السيد الهادي بن ابراهيم الوزير و شعره في الغدير

مجلس للمشاركات الأدبية بمختلف أقسامها...
أضف رد جديد
الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

السيد الهادي بن ابراهيم الوزير و شعره في الغدير

مشاركة بواسطة الموسوي »

قال الشيخ العلامة الأميني في موسوعة الغدير:
بقية الشعراء في القرن التاسع
(75)
ضياء الدين الهادي
المولود 758 المتوفى 822
الحمد لله بـاري الروح والنسم * وخـالق الخلق والمختص بالقدم
ثم الصلاة على أعلى الورى شرفا * وأكرم الناس من عرب ومن عجم
محمد المصطفى المختار من مضر * وخاتم الرسل والمحمود في الشيم
دع ما يقول النصارى في نبيهم * من الغلو وقل ما شئت واحتكم
و بعد: فالعلـم منجاة لصاحبه * فـاشدد بعروته كفيك واعتصم
وأفـضل العلم عند العارفين به * عـلم الكـلام لما فيه من الحكم
علم أنـاف على كل العلوم له * فضل التقدم فارغب فيه واغتنم
عليك بالنظر الفكري فهو طريـ * ـق العلم بالله فانظر ثم واستقم

ومن هنا استرسل شاعرنا الهادي في مباحث علم الكلام، وأدلى ما عنده من الحجج في مسائل، ومما أفاضه في باب الإمامة قوله:
هذا ومذهبنا إن الإمام عقيـب * المصطفى حيدر الأبطال والبهم
أعني عــليا أمير المؤمنين ومن * بالعطف خص من الرحمان ذي القسم
الله أنزل آيات مبــاركــة * في فضله عدها لي غير منتظم
وقال فيــه رسول الله سيدنا * يوم (الغدير) بخم يوم حجهم
من كنت مولاه أي أولى به فعلي * أولى به وهو مولاهم بكلهم
قام النبي خطيــبا في معسكره * بهذه الخطبة الغرا لجمعهم
وشال ضبعا كريما من أبي حسن * في يوم حر شديد اللفح مضطرم
كي لا يقال: بـأن النص مكتتم * ما كان إلا صريحا غير مكتتم
فهو الخـليفة بعد المصطفى و له * فضل التقدم لم يسجد إلى صنم
و كان سابقهم في كل مكرمة * و كان في كل حرب ثابت القدم
و كان أول من صلى لقبلتهم * و أعلم الناس بالقرآن و الحكم
و كان أقربهم قربى و أفضلهم * رغبى و أضربهم بالسيف في القمم
و كان أشرفهم هما و أرفعهم * في همه فهو عالي الهم والهمم
و كان أعبدهم ليلا و أكثرهم * صوما إذا الفاجر المسكين لم يصم
و كان أفصحهم قولا و أبلغهم * نطقا و أعدلهم حكما لمحتكم
و كان أحسنهم وجها و أوسعهم * صدرا وأطهرهم كفا لمسلتم
و كان أغزرهم جودا و أدونهم * مالا فطال على الأطواد والأدم
فكيــف تقدمه من لا يماثله * في العلم والحلم والأخلاق والشيـم
وفي الشجاعة والفضل العظيم وفي * التدبير و الورع المشهور و الكرم

ما يتبع الشعر:
وقفنا على نسخة مخطوطة من هذه المنظومة في طهران عاصمة البلاد الفارسية ومعقد لوائها الملكي، وهي تحتوي على سبعة ومأتين بيتا نظم بها الخلاصة، للشيخ حسن الرصاص، كتبت في 25 صفر عام ألف واثنين وستين، وعليها خط العلامة السيد محمد بن إسماعيل اليماني الصنعاني الحسيني المتوفى 1182، وهو أحد شعراء الغدير يأتي ذكره إنشاء الله تعالى.

الشاعر:
السيد جمال ضياء الدين الهادي بن إبراهيم بن علي المتوفى 784، ابن المرتضى المتوفى 785، ابن الهادي بن يحيى بن الحسين بن القسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب(1) اليمني الصنعاني الزيدي .
أحد رجالات اليمن و أعلامها المتضلعين من فنون العلم و الأدب، ترجمه صاحب(2) مطلع البدور. قال: قال العلامة ابن الوزير في تاريخهم: إنه لم تسمح بمثله الأعصار في أولاد الإمام الهادي، كان جامع شتات العلوم، وشاطرها في المنثور و المنظوم.
ولد في شظب و لما قرأ القرآن أخذه والده مع ابن عمه محمد بن أحمد المرتضى إلى صعدة وكان يحملهما قليلا متى تعيا من السير لصغرهما حتى وصلوا صعدة فقرء مدة في أنواع العلوم العربية وغيرها على عميه: المرتضى بن علي وأحمد بن علي، و قرأ التفسير على الشيخ العلامة ترجمان أهل عصره إسماعيل بن إبراهيم بن عطية البحراني، و علوم الأدب على الفقيه العلامة محمد بن علي بن ناجي العالم المشهور، قرأ عليه ديوان المتنبي وغيره.
و الأصول و الفروع على القاضي العلامة ملك العلماء عبد الله بن الحسن الدواري، و على عمه المرتضى بن علي الذي كان إماما في علم الكلام، وكذا على عمه أحمد بن علي، وحصلت له إجازات وطرق سماعية، منها: سماعه لجامع الأصول بمكة المشرفة على قاضي الحرم محمد بن عبد الله بن ظهيرة القرشي المخزومي في سنة حجه، و له رسائل ومسائل وأشعار و منظومات لا تحصى، حتى قال شيخه الفقيه محمد بن علي بن ناجي: إنه المراد بقول النبي صلى الله عليه وآله يكون رجل من ولد الحسن ينفث بالشعر كما ينفث الأفعى بالسم.
و من تصانيفه:
كفاية القانع في معرفة الصانع، نظم الخلاصة(3) و شرحها، الطرازين المعلمين في المفاخرة بين الحرمين، التفصيل في التفضيل، الرد على ابن العربي، هداية الراغبين إلى مذهب أهل البيت الطاهرين، الرد على الفقيه علي بن سليمان في العارضة والناقضة، وكلها موجودة ومن أحسنها: كاشفة الغمة عن حسن سيرة إمام الأمة، وكريمة العناصر في الذب عن سيرة الإمام الناصر، والسيوف المرهفات على من ألحد في الصفات، ونهاية التنويه في إزهاق التمويه في الرد على نشوان، ومن شعره قصيدته (المنسك) أولها: بعث الهوى شوقي إلى أم القرى
و له مراجعات و مراسلات و مشاعرات بينه وبين علماء اليمن الأسفل كإسماعيل المقري، و النظاري، و ابن الخياط، الذي استجاز منه، وبين أهل تهامة مثل بني الناشري، والنفيس العلوي الحنفي المذهب، العتكي النسب، بين علماء المخاليف والحواز مثل الفقيه محمد بن الحسن بن سود العابد المشهور أحد الواصلين في علم الطريقة وغيرهم، وكان منتشر الذكر عند جميع الأكابر في جميع البلاد حتى في مصر مع غلظة أهلها، وقد ذكره وذكر أخاه محمد الحافظ العلامة ابن حجر العسقلاني المصري في تاريخه وأثنى عليهما .
توفي بذمار تاسع عشر ذي حجة سنة 822 و مولده يوم الجمعة السابع والعشرين من المحرم سنة 758 و موته كان عظيما على أهل البيت حيث منعوا بعده عما كان معتاد أهل الأموال في المدائن والأمصار، و رثاه عدة من الناس و أحسن مراثيه ما رثاه الفقيه الأديب عبد الله بن عتيق المعروف بالمزاح المروعي.
إنتهى ما في مطلع البدور ملخصا.
و ذكره شمس الدين السخاوي في الضوء اللامع, ج10, ص206, و قال: ذكره شيخنا في أنبائه فقال: عني بالأدب ففاق فيه، و مدح المنصور صاحب صنعاء، مات يوم عرفة سنة اثنتين وعشرين، وذكره ابن فهد في معجمه فقال: إنه حدث سمع منه الفضلاء قال: وله مؤلفات منها: الطرازين المعلمين في فضائل الحرمين، والقصيدة البديعية في الكعبة اليمنية الثمينة أولها:
سرى طيف ليلي فابتهجت به وجدا * وتوح قلبي من لطائفه مجدا(4)
وترجم السخاوي لأخي المترجم له محمد بن إبراهيم بن علي وقال: ولد تقريبا سنة 765، وتعاني النظم فبرع فيه، وصنف في الرد علي الزيدية العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم و اختصره في الروض الباسم عن سنة أبي القاسم و غيره، ذكره التقي بن فهد في معجمه وله قوله:
العـلم ميراث النبي كذا أتى * في النص والعلماء هم ورّاثه
فإذا أردت حقيقة تدري لمن * وراثه فـكيف ما ميراثه ؟
ما ورث المختار غير حديثه * فينا و ذاك متاعه و أثاثه
قلنا: الحديث وراثه نبوية * و لكل محدث بدعة أحداثه
مات بصنعاء في المحرم سنة 840 و أرخه بعضهم في التي قبلها(5)
ـــــــــــ
(1) كذا سرد نسبه شمس الدين السخاوي في الضوء اللامع ج6, ص272, في ترجمة أخيه محمد.
(2) أحمد بن صالح بن محمد بن أبي الرحال اليمني المتوفى بصنعاء سنة 1092.
(3) تأليف العلامة الشيخ حسن الرصاص.
(4) مر ذكر بديعيته في الجزء السادس ص45 ط2 عن إيضاح المكنون.
(5) الضوء اللامع, ج6, ص272.
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأدب“