دراسة فى الأصول الإسرائيلية لروايات أبو هريرة

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أحمد شريف طنطاوى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 199
اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 2:29 pm
مكان: مصر

وقوف الشمس

مشاركة بواسطة أحمد شريف طنطاوى »

الأخوة الكرام :

فى البدء أقترحت على الأخ أبو العباس أن نبدأ بروايتين هما ( أن الله خلق آدم على صورته ) و ( أن يوشع أمر الشمس أن تقف ليطول اليوم قليلا ) ..

أعتقد أن الرواية الإسرائيلية الثانية التى نسبها أبو هريرة لرسول الله التى تدور حول يوشع بن نون و كيف أنه أمر الشمس أن تقف كى يطول اليوم قليلا من التهافت بحيث أنها سرعان ما ستنهار تحت أقل وطأة من النقد العلمي .
لذا أود أن نفحصها سويا للأجهاز عليها و الأنتهاء منها سريعا . فهى كما أعتقد لن تحتمل سوى جولة واحدة . و لا أعتقد أن أحدا سيحاول أن يجد لها تأويلا ننفذ منه إلى أن رسول الله قد قال تلك الأسطورة حقا ...

نص رواية أبو هريرة كاملا :
فى صحيح البخاري – كتاب فرض الخمس :
عن محمد بن العلاء الهمدانى ( المتوفى 248 هـ ) عن عبد الله بن المبارك ( المتوفى 181 هـ ) عن معمر بن راشد الأزدى ( 154 هـ ) عن همام بن منبه الصنعانى ( المتوفى 132 هـ ) عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها ولا أحد بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها ولا أحد اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر ولادها فغزا فدنا من القرية صلاة العصر أو قريبا من ذلك فقال للشمس إنك مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علينا فحبست حتى فتح الله عليه فجمع الغنائم فجاءت يعني النار لتأكلها فلم تطعمها فقال إن فيكم غلولا فليبايعني من كل قبيلة رجل فلزقت يد رجل بيده فقال فيكم الغلول فليبايعني قبيلتك فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده فقال فيكم الغلول فجاءوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب فوضعوها فجاءت النار فأكلتها ثم أحل الله لنا الغنائم رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا

و فى مسند أحمد حدد أسم النبى بأنه يوشع ( الذى هو أيضا يشوع ) :
عن أسود بن عامر ( المتوفى 208 هـ ) عن أبو بكر بن عياش الأزدي ( المتوفى 193 هـ ) عن هشام بن حسان الأزدى ( المتوفى 148 هـ ) عن محمد بن سيرين ( المتوفى 110 هـ ) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس .

و جاء فى فتح الباري بشرح صحيح البخاري لأحمد بن حجر العسقلانى الشافعي ( 773 – 852 هـ ) شرحا للحديث :

قَوْلُهُ : ( اللَّهُمَّ اِحْبِسْهَا عَلَيْنَا ) فِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ " اللَّهُمَّ اِحْبِسْهَا عَلَيَّ شَيْئًا " وَهُوَ مَنْصُوبٌ نَصْبَ الْمَصْدَرِ , أَيْ قَدْرَ مَا تَنْقَضِي حَاجَتُنَا مِنْ فَتْحِ الْبَلَدِ , قَالَ عِيَاضٌ : اُخْتُلِفَ فِي حَبْسِ الشَّمْسِ هُنَا , فَقِيلَ رُدَّتْ عَلَى أَدْرَاجِهَا , وَقِيلَ وُقِفَتْ , وَقِيلَ بُطِّئَتْ حَرَكَتُهَا , وَكُلُّ ذَلِكَ مُحْتَمَلٌ وَالثَّالِثُ أَرْجَحُ عِنْدَ اِبْنِ بَطَّالٍ وَغَيْرِهِ

و جاء فى صحيح مسلم بشرح النووي :

قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَقَالَ لِلشَّمْسِ : أَنْتِ مَأْمُورَة وَأَنَا مَأْمُور , وَاَللَّهُمَّ اِحْبِسْهَا عَلَيَّ شَيْئًا فَحُبِسَتْ عَلَيْهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّه الْقَرْيَة ) قَالَ الْقَاضِي : اُخْتُلِفَ فِي حَبْس الشَّمْس الْمَذْكُور هُنَا , فَقِيلَ : رُدَّتْ عَلَى أَدْرَاجهَا , وَقِيلَ : وُقِفَتْ وَلَمْ تُرَدّ , وَقِيلَ : أُبْطِئَ بِحَرَكَتِهَا , وَكُلّ ذَلِكَ مِنْ مُعْجِزَات النُّبُوَّة . قَالَ : وَيُقَال : إِنَّ الَّذِي حُبِسَتْ عَلَيْهِ الشَّمْس يُوشَع بْن نُون

أما النص الإسرائيلي الذى هو مصدر تلك الرواية ففى سفر يـشـوع أصحاح 10 : 12-14 :

12فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي هَزَمَ فِيهِ الرَّبُّ الأُمُورِيِّينَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، ابْتَهَلَ يَشُوعُ إِلَى الرَّبِّ عَلَى مَسْمَعٍ مِنَ الشَّعْبِ: «يَاشَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ، وَيَاقَمَرُ عَلَى وَادِي أَيَّلُونَ».
13فَثَبَتَتِ الشَّمْسُ، وَتَوَقَّفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الْجَيْشُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هَذَا مُدَوَّناً فِي كِتَابِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تُسْرِعْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِلٍ. 14وَلَمْ يَحْدُثْ نَظِيرُ ذَلِكَ الْيَوْمِ لاَ مِنْ قَبْلُ وَلاَ مِنْ بَعْدُ، فِيهِ اسْتَجَابَ الرَّبُّ دُعَاءَ إِنْسَانٍ، لأَنَّ الرَّبَّ حَارَبَ حَقّاً عَنْ إِسْرَائِيلَ.

الجدير بالذكر . إن سفر يشوع هذا هو أحد الأسفار التاريخية ضمن العهد القديم و ليس من أسفار التوراة الخمسة ...
و لا يعرف على وجه اليقين من هو كاتبه !!.
فهناك من ينسبه إلى يشوع بن نون نفسه إلا أننا نجد فى آخر السفر ما نصه (وَمَا لَبِثَ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ مَاتَ يَشُوعُ بْنُ نُونٍ عَبْدُ الرَّبِّ، وَقَدْ بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ مِئَةً وَعَشْرَ سَنَوَاتٍ، 30فَدَفَنُوهُ فِي أَرْضِ مِيرَاثِهِ فِي تِمْنَةَ سَارَحَ ) فيفهم أن كاتبه ليس يشوع نفسه ...
و هناك من ينسبه إلى صموئيل..
و هناك من ينسبه إلى عزرا ...

التعليق العلمي على تلك الأسطورة الإسرائيلية :

هذه الأسطورة الإسرائيلية التى زعم أبو هريرة أن رسول الله قالها ناقلا ذلك عن أسفار بنى إسرائيل طبعا لا وجود لها إلا فى خيال من نسجها . فتصور أنه كى يطول اليوم يجب عى الشمس أن تقف أو تبطئ من حركاتها !! أنما ذلك كان حدود أدراك البشر فى تلك الأزمنة السحيقة الذين تصوروا أن الشمس هى التى تدور حول الأرض الثابتة مسببة بذلك الليل و النهار .
طبعا الآن و فى عصرنا الحاضر أتضحت الأسباب العلمية و الفلكية المسببة لحركة الليل و النهار . لو كانت حتى تلك المعجزة الأسطورية قد حدثت جدلا لكان يشوع بن نون قد أمر الأرض أن تقف ليطول اليوم لا أن يأمر الشمس !

لكن تحقيقا لمبدأ عدالة حرية الرأى و الرأى الآخر نلتمس من الأخ أبو العباس التعليق عليها ..
فإذا كنت يا أخى أبو العباس تعتقد أن تلك الرواية قد خرجت فعلا من فم رسول الله كما قال أبو هريرة . فهل عندك أدوات عقلية لتقنعنا بذلك ؟

و السلام عليكم
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

الشريف العربي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 310
اشترك في: الخميس إبريل 21, 2005 12:54 pm
مكان: جزر القمر
اتصال:

اخي طنطاوي

مشاركة بواسطة الشريف العربي »

الأخ العزيز احمدشريف طنطاوي رضي الله عنكم وعن كلامكم الذي ينم عن علم غزير نفع الله بكم الأمة ياخي ، كل كلامك حكم ودرر وعلم غزير انا استفد منكم كثيرا جدا جدا ياخي انت جعلت لي اسس لحوار عقلاني جدا وفعلا لو كان لابد من معجزة لقال النبي يوشع ان يوقف الارض عن الدوران وليس الشمس هذا دليل على عدم تحكيم العقل والمنطق والقرآن على احاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم صراحة يااحمد طنطاوي انت تذهلني كل يوم بكلامكم لانه ليس الا حق وليس كذب ولا افتراء وجعلك الله للحق وحشرك مع اهل الحق يوم القيامة ومهما كان صدقني انهم لن يقتنعو بصحة كلامكم ابد اعرفهم جيدا يؤمنو بصحة البخاري ومسلم ولو على حساب القرآن لانه اصبح شي مقدس واجب التصديق وانا من يرى ان البخاري ومسلم ليسو على حق فهو منحرف ومتبدع لانه هو كلام الرسول وكلام الرسول صلى الله علية وآله وسلم حق وهو من كلام الله ، دعهم يمشون الى هاويتهم حتى يوم من الايام ينكشوفو ويقولو هذا ماعلمنا به علمائناوكبرائنا ونحن مشينا زي الخراف حسب مايقولون بدون تفكير ولا علم ولا مراجعة خروف فقط يتبع بدون وعي ولا منطق ولا عقل
آخر تعديل بواسطة الشريف العربي في الأحد يونيو 12, 2005 10:58 am، تم التعديل مرة واحدة.
قال عليه السلام: وَمَنِ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ هَلَكَ، وَمَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا.
سلامي للجميع الرسي الهاشمي

معاذ حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 212
اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
مكان: جدة
اتصال:

مشاركة بواسطة معاذ حميدالدين »

الأخوين واصل وأحمد سلام الله عليكما ورضي عنكما وأرضاكما،

ما طرحته أنا هو جواب لسؤال الأخ المعتمد في التاريخ عن إحتمال وجود معنى آخر للحديث على افتراض صحته، وهو قولي لمن ديدنه قبول مثل هذه الأخبار بأن عليه أن يفهمها بما لا يقدح في تنزيه الله عز وجل وبما يوافق العقل والمنطق واللغة. والمشكلة التي أراها أن البعض يجد قبولاً لمثل هذه الأخبار لموافقتها إعتقاده بالله من تجسيم وتشبيه تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا بل ويجعلها من الإستدلالات على مذهبه الباطل في ذلك. ﴿لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ﴾﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾﴿وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ﴾.

أحمد شريف طنطاوى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 199
اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 2:29 pm
مكان: مصر

تعقيب

مشاركة بواسطة أحمد شريف طنطاوى »

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة الكرام :

سأل الأخ أبو العباس :
لو روى هذه الأحاديث غير أبي هريرة فهل يعد ذلك الصحابي الآخر كذابا مثله ، أم أن ذلك يؤكد أن أبا هريرة صادقٌ فيما قاله كونه لم ينفرد ؟
فأجابته :
هذا لا يؤكد أن أبا هريرة صادق فيما قاله . و لا يعد الصحابي الآخر كذابا .
لماذا :
لأن الدراسة عن الأصول الإسرائيلية لتلك الروايات . و أنها أصلا مأخوذة عن أسفار بنى إسرائيل . فيجب علينا فحص الروايات عن طرق الآخرين إن وجدت . فأنا لم أقل أن أبو هريرة هو المصدر الوحيد لواقع الإسرائيليات المتفشية بين أهل السنة ..
ثم أستفضت له شرحا ... فيرجى الرجوع لتعليقى السابق

و لقد رأيت أنه من المفيد أن أشفع ردي النظري هذا بنموذج عملي أشارككم فيه :

جاء فى : صحيح البخارى – كتاب بدء الخلق – باب صفة الشمس و القمر

حدثنا مسدد بن مسرهد الأسدي حدثنا عبد العزيز بن المختار الدباغ حدثنا عبد الله بن فيروز الداناج قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
الــشــمــس و الـقـمـر مـكـوران يـوم الـقـيـامة
و الرواة كلهم من الثقات :
مسدد بن مسرهد الأسدي ( المتوفى 228 هـ ) : قال عنه يحيي بن معين ثقة ثقة
عبد العزيز بن المختار الدباغ : قال عنه يحيي بن معين ثقة
عبد الله بن فيروز الداناج : قال عنه أبو زرعة الرازي ثقة
أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ( المتوفى 94 هـ ) : قال عنه أبو زرعة الرازي ثقة إمام
حديثا متصلا مرفوعا بسند كله من الثقات أخرجه البخاري و أنفرد به

و جاء فى فتح الباري بشرح صحيح البخاري لأحمد بن حجر العسقلانى الشافعي ( 773 – 852 هـ ) شرحا للحديث :

قَوْلُهُ : ( مُكَوَّرَانِ ) زَادَ فِي رِوَايَة الْبَزَّار وَمَنْ ذَكَرَ مَعَهُ " فِي النَّار , فَقَالَ الْحَسَن : وَمَا ذَنْبهمَا ؟ فَقَالَ أَبُو سَلَمَة أُحَدِّثك عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُول وَمَا ذَنْبهمَا " قَالَ الْبَزَّار لَا يُرْوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَة إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْه اِنْتَهَى .
وَأَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى مَعْنَاهُ مِنْ حَدِيث أَنَس وَفِيهِ " لِيَرَاهُمَا مَنْ عَبَدَهُمَا " كَمَا قَالَ تَعَالَى ( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ) . وَأَخْرَجَهُ الطَّيَالِسِيُّ مِنْ هَذَا الْوَجْه مُخْتَصَرًا .
وَأَخْرَجَ اِبْن وَهْب فِي " كِتَاب الْأَهْوَال " عَنْ عَطَاء بْن يَسَار فِي قَوْله تَعَالَى ( وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ) قَالَ : يُجْمَعَانِ يَوْم الْقِيَامَة ثُمَّ يُقْذَفَانِ فِي النَّار ,
وَلِابْنِ أَبِي حَاتِم عَنْ اِبْن عَبَّاس نَحْوه مَوْقُوفًا أَيْضًا ,
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : لَيْسَ الْمُرَاد بِكَوْنِهِمَا فِي النَّار تَعْذِيبهمَا بِذَلِكَ , وَلَكِنَّهُ تَبْكِيت لِمَنْ كَانَ يَعْبُدهُمَا فِي الدُّنْيَا لِيَعْلَمُوا أَنَّ عِبَادَتهمْ لَهُمَا كَانَتْ بَاطِلًا . وَقِيلَ إِنَّهُمَا خُلِقَا مِنْ النَّار فَأُعِيدَا فِيهَا .
وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ : لَا يَلْزَم مِنْ جَعْلهمَا فِي النَّار تَعْذِيبهمَا , فَإِنَّ لِلَّهِ فِي النَّار مَلَائِكَة وَحِجَارَة وَغَيْرهَا لِتَكُونَ لِأَهْلِ النَّار عَذَابًا وَآلَة مِنْ آلَات الْعَذَاب وَمَا شَاءَ اللَّه مِنْ ذَلِكَ , فَلَا تَكُون هِيَ مُعَذَّبَة .
وَقَالَ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ فِي " غَرِيب الْحَدِيث " لِمَا وُصِفَا بِأَنَّهُمَا يَسْبَحَانِ فِي قَوْله : ( كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) وَأَنَّ كُلّ مَنْ عَبَدَ مِنْ دُون اللَّه إِلَّا مَنْ سَبَقَتْ لَهُ الْحُسْنَى يَكُون فِي النَّار وَكَانَا فِي النَّار يُعَذَّب بِهِمَا أَهْلهمَا بِحَيْثُ لَا يَبْرَحَانِ مِنْهُمَا فَصَارَا كَأَنَّهُمَا ثَوْرَانِ عَقِيرَانِ .

و جاء فى فيض القدير لعبد الرؤوف المناوي 4 : 177 :

يلف ضوؤهما و يذهب أو يسقطان من فلكهما يوم القيامة زاد البزار و غيره في النار أي توبيخا لعابديهما وليس المراد بكونهما في النار تعذيبهما بل لتبكيت عابديهما وتعذيبهم بهما ولله في النار ملائكة و حجارة وغيرهما . عن أبي هريرة ورواه عنه أيضا البزار وزاد في روايته إن الحسن قال لأبي هريرة ما ذنبهما فقال أحدثك عن رسول الله فسكت الحسن . الشمس والقمر ثوران عقيران في النار إن شاء أخرجهما منها وإن شاء تركهما فيها أبد الأبدين لا يسأل عما يفعل .
قال في النهاية قوله ثوران بمثلثة كأنهما يمسخان وروي بنون وهو تصحيف وقال المديني في غريب الحديث لما وصفا بأنهما يسبحان في قوله تعالى كل في فلك يسبحون .
وأن كل من عبد من دون الله إلا من سبقت له الحسنى يكون في النار يعذب بهما أهلها بحيث لا يبرحان منها فصارا كأنهما ثوران عقيران وقال ابن قسي صاحب خلع النعلين اعلم أن الشمس والقمر ثوران مكوران في نار جهنم على سنة هذا التكوير فنهار سعير وليل زمهرير والدار ......أنتهى

المهم ...
لا يهمنا هل قذفهما من باب تعذيبهما .. أو كونهما آلاتا للتعذيب ..أو تبكيتا لأهل النار
إن ما يعنينا هنا هو أصل رواية أبو هريرة : تكوير الشمس و القمر و قذفهما فى النار ..

قبل أن نظلم أبو هريرة ....
الحديث جاء أيضا عن طريق صحابي آخر هو الصحابي أنس بن مالك رضى الله عنه فى :
فى مسند أبى يعلي الموصلي ( 210 – 307 هـ ) :
عن موسى بن محمد بن حيان عن درست بن زياد عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك أن رسول الله قال : إن الشمس والقمر ثوران عقيران
و فى مسند الطيالسى لأبى داود سليمان بن داود ( 204 هـ ) :
عن يونس عن أبو داود عن درست عن يزيد بن أبان الرقاشي عن أنس بن مالك أن رسول الله قال : إن الشمس والقمر ثوران عقيران في النار

فلنأخذ هذا المثال و نطبق عليه سؤال الأخ أبو العباس :
لو روى هذه الأحاديث غير أبي هريرة فهل يعد ذلك الصحابي الآخر كذابا مثله ، أم أن ذلك يؤكد أن أبا هريرة صادقٌ فيما قاله كونه لم ينفرد ؟
الحديث ورد فعلا من طريق آخر غير طريق أبو هريرة .. لكننا نجد ما يلي :
أولا :
رغم أنه ورد عن صحابي آخر . لا يعتبر هذا الصحابي الآخر أيضا كذابا بالضرورة .
لماذا ؟
لأن الذين نسبوه و أسندوه للصحابي الآخر ليسوا إلا مجموعة من الضعفاء المجروحين و قد زعموا أنه قائله هذا الصحابي. و هم :
- درست بن زياد البصري :
قال عنه ابن معين لا شيء . و قال أبو زرعة واه . و قال البخاري ليس حديثه بالقائم . و قال النسائي ليس بقوي . و قال الدارقطني هو و ابن حمزة ضعيفان
- يزيد بن أبان الرقاشي :
قال عنه النسائى متروك . و قال عنه الدارقطنى ضعيف . أما شعبة فقال عنه لأن أزني أحب إلي من أن أحدث عن يزيد الرقاشي !

فلا يمكننا الجزم بأن الصحابي أنس بن مالك قد روى هذا الحديث حقا و من ثم أتهام الصحابي أنس بن مالك بالكذب . بل يتهم بذلك الضعفاء الذين نسبوا له هذا الحديث
أما من نسبه إلى أبى هريرة فكلهم من الثقات العدول . فيثبت عندنا أن أبا هريرة قد روى هذه الرواية . و لا يثبت عندنا أن الصحابي الآخر قد رواها يقينا . فإن نسب الضعفاء و المجروحين أن صحابيا آخرا قد روى هذا الحديث . فإن الثقات قد أسندوه متصلا لأبى هريرة و أثبته البخاري فى صحيحه أصح الكتب بعد كتاب الله ....

فهل كان أبو هريرة صادقا حقا فى نسب هذا الحديث لرسول الله ؟ . هذا سنتناوله فى ثانيا .

ثـــانـيـا :
لكن ... ما علاقة هذا الحديث الذى ثبت عن أبى هريرة أنه رواه حقا فى صحيح البخاري صحيحا متصلا مرفوعا لموضوع الدراسة ؟؟
أنه أيضا ذو مصدر إسرائيلي !!
و للمرة الثانية فى مقامنا هذا أن هذا الحديث المتصل المرفوع المروي بسند صحيح عن أبى هريرة و ينعم بمكانه فى أصح صحاح الأخوة أهل السنة ... ليس إلا كلام اليهودي كعب الأحبار أيضا !!!!
فحكاية أن الشمس و القمر مكوران و عقيران و ملقيان فى النار أنما كانت حكايات يرويها كعب الأحبار اليهودي

ذكر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ( 224 – 310 هـ ) فى تاريخ الطبري 1 : 47 :
و أبو محمد عبد الله بن محمد الأصبهانى ( 274 – 369 هـ ) فى كتابه ( العظمة ج 4 : 1164 )

أن الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بينما هو جالس ذات يوم إذ أتاه رجل فقال :
يا ابن عباس أسمعت بالعجب من كعب الأحبار يذكر في الشمس و القمر .
قال و كان ابن عباس متكئا فاحتفز ثم قال : و ما ذلك ؟
قال : زعم أنه يجاء بالشمس و القمر يوم القيامة كأنهما ثوران عقيران فيقذفان في النار .
قال عكرمة فطارت من ابن عباس شظية و وقعت أخرى غضبا ثم قال :
كذب كعب . ثلاثا . هذه يهودية يريد إدخالها في الإسلام . جل و عز أجل و أكرم أن يعذب على طاعته . ألم تر إلى قول الله عز و جل و سخر لكم الشمس و القمر دائبين . يعني دؤوبهما في طاعته فكيف يعذب عبدين أثنى عليهما أنهما و العقيم في طاعته . قاتل الله هذا الحبر و قبح حبريته ما أجرأه على الله عز و جل وأعظم فريته على هذين العبدين المطيعين لله عز وجل ثم استرجع مرارا .

مفاجأة !!!
الذى كان يزعم و يبث أصل رواية أن الشمس و القمر يوم القيامة ثوران عقيران يقذفان في النار .. أنما كان اليهودي كعب الأحبار !!
و من كعب اليهودي .... إلى أبى هريرة .... إلى صحيح البخاري

و السلام عليكم
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

البدر الشهيد
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 58
اشترك في: السبت يوليو 10, 2004 10:11 pm
مكان: بوخارست

مشاركة بواسطة البدر الشهيد »

تتبعنا رواية خلق الله آدم على صورته فوجدنا أكثر الروايات عن أبي هريرة في الصحيحين ونقل الطبري كما أظن رواية عن ابن عمر لا غير وقد طعن فيها غير واحد بسبب رجال الرواية ويبقى السؤال ما معنى هذه الرواية برأي أبو العباس ؟؟؟

على أنها قد وجدت في الصحيحين للاستدلال على الآداب والحث عليها فقط

فمثلا في مسلم أظن أنها في كيفية القتال بين خصمين فلا يجوز للخصم يقاتل أخاه :roll: ايلام خصمه على وجه لان الله خلقه على صورت آدم كما أنها موجودة في كتاب الآ داب والاستأذن في غيره ولكن المتعصبون لمذهب التشبية ذهبوا مذهبا آخر وفسروا هذا الحديث بحسب هواهم مع الاسف على العموم لو أوضح ألاخ ابو العباس المقصود من الرواية وكيف تأويلها لكان خيرا له لكن سبحان من خلق الدعممة :lol:

أبو العباس
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 156
اشترك في: السبت مايو 14, 2005 10:32 am

مشاركة بواسطة أبو العباس »

الأخ / أحمد :

وصلتُ معك إلى مربط الفرس ، وهو ما كنتُ أتوقعه تماماً ، فقد جاء الخلط عندك أخي الكريم من جهة أنك ظننت أن حديث أبي هريرة " خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ " فيه إيهام التشبيه ، وأن الضمير عائدٌ في قوله " صورته " إلى الله تعالى وجلَّ . وهو ما حدا بك مباشرةً إلى البحث عن نظيره في كتب اليهود ؛ لتصدرَ بعده حكمك " الجائر " بأن أبا هريرة رضي الله عنه يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . !!

واعلم أخي الكريم :

أن حديث أبي هريرة الذي في مسلم لفظه هكذا كما ذكرت أنتَ " خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ وَهُمْ نَفَرٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُجِيبُونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ قَالَ فَذَهَبَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ قَالَ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ قَالَ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدَهُ حَتَّى الْآنَ " وليس في هذا الحديث ما يوهم التشبيه من بعيدٍ ولا قريب ٍ ؛ فإن معنى الحديث ظاهرٌ في أنه لا يريد الصفة لله تعالى ، وليس فيه ما يؤمئ إلى ذلك أو يقتضيه ، ولو تدبرت َ فيه لبان لك ذلك .

والمعنى فيه أن الله عزّ وجل حين خلق آدم خلقه على صورته ستون ذراعاً في السماء ، ثم قال له : اذهب إلى الملائكة ... الخ ، أي أن خلق آدم لم يكن بالتدرج الذي الذي جرى في خلق بقية الناس ؛ إذا أننا خُلقنا من ماءٍ تحول بعده إلى علقة ثم مضغة ثم عظاماً ... الخ ، بل خُلق آدم مباشرةً ستون ذراعاً في السماء .
وهذا ما ذكره كثيرٌ من علماء أهل السنة في تفسير الحديث ، وهو الصحيح الذي لا ريب فيه ، وليس فيه تأويلٌ ولا صرفٌ للفظ عن ظاهره . وقد تفضَّل الأخ حسن عزي بالإشارة إلى ذلك .


وعليه أخي أحمد :

ما الذي يُستنكر في رواية أبي هريرة ، والمعنى ما ذكرتُ ؟!!

تنبيه :

ذهب بعض أهل السنة إلى ما ذهبتَ إليه أنتَ في فهم الحديث ، وهو غلطٌ كما تقدم ، لا من حيث الحكم نفسه " وهو هل خلق الله آدم على صورة الرحمن " ،لوروده في حديث آخر عن ابن عمر صراحةً ، - وللحديث عنه مجالٌ آخر فليس مقصودي هنا إقرار الحديث وما دلَّ عليه بقدر ما مقصودي هو تبرئة أبي هريرة من التهمة - بل من حيث الاستدلال بهذا الحديث على ما قرروه .

نعم وردت أحاديث عن أبي هريرة تفيد صراحةً المعنى الثاني ، وقد ذكرتَ أنتَ بعضها " وهي أحاديث النهي عن ضرب الوجه لأن الله خلق آدم على صورته " غير أن هذه الأحاديث جميعها لا تخلو من علةٍ قادحةٍ في جميع أسانيدها ، ولا يصح منها شيء ، ولذا أعرض عنها أصحاب الصحيحين ، ولا يصح في الباب إلا الذي في مسلم فقط ، وقد تقدم أنه لا نكارة فيه ألبته .[/color]

والسؤال الذي أتمنى أن تجيب عنه بكل تجرد :

إذا كان معنى حديث أبي هريرة على ما ذكرنا ، فهل يسوغ لك نسبة الكذب على رسول الله من قِبل أبي هريرة رضي الله عنه ؟!!

وقد تقدم معنا في الحديث الأول " حديث خلق التربة يوم السبت "
الذي جعلتَه دليلاً على أن أبا هريرة يأخذ الأحاديث عن بني إسرائيل ثم ينسبها كذباً إلى رسول الله _ حاشاه _ أن الوهم كان من الراوي إذ رفع الحديث ، وهو موقوف على كعب الأحبار !!
وليس لأبي هريرة في ذلك ذنبٌ أو جرم ٌ .
فهذين حديثين ظهر بوضوحٍ براءة أبي هريرة من التهمة فيهما . وسأعود إلى بقية الأحاديث الأخرى بعد أن نغلق النقاش في هذين الحديثين . ولم أرد التطويل لظني أن الكلام واضحٌ إن شاء الله .

لك عزيزي تحيااااااااااااتي .


ملاحظة :

لن أجيب عن أي استطراد أوحديث تذكره خارج عن هذين الحديثين حتى ننهي النقاش فيهما .
ولذا أرجو أن لا تستطرد بذكر الأحاديث الأخرى .

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

السادَة الأماجِد .... بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مُداخَلة سريعَة ، بخصوص حديث ( خلق الله آدم على صورته ) .

أضع رابط كتاب ( عَقِيدَة أهْل الإيمَان فِي خَلْقْ آدَم عَلى صُورَة الرّحمَن) ، للشيخ حمود بن عبدالله التويجري ، بتقريض الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ، والغَرض إثراء موضوع النّقاش، وتكثير الفائدَة المرجّوة من هذا الحِوار .

صورة

تحميل الكتاب :

عَقِيدَة أهْل الإيمَان فِي خَلْقْ آدَم عَلى صُورَة الرّحمَن .

سلّح الله الجميع ، بسلاح المُثابرَة في طَلب الدّليل ، وزيّنهُم بالإخلاص وصفّاء النية .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

معاذ حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 212
اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
مكان: جدة
اتصال:

مشاركة بواسطة معاذ حميدالدين »

وأيضاً يمكن تحميل الكتاب التالي (بالنقر على اسمه) لمزيد من العلم بما يذهب إليه القوم:

التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري

بتقريظ
عبد العزيز بن باز
صالح الفـوزان
عبد الله بن عقيل
عبد الله بن منيع
عبد الله الغنيمان
وهو إكمال لما بدأه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز على الفتح بإشارته ومتابعته ومراجعته وقراءته
كتبه
علي بن عبد العزيز بن علي الشبل
آخر تعديل بواسطة معاذ حميدالدين في الثلاثاء يونيو 14, 2005 3:09 am، تم التعديل مرة واحدة.

أحمد شريف طنطاوى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 199
اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 2:29 pm
مكان: مصر

تعقيب

مشاركة بواسطة أحمد شريف طنطاوى »

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الكريم أبو العباس :

لقد كفانى أخى الحبيب الكاظم الرد . بوضعه رابط كتاب ( عقيدة أهل الإيمان فى خلق آدم على صورة الرحمن ) الذى سبق لى فى مشاركة سابقة عرض أحدى صفحاته .

قلت يا أخى :
وصلتُ معك إلى مربط الفرس ، وهو ما كنتُ أتوقعه تماماً ، فقد جاء الخلط عندك أخي الكريم من جهة أنك ظننت أن حديث أبي هريرة " خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ " فيه إيهام التشبيه ، وأن الضمير عائدٌ في قوله " صورته " إلى الله تعالى وجلَّ . وهو ما حدا بك مباشرةً إلى البحث عن نظيره في كتب اليهود ؛ لتصدرَ بعده حكمك " الجائر " بأن أبا هريرة رضي الله عنه يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . !!
و أنا أيضا و لله الحمد وصلت إلى مربط الفرس ....
فإن كان المقصود بأن الله خلق آدم على صورته ... المقصود بها صورة آدم ... فلا مشكلة ..و البراءة لأبى هريرة
و إن المقصود بأن الله خلق آدم على صورته ... المقصود بها صورة الله .. فيتهم أبو هريرة بأنه يكذب على رسول الله ..
و كان رأيك أن المقصود هو خلق الله آدم على صورة آدم ....
حسنا ...
فلنرى قول عبد العزيز بن باز :
كتب عبد العزيز بن باز فى تقديمه لكتاب ( عقيدة أهل الإيمان فى خلق آدم على صورة الرحمن ) :

المملكة العربية السعودية
رئاسة إدارات البحوث العلمية و الأفتاء و الدعوة و الأرشاد
مكتب الرئيس
الرقم 380 / خ
التاريخ 30 /3 / 1408 هـ
الموضوع ---
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و على آله و أصحابه و من أهتدى بهداه . أما بعد .
فقد أطلعت على ما كتبه صاحب الفضيلة الشيخ حمود بن عبد الله التويجري وفقه الله و بارك فى أعماله فيما ورد من الأحاديث فى خلق آدم على صورة الرحمن و سمى مؤلفه فى ذلك ( عقيدة أهل الإيمان فى خلق آدم على صورة الرحمن ) فألفيته كتابا قيما كثير الفائدة قد ذكر فيه الأحاديث الصحيحة الواردة فى خلق آدم على صورة الرحمن و فيما يتعلق بمجئ الرحمن يوم القيامة على صورته و قد أجاد و أفاد و أوضح ما هو الحق فى هذه المسأله و هو أن الضمير فى الحديث الصحيح خلق آدم على صورته يعود إلى الله عز و جل و هو موافق لما جاء فى حديث أبن عمر أن الله خلق آدم على صورة الرحمن و قد صححه الإمام أحمد و أسحق بن راهوية و الآجري و شيخ الإسلام أبن تيمية و آخرون من الأئمة رحمة الله عليهم جميعا و قد بين كثير من الأئمة خطأ الإمام أبن خزيمة رحمه الله فى أنكار عود الضمير إلى الله سبحانه فى حديث أبن عمر و الصواب ما قاله الأئمة المذكورون و غيرهم فى عود الضمير إلى الله عز و جل بلا كيف و لا تمثيل بل صورة الله سبحانه تليق به و تناسبه كسائر صفاته و لا يشابهه فيها شئ من خلقه ...


و يمكن للأخوة الرجوع إلى رابط الكتاب للمطالعة الكاملة

هذه هو قول عبد العزيز بن باز . الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية و الأفتاء و الدعوة و الأرشاد ...

و هذه صفحة من الكتاب المذكور الذى أثنى عليه عبد العزيز بن باز :
و فيه أن المعنى أن الله خلق آدم على صورة الله
و فيه صراحة أن هذا القول يضاهى قول الإسرائيلين
صورة
ما الذي يُستنكر في رواية أبي هريرة ، والمعنى ما ذكرتُ ؟!!
الذى أستنكره فى رواية أبو هريرة هو قوله أن الله خلق آدم على صورة الله !!
و المعنى الذى ذكرته أثبت عبد العزيز بن باز خطاؤه و أن صوابه أن الضمير يعود إلى الله
إذا كان معنى حديث أبي هريرة على ما ذكرنا ، فهل يسوغ لك نسبة الكذب على رسول الله من قِبل أبي هريرة رضي الله عنه؟!!
نعم . فى هذه الحالة يجوز لنا أن نسوغ الكذب على أبى هريرة . لأن معنى الحديث كما قال عبد العزيز بن باز عكس المعنى الذى أتيت أنت به

ألف شكر لسيدي معاذ حميد الدين
و ألف شكر لأخى الحبيب الكاظم

و السلام عليكم
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

أبو العباس
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 156
اشترك في: السبت مايو 14, 2005 10:32 am

مشاركة بواسطة أبو العباس »

أولاً :

أريد أن أصحَّح غلطاً وقعتُ فيه ، وهو أني أشرت إلى أن حديث " إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته " قد أعرض عنه أصحاب الصحيحين ، غير أن الصواب أن مسلم قد رواه في بعض ألفاظه بهذا اللفظ ، مع أن البخاري رواه بدون ذكر زيادة " فإن الله خلق .... " وكذا مسلم رواه من أكثر من طريق من غير هذه الزيادة ، وإنما جاءت هذه الزيادة في أحدى طرق الحديث عند مسلم ، ولذلك بحثٌ لعلي أتطرق إليه فيما بعد .

ثانياً :

قال الطنطاوي :
نعم . فى هذه الحالة يجوز لنا أن نسوغ الكذب على أبى هريرة . لأن معنى الحديث كما قال عبد العزيز بن باز عكس المعنى الذى أتيت أنت به
وقبل ذلك قال :
فإن كان المقصود بأن الله خلق آدم على صورته ... المقصود بها صورة آدم ... فلا مشكلة ..و البراءة لأبى هريرة
أخي أحمد :

سبحان الله ، كيف تجعل فهم ابن بازٍ أو غيره حجةً في تكذيب صحابي ، ونسبته إلى الكذب على رسول الله . والله لم أرَ لك حكماً من قبلُ أعجب من هذا !!!

يا أخي الكريم ، دع ابن باز ، وغيره ، وأخبرني ما الذي تفهمه أنت من الحديث ؟!!

وهل ما ذكرتُه أنا فهمٌ صحيحٌ عندك أم لا ؟!!

وهل هذا الفهم مخالفٌ للغة أو الشرع ؟!!

إنه وقد تبين لك أن فهم الحديث فهماً صحيحاً على ما ذكرناه ، يبرأ أبا هريرة من التهمة ، وقد أقررتَ بذلك ، ثم تأتي إلى فهم رجلٍ ترى يقيناً أنتَ أنه فهمٌ غير صحيح ، ثم تجعله حجةً لك في تكذيب صحابي ، حمَّلتَه جرمَ من جاء بعده بمئات السنين !!!

اللهم إني أعوذ بك من الجور في الحكم ، والتمادي في اتباع الهوى .

أتمنى من كل قلبي أن تراجع نفسك أخي وتعيد الحكم بتروٍ وأناة .


ملاحظة :

ليس في كلامي التعرَّض إلى قضية الصورة ، وإثباتها أو نفيها في الأحاديث الأخرى التي عن غير أبي هريرة ، بل القصد هو تبرئة الصحابي من التهمة التي بنيت على الفهم المغلوط .
أما الموضوع الآخر فله مجالٌ آخر سأتطرق إليه فيما بعد .



الشريف العربي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 310
اشترك في: الخميس إبريل 21, 2005 12:54 pm
مكان: جزر القمر
اتصال:

اتمنى ان يكون

مشاركة بواسطة الشريف العربي »

اتمنى ان يكون ابو هريرة بريئا من التهم الموجه إليه وان يكون من بعده هم من اضافو إليه الاحاديث وتم تصحيحها من قبلهم لإغراض تشويه سمعة الاسلام او لغرض سياسي اتمنى ذلك ولكن الله العالم ولكن الاحاديث التي ذكرها احمد شريف طنطاوي فعلا بعيدة عن الفهم الواقعي للدين الحنيف وتعارض كثير من الايات القرآنية الواضحة والجلية
قال عليه السلام: وَمَنِ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ هَلَكَ، وَمَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا.
سلامي للجميع الرسي الهاشمي

أبو العباس
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 156
اشترك في: السبت مايو 14, 2005 10:32 am

مشاركة بواسطة أبو العباس »

اين ذهبتم ؟!!


عسا المانع خير إن شاء الله .

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

بسم الله الرحمن الرحيم


عسى المانع خير كما قال الاخ ابو العباس

نداء

أخي أبو العباس لتتوافق رواية ابو هريرة مع بعض النصوص الاسرائيلية وما دامت لها محمل معقول فلا ضير .
والحمد الله أنت ممن يفهم هذه الروايات بالطريقة الصحيحة فهنيئا لك هذه العقيدة الصحيحة والحمد لله الذي ارك الحق وهداك اليه لهذا خالفتَ تلك المشائخ المجسمة والمشبهة لله بخلقه ونزهتَ الله وتركت مذهبهم بهذا الفهم الصائب الدقيق مبارك عليك أخي الكريم.

ثم أقول لك إن عدالة الصحابي تمنعه من الوقوف مع اهل الزيغ والعصيان أو يكون ضمن أهل البغي والطغيان والصحابي أبو هريرة له مواقف غير مرضية فقد انتقده الكثير من الصحابة الكبار وعلى رأسهم عمر بن الخطاب وقد قيل إنه علاه بالدرة وشاع عن ابي هريرة أنه أكثر من الاحاديث والتى تنسب الى رسول الله كما أنه تولى العديد من المناصب الدنيوية والتى تجعله في منزلة هؤلاء المشائخ الذين تنتقدهم أنت والذين اسميتهم ذات مرة علماء السلطان هذه الحالة جعلت الصحابي أبو هريرة محل طعن ونظر عند الكثير وجعلتهم يرفضون أكثر ما رواه كونه محل شبهة لديهم ..

ولو أن أهل العلم صانوه صانهم **** ولكنهم دنسوا محياه فتهجم

لذى ارى أن نناقش هذه الشخصية المثيرة للجدل والتى تعد مفترق طرق من كل جوانبها لنصل في نهاية المطاف الى رؤية وسطية فكما تعرف أن تقديس الاشخاص من الاسباب المانعة لمعرفة أهل الحق والوصول الى الحقيقة بارك الله لنا فيك وهداك آمين ..
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

أبو العباس
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 156
اشترك في: السبت مايو 14, 2005 10:32 am

مشاركة بواسطة أبو العباس »

أخي الكريم محمد الغيل :

أنا لم أتعرض لإثبات الصورة أو نفيها .

وموضوع نقاشنا هو إثبات بطلان التهمة لأبي هريرة في نسبته الكذب على رسول الله كما ادعاه الأخ أحمد .

ولذا لا أوافقك في وصفك لمن ذكرتهم من المشايخ بالمجسمة أو المشبهة .

ولا بأس بنقاش هذه القضية حين ننتهي من المقصود ، ويقر الأخ أحمد بخطئه في دعواه .

وما ذكرتَه أنت عن أبي هريرة من ما تظنه خادشاً في عدالته فأرى إفراده بموضوعٍ جديد ٍ يلزمك فيه أول ما يلزم توثيق كلامك ، وإثبات صحته على الصنعة الحديثية عند أهل العلم .


وتقبل تحيااااااتي لك

أحمد شريف طنطاوى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 199
اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 2:29 pm
مكان: مصر

تعقيب

مشاركة بواسطة أحمد شريف طنطاوى »

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الكريم أبو العباس

تسألت يا أخى أين ذهبنا ؟!! و عسى أن يكون المانع خيرا !!!!

الحقيقة إننى بعد أن قرأت سؤالك تسألت أنا أيضا :
لماذا أنت لا تزال متواجدا ؟! :!: .. عسى أن يكون السبب خيرا !!!!

يبدو أننا قد ذهبنا يا أخى لأن المناظرة عمليا بيننا و بينك قد أنتهت على أرض الواقع و لا مجال لبقاء أحد !!
فقد حسمنا لك الأمر بأن تفسير أئمة قومك من أئمة الأخوة أهل السنة بأن المقصود من قول أبو هريرة فيما نسبه لرسول الله بأن الله خلق آدم على صورته بأن المقصود هو وجه الرحمن ذاته ...
و أوردنا لك فتاوى و كتب صنفت تؤكد هذا التفسير و صادق عليها الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية و الأفتاء و الدعوة و الأرشاد !!
و ليت الأمر وقف على فتوى أبن باز لأدعه عنى و عننا و ينتهى الأمر بسلام .....و لكن أرجع لفتوى أبن باز لتجد أنه أفتى بها مستندا إلى ما صححه حول هذا التفسير كما أفتى أبن باز أئمة السلف فى خير القرون :
الإمام أحمد
أسحق بن راهوية
الآجري
شيخ الإسلام أبن تيمية ..و آخرون من الأئمة ..
و أفتى بأن كثير من الأئمة أوضحوا خطأ أبن خزيمة فى أنكار عود الضمير إلى الله ( الذى هو محور دفاعك أيضا ! )

و أعذرنى يا أخى - و يشهد الله إنى لا أقصد أنتقاصا لك - قول كل من سبق من أئمة أهل السنة حجة عليك و عليهم و ليس قولك بأنهم جميعا على خطأ و تفسيرك أنت الذى يخالفهم هو الحجة عليهم لآخذ به ..

أنا طبعا ما أفهمه من الرواية التى نسبها أبو هريرة لرسول الله أنها تفيد التشبيه ..
و كى أطمئن أن هذا الفهم ليس مخالفٌ للغة أو الشرع ..
و كى لا أجور في الحكم ، أو أتبع الهوى ..
فقد أستفتيت أئمة أهل السنة الذين قبلوا تلك الرواية ممن ذكرت لك فأكدوا أن هذا هو المعنى المقصود حقا و أن من يقول غير ذلك فهو عندهم مخطئ ...

و ختاما ...

أشارككم أيها الكرام فى شهادة أيضا تعضد عنوان الموضوع الأصلى . بأن روايات أبو هريرة أنما كان يسمعها من كعب الأحبار اليهودي ثم ينسبها لرسول الله :
فلنسمع شهادة شعبة بن الحجاج بن الورد المكى ( 82 - 160 هـ ) :
إمام أئمة علم الحديث . كان سفيان الثوري يجله و يقول : شعبة أمير المؤمنين في الحديث . و قال عنه الإمام الشافعى : لولا شعبة لما عرف الحديث بالعراق .و قال عنه أبو عبد الله الحاكم النيسابورى : شعبة إمام الأئمة بالبصرة في معرف الحديث . رأى من معاصرى النبى أنس بن مالك وعمرو بن سلمة الجرمى و سمع من 400 شيخ من التابعين و قال أبو داود الطيالسى : سمعت من شعبة 7000 حديث ..
كان شعبة يعتقد أن أبا هريرة ليس إلا مدلسا .
يذكر الحافظ أبن كثير فى البداية و النهاية 5 : 610 :
عن يزيد بن هارون قال سمعت شعبة بن الحجاج يقول أبو هريرة كان يدلس. يروي ما سمعه من كعب الأحبار و ما سمعه من رسول الله و لا يميز هذا من هذا .. و ذكره أبن عساكر
و أنظروا أيضا كتاب ( أتحاف النبيل . بأجوبة أسئلة علوم الحديث . و العلل و الجرح و التعديل )
صورة

فنحن لا نحمل أبو هريرة جرم من جاء من بعده بمئات السنين بل نحمله تدليسه فى نسب كلام اليهودي كعب إلى رسول الله . ذلك التدليس الذى فاحت رائحته منذ القرن الهجري الأول !
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“