الهوى القاتل!!!!!!

[أبا القاسم]

أمن بعد ذاك الصَّبا الذاهل ***تهيجُ بشجوِ الهوى القاتلِ

أقلبي ؛وقد كنت في حيرةٍ *** عن الحب في الزمن الراحلِ

لعمري فما كنت تدري الهوى *** وقد لاح للصبِّّ من قابلِ

ولَّا ترى الغيدَ في روعةٍ**** فتجثوا لطلعتها الذاهلِ

وقد راعك الليلُ من شعرها ***غديراً على صفحةِ الكاهلِ

وما حازه الروضُ في خدها *** من الوردِ‘ والعَبَقِ السائلِ

وما قد تصدَّع في عينها *** من البرق ؛ عن رمشِها المائلِ

وما قد جنى الشهدُ من ثغرها*** حثيثاً على مهجةِ النَّاهلِ

وما لاح كالبرقِ من صدرها*** وقد أزهرت بالحلى العاطلِ

ومااهتزَّ من قدها روعةً*** كما الغصنِ في روضها البابل
ِ
لعمري فما كنت تدري الظبا*** ولا كيف تجني على الناحلِ

وحتى لقد عشتَ ذاك الصِّبا *** أقلبي كما الميِّتِ الغافلِ

فأيُّ الهوى قد أتى أمره *** لتحيا على أمره النازلِ

وحتى عشقتَ الأُلى رسموا*** جنونك في شكله الماثلِ

فكم أرمقُ الطرف تحو العلى*** سميراً لنجمِ الهوى الآفلِ

أناجيه شجو الهوى عبرةً***وأشكوا: متى الوصلُ للواصلِ

فمثلي له في الهوى مهجةٌ*** تَقلُّ اصطباراً بلا طائلِ

وقد طال بُعدُ الأُلى سُجنوا*** وظلماً على سنَّةِ الباطلِ

فحتَّامَ ألهجُ في حبهم *** وحتَّامَ أصبر للعاذلِ

فياغارةَ اللهِ جودي على*** ذوي الشوق من رَّوحِك العاجلِ