بيان صادر عن العلماء حول ما يجري من أحداث بمحافظة صعدة
Tuesday, 29 June 2004
قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إن جائكم فاسق بنبأ فتبينواأن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) [٦:الحجرات].
والقائل سبحانه: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرونبالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) صدق اللهالعظيم.
إلى فخامة رئيس الجمهورية إلى كل مسؤول في الدولة وإلىكل مؤمن ومؤمنة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن الله سبحانه وتعالى يقول: (إدع إلى سبيل ربك بالحكمةوالموعظة الحسنة) صدق الله العظيم.
إننا بدافع الأمانة والمسؤولية الملقاة على عاتقنا بالعهد المقطوع علىالعلماء من الله سبحانه في كتابه العزيز وعلى لسان نبيه المصطفى محمد صلى اللهعليه وآله وسلم بإقامة البيان والحجة إزاء أي عمل يتطلب واقعه الأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر ولبذل النصيحة لخاصة المسلمين وعامتهم واستنهاضاً للهمم والعزائمالخيَّرة في بذل الجهد والمساعي الحميدة لحقن الدماء وكف القتال وغيره قمنا نحنالعلماء الموقعين على هذا البيان بعد تشاور وبحث واستقراء لما أسفرت عنه الأحداثالجارية منذ يوم الأحد الماضي ٢/٥/1425هـ - الموافق 20/٦/2004م، حتى يومنا هذاالأحد ٩/٥/1425هـ - الموافق 27/٦/2004م، بخصوص الحملة العسكرية التي توجهت نحومران، حيدان، ضحيان، وآل الصيفي في محافظة صعدة وما نتج عن القصف العسكري على تلكالمناطق من القوات المسلحة ضد العالم حسين بدر الدين الحوثي ومن معه من مواطني تلكالمناطق حيث أدى ذلك إلى سفك الدماء وهدم البيوت وانتهاك الحرمات وفي ذلك ما يدعوللأسف والأسى ما لا يخفى على ذي لب وبصيرة يحرص على عدم إراقة الدماء واستشراءالفتن سواء كانت تلك الضحايا من المواطنين أو من أفراد القوات المسلحة، فالكل أخوةأبناء وطن واحد وقبلة واحدة وكتاب واحد ودين واحد يعبدون رباً واحداً حرم اللهالقتال فيما بينهم وأمر بالصلح والإصلاح في حالة الاختلاف والتنازع وحيث أن منواجبات العلماء الدعوة إلى إصلاح ذات البين والسعي لإيقاف استشراء الفتن وحقنالدماء وصيانة الأعراض والأموال وجمع الكلمة ووحدة الصف فإنا قد نظرنا في الأمرفوجدنا أن السبب الأول والأخير في إرسال تلك الحملة العسكرية هو إعلان التكبيروالعداء لأمريكا وإسرائيل، وحيث أن ما قد صدر من قبل من بيان في تأريخ20/٤/1425هـ، نشر في صحيفة »البلاغ« العدد »571« فإنما كان ذلك حول خلاف فقهي محضولا علاقة له بما يجري حالياً من قصف عسكري على تلك المناطق حيث استغل ذلك البيانلتبرير الحملة العسكرية واستخدم استخداماً لم نجزه ولا نقبله ديناً وقد صدر بعدهبيان مؤرخ ٤/٥/1425هـ، من العلماء الموقعين في ذلك البيان تبرأوا من علاقة البيانبالحملة العسكرية، كما أنا سمعنا أن هناك إشاعات إعلامية صاحبت القصف العسكري ومنذلك أن السيد حسين بدر الدين الحوثي نصب نفسه إماماً وأمير المؤمنين وأخرى تتهمهبادعاء النبوة، وأخرى أيضاً تدعي أنه رفع أعلام دول أخرى، وغير ذلك من الإشاعاتوقد بحثنا الأمر فوجدنا أنه قام بتكذيب ذلك ونفى صحة ما أشيع عنه، كماأنا لم نعثر على أي خبر كتابي أو تصريح صادر عنه يتعلقبفعل محرم شرعاً على أن ما سبق وصفه في البيان الأول لايجوز أن يفسر إلا من قبل من أصدروه.
وبما أن الأصل براءة الذمة فإنه يحرم سفك الدماء، وانتهاك المحرماتامتثالاً لأمر الله ورسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بل ويحرم ما هو أدنى منذلك وهو منع صاحب رأي عن إعلان رأيه ما لم يستبح به حرمة محترمة.
ولذلك فإنه يجب على القيادة السياسية برئاسة المشير/ علي عبدالله صالح -رئيسالجمهورية إيقاف الحملة العسكرية ورفع الحصار عن المواطنين هناك ومعالجة الآثارالناتجة عن استخدام تلك القوة والجنوح إلى الحوار محتكمين إلى كتاب الله وسنةرسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وندعو كافة أبناء الأمة إلى جمع الكلمة ووحدة الصف حتىلا تكون فريسة سهلة لأعدائها الذين أعلنوا عليها حرباًصليبية.
اللهم إنا قد بلغنا.. اللهم فاشهد.. حرر بتأريخه٨/٥/٥٢٤١هـ -الموافق ٦٢/٦/٤٠٠٢م.
فخامة الرئيس حفظه الله إن الله يقول: إدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظةالحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن، وهذا فرض من الله علينا أن نسلك هذه الطرق الثلاثفيرجى من فخامتكم الأمر بتوقف الحملة واستخدام ما أمرنا الله به.
صادر عن العلماء الموقعين أدناه:
- محمد محمد المنصور.
- حمود بن عباس المؤيد.
-أحمد محمد الشامي.
http://www.al-balagh.net/index.php?opti ... iew&id=439