"إيلاف" تلتقي المعارض اليمني الحكيمي: حوار مهم يست

أضف رد جديد
freedom
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 159
اشترك في: الثلاثاء مايو 03, 2005 7:22 am

"إيلاف" تلتقي المعارض اليمني الحكيمي: حوار مهم يست

مشاركة بواسطة freedom »

http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2005/6/69628.htm

إيلاف >> سياسة

يجب تغيير نظام اليمن جذريًا
GMT 4:00:00 2005 الخميس 16 يونيو
محمد الخامري



--------------------------------------------------------------------------------


"إيلاف" تلتقي المعارض اليمني الحكيمي:
يجب أن يتغير النظام جذريًا في اليمن

• لا أستطيع الكشف عن قيادة المعارضة الحقيقة في الداخل والخارج
• البيض هو الصانع الحقيقي للوحدة بشهادة الرئيس صالح في خطاب علني
• إذا كانت العمالة ستحقق غاياتنا النبيلة فلا باس أن نكون عملاء
• المعارضة من الخارج خيار الضرورة وليس الأصل
• اعتقد أن المهندس العطاس سيؤسس حزبًا سياسيًا وسأنضم إليه
• السفير الحسني زميل دراسة منذ 40 سنة وأنا معجب بشخصيته
• لا يوجد حزب ناصري يجسد فكر عبد الناصر في اليمن حاليًا






محمد الخامري من صنعاء: أكد السياسي اليمني البارز عبد الله سلام الحكيمي أن هناك العديد من القيادات السياسية البارزة الذين سماهم بالمعارضة الحقيقة داخل اليمن وخارجه يطالبون بتطبيق نظام الفيدرالية في اليمن، مشيرًا في هذا الحوار الخاص بـ"إيلاف" إلى أنه لا يستطيع الكشف عنهم إلى أن يتم الإعلان عن أسمائهم في وقت مناسب، مؤكدًا أن المعارضة من الخارج خيار الضرورة وليست الأصل. وتحدث الحكيمي في هذا اللقاء عن احتكاكه بالرئيس إبراهيم الحمدي وقصة اغتياله البشعة، ثم عن سبب خروجه من اليمن وتنقله بين عدد من الأحزاب، مقرًا انه في حال كانت العمالة للخارج ستؤمن له تحقيق غاياته النبيلة فلا بأس أن يكون عميلًا ولا حرج في ذلك.

وقال المناضل عبد الله سلام الحكيمي الذي هاتفته "إيلاف" إلى مقر إقامته في القاهرة إن السفير الحسني الذي حصل على حق اللجوء السياسي مؤخرًا في بريطانيا زميل دراسة له منذ 40 عامًا وإنه معجب به وبشخصيته، مؤكدًا أنه ضد الانفصال، مقرًا لكلٍ حقه في التعبير والمطالبة بقناعاته السياسية، داعيًا إلى الحوار الجاد للحفاظ على الوحدة اليمنية وفق مشروع الفيدرالية الذي من المقرر الإعلان عنه رسميًا خلال الفترة القادمة فإلى الحوار:


عبدالله سلام الحكيمي

نبذة
*مرحبًا بكم أستاذ عبد الله في هذا الحوار الخاص بشبكة "إيلاف" الإخبارية وأرجو التكرم بإعطاء القراء الكرام نبذة عن حياتكم العملية والتنظيمية والسياسية ؟
أهلًا وسهلًا بشبكة "إيلاف" التي أحرص على متابعتها واعتبرها أهم مصادري الإخبارية خصوصًا في الشأن اليمني الذي أتابعه باستمرار من الخارج، وبالعودة إلى سؤالك فأنا من مواليد 7/7/1950، وكانت بداية حياتي العملية موظفًا في جامعة صنعاء، عملت فيها مديرًا لمكتب رئيس الجامعة ورئيسًا للسكرتارية الفنية لمجلس الجامعة عام 1973.

انتقلت بعدها للعمل في مكتب رئاسة الجمهورية في الدائرة الإعلامية في بداية تأسيس المكتب ثم عينت أول رئيس تحرير لصحيفة 13 يونيو الصادرة عن القوات المسلحة آنذاك (26 سبتمبر حاليًا) وعينت بعدها وكيلًا لوزارة الإعلام والثقافة في 7/10/1978 لبضعة أيام ثم هربت بعد "انقلاب الناصريين" في 15/10/1978.

أما حياتي الحزبية فقد انتسبت إبان العمل الحزبي السري إلى التنظيم الناصري في نيسان(أبريل) 1969 ووصلت قبل الانقلاب (1978) إلى عضوية اللجنة المركزية والقيادة التنفيذية للتنظيم الذي كان اسمه آنذاك الطلائع الوحدوية اليمنية، وبعد الانقلاب توليت مسؤولية الأمين العام لجبهة 13 يونيو للقوى الشعبية اليمنية التي كانت بمثابة الغطاء التنظيمي للتنظيم الناصري والتي أسست بعد استشهاد الرئيس إبراهيم الحمدي في 11/10/1977.



*كأحد الناصريين القدماء، هل عايشت إرهاصات قيام حركة الرئيس الحمدى، وهل كان لك دور أو مساهمة فيها؟
- نعم عاصرت وعايشت إرهاصات قيام حركة 13 يونيو 1974 بقيادة الشهيد إبراهيم الحمدى ولم يكن لي أي دور أو مساهمة في قيامها لكن دوري ومساهمتي جاء بعد قيامها من خلال النشاط الإعلامي والسياسي.


الرئيس الحمدي
*هل كانت لك علاقة بالرئيس الحمدى.. وما حدودها؟
- لم يكن لي أي علاقة شخصية بالرئيس الحمدي قبل قيام حركة 13 يونيو 1974، بل كانت العلاقة سماعية حتى عام 1975 وبعد أن توليت رئاسة تحرير صحيفة 13 يونيو بفترة كان أول تعارف بيني وبين الرئيس الحمدى على طريق عام أثناء مروره بسيارته وحيدًا وتوقفه للسلام على الرائد علي الشاطر مدير التوجيه المعنوي في القوات المسلحة آنذاك (ولايزال) وكنت معه وهو الذي تولى التعريف بي لدى الشهيد الحمدي. أما الشطر الثاني من السؤال، فقد كانت علاقتي بالشهيد الحمدي حتى لحظة استشهاده علاقة قائمة على المبادئ الصرفة والقناعة الكاملة وكنت معجبًا بشخصيته كثيرًا وكان نشاطي الإعلامي يعبر عن ذلك حتى قبل أن نتعارف.

*هل شاركت في (لجان التصحيح) التي أنشأها الحمدي رحمه الله؟
- لا، لم أشارك في لجان التصحيح وإنما كنت معبرًا عنها وعن قناعتي بها من خلال النشاط الإعلامي الذي كنت أمارسه من خلال رئاستي لصحيفة 13يونيو.

*هناك من يقول أن رجال التصحيح استغلوا تلك اللجان لتحقيق مصالح شخصية، ما تعليقك؟
- ما من تجربة من تجارب العمل السياسي الإنساني تخلق منزهة عن كل عيب ومكتملة منذ البدء وقد يكون هناك أوجه قصور في التجربة شأنها شأن أي تجربة إنسانية لكن ما أعلمه يقينًا أنها كانت تمتلك جدية وتصميمًا وعزمًا أكيدًا على إحداث تغيير إيجابي للأوضاع في البلاد.

مقتل الرئيس الحمدي
*مرت علينا الأسبوع الماضي ذكرى اغتيال الرئيس الحمدي رحمه الله، بنظرك من وراء عملية الاغتيال وبتلك الصورة البشعة؟
- قتل الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي وأخاه الشهيد المقدم عبد الله الحمدي في منزل الرئيس احمد الغشمي عصر يوم 11/10/1977 حيث كان المقدم احمد الغشمي - والذي كان يشغر منصب نائب الرئيس الحمدي - يقيم حفل غذاء في منزله على شرف تعيين الوزير الجديد الشهيد عبد السلام محمد مقبل، وكان من بين حضور الحفل الأستاذ عبد العزيز عبد الغنى صالح (رئيس مجلس الشورى حاليًا) والدكتور عبد الكريم على الارياني (المستشار السياسي للرئيس صالح) والمهندس محمد احمد الجنيد (عضو مجلس الشورى) وآخرين لم أعد اذكرهم. ألح الغشمي آنذاك على الحمدي خلال مكالمة هاتفية بضرورة تشريفه الحفل، الأمر الذي اضطر الحمدي إلى الحضور بسيارته الخاصة مع سائقه ومن دون حراسة، وما أن أوصله السائق حتى انصرف. ومكث الحمدي بعد ذلك قليلًا مع المحتفلين ثم جاءه أحد الضباط وهمس في أذنه وصحبه إلى داخل المنزل. اعتذر الحمدي من الحضور عن عدم تناول الغذاء معهم مازحًا "نحن العسكريين لدينا قضايا تخصنا لا علاقة للمدنيين بها". دخل بعدها إلى المنزل، وكان أخوه الشهيد عبد الله الحمدي قد سبق استدراجه إلى منزل الغشمي قبل ذلك وقتله.

نقلت جثتيهما بعدها إلى منزل مجاور لمنزل المقدم أحمد الغشمي، كانت إدارة العلاقات العامة للقوات المسلحة استأجرته مسبقًا كمسكن لخبراء عسكريين أردنيين وبعلم الرائد محمد الآنسي الذي كان يعمل آنذاك سكرتيرًا شخصيًا للمقدم احمد الغشمي، وجئ بجثتين لفتاتين فرنسيتين مقتولتين ووضعتا إلى جانب الجثتين الخاصتين بالشهيدين الحمدى وأخيه عبد الله في عملية حقيرة ولا أخلاقية بالغة السفالة والوضاعة.

لقد كانت هذه الجريمة ضربة للمشروع الوحدوي الذي كان الزعيمان إبراهيم الحمدي وسالم ربيع علي سالمين (رئيس الشطر الجنوبي آنذاك) على وشك إعلانه. هذا كل ما أستطيع قوله ولا تسألني عن شئ أكثر من ذلك.

تفاصيل انقلابنا على صالح
*تكرر خروجكم من اليمن وكان خروجكم الأول عقب الانقلاب الناصري على الرئيس علي عبد الله صالح بداية حكمه أواخر سبعينيات القرن الماضي، ممكن تعطينا نبذة عن ذلك الانقلاب وما دوركم فيه؟ وعن تلك المرحلة وقصة خروجكم ثم عودتكم للعمل مع النظام مرة أخرى؟
-الحديث عن انقلاب الناصريين "الذي كنت واحدًا منهم" شرحه يطول كثيرًا، وعمومًا فإننا لم نكن نضمر سوءًا لشخص الرئيس علي عبد الله صالح من وراء ذلك الانقلاب الذي كنا قد انهينا جميع الترتيبات الخاصة به حين جاء الرئيس إلى الحكم، وكانت قيادة التنظيم قد اتفقت على انه في حالة نجاح الانقلاب سيتم تدبير طريقة لتمكين الرئيس صالح من مغادرة البلاد سالمًا إلى أي بلد يريده لأنه لم يكن لدينا أي نزوع إلى القتل وكنا شديدي الحرص على أن يكون انقلابًا أبيض، ولهذا فانه عندما بدأت الأمور تتضح أن الانقلاب سيفضي إلى مواجهة مسلحة دامية اتخذ الأمين العام للتنظيم (عيسى محمد سيف) قرارًا فوريًا بإنهاء الحركة الانقلابية وإيقافها نهائيًا.

*كيف عرفتم أن الانقلاب سيتحول إلى مواجهة مسلحة دامية؟
- اتخذ الرائد نصار علي حسين الجرباني الذي كان قائد اللواء الخامس مشاة ورئيس المجلس العسكري الأعلى للحركة قرارا مفاجئًا لأعضاء المجلس العسكري وقيادة التنظيم بالتحرك لتنفيذ الانقلاب ليلة 15 أكتوبر74، وعند منتصف الليل بدأ التحرك حسب الخطة الموضوعة، حيث تمت السيطرة على مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة ومن ضمنها غرفة العمليات والاتصالات العسكرية، ومطار صنعاء الدولي والمطار الحربي ومبنى الإذاعة والتلفزيون والاتصالات التليفونية ومداخل العاصمة ومفارق طرقها العامة، ولم يبدأ الموقف بالتحول إلا عند بدايات ضوء الفجر عندما تمكنت بعض القيادات العسكرية من دخول بعض التشكيلات العسكرية الخاضعة لقيادتها وهي محدودة، وتسييرها في تحرك مضاد، حيث بدأت تسمع أصوات قذائف مدفعية الدبابات وصواريخ الـ(R.B.G) والرشاشات على نطاق محدود ولفترة قصيرة، وهنا قرار الأمين العام إيقاف الانقلاب وإنهائه تفاديًا لسفك الدماء، وعند الفترة ما بين الساعة التاسعة والعاشرة صباحا كان كل شيء قد انتهى.

أما عن خروجي من اليمن فقد كان هروبًا اضطراريًا للنجاة والعودة كانت ضمن عودة جماعية بعد مفاوضات بين الناصريين والنظام تولاها عن النظام كلًا على حده الأستاذ عبد العزيز عبد الغنى والدكتور حسن مكي والشهيد الوطني الكبير مجاهد أبو شوارب والأستاذ قاسم بن على الوزير الذي كان آنذاك عضوًا في المجلس الاستشاري، وكانت تلك العودة بناء على عفو عام أصدره النظام لكن تلك العودة بالنسبة لي لم ترتبط بالعمل مع النظام إطلاقًا.


الإصلاح لم يقبلني
*تنقلتم كثيرًا في العديد من الأحزاب كان أبرزها الناصري واتحاد القوى الشعبية ثم حزب التجمع اليمنى للإصلاح.. لماذا هذا التنقل وهل كان عن قناعة أم هي تجربة ومرحلة سياسية فقط؟
- المسار العام لحياتي السياسية كان بالأساس ناصريًا أما اتحاد القوى الشعبية فلم امكث فيه سوى عام واحد فقط وانسحبت منه دون ضجيج وأما ما يتعلق بالتجمع اليمنى للإصلاح فقد كنت حين طلبت الانضمام إليه بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة مقتنعًا وصادق النية فيه وطلبت أن أكون عضوًا عاديًا فيه فقط، والواقع اننى كنت معجبًا بأدائه السياسي والتنظيمي واستقامة كوادره الأخلاقية والعملية أثناء الانتخابات لكن الإصلاح للأسف الشديد لم يقبلوا بي عضوًا معهم وهذا حق لهم وأنا احترمه، هذا كل ما في الأمر.

* إلى أي حزب من الأحزاب الناصرية انتميت في اليمن؟ وما رأيك بالطيف الناصري المتعدد؟ وأيهم الذي يحمل ويعبر عن فكر عبد الناصر؟
- انتميت إلى التنظيم الناصري الذي كان موحدًا باسم "الطلائع الوحدوية اليمنية" أما تعدد الأشكال الناصرية فيما بعد فهو ناتج إما عن أمزجة وأهواء شخصية أو جراء تدخلات من قبل الأجهزة الاستخباراتية المحلية، ولا اعتقد أن هناك الآن من الناصريين من يجسد الجوهر الحقيقي لفكر ونهج وتجربة عبد الناصر على نحو كامل.

*كنتم عضوا في اللجنة العليا للانتخابات إبان الفترة الانتقالية.. كيف كانت تلك اللجنة مقارنة بما لحقها وهل كان فيها نوع من التوازن آنذاك؟
- اللجنة العليا للانتخابات التي تشكلت أثناء الفترة الانتقالية لم يكن بها توازن سياسي فحسب بل كانت تتشكل بواقع ثلث أعضائها يمثلون الحزبين الحاكمين آنذاك الحزب الاشتراكي اليمني والمؤتمر الشعبي العام وثلثين يمثلون أحزاب المعارضة والمستقلين، ولهذا كانت انتخابات 1993م بفعل تلك التركيبة المتميزة للجنة العليا للانتخابات محققة لأقصى قدر ممكن من النزاهة والشفافية.



وساطتي مع الحوثي
*كنتم أحد أعضاء لجنة الوساطة التي شكلها الرئيس صالح للحوار مع حسين بدر الدين الحوثي وذهبتم إلى صعده.. هل ممكن نتحدث عن تلك المرحلة؟
- لم تكن تلك اللجنة لجنة للوساطة في حقيقة الأمر ولكنها كانت عبارة عن مسرحية وألعوبة أراد النظام بها أن تكون وسيلة غير أخلاقية للإيقاع بالسيد حسين بدر الدين الحوثي وقتله وفى اقل تقدير انتزاع موقف من اللجنة يعطى ذريعة أو مشروعية لعدوان النظام العسكري على جماعة الحوثي.

*ما رأيكم في تجدد المواجهات مع بدر الدين الحوثي.. وما موقفكم منها ؟
- جماعة الحوثي سواء السيد حسين بدر الدين الحوثي أو العلامة السيد بدر الدين الحوثي أو الشيخ عبد الله عيظة الرزامى والآلاف من أنصارهما جماعة لها عقيدة وتملك مشروعًا ولا أعتقد أن بمقدور النظام مهما بلغ استخدام قوته العسكرية أن ينهيها والواقع أن جماعة الحوثي كان لها منذ البدء موقفًا ثابتًا لا يجيز استخدام العنف أو اللجوء إلى الإرهاب في نشر دعوتها ولم يقوموا بأي أعمال إرهابية أو استخدام العنف في أي يوم من الأيام ولكنهم وجدوا أنفسهم وقوات الجيش بمختلف أنواعها من طيارات ودبابات وصواريخ ومدفعية تحاصرهم بما في ذلك كما يقال استخدام أسلحة كيميائية ولم يكن أمامهم سوى الدفاع عن أنفسهم بأسلحة شخصية في الغالب تتوفر لدى الغالبية الساحقة من قبائل اليمن وقتلوا على عتبات مساكنهم ولم يكن هناك مبرر لهذه الحرب التي بلغت خسائرها حجمًا مهولًا من أفراد الجيش والمواطنين الأبرياء وجماعة الحوثي تزيد عن عشرين ألف بين قتيل وجريح وهدمت قرى بكاملها ودمرت مدارس ونهبت ممتلكات بما فيها ممتلكات عامة وزج بالآلاف في السجون ومنهم من مات تحت تأثير التعذيب في السجون.

وحل المشكلة في اعتقادي بسيط للغاية يتمثل في انسحاب قوات الجيش من المنطقة وإطلاق سراح المعتقلين وإصلاح الأضرار وكل شئ سينتهي تلقائيًا وفورًا وأنا أؤكد ذلك يقينًا.
معارضة الخارج
*ما الذي حملكم على الخروج من اليمن مؤخرًا.. وما الهدف من الخروج.. وهل ستؤسسون معارضة في الخارج؟
- الخروج كان ضرورة شخصية إنسانية بالنسبة لي فأنا إنسان لا أستطيع تحمل ما أراه والمسه واسمعه من ممارسات تجعل الولدان شيبًا، أما عن تأسيس معارضة فحتى الآن لا أرى في الأفق مؤشرات على مثل هذا الاتجاه لكنها قد تأتى مستقبلًا.

*هناك من يعتبر المعارضة من الخارج نوع من العمالة طالما وهى متاحة من الداخل.. كيف تردون على هذا الرأي ؟
- المعارضة في الخارج هي خيار الضرورة وليست الأصل فالغالبية العظمى من المعارضين في الخارج "على قلتهم" إنما يعبرون أساسًا عن قوى فعلية في الداخل ظاهرة ومستترة، لكن الضرورة فرضت عليهم وعلى القوى التي يمثلونها النزوح للخارج للتعبير بقوة وبصوت مسموع وفى جو آمن عن آراء القوى التي يمثلونها، فأنت تعرف والكثير يعرف أساليب الأجهزة أقصد أجهزة النظام في التخلص من مناوئيهم الذين يحسون بأنهم يمثلون خطورة على النظام، فمرة يقولون مختل عقليًا قام بالتصفية وأخرى يوكلون لها أصولي متطرف وثالثة إلى خلافات أو ثارات شخصية ورابعة لحادث مروري وهكذا دواليك فعندما لا تجد الأمن لنفسك ولفكرك ولرأيك ولعقيدتك في وطنك فلم لا تهاجر "قالوا كنا مستضعفين في الأرض قال أولم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها"صدق الله العظيم.

أما الحديث عن العمالة فهذه أصبحت اسطوانة قديمة لم تعد تثير سوى الضحك والشفقة فالذين يتهمون الآخرين غرقوا اليوم ولا يزالون بالعمالة للغرب إلى قمة رؤوسهم واستخدموا تلك العمالة ضد شعوبهم ومعارضيهم، والحق أقول انه إذا كانت العمالة التي يتهموننا بها اليوم ستكون الوسيلة الناجحة لتحقيق غايتنا النبيلة في الإصلاحات الديمقراطية الجذرية "السياسية والمالية والإدارية والاجتماعية" فلا بأس أن نكون عملاء ولا نشعر بأي حرج من ذلك فالعبرة بالنتائج.

مشروع الفيدرالية
*سمعنا عن مشروع تنوون الإعلان عنه لإصلاح الأوضاع في اليمن، ما هو هذا المشروع وما ابرز نقاطه ؟
- نعم سيدي لدى مشروع محدد في معالمه وإطاره العام وهو مشروع لإنقاذ وطني قبل فوات الأوان حيث أصبحت هناك العديد المخاطر الجسيمة التي باتت تحيط ببلادنا مهددة الكيان الوطني لشعبنا بسبب سوء الإدارة وفسادها الذي امتد راسيا وأفقيًا ليشمل كل مناحي الحياة بحيث لا مخرج من دوامة الأزمات المتواصلة إلا بالأخذ بالنظام الفدرالي في إدارة الدولة والمجتمع قبل أن نجد وطننا ممزق أشلاء وكتصور أولى لإصلاح مسار الوحدة والمحافظة عليها رأينا أن تقسم البلاد إداريًا إلى أربع ولايات أو مقاطعات أو أقاليم كالتالي:
(1) إقليم حضرموت يتكون من محافظات المهرة وحضرموت وشبوة ومأرب وأبين والبيضاء.
(2) إقليم عدن يتكون من محافظات لحج وعدن وتعز والضالع وأب.
(3) إقليم صنعاء يتكون من محافظات صعدة والجوف وعمران وصنعاء وذمار.
(4) إقليم تهامة يتكون من محافظات حجة والحديدة وريمه والمحويت

يقسم كل إقليم أو منطقة أو ولاية إلى محافظات ومديريات يكون لكل إقليم أو ولاية أو منطقة حكومة وبرلمان محليين منتخبين وكذا لكل محافظة سلطة تنفيذية ومجلس شعب منتخبين.

يتكون البرلمان الفدرالي من مجلسين منتخبين أحدهما تمثل المقاطعات فيه بشكل متساو والآخر يكون التمثيل فيه بحسب عدد السكان. يكون النظام السياسي السائد برلمانيا وليس رئاسيًا بحيث تكون الحكومة هي صاحبة السلطة التنفيذية بالكامل وتخضع للمسائلة والمحاسبة أمام البرلمان. يجوز لكل مقاطعة أو إقليم أن يطلب الانفصال بطلب يقدمه ثلاثة أرباع أعضاء البرلمان المحلى إلى المحكمة الفدرالية العليا ويجرى تنظيم استفتاء فى الإقليم ويصبح الإقليم منفصل بموافقة ثلاثة أرباع ناخبيه.

تكون هناك فترة انتقالية مدتها لا تقل عن خمسة وعشرين عاما يجرى فيها تداول المناصب القيادية العليا (رئيس الحكومة الفدرالية، رئيس الجمهورية، رئيس البرلمان الفدرالي) بين الأقاليم الأربعة إلى أن يتم استكمال البنية المؤسساتية للدولة والفصل بين السلطات واستقلال القضاء ثم تكون هذه المناصب الثلاثة بالانتخاب دون شرط تداولها بين الأقاليم.

*إصلاح مسار الوحدة مصطلح فضفاض.. ما الهدف منه بالضبط والى من موجه تحديدًا ؟
- الذين يوجهون نداءات إلى النظام لإصلاح نفسه يضيعون وقتهم ويهدرون جهدهم فالنظام يجب أن يتغير جذريًا في حقيقة الأمر إما أن تطالب من فاقد الشئ شئ فلن يعطيك شيئًا لأنه لا يملك شئ في هذا الصدد.

*كان هناك حديث على الفدرالية عام 1994م ونادى بها أحد قادة الحزب الاشتراكي، هل هناك رابط بين دعوتك وتلك الدعوة من حيث الأشخاص أو الفكرة المطروحة لليمن تحديدًا؟

- كان الأستاذ سالم صالح محمد وهو أحد القيادات الوطنية البارزة قد طرح الفدرالية كشعار فقط عام 1994 لكنه جوبه بحملة شعواء من الأبواق الجاهلة واضطر إلى لزوم الصمت، أما مشروعنا كما ترى فهو محدد في معالمه وفى إطاره العام ويقدم بعض الآليات العملية وهو مجرد فكرة ننوى طرحها لنقاش وطني مفتوح وحر قريبًا.

قيادات المعارضة
*هل ممكن نعرف من هم الشخصيات القيادية الذين يطالبون بهذا النظام ؟
- إن ما أطرحه لا يمثل وجهة نظر شخصية فحسب بل إنها تعبر عن قوى معارضة حقيقية وفعالة وواسعة وشخصيات سياسية ذات ثقل سياسي كبير داخل اليمن وخارجه لكني لا أستطيع الحديث عنها تفصيلا أو الكشف عنها إلى أن يتم الإعلان عنها في الوقت المناسب.

*سمعنا بأنكم على تواصل مستمر مع بعض قيادات المعارضة في الخارج أمثال السفير الحسنى والعطاس والبيض وغيرهم.. هل تنطلقون من قاعدة واحدة أم إنكم تنظيم واحد ؟
- نعم هناك اتصالات لكنها ليست منتظمة فمثلًا بالنسبة للزعيم الوطني البارز الأستاذ على سالم البيض تم أول اتصال بيننا على الإطلاق قبل أسابيع قليلة مضت وكان موضوعه شخصي بحت، وبحسب رأيي كما هو رأى الكثيرين أن البيض هو الصانع الحقيقي للوحدة وبشهادة فخامة الرئيس على عبد الله صالح في خطاب علني، أما المهندس حيدر أبو بكر العطاس فتتم أحيانًا اتصالات ولقاءات بين فترة وأخرى وأنا شديد الإعجاب به كرجل دولة من الطراز الرفيع.

أما السفير اللواء احمد عبد الله الحسنى فكل الاتصالات بيننا تمت مؤخرًا عبر الهاتف وان كنت اذكره منذ أكثر من أربعين عامًا عندما كنا طلبة في المرحلة المتوسطة بمنطقة التواهى عدن وكنا زملاء دراسة فيما اذكر ومعنا الشهيد احمد حسين موسى قائد القوات الجوية الذي اعدم بعد أحداث 13 يناير 1986م، والاتصالات التي أشرت إليها مع العطاس والحسنى تدور حول هموم واهتمامات مشتركة لكنها لم تقترب من فكرة إقامة تنظيم ولا أخفى عليك اننى أصبحت اشعر بعقدة نفسية تجاه العمل الحزبي ولا أريد أن ادخل في تجربة جديدة غير مضمونة النتائج، لكنى سمعت إشاعات لست متأكدًا منها أن المهندس حيدر العطاس ينوى تأسيس حزب فإن كان ذلك صحيحًا فإنه حينها سيكون شرفًا لي أن أكون معه دون قيد أو شرط لثقتي المطلقة به هذا إذا ما قبلني، ولا شك أن آخرين كثيرين سيكونون ضمن إطار الحوار لغاية كهذه.

أكره الانفصال ولكل قناعته
* المعروف أن اللواء الحسنى وتنظيمه (تاج) يدعو إلى الانفصال والتشطير فهل توافقونه في ذلك ؟
- أنا اعرف اللواء احمد عبد الله الحسنى عبر اتصالات هاتفية كما قلت لك وعبر متابعتي لمواقفه ومعرفتي بقدراته الثقافية والسياسية وملكاته القيادية المتميزة واشعر بأني أجد صدى لبعض جوانب من شخصيتي في شخصيته وأنا معجب به حقيقة، أما (تاج) فأعترف اننى لم اقرأ أي أدبيات لها أو برامج ومع ذلك فأنا مع حق كل فرد أو جماعة في أن تتخذ ما تشاء من آراء وأفكار ومواقف ولا يحق لأحد أن يفرض على الآخرين خياراته فإذا كانوا يريدون أو يدعون إلى الانفصال فذلك موقفهم وهذا حقهم والآخرين لهم نفس الحق والمسألة تحسمها الديمقراطية الحقيقية وليست المزايدة، وان كنت اكره الانفصال وامقته لكنها تبقى قناعات وحقوق يجب سماعها.

* هل تناضلون في الجانبين (الدفاع عن الوحدة من أنصار الانفصال، وإصلاح مسارها من الذين أساءوا استخدامها)؟
- نحن واقعين للأسف الشديد بين وحدويين مهرجين فهموا الوحدة على أنها وحدة لإقطاعية خاصة بهم ولأقاربهم ومقربيهم ومطبليهم يديرون الوحدة بعقلية الفساد والإفساد والتخلف وبين قوى اضطرت إلى الأخذ بخيار الانفصال كرد فعل للبديل الأسوأ الذي نشأ بعد الوحدة، كيف نخرج من هذا المأزق، في اعتقادي انه لا مخرج إلا بالحوار والحوار المفتوح دون إرهاق أو تخوين أو تكفير ولم يعد أمامنا من مخرج إلا بصيغة فدرالية حقيقية تنهى احتكار السلطة وتقضى على الفساد والفوضى وإلا فإن الطوفان قادم لا محالة ولا يعلم إلا الله ماذا سيأخذ وماذا سيذر.

* كلمة أخيرة تودون قولها في ختام الحوار ؟
- الكلمة الأخيرة التي أود قولها اننى قد قلت ما قلت وان بدا عليه شئ من الحدة انطلاقا من الصدق مع النفس ولمصلحة الوطن قبل كل شئ، الوطن الذي نسعى إلى إنقاذه من مصير مجهول ونخرجه من النفق المظلم الذي أشار إليه الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر حفظه الله وآمل من النظام ومشايعيه أن يتعودوا على الحوار الحر المفتوح مع آراء المواطن والقوى السياسية ويتعاملوا معه بعقل مفتوح وصدر واسع بعيدًا عن غوغائية الاتهامات والتشنجات والتي لم تعد تجدي شيئًا، وحسبنا أنا قد بلغنا، اللهم فاشهد.

أضف رد جديد

العودة إلى ”متابعات حرب صعدة“