةٍ في بحث الأخ أحمد عن شخصية أبي هريرة رضي الله عنه ، وهي أنه سلك منهجاً غير علميٍ في بحثه ، ولا يقره عليه المتخصصون في هذا الجانب إلا مع الحكم على بحثه بعدم الحياد ، والدقة ، بل حتى والأمانة .
فالباحث لم يتعرض لأي نقلٍ نقله عن هذا الصحابي بالحكم عليه بالصحة أو الضعف ، بل أورد من الآثار والروايات والقصص التاريخية ، مما يطعن في الصحابي ، بدون أن يكلف نفسه البحث عن صحتها أو ضعفها .
ومع ذلك فهو لم يدّعِ أن جميع ما ذكره صحيح عنده ، ولا ميز الضعيف ، بل بنى الأحكام جميعها على ما ذكره المؤرخون والرواة ، مما هبَّ ودبَّ .
ومن المعلوم أن في الآثار والتاريخ ما هو صحيحٌ ، وما هو ضعيفٌ ، وما هو باطلٌ موضوع ، وإذا لم يجهد الباحث نفسه في تمييز ذلك ، فماذا قدم للقارئ من جديد ؟!!
وإذا بنى الباحثُ أحكامَه على مروياتٍ وقصصٍ اكتفى بكونها موجودةً في بطون الكتب ، فأي ثقةٍ يريد من القارئ أن يهبها له ؟!!
ومن ذلك أيضاً :
أنه سلك في بحثه إزدواجيةٍ غريبةٍ في البحث عن الشخصية وما قيل فيها ، فهو ينتقي من الروايات كل ما يوافق رأيه وهواه السابق ، دون ما يكون رافداً إيجابياً في جانب الشخصية التي يبحث عنها .
فهو مثلاً يتحدث عن موقف أبي هريرة مما يوهم وقوفه مع الأمويين دون أن يذكر كلام أبي هريرة فيهم ، من الروايات التي تبين معارضته لهم ، وذمه لأعمالهم .
ويتحدث عن موقفه من عليٍ عليه السلام ، وآل البيت مصوراً أنه وقف ضدهم ، حتى جعله صنيعة الأمويين !! دون ذكر أنه من أكثر من روى فضائلهم ، وموقفه من دفن الحسن ، وتبرأه من مؤذاته ...كما سيأتي .
ويذكر جانب ما سماه الترف والقصر والنعيم الذي نسبه إلى أبي هريرة دون ذكر سابق زهده ، وجوعه ، وفقره .
بل الأطم من ذلك أنه جعل ذلك الزهد والفقر ذماً لا مدحاً ، فصوَّره بصورة المتسوِّل الشحات !! وهذا من قلب الحقائق .
ويذكر رواية عمر في أموال البحرين أنه غرَّمه فيها دون ذكره الرواية الأخرى وهي الصحيحة أنه أقره على المال وصدقه بأنه حلالٌ طيبٌ !!
وهكذا في غير ما موضع سيتبين لك الإزدواجية التي سلكها الباحث ، مما يجعل القارئ في توجس من أقواله واستنتاجاته ، ويفقد بذلك كثيراً من المصداقية والثقة .
والعجب كيف أن الأخوة كواصلٍ ، ومحمدٍ الغيل يمر عليهم مثل هذا دون نكيرٍ ، بل لقد رأيت من محمدٍ الغيل المدح والثناء ، والدعاء بالبركات !!.
وهو مرضٌ عند كثيرٍ من المنتسبين للعلم أنهم يقبلون بكل فرحٍ ومن غير تمييز ما يوافقهم ، ويفتحون أعينهم لما يخالفهم ، وهو خطاٌ في الأولى ، جائزٌ في الثانية .
ثانياً :
أنبه على أن ادعاء الطنطاوي الالتزام بأدب الحوار ، والبعد عن الكلمات النابية أو البذيئة على حد قوله ؛ إنما هو تشبُّعٌ بما لم يُعط .
وإلا فقد حشا دراسته عن الصحابي الجليل أبي هريرة من الكلمات البذيئة والنابية ، والاستحقار ، والتكذيب له ، والكذب عليه ؛ ما يجعله في موضع الذي يريد أن يتكلم على الناس ولا يتكلمون عليه .
وسيأتيك من خلال الرد مصداق ذلك كلِّه .
ولئن يتكلم المرء على رجلٍ حيٍّ يرى كلامه ويبني عليه = أهون من أن يتكلم في صحابيٍّ جليلٍ لعله قد حط رحاله في الجنة ، ثم هو يكيل له التهم بأسلوبٍ نابٍ متحايلٍ .
أما ما قلته أنا في الطنطاوي وما سأقوله ؛ فألتزم بإثباته عليه ، ولن أتجنى عليه بشيءٍ لم يقع فيه ، فإن كان وقع في جهلٍ أو كذبٍ أو تلفيقٍ ، فما المانع من بيانه وإثباته ؟!!!
ثالثاً :
دعوى الاختلاف في اسمه ونسبه وأثرها عند الطنطاوي
اعلم أن تركيزَ الطنطاوي على الاختلاف في اسم أبي هريرة واسم أبيه ، وجعلَه ذلك مما يثير الشكوك والريبة في شخصيته ؛ مما لا يصح له دليلاً على ما ذهب إليه .
ذلك أنه من المعروف لدى صغار المطلعين على التاريخ أن الاشتهار بالكنى والألقاب أمرٌ سائغٌ مشهورٌ عند العرب ، فقد يختلف الناس في اسم شخصٍ ولا يختلفون في كنيته ، ويكون اشتهاره بكنيته سبباً في جهل الناس باسمه .
كما هو الشأن في الخليفة الراشد الأول أبي بكرٍ الصديق سلام الله عليه ، وأمين هذه الأمة أبي عبيدة ، والفارس المغوار أبي دجانة ، والعابد القارئ أبي الدرداء ، وغيرهم كثيرٌ من الصحابة الكرام .
فإن كان الطنطاوي يرى الاختلاف في الاسم موجباً للشك والريبة فليطرد حكمه على من ذكرنا ، وإلا سقط استدلاله .
وأما النسب ؛ فأبو هريرة رضي الله عنه دوسيٌّ من بني دوسٍ بن عدثان وهم من بطون الأزد ، والأزد قبيلةٌ يمانيةٌ قحطانيةٌ مشهورة . ونسبه محفوظٌ إلى الجد الأعلى لهذه القبيلة : الأزد بن الغوث ، كما ذكره المؤرخ الثقة خليفة بن خياط .
ثم يقال : من متى كان النسب والحسب يُقدم صاحبه في المفاضلة العلمية أو يؤخره ؟!! أو يثير حوله الشكوك والريبة، إن ثبت إسلامه وصلاحه ؟!!
لماذا أيها المتحذلق لم يشكك الصحابة أو آل البيت أو مخالفو أبي هريرة في القرون الأولى في نسبه واسمه كما فعلت أنت ؟!!
وبعد هذا التمهيد ؛ نستعرض كلمات الطنطاوي في بحثه عن الحقيقة لنرى مدى مصداقية الرجل وتجرده أو تجنيه وافترائه :
ما حدُّ الجهالة عندك ، وما أثرها في الحكم على الشخص ، وهل يكون مجهولاً وهو معروفٌ بشخصه وذاته وكنيته لدى العامة والخاصة ، بل الإنس والجن ؟!!أبو هريرة رجل مجهول
وهل يعتبر الخلاف في الاسم تجهيلاً للراوي إن عُرف حاله واشتهر بكنيته ، ولم يشاركه أحدٌ في الاسم أو الكنية فيتعذّر التمييز بينهما ؟!!
وكيف يكون مجهولاً وقد روى عنه أكثر من ثمان مائة من أهل العلم من الصحابة والتابعين وغيرهم ؟!!
عندما أغمضت عينيك عن رواية الحقيقة حكمتَ على نسبه بالغموض .غامض النسب
والواقع أنك لم تُدلل على دعواك ببرهان !!
وغاية ما ذكرته الخلاف في اسمه ، وقد تقدّم أنه لا يضر .
وأما نسبه فهو واضحٌ غير غامض ، وسيأتي من كلام الإمام المنصور عبد الله بن حمزة ما يدحض دعواك .
لا تكمن الخطورة إلا عند مختلقي التهم ، ومفتعلي الشكوك ، وإلا فأي خطورةٍ تستطيع التصريح بها إن كنت صادقاً ؟!!إن ما أستعرضناه عن الأقوال و الآراء المتضاربة المشوشة حول الأسم الحقيقى لأبى هريرة و أسم أبيه أمر جد خطير
تهويلٌ فيه من الاستخفاف بعقول القراء ما يعود على صاحبه بالذم .و لنا أن نسأل :
كيف قذفت الأرض فجأة رجلا يقول أنه جاء ليعلن أسلامه و إذا بالعرب لا يعرفون له ماضيا و لا أسما له و لا لأبيه ؟ ...
وهل عشرات الألوف من الذين توافدوا على رسول الله من أصقاع الجزيرة وغيرها قذفت بهم الأرض فجأةً ، حين أتوا وأسلموا كما أسلم أبو هريرة ؟!!
وهل كانت العرب تعرف لكل هؤلاء ماضياً ؟!!
وهل معرفة ماضي الصحابي المسلم في جاهليته وكفره شرطاً عندك ؟!! أو عند العرب ؟!!
وهل وجدتَ أحداً من الصحابة أو التابعين من العرب الذين ذكرتَهم جعل عدم معرفتهم لماضي أبي هريرة مجالاً للشك والريبة كما فعلتَ ؟!!
هذا ومما يبين تناقضك أنك قلت عنه :
فحدِّد لنا إن كان هذا الماضي لا يكفي ، ما الحدُّ الذي لا بد منه في المعرفة ؟!!ولد فى اليمن سنة 21 ق . هـ و نشأ حتى قارب الثلاثين عاما جاهلا يؤجر نفسه بطعام بطنه . و قدم على رسول الله آخر العام 7 هـ
وأختم في بداية النقطة الأولى من الرد بكلامٍ للإمام عبد الله بن حمزة في شرح الأربعين السيلقية إذ يبين نسب أبي هريرة وشهرته ، وسؤدده فيقول صـ 69:
عن أبي هريرة : وهو عبدالله بن عامر ، وقيل عبد الرحمن ، مشهور من أهل الصفة المبرزين في الانقطاع ، والملازمة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وله روايةٌ عن رسول الله واسعة ، وكان له مكان عند الأمة لمكان الصحبة ، وهو دوسي.. ودوس قبيلة من اليمن ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال " لقد هممت أن لا أتهب إلا من قرشي أو أنصاري أو دوسي " وفي أخرى " أو ثقفي " ، وذلك لأنهم أهل أمصارٍ وفيهم السؤدد والكرم . أهـويقول في صـ 196:
" أبو هريرة مشهور ، ونقله مأثور " .أهـ
فأين كلام الإمام من دعواك بأنه مجهولٌ ، ونسبه غامض ؟!!!!
يتبع الرد على البقية لاحقاً .
ملاحظة :
أعتذر للأخ أحمد وللأخوة المتابعين للنقاش بأنني قد أتأخر أحياناً في الرد وإكمال الموضوع ، وذلك لانشغالي هذه الأيام بأعمالٍ أخرى ، ولأنني أواجه مشكلة ضياع وقتٍ كبيرٍ في الإدخال ؛ لضعفي في الكتابة على الحاسوب .
وللجميع تحياااتي .
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
تنوية سريع
ردا عليك بشكل مقتضب يا أخ ابو العباس في ما خص مداخلتي
أقول لك عندنا إن الجارح أولى من المعدل ((كيف وقد قيل ياابا العباس )) والقائل ثقة عدل ضابط !!!
كون مروياتكم تحتاج الى غربلة فهذا شأنكم غربلوها لنا أولا ثم قدموها للناس على أن ما تلزمنا به من منهج أعني ((علم الجرح والتعديل)) للتمييز بين الروايات والرواة لا نقبله بالكلية كما أنا لا نرفضه بالكلية ولنا أن نختار ما يوافق ما نقل لنا بالتلك الاسانيد الموثقة وتلك السلاسل الذهبية الثابته عندنا ثبوت الجبال الرواسي والتى تلقييناها كابرا عن كابر
ما نقلت من قول ذكره الامام عبد الله بن حمزة ليس حجة علينا فنحن لا نرى عصمة الائمة ولا نقول بها ثم يقال لك إن الامام قد نقل من كتبكم التى تحوي الغث والسمين وبحسب .. ..
أخي قلتم ((بل لقد رأيت من محمدٍ الغيل المدح والثناء ، والدعاء بالبركات !!.
وهو مرضٌ عند كثيرٍ من المنتسبين للعلم أنهم يقبلون بكل فرحٍ ومن غير تمييز ما يوافقهم ، ويفتحون أعينهم لما يخالفهم ، وهو خطاٌ في الأولى ، جائزٌ في الثانية . ))
أقول جزاكم الله عنّا خيرا ولن أدعو الله أن ينقل اليك هذا المرض بل سنتمنى لك الهداية وحسب .
وأقول لك بحق لو أنك اتبعت اسلوبا غير هذا وآتيت بعبارات مؤدبة شوية كان يمكن أن اتأمل في ما وصمتني به لكن نفسي في الغالب لا تقبل من الانسان الذي يحمل نفس المرض لذا المعذرة!!
وأنا ليستُ منتسبا للعلم ولا مدعيا له بل طويلب يستفيد من الجميع حتى من الذين يعانون من بعض المشاكل الدماغية! .
على العموم أرجو من أخي أحمد أن يستمر في اسلوبه الراقي في حواره وأثناء بحثه ولا ينجر لمثل هذه المداعبات الطفولية و التى تدل على ضعف في العقل وعبثية... والقرين الى المقارن ينسبُ !!! (( راجع البحث من أوله لو سمحت ))
تحياتي !!
ردا عليك بشكل مقتضب يا أخ ابو العباس في ما خص مداخلتي
أقول لك عندنا إن الجارح أولى من المعدل ((كيف وقد قيل ياابا العباس )) والقائل ثقة عدل ضابط !!!
كون مروياتكم تحتاج الى غربلة فهذا شأنكم غربلوها لنا أولا ثم قدموها للناس على أن ما تلزمنا به من منهج أعني ((علم الجرح والتعديل)) للتمييز بين الروايات والرواة لا نقبله بالكلية كما أنا لا نرفضه بالكلية ولنا أن نختار ما يوافق ما نقل لنا بالتلك الاسانيد الموثقة وتلك السلاسل الذهبية الثابته عندنا ثبوت الجبال الرواسي والتى تلقييناها كابرا عن كابر
ما نقلت من قول ذكره الامام عبد الله بن حمزة ليس حجة علينا فنحن لا نرى عصمة الائمة ولا نقول بها ثم يقال لك إن الامام قد نقل من كتبكم التى تحوي الغث والسمين وبحسب .. ..
أخي قلتم ((بل لقد رأيت من محمدٍ الغيل المدح والثناء ، والدعاء بالبركات !!.
وهو مرضٌ عند كثيرٍ من المنتسبين للعلم أنهم يقبلون بكل فرحٍ ومن غير تمييز ما يوافقهم ، ويفتحون أعينهم لما يخالفهم ، وهو خطاٌ في الأولى ، جائزٌ في الثانية . ))
أقول جزاكم الله عنّا خيرا ولن أدعو الله أن ينقل اليك هذا المرض بل سنتمنى لك الهداية وحسب .
وأقول لك بحق لو أنك اتبعت اسلوبا غير هذا وآتيت بعبارات مؤدبة شوية كان يمكن أن اتأمل في ما وصمتني به لكن نفسي في الغالب لا تقبل من الانسان الذي يحمل نفس المرض لذا المعذرة!!
وأنا ليستُ منتسبا للعلم ولا مدعيا له بل طويلب يستفيد من الجميع حتى من الذين يعانون من بعض المشاكل الدماغية! .
على العموم أرجو من أخي أحمد أن يستمر في اسلوبه الراقي في حواره وأثناء بحثه ولا ينجر لمثل هذه المداعبات الطفولية و التى تدل على ضعف في العقل وعبثية... والقرين الى المقارن ينسبُ !!! (( راجع البحث من أوله لو سمحت ))
تحياتي !!

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 156
- اشترك في: السبت مايو 14, 2005 10:32 am
أقول لك عندنا إن الجارح أولى من المعدل ((كيف وقد قيل ياابا العباس )) والقائل ثقة عدل ضابط !!!
لم أفهم المقصود ، أرجو التوضيح .
بيِّن لي ما هي المرويات التي تلقيتموها في الكلام عن أبي هريرة كابراً عن كابر ؟!!ولنا أن نختار ما يوافق ما نقل لنا بالتلك الاسانيد الموثقة وتلك السلاسل الذهبية الثابته عندنا ثبوت الجبال الرواسي والتى تلقييناها كابرا عن كابر
أخي الكريم / محمد :وأقول لك بحق لو أنك اتبعت اسلوبا غير هذا وآتيت بعبارات مؤدبة شوية كان يمكن أن اتأمل في ما وصمتني به لكن نفسي في الغالب لا تقبل من الانسان الذي يحمل نفس المرض لذا المعذرة!!
يعلم الله عز وجل أني لم أقصد إساءتك بما ذكرتُ بل هو زفرةٌ خرجت من القلب طالما عانيت منها في النقاش ، معك أو مع غيرك ، بل لا يكاد يخلو من هذه المشكلة إنسانٌ إلا من رحم الله ، كيف وأنا أجد ذلك أيضاً في نفسي ، وإخواني من السنة .
فمقصدي بكونه خطأً منتشراً بين طلبة العلم عامة ، ألصق من كوني أردتُ وصمك به .
ولذا أخي الكريم أرجو العفو منك .
وكلٌّ يدعي وصلاً بليلى وليلى لا تُقرُّ لهم بذاك .على العموم أرجو من أخي أحمد أن يستمر في اسلوبه الراقي في حواره وأثناء بحثه ولا ينجر لمثل هذه المداعبات الطفولية و التى تدل على ضعف في العقل وعبثية... والقرين الى المقارن ينسبُ !!!
ولو سألتك أخي الكريم أين المداعبات الطفولية في بحثي ، فما يكون جوابك ؟!!
ثم لماذا أعرضت عن انتقاداتي العلمية للبحث ، ولم تُجب عنها ، أو تُعرِّج عليها موافقةً أو مخالفة ؟1!!
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 199
- اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 2:29 pm
- مكان: مصر
تعقيب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الحبييب محمد الغيل
بارك الله فيك و جزاك خيرا . و دمت لنا عونا للباحثين عن الحقيقة . و أبقاك الله سندا و ذخرا . و هذا دوما عهدنا بك راجح العقل موفور العلم بليغ الحجة .
الأخ الكريم أبو العباس
تعقيبك على الجزء الأول لك عليه جزيل الشكر . لكن أسمح لى يا أخى بأنى لن أوجه لك كلاما ردا على ملاحظاتك أنما دحض نقاطك سيكون موجها للأخوة الكرام جميعا الذين ربما قد تكون قد شوشت ذهنهم بتلك التعليقات .
و ذلك كما سبق لى التعهد به و هو الألتزم بأدب الحوار و أنت يا أخى لا تزال ملتزما بأسلوب أستصغار المحاور و أستخدام الألفاظ البذيئة بوصف محاورك بالكذب و الجهل و ما إلى ذلك ..
عموما . مرحبا بك يا أخى وسط أخوانك و ردودك تلك التى طرحتها هنا على الأخوة . سيتم أبلاغ الأخوة بالرد عليها فعليك مشكورا بالبقاء ضمن صفوف الأخوة و الأستماع للردود . عسى الله أن يجمعنا و أياكم على الهدى .
الأخوة الكرام
شاركنا الأخ أبو العباس مشكورا ببعض التعليقات على الجزء الأول . و لما كان من أخلاقيات الحوار و أدبه ألا نستهين برأى محاور حتى لو أختلف معنا أو نستهزئ بالطرف الآخر . و لما كان من أدب الحوار ألا أستخدم ألفاظ بذيئة مع المحاور كما يفعل الأخ الكريم أبو العباس . فأليكم ردودا على ما طرحه عليكم الأخ أبو العباس :
قبل البدء :
أعتقد أن مشكلة الأخ الكريم أبو العباس أنه لم يقرأ البحث قراءة متأنية قبل الشروع فى التعليق عليه . حتى أننى أجده يعلق على أمور أنا أصلا لم أتعرض لها !! .
و أمور أخرى أعترض عليها بينما الرد عليها أصلا موجود فى البحث !! .
و أنا أحسن الظن به و لعله و الله أعلم أخذته الحمية فأندفع للرد قبل أن يقرأ بتمعن أو يستوعب المضمون .
الأخوة الكرام :
أرجو أن يكون تعقيب الأخ الكريم أبو العباس لم يبلبل ذهنكم . و هذا طبعا عهدى بكم .
ألتزاما مننا بروح الأخوة و الأدب سنعتبر تعقيبات الأخ أبو العباس كأنها أستفسارات عن نقاط ألتبست عليه .
و هذا طبعا هو غايتنا . أن نطرح الحقائق لمن تلتبس عليهم الحقائق و الشواهد الواضحة كأخينا الكريم أبو العباس .
1- الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
كنت أتمنى أن يقرأ الأخ الكريم أبو العباس البحث بتأنى قبل أن يعقب هذا التعقيب .
من قال أننى لم أكلف نفسى البحث عن صحتها أو ضعفها !!
و الدور على الأخ أبو العباس . فهلم بنا نسأله :
هل تتكرم أيها الأخ الكريم و تحدد لنا أيا من محتويات البحث من الروايات الضعيفة . و تبين لنا سبب ضعفها عندك أو عند قومك . عسى الله أن يجزيك عننا خيرا ؟
2- الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
كنت أتمنى أن يقرأ الأخ الكريم أبو العباس البحث بتأنى قبل أن يعقب هذا التعقيب .
طبعا كما ترون أيها الأخوة أنا لم أستند إلى من هب و دب من مؤرخين أو رواة .. و هذه هى مراجع البحث كما ذكرتها فى مواضعها :
صحيح البخاري - صحيح مسلم - سنن أبى داود
البداية و النهاية لأبن كثير - الطبقات الكبري لأبن سعد - سير أعلام النبلاء للذهبى
الأصابة فى تميز الصحابة - الكامل فى التاريخ لأبن الأثير - حلية الأولياء لأبى نعيم الأصبهانى
و من مراجع المعتزلة : نهج البلاغة - شرح أبن أبى الحديد المعتزلى
أمرا مؤسفا يا أخوانى أن يعتبر الأخ أبو العباس تلك النماذج السابقة من مراجع قومه أقوال ( مما هب و دب ) ! .
3- الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
هل بيننا يا أخوانى من لا يعرف أن معاوية أمر قائده بسر بن أرطأة بأنتزاع الحجاز من الخليفة الراشد الإمام علي فلما تم لهما ذلك عين أبو هريرة واليا على المدينة بأسم سيده معاوية ؟؟ . هل بيننا يا أخوان أصلا من يتوهم أن أبو هريرة لم يكن واقفا مع الأمويين ؟؟
و حتى جدلا ما وزن كلاما قاله أبو هريرة فى أسياده إن صح ذلك . و عمليا على أرض الواقع فهو واليا لهم و أحد عمالهم على المدينة يمنع بطبيعة حال الأمر أن تنفذ كلمة أمير المؤمنين الشرعى إلى تلك البقاع !!
عموما ... لا بأس يا أخوانى فإذا ذم أبو هريرة بنى أمية فهذا شيئا يسعدنا . و حتما إن فعل ذلك عن صدق نية لوجدنا لهذا الذم صدى عند المخالفين لبني أمية و لأتخذ مواقعه فى مراجعهم . و الكرة الآن فى ملعب الأخ الكريم أبو العباس :
هل تتكرم علينا يا أخى الكريم و تورد لنا نماذج من ذم أبو هريرة لبني أمية مستندا إلى مراجع زيدية ؟ . أو حتى شيعية بصفة عامة ؟ . أو حتى مراجع الأخوة المعتزلة ؟
فى الأنتظار .....
4- الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
كنت أتمنى أن يقرأ الأخ الكريم أبو العباس البحث بتأنى قبل أن يعقب هذا التعقيب .
طبعا يا أخوانى الأمر لا يقتصر على مجرد بنقل مرويات فى بطون الكتب . و يشهد الله أننى كم تحسرت على الأخ الكريم أبو العباس أن هذه النظرة الضيقة هى قصارى ما فهمه من البحث ! .
الأخوة الكرام .. طبعا أنا كلي ثقة فيكم بأن نظرتكم أعمق و أشمل من ذلك . و طبعا لا أقصد فقط الأخوة الأحباء محمد الغيل و واصل بن عطاء الذين شاركا عمليا . بل كافتكم قاطبة .
يا أخوانى خذوا هذا المثال العملي من البحث ذاته :
إذا أخذنا قطعة من( سير أعلام النبلاء ) أن أبو هريرة لحق بالنبي بعد خيبر .
ثم أخذنا قطعة آخرى من ( البداية و النهاية ) أنه لم يصحب النبي إلى عمرة القضاء إلا ن صد عن الحديبية ( و سابق علمنا أن أبو هريرة لم يشهد الحديبية طبعا )
ثم أخذنا قطعة آخرى من ( البداية و النهاية ) أن أبو هريرة خرج لمؤتة ( و سابق علمنا أن رسول الله لم يخرج )
ثم نعود و نأخذ قطعة من ( الأصابة فى تميز الصحابة ) بذهاب العلاء بن الحضرمى للبحرين سنة 8 هـ و صحبه أبو هريرة ..
صاحب العقل المنغلق ذو الأفق الضيق سيقول مثلا :
فماذا قدم للقارئ من جديد ؟ .. أنه مجرد مروياتٍ وقصصٍ اكتفى بكونها موجودةً في بطون الكتب .
أن صاحب الأفق الضيق فى هذه الحالة لم يفهم ما فهمناه نحن جميعا ....
طبعا يا أخوانى كما فهمنا ليس الغرض مجرد أقتباس 4 قطع مختلفة من عدة مصادر معتبرة . بل الغرض تركيب القطع الأربعة للوصول لمنتج تتفاعل فيه القطع الأربعة لتكمل صورة أشمل . تماما كما يعرف بلعبة ( البازل Puzzle ) . تأتى بأجزاء متفرقة من صورة لا رابط بينهم و عند ترتيبهم تظهر لك صورة جديدة متكاملة ..... فإذا عرفنا أن أبو هريرة لحق بالنبي بعد خيبر صفر سنة 7 هـ . و فى ذى القعدة خرج النبي لعمرة القضاء مع من صد معه يوم الحديبية . و فى جمادى الأولى سنة 8 هـ خرج لمؤتة بينما النبي بقى فى المدينة . و قبل رمضان 8 هـ ذهب العلاء بن الحضرمى للبحرين و كان معه أبو هريرة . و سنة 11 هـ توفى النبي ...فتتفاعل تلك الأحداث التاريخية الأربعة لتمنح للباحث المتمعن المتفحص منتجا جديدا هو أن أبو هريرة لم يصحب الرسول 3 سنوات كما يروى العامة و ملازما له ملازمة لصيقة كما قال ذلك عن نفسه بل مجرد أشهر مبعثرة بين سنتى 7 و 8 هـ
5- الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
كنت أتمنى أن يقرأ الأخ الكريم أبو العباس البحث بتأنى قبل أن يعقب هذا التعقيب .
ليت الأخ الكريم أبو العباس قد قرأ حتى عنوان الفقرة بتمعن !
العنوان كان (أبو هريرة ..و دوره فى خدمة الفئة الباغية فى صراعها ضد الإمام علي ) .. فمحتوى الفقرة يدور حول نقطة محددة هى دور أبو هريرة فى تأييد الفئة الباغية فى صراعها مع الخليفة الإمام علي نفسه ( 35 – 40 هـ ) !!
هل سمعنى أحد أيها الأخوة ذكرت شيئا عن آل البيت ؟؟!!!
أنا لم أتعرض للعلاقة بين أبو هريرة و آل البيت على الأطلاق !!!
يا أخوانى .. حتى لو فرض جدلا أن لأبى هريرة أقوالا ما أو أفعالا ما تنم على شعور أيجابي منه تجاه أبن الإمام علي الإمام الحسن بن علي عليه السلام .. و أقول جدلا لأن الأخ الكريم مشكورا قال صراحة (ومن المعلوم أن في الآثار والتاريخ ما هو صحيحٌ ، وما هو ضعيفٌ ، وما هو باطلٌ موضوع ) . فهل هذا ينفى ثبوت وقوفه فى المعسكر المعادي لأبيه الإمام علي أثناء صراعه مع الفئة الباغية ؟ ..
و الإمام علي نفسه كان له مواقف متباينة ما بين ودية و عدائية مع أشخاص و أبناءهم و من ذلك :
- المقداد بن الأسود رضى الله عنه . كان من أخلص المؤيدين للإمام علي . و له موقفا مؤيدا له فى أحداث الشورى
- عبد الله بن المقداد بن الأسود . كان معاديا للإمام علي و خرج لقتاله يوم الجمل و فيه قتل
عموما .. نحن طبعا يسعدنا أن يكون لأبو هريرة موقفا أيجابيا من دفن الإمام الحسن كما قال الأخ الكريم أبو العباس .. و قد تفقدت مكتبتى فور مشاركته بهذه المعلومة القيمة .. لكنى للأسف لم أجد لها أثرا فى مراجعنا المعتبرة التى تناولت وفاة الإمام الحسن عليه السلام :
- مقاتل الطالبيين – لأبى الفرج الأصفهانى ( 284 – 356 هـ )
- المصابيح – للإمام أبو العباس أحمد بن أبراهيم ( 353 هـ )
- الأفادة فى تاريخ الأئمة السادة – للإمام الناطق بالحق ( 340 – 424 هـ )
و الكرة الآن فى ملعب الأخ الكريم أبو العباس :
هل تتكرم علينا يا أخى الكريم و تورد لنا موقف أبو هريرة من دفن الإمام الحسن مستندا إلى مراجع زيدية ؟ . أو حتى شيعية بصفة عامة ؟ . أو حتى مراجع الأخوة المعتزلة ؟
فى الأنتظار .....
6- الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
كنت أتمنى أن يقرأ الأخ الكريم أبو العباس البحث بتأنى قبل أن يعقب هذا التعقيب .
ببساطة لأنى سبق لى فعلا ذكر سابق جوعه و فقره !!
فذكرت أنه كان من أهل الصفة . و أنه روى عن نفسه أنه كان يأتى بحركات جنونية للتعبير عن جوعه عسى أن يطعمه أحد .
الأهم من ذلك يا أخوانى ... أيه زهد يقصده الأخ الكريم أبو العباس ؟؟
فالمفهوم أنه لا زهد مع فقر !! بل الزهد مع وفرة النعم . .. فالمعدم لا يعد حرمانه زهدا فهو أصلا لا يملك ما يزعم أنه يزهد فيه !! . بل الزاهد من أقبلت عليه نعم الدنيا من مال أو منصب أو نفوذ فقال لها ( يا دنيا غري غيري )
7- الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
كنت أتمنى أن يقرأ الأخ الكريم أبو العباس البحث بتأنى قبل أن يعقب هذا التعقيب
هل فهم أحدا منكم يا أخوانى إننى ذممت فقرا ؟؟!!! . ناهيكم طبعا أن الأخ الكريم أبو العباس أصلا لم يفهم ما مفهوم الزهد !
طبعا يا أخوان كما رأيتم جميعا أن نقدى ليس كان لفقره فالغنى هو الله وحده . بل أصطناع الجنون لتسول الطعام . و هذا طبعا ما يشين كرامة المسلم .
8- الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
طبعا ألتزاما مننا بأدب الحوار سنضرب صفحا عن الألفاظ البذيئة ..
للأسف يا أخوانى أننا فى حياتنا الواقعية نجد تلك النماذج ضيقة الأفق . طبعا أيها الأخوة هناك فرق بين فحص و نقد شخصية عامة أو تاريخية فحصا علميا منهجيا مبديا رأيا سواء مؤيد أو معارض . و بين تجاذب أطراف الحوار حول أحد الجيران على مقهى مثلا ..
فالشخصية العامة و هى الشخصية التى تصرفاتها و سلوكها أثرت أو تؤثر فى المجتمع أصبحت ملكا عاما للمجتمع التى تنتمى إليه و تؤثر فيه . فمثلا إذا أردت أن تنتقد دور كوفى عنان سكرتير الأمم المتحدة المنحاز لإسرائيل مثلا . فطبعا لن تجد عاقلا يقول لك أن نقدك هذا غيبة للرجل فى غيبته !! أو عليك أن تذهب إلى نيويورك لتقول له رأيك فى شخصيته فى وجهه !!
أو مثلا أنك لا تستطيع أن تنتقد دور شخصية تاريخية عامة كدور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى النكسة أو حرب اليمن . لأن الرجل مات و لعله قد حط رحاله فى الجنة !!
9- الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
كنت أتمنى أن يقرأ الأخ الكريم أبو العباس البحث بتأنى قبل أن يعقب هذا التعقيب ..
طبعا الأستدلال لا يسقط . و مثاله لا ينطبق بأى وجه على حالة البحث
طبعا الأشتهار بالكنية أمرا شائعا سائغا و لا ضير . و يمكن أن تضاف لنماذج الصحابة الكرام الذين ذكرهم أيضا أبو أيوب الأنصاري و أبو طالب و عبد المطلب جد النبي .
لكن أنه من المعروف لدى أصغر أصغر صغار المطلعين على التاريخ أنه لا وجه لتشبيه مصيبة حال أبو هريرة بهؤلاء الصحابة الكرام رضى الله عنهم . فحسنا قد يشتهر صحابي بكنيته .. لكن هل فى النماذج التى أوردها الأخ الكريم أبو العباس أو حتى غيرها نجد :
هل منهم من أختلف الناس فيما يربو على 30 أسما مختلفا متباينا له سواء قبل أسلامه أو حتى بعده أيضا
هل منهم من أتهمه معاصروه بالكذب فى حياته أو ضرب بيده على جبهته فقال : ألا إنكم تحدثون أنى أكذب على رسول الله لتهتدوا و أضل
هل منهم من طالت مجالسته ليهودي كان سببا فى دخول الإسرائيليات للأمة
هل منهم من زعم أنه نال العلم بمعجزة خارقة
و الأهم من ذلك :
هل منهم من قدم للأمة آلاف الروايات . و شهد بأنه أنما ينقلها عن نبي هذه الأمة
يا أخوانى ... أبسط مثال .. إذا ذهب رجلا عاديا ليشهد أمام القاضى فأول ما يسأله القاضى كما نحفظ جميعا ( ما أسمك ) . فما بالكم بمن جاء يشهد عن آلاف الأحاديث إن كذب فى واحدا فقط كان ذلك كفيلا بتبوء مقعدا فى النار . فنسأل هذا الشاهد عرف لنا نفسك فيقول أسمى عمير أو برير أو عامر أو سكين أو سعد أو عبد شمس أو عبد ياليل .... ألخ ألخ و أنا أبن عامر أو دومة أو عشرقة أو الحارث أو عائذ ... ألخ ألخ !!! أبن عبد ذى الشرى أو عبد غنم أو .....ألخ ألخ
عموما يا أخوانى .. الكرة الآن فى ملعب الأخ الكريم أبو العباس :
الخليفة أبو بكر الصديق : هو عبد الله بن أبى قحافة عثمان بن عامر بن كعب
الصحابي أبو دجانة رضى الله عنه : هو سماك بن خرشة بن لوذان . أو سماك بن أوس بن خرشة بن لوذان .
الصحابي أبو عبيدة رضى الله عنه : هو عامر بن عبد الله بن الجراح
الصحابي أبو الدرداء رضى الله عنه : هو عويمر بن زيد بن قيس بن أسد
و السؤال لك يا أخى الكريم سؤالا مباشرا محددا :
ما هو أسم أبو هريرة الحقيقى أسوة بنماذج الصحابة الكرام الذين شبهت حالتهم بحالته ؟
إذا أخبرتنا بحقيقة أسمه فحسنا فعلت و جزاك الله خيرا .و لا شأن لك بمدى أهمية أو حاجتنا معرفة أسمه الحقيقى فهذا شأن يخصنا . أجب الأجابة الصحيحة و لا شأن لك بأهمية الأجابة عندنا . و إن لن تستطيع فلا بأس و جاوبنا على السؤال الآخر :
فلماذا إذا نجده الوحيد الذى لا نستطيع أن نجزم بحقيقة هويته ؟
10 - الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
طبعا ألتزاما مننا بأدب الحوار سنضرب صفحا عن الألفاظ الأستهزائية ..
كنت أتمنى أن يقرأ الأخ الكريم أبو العباس البحث بتأنى قبل أن يعقب هذا التعقيب
السبب بسيط جدا ..
فالصحابة رضوان الله عليهم على عهد رسول الله لم يكن بينهم أبو هريرة سوى شخصية لا وزن لها . شخصا عاديا جدا و ربما أقل من العادي . مجرد سائقا للبهائم يدب عليه القمل كما وصف نفسه . فهو لم يكن من الذين عرفوا بالأقدام فى الجهاد و لا بالشجاعة و لا يعد من الدهاة و كان أميا جاهلا . و أين هو أصلا بين طبقات الصحابة الأثنى عشر طبقة !
- و كان الصحابة يرونه مجنونا . فيقول عن نفسه :
رأيتني لأخر فيما بين المنبر و حجرة عائشة مغشيا على فيجئ الجائى فيضع رجله على عنقى و يرى أنى مجنون و ما بى جنون الا الجوع
كما يؤخذ فى الأعتبار أن أبو هريرة كان شخصية لا وزن لها فى كافة مراحل الصراع أو تعارض أو تشابك المصالح . فهو لم يكن من أهل الحل و العقد . و لا أثر له فى شتى المواقف المصيرية فلا أثر له فى السقيفة أو الشورى أو بيعة خليفة و لا جمع قرآن . ولاه الخليفة عمر البحرين و لم يلبث أن أتهمه بالأختلاس و صادر ما كنزه . و أخيرا أنضم للفئة الباغية مؤيدا لها . و قد أنتصرت الفئة الباغية و التاريخ يكتبه المنتصرون . و لما عجز البشر فى جعل الحق قوة صارت القوة حقا ...
11- الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس لما أثبتنا عمليا علميا أن أبو هريرة رجل مجهول الأصل غامض النسب :
كنت أتمنى أن يقرأ الأخ الكريم أبو العباس البحث بتأنى قبل أن يعقب هذا التعقيب
فواضح من كلام الأخ الكريم أبو العباس أنه لم يفهم مقصودى من الجهالة التى أثبتها لكم . فللأسف الأخ الكريم أبو العباس يبدو أنه بمجرد وقعت عينه على كلمة ( مجهول ) قفز إلى ذهنه تعريف المجهول فى علم الحديث مثلا أو الجرح و التعديل . و هذا يذكرنى بزملاء الدراسة عندما كنا نصنفهم ( حافظ أم فاهم ) ! .. طبعا أنا لم أقصد ذلك .. و الواضح أيضا أن من شارك فى الحوار غيري الأخوة محمد الغيل و واصل بن عطاء أنهما فهما المراد الصحيح ..
يا أخوانى .. ليس أبو هريرة هو النموذج الوحيد للمشهور الغامض المجهول الأصل ..
سأضرب لكم مثالا آخر .. كنت أفضل أن يكون مثلا لشخصية من تاريخنا الإسلامى أيضا . لكنه طبعا كما نعلم أن أبو هريرة لعله هو الشخصية النادرة المجهولة الغامضة فى تاريخنا . فرأيت أن أضرب لكم مثالا من تاريخ بلدي مصر لأشهر مجهول فى التاريخ المصري :
فى سنة 3200 قبل الميلاد توج الفرعون نعرمر جهوده أسلافه الفراعنة خاصة الملك العقرب بتوحيد شطري مصر ...
ألم تلاحظوا فى سرد الأسماء شيئا ؟ ... أنه الأسم الوحيد الذى أمكن للقارئ العربي فهم معناه.. و أعنى به الملك العقرب
فهذا الملك معروفا لنا جهوده الحربية فى الصراع مع الشماليين و البدو كونه سلفا للفرعون نعرمر .
و هو شخصية مشهورة عند المتناولين للتاريخ المصري ..
بل و المثير أنه منذ سنوات قريبة قدمت السينما العالمية فيلما تدور أحداثه خلال تلك الحقبة فى منطقة الهلال الخصيب فتم أختيار أسم هذا الفيلم ( الملك العقرب ) على أسم هذا الفرعون لشهرته رغم أن الفيلم لا علاقة له بمصر !
فهو شخصية حقيقة مشهورة ... لكنه أيضا شخصية غامضة مجهولة التفاصيل !
حتى الآن نحن نجهل حتى أسم هذا الفرعون ؟!
حتى الآن لا نعرف له موضعا لمقبرة ؟!
حتى الآن لا نعرف ما هى علاقته بخليفته الفرعون نعرمر ؟!
فهو شخص كان له وجودا حقيقيا حقا . لكننا لا نعرف له أسما سواء شخصيا أو ملكيا فأطلق عليه أسم العقرب لأنه رمز لنفسه برمز العقرب فى نقوشه .
فهو شخصية حقيقة مشهورة ..لكن إذا ما قرأت تاريخ تلك الشخصية ستقف كثيرا أمام كلمة ( يبدو ) أو ( ربما ) .
فهو شخصية مشهورة .. و أيضا مجهولة التفاصيل لنا إلا من النذر اليسير
هذا طبعا مجرد مثال لتوضيح كيفية غموض و جهالة حال شخصية مشهورة ..
و أنا لست على أستعداد لدخول مناظرات أو مجادلات حول الملك العقرب و علاقته بأبى هريرة !!!!
12 - الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس عن مدى شهرة أبو هريرة :
معروفا أيضا للجن !!!!! ....
أنه حقا أمرا مثيرا مشوقا أن نعرف كيف أشتهر أبو هريرة عند الجن ؟؟
هل زارهم . أم زاروه هم ؟
و هل الجن أيضا لا يعرفون ما هو أسمه الحقيقى ؟ أم بطريقة ما توصلوا لحل هذا اللغز ؟
و الكرة الآن فى ملعب الأخ الكريم أبو العباس :
هل تتكرم علينا يا أخى الكريم و تورد لنا كيف ثبت عندك أو عند قومك أن أبو هريرة كان مشهورا بين الجن ؟
فى الأنتظار .....
13- الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
كنت أتمنى أن يقرأ الأخ الكريم أبو العباس البحث بتأنى قبل أن يعقب هذا التعقيب
الرد على هذه النقطة تم تغطيته ضمنيا خلال ردي على النقطة رقم 9 فيرجى الرجوع إليها
فطبعا نحن لا نهتم بالتيقن من شخصية الألوف الذين وفدوا على رسول الله ..
و تقصي ماضيهم أمرا لا وزن له و ليس له أية فائدة عملية علمية ..
و قد يكون الرجل فى جاهليته ممعنا فى الرزائل و صار بعد أسلامه على الصراط المستقم ..
و هؤلاء الألوف قدموا على رسول الله ثم أنصرفوا فى أمان الله إلى ديارهم و مياههم
لكن ... إذا قفز علينا رجلا من هؤلاء الوافدين بعد حين :
و أتهمه معاصروه بالكذب فى حياته . حتى قال عن نفسه : ألا إنكم تحدثون أنى أكذب على رسول الله لتهتدوا و أضل
و أطال الجلوس مع يهودي كان سببا فى دخول الإسرائيليات للأمة
و زعم أنه نال العلم بمعجزة خارقة
و روى عن نفسه فضائل و عجائب حتى أنه مشى على الماء و تجاذب الحديث مع الشيطان
و الأهم من ذلك :
جاء ليقدم للأمة آلاف الروايات . و شهد بأنه أنما ينقلها عن نبي هذه الأمة
فطبعا نحن الآن أمام حالة خاصة . فهذه الشخصية ليست كالألوف الذين جاءوا و أنصرفوا و كما يقول المثل ( كفى خيرهم شرهم ) . و لنا أن نسأله ما هو سر تمويه أسمك و أسم أبيك ؟ لماذا تكتفى بأن تخبرنا بأنك دوسي و السلام . فالأحتمالات كلها واردة . و القاعدة الجنائية تقول ( أبحث عن المستفيد ) ما هى أستفادة شخص فى تعمد أخفاء أسمه و أسم أبيه ... الله أعلم ؟؟
14 - الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
كنت أتمنى أن يقرأ الأخ الكريم أبو العباس البحث بتأنى قبل أن يعقب هذا التعقيب
لقد بدءت ألحظ من مشاركات الآخرى أيضا أن الأخ الكريم أبو العباس كلما تختلط عليه الأمور أو يلتبس عليه فهم أمرا يسرع بأن يقول للأخوة أنه وجد تناقضا !
يا أخوانى .. إذا قلت زيد قصير . ثم قلت زيد طويل . فهذا ما يسمى تناقضا . لأستحالة الجمع بين النقيضين
أما إذا قلت زيد من مصر . ثم قلت زيد هذا فى بلده لا يعرف له أحدا أصلا أو بيانات . فهذا لا يسمى تناقضا . لأمكانية الجمع بينهما
أما المثير يا أخوانى أن تلك المعلومات التافهة التى لا تتعدى سطرا واحدا و يراها الأخ الكريم معرفة وفيرة .
و بالمناسبة فحتى هذه الترجمة المستفيضة التى لا تتعدى السطر الواحد قمت أنا شخصيا بالتوصل لجزء منها ! . فطبعا أنتم يا أخوانى تعلمون أن التقويم الهجري لا نجد فيه سنة كذا قبل الهجرة ق هـ كما الحال فى التقويم الميلادى ق م . و لما كنت أحاول أن أجد شيئا عن تاريخ هذا الشخص المجهول فحسبت أنا سنة ميلاده . فقد مات سنة 59 هـ و كان عمره يناهز حوالى 78 – 80 سنة فيكون قد ولد تقريبا سنة 21 ق هـ .
15 – و أخيرا يا أخوانى ...
نقل الأخ الكريم أبو العباس كلاما عن الإمام المنصور بالله عليه السلام فى شرحه للأربعين السيلقية . و هو كلاما عاما . جزء كبير منه أصلا ورد فى البحث !!! .. فنقل عن الإمام المنصور بالله ( 561 – 614 هـ ) ما تداولته الأمة بصفة عامة أنه مختلف على أسمه . و أنه من أهل الصفة . و أنه يكثر الرواية .....
و أعتبر الأخ الكريم أبو العباس أن لأبى هريرة كرما و سؤدا لأنه من قبيلة دوس ! . فحتى إن روى أن أهل بلدا ما أهل كرم و سؤؤد . فهل هذا معناه أن كل فرد فى هذا البلد يتمتع بهذه الصفة ؟
و خذوا هذا المثال :
نحن نسمع ونقر بأمانة الأخوة السودانيين . فأنتشر بين الناس وصف السودانيين بالأمانة و يكاد مثلا أن يكون محل إجماع من الناس .... لكن لو قام أحد السودانيين بسرقة ما ثم قام محاميه ليحتج في براءته بأنه من الشعب السوداني الذى يتصف بالأمانة لكان هذا المحامي محل سخرية ! لأن الثناء على الشعب السوداني و وصفه بالأمانة لا يعني هذا اتصاف كل أفراد ذلك الشعب بالأمانة .
و لو كان الأخ الكريم أبو العباس قد قرأ أصلا كتاب ( الأربعون حديثاً السيلقية ) لوجد في مقدمة الكتاب بيان واضح بأن أبو هريرة هو من المجروحين عندنا :
تحت عنوان ( العلة في الرواية عن بعض المجروحين ) :
وقد يقول القائل إن بعض هذه الأحاديث مروية عن بعض المجروحين لدينا كمعاوية بن أبي سفيان في الحديث الثاني والثلاثين، وأبي موسى الأشعري في الحديث العاشر، وأبي هريرة في سبعة منها.
والجواب هو:
أن الرواية عن أي شخص لا تعني بالضرورة تعديله أو قبوله؛ فلذا أورد بعض أئمتنا روايات عن بعض من لا يوثقونه كمن تقدم وغيرهم ممن ظهر جرحه وبان أمره. قال الإمام الهادي عليه السلام: (وإنما احتججنا بأخبار العامة قطعاً لحججهم بما رواه ثقاتهم) وأما أحاديث الترغيب والترهيب فإنه قد تسوهل فيها حسب قواعد المحدثين. قال الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة عليه السلام معللا الرواية عن معاوية بن أبي سفيان ومن سار بسيرته: (وإنما قبلنا الرواية عنه لأنها في حال ستره قبل انكشاف أمره ولأن الحكمة ضالة المؤمن يأخذها من كل من وجدها معه ولأن الحديث مما يتعلق بالوعظ والتخويف وقد رواه غيره أيضاً والحق يقبل من حيث ورد).
أنتهى .
و يمكنكم الأطلاع الرابط التالى الذى تجدوا فيه بعضا من آراء الزيدية فى أبى هريرة :
http://al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=1788
عموما يا أخوانى ...
خلال تداولنا للنقاط التى ألتبس فهمها على الأخ الكريم أبو العباس . أعتقد أننا الآن فى أنتظار أجوبة منه على أسئلة تتبادر للذهن أشارنا إليها و هى :
1- ما هو أسم أبو هريرة الحقيقى أسوة بنماذج الصحابة الكرام الذين شبهت حالتهم بحالته ؟
إذا أخبرتنا بحقيقة أسمه فحسنا فعلت و جزاك الله خيرا .و لا شأن لك بمدى أهمية أو حاجتنا معرفة أسمه الحقيقى فهذا شأن يخصنا . أجب الأجابة الصحيحة و لا شأن لك بأهمية الأجابة عندنا . و إن لن تستطيع فلا بأس و جاوبنا على السؤال الآخر :
فلماذا إذا نجده الوحيد الذى لا نستطيع أن نجزم بحقيقة هويته ؟
2- هل تتكرم علينا يا أخى الكريم و تورد لنا كيف ثبت عندك أن أبو هريرة كان مشهورا بين الجن ؟
3- هل تتكرم علينا يا أخى الكريم و تورد لنا نماذج من ذم أبو هريرة لبني أمية مستندا إلى مراجع زيدية ؟ . أو حتى شيعية بصفة عامة ؟ . أو حتى مراجع الأخوة المعتزلة ؟
4- هل تتكرم علينا يا أخى الكريم و تورد لنا موقف أبو هريرة من دفن الإمام الحسن مستندا إلى مراجع زيدية ؟ . أو حتى شيعية بصفة عامة ؟ . أو حتى مراجع الأخوة المعتزلة ؟
و فى أنتظار ردكم بفارغ الصبر آملين و راجين من المولى عز و جل أن يكون ملتزما بأدب الحوار
و السلام عليكم
الأخ الحبييب محمد الغيل
بارك الله فيك و جزاك خيرا . و دمت لنا عونا للباحثين عن الحقيقة . و أبقاك الله سندا و ذخرا . و هذا دوما عهدنا بك راجح العقل موفور العلم بليغ الحجة .
الأخ الكريم أبو العباس
تعقيبك على الجزء الأول لك عليه جزيل الشكر . لكن أسمح لى يا أخى بأنى لن أوجه لك كلاما ردا على ملاحظاتك أنما دحض نقاطك سيكون موجها للأخوة الكرام جميعا الذين ربما قد تكون قد شوشت ذهنهم بتلك التعليقات .
و ذلك كما سبق لى التعهد به و هو الألتزم بأدب الحوار و أنت يا أخى لا تزال ملتزما بأسلوب أستصغار المحاور و أستخدام الألفاظ البذيئة بوصف محاورك بالكذب و الجهل و ما إلى ذلك ..
عموما . مرحبا بك يا أخى وسط أخوانك و ردودك تلك التى طرحتها هنا على الأخوة . سيتم أبلاغ الأخوة بالرد عليها فعليك مشكورا بالبقاء ضمن صفوف الأخوة و الأستماع للردود . عسى الله أن يجمعنا و أياكم على الهدى .
الأخوة الكرام
شاركنا الأخ أبو العباس مشكورا ببعض التعليقات على الجزء الأول . و لما كان من أخلاقيات الحوار و أدبه ألا نستهين برأى محاور حتى لو أختلف معنا أو نستهزئ بالطرف الآخر . و لما كان من أدب الحوار ألا أستخدم ألفاظ بذيئة مع المحاور كما يفعل الأخ الكريم أبو العباس . فأليكم ردودا على ما طرحه عليكم الأخ أبو العباس :
قبل البدء :
أعتقد أن مشكلة الأخ الكريم أبو العباس أنه لم يقرأ البحث قراءة متأنية قبل الشروع فى التعليق عليه . حتى أننى أجده يعلق على أمور أنا أصلا لم أتعرض لها !! .
و أمور أخرى أعترض عليها بينما الرد عليها أصلا موجود فى البحث !! .
و أنا أحسن الظن به و لعله و الله أعلم أخذته الحمية فأندفع للرد قبل أن يقرأ بتمعن أو يستوعب المضمون .
الأخوة الكرام :
أرجو أن يكون تعقيب الأخ الكريم أبو العباس لم يبلبل ذهنكم . و هذا طبعا عهدى بكم .
ألتزاما مننا بروح الأخوة و الأدب سنعتبر تعقيبات الأخ أبو العباس كأنها أستفسارات عن نقاط ألتبست عليه .
و هذا طبعا هو غايتنا . أن نطرح الحقائق لمن تلتبس عليهم الحقائق و الشواهد الواضحة كأخينا الكريم أبو العباس .
1- الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
و الرد أيها الأخوة :فالباحث لم يتعرض لأي نقلٍ نقله عن هذا الصحابي بالحكم عليه بالصحة أو الضعف ، بل أورد من الآثار والروايات والقصص التاريخية ، مما يطعن في الصحابي ، بدون أن يكلف نفسه البحث عن صحتها أو ضعفها .
كنت أتمنى أن يقرأ الأخ الكريم أبو العباس البحث بتأنى قبل أن يعقب هذا التعقيب .
من قال أننى لم أكلف نفسى البحث عن صحتها أو ضعفها !!
و الدور على الأخ أبو العباس . فهلم بنا نسأله :
هل تتكرم أيها الأخ الكريم و تحدد لنا أيا من محتويات البحث من الروايات الضعيفة . و تبين لنا سبب ضعفها عندك أو عند قومك . عسى الله أن يجزيك عننا خيرا ؟
2- الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
و الرد أيها الأخوة :بل بنى الأحكام جميعها على ما ذكره المؤرخون والرواة ، مما هبَّ ودبَّ .
كنت أتمنى أن يقرأ الأخ الكريم أبو العباس البحث بتأنى قبل أن يعقب هذا التعقيب .
طبعا كما ترون أيها الأخوة أنا لم أستند إلى من هب و دب من مؤرخين أو رواة .. و هذه هى مراجع البحث كما ذكرتها فى مواضعها :
صحيح البخاري - صحيح مسلم - سنن أبى داود
البداية و النهاية لأبن كثير - الطبقات الكبري لأبن سعد - سير أعلام النبلاء للذهبى
الأصابة فى تميز الصحابة - الكامل فى التاريخ لأبن الأثير - حلية الأولياء لأبى نعيم الأصبهانى
و من مراجع المعتزلة : نهج البلاغة - شرح أبن أبى الحديد المعتزلى
أمرا مؤسفا يا أخوانى أن يعتبر الأخ أبو العباس تلك النماذج السابقة من مراجع قومه أقوال ( مما هب و دب ) ! .
3- الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
و الرد أيها الأخوة :فهو مثلاً يتحدث عن موقف أبي هريرة مما يوهم وقوفه مع الأمويين دون أن يذكر كلام أبي هريرة فيهم ، من الروايات التي تبين معارضته لهم ، وذمه لأعمالهم
هل بيننا يا أخوانى من لا يعرف أن معاوية أمر قائده بسر بن أرطأة بأنتزاع الحجاز من الخليفة الراشد الإمام علي فلما تم لهما ذلك عين أبو هريرة واليا على المدينة بأسم سيده معاوية ؟؟ . هل بيننا يا أخوان أصلا من يتوهم أن أبو هريرة لم يكن واقفا مع الأمويين ؟؟
و حتى جدلا ما وزن كلاما قاله أبو هريرة فى أسياده إن صح ذلك . و عمليا على أرض الواقع فهو واليا لهم و أحد عمالهم على المدينة يمنع بطبيعة حال الأمر أن تنفذ كلمة أمير المؤمنين الشرعى إلى تلك البقاع !!
عموما ... لا بأس يا أخوانى فإذا ذم أبو هريرة بنى أمية فهذا شيئا يسعدنا . و حتما إن فعل ذلك عن صدق نية لوجدنا لهذا الذم صدى عند المخالفين لبني أمية و لأتخذ مواقعه فى مراجعهم . و الكرة الآن فى ملعب الأخ الكريم أبو العباس :
هل تتكرم علينا يا أخى الكريم و تورد لنا نماذج من ذم أبو هريرة لبني أمية مستندا إلى مراجع زيدية ؟ . أو حتى شيعية بصفة عامة ؟ . أو حتى مراجع الأخوة المعتزلة ؟
فى الأنتظار .....
4- الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
و الرد أيها الأخوة :وإذا بنى الباحثُ أحكامَه على مروياتٍ وقصصٍ اكتفى بكونها موجودةً في بطون الكتب ، فأي ثقةٍ يريد من القارئ أن يهبها له ؟!!
كنت أتمنى أن يقرأ الأخ الكريم أبو العباس البحث بتأنى قبل أن يعقب هذا التعقيب .
طبعا يا أخوانى الأمر لا يقتصر على مجرد بنقل مرويات فى بطون الكتب . و يشهد الله أننى كم تحسرت على الأخ الكريم أبو العباس أن هذه النظرة الضيقة هى قصارى ما فهمه من البحث ! .
الأخوة الكرام .. طبعا أنا كلي ثقة فيكم بأن نظرتكم أعمق و أشمل من ذلك . و طبعا لا أقصد فقط الأخوة الأحباء محمد الغيل و واصل بن عطاء الذين شاركا عمليا . بل كافتكم قاطبة .
يا أخوانى خذوا هذا المثال العملي من البحث ذاته :
إذا أخذنا قطعة من( سير أعلام النبلاء ) أن أبو هريرة لحق بالنبي بعد خيبر .
ثم أخذنا قطعة آخرى من ( البداية و النهاية ) أنه لم يصحب النبي إلى عمرة القضاء إلا ن صد عن الحديبية ( و سابق علمنا أن أبو هريرة لم يشهد الحديبية طبعا )
ثم أخذنا قطعة آخرى من ( البداية و النهاية ) أن أبو هريرة خرج لمؤتة ( و سابق علمنا أن رسول الله لم يخرج )
ثم نعود و نأخذ قطعة من ( الأصابة فى تميز الصحابة ) بذهاب العلاء بن الحضرمى للبحرين سنة 8 هـ و صحبه أبو هريرة ..
صاحب العقل المنغلق ذو الأفق الضيق سيقول مثلا :
فماذا قدم للقارئ من جديد ؟ .. أنه مجرد مروياتٍ وقصصٍ اكتفى بكونها موجودةً في بطون الكتب .
أن صاحب الأفق الضيق فى هذه الحالة لم يفهم ما فهمناه نحن جميعا ....
طبعا يا أخوانى كما فهمنا ليس الغرض مجرد أقتباس 4 قطع مختلفة من عدة مصادر معتبرة . بل الغرض تركيب القطع الأربعة للوصول لمنتج تتفاعل فيه القطع الأربعة لتكمل صورة أشمل . تماما كما يعرف بلعبة ( البازل Puzzle ) . تأتى بأجزاء متفرقة من صورة لا رابط بينهم و عند ترتيبهم تظهر لك صورة جديدة متكاملة ..... فإذا عرفنا أن أبو هريرة لحق بالنبي بعد خيبر صفر سنة 7 هـ . و فى ذى القعدة خرج النبي لعمرة القضاء مع من صد معه يوم الحديبية . و فى جمادى الأولى سنة 8 هـ خرج لمؤتة بينما النبي بقى فى المدينة . و قبل رمضان 8 هـ ذهب العلاء بن الحضرمى للبحرين و كان معه أبو هريرة . و سنة 11 هـ توفى النبي ...فتتفاعل تلك الأحداث التاريخية الأربعة لتمنح للباحث المتمعن المتفحص منتجا جديدا هو أن أبو هريرة لم يصحب الرسول 3 سنوات كما يروى العامة و ملازما له ملازمة لصيقة كما قال ذلك عن نفسه بل مجرد أشهر مبعثرة بين سنتى 7 و 8 هـ
5- الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
و الرد أيها الأخوة :ويتحدث عن موقفه من عليٍ عليه السلام ، وآل البيت مصوراً أنه وقف ضدهم ، حتى جعله صنيعة الأمويين !! دون ذكر أنه من أكثر من روى فضائلهم ، وموقفه من دفن الحسن ، وتبرأه من مؤذاته ...كما سيأتي
كنت أتمنى أن يقرأ الأخ الكريم أبو العباس البحث بتأنى قبل أن يعقب هذا التعقيب .
ليت الأخ الكريم أبو العباس قد قرأ حتى عنوان الفقرة بتمعن !
العنوان كان (أبو هريرة ..و دوره فى خدمة الفئة الباغية فى صراعها ضد الإمام علي ) .. فمحتوى الفقرة يدور حول نقطة محددة هى دور أبو هريرة فى تأييد الفئة الباغية فى صراعها مع الخليفة الإمام علي نفسه ( 35 – 40 هـ ) !!
هل سمعنى أحد أيها الأخوة ذكرت شيئا عن آل البيت ؟؟!!!
أنا لم أتعرض للعلاقة بين أبو هريرة و آل البيت على الأطلاق !!!
يا أخوانى .. حتى لو فرض جدلا أن لأبى هريرة أقوالا ما أو أفعالا ما تنم على شعور أيجابي منه تجاه أبن الإمام علي الإمام الحسن بن علي عليه السلام .. و أقول جدلا لأن الأخ الكريم مشكورا قال صراحة (ومن المعلوم أن في الآثار والتاريخ ما هو صحيحٌ ، وما هو ضعيفٌ ، وما هو باطلٌ موضوع ) . فهل هذا ينفى ثبوت وقوفه فى المعسكر المعادي لأبيه الإمام علي أثناء صراعه مع الفئة الباغية ؟ ..
و الإمام علي نفسه كان له مواقف متباينة ما بين ودية و عدائية مع أشخاص و أبناءهم و من ذلك :
- المقداد بن الأسود رضى الله عنه . كان من أخلص المؤيدين للإمام علي . و له موقفا مؤيدا له فى أحداث الشورى
- عبد الله بن المقداد بن الأسود . كان معاديا للإمام علي و خرج لقتاله يوم الجمل و فيه قتل
عموما .. نحن طبعا يسعدنا أن يكون لأبو هريرة موقفا أيجابيا من دفن الإمام الحسن كما قال الأخ الكريم أبو العباس .. و قد تفقدت مكتبتى فور مشاركته بهذه المعلومة القيمة .. لكنى للأسف لم أجد لها أثرا فى مراجعنا المعتبرة التى تناولت وفاة الإمام الحسن عليه السلام :
- مقاتل الطالبيين – لأبى الفرج الأصفهانى ( 284 – 356 هـ )
- المصابيح – للإمام أبو العباس أحمد بن أبراهيم ( 353 هـ )
- الأفادة فى تاريخ الأئمة السادة – للإمام الناطق بالحق ( 340 – 424 هـ )
و الكرة الآن فى ملعب الأخ الكريم أبو العباس :
هل تتكرم علينا يا أخى الكريم و تورد لنا موقف أبو هريرة من دفن الإمام الحسن مستندا إلى مراجع زيدية ؟ . أو حتى شيعية بصفة عامة ؟ . أو حتى مراجع الأخوة المعتزلة ؟
فى الأنتظار .....
6- الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
و الرد أيها الأخوة :ويذكر جانب ما سماه الترف والقصر والنعيم الذي نسبه إلى أبي هريرة دون ذكر سابق زهده ، وجوعه ، وفقره .
كنت أتمنى أن يقرأ الأخ الكريم أبو العباس البحث بتأنى قبل أن يعقب هذا التعقيب .
ببساطة لأنى سبق لى فعلا ذكر سابق جوعه و فقره !!
فذكرت أنه كان من أهل الصفة . و أنه روى عن نفسه أنه كان يأتى بحركات جنونية للتعبير عن جوعه عسى أن يطعمه أحد .
الأهم من ذلك يا أخوانى ... أيه زهد يقصده الأخ الكريم أبو العباس ؟؟
فالمفهوم أنه لا زهد مع فقر !! بل الزهد مع وفرة النعم . .. فالمعدم لا يعد حرمانه زهدا فهو أصلا لا يملك ما يزعم أنه يزهد فيه !! . بل الزاهد من أقبلت عليه نعم الدنيا من مال أو منصب أو نفوذ فقال لها ( يا دنيا غري غيري )
7- الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
و الرد أيها الأخوة :بل الأطم من ذلك أنه جعل ذلك الزهد والفقر ذماً لا مدحاً ، فصوَّره بصورة المتسوِّل الشحات !! وهذا من قلب الحقائق .
كنت أتمنى أن يقرأ الأخ الكريم أبو العباس البحث بتأنى قبل أن يعقب هذا التعقيب
هل فهم أحدا منكم يا أخوانى إننى ذممت فقرا ؟؟!!! . ناهيكم طبعا أن الأخ الكريم أبو العباس أصلا لم يفهم ما مفهوم الزهد !
طبعا يا أخوان كما رأيتم جميعا أن نقدى ليس كان لفقره فالغنى هو الله وحده . بل أصطناع الجنون لتسول الطعام . و هذا طبعا ما يشين كرامة المسلم .
8- الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
و الرد أيها الأخوة :ولئن يتكلم المرء على رجلٍ حيٍّ يرى كلامه ويبني عليه أهون من أن يتكلم في صحابيٍّ جليلٍ لعله قد حط رحاله في الجنة ، ثم هو يكيل له التهم بأسلوبٍ نابٍ متحايلٍ ..
طبعا ألتزاما مننا بأدب الحوار سنضرب صفحا عن الألفاظ البذيئة ..
للأسف يا أخوانى أننا فى حياتنا الواقعية نجد تلك النماذج ضيقة الأفق . طبعا أيها الأخوة هناك فرق بين فحص و نقد شخصية عامة أو تاريخية فحصا علميا منهجيا مبديا رأيا سواء مؤيد أو معارض . و بين تجاذب أطراف الحوار حول أحد الجيران على مقهى مثلا ..
فالشخصية العامة و هى الشخصية التى تصرفاتها و سلوكها أثرت أو تؤثر فى المجتمع أصبحت ملكا عاما للمجتمع التى تنتمى إليه و تؤثر فيه . فمثلا إذا أردت أن تنتقد دور كوفى عنان سكرتير الأمم المتحدة المنحاز لإسرائيل مثلا . فطبعا لن تجد عاقلا يقول لك أن نقدك هذا غيبة للرجل فى غيبته !! أو عليك أن تذهب إلى نيويورك لتقول له رأيك فى شخصيته فى وجهه !!
أو مثلا أنك لا تستطيع أن تنتقد دور شخصية تاريخية عامة كدور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى النكسة أو حرب اليمن . لأن الرجل مات و لعله قد حط رحاله فى الجنة !!
9- الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
و الرد أيها الأخوة :ذلك أنه من المعروف لدى صغار المطلعين على التاريخ أن الاشتهار بالكنى والألقاب أمرٌ سائغٌ مشهورٌ عند العرب ، فقد يختلف الناس في اسم شخصٍ ولا يختلفون في كنيته ، ويكون اشتهاره بكنيته سبباً في جهل الناس باسمه .
كما هو الشأن في الخليفة الراشد الأول أبي بكرٍ الصديق سلام الله عليه ، وأمين هذه الأمة أبي عبيدة ، والفارس المغوار أبي دجانة ، والعابد القارئ أبي الدرداء ، وغيرهم كثيرٌ من الصحابة الكرام .
فإن كان الطنطاوي يرى الاختلاف في الاسم موجباً للشك والريبة فليطرد حكمه على من ذكرنا ، وإلا سقط استدلاله .
كنت أتمنى أن يقرأ الأخ الكريم أبو العباس البحث بتأنى قبل أن يعقب هذا التعقيب ..
طبعا الأستدلال لا يسقط . و مثاله لا ينطبق بأى وجه على حالة البحث
طبعا الأشتهار بالكنية أمرا شائعا سائغا و لا ضير . و يمكن أن تضاف لنماذج الصحابة الكرام الذين ذكرهم أيضا أبو أيوب الأنصاري و أبو طالب و عبد المطلب جد النبي .
لكن أنه من المعروف لدى أصغر أصغر صغار المطلعين على التاريخ أنه لا وجه لتشبيه مصيبة حال أبو هريرة بهؤلاء الصحابة الكرام رضى الله عنهم . فحسنا قد يشتهر صحابي بكنيته .. لكن هل فى النماذج التى أوردها الأخ الكريم أبو العباس أو حتى غيرها نجد :
هل منهم من أختلف الناس فيما يربو على 30 أسما مختلفا متباينا له سواء قبل أسلامه أو حتى بعده أيضا
هل منهم من أتهمه معاصروه بالكذب فى حياته أو ضرب بيده على جبهته فقال : ألا إنكم تحدثون أنى أكذب على رسول الله لتهتدوا و أضل
هل منهم من طالت مجالسته ليهودي كان سببا فى دخول الإسرائيليات للأمة
هل منهم من زعم أنه نال العلم بمعجزة خارقة
و الأهم من ذلك :
هل منهم من قدم للأمة آلاف الروايات . و شهد بأنه أنما ينقلها عن نبي هذه الأمة
يا أخوانى ... أبسط مثال .. إذا ذهب رجلا عاديا ليشهد أمام القاضى فأول ما يسأله القاضى كما نحفظ جميعا ( ما أسمك ) . فما بالكم بمن جاء يشهد عن آلاف الأحاديث إن كذب فى واحدا فقط كان ذلك كفيلا بتبوء مقعدا فى النار . فنسأل هذا الشاهد عرف لنا نفسك فيقول أسمى عمير أو برير أو عامر أو سكين أو سعد أو عبد شمس أو عبد ياليل .... ألخ ألخ و أنا أبن عامر أو دومة أو عشرقة أو الحارث أو عائذ ... ألخ ألخ !!! أبن عبد ذى الشرى أو عبد غنم أو .....ألخ ألخ
عموما يا أخوانى .. الكرة الآن فى ملعب الأخ الكريم أبو العباس :
الخليفة أبو بكر الصديق : هو عبد الله بن أبى قحافة عثمان بن عامر بن كعب
الصحابي أبو دجانة رضى الله عنه : هو سماك بن خرشة بن لوذان . أو سماك بن أوس بن خرشة بن لوذان .
الصحابي أبو عبيدة رضى الله عنه : هو عامر بن عبد الله بن الجراح
الصحابي أبو الدرداء رضى الله عنه : هو عويمر بن زيد بن قيس بن أسد
و السؤال لك يا أخى الكريم سؤالا مباشرا محددا :
ما هو أسم أبو هريرة الحقيقى أسوة بنماذج الصحابة الكرام الذين شبهت حالتهم بحالته ؟
إذا أخبرتنا بحقيقة أسمه فحسنا فعلت و جزاك الله خيرا .و لا شأن لك بمدى أهمية أو حاجتنا معرفة أسمه الحقيقى فهذا شأن يخصنا . أجب الأجابة الصحيحة و لا شأن لك بأهمية الأجابة عندنا . و إن لن تستطيع فلا بأس و جاوبنا على السؤال الآخر :
فلماذا إذا نجده الوحيد الذى لا نستطيع أن نجزم بحقيقة هويته ؟
10 - الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
و الرد أيها الأخوة :لماذا أيها المتحذلق لم يشكك الصحابة أو آل البيت أو مخالفو أبي هريرة في القرون الأولى في نسبه واسمه كما فعلت أنت ؟!!
طبعا ألتزاما مننا بأدب الحوار سنضرب صفحا عن الألفاظ الأستهزائية ..
كنت أتمنى أن يقرأ الأخ الكريم أبو العباس البحث بتأنى قبل أن يعقب هذا التعقيب
السبب بسيط جدا ..
فالصحابة رضوان الله عليهم على عهد رسول الله لم يكن بينهم أبو هريرة سوى شخصية لا وزن لها . شخصا عاديا جدا و ربما أقل من العادي . مجرد سائقا للبهائم يدب عليه القمل كما وصف نفسه . فهو لم يكن من الذين عرفوا بالأقدام فى الجهاد و لا بالشجاعة و لا يعد من الدهاة و كان أميا جاهلا . و أين هو أصلا بين طبقات الصحابة الأثنى عشر طبقة !
- و كان الصحابة يرونه مجنونا . فيقول عن نفسه :
رأيتني لأخر فيما بين المنبر و حجرة عائشة مغشيا على فيجئ الجائى فيضع رجله على عنقى و يرى أنى مجنون و ما بى جنون الا الجوع
كما يؤخذ فى الأعتبار أن أبو هريرة كان شخصية لا وزن لها فى كافة مراحل الصراع أو تعارض أو تشابك المصالح . فهو لم يكن من أهل الحل و العقد . و لا أثر له فى شتى المواقف المصيرية فلا أثر له فى السقيفة أو الشورى أو بيعة خليفة و لا جمع قرآن . ولاه الخليفة عمر البحرين و لم يلبث أن أتهمه بالأختلاس و صادر ما كنزه . و أخيرا أنضم للفئة الباغية مؤيدا لها . و قد أنتصرت الفئة الباغية و التاريخ يكتبه المنتصرون . و لما عجز البشر فى جعل الحق قوة صارت القوة حقا ...
11- الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس لما أثبتنا عمليا علميا أن أبو هريرة رجل مجهول الأصل غامض النسب :
و الرد أيها الأخوة :ما حدُّ الجهالة عندك ، وما أثرها في الحكم على الشخص ، وهل يكون مجهولاً وهو معروفٌ بشخصه وذاته وكنيته لدى العامة والخاصة ، بل الإنس والجن ؟!!
وهل يعتبر الخلاف في الاسم تجهيلاً للراوي إن عُرف حاله واشتهر بكنيته ، ولم يشاركه أحدٌ في الاسم أو الكنية فيتعذّر التمييز بينهما ؟!!
وكيف يكون مجهولاً وقد روى عنه أكثر من ثمان مائة من أهل العلم من الصحابة والتابعين وغيرهم ؟!!
كنت أتمنى أن يقرأ الأخ الكريم أبو العباس البحث بتأنى قبل أن يعقب هذا التعقيب
فواضح من كلام الأخ الكريم أبو العباس أنه لم يفهم مقصودى من الجهالة التى أثبتها لكم . فللأسف الأخ الكريم أبو العباس يبدو أنه بمجرد وقعت عينه على كلمة ( مجهول ) قفز إلى ذهنه تعريف المجهول فى علم الحديث مثلا أو الجرح و التعديل . و هذا يذكرنى بزملاء الدراسة عندما كنا نصنفهم ( حافظ أم فاهم ) ! .. طبعا أنا لم أقصد ذلك .. و الواضح أيضا أن من شارك فى الحوار غيري الأخوة محمد الغيل و واصل بن عطاء أنهما فهما المراد الصحيح ..
يا أخوانى .. ليس أبو هريرة هو النموذج الوحيد للمشهور الغامض المجهول الأصل ..
سأضرب لكم مثالا آخر .. كنت أفضل أن يكون مثلا لشخصية من تاريخنا الإسلامى أيضا . لكنه طبعا كما نعلم أن أبو هريرة لعله هو الشخصية النادرة المجهولة الغامضة فى تاريخنا . فرأيت أن أضرب لكم مثالا من تاريخ بلدي مصر لأشهر مجهول فى التاريخ المصري :
فى سنة 3200 قبل الميلاد توج الفرعون نعرمر جهوده أسلافه الفراعنة خاصة الملك العقرب بتوحيد شطري مصر ...
ألم تلاحظوا فى سرد الأسماء شيئا ؟ ... أنه الأسم الوحيد الذى أمكن للقارئ العربي فهم معناه.. و أعنى به الملك العقرب
فهذا الملك معروفا لنا جهوده الحربية فى الصراع مع الشماليين و البدو كونه سلفا للفرعون نعرمر .
و هو شخصية مشهورة عند المتناولين للتاريخ المصري ..
بل و المثير أنه منذ سنوات قريبة قدمت السينما العالمية فيلما تدور أحداثه خلال تلك الحقبة فى منطقة الهلال الخصيب فتم أختيار أسم هذا الفيلم ( الملك العقرب ) على أسم هذا الفرعون لشهرته رغم أن الفيلم لا علاقة له بمصر !
فهو شخصية حقيقة مشهورة ... لكنه أيضا شخصية غامضة مجهولة التفاصيل !
حتى الآن نحن نجهل حتى أسم هذا الفرعون ؟!
حتى الآن لا نعرف له موضعا لمقبرة ؟!
حتى الآن لا نعرف ما هى علاقته بخليفته الفرعون نعرمر ؟!
فهو شخص كان له وجودا حقيقيا حقا . لكننا لا نعرف له أسما سواء شخصيا أو ملكيا فأطلق عليه أسم العقرب لأنه رمز لنفسه برمز العقرب فى نقوشه .
فهو شخصية حقيقة مشهورة ..لكن إذا ما قرأت تاريخ تلك الشخصية ستقف كثيرا أمام كلمة ( يبدو ) أو ( ربما ) .
فهو شخصية مشهورة .. و أيضا مجهولة التفاصيل لنا إلا من النذر اليسير
هذا طبعا مجرد مثال لتوضيح كيفية غموض و جهالة حال شخصية مشهورة ..
و أنا لست على أستعداد لدخول مناظرات أو مجادلات حول الملك العقرب و علاقته بأبى هريرة !!!!
12 - الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس عن مدى شهرة أبو هريرة :
و الرد أيها الأخوة :مجهولاً وهو معروفٌ بشخصه وذاته وكنيته لدى العامة والخاصة ، بل الإنس والجن ؟!!
معروفا أيضا للجن !!!!! ....
أنه حقا أمرا مثيرا مشوقا أن نعرف كيف أشتهر أبو هريرة عند الجن ؟؟
هل زارهم . أم زاروه هم ؟
و هل الجن أيضا لا يعرفون ما هو أسمه الحقيقى ؟ أم بطريقة ما توصلوا لحل هذا اللغز ؟
و الكرة الآن فى ملعب الأخ الكريم أبو العباس :
هل تتكرم علينا يا أخى الكريم و تورد لنا كيف ثبت عندك أو عند قومك أن أبو هريرة كان مشهورا بين الجن ؟
فى الأنتظار .....
13- الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
و الرد أيها الأخوة :وهل عشرات الألوف من الذين توافدوا على رسول الله من أصقاع الجزيرة وغيرها قذفت بهم الأرض فجأةً ، حين أتوا وأسلموا كما أسلم أبو هريرة ؟!! .
وهل كانت العرب تعرف لكل هؤلاء ماضياً ؟!!
وهل معرفة ماضي الصحابي المسلم في جاهليته وكفره شرطاً عندك ؟!! أو عند العرب ؟!!.
كنت أتمنى أن يقرأ الأخ الكريم أبو العباس البحث بتأنى قبل أن يعقب هذا التعقيب
الرد على هذه النقطة تم تغطيته ضمنيا خلال ردي على النقطة رقم 9 فيرجى الرجوع إليها
فطبعا نحن لا نهتم بالتيقن من شخصية الألوف الذين وفدوا على رسول الله ..
و تقصي ماضيهم أمرا لا وزن له و ليس له أية فائدة عملية علمية ..
و قد يكون الرجل فى جاهليته ممعنا فى الرزائل و صار بعد أسلامه على الصراط المستقم ..
و هؤلاء الألوف قدموا على رسول الله ثم أنصرفوا فى أمان الله إلى ديارهم و مياههم
لكن ... إذا قفز علينا رجلا من هؤلاء الوافدين بعد حين :
و أتهمه معاصروه بالكذب فى حياته . حتى قال عن نفسه : ألا إنكم تحدثون أنى أكذب على رسول الله لتهتدوا و أضل
و أطال الجلوس مع يهودي كان سببا فى دخول الإسرائيليات للأمة
و زعم أنه نال العلم بمعجزة خارقة
و روى عن نفسه فضائل و عجائب حتى أنه مشى على الماء و تجاذب الحديث مع الشيطان
و الأهم من ذلك :
جاء ليقدم للأمة آلاف الروايات . و شهد بأنه أنما ينقلها عن نبي هذه الأمة
فطبعا نحن الآن أمام حالة خاصة . فهذه الشخصية ليست كالألوف الذين جاءوا و أنصرفوا و كما يقول المثل ( كفى خيرهم شرهم ) . و لنا أن نسأله ما هو سر تمويه أسمك و أسم أبيك ؟ لماذا تكتفى بأن تخبرنا بأنك دوسي و السلام . فالأحتمالات كلها واردة . و القاعدة الجنائية تقول ( أبحث عن المستفيد ) ما هى أستفادة شخص فى تعمد أخفاء أسمه و أسم أبيه ... الله أعلم ؟؟
14 - الأخوة الكرام .. ذكر الأخ الكريم أبو العباس :
و الرد أيها الأخوة :هذا ومما يبين تناقضك أنك قلت عنه :
ولد فى اليمن سنة 21 ق . هـ و نشأ حتى قارب الثلاثين عاما جاهلا يؤجر نفسه بطعام بطنه . و قدم على رسول الله آخر العام 7 هـ
فحدِّد لنا إن كان هذا الماضي لا يكفي ، ما الحدُّ الذي لا بد منه في المعرفة ؟!!
كنت أتمنى أن يقرأ الأخ الكريم أبو العباس البحث بتأنى قبل أن يعقب هذا التعقيب
لقد بدءت ألحظ من مشاركات الآخرى أيضا أن الأخ الكريم أبو العباس كلما تختلط عليه الأمور أو يلتبس عليه فهم أمرا يسرع بأن يقول للأخوة أنه وجد تناقضا !
يا أخوانى .. إذا قلت زيد قصير . ثم قلت زيد طويل . فهذا ما يسمى تناقضا . لأستحالة الجمع بين النقيضين
أما إذا قلت زيد من مصر . ثم قلت زيد هذا فى بلده لا يعرف له أحدا أصلا أو بيانات . فهذا لا يسمى تناقضا . لأمكانية الجمع بينهما
أما المثير يا أخوانى أن تلك المعلومات التافهة التى لا تتعدى سطرا واحدا و يراها الأخ الكريم معرفة وفيرة .
و بالمناسبة فحتى هذه الترجمة المستفيضة التى لا تتعدى السطر الواحد قمت أنا شخصيا بالتوصل لجزء منها ! . فطبعا أنتم يا أخوانى تعلمون أن التقويم الهجري لا نجد فيه سنة كذا قبل الهجرة ق هـ كما الحال فى التقويم الميلادى ق م . و لما كنت أحاول أن أجد شيئا عن تاريخ هذا الشخص المجهول فحسبت أنا سنة ميلاده . فقد مات سنة 59 هـ و كان عمره يناهز حوالى 78 – 80 سنة فيكون قد ولد تقريبا سنة 21 ق هـ .
15 – و أخيرا يا أخوانى ...
نقل الأخ الكريم أبو العباس كلاما عن الإمام المنصور بالله عليه السلام فى شرحه للأربعين السيلقية . و هو كلاما عاما . جزء كبير منه أصلا ورد فى البحث !!! .. فنقل عن الإمام المنصور بالله ( 561 – 614 هـ ) ما تداولته الأمة بصفة عامة أنه مختلف على أسمه . و أنه من أهل الصفة . و أنه يكثر الرواية .....
و أعتبر الأخ الكريم أبو العباس أن لأبى هريرة كرما و سؤدا لأنه من قبيلة دوس ! . فحتى إن روى أن أهل بلدا ما أهل كرم و سؤؤد . فهل هذا معناه أن كل فرد فى هذا البلد يتمتع بهذه الصفة ؟
و خذوا هذا المثال :
نحن نسمع ونقر بأمانة الأخوة السودانيين . فأنتشر بين الناس وصف السودانيين بالأمانة و يكاد مثلا أن يكون محل إجماع من الناس .... لكن لو قام أحد السودانيين بسرقة ما ثم قام محاميه ليحتج في براءته بأنه من الشعب السوداني الذى يتصف بالأمانة لكان هذا المحامي محل سخرية ! لأن الثناء على الشعب السوداني و وصفه بالأمانة لا يعني هذا اتصاف كل أفراد ذلك الشعب بالأمانة .
و لو كان الأخ الكريم أبو العباس قد قرأ أصلا كتاب ( الأربعون حديثاً السيلقية ) لوجد في مقدمة الكتاب بيان واضح بأن أبو هريرة هو من المجروحين عندنا :
تحت عنوان ( العلة في الرواية عن بعض المجروحين ) :
وقد يقول القائل إن بعض هذه الأحاديث مروية عن بعض المجروحين لدينا كمعاوية بن أبي سفيان في الحديث الثاني والثلاثين، وأبي موسى الأشعري في الحديث العاشر، وأبي هريرة في سبعة منها.
والجواب هو:
أن الرواية عن أي شخص لا تعني بالضرورة تعديله أو قبوله؛ فلذا أورد بعض أئمتنا روايات عن بعض من لا يوثقونه كمن تقدم وغيرهم ممن ظهر جرحه وبان أمره. قال الإمام الهادي عليه السلام: (وإنما احتججنا بأخبار العامة قطعاً لحججهم بما رواه ثقاتهم) وأما أحاديث الترغيب والترهيب فإنه قد تسوهل فيها حسب قواعد المحدثين. قال الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة عليه السلام معللا الرواية عن معاوية بن أبي سفيان ومن سار بسيرته: (وإنما قبلنا الرواية عنه لأنها في حال ستره قبل انكشاف أمره ولأن الحكمة ضالة المؤمن يأخذها من كل من وجدها معه ولأن الحديث مما يتعلق بالوعظ والتخويف وقد رواه غيره أيضاً والحق يقبل من حيث ورد).
أنتهى .
و يمكنكم الأطلاع الرابط التالى الذى تجدوا فيه بعضا من آراء الزيدية فى أبى هريرة :
http://al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=1788
عموما يا أخوانى ...
خلال تداولنا للنقاط التى ألتبس فهمها على الأخ الكريم أبو العباس . أعتقد أننا الآن فى أنتظار أجوبة منه على أسئلة تتبادر للذهن أشارنا إليها و هى :
1- ما هو أسم أبو هريرة الحقيقى أسوة بنماذج الصحابة الكرام الذين شبهت حالتهم بحالته ؟
إذا أخبرتنا بحقيقة أسمه فحسنا فعلت و جزاك الله خيرا .و لا شأن لك بمدى أهمية أو حاجتنا معرفة أسمه الحقيقى فهذا شأن يخصنا . أجب الأجابة الصحيحة و لا شأن لك بأهمية الأجابة عندنا . و إن لن تستطيع فلا بأس و جاوبنا على السؤال الآخر :
فلماذا إذا نجده الوحيد الذى لا نستطيع أن نجزم بحقيقة هويته ؟
2- هل تتكرم علينا يا أخى الكريم و تورد لنا كيف ثبت عندك أن أبو هريرة كان مشهورا بين الجن ؟
3- هل تتكرم علينا يا أخى الكريم و تورد لنا نماذج من ذم أبو هريرة لبني أمية مستندا إلى مراجع زيدية ؟ . أو حتى شيعية بصفة عامة ؟ . أو حتى مراجع الأخوة المعتزلة ؟
4- هل تتكرم علينا يا أخى الكريم و تورد لنا موقف أبو هريرة من دفن الإمام الحسن مستندا إلى مراجع زيدية ؟ . أو حتى شيعية بصفة عامة ؟ . أو حتى مراجع الأخوة المعتزلة ؟
و فى أنتظار ردكم بفارغ الصبر آملين و راجين من المولى عز و جل أن يكون ملتزما بأدب الحوار
و السلام عليكم
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 212
- اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
- مكان: جدة
- اتصال:
السلام عليكما؛
لعل الإجابة على بعض ما طرحته يا أخي أحمد يستلزم التأني والمراجعة من الأخ أبي العباس، فاسمحا لي بإيراد خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام للتدبر إلى أن يستوفى الجواب.
ومن كلام له عليه السلام وقد سأله سائل عن أحاديث البدع، وعما في أيدي الناس من اختلاف الخبر. فقال عليه السلام:
إنَّ فِي أَيْدِي النَّاسِ حَقّاً وَبَاطِلاً، وَصِدْقاً وَكَذِباً، وَنَاسِخاً وَمَنْسُوخاً، وَعَامّاً وَخَاصّاً، وَ مُحْكَماً وَمُتَشَابِهاً، وَحِفْظاً وَوَهْماً، وَلَقَدْ كُذِبَ عَلَى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهٌ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم- عَلَى عَهْدِهِ، حَتَّى قَامَ خَطِيباً، فَقَالَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ». وَإِنَّمَا أَتَاكَ بِالْحَدِيثِ أَرْبَعَةُ رِجَالٍ لَيْسَ لَهُمْ خَامِسٌ:
المنافقون
رَجُلٌ مُنَافِقٌ مُظْهِرٌ لِلْإِيمَانِ، مُتَصَنِّعٌ بِالْإِسْلاَمِ، لاَيَتَأَثَّمُ وَلاَ يَتَحَرَّجُ، يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهٌ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم- مُتَعَمِّداً، فَلَوْ عَلِمَ النَّاسُ أَنَّهُ مُنَافِقٌ كَاذِبٌ لَمْ يَقْبَلُوا مِنْهُ، وَلَمْ يُصَدِّقُوا قَوْلَهُ، وَلكِنَّهُمْ قَالُوا: صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهٌ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم- رَآهُ، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَلَقِفَ عَنْهُ، فَيَأْخُذُونَ بِقَوْلِهِ، وَقَدْ أَخْبَرَكَ اللهُ عَنِ الْمُنَاقفِقِينَ بِمَا أَخْبَرَكَ، وَوَصَفَهُمْ بِمَا وَصَفَهُمْ بِهِ لَكَ، ثُمَّ بَقُوا بَعْدَهُ، فَتَقرَّبُوا إِلَى أَئِمَّةِ الضَّلاَلَةِ، وَالدُّعَاةِ إِلَى النَّارِ بِالزُّورِ وَالْبُهْتَانِ، فَوَلَّوهُمُ الْأَعْمَالَ، وَجَعَلُوهُمْ حُكَّامً عَلَى رِقَابِ النَّاسِ، فَأَكَلُوا بِهِمُ الدُّنْيَا، وَإِنَّمَا النَّاسُ مَعَ الْمُلُوكِ وَالدُّنْيَا، إِلاَّ مَنْ عَصَمَ اللهُ، فَهذَا أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ.
الخاطئون
وَرَجُلٌ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ شَيْئاً لَمْ يَحْفَظْهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَوَهِمَ فِيهِ، وَلَمْ يَتَعَمَّدْ كَذِباً، فَهُوَ فِي يَدَيْهِ، يَرْوِيهِ وَيَعْمَلُ بِهِ، وَيَقُولُ: أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهٌ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم- ، فَلَوْ عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ أَنَّهُ وَهِمَ فِيهِ لَمْ يَقْبَلُوهُ مِنْهُ، وَلَوْ عَلِمَ هُوَ أَنَّهُ كَذلِكَ لَرَفَضَهُ!
أهل الشبهة
وَرَجُلٌ ثَالِثٌ، سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهٌ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم- شَيْئاً يَأْمُرُ بِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ نَهَى عَنْهُ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ، أَوْ سَمِعَهُ يَنْهَىُ عَنْ شَيْءٍ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ وَهُوَ لايَعْلَمُ، فَحَفِظَ المَنسُوخَ، وَلَمْ يَحْفَظِ النَّاسِخَ، فَلَوْ عَلِمَ أَنَّهُ مَنْسُوخٌ لَرَفَضَهُ، وَلَوْ عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ إذْ سَمِعُوهُ مِنْهُ أَنَّهُ مَنْسُوخٌ لَرَفَضُوهُ.
الصادقون الحافظون
وَآخَرُ رَابِعٌ، لَمْ يَكْذِبْ عَلَى اللهِ، وَلاَ عَلَى رَسُولِهِ، مُبْغِضٌ لِلْكَذِبِ، خَوْفاً للهِ، وَتَعْظيِماً لِرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهٌ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم- وَلَمْ يَهِمْ، بَلْ حَفظَ مَا سَمِعَ عَلَى وَجْهِهِ، فَجَاءَ بِهِ عَلَى مَا سَمِعَهُ، لَمْ يَزِدْ فِيهِ وَلَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ، وَحَفِظَ النَّاسِخَ فَعَمِلَ بِهِ، وَحَفِظَ الْمَنْسُوخَ فَجَنَّبَ عَنْهُ، وَعَرَفَ الْخَاصَّ وَالْعَامَّ، وَالمُحْكَمَ والمُتَشَابِهَ فَوَضَعَ كُلَّ شَيْءٍ مَوْضِعَهُ. وَقَدْ كَانَ يَكُونُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهٌ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم الْكَلاَمُ لَهُ وَجْهَانِ: فَكَلاَمٌ خَاصٌّ، وَكَلاَمٌ عَامٌّ، فَيَسْمَعُهُ مَنْ لاَ يَعْرِفُ مَا عَنَى اللهُ بِهِ، وَلاَ مَا عَنَى بِهِ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهٌ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم- فَيَحْمِلُهُ السَّامِعُ، وَيُوَجِّهُهُ عَلَى غَيْرِ مَعْرِفَةٍ بِمَعْنَاهُ، وَمَا قُصِدَ بِهِ، وَمَا خَرَجَ مِنْ أَجْلِهِ، وَلَيْسَ كُلُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهٌ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم- مَنْ كَانَ يَسْأَلُهُ وَيَسْتَفْهِمُهُ، حَتَّى إِنْ كَانُوا لَيُحِبُّونَ أَنْ يَجِيءَ الْأَعْرَابِيُّ أَوْ الطَّارِىءُ، فَيَسَأَلَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَتَّى يَسْمَعُوا، وَكَانَ لاَ يَمُرُّ بِي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ إِلاَّ سَأَلْتُ عَنْهُ وَحَفِظْتُهُ. فَهذِهِ وَجُوهُ مَا عَلَيْهِ النَّاسُ فِي اخْتِلاَفِهِمْ، وَعِلَلِهِمْ فِي رِوَايَاتِهِمْ.
لعل الإجابة على بعض ما طرحته يا أخي أحمد يستلزم التأني والمراجعة من الأخ أبي العباس، فاسمحا لي بإيراد خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام للتدبر إلى أن يستوفى الجواب.
ومن كلام له عليه السلام وقد سأله سائل عن أحاديث البدع، وعما في أيدي الناس من اختلاف الخبر. فقال عليه السلام:
إنَّ فِي أَيْدِي النَّاسِ حَقّاً وَبَاطِلاً، وَصِدْقاً وَكَذِباً، وَنَاسِخاً وَمَنْسُوخاً، وَعَامّاً وَخَاصّاً، وَ مُحْكَماً وَمُتَشَابِهاً، وَحِفْظاً وَوَهْماً، وَلَقَدْ كُذِبَ عَلَى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهٌ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم- عَلَى عَهْدِهِ، حَتَّى قَامَ خَطِيباً، فَقَالَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ». وَإِنَّمَا أَتَاكَ بِالْحَدِيثِ أَرْبَعَةُ رِجَالٍ لَيْسَ لَهُمْ خَامِسٌ:
المنافقون
رَجُلٌ مُنَافِقٌ مُظْهِرٌ لِلْإِيمَانِ، مُتَصَنِّعٌ بِالْإِسْلاَمِ، لاَيَتَأَثَّمُ وَلاَ يَتَحَرَّجُ، يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهٌ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم- مُتَعَمِّداً، فَلَوْ عَلِمَ النَّاسُ أَنَّهُ مُنَافِقٌ كَاذِبٌ لَمْ يَقْبَلُوا مِنْهُ، وَلَمْ يُصَدِّقُوا قَوْلَهُ، وَلكِنَّهُمْ قَالُوا: صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهٌ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم- رَآهُ، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَلَقِفَ عَنْهُ، فَيَأْخُذُونَ بِقَوْلِهِ، وَقَدْ أَخْبَرَكَ اللهُ عَنِ الْمُنَاقفِقِينَ بِمَا أَخْبَرَكَ، وَوَصَفَهُمْ بِمَا وَصَفَهُمْ بِهِ لَكَ، ثُمَّ بَقُوا بَعْدَهُ، فَتَقرَّبُوا إِلَى أَئِمَّةِ الضَّلاَلَةِ، وَالدُّعَاةِ إِلَى النَّارِ بِالزُّورِ وَالْبُهْتَانِ، فَوَلَّوهُمُ الْأَعْمَالَ، وَجَعَلُوهُمْ حُكَّامً عَلَى رِقَابِ النَّاسِ، فَأَكَلُوا بِهِمُ الدُّنْيَا، وَإِنَّمَا النَّاسُ مَعَ الْمُلُوكِ وَالدُّنْيَا، إِلاَّ مَنْ عَصَمَ اللهُ، فَهذَا أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ.
الخاطئون
وَرَجُلٌ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ شَيْئاً لَمْ يَحْفَظْهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَوَهِمَ فِيهِ، وَلَمْ يَتَعَمَّدْ كَذِباً، فَهُوَ فِي يَدَيْهِ، يَرْوِيهِ وَيَعْمَلُ بِهِ، وَيَقُولُ: أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهٌ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم- ، فَلَوْ عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ أَنَّهُ وَهِمَ فِيهِ لَمْ يَقْبَلُوهُ مِنْهُ، وَلَوْ عَلِمَ هُوَ أَنَّهُ كَذلِكَ لَرَفَضَهُ!
أهل الشبهة
وَرَجُلٌ ثَالِثٌ، سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهٌ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم- شَيْئاً يَأْمُرُ بِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ نَهَى عَنْهُ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ، أَوْ سَمِعَهُ يَنْهَىُ عَنْ شَيْءٍ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ وَهُوَ لايَعْلَمُ، فَحَفِظَ المَنسُوخَ، وَلَمْ يَحْفَظِ النَّاسِخَ، فَلَوْ عَلِمَ أَنَّهُ مَنْسُوخٌ لَرَفَضَهُ، وَلَوْ عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ إذْ سَمِعُوهُ مِنْهُ أَنَّهُ مَنْسُوخٌ لَرَفَضُوهُ.
الصادقون الحافظون
وَآخَرُ رَابِعٌ، لَمْ يَكْذِبْ عَلَى اللهِ، وَلاَ عَلَى رَسُولِهِ، مُبْغِضٌ لِلْكَذِبِ، خَوْفاً للهِ، وَتَعْظيِماً لِرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهٌ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم- وَلَمْ يَهِمْ، بَلْ حَفظَ مَا سَمِعَ عَلَى وَجْهِهِ، فَجَاءَ بِهِ عَلَى مَا سَمِعَهُ، لَمْ يَزِدْ فِيهِ وَلَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ، وَحَفِظَ النَّاسِخَ فَعَمِلَ بِهِ، وَحَفِظَ الْمَنْسُوخَ فَجَنَّبَ عَنْهُ، وَعَرَفَ الْخَاصَّ وَالْعَامَّ، وَالمُحْكَمَ والمُتَشَابِهَ فَوَضَعَ كُلَّ شَيْءٍ مَوْضِعَهُ. وَقَدْ كَانَ يَكُونُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهٌ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم الْكَلاَمُ لَهُ وَجْهَانِ: فَكَلاَمٌ خَاصٌّ، وَكَلاَمٌ عَامٌّ، فَيَسْمَعُهُ مَنْ لاَ يَعْرِفُ مَا عَنَى اللهُ بِهِ، وَلاَ مَا عَنَى بِهِ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهٌ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم- فَيَحْمِلُهُ السَّامِعُ، وَيُوَجِّهُهُ عَلَى غَيْرِ مَعْرِفَةٍ بِمَعْنَاهُ، وَمَا قُصِدَ بِهِ، وَمَا خَرَجَ مِنْ أَجْلِهِ، وَلَيْسَ كُلُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهٌ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلََّم- مَنْ كَانَ يَسْأَلُهُ وَيَسْتَفْهِمُهُ، حَتَّى إِنْ كَانُوا لَيُحِبُّونَ أَنْ يَجِيءَ الْأَعْرَابِيُّ أَوْ الطَّارِىءُ، فَيَسَأَلَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَتَّى يَسْمَعُوا، وَكَانَ لاَ يَمُرُّ بِي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ إِلاَّ سَأَلْتُ عَنْهُ وَحَفِظْتُهُ. فَهذِهِ وَجُوهُ مَا عَلَيْهِ النَّاسُ فِي اخْتِلاَفِهِمْ، وَعِلَلِهِمْ فِي رِوَايَاتِهِمْ.
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 199
- اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 2:29 pm
- مكان: مصر
إلى سيدي معاذ
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي معاذ حميد الدين
جزاك الله خيرا و بارك فيك و أبقاك لنا سندا ..
دائما كعهدنا بك .. صوتا حكيما رزينا ..
سيدي معاذ حميد الدين
جزاك الله خيرا و بارك فيك و أبقاك لنا سندا ..
دائما كعهدنا بك .. صوتا حكيما رزينا ..
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 156
- اشترك في: السبت مايو 14, 2005 10:32 am
بسم الله الرحمن الرحيم
سأجمل الرد على ما ذكره الطنطاوي في تعقيباته ثم أواصل الرد على بقية بحثه .
المسألة الأولى : التصحيح والتضعيف في الآثار :
انتقدت على الطنطاوي أنه أورد آثاراً ، وقصصا تطعن في أبي هريرة ، ولم يتكلم عنها صحةً وضعفاً ، وهذا من الخطأ العظيم أن يتبنى المرء حكمه على صحابيٍ بناءً على آثارٍ لا يدري صحتها من ضعفها .
والسؤال : كيف يسوغ لك عزيزي الباحث أن تطعن في صحابيٍ بآثارٍ لا تجزم بثبوتها عنه .
قال:
قال
هزلت .
يا رجل أنت صاحب البحث وأنت الذي بنيت أحكامك على ما ذكرته من آثار ولا يلزمني ما ذكرته إلا إذا ادعيتَ أن كل ما ذكرتَه في بحثك صحيحٌ ، فعندئذٍ سأبين بطلان قولك ، وتهافت ادعاءاتك بتضعيف ما هو ضعيفٌ منها .
فهل تزعم وتدعي أنك بحثت كل الآثار ووجدتها صحيحة ؟!!
انتظرك .
المسألة الثانية : الكتب التي نقل منها الطنطاوي :
ذكرت أن الرجل
أن الطنطاوي إما يجهل أو يتجاهل ، فمن المعلوم أن هذه الكتب التي ذكرها الطنطاوي خلا البخاري ومسلم ، هي كتب جامعة تجمع من الآثار والقصص ما صحَّ وما ضعُف ، وأصحابها لم يشترطوا صحة جميع ما ذكروه ، وهم غالباً يذكرون تلك الآثار بأسانيدها ، ويتركون للقارئ البحث عن السند ، وهذه طريقة عند أهل العلم متبعة ليس فيها نقصٌ ولا عيب في صاحبها ، لا كما يتوهمه أو يوهمه الطنطاوي .
وعليه فكون الطنطاوي ينقل من مراجع قومي على حد قوله ، لا يبرر له ترك البحث في صحة ما ينقل أو ضعفه ، خصوصاً وهو في مجال الحكم على شخصٍ بناءً على تلك المرويات .
وقوله :
تعلم أني لا أقصد المراجع من حيث الأصل ولا أصحابها ؛ بل أقصد المرويات التي فيها والتي يذكرها المصنفون من باب ذكر جميع ما ورد في الباب من صحيح أو ضعيف أو باطل ، ويتركون لك البحث والحكم ، لكن ما حيلتي إذا لم تفهم !!!
المسألة الثالثة : معاوية وأبو هريرة .
المسألة الرابعة : أبو هريرة وآل البيت .
سيأتي ذكرهما من خلال الرد على بقية البحث ، فلن أستعجل ذكرها هنا .
المسألة الخامسة : الأخذ من بطون الكتب والثقة في الكاتب :
أنا لم أقصد لعبة البازل التي ذكرتها ، وكونك تجمع من هنا وهناك لتخرج بنتيجةٍ ما فهذا من مهام الباحث فعلاً ومما يحمد له ، غير أن ما أقصده أنك كونت شخصيةً لأبي هريرة جمعتها بلا تروٍّ أو تثبتٍ ، وانتقيت حسب هواك ومزاجك ، وأما لوكان تركيبك للمتفرقات في بطون الكتب مبنيٌّ على الدقة والأمانة والاعتناء بالصحيح ، وذكر ما له وما عليه ثم الجمع بينها حسب ما تتوصل إليه قريحتك ؛ لكان ذلك مما يحمد لك فضلاً عن أن تلام عليه ولو اختلفت معك في النتيجة .
المسألة السادسة : فقر أبي هريرة وزهده .
زعم الطنطاوي أنه سبق له ذكر سابق جوع أبي هريرة وفقره ، وكل قارئ لكلام الطنطاوي لا يفهم منه إلا أنه أراد وضع الرجل وانتقاصه ، والأطم أنه فعلاً قلب الحقيقة ، وحيث أني أشرتُ إلى ذلك سابقاً ؛ فقد أصرَّ الطنطاوي إلا التمادي ، فانظروا إلى عبارته عند أن يقول :
ثم يقول :
فالنص هو :
والطنطاوي يصور أن أبا هريرة هو الذي يمثل دور المجنون عمداً ، ويصطنع الجنون لكي يُطعم !!
فبالله يا عقلاااااء كم مقدار التحريف الذي اقترفه الطنطاوي في تلاعبه بهذا النص ؟!!
وأزيدكم من الشعر بيتا لتعرفوا حجم مصداقية الرجل وأمانته في البحث :
فقد قال عن أبي هريرة :
وأضاف :
ونحن بالانتظار.
المسألة السابعة : اسم أبي هريرة وأثره .
إما أن الأخ أحمد لا يفهم أو لا يريد ذلك .
والخلاصة أن الاختلاف في الاسم ليس له أثرٌ لأنه معروفٌ بشخصه وحاله ، فسواءً كان اسمه عبد الله أو عبد الرحمن أو غير ذلك ، فما الذي يضير يا طنطاوي .
مما يبين ذلك أنه لا تجد أحداً طعن في أبي هريرة بموجب الاختلاف في اسمه .
أما من ذكرتهم من الصحابة فهدفي من ذلك أنه قد اختلف في اسنائهم كمثل الاختلاف في اسم أبي هريرة ، وأما كثرته وقلته ، فلا يغير من الحقيقة شيئا يا عزيزي . إذا لو اختُلف في الاسم على قولين فقط وكان ذلك الاختلاف عندك مؤثراً فهو كما لو اختلف فيه على مائة قول إذ لا يتميز الصحيح منها في كلا الحالتين .
وأضرب لكم مثلاً آخر يقرب من مثل اسم أبي هريرة ، وهو ابو ذرٍ الغفاري ، ومكانته خصوصا عند الشعية لا تخفى ، وقد اختلف في اسمه اختلافا كثيرا كما ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب ، ولا يؤثر في ذلك إلا زيادة المعرفة فقط ، أما حال الرجل فهو معروفٌ .
وعليه الأَولى بالباحث النظر في حال الرجل المقصود سواءً كان اسمه صالح أم محمد إذا اشتهر مثلاً بأنه أبو هريرة ، ولا ينازع أحدٌ أن هناك غيره يشاركه في هذه الكنية ، ولا يلتبس بغيره .
وأرى أن هذه النقطة بالذات واضحةٌ ، ومجادلة الطنطاوي فيها مكابرة ، ولذا لن أعود إليها .
المسألة الثامنة : عبد الله بن حمزة .
أنا ذكرت كلامه في إثبات نسب أبي هريرة وكون الرجل مشهوراً ولم أقصد التوثيق أو الجرح كهدفٍ من نقل كلام الإمام ، مع أنه واضحٌ في توثيقه ، وسيأتي له مجال بحثٍ في موضعٍ آخر .
ثم أنت نقلت كلاماً قلت أنه في مقدمة الكتاب ، وأنا لم أجده في طبعتي ، فهل الكلام الذي تقصده كلاماً منسوباً للإمام أم للمحقق أو المقدم للكتاب ؟!!
إن كان الأول فأخبرني عن طبعتك ورقم الصفحة .
وإن كان الآخر ؛ فما أبعده عن مقام الاحتجاج والرد .
وعلى كلٍّ أنتظر جوابك ثم أعلق عليه .
يتبع البقية لاحقاً .
سأجمل الرد على ما ذكره الطنطاوي في تعقيباته ثم أواصل الرد على بقية بحثه .
المسألة الأولى : التصحيح والتضعيف في الآثار :
انتقدت على الطنطاوي أنه أورد آثاراً ، وقصصا تطعن في أبي هريرة ، ولم يتكلم عنها صحةً وضعفاً ، وهذا من الخطأ العظيم أن يتبنى المرء حكمه على صحابيٍ بناءً على آثارٍ لا يدري صحتها من ضعفها .
والسؤال : كيف يسوغ لك عزيزي الباحث أن تطعن في صحابيٍ بآثارٍ لا تجزم بثبوتها عنه .
قال:
أنا قلت ذلك ؛ فإن أنكرت فأرني المواضع التي صححت فيها الآثار أو ضعفتها ؟!!من قال أننى لم أكلف نفسى البحث عن صحتها أو ضعفها !!
قال
هل تتكرم أيها الأخ الكريم و تحدد لنا أيا من محتويات البحث من الروايات الضعيفة . و تبين لنا سبب ضعفها عندك أو عند قومك . عسى الله أن يجزيك عننا خيرا ؟
هزلت .
يا رجل أنت صاحب البحث وأنت الذي بنيت أحكامك على ما ذكرته من آثار ولا يلزمني ما ذكرته إلا إذا ادعيتَ أن كل ما ذكرتَه في بحثك صحيحٌ ، فعندئذٍ سأبين بطلان قولك ، وتهافت ادعاءاتك بتضعيف ما هو ضعيفٌ منها .
فهل تزعم وتدعي أنك بحثت كل الآثار ووجدتها صحيحة ؟!!
انتظرك .
المسألة الثانية : الكتب التي نقل منها الطنطاوي :
ذكرت أن الرجل
وردَّ الطنطاوي بقوله :بنى الأحكام جميعها على ما ذكره المؤرخون والرواة ، مما هبَّ ودبَّ .
وختم بقوله :طبعا كما ترون أيها الأخوة أنا لم أستند إلى من هب و دب من مؤرخين أو رواة .. و هذه هى مراجع البحث كما ذكرتها فى مواضعها :
صحيح البخاري - صحيح مسلم - سنن أبى داود
البداية و النهاية لأبن كثير - الطبقات الكبري لأبن سعد - سير أعلام النبلاء للذهبى
الأصابة فى تميز الصحابة - الكامل فى التاريخ لأبن الأثير - حلية الأولياء لأبى نعيم الأصبهانى
و من مراجع المعتزلة : نهج البلاغة - شرح أبن أبى الحديد المعتزلى
والجواب :أمرا مؤسفا يا أخوانى أن يعتبر الأخ أبو العباس تلك النماذج السابقة من مراجع قومه أقوال ( مما هب و دب ) ! .
أن الطنطاوي إما يجهل أو يتجاهل ، فمن المعلوم أن هذه الكتب التي ذكرها الطنطاوي خلا البخاري ومسلم ، هي كتب جامعة تجمع من الآثار والقصص ما صحَّ وما ضعُف ، وأصحابها لم يشترطوا صحة جميع ما ذكروه ، وهم غالباً يذكرون تلك الآثار بأسانيدها ، ويتركون للقارئ البحث عن السند ، وهذه طريقة عند أهل العلم متبعة ليس فيها نقصٌ ولا عيب في صاحبها ، لا كما يتوهمه أو يوهمه الطنطاوي .
وعليه فكون الطنطاوي ينقل من مراجع قومي على حد قوله ، لا يبرر له ترك البحث في صحة ما ينقل أو ضعفه ، خصوصاً وهو في مجال الحكم على شخصٍ بناءً على تلك المرويات .
وقوله :
أمرا مؤسفا يا أخوانى أن يعتبر الأخ أبو العباس تلك النماذج السابقة من مراجع قومه أقوال ( مما هب و دب ) ! .
تعلم أني لا أقصد المراجع من حيث الأصل ولا أصحابها ؛ بل أقصد المرويات التي فيها والتي يذكرها المصنفون من باب ذكر جميع ما ورد في الباب من صحيح أو ضعيف أو باطل ، ويتركون لك البحث والحكم ، لكن ما حيلتي إذا لم تفهم !!!
المسألة الثالثة : معاوية وأبو هريرة .
المسألة الرابعة : أبو هريرة وآل البيت .
سيأتي ذكرهما من خلال الرد على بقية البحث ، فلن أستعجل ذكرها هنا .
المسألة الخامسة : الأخذ من بطون الكتب والثقة في الكاتب :
أنا لم أقصد لعبة البازل التي ذكرتها ، وكونك تجمع من هنا وهناك لتخرج بنتيجةٍ ما فهذا من مهام الباحث فعلاً ومما يحمد له ، غير أن ما أقصده أنك كونت شخصيةً لأبي هريرة جمعتها بلا تروٍّ أو تثبتٍ ، وانتقيت حسب هواك ومزاجك ، وأما لوكان تركيبك للمتفرقات في بطون الكتب مبنيٌّ على الدقة والأمانة والاعتناء بالصحيح ، وذكر ما له وما عليه ثم الجمع بينها حسب ما تتوصل إليه قريحتك ؛ لكان ذلك مما يحمد لك فضلاً عن أن تلام عليه ولو اختلفت معك في النتيجة .
المسألة السادسة : فقر أبي هريرة وزهده .
زعم الطنطاوي أنه سبق له ذكر سابق جوع أبي هريرة وفقره ، وكل قارئ لكلام الطنطاوي لا يفهم منه إلا أنه أراد وضع الرجل وانتقاصه ، والأطم أنه فعلاً قلب الحقيقة ، وحيث أني أشرتُ إلى ذلك سابقاً ؛ فقد أصرَّ الطنطاوي إلا التمادي ، فانظروا إلى عبارته عند أن يقول :
و كان أميا جاهلا يعترض طريق الصحابة و يمثل دور المجنون طمعا فى أن يطعموه !! .
ثم يقول :
ويضيف :متسولا .
وما دام أن الطنطاوي لم يتعظ بالإشارة فلننظر جميعاً إلى النص الذي ذكره الطنطاوي وكوَّن منه هذا المقطع ، بكلِّ موضوعية وأمانةٍ !!طبعا يا أخوان كما رأيتم جميعا أن نقدى ليس كان لفقره فالغنى هو الله وحده . بل أصطناع الجنون لتسول الطعام . و هذا طبعا ما يشين كرامة المسلم .
فالنص هو :
ففيه أنه من شدة جوعه كان يسقط مغشيا عليه فيجيء الجائي ، فيضع رجله على عنقه ويرى أنه مجنون ، فيقول أبو هريرة وما بي جنون إلا الجوع ، أي الذي أسقطه مغشيا عليه هو الجوع ، والذي يراه مجنونا هو الآخر ؛ لعدم علمه بأنه إنما سقط مغشيا عليه من الجوع .رأيتني لأخر فيما بين المنبر و حجرة عائشة مغشيا على فيجئ الجائى فيضع رجله على عنقى و يرى أنى مجنون و ما بى جنون الا الجوع
والطنطاوي يصور أن أبا هريرة هو الذي يمثل دور المجنون عمداً ، ويصطنع الجنون لكي يُطعم !!
فبالله يا عقلاااااء كم مقدار التحريف الذي اقترفه الطنطاوي في تلاعبه بهذا النص ؟!!
وأزيدكم من الشعر بيتا لتعرفوا حجم مصداقية الرجل وأمانته في البحث :
فقد قال عن أبي هريرة :
و كان لا يهتم بنظافته فكان كريه الهيئة فكان القمل يدب على رداءه !
* البداية و النهاية لأبن كثير 612:5
وأضاف :
وقال :و فى المجتمع الأسلامى الذي يتطهر الناس فيه خمس مرات يوميا نجد القمل يدب عليه
وهذه اللعبة ( لعبة البازل ) التي قام بتكوينها الطنطاوي لم يذكر لها إلا مرجعا واحداً-فيما يتعلق بالهيئة والقمل – وهو البداية والنهاية ، ولأثبت لكم صحة كلامي ، وتتثبتون أكثر من موضوعية الرجل وأمانته ؛ فأنا أطالبه بوضع النص الذي في البداية والنهاية لابن كثير والذي استنتج منه هذه النتيجة ، وصاغها بهذه الصيغة ، وعند أن ترون النص جميعكم ؛ سيكون لي فيه كلام .مجرد سائقا للبهائم يدب عليه القمل كما وصف نفسه
ونحن بالانتظار.
المسألة السابعة : اسم أبي هريرة وأثره .
إما أن الأخ أحمد لا يفهم أو لا يريد ذلك .
والخلاصة أن الاختلاف في الاسم ليس له أثرٌ لأنه معروفٌ بشخصه وحاله ، فسواءً كان اسمه عبد الله أو عبد الرحمن أو غير ذلك ، فما الذي يضير يا طنطاوي .
مما يبين ذلك أنه لا تجد أحداً طعن في أبي هريرة بموجب الاختلاف في اسمه .
أما من ذكرتهم من الصحابة فهدفي من ذلك أنه قد اختلف في اسنائهم كمثل الاختلاف في اسم أبي هريرة ، وأما كثرته وقلته ، فلا يغير من الحقيقة شيئا يا عزيزي . إذا لو اختُلف في الاسم على قولين فقط وكان ذلك الاختلاف عندك مؤثراً فهو كما لو اختلف فيه على مائة قول إذ لا يتميز الصحيح منها في كلا الحالتين .
وأضرب لكم مثلاً آخر يقرب من مثل اسم أبي هريرة ، وهو ابو ذرٍ الغفاري ، ومكانته خصوصا عند الشعية لا تخفى ، وقد اختلف في اسمه اختلافا كثيرا كما ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب ، ولا يؤثر في ذلك إلا زيادة المعرفة فقط ، أما حال الرجل فهو معروفٌ .
وعليه الأَولى بالباحث النظر في حال الرجل المقصود سواءً كان اسمه صالح أم محمد إذا اشتهر مثلاً بأنه أبو هريرة ، ولا ينازع أحدٌ أن هناك غيره يشاركه في هذه الكنية ، ولا يلتبس بغيره .
وأرى أن هذه النقطة بالذات واضحةٌ ، ومجادلة الطنطاوي فيها مكابرة ، ولذا لن أعود إليها .
المسألة الثامنة : عبد الله بن حمزة .
أنا ذكرت كلامه في إثبات نسب أبي هريرة وكون الرجل مشهوراً ولم أقصد التوثيق أو الجرح كهدفٍ من نقل كلام الإمام ، مع أنه واضحٌ في توثيقه ، وسيأتي له مجال بحثٍ في موضعٍ آخر .
ثم أنت نقلت كلاماً قلت أنه في مقدمة الكتاب ، وأنا لم أجده في طبعتي ، فهل الكلام الذي تقصده كلاماً منسوباً للإمام أم للمحقق أو المقدم للكتاب ؟!!
إن كان الأول فأخبرني عن طبعتك ورقم الصفحة .
وإن كان الآخر ؛ فما أبعده عن مقام الاحتجاج والرد .
وعلى كلٍّ أنتظر جوابك ثم أعلق عليه .
يتبع البقية لاحقاً .
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 199
- اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 2:29 pm
- مكان: مصر
تعقيب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام
الأخ الكريم أبو العباس تكرم بالتعقيب مشكورا حيث تهرب من كافة الأسئلة التى طرحت له ..
أعتقد أيها الأخوة أنه كما يجب علينا يجب علينا الألتزام بأدب الحوار يجب علينا أيضا أن لا نمنح المحاور فرصة للتهرب و الفرار ...
أعتقد أيها الأخوة أننا لا نزال ننتظر على أحر من الجمر رد الأخ الكريم أبو العباس على الأسئلة التى طرحت عليه .. و لا بأس بالتذكرة :
الأسلوب الذى يتبعه الأخ الكريم أبو العباس تكتيك معروف لبلبلة أذهان الحاضرين و تشتيت أنتباههم . يسمى بالأنجليزية :
If you can not convince them , confuse them
أى :
إذا عجزت أن تقنعهم . فشتت ذهنهم
فقد سئل الأخ الكريم أبو العباس أسئلة مباشرة محددة ..
فلم نجد له ردا ... أو لم يجد ردا !!!
و بدلا من أن يجاوب بأجابة .. يجاوب بطرحه أسئلة آخرى لألهاء الحاضرون عن الأسئلة التى وجهت له و يفشل فى أجابتها !! .. و بذلك ينسل من موقفه المحرج بهذه الحركة ..
يا أخى الكريم أبو العباس ..
مشاركتك الأخيرة طبعا سنرد عليها ..
فور أن تجاوبنا على الأسئلة التى طرحت لك .. و أكررها لك أمام الأخوة للمرة الثالثة :
الأخوة الكرام
الأخ الكريم أبو العباس تكرم بالتعقيب مشكورا حيث تهرب من كافة الأسئلة التى طرحت له ..
أعتقد أيها الأخوة أنه كما يجب علينا يجب علينا الألتزام بأدب الحوار يجب علينا أيضا أن لا نمنح المحاور فرصة للتهرب و الفرار ...
أعتقد أيها الأخوة أننا لا نزال ننتظر على أحر من الجمر رد الأخ الكريم أبو العباس على الأسئلة التى طرحت عليه .. و لا بأس بالتذكرة :
الأخوة الكرام1- ما هو أسم أبو هريرة الحقيقى أسوة بنماذج الصحابة الكرام الذين شبهت حالتهم بحالته ؟
إذا أخبرتنا بحقيقة أسمه فحسنا فعلت و جزاك الله خيرا .و لا شأن لك بمدى أهمية أو حاجتنا معرفة أسمه الحقيقى فهذا شأن يخصنا . أجب الأجابة الصحيحة و لا شأن لك بأهمية الأجابة عندنا . و إن لن تستطيع فلا بأس و جاوبنا على السؤال الآخر :
فلماذا إذا نجده الوحيد الذى لا نستطيع أن نجزم بحقيقة هويته ؟
2- هل تتكرم علينا يا أخى الكريم و تورد لنا كيف ثبت عندك أن أبو هريرة كان مشهورا بين الجن ؟
3- هل تتكرم علينا يا أخى الكريم و تورد لنا نماذج من ذم أبو هريرة لبني أمية مستندا إلى مراجع زيدية ؟ . أو حتى شيعية بصفة عامة ؟ . أو حتى مراجع الأخوة المعتزلة ؟
4- هل تتكرم علينا يا أخى الكريم و تورد لنا موقف أبو هريرة من دفن الإمام الحسن مستندا إلى مراجع زيدية ؟ . أو حتى شيعية بصفة عامة ؟ . أو حتى مراجع الأخوة المعتزلة ؟
و فى أنتظار ردكم بفارغ الصبر آملين و راجين من المولى عز و جل أن يكون ملتزما بأدب الحوار
الأسلوب الذى يتبعه الأخ الكريم أبو العباس تكتيك معروف لبلبلة أذهان الحاضرين و تشتيت أنتباههم . يسمى بالأنجليزية :
If you can not convince them , confuse them
أى :
إذا عجزت أن تقنعهم . فشتت ذهنهم
فقد سئل الأخ الكريم أبو العباس أسئلة مباشرة محددة ..
فلم نجد له ردا ... أو لم يجد ردا !!!
و بدلا من أن يجاوب بأجابة .. يجاوب بطرحه أسئلة آخرى لألهاء الحاضرون عن الأسئلة التى وجهت له و يفشل فى أجابتها !! .. و بذلك ينسل من موقفه المحرج بهذه الحركة ..
يا أخى الكريم أبو العباس ..
مشاركتك الأخيرة طبعا سنرد عليها ..
فور أن تجاوبنا على الأسئلة التى طرحت لك .. و أكررها لك أمام الأخوة للمرة الثالثة :
بعد أن تجاوب عن ما سئلت عنه أولا .. تكرم بعد ذلك بسؤالنا1- ما هو أسم أبو هريرة الحقيقى أسوة بنماذج الصحابة الكرام الذين شبهت حالتهم بحالته ؟
إذا أخبرتنا بحقيقة أسمه فحسنا فعلت و جزاك الله خيرا .و لا شأن لك بمدى أهمية أو حاجتنا معرفة أسمه الحقيقى فهذا شأن يخصنا . أجب الأجابة الصحيحة و لا شأن لك بأهمية الأجابة عندنا . و إن لن تستطيع فلا بأس و جاوبنا على السؤال الآخر :
فلماذا إذا نجده الوحيد الذى لا نستطيع أن نجزم بحقيقة هويته ؟
2- هل تتكرم علينا يا أخى الكريم و تورد لنا كيف ثبت عندك أن أبو هريرة كان مشهورا بين الجن ؟
3- هل تتكرم علينا يا أخى الكريم و تورد لنا نماذج من ذم أبو هريرة لبني أمية مستندا إلى مراجع زيدية ؟ . أو حتى شيعية بصفة عامة ؟ . أو حتى مراجع الأخوة المعتزلة ؟
4- هل تتكرم علينا يا أخى الكريم و تورد لنا موقف أبو هريرة من دفن الإمام الحسن مستندا إلى مراجع زيدية ؟ . أو حتى شيعية بصفة عامة ؟ . أو حتى مراجع الأخوة المعتزلة ؟
و فى أنتظار ردكم بفارغ الصبر آملين و راجين من المولى عز و جل أن يكون ملتزما بأدب الحوار
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 156
- اشترك في: السبت مايو 14, 2005 10:32 am
قاتل الله العجلة .
قد قلتُ :
أما جواب السؤال الأول الذي ذكرتَه :
فأصح ما قيل في اسمه عبد الله أو عبد الرحمن وهو على ما نسبه ابن الكلبي وغيره : ابن عامر بن عبد ذي الشرى بن طريف بن عتاب بن أبي صعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الأزدي ثم الدوسي .
فهل اكتفيت يا طنطاوي ؟!!!
ثم أنت زعمتَ أن نسبه غامضٌ ، هو طعنٌ منك في نسبه فأين الغموض في نسبه ؟!!
ننتظرك .
أما قولك :
سبحان الله ، رجلٌ معروفٌ بكنيته ونسبه وشخصه وحاله ، بل أشهر من نارٍ على علم عند الموافق والمخالف بغض النظر هل هو بعد ذلك ثقة أم كذاب ، المقصود أنه معروف للجميع والطنطاوي إلى الآن لا يقدر أن يجزم بهويته .!!!
والله لقد ضاق صدري بانغلاقٍ في الفهم أراه من رجلٍ يدعي الفهم والبحث ، ثم يقع في تعنتٍ لا طائلَ تحته ، ولا مبرر له . أشبه بـ " عنز ولو طارت " .
3
وهل أنتم عزيزي في كتب التاريخ والآثار والأحداث السالفة إلا عالةً على كتب السنة ؟!!
خلا الرافضة فلهم في ذلك كتبٌ ورواياتٌ كثيرة ، لا أستحل القول بها إلا إذا حلَّ الكذب !!
قد قلتُ :
وكأنك تظن أن أسألتك الهشة قد أعيتني عن الجواب !!!يتبع البقية لاحقاً .
أما جواب السؤال الأول الذي ذكرتَه :
فأصح ما قيل في اسمه عبد الله أو عبد الرحمن وهو على ما نسبه ابن الكلبي وغيره : ابن عامر بن عبد ذي الشرى بن طريف بن عتاب بن أبي صعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الأزدي ثم الدوسي .
فهل اكتفيت يا طنطاوي ؟!!!
ثم أنت زعمتَ أن نسبه غامضٌ ، هو طعنٌ منك في نسبه فأين الغموض في نسبه ؟!!
ننتظرك .
أما قولك :
أقول : سبحان مقسم العقول ، راجع عزيزي أقرب مبنى جوازات منك للبحث عن هوية أبي هريرة .فلماذا إذا نجده الوحيد الذى لا نستطيع أن نجزم بحقيقة هويته ؟
سبحان الله ، رجلٌ معروفٌ بكنيته ونسبه وشخصه وحاله ، بل أشهر من نارٍ على علم عند الموافق والمخالف بغض النظر هل هو بعد ذلك ثقة أم كذاب ، المقصود أنه معروف للجميع والطنطاوي إلى الآن لا يقدر أن يجزم بهويته .!!!
والله لقد ضاق صدري بانغلاقٍ في الفهم أراه من رجلٍ يدعي الفهم والبحث ، ثم يقع في تعنتٍ لا طائلَ تحته ، ولا مبرر له . أشبه بـ " عنز ولو طارت " .
أضحك الله سنك . ووهبك الفهم واللغة .2- هل تتكرم علينا يا أخى الكريم و تورد لنا كيف ثبت عندك أن أبو هريرة كان مشهورا بين الجن
3
ومن متى ألزمتُ نفسي ، أو التزمت أن آتيك ببرهان قولي من كتبكم ؟!!- هل تتكرم علينا يا أخى الكريم و تورد لنا نماذج من ذم أبو هريرة لبني أمية مستندا إلى مراجع زيدية ؟ . أو حتى شيعية بصفة عامة ؟ . أو حتى مراجع الأخوة المعتزلة ؟
4- هل تتكرم علينا يا أخى الكريم و تورد لنا موقف أبو هريرة من دفن الإمام الحسن مستندا إلى مراجع زيدية ؟ . أو حتى شيعية بصفة عامة ؟ . أو حتى مراجع الأخوة المعتزلة ؟
وهل أنتم عزيزي في كتب التاريخ والآثار والأحداث السالفة إلا عالةً على كتب السنة ؟!!
خلا الرافضة فلهم في ذلك كتبٌ ورواياتٌ كثيرة ، لا أستحل القول بها إلا إذا حلَّ الكذب !!
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 156
- اشترك في: السبت مايو 14, 2005 10:32 am