بكائية .. على أطلال مدينتي الصغيرة شعر عبدالسلام الوجيه

[صقر اليمن]

مزهوة بحسنها .. تختال في دلال
نادرة المثال …
عروسة رائعة الجمالْ
ترفل في النعيم …
ترتدي مزدانةً .. أبهى الحللْ
وهكذا كانت .. على رأس الجبلْ
مليكةً .. ساميةً
تربعت عرش وقارْ
في جيدها عقدٌ من الأمجاد والفخار
وفوق هامها الشامخ .. تاج غار
لله ما أحلاك من أميرة
لله ما أبهاك يا مدينتي الصغيرة ..
* * *
وهكذا كانت على رأس الجبلْ
يرفرف الحب على سمائها ..
ويرقص الإخاء.
وفي ربوعها الخضراء .. ينبت الوفاء
تفوح من أزهاره نسائم الصفاء
ويستقي في الصيف والشتاء
من جدول الوداد …
ومن معين المثل العلياء
عذبا .. صافيا
ينساب رائقاً غديره
وهكذا كانت مدينتي الصغيرة
* * *
فما الذي جرى؟ وما الذي أصابها؟
من أنضب الغدير؟
وأحرم الربوع ماءه النمير
من أيبس الأشجار؟ من؟
من أذبل الأزهار؟ من؟
من ذا الذي أحرمنا العبير؟
وأحدث الشرخ الخطير؟
من قتل الوداد؟ وفرق العباد؟
ومزق البلاد؟
وجاء بالمفاسد الخطيره
من ذا الذي جنى على مدينتي الصغيرة
* * *
أتعلمون من يكون؟
يا ليتكم ترون .. يا ليتكم ترون
يا ليتكم ترون ما أرى
مراهقاً وقاصراً .. وجاهلا مكابرا
قد جاءنا في ثوب مصلح عظيم
يزعم أنه المخلص الكريم ..
وأنه الذي على الصراط المستقيم
وأننا في جهلنا نهيم !!
تنهشنا الأمراض والعللْ
ونكتوي الآلام .. في رأس الجبل
عقولنا ضيقة .. صغيرة ..
نفوسنا شريرة حقيرة
وقد تولى وحده إصلاحنا ..
وحمل المهمة الخطيرة
منفردا .. ودونما مشوره
ودونما تجرد من الهوى ..
ودونما بصيره ..
ودونما فهم شمولي .. وعامْ
ودونما بعد نظر ..
وهكذا أتى .. مشوش السريرة
فدمر الحياة .. في مدينتي الصغيرة
* * *
ولي أمل …
بأن تعود للحياة من جديد
علي يديه .. إن يريد
ويخلص النية والعملْ
ويحسن الظن بنا
فننطلق إلى البناء جميعنا
شعارنا .. مثلُ الأولْ
حي على خير العِملْ
حي على خير العمل .
صنعاء -1985 م

[أبو مجد الدين]

ولي أمل …
بأن تعود للحياة من جديد
علي يديه .. إن يريد
ويخلص النية والعملْ
ويحسن الظن بنا
فننطلق إلى البناء جميعنا
شعارنا .. مثلُ الأولْ
حي على خير العِملْ
حي على خير العمل

ستعود مدينتك الصغيرة للحياة من جديد -إن شاء الله تعالى- متى عـاد أهلها ...
نـظـمٌ جميل و كلماتٌ كأنها الدر في الأصداف ... سلم لسانك و قلمك سيدي الكريم