شعر أمير المؤمنين عليه السلام في الغدير

مجلس للمشاركات الأدبية بمختلف أقسامها...
أضف رد جديد
alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

شعر أمير المؤمنين عليه السلام في الغدير

مشاركة بواسطة alimohammad »



بسم الله الرحمن الرحيم

حقيقة ناصعة هي من أجلى الحقائق الدينية.
ألا ! و هي: مغزى نص الغدير و مفاده، ذلك النص الجلي على إمامة مولانا أمير المؤمنين، بحيث لم يدع لقائل كلمة، و لا لمجادل شبهة في تلك الدلالة.

إن هذا المعنى من الحديث هو الذي عرفته منه العرب منذ عهد الصحابة الوعاة له و في الأجيال من بعدهم و إلى عصرنا الحاضر، فهو معنى اللفظ اللغوي المراد لا محالة قبل القرائن المؤكدة له و بعدها.

1 - شعر أمير المؤمنين عليه السلام في الغدير

نتيمن في البدء بشعر سيدنا أمير المؤمنين علي خليفة النبي المصطفى صلى الله عليهما و آلهما، فإنه أفصح عربي، و أعرف الناس بمعاريض كلام العرب بعد صنوه النبي الأعظم، عرف من لفظ "المولى" في قوله صلى الله عليه و آله و سلم: "من كنت مولاه فعلي مولاه". معنى "الإمامة المطلقة"، و فرض الطاعة التي كانت لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و قال عليه السلام:

محمد النبي أخي وصنوي (1) * وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يضحي ويمسي * يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني وعرسي * منوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها * فأيكم له سهم كسهمي
سبقتكم إلى الإسلام طرا * على ما كان من فهمي وعلمي (2)
فأوجب لي ولايته عليكم * رسول الله يوم غدير خم (3)
فويل ثم ويل ثم ويل * لمن يلقى الإله غدا بظلمي (4)


ما يتبع الشعر :
هذه الأبيات كتبها الإمام عليه السلام إلى معاوية لما كتب معاوية إليه: إن لي فضائل كان أبي سيدا في الجاهلية، و صرت ملكا في الإسلام، و أنا صهر رسول الله، و خال المؤمنين، و كاتب الوحي، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: أبالفضائل يبغي علي ابن آكلة الأكباد !؟ اكتب يا غلام!: محمد النبي أخي و صنوي... إلى آخر الأبيات المذكورة.
فلما قرأ معاوية الكتاب، قال: اخفوا هذا الكتاب لا يقرأه أهل الشام فيميلوا إلى ابن أبي طالب (5).

الشاعر :
أمير المؤمنين، و سيد المسلمين، و قائد الغر المحجلين، و خاتم الوصيين، و أول القوم إيمانا، و أوفاهم بعهد الله، و أعظمهم مزية، و أقومهم بأمر الله، و أعلمهم بالقضية، و راية الهدى، و منار الإيمان، و باب الحكمة، و الممسوس في ذات الله، خليفة النبي الأقدس (6)، صلى الله عليهما و آلهما علي بن أبي طالب الهاشمي الطاهر، وليد الكعبة المشرفة، و مطهرها من كل صنم و وثن، الشهيد في البيت الإلهي (جامع الكوفة) في محرابه حال صلاته سنة 40، و قد اتصل هاهنا المنتهى بالمبدأ، فوليد البيت فاض شهيدا في بيت هو من أعظم بيوت الله، و بين الحدين لم تزل عرى حياته متواصلة بالمبدأ الأعلى سبحانه (7).

الهوامش
(1) في غير واحد من المصادر: صهري .
(2) في رواية: (غلاما ما بلغت أوان حلمي) وفي رواية: (صغيرا ما بلغت أوان حلمي) وفي رواية بعد هذا البيت: وصليت الصلاة وكنت طفلا مقرا بالنبي في بطن أمي.
(3) و ذكر الدكتور أحمد رفاعي في تعليقه على مجمع الأدباء: ج 14 ص 48:
و أوصاني النبي على اختيار * ببيعته غداة غد برحم
و هناك في هذا البيت تصحيف ، للوقوف على تفصيله راجع موسوعة الغدير: ج 2 ص 30 - 31.
(4) نقلنا هذا الأبيات عن موسوعة الغدير: ج 2 ص 25.
و لأمير المؤمنين عليه السلام شعر آخر بلفظ يقرب من هذا، يوجد في موسوعة الغدير: ج 2 ص 32.
(5) الغدير: ج 2 ص 26. و للوقوف على رواة هذه الأبيات من أعلام الفريقين راجع الغدير: ج 2 ص 26 - 30.
(6) كل من هذه الجمل الخمس عشرة كلمة قدسية نبوية أخرجها الحفاظ. راجع مسند أحمد: ج 1 ص 331، و ج 5 ص 182 و 189، و حلية الأولياء ج 1 ص 63 - 68 .
(7) راجع الغدير: ج 2 ص 33.

ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

2 – شعر حسان بن ثابت في الغدير

مشاركة بواسطة alimohammad »



2 – شعر حسان بن ثابت في الغدير:

يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم و أسمع بالنبي مناديا
و قد جاءه جبريل عن أمر ربه * بأنك معصوم فلا تك وانيا
و بلغهم ما أنزل الله ربهم إليك * و لا تخش هناك الأعاديا
فقام به إذ ذاك رافع كفه * بكف علي معلن الصوت عاليا
فقال: فمن مولاكم و وليكم ؟ * فقالوا و لم يبدوا هناك تعاميا:
إلهك مولانا و أنت ولينا * و لن تجدن فينا لك اليوم عاصيا
فقال له: قم يا علي ! فإنني * رضيتك من بعدي إماما و هاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه * فكونوا له أنصار صدق مواليا
هناك دعا اللهم ! وال وليه * و كن للذي عادى عليا معاديا
فيا رب ! انصر ناصريه لنصرهم * إمام هدى كالبدر يجلو الدياجيا (1)


ما يتبع الشعر :
هذا أول ما عرف من الشعر القصصي في رواية هذا النبأ العظيم، و قد ألقاه في ذاك المحتشد الرهيب، الحافل بمائة ألف أو يزيدون، و فيهم البلغاء، و مداره الخطابة، و صاغة القريض، و مشيخة قريش العارفون بلحن القول، و معارض الكلام، بمسمع من أفصح من نطق بالضاد (النبي الأعظم) و قد أقره النبي صلى الله عليه و و آله و سلم على ما فهمه من مغزى كلامه، و قرظه بقوله: "لا تزال يا حسان ! مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك". (2)

الشاعر :
أبو الوليد حسان بن ثابت بن المنذر... (توفي - على قول - سنة 55). عن أبي عبيدة: أن العرب قد اجتمعت على أن حسان أشعر أهل المدن و أنه أفضل الشعراء بثلاث: كان شاعر الأنصار، و شاعر النبي في أيامه صلى الله عليه و سلم، و شاعر اليمن كلها في الإسلام... (3).


الهوامش
(1) نقلنا هذه الأبيات عن موسوعة الغدير: ج 2 ص 39. و لحسان شعر آخر بلفظ يقرب من هذا، يوجد في الغدير: ج 2 ص 34. و للوقوف على رواة شعر حسان من أعلام الفريقين راجع الغدير: ج 2 ص 34 - 39.
(2) هذا من أعلام النبوة و من مغيبات رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فقد علم أنه سوف ينحرف عن إمام الهدى صلوات الله عليه في أخريات أيامه، فعلق دعاءه على ظرف استمراره في نصرتهم.
(3) الغدير: ج 2 ص 62، 63 و 65. و تجد تفصيل القول - حول ترجمة حسان و شعره و ديوانه - في الغدير: ج 2 ص 34 - 65.
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأدب“