نظم الخلاصة للإمام الهادي بن إبراهيم الوزير(رحمه الله)

مجلس للمشاركات الأدبية بمختلف أقسامها...
أضف رد جديد
أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

نظم الخلاصة للإمام الهادي بن إبراهيم الوزير(رحمه الله)

مشاركة بواسطة أبودنيا »

هذه الأبيات نظم الخلاصة للإمام الهادي بن إبراهيم الوزير(رحمه الله) , أنقلها من كتاب رفع الخصاصة , للعلامة السيد عبدالرحمن بن حسين بن مهدي شايم

كتاب (المصاصة في نظم الخلاصة) وهو عبارة عن أبيات نظمها الإمام الهادي بن إبراهيم الوزير -رحمه الله تعالى- المتوفى سنة 822ه‍، وضمنها ما احتوته (خلاصة) العلامة الرصاص في أصول الدين.

أبا حسن يا ابن الجحاجحة الغر == ِمِنْ القمر النَّوَّار و الكوكبِ الدّري
إليكَ مِن الأفكار عني نتيجة == كواسطة التقصار كُلِّلَ بالدّر
مُحبَّرة يستوقف الركب لفظها== ويستخرج الماءَ المعينُ من الصخر
فهاك علي بن المرتضى بن مفضل == من الجوهر الشفاف شفافة القدر
وإن كنت لم أصبغ يدي في بلاغة == ولم أك ذا خل هناك ولاخمر
وما أنا بالسبّاق في النظم جودةً == ولا أنا بالغوَّاص في لجة البحر
ولكننّي لمّا رأيتك والداً == رأيتك لاتحتاج مني إلى العذر
فخذها على بُعد المزارِ غريبةً == حوت من أُصُول الدين عشراً إلى عشرِ
إلى مثلها هذِى الخلاصة كلّها == ثلجت بتحقيقٍ لأسرارها صدري
فحمداً لمن فزنا بعرفان ذاته == على مثله حمداً وَشكراً على شكر
فأولُ موجٍٍ فيهِ أَولِى غيَاصَةٍ == مَقَالتُنا بعدَ الدليلِ لِذي حِجرِ
بأنَّ لهذا الخلق لابدَّ صانعاً == وقد ضلَّ لبُّ الفيلسُوفي وَالدهريِ
بناءٌ بلا بانٍٍ لهُ وكتابةٌ == بلا كاتبٍ أينَ العُقولُ التي تدري
وفي هذه الأجسام أكوانُ كائِن == تدلُ على أصل الحدوث لمستقري
ٍٍوإنْ شئتَ حرَّرتُ الدليلَ بأنها == أُقيمتْ فقَامَتْ بالأماكن والأمر
ولابدَّ فيها من مقيمٍ لأنها == بغيرِ مُقيمٍٍ لاتقومُ على قدر
ولمَّا أثرنا للعقولِ أدلَّة == تُضيءُ كأنوارِ النِّجومِ التي تَسري
ً هَدَمْنَا بها بُنْيَانَ قومٍٍ تفلسفُوا == وتاهُوا ولم يستعملوا نظرالفكر
وعدنا فقلنا أنَّ ذا العرش قادرٌ==لصحَّة فعل منه في البر والبحر
ولمَّا رأينَا الشاهدَين تخالفا == عرفنا يقيناً أنَّ ذاك لذي الأمر
وأنَّ وجودَ الفعلِ فرعٌ لصحةٍ == وقد وُجِدَ الفعلُ الحكيم بلانُكر
فصَحَّ لنا أنَّ المهيمنَ قادرٌ == لأفعاله اللاتي على نسقٍ تجري
وفي صحة الفعل الحكيم دلالةٌ == على عالمٍ سبحانه عَالمُ السر
وفي القادرين الشاهدين دلالةٌ == على ذاك فاعلم والدليل لمن يدري
وفي ملكوت اللّه أكبرحجة ==على عالم ثمّ الدليل من الفكر
وفي زهرات الروض صِنْعَةُ عالمٍ == بألوانها اللاتي تفتح بالزَّهر
وَدِنَّا بأنَّ اللَه حيٌّ وأنه == قدير عليمٌ عالمُ السرِّ والجهر
وذلك فرع للحياة وقادر == دليل على حي لمن كان يستقري
وقد صح أن الله من قبل قادر == فصفه بحي خالق الموت والنشر
هو الحي لاحي سواه وإنَّه == يعيد البرايا بعد موت إلى الحشر
سميعٌ بصيرٌ حيث لا آفة به == تعالى عن الآفات ذي العز والقهر
وتحقيق هذا الوصف تنزيه ذاته == فسبحان ذات الله عن آفة تسري
وبعد وجود المدركات فمدرك== بلا مانع في حقهِ وبلا ستر
وليس بذي جسمٍ تحل بجسمه النـ== ـقائص جلَّ الله ذو الخلق والأمر
قديم الوجود الأول الآخر الذي == يجل عن الأولاد والأهل والصهر
ولو لمْ يَكُنْ ربي قديماً لَكَان في == الحدوث له وصفٌ وذلك للحصر
وإذْ كملتْ هذي الصفات فأنه == لها مستحقٌ لا كما قال ذو الكفر
ولكن لذات الله إذ يستحقها == تقدَّس عما يفتري كل مستجري
لأنَّ المعاني لا تليق بذاته == وإنْ كان هذا مذهب الجاهل الغمر
ومعنى لذات الله نفيُ ثبوتها == لشيء سوى ذات الإله بِلا أمر
وأشهد أنَّ اللّه لاشيء مثله == غنيٌ وسيعُ الجود ربي بلا نكر
ومَنْ خَلَقَ الأشياء كان لنفسه == غنياً عن الأشياء ليس بذي فقر
وأنْ ليس بالأبصار يُدرَك عاجلاً == ولا آجلاً تاهت عقول ذوي الجبر
ضرار بن عمرو إنَّما ضرَّ نفسه == فلا كان قولاً من ضرارٍ فتى عمرو
وهل تُدْرِكُ الأبصارُ إلاَّ مُقَابلاً == وماكان في حكم المقابل للبصر
وقد تاب موسى من سؤالٍ لقومه == ودُكَّ عليه الطور من جانب البر
وأنَّ إله العرش فردٌ موَحَّدٌ == فجلّ جلال الواحد الصمد الوتر
عقيدة من في قلبه زهر الهُدى == بأنوار حَقٍ أو من الحق بالزهر
وإذ نجز التوحيد بعد تكافح == ببيض براهينٍ مهندة بتر
وبعد طعان بالأدلة إنّه == لأَلم من طعن المثقفة السمر
بتلك قطعنا واقتطعنا بهذه == كلاَ الفيلسوف المعتدي وكلاَ الجبر
وكم سَبُع قد سنّ في الشرك ظفره == بغىسربنا عدواً فعاد بلا ظُفر
وما الثعلب النحاس من عادة له == يصول على ليث الشرا البيّن المكر
ولا الحيّة الرقشاء في لسعاتها == تخوَّف قرص الخاز بازٍ ولا الدبر
وما قابل الفهر الزجاج مصادماً == فراح سليماً من مصادمة الفهر
ومن ضرب الصّخر إعتماداً برأسه == تفلّق منه الرأس من ذلك الصخر
ومايستوي البحران عذب ومالحٌ == وليس بُغَاث الطير تأوي مع النسر
وإنّ مَحالاً أن ترى عين مبصرٍ == جناح الحبارى صافقاًمقل الصّقر
ركبنا عُبَاب البحر فوق سفينةٍ == ففزنا بها من كل سوءٍ ومن شر
ومن ركب التيّار في غير مركب == فغير بعيد أن يصير إلى القعر
فكنا على فلك النّجى وخصومنا == قد التقمُوا من بغيهم في فم البحر
قضينا بأن الله عدلٌ وأنه == حكيم ببرهانٍ له مطلع الفجر
وذاك بأنّ الله بالقبح عالم == وعنه غنيّ دائماً أبد الدهر
ولم نثبت الكسب الفريّ ولم نضف == إلى الله أفعال العباد التي تجري
تبارك رب العرشّ عن كل فريةٍ == تضاف إليه إنَّ ذاك من الهجر
وكيف يكون الكفر منه وأنّه == نهانا عن الإشراك بالله والكفر
ولو كانت الأفعال منه كقولهم == تقدس عن قول الضّلالة والخسر
إذاً لم يكنْ مدحٌ وذمّ ولمْ يكنْ == ليحسُن فعل النهي للعَبد والأمر
ولم نعتقدْ تعذيب طفل لأنّه == قبيحٌ وليس الطفل يوصف بالوزر
وقد أنزل الرحمن في الوزر قوله == ولاتزر الآيَ التي نصّ في الذكر
ولم نعتقدْ أنّ المعاصي بأمره == قضاها تعالى الله عن ذلك الأمر
وإن كان في القرآن شيء فإنّه == يؤوْل إلى التأويل عند أولي الذكر
وقُلْنَا بأنَّ اللَّهَ ليس مُكَلِّفاً == لِمَا لايطيق العبد من فادح الأمر
ألم ينف تكليف العسير؟ ألم يُردْ == يسيراً بنا؟ ما إن أراد سوى اليسر
وقُلْنَا بأنَّ الإمتحانات كلها == من الله هذا قول ساداتنا الغرّ
وقد قال قومٌ إنَّما الخير كله == من النور والإظلام يأتي من الشر
وقلنا بأنَّ الظلم ليس يريده الإ == له ولايرضى بشيءٍ من الكفر
وكيف نهانا عنه وهو يريده == مقالة أفّاكٍ يقول ولايدري
وقلنا كلام الله قرآنه الذي == نشاهده ما بين دفتي الصدر
وقلنا كلام الله للَّه محدَثٌ == كما قال في يأتيهم بعد من ذكري
وقولهم فيه قديم جهالة == لأن القديم الله لاغير يا جبري
وفيه دلالات الحدوث كثيرة == مبرهنة بالحق في النظم والنثر
وقلنا ابن عبدالله أعني محمداً == نبيٌ حباهُ الله بالفتح والنصر
أتى بدليل أعجز الناس عن يدٍ == وناظر أبناء الفصاحة من مضر
كتاب عزيز محكم الآي ساطع == بأنواره الحسنى وآياته الزهري
تحدى به من عارض الحق منهم == فمالوا إلى قول الكهانة والسحر
وقالوا افتراه قال هاتوا نظيره == سواءٌ علينا المُفْتَرِي فيهِ والمفري
فحادوا إلى السيف الذي كان قتلهم == به يوم بدر سلْ عن السيف في بدر
وإذ نجْزَ العدْلُ انتقلنا إلى الذي == يليه بأقوال مهندة زهر
مسائلها عشرٌ وفيها أدلةٌ == تطول ولكن هذه زُبَدُ العشر
فمن وعد الله الثواب ومات عن == مراقبةٍ لله في السر والجهر
فإنّ إلهَ العرش يجزيه جنةً == بها خالداً أنهارها أبداً تجري
يَدُل عليه أنَّ دينَ محمدٍ == بذلك جاء النَصُّ عَنهُ وفي الذكر
بهِ صرَّحَ القرآنُ يالك حُجةً == على قولنا والحقُ يعرَفُ بالسَّبر
وَمَنْ مَاتَ من بَعدِ الوعيدِ بكفرهِ == فإنَّ جزاهُ النارُ أعظُمَه تبري
كذاك من الفساق من مات عاصياً == فإنَّ له ناراً مؤججةَ الجمر
يخلِّدهُ الباري غداً في عذابها == وما إن لهُ في النارِ يُكشف من ضرِّ
بذلك جاء النَّصُ وهو مُؤيدٌ == بتحقيق برهانٍ من الكَلِم الغُرِ
ومَذْهبُنَا في كلِّ زانٍ وسارقٍ == وقاطعُ فرض الله أو شارب الخمر
بأن لهم في الإسم والحكم منزلاً == فهذا عليهم مستحقٌ وذا يجري
وذاك لأنَّ الحكم فيهم مخالفٌ == لأحكامِ كفارِ البَرِيَّةِ في الخُبرِ
كإثبات إرثٍ ثم عَقْد تناكحٍ == فلو كان كفراً لم يَكُنْ ذاك للكفر
ومذهبُنا أنَّ الشفاعةَ في غدٍ == لها يَتلقَّى المؤمنون ضُحى الحشر
وليست لِذي فسقٍ وإنْ قال قائلُ == بهِ فهوَ مَرْدُودٌ بنصٍ من الذِّكْرِ
ومذْهَبُنَا في الأمرِ بالعرفِ واجبٌ == كذلك في النهي الوجوب عن النكر
بتحصيل أشراطٍ متى اختل بَعْضُها == فإنّكَ في حلٍ عن النّهي والأمر
ومذهبنا أنّ الخليفة حيدر == عقيب وفاة المصطفى الطيّب الطهر
عليّ أمير المؤمنين وسيّد الـ == ـوصيّين والمخصوص بالشرف الدثر
وصيَّ رسول الله وارث علمه == ومنجز وعدٍ في مقاماته الغرِّ
أما قال فيه الله أسنا مقالةٍ == بلى والذي عَمّ البريّة بالبر
أما نصّ في يوم الغدير محمّدٌ == عليه ولكن مَرَّ في أُذُنٍ وَقرِ
أمَا خُصَّ بالقطف الشريف الذي بدا == من البيت ذى الأستار والركن والحجر
أما خبر الطير العظيم الذي أتى == وكان له أهلاً إلى آخر الدّهر
أما نصَّ مولانا الرسول بأنّه == له مثل موسى في الأخوة والقدر
هناك دعى اللهمّ هب لي أخي عليّ == وأشركه في أمري وشدَّ بِهِ أزري
ألم يفدِ بالنفس الكريمة أحمداً == وفي ذاك ماقال الوصي من الشعر
وقيت بنفسي خير من وطي الحصى == ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
رسول إله خاف أنْ يمكروا به == فنجّاه ذو الطول الإله من المكر
وبات رسول الله في الغار آمناً == موَقَّاً وفي حفظ الإله وفي ستر
وبِتُّ أراعيهم ومايثبتونني == وقد وطنت نفسي على القتل والأسر
أما كان ليثاً؟ في حنين ألم يكن؟ == هو المتولي للملاحم في بدر
تولّى من الكفار شطراً بسيفه == وأصبح باقِ القتل للناس في شطر
أما فتح الباري بماضيه خيبراً == وفاز بأحد بالثناء بلا نُكْرِ
أما كان يوم الخندق السيّد الذي == بذي الفِقَّر الصّيال صال على عمرو
أُقدّمه وهو الإمام الذي أتى == بتقديمه القرآن في آيه الزُّهْرِ
وهذا هو القول الصّحيح الذي به == أراد رسول الله في السر والجهر
وإن خالفت تلك الشيوخ فإنما == تخالف في أجلى من الشمس والبدر
ونحن وهم كالزنِد والكفّ لحمةً == وأشبه أقوال ٍ من القطر بالقطر
ونحن بسيفٍ واحدٍ نضربُ العدا == ونحن برمح الحق نطعن في الجبر
ونحن اتخذنا قوس نبع وأسهُمٍ == نريش معاً هذا وهذا معاً نبري
وكنا بها نرمي الأعادي بأسهمٍ == نوافذ لم تبرح لأكبادها تفري
وتوحيدنا للواحد الفرد واحدٌ == ونحن وهم في العدل نشرع في نهر
فلمَّا دخلنا في الإمامة أحجموا == ومالوا إلى تصويب رأي أبي بكر
فساروا علىنهج الثلاثة واقتفوا == مسالكهم في القول والمسلك الوعر
لعمري لقد لاقت سليمٌ وعامرٌ == على جانب الثرثار راغية البكر
ومن أغرب الأشياء أنهم أدّعوا == على ما ادّعوا إجماع رأي أولي الأمر
ألم تقف السادات من آل هاشمٍ == وما رفعوا رأساً عن الدفن والقبر
وهم تركوا أهل السفينة واعتدوا == بزورٍ من الأهوال قاصمة الظهر
وكان من الأنصار ماشاع ذكره == وما هو معروفُ المكان لمستقر
ألم يسمعوا أبيات شعرٍ قديمة == لبعضهم والأمرُ يحفظُ بالشعر
يقولون سعداً شقَّتِ الجنّ بطنَهُ == ألا ربَّما حقَّقْتَ فعلَك بالعذر
وماذنبُ سعدٍ أنَّه بالَ قائماً == ولكنَّ سعداً لم يبايعْ أبا بكر
لئن زَهدت عن فتنةِ المال أنفسٌ == لما زهدت عن فتنة النهي والأمر
إلى الحاكم الدّيان يمضون عن يدٍ == وموعدهم للحكم في موقف الحشر
ولستُ أرى التصويبَ رأياً ولا أرى == من السبّ رأياً إنّ ذاك من الهُجْرِ
ولكن أُدينُ اللَّهَ فيهم بأنهُمْ == أفاضل قد زلّوا وربُّك ذُو غفر
وأنقم تأخيرَ الوصيِّ وَقَبْضَهُم == على فدكٍ قبضاً بنوعٍ من القسر
وإرغام سلمانٍ وضربَ ابنِ ياسرٍ == وإيواءِ مروانٍ وطرد أبي ذرِّ
وأعتب أفعالاً لهم متجرّماً == لحيدرةٍ ربّ المحامد والفخر
إذا قربوا بالصهر فهو ابن عمه == ومنزلة ابن العمّ أعلى من الصهر
إلى ذلك الفضل الذي هو أهله == وسابقة الإسلام والكلم الغر
وقد فاقهم بالشُّبَّرين وفاطم ==وزوّجَه المختار لؤلؤة البحر
فكان له مالم يكن لهم معاً == من الفضل والقربى وماهية الصّبر
فمن يك أولى بالنّبيّ محمد == سواه ولكن قلّ في الناس من يدري
وقد أحسن الفضل بن عبّاس في الذي == أجاب به قول الوليدمن الشعر
ألاّ إنَّ خير الناس بعد محمدٍ == وصيّ النبي المصطفى أبد الدّهر
وأوّل من صلّى وصنو نبيّه == وأول من أردى العداة لدى بدرِ
أمَّا قال فيه الله أسنى مقالة == بلى والذي عم البرية بالبر
أما نصَّ في يوم الغدير محمد == عليه ولكن مرَّ في أُذنٍ وقر
أما خُصَّ بالقطف الشريف الذي بدا == من البيت ذي الأستار والركن والحجر
أما خبر الطير العظيم أتى له == وكان له أهلاً إلى آخر الدهر
أما نصّ مولانا الرسول بأنَّه == له مثل موسى في الأُخوَّة والقدر
هناك دعا اللهم هب لي أخي عليّ == وأشركه في أمري وشدَّ بهِ أزري
ألم يفدِ بالروح الكريمة أحمداً == وفي ذاك ما قال الوصي من الشعر
وقيتُ بنفسي خير مَنْ وطىء الحصى == ومنْ طاف بالبيت العتيق وبالحجر
وبات رسول الله في الغار آمناً == فنجَّاه ذو الطول الإله من المكر
وبتُّ أُراعيهم وما يثبتونني == وقد وطنت نفسي على القتل والأسر
أمَّا كان ليثاً؟ في حنين ألمْ يكنْ؟ == هو المتولي للملاحم في بدر
وقيت بنفسي خير من وطيء الثرى == ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
أمَّا كان ليثاً في حُنَيْنَ ألمْ يكُنْ == هو المتولي للملاحم في بدر
تولّى من الكفَّار شطراً بسيفه == وأصبح باق القتل للناس في شطر
أما فتح الباري بماضيه خيبراً == وفاز بأُحدٍ بالثناء بلا نُكْر
أما كان يوم الخندق السيد الذي == بذي الفِقَّر الصيّال صال على عمرو
أقدمه وهو الإمام الذي أتى == بتقديمه القرآن في آيهِ الزُّهر
وهذا هو القول الصحيح الذي به == أراد رسول الله في السر والجهر
وإن خالفت تلك الشيوخ فإنَّما == تخالف في أجلى من الشمس والبدر
ونحن وهم كالزند والكفّ لحمةً == وأشبه أقوالٍ من القطر بالقطر
ونحن اتخذنا قوس نبع وأسهُمٍ == نريش معاً هذا وهذا معاً نبري
وكنا بها نرمي الأعادي بأسهمٍ == نوافذ لم تبرح لأكبادها تفري
وتوحيدنا للواحد الفردواحدٌ == ونحن وهم في العدل نشرع في نهر
فلما دخلنا في الإمامة أجحموا == ومالوا إلى تصويب رأي أبي بكر
فساروا على نهج الثلاثة واقتفوا == مسالكهم في القول والمسلك الوعر
لعمري لقد لاقت سليمٌ وعامرٌ == على جانب الثرثار راغية البكر
ومن أغرب الأشياء أنهم ادّعوا == على ما ادّعوا إجماع رأي أولي الأمر
ألم تقف السادات من آل هاشمٍ == وما رفعوا رٍأساً عن الدفن والقبر
وهم تركوا أهل السفينة واغتدوا == بزورٍ من الأهوال قاصمة الظهر
وكان من الأنصار ما شاع ذكره == وما هو معروف المكان لمستقر
ألم يسمعوا أبيات شعرٍ قديمة == لبعضهم والأمر يُحْفَظُ بالشعر
يقولون سعداً شقَّتِ الجنّ بطنه == ألا ربَّما حقَّقْتَ فعلَك بالعذر
وما ذنب سعد أنه بال قائماً == ولكن سعداً لم يبايع أبا بكر
لئن زهدت عن فتنة المال أنفس == لما زهدت عن فتنة النهي والأمر
إلى الحاكم الدّيان يمضون عن يدٍ == وموعدهم للحكم في موقف الحشر
وكان هوانا في علي وإنه == لأهل لهابا عمرو من حيث لا تدري
ولست أرى التصويب رأياً ولا أرى == من السبّ رأياً إنّ ذاك من الهُجْرِ
ولكن أدين الله فيهم بأنهم == أفاضل قد زلّوا وربّك ذو غفر
وأنقم تأخير الوصي وقبضهم == على فدكٍ قبضاً بنوعٍ من القسر
وإرغام سلمان وضرب ابن ياسرٍ == وإيواء مروانٍ وطرد أبي ذرِّ
وأعتب أفعالاً لهم متجرّماً == لحيدرة ربّ المحامد والفخر
إذا قربوا بالصهر فهو ابن عمه == ومنزلة ابن العمّ أعلى من الصهر
إلى ذلك الفضل الذي هو أهله == وسابقة الإسلام والكلم الغر
وقد فاقهم بالشُّبَّرينِ وفاطم == وزوّجه المختار لؤلؤة البحر
وكان له مالا يكون لهم معاً == من الفضل والقربى وماهية الصبر
ومن يكُ أولى بالنبي محمد == سواه ولكن قلّ في الناس من يدري
وقد أحسن الفضل بن عبّاس في الذي == أجاب به قول الوليد من الشعر
ألا إن خير الناس بعد محمد == وصي النبي المصطفى أبد الدّهر
وأول من صلّى وصنو نبيّه == وأول من أردى العداة لدى بدر
ومذهبنا أنّ الشهيدين شبّراً == وسبطا رسول الله ياقوتة الفخر
إمامان بالنص الجليّ عليهما == من المصطفى المختار من ولدا النَّظر
ومذهبنا أنّ الإمامة فيهما == ونسلهما حتماً إلى آخر الدّهر
متىكملت تلك الشروط لمن دعا == إلى نفسه من آل بيت النبي الطهر
وإجماع أهل البيت في الحصر حجّة == تجلى به البرهان في الحصر والقصر
وليس لأهل البيت فيها مشارك == بحقٍ ولكن بالضلامةِ والقهر
وهذِي خلاصات المسائل لم يكن == عليَّ عزيزاً نظمها لك في شعر
هرقت لها كأس الكرى بقراءةٍ == وبحث وتحقيق على العالم الصدر
هو القدوة العلاَّمة الحبر أنه == لأشهر فضلاً كل علامة حبر
وقاضي قضاة المسلمين وسيد الأ == كابر والشمس المضيئة في العصر
مؤيدة أقواله بأدلة == تقوم مقام النصر للعسكر المجري
هدانا إلى سبل الرشاد ولم يزل == يتيح لنا وفراً يزيد على وفر
جزاه إله العرش عن فيض علمه == وتعليمه المشكور من أفضل الأجر
وتمت تُحاكي السحر بل هي عينُهُ == ولكنما هذا الحلال من السحر
وأرجُو لها شرحاً غريباً فإنَّها == وليس لها شرحٌ كلؤلؤة البحر
فإنْ يسر اللَّهُ المُهَيْمِنُ شرحَها == غَدَتْ روضة تختال في الورق الخضر
إِذا فُتِّحَتْ حاكت من المسك نَشرهُ == وإنْ ضحكتْ راقت بأزهارها الزهر
وَلي أملُ في فَسْرِهَا وبيَانِهَا == فياربِّ يَسِّرْ لي مُطَالَعَةَ الفَْسر
وصلَّى إلهي كُلَّ يومٍ وليلةِ == على أحمد ما لاحَ بَرْقٌ وَمَا يَسْرِي
وأسباطِهِ الساداتِ مِنْ آل حيدرٍ == هُدَاة البَرَايا من أئمتنا الغُرِّ
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

رائعة جداً

أحسن الله إليكم
صورة
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأدب“