يا ذا الفقار وعند حدك تنحني

مجلس للمشاركات الأدبية بمختلف أقسامها...
أضف رد جديد
مصطفى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 5
اشترك في: الثلاثاء إبريل 22, 2008 1:33 am

يا ذا الفقار وعند حدك تنحني

مشاركة بواسطة مصطفى »

للشاعر الأديب أبو مهدي آل إسماعيل - 24/07/2007



قصيدة عنوانها : يا ذا الفقار

يا ذا الفقار وعند حَدِّك تنحني

قِممُ الجبالِ الراسِياتِ صَغَائِرا
كَفٌّ حَمَتْكَ ومِعْصَمٌ لا ينثني

تَصْلي العِدا من بعد رَعدٍ خَيْبَرا
لِيُعِيدَ تاريخُ البطولةِ نَفْسَهُ

ومِدادُه لِلْحَشْرِ يَكتبُ ما جَرَى
يومٌ إذ الأحزابُ تَلفِظُ حِقدَها

وعلى رِجالِ الله طَوَّقتِ القُرى
دِسْتُورُها تِلْمُودُ آلِ أُميَّةٍ

ولها أبو سُفيانَ أصبح آمِرا
وإذا بأوتادِ العُرُوبَةِ شَدَّها

عَمَدُ الخيانةِ لَمْ يُخلِّفْ ساترا
عُريانةً والطبلُ يُقرَعُ شاحذاً

لِلحربِ في هِمَمِ الغُزاةِ كواسِرا
ويَهُزُّ حَاخَامُ النواصبِ رأسَـهُ

مُتقيّئاً فِقْهاً مَقِيتاً مُنكرا
قد أُشْرِبَ العِجْلَ الذي فُتِنَتْ بـه

حُكَماءُ اِسرائيلَ قَبلَهُ أدْهُرا
لا قتلُ نَفْسِهِ بالشِفَارِ مُخلِّصٌ

حاشاهُ ربي أن يَهَبْهُ مَعَاذِرا
الله يا الله دِينُكَ يشتكي

لَعِبَ السَّفيهُ بـه وضَلَّلَ وافْتَرى
لا يرْعَوي عن قَذْفِ أيِّ مُحَصَّنٍ

حتى يُكَفِّرَ كُلَّ من وطِئَ الثرى
ولإِنْ سألْتَهُ عِلَّةً يُعْطِيكَها:

كان ابنُ آمنةَ النبيِ مُغامِرا
أمحمدٌ! عَلَمُ الروافضِ مُشْرَعٌ!

أنْكِسْهُ أو تُسْقى الحِمَامَ مُصَبَّرا

أمحمدٌ أحفادُكَ اليومَ اعْتَلَوا

ما لَمْ يَطِقْهُ الخَافِقَينِ تَصَبُّرا
أمحمدٌ أمحمدٌ أمحمدٌ

ما انْفَكَّ صدري نَحْوَ شَخْصِكَ واغِرا
آهٍ وآهٍ ثُمَّ آهٍ سُعِّرَتْ

لِمَ أنت من جاءَ البَرِيَّةَ مُنْذِرا
تتشابهُ الأحداثُ لا من صُدفةٍ

إذْ كان كلٌ في الكتابِ مُقَدَّرا
سَخِطَتْ يَهودا أنَّ طـه مُرْسَلٌ

وهْيَ التي أمستْ بِمِثْلِهِ عَاقِرا
الشعبُ شعبُ الله مُختارٌ سَمَى

فوق الخلائقِ أجمعينِ وأنْفُرا
ومحمدٌ اسحاقُ ليس بِجَدِّهِ

كيف النبوةُ ترتضيهِ مُبشِرا
وبهكذا غلٍ يُفطِرُ قلبَهُ

نشر ابنُ حربٍ غَيَّهُ بين الورى
ما كان للروحِ الأمينِ بأحمدٍ

أن يُبدِلَ الـمَلـِكَ الهُمامَ الأجْدَرا
فإذا بكاتبِ وحْيـهِ مُتداركاً

خطأَ السماءِ وليسَ غَيْرُهُ قادِرا
واسْتـَرْجعَ الحقَ السَليبَ بسيفـهِ

وأعَادَها مُلكاً عَضُوداً أكبرا
وأتى ابنُ ميسونَ الخلافـةَ مُعلناً

أنَّ الحسينَ بـَغى وفاقَ تَجَبُّرا
وأقامَ عهداً أن بدراً ثأرُها

سيطولُ حتىَّ لو زمانـُهُ أغْبَرا
لِيكونَ في حِقبِ الزَّمانِ لِكرْبلاءْ

أمثالُ لا تكفي يزيد ليُحْبـَرا
سِلِّي قُريشُ على الجنوبِ سُيوفَكِ

وادعي بني صِهيُونَ يأتواْ معاشِرا
ولتُسقِطي من قادفاتك وابلاً

ليَصيغَ مِن هولِ الدمارِ مناظِرا
لا تُمهِلوا طفلاً يلوذُ بأمـهِ

حتىَّ تُسَرْبِـله الدِّماءُ مُعفَّرا
لا تَرحموا أناتِ ثاكلةٍ عَلَتْ

وفؤادُها بين الرُكامِ تناثَرا
والشيخُ إِنْ لـَمْ ينتهي أجلٌ بـهِ

كان الرَّدى بِيَدِ العَنَاقِدِ حاضرا
من فرَّ من حرِ الحديدِ فلا يَكُنْ

إلا طريداً في العراءِ مُهجَّرا
والجوعُ ما زَرَعَتْ يداكَ مُحمدٌ

لا بُدَّ شَعبُكَ آكلٌ ما أثمرا
فانزِلْ على حُكمِ الملوكِ ودينِهمْ

واقدمْ إلى هُبلِ الزعامةِ شاكِرا
وأقِلْ جُموعَ الصابئينَ وحِزبهمْ

وادفنْ سِلاحَكَ مُستكيناً صاغِرا
ألا تكُنْ في الرَّكبِ ذيلُ مُتابعٍ

وهواكَ مُرتَهِنٌ يُباعُ ويُشترى
تأتي الرقابَ من السيوفِ بلاغـةٌ

تُغْنيكَ عَمَّا باليراعِ تَسطرا
ولتعلمنَّ إذا الرماحُ تعانقتْ

في أيِّ عِرقٍ بُغضُ أسْلافي سَرَى
لا يجهلُ القاصي ويعلمُ من دنى

إنَّا لها حتىَّ تَذِلَّ وتُقهرا
فاسوَّدَ كونُ الله في وسطِ الضُحى

وفسيحُـهُ في العينِ ضَاقَ فلا يُرى
إذْ زاغتِ الأبصارُ زَيْغَ مُفارقٍ

بَلَغَتْ قُلوبُ المؤمنينَ حناجِرا
ما زُلْزِلُوا قَبْلاً ولا بعداً أتى

مِنْ مِثلِْـهِ زِلْزالُ هَدَّ ودَمَّرا
ومِن القلوبِ سِقَامُها ظَنُّوا الظُّنـُـو

نَ بأنَّ وعْدَ الله جاء مُغَرِّرا

قالوا وما صَدَقوا بِيُوتُناْ عَوْرَةٌ

بلْ بات ما في الصدرِ يَسْكُنُ بالعراءْ

عربُ اللسان قُلوبُهمْ عِبْرِيةٌ

يُمْنى تُمَدُّ وتُخفيْ يُسرى خِنْجَرا
مَرَدوا على أصْلِ النِّفاقِ فَلَمْ يَكُُنْ

إلا هوْ حامٍ والهزيمةُ مِحْوَرا
وَدُّوا لَوِ انْتَعَلَتْ جَمَاجِمَنا جَحَا

فِلُ تَلْ أبيب وبَعْثَرتْ ما أُقْبِرا
والله لو هُتِكَتْ حَرائِرُنا لما

كَبَحَوا على وَقعِ الدفوفِ خَواصِرا
طالتْ إلى أُفقِ السماءِ رِقابُهُمْ

واستبشروا نصراً يَجِيئُ مُؤَزِّرا
يا تُعسهمْ لعقوا السرابَ وما استقواْ

إلا تراباً في الهجيرِ تَسَعَّرا
يا صاحبي مهلاً وعُذريَ في المَقا

لِ مُقدمٌ قد زِدْتُ فيك تَحَيَّرا
أسْدلتَ أستارَ القصيدةِ خاتماً

ومشيتَ مسروراَ تفيضُ تَفَاخُرا
وَوَجَدْتُني في بحرِ آهاتٍ تلا

طَمَ موجهُ حتىَّ اسْتَحالِ تَكَّسُرا
ببطولةٍ أخبرتني وبذي الفقـا

ر بدأتني أنعمْ بمثْلِكَ مُخْبِرا
وأراكَ في وصْفِ الهزيمةِ مُوغلاً

سيفَ القوافي تستثيرُ بواتِرَا
هلا رَدَدْتَ إلى أصمٍ سمعـهُ

وأجزتَ أعمى يستغيثُكَ أن يَرى
هلا بسطت الكفَّ يخرجُ خيرها

ونثرتَ وردَ النَّصرِ شِعْراً عَاطِرا
بلّغْ وربُكِ مِنْ عَدوِّكَ عاصمٌ

والله لا يهدي عنيداً كافِرا
وافردْ جََناحَكَ تَسْتَظِلُّ بظلهِ

سُحُبُ السماءِ العالياتِ تَبَخْتُرا
أم أنَّ حِبرَ الوصلِ جِفَّ معينهُ

والبُعْدُ بينكَ والوصي فَصَمَ العُرى
فأتى الجوابُ مبيناً ومفصلاً

حتى غدا لِلشَّكِ سيفاً باتِرا
والله ما ضَلَّ الفؤادُ وما غَوى

وعليَّ آثامُ العبادِ لَوِ امْتَرى
لكنما يَغْشى الحياءُ صَبابتي

فَتَخَالُني في الحُبِّ جِدُّ مُكَابِرا
والبحرُ لو كان المِدادَ لمُهْجَتي

لأَتى عليه المُرتضى وتَبَخَّرا
وترى عَرُوضَ البيتِ تنعى صَدْرَهُ

والضَرْبُ مِنْـهُ العَجْزُ أصبحَ نَافِرا
تلك الحُروفُ تَهيمُ في صحرائهِ

لتعودَ غَرْثى لا سِقايةَ او قِرَى
وعلمت أن الله مانعُ حِطَّةٍ

مادامَ شعري من مديحهِ مُقْفِرا
فسألتُ مِنْ ذِكْرَى بَنِيهِ شَفَاعَةً

عَلِّي أجوزُ على سِرَاطِهِ مُعْذَرا
فَجَمَعْتُ مُدَّخَرَ القِوى في ريشتي

وملئتُ من مِسْكِ الجنوبِ مَحَابِرا
عَلْوَنْتُ في وسطِ الجبينِ صَحِيفَتي

"يا ذا الفقار" ولستُ فيه مُشَاوِرا
وَعَلَوتُ هاتيكَ التلالَ لَعَلَّني

ألقى لإفْضَاءِ القَرِيحةِ مِنْبرا
فرأيتُ إِكْليلينِ من غارٍعلى

عَرْشَينِ سُبحانَ المصورُ إذْ برى
الأولُ انْتَقَشَتْ عليه بِعَسْجَدٍ

"أيار فيه ثرى الجنوبِ تَحَرَّرا"
سَجَدَ الخلودُ لحامليهِ وليتني

حُمِلْتُ ما حَمَلوا فكنتُ مُجاوِرا
شَمَخُوا بِعِرنِينِ الإباءْ وبِأَخْمُصٍ

وَطئوا صِمَاخَ الكُفرِ حِينَ تَزَنْبَرَا
وارتدَ طَرْفي إذْ أرَى الثَّاني اسْتَوى

تَمُوزُ سُلْطَاناً عَليهِ مُظَفَّرَا
قدْ رُصِّعَتْ جَنَبَاتُه بِكَوَاكِبٍ

الشَّمْسُ منها تَدْلَهِمُ تَكَوُّرَا
جابوا ظَلامَ الذُلِ لَمَّا أسْرَجوا

مِنْ رَاجِمَاتِ الْعِزِّ ما عَشِقَ السُرى
رعدٌ وزلزالٌ وخيبرُ ثَالِثٌ

إنْ كُنْتَ عنها جاهلاً سَلْ سَاعِرا
وعن الحجيرِ وشأنهِ سَألَ الرَدَى

إنْ كانَ وادٍ كيفَ صَارَ مَقَابِرا؟
فاحَ الشَّذى مِنْ وَجْنَتيه وإنما

من ساكنيهِ العِطْرُ باتَ مُعَطِّرا
يا زارعي بِذْرَ الدُروعِ تأهبوا

هذي الثِمَارُ فَلَمْلِمُوها بَيْدَرا
عَلُّوا على رأسِ العُلا مارونَكمْ

ولْتُسْكِنوا عَيْتا الفُحُولةِ مَحْجَرا
في مَرْوَحينَ مجزَرونَ دِمَائهمْ
زُرِعَتْ فكانَ النَبْتُ فيكم مُزْهِرا
إنْ زِيدَ أهلُ الكهفِ إيماناً بما رقدوا

فيا عجبي لِمن عَافَ الْكَرى
سيروا بعينِ الله مسراً لم يخبْ

أهلوه إن الموتَ يحيا قاهرا
انتم رجالُ الله إذ عَجَّ الفضاءْ

بِزحَامِ أشباهِ الرِجالِ مِنَ الوَرى
إثْبَاتُ أمِّ كِتابهِ أنتمْ فلا

يُمْحى بِذا حَكَمَ الْعَلي وَقَدَّرا
حَمَلَتْ قُنُوتَ الليلِ أيديكُم فما

رُدَّتْ بغيرِ الصُبحِ نصراً أنورا
يا فالقَ النصرَ الذي في سوحه

صنعتْ يداكَ من الحجارِ جواهِرا
أهدابُ عينيكَ السكينةُ كِحْلُها

وَهَبَتْ لنصرِ الله شعباً ثائرا
إنْ هزَّ في وجه الصهاينِ إصبعاً

غَصَّتْ ملاجئُهم فكانت مَحْشَرا
فإليك روحُ الله الفُ تحيةٍ

والمرؤ يحيا في بنيه مُعَمِّرا
وخِتامُ ما كَسَبَتْ يدايَ بِدايةٌ

قَلَّ الحياءْ حَتىَّ ظَنَنْتُني شَاعِرا
قيمة كل إمرئ ما يحسنه

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأدب“