خواطر أنسانية (ماذا تعني هذه الدمعة!!!)

مجلس للمشاركات الأدبية بمختلف أقسامها...
أضف رد جديد
أبا القاسم
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: السبت يناير 28, 2006 9:42 am
مكان: اليمن

خواطر أنسانية (ماذا تعني هذه الدمعة!!!)

مشاركة بواسطة أبا القاسم »

في زمانٍ ما:


كنت أظن أن الدمعة عبارة عن ماءٍ يتحدر في الخد00000وتنتهي مشاهدتي عند هذا الحد0000
في وقتٍ كانت الدمعة _بالنسبة لي_ منفصلةً عن ذلك الواقعِ المجهول الذي يربط بين الدمعة وهيجانها000

وفجأةً 000أدركتُ أني كنت جافاَ 000فلم أُدرك 000لأنني بعدُ لم أسِر في أعماقي000 ولم أنقّب عن شعوري000 فأستخرجَ مكنون الدمعة من عمق الحياة التي أعيشها0000
وحتى رَسَمَت لي الحياةُ مشاهدَ جعلت للدمعة معنى آخر 000غير ما كنت أرى000
فقد امتلكني الدهشة يوماً حين وقفتُ أمام طفلٍ يكابد أنفاسَه!00قد ارّتسمت على وجهه لوحةٌ غريبة00تحمل في ملامحها واقعه المجهول ؛حين مزَجت بين دمعته المتناغمة00ولونه الشاحب00
حينها اقتربتٌ إليه علّني أعرف سرَّ هذه الدمعة000لإتفاجىء أنني أمام ركامٍ من الغيوم المتبلَّدة غيَّبت ورائها سرّ هذه الدمعة00000 لكنني فهمت مقتضاها؛ عندما أحسست بوجيب قلبه 000واضطراب مشاعره0 00ورعشة كلماته0000لتزداد دهشتي حينها00وهاجس الصمت لم يفتأ يردد في كياني العاثر000

(ماذا تعني هذه الدمعة)

ومن هنا تجشم فكري عناء السفر المضني000 لكنه لم يكن ليخطوا خطوة واحدة إلى الأمام000 ليتقهقر إلى الوراء 00؛إلى عالم الوجود0 00ليتصفح في قاموسه صفحة صفحة000علّه يجد سر هذه الدمعة ومهناها000فبدأ بأول صفحة من قاموس هذا الوجود00بعد أن لم يكن كيف كان000ليشاهد أنموذجاَ فريداً00 ومثالاً رائعاً عن قياس هذه الدمعة؛ حين وقف على صورة لتلك الأرض المجدبة00القافرة عن أهلها00المظلمة بسننها00الضاربة عن بهجتها000لم تحظى بأية معنى من معاني الحياة000إلا نغماتِ الأرض المضطربة اضطرابَ الخائف المذهول 000قد أظلها لون وجهها الغامض 000حينما قدِّرَ أن تكون السماء للأرض كالوجه المعبّر عن كيان الإنسان000

وفجأةً000تمعضت وجهةُ السماء بلونها الشاحب00متلبدةً بغيومها السوداء000حتى اضطربت وكأنه اضطراب المشاعر00ولمعت ببرقها وكأنما مقلة العاثر000فعصرت بماء أجفانها على قلبها (الأرض) المتكاسر000لتجعل الحياة على الأرض هي أول معنى من معاني تلك الدمعة000فينعم بالحياة كل من فيها000حتى هذا الإنسان000والذي قدِّر له أن يكون الخليفة على هذه الأرض 000المتفاعل مع هذا الوجود000

ومن هنا تفتحت أمامي آفاقٌ واسعة جراء هذه الصورة العجيبة من تاريخ هذا الوجود000والتي تراءت لي وكأنها كلمات بليغة000بل وآيات تترتل في محراب الوجود للموجود قائلةً:

(يامن تظن أن الحياة هي المال والبنون 00فقد خانتك الظنون00وأكذبتك الجفون 00إنما الحياة دمعة الأم الحنون00والعالم المحزون00 والعاشق المفتون00 والهائم المجنون00والمظلوم المفتون00وغيرهم في هذه الدنيا الخؤوون) 000
بل وَوَثبت هذه الكلمات في صداها لتظهر لي جليَّاً في مسرح الواقع000فتكون عندي أشبه بالمعجزة القولية حين تقال ثم تظهر عياناً في أرض الواقع000فلم يكن للرائي حيالها من خيار ثالث بين الخضوع أوالجحود000لإراني خاضعاً أمام هذه الآيات الوجوديه00حين تراءت لي في حياة: العالم عندما يجعل الدمعة دثاره00
والمكروب عندما يجعل الدمعة متنفسه00
والمظلوم عندما يجعل الدمعة وسيلته000
والتائب عندما يجعل الدمعة مناجاته000
والأمّ عندما تجعل الدمعة متنفساً لها000
والعاشق عندما يجعل الدمعة بريده000
وغيرهم ممن رسموا بدموعهم لباب حياتهم000وصنعوا بها مراكب آمالهم000 لتصل بهم بر الأمان 00من هذا الزمن الهائج000
فقرَّ في قلبي أن الحياة معنى من معاني هذه الدمعة0000لترتفع كفي ثقيلة لتظعَ إحدى أناملها على خدِّي علَّها تجدُ دمعة000لكنها تثاقلت في عودتها بعد أن أدرَكت السرابَ الكاذب 000
لتقولَ لي (إنك ميت)000000!!!!!!
فكنت ممن(أسلم) وما (آمن) ولمَّا يَبِن أثرها في وجهي المتضاحك00000حتى اقتعدَ بي الحرجُ مقعدَ المنافق الماكر 000والذي لم يكن له حطٌ من الدّين إلا كلمته السافرة(آمنا) وأفعاله العاثرة (إنما نحن مستهزئون) لأرى حقيقتي أكثر ً وضوحاً أمام هذه الكلمات المتناثره0000
لا ؛بل ويريدني حرجاً مواقف أولئك العضماء 000الذين لخصّوا مسيرتهم بدموعهم000لأتخيل مسيرة رسول الله وهو يصوغ لبابها في ثلاث دمعات: في غار حراء 00ثم يعيد صياغتها في الطائف 00ثم في وداعه لبنته وأبنائه000
ومروراً بالإمام علي(ع) ثم الحسن ثم الحسين ثم زين العابدين ثم زيد بن علي ثم القاسم الرّسي ثم الهادي وهكذا0000ليقفَ بي هاجسُ الصمت 000مصحوباً بدويّ الصواعق المتلجلج في كياني العاثر000لإكون أشبه بالقوم الذين (وضعوا أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت) 000كلّما دوّت حقيقة الحياة في مظهر الدمعة 000لأضع أناملي على أذنيّ 00علّني أجهلُ حقيقتي فأراني (حيّاً يحذر الموت) لأتفاجىء أنني (ميّتٌ يئس من الحياة)
قد الوقت أعوج

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأدب“