بحر الجود

مجلس للمشاركات الأدبية بمختلف أقسامها...
أضف رد جديد
الغالبي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 12
اشترك في: الأحد فبراير 03, 2008 5:45 am

بحر الجود

مشاركة بواسطة الغالبي »

بحر الجود

قصيدة للسيد رضا الموسوي الهندي
قالها في رثاء حجة الإسلام الميرزا حسين
ومعزيا السيد موسى والسيد هادي المقوطر

لئن يغد شرق الأرض والغرب مأتما ** فرزء حسين جل في الأرض والسما
دهانا بشهر العيد رزؤك طارقا ** فأصبح شهر العيد فينا محرما
فلست ترى إلا مصابا بوالد ** رماه به صرف الزمان فأيتما
فأجرت مآقينا النوائب أدمعا ** وفجرت الأحزان أحشاءنا دما
ألم تك للإسلام ركنا مشيدا ** أعيذ بناه أن يقال تهدما
ألست الحمى للناس من كل طارق ** ينوب فيا ذلاه من طرق الحمى
ألست لأفق الرشد بدرا فما له ** أجيل به طرفي فألفيه مظلما
مضيت حميد المأثرات ولا أرى ** خلافك هذا العيش إلا مذمما
وكم منبر أبكيته كان قبل ذا ** يكاد إذا ترقاه أن يتبسما
فلا بعدت تلك الليالي التي بها ** سهرت وباتت أعين الناس نوما
تقوم إلى المحراب ترعد خيفة ** كأنك قد أبصرت فيه جهنما
يشوقك أن ترقى إلى الله عارجا ** فتنصب للقيا صلاتك سلما
أصابك صرف الدهر للدين حافظا ** وللمال متلافا وللعلم عيلما
أصاب قلوب المسلمين وإنهم ** ليرضون أن يفنوا جميعا وتسلما
ولما رماك الدهر أيقن أنه ** أصاب وكلا لو أصاب لما رمى
برغميَ يا غيظ الحواسد أن نرى ** عدوك قد أمسى قريرا ونرغما
برغميَ أن لا تستجيب لمن أتى ** يبثك شكوى خصمه متظلما
برغميَ يا سرّا يضيق بكتمه ** رحيب الفضا في اللحد تمسي مكتما
برغميَ يا بدر الهدى أن تميل للـ ** غروب وإن شعت مزاياك أنجما
برغميَ أن يجري القضاء محتما ** عليك وقد كنت القضاء المحتما
نعمت وأشقيت البرايا ولم أخل ** تطيب بأن تشقى البرايا وتنعما
وأجريت من أبناء فهر مدامعا ** لغير حسين دمعها قط ما همى
فإن لم تكن منهم قديما فإنهم ** يرونك في الفضل الإمام المقدما
ولو لم تكن للهاشميين سيدا ** لما عقدت ساداتهم لك مأتما
وحنوا حنين اليعملات بمحفل ** به لا ترى إلا هزبرا وضيغما
إذا أرخص الهادي(1) وموسى(2) لفادح ** دموعا فعين ليس تبكي لها العمى
همامان قد حلا من المجد موضعا ** تمنته لو تجدي المنى أنجم السما
إذا قيل من أزكى الورى وأعزهم ** مقاما وأوفاهم ذماما فقل: هما
خليلي بالصبر الجميل تدرعا ** وإن جل خطبا ما به قد أصبتما
فهذا التقي ابن الحسين وصنوه ** محمد في برج المعالي تسنما
لنا منهما كهلا حجى إن تأخرا ** زمانا فقد فاتا علا وتقدما
قد احتذيا في كل فضل أباهما ** وهل أرقم إلا ويعقب أرقما
ودوما مناخا للركائب وابقيا ** حمى من تصاريف النوائب واسلما
ولست بمستسق سحابا لحفرة ** بها حل بحر الجود والعلم مفعما
ــــــــــ
(1) السيد هادي بن حسن بن علي بن إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد المقوطر
المجاهد العراقي المعروف بدوره المشرف بتصديه للغزو البريطاني عام 1914 م وفي الثورة العراقية سنة 1920 م ،
ولد عام 1865 م في بلدة لملوم وتوفي في الشنافية عام 1342 هـ - 1924 م
وقد أرخ وفاته الشيخ علي البازي بقوله:

مذ غيب الهادي لدى افتقاده ** عنا أسىً خبا ضياء النادي
يا ناعي الإيمان والتقوى معاً ** أرّخت قُل غاب الزعيم الهادي
ــــــــــ
(2) السيد موسى بن سلمان بن عمران بن موسى بن إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد المقوطر
أحد أقطاب المشروطة الحزب الديمقراطي، وكان للشيخ كاتب الطريحي صحبة معه
ولما مرض السيد موسى رثاه الشيخ كاتب بقوله:

قد وهى من ذوي العناد العماد ** مذ بموسى قد استقام الرشادُ
هو موسى مهما يهزّ عصاه ** تتلقف ما يأفك استبدادُ
كان شمل استبدادهم في اجتماع ** وبماضيه عاد وهو سدادُ
عمك الله بالشفاء وإن لم ** يرض فيه الأعداء والحُسَّادُ
كلَّ يا سيدي بمدحك فكري ** وعصاني الإنشاء والإنشادُ
فابق غيظ العدى ولا زال مغـ ** ـناك إليه تقصد الوفَّادُ

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأدب“