أبو تمام وعروبة اليوم

مجلس للمشاركات الأدبية بمختلف أقسامها...
أضف رد جديد
السيف اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 9
اشترك في: الاثنين ديسمبر 22, 2003 6:33 pm

أبو تمام وعروبة اليوم

مشاركة بواسطة السيف اليماني »

هذه رائعة الشاعر المرحوم عبد الله البردوني يقال أن لها قصة طريفة حدثت حينما ألقاها في بغداد هل يعرفها أحد؟:

----------------------------------------

ما أصدق السيف! إن لم ينضه الكذب *** وأكذب السيف إن لم يصدق الغضب

بيض الصفائح أهدى حين تحملها *** أيد إذا غلبت يعلو بها الغلب

وأقيح النصر... نصر الأقوياء بلا *** فهم.. سوى فهم كم باعوا... وكم كسبوا

أدهى من الجهل علم يطمئن الى *** أنضاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا

قالوا: هم البشر الأرقى وما أكلوا *** شيئاً.. كما أكلوا الإنسان أو شربوا

ماذا جرى... يا أبا تمام تسألني؟ *** عفواً سأروي.. ولا تسأل.. وما السبب

يدمي السؤال حياءً حين نسأله *** كيف احتفت بالعدى (حيفا) أو النقب)

من ذا يلبي؟ أما إصرار معتصم *** كلا وأخزى من (الأفشين)(1) ما صلبوا

اليوم عادت علوج (الروم) فاتحة *** وموطن العرب المسلوب والسلب

ماذا قعلنا؟ غصبنا كالرجال ولم *** نصدق.. وقد صدق التنجيم والكتب

فأطفأت شهب (الميراج) انجمنا *** وشمسنا... وتحدت نارها الحطب

وقاتلت دوننا الابواق صامدة *** أما الرجال فماتوا... ثم أو هربوا

حكامنا إن تصدوا للحمى اقتحموا *** وإن تصدى له المستعمر انسحبوا

هم يفرشون لجيش الغزو أعينهم *** ويدعون وثوباً قبل أن يثبوا

الحاكمون و?واشنطن? حكومتهم *** واللامعون.. وما شعوا ولا غربوا

القاتلون نبوغ الشعب ترضيةً *** للمعتدين وما أجدتهم القرب

لهم شموخ (المثنى) (1) ظاهراً ولهم *** هوى الى ?بابك الخرمي? ينتسب

ماذا ترى يا (أبا تمام) هل كذبت *** أحسابنا؟ أو تناسى عرقه الذهب؟

هروبة اليوم أخرى لا ينم على *** وجودها أسم ولا لون.ولا لقب

تسعوت ألفاً (لعمورية) اتقدوا *** وللمنجم قالوا: إننا الشهب

قيل: انتظار قطاف الكرم ما انتظروا *** نضج العناقيد لكن قبلها التهبوا

واليوم تسعون مليوناً وما بلغوا *** نضجاً وقد عصر الزيتون والعنب

تنسى الرؤوس العوالي نار نخوتها *** إذا امتطاها الى أسياده الذئب

(حبيب) وافيت من صنعاء يحملني *** نسر وخلف ضلوعي يلهث العرب

ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي؟ *** مليحة عاشقاها: السل والجرب

ماتت بصندوق ?وضاح?(1) بلا ثمن *** ولم يمت في حشاها العشق والطرب

كانت تراقب صباح البعث فانبعثت *** في الحلم ثم ارتمت تغفو وترتقب

لكنها رغم بخل الغيث ما برحت *** جبلى وفي بطنها ?قحطان? أو ?كرب?

وفي أسى مقلتيها يغتلي ?يمن? *** ثان كحلم الصبا... ينأى ويقترب

?حبيب? تسأل عن حالي وكيف أنا؟ *** شبابة في شفاه الريح تنتحب

كانت بلادك (رحلاً)، ظهر (ناجية) *** أما بلادي فلا ظهر ولا غبب

أرعيت كل جديب لحم راحلة *** كانت رعته وماء الروض ينسكب

ورحت من سفر مضن الى سفر *** أضنى لان طريق الراخة التهب

لكن أنا راحل في غير م سفر *** رحلي دمي... وطريقي الجمر والحطب

إذا امتطيت ركاباً للنوى فأنا *** في داخلي... أمتطي ناري واغترب

قبري ومأساة ميلادي على كتفي *** وحولي العدم المنفوخ والصخب

?حبيب? هذا صداك اليوم أنشده *** لكن لماذا ترى وجهي وتكتئب؟

ماذا؟ أتعجب من شيبي على صغري؟ *** إني ولدت عجوداً.. كيف تعتجب؟

واليوم أذوي وطيش الفن يعزفني *** والأربعون على خدي تلتهب

كذا إذا ابيض إيناع الحياة على *** وجه الأديب أضاء الفكر والأدب

وأنت من شبت قبل الأربعين على *** نار (الحماسة) تجلوها وتنتخب

وتجتدي كل لص مترف هية *** وأنت تعطيه شعراً فوق ما يهب

شرقت غربت من (والٍ) الى (ملك) *** يحثك الفقر... أو يقتادك الطلب

طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت *** فيك الاماني ولم يشبع لها أرب

لكن موت المجيد الفذ يبدأه *** ولادة من صباها ترضع الحقب

?حبيب? مازال في عينيك أسئلة *** تبدو... وتنسى حكاياها فتنتقب

وماتزال يحلقي ألف مبكيةٍ *** من رهبة البوح تستحيي وتضطرب

يكفيك أن عدانا أهدروا دمنا *** ونحن من دمنا نحسو ونحتلب

سحائب الغزو تشوينا وتحجبنا *** يوماً ستحبل من ارعادنا السحب؟

ألا ترى يا ?أبا تمام? بارقنا *** (إن السماء ترجى حين تحتجب)

ديسمبر 1971م

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأدب“