|][|:: مسابقة القصة القصيرة :: |][|

مجلس للمشاركات الأدبية بمختلف أقسامها...
أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

|][|:: مسابقة القصة القصيرة :: |][|

مشاركة بواسطة أبودنيا »

السلام عليكم

كيف أحوالكم جميعاً أخوتي وأخواتي وشهر مبارك وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

ما رأيكم بمشاركة بسيطة من الجميع في مسابقة حول قصة قصيرة سواء خيالية أو سرد لشيء واقعي أو تعبيراً عن قضية معينة في قالب أدبي ؟

- تكون اللغة للقصة بالفصحى . ولا بأس من ورود أخطاء فالغرض هو التقييم والتصحيح
- التركيز حول فكرة القصة والمسار العام لها
- أسلوب القصة والبلاغة .

والتقييم من مشرفي القسم الأدبي أو أي أعضاء ترشحونهم

:)

ردو خبر سريع ..... :wink:
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

لنكن صادقين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 16
اشترك في: الجمعة يوليو 17, 2009 9:56 pm

Re: |][|:: مسابقة القصة القصيرة :: |][|

مشاركة بواسطة لنكن صادقين »

مناسب جدا"صورة... متى نبدأ؟

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

Re: |][|:: مسابقة القصة القصيرة :: |][|

مشاركة بواسطة أبودنيا »

متى ما شئتم وسجل أو شارك عدد لا بأس به ..... :)
شكراً للمشاركة والمساهمة الطيبة
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

alhashimi
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1048
اشترك في: الجمعة فبراير 29, 2008 12:44 am

Re: |][|:: مسابقة القصة القصيرة :: |][|

مشاركة بواسطة alhashimi »

متابع بصمت :oops:
وارجوا التفاعل من الجميع ولو بالمرور












وليس الذئب يأكل لحم ذئب ... ويأكل بعضنا بعضا عيانا

لنكن صادقين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 16
اشترك في: الجمعة يوليو 17, 2009 9:56 pm

Re: |][|:: مسابقة القصة القصيرة :: |][|

مشاركة بواسطة لنكن صادقين »

اقتراحي:
لجنة التحكيم: الأستاذ/ أبودنيا...
الجمهور: الأخ/ الهاشمي...
المتسابقون: "أنا" :D


علشان كذا؛ ومن الآخر.... من وين استلم الجائزة؟ :mrgreen:

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

Re: |][|:: مسابقة القصة القصيرة :: |][|

مشاركة بواسطة أبودنيا »

السلام عليكم
والنعم فيكم .... فيكم الخير والبركة :)
الجائزة ستكون كتاب مميز ومشهور للدكتور المحقق محمد عمارة , نشر فيه رسائل من روائع التراث الإسلامي (رسائل العدل والتوحيد ) فيه رسالة للإمام القاسم الرسي ورسالة لحفيده الإمام الهادي يحيى بن الحسين عليهم السلام

سأهديه للفائز هنا بشكل خاص ثم أشاركه لاحقاً .. يكفي ؟ :oops:

موافق على اقتراحكم ونبدأ المسابقة ولو أحب أي مشترك بمجالس آل محمد الانضمام فسنكون سعداء جداً
اختاروا العنوان الذي تريدون وركزوا على جمال الأسلوب وجمال الفكرة وتركيزها حول موضوع القصة أو المقال ... كذلك سلامة اللغة

تحية طيبة
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

الزيدي اليماني
مشرف مجلس الأدب
مشاركات: 404
اشترك في: السبت ديسمبر 23, 2006 3:46 pm
مكان: أمام الكمبيوتر !

Re: |][|:: مسابقة القصة القصيرة :: |][|

مشاركة بواسطة الزيدي اليماني »

مباردة رائعة منكم أخي أبو دنيا ..... والمعذرة أنني لم أقرأ هذا الموضوع إلا الآن .... هذا الرمضان أجدني أكثر عزوفاً عن النت وعن غيره وربما عوضنا بالقات ومجالسه بعضاً من ذلك ....


أشد على يديك وأشكرك للمبادرة بالإعلان عن جائزة وأنا أعد بإذن الله أنني سأشارك بمحاولة ولو قصيرة في حال وجدت من يتفاعل ....
هل تعلم أن :
( الزيدية : هي الإمتداد الطبيعي للمنهج الإسلامي القرآني الأصيل وأن بلاد الزيدية : هي البلاد الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها مساجد خاصة بالشيعة وأخرى خاصة بالسنة ....)

المصلوب بالكناسه
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 96
اشترك في: الأحد يناير 01, 2006 10:40 am
اتصال:

بعنوان انت حر........أنت طليق

مشاركة بواسطة المصلوب بالكناسه »

هذه القصة كتبها صديق لي في منتديات البصائر الاسلاميه وهي رائعه بكل ماتعنيه الكلمه
بعنوان انت حر........أنت طليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الإهداء
إلى كل طالب مزجو في تلك السجون
إلى كل طالب زيدي مسجون مأسور
كبيرا كان .. أو صغيرا

فك الله أسركم ... وأخرجكم من تلك السجون سالمين وغانمين
وأشركنا الله في أجركم ... وأدخلنا تحت دعائكم

حقا لقد بلغتم درجة ... لا نستطيع الوصول إليها
إلا بنفس الطريقة
--------------------------------------
وأنتم ليتم مسجونين بل أحرار
أنتم أحرار التفكير ..... وإن كانت أجسامكم في هناك
لكنا مسجونين التفكير ... بسبب أعراض الدنيا
وإن كانت أجسامنا ... حرة في الخارج
-------------------




أحبائي الكرام ...
إقرؤها ثم ... ردوا
ولا تردو من غير قرائتها
-----------------------------------------------
وبإذن الله ستعجبكم .....
--------------------------------------------------



بسم الله الرحمن الرحيم

-----------------
أنت حر ... أنت طليق


-----------------------------------------


فاض شعوري الداخلي , وخفت أن أقول كلمات ضعيفة ركيكة , تخرج من داخلي , ومرت على مخيلتي كلمات للإمام علي ع

تلك هي " لا تستحي من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه " , حقا فإن الحرمان أقل من القليل

وإن كان ذلك القليل هو 0.01 فإن هذا مع الوقت سيكثر .

وأنا في طريقي إلى الكلية في الصباح الباكر – قبل الزحمة والجو فارغ – شاهدت عصفور يطير بأسلوب جميل

وهو يغرد فتذكرت من في السجن , رأيت هذا وكأنه الحرية وهو رمزها , فقلت لنفسي أن أكتب هذه الكلمات – هذه المقالة –

وإن كنت أستحيي- لأنهم يستحقون أفضل بكثير من هذه الكلمات- لولا كلمات الإمام علي ع التي دفعتني .



في صباح باكر كان هناك طالب يوجد في غرفة – زنزانة- مظلمة في أعلاها نافذة صغيرة – شقار-,

أتى عصفور في غاية الروعة والجمال , انشأ يغرد و.... قريب من تلك النافذة , تأمل فيه الطالب الذي قد مكث في تلك الغرفة شهور

الطالب : هي أيه العصفور الطليق .... أجبني

العصفور : نعم أيه الطليق .... ماذا تريد مني ؟؟

الطالب : أنا لست طليقا ... كيف تسميني بـ الطليق وأنت تراني أين أنا !

العصفور : نعم أنا أرى أين أنت .... أنت في غرفة مظلمة لا ترى فيها الشمس ,

ولا ترى فيها القمر , ولا الشجر , ولا الحجر , ولا السحاب , ولا المطر ,

ولا ترى أباك ولا أمك ولا أخوك ولا أختك , ولا أصدقائك ولا أساتذتك

ولا طلابك , ولا ولا ......

الطالب : إذن أنت تعلم بكل هذا ... ومع ذلك سميتني طليق !

العصفور : وماذا سلبوا منك ؟؟؟

الطالب : لقد سلبوا كل شيء , أجاعوني وأعطشوني وعذبوني وكهربوني وربطوني ,

وقيدوا يدي و رجلي إلى عنقي , سلبوا مني الخروج ورؤية الطبيعة وذكر ربي ولقاء أصدقائي ,

حتى أنهم لم يسمحوا لأحد بزيارتي .

العصفور : وهل سلبوا منك لسانك ؟؟؟؟!!

الطالب : لقد عذبوها ألا تسمع كيف أتكلم ؟ ألا تحس ذلك من نبرة صوتي ؟

العصفور : نعم ... أشعر بذلك ... كيف لا وأنا أمر من هنا كل يوم !

وما دام ومازال لصوتك هذه النبرة فأنت بخير ... أليس كذلك ؟!

الطالب : كيف ذلك ... لم أفهم ؟؟!

العصفور : صديقي .. أبه الحر ... ذاك سلاحك الوحيد ... ذلك سلاحك الكبير , به تستطيع أن تقهر به كل الأعداء

الطالب : ماذا تقصد ؟؟

العصفور : لسانك هو الذي تدعو به , هو الذي تئن به , به تذكر الذي لم يتركك هنا وحدك ,

به تدعوا من هو معك الآن وبعد قليل وقبل قليل وفي الليل المظلم .... أنا سأتركك بعد قليل ... لكنه لا يتركك أبدا ...

هو معك عندما يعذبوك هو يسمعك عندما تصرخ , يحس بألمك الذي يذيقوك إياه , يسمع أنينك وزفراتك التي تخرج من قلبك ,

هو الذي يسمع دعائك .

تذكر من الذي خلقك ؟ ومن الذي خلقك هؤلاء الذين سجنوك ؟ أليس واحدا ؟

تخيل ذلك الذي ضربك بالسوط يوما ما وهو يبكي كالطفل , تخيل ذلك الذي تكبر فوقك وعلا صوته عليك وهو يوما ما لا صوت له أعجم لا يتكلم ,

ألا يستطيع الذي خلقك أن يوصله إلى ذلك الموضع ؟؟؟!!!

الطالب : أثرت شعوري وإحساسي .... وطمئنتني

العصفور : أنت طليق ... أنت حر ... قلبك وشعورك حر , تفكيرك حر , مهما فعلوا ....

لن يستطيعوا سلبك ذلك ... حتى وإن عذبوا لسانك , لن يستطيعوا أن يسجنوا تفكيرك ,

حلق مثلي بدواخلك وتفكيرك !! حلق في السماء , حلق في هذا الكون , حلق وسترى الأصدقاء

وأبوك وأمك والشجر والحجر والسحاب والسماء , وكل شيء, حلق وتفكر وتذكر من خلق هذا الكون ,

ومن خلقك ومن خلق هذا الحاكم ومن خلق هذا الفقير ومن خلق هذا الضعيف ومن خلق هذه الأرض

وهذه السماء والنجوم التي فيها والشهب التي تلمع و....
قاطعه الطالب قائلا : ولكني لا أرى هذه النجوم والسماء و...!!!




العصفور : صحيح لا تستطيع رؤيتها الآن .... لكنك قد رأيتها من قبل ...

أعد تلك الصور التي في مخيلتك محفوظة , ومررها الآن على عينيك , وتذكر كل شيء .

وكن على يقين , أن الذي خلق يرى ويعلم أين أنت الآن ... لا بل هو معك الآن ما دمت معه ...

وأعلم ... أيها الطليق ... وتأمل .... كم من ملوك صاروا سجناء وكانوا في عز الملك ؟؟؟

وكم من ملك يدعي الربوبية ... فإذا أصابه شيء ... ما أضعفه في تلك الحال ؟؟ لا يدري إلى من يلتجئ !!

وتذكر ... كم من سجناء .. بل في ظلمات السجون صاروا ملوك وخرجوا إلى أهلهم سالمين غانمين ؟؟؟

تذكر ... نبئ الله يوسف عليه السلام ... من ظلمة البئر- غيابات الجب- ...

إلى ظلمة التهمة ... إلى ظلمة السجن .... إلى نور العبادة إلى نور الطاعة إلى نور الحلم – عندما سامح من رموه في البئر- ,

إلى نور العدل والحكم .

تذكر زين العابدين عليه السلام , وتذكر علي العابد عليه السلام وهو في ظلمة السجن وأثقال القيود يحملها فوقه ,

ومع ذلك لم يدعوا على من ظلمه – مع أنه يحق له ذلك – لكنه كان ينظر إلى المدى البعيد حين كان الملك ينظر إلى المدى المقطوع ,

كان ينظر إلى النزلة التي سيبلغها في الجنة .

وتذكر أن الله معك ... في كل دقيقة ... بل في كل أجزاء من الثانية.

والآن .... وداعــــــــــــــــــا أيه الحــــر الطليــــق

كـان الله معك .... وستخرج قريبــــــــا ... إن شاء الله

الطالب : هي .. هي .. انتظر ... ---<

-----------------------------------------------------------------------------



وشعاري
لا تستحي من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه
صورة

سبحان الله
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 29
اشترك في: السبت سبتمبر 26, 2009 10:34 am

Re: |][|:: مسابقة القصة القصيرة :: |][|

مشاركة بواسطة سبحان الله »

بسم الله الرحمن لرحيم


اخي المصلوب بالكنا سه والله لو تعرف كم اثرت فيني هاذه الكلمات وفتحت ابواب الله يخرج كل المضاليم ياارحم الرحمين

الثائر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 111
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 8:25 pm
مكان: اليمن

Re: |][|:: مسابقة القصة القصيرة :: |][|

مشاركة بواسطة الثائر »

إخواني الطلاب
هذه قصة قصيرة بعنوان(تباريح الشتات )
تحمل في طياتها صورة مفردة لطالب العلم في المدرسة الزيدية المعاصرة
وإن كانت القصة من صنع الخيال لكنها تحكي واقعاً ملموساً لما يجري لطالب العلم الزيدي في واقع اليوم...
وهي منقولة من منتدى البصائر
...
صورة

الثائر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 111
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 8:25 pm
مكان: اليمن

Re: |][|:: مسابقة القصة القصيرة :: |][|

مشاركة بواسطة الثائر »

(

مدخل إلى القصة

)

إستيقظ من نوبته التي طالت لعدة أيام ....فرأى نفسه في غرفة مظلمة ....لا يتميز فيها أيُّ شئ من شدة الظلمة الجاثم عليها...فقام ببطء شديد إلى مفتاح الكهرباء ؛ليشعل الضوء .. لكنه لم يجد المفتاح في مكانه؛.الذي اعتاد عليه....
فشعر أنه يبيت في غير غرفته....بل وشئ ما قد حدث له...فرجع إلى فراشه ؛.
وقد أصابته الدهشة....وهو يتمتم بكلمات الإستغراب:
بالامس كنت في غرفتي ؛أقلب اوراقي وأسترجع دروسي!! ولم اذكر أني ذهبت إلى مكان آخر بعدها ...فما هذا التغيير المفاجئ ...الذي أراه الليلة....أين انا !!وكيف اتيت إلى هنا..!
هل أصابني شئ؟! لا لا لا..لو كان هناك شئٌ ما أصابني لكنت أفقت في إحدى المستشفيات...لكني لأارى مايدل على أنني في المستشفى ...فأين انا إذن ...أين أنا!!!
فضلّ يتحسس يميناَ وشمالاَ في الغرفة ...علّه يجد تفسيراَ لكل الإسئلة التي ظلت تراود فكره التائه...
حتى تفاجئ بباب الغرفة يفتح ببطء شديد...فرجع إلى فراشه بسرعة مذهلة..حتىتظاهر بالنوم.. فظلّت عيناه ترف برموشها المضطربة خوفاَ ؛وهي تحاول أن ترى بخفية ماسيجري ....فباب الغرفة مازال يفتح شيئاَ فشيئاََ...ونبضات قلبه تزداد حدة ...كلما تراءى له ذلك الشبح وهو يدخل ببطء شديد إلى الغرفة ...وما إن دخل ذلك الشبح بكلية بدنه ...حتى كاد قلبه ان يقف ...وهو يترقب بكل لهفة لما سيرى ...
حتى اشتعل النور في الغرفة بشدة ... فأغمض عينيه ؛ خوفاَ أن ينكشف أمره ...لكن عيناه عادت لتظطرب برموشها ؛علّها أن تتبين ذلك الشخص الداخل إلى الغرفة..حتى تفاجئ بصوت غريب ينبعث بهمسة هادئة:
هل أيقظتك يا(زيد) ..أنا متأسفة...وإنما دخلت لإتفقد حالتك!!!
راعه ماسمع ..فأغمض عينيه بشدة ...وهو يرتجف ؛وكأنَّ برودةَ قد أصابت جسده...وظلّ يهمس في نفسه:
ماهذا ؛..(بنت) في مقتبل عمرها ..تدخل عليَّ ؛وفي هذا الوقت المتأخر من الليل...
من تكون هذه البنت ...وكيف جئتٌ إليها...بل كيف تختلي بي في هذه الغرفة الخالية ...
ماذا يجري!!!كيف أفسر هذا!!:
هل قد صرت من ألئك العابثين ..الذين يختلون بالعابثات في إحد الفنادق ؛ليمارسو الخطيئة!!
لا لا لا ..هذا مستحيل ...إذن كيف جئت إلى هنا !!
يارب ..أنقذني ..مما انا فيه ..أنقذني ياألله ...أنقذني
فضلّ يردد هذه الكلمه حتى ارتفع صوته وهو لا يشعر :أنقذني يألله
فالتفتتت إليه؛ وعليها ملامح الإستغراب :ماذا قلت يا زيد ؟! هل طلبت مني شيئاَ؟

حينها أدرك ان أمره قد افتضح تماماَ...ففتح عينيه ؛على تلك (البنت) التي ظلت تقترب إليه بكل هدوء ...حتى جلست عند حافة رأسه ؛ مما زاد من وجيب قلبه...فاقتلب إلى الجهة الإخرى ...لكي لا يراها
لكنها ظلّت تمسح على رأسه وهي تقول:
هل مازلت تعاني من رأسك يازيد؟!!
شعر (زيد) بنبضات الحنان...وهي تنبعث من كلماتها الحانية؛ وكانها نسمة باردة هبت على قلبه المتقد بنار الحزن ؛لتطفئه ..وتنقل إليه برودة السكينة والأطمئنان!!
وبدأ يشعر بلمسة دافئة ...تتسرب إلى جسده شيئاَ فشيئاَ ؛ من كفها الناعم...حتى خيّل إليه ان هذه (البنت) نسمة من نسمات الجنة ...هبطت إليه من المحل الأعلى..لتبرد تلك اللوعة ؛التي مازالت تظطرم في فؤاده بنار الحزن ...وتتقد بلهب الهموم ..من هذا الزمان القاسي!!
لكنه سرعان ماانتفض خوفاَ ..وهو يقول:
أرجوك...أرفعي كفك من رأسي ...وابتعدي قليلاَ ..فأنا لاأطيق هذا!!
فأجابت بكل هدوء ؛ بعد ان استعادت أنفاسها المتلاحقة:
أنا أدرك مايدور في رأسك يا(زيد)...وأيّا من الأسئلة المحيرة تراود فكرك الآن:
بيت من هذا....وكيف جئت إلى هنا...ومن هذه (البنت )التي أراها بجانبي ..إلى آخره ..
أليس كذلك يا(زيد)!!
إنتظرت الجواب بصمت...لكنها لم تسمع غير أنفاسه المتلاحقة ؛ وهي تنبعث من قلبه المتقد ألماَ!!
فتطاولت إلى وجهه...فرأت عينيه تذرف ربالدموع ...وقدتردد في حلقه شجا الحزن؛..يحاول ان يتكلم !!..لكن العبرات تختنقه بشدة ...حتى تقطعت الكلمات من فيه؛
وهو يخرجها بتكلف شديد:
أريد أريد تفسيراَ لما يجري ....أر أر أرجوك تكلمي ...أر أر أر جوك!!
همست إليه بكل هدوء ....وقد وجد خدها نصيباَ من دمعتها الواجفة:
إهدأ (يازيد)....فسوف تعرف كل شئ....ولكن لن أبدأ من هنا ....من هذه الليلة ...بل سأحكي القصة من أولها
..فلعلك تتذكر كل ذلك ( الشتات) ؛..الذي ظلّ يترددفي ذهنك المتوقد ...حتى أصبت بنوبة حادة في دماغك..أنستك كل شئ من حولك....فاستمع (لتباريح الشتات) الذي عشته طويلاَ ....ولا تقاطعني ...حتى أنتهي

صورة

الثائر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 111
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 8:25 pm
مكان: اليمن

Re: |][|:: مسابقة القصة القصيرة :: |][|

مشاركة بواسطة الثائر »

(

الواقع المجهول

)

أشرقت شمس يوم جديد ...واستيقظ الناس –كعادتهم- لا ستقبال هذا اليوم المبارك ...بكل ما تحمله الروح من صفاء ..وما يعلوا الوجه من ابتسامة ...فقد نشرت تباشير هذا الصباح أروحَ النسمات على نفوسهم ...وأرسلت زقزقةُ العصافير أروعَ النغمات إلى آذانهم ...وبدا الصباح ؛ بأبهى طلعة ؛..متسابقاً مع أشعة الشمس ..التي تظهر حيناً فحيناً حتى تعمَّ الأرضَ بحرارتها الدافئة ...وتتسلل إلى البيوت بمغازلها الضئيلة ...لتداعبَ أهلها مداعبةَ الحسناء لبدائع الزهور ..
ولم تنسَ هذه المرَّة أن تتسلل بأشعتها إلى إحدى تلك البيوتات المتواضعة ؛ التي تسكن أطراف المدينة ؛ لتداعبَ (زيداً) –المستغرقَ في نومه العميق –بأناملها الدافئة ؛..حتى يستيقظ..
-الأم:صباح الخير ...هل استيقظتَ ..يا(زيد)..
-صباح النور ..أمي ...آه ..آه ..كم هي الساعة الآن ..يا أمي ..
-..تعجل (يازيد) لتخرجَ مع أبيك لأداء شعائر الجمعة ..فإن الساعة الثامنة ..فهيَّا هيَّا ..
-الآن الآن ...أمي..
نهض( زيد) من فراشه ..يحثُ بخطاه نحو الحمام ؛ لايلوي على شيء من حوله ...لكن ماشدَّ عينيه ، وأوقفه برهة في الحجرة ؛هي تلك الوقفةُ المتكررة من (أبيه) أمام النافذة ...يناجي نفسه بمناجاة لا تُفهم ...ويتمتمُ بكلماتٍ لا تُسمعُ ؛لكنها تُشيرُ إلى أمرٍ غريب ؛لطالما ظهرت ملامحهاعلى وجه أبيه ..وهو لايشعر..
حذق (زيدٌ) قليلاً إلى ذلك المشهد المتكرر من أبيه ؛بصمتٍ مريب ..حتى تعمدَ إلى خيوط تفكيره ليقطًعها..علَّه أن يطلع إلى مايدورُ في فكر أبيه ...
-صباح الخير ...ياابي !!
-صباح النور ...يابُني!!
-أبي ..هلا أخبرتني بما يدور في .......!!!!لم يكمل كلامه حتى قاطعه بشدة:
-عجل ..يابُني ..فقد داهمنا الوقت ...وسنتكلم في وقت لاحق ..إن شاء ألله!!!تقطب وجه(زيد) بعلامة الإستفهام وهو يقول:
-حاضر ..أبي!!
إلتفت (الأب) ليتحقق من ذهاب (زيد) ..وعيناه تنهمر بالدموع ..التي طالما أخفاها عن إبنه الوحيد؛ لكي لا يشعر بأحاسيسه ؛فينعصرَ قلبُ هذا الشاب الغض بالحزن ..وهو مازال في سنّه المبكرة..
لكنَّ في هذا الزمان مايخبئُ الكثير الكثير من المآسي لك يا(زيد)!!!
فظلّ يكررُ هذه العبارة بهدوءٍ مخيف .ويناجي بها فكره ..حتى قطع هذا الشبحَ صوتُ (زيد):
-هيَّا ..ياابي ..فقد أصبحتُ جاهزاً..
تعجل (الأب) في طمس تلك الدمعة من خده ؛ليزرعَ في وجهه تلك البسمة الواهمة ..التي طالما تدرب عليها بإتقان ؛لكي يخفي مشاعره بدقةٍ ..عن ولده الصغير...فالتفت إليه التفاتة الممثل ؛الذي اعتاد أن يدقنَ دورَه ..وقد تصعدت البسمة في وجهه؛ يقول:
-هل تناولتَ طعام الإفطار ..يا..(زيد)
نعم ..ياأبي!!!
-إذن فهيّا...هيَّا


أخذ بكفه...وخرجا-كعادتهما- إلى السوق ليشتريا بعض المصاريف الخاصة بيوم الجمعة ..ثم قاما بزيارة لبعض الأرحام ..وزيارةٍ لبعض القبور الخاصة بالإهل ..ثم َّ قرءا الفاتحة إلى ارواح المؤمنين والمؤمنات ...حتى إذا أكملا ؛حثَّا بخطويهما إلى المسجد ؛لينالا فضيلة التبكير ..ويؤديا صلاة الجمعة ..
-زيد:أبي ..أبي ..أريد أن أسألك سؤالاً ؛لطالما ترددتُ كثيراً في طرحه عليك !!!
إلتفتَ (الأب) إلى ابنه الوحيد ؛وهو يبتسم بملئ فيه :
-تفضل ..يابُني ..هات سؤالكَ..
-أبي ..أراك تقف أمام النافذة طويلاً ؛تسبخ في تفكير عميق ..وتمتمُ بكلمات ٍ لاتُفهم...حتى يظهر على وجهك ملامح الحزن والاسى ..وكأن هناك شيئاً ما تخفيه عني !!!
نظر (الأب) إلى لمسات ابنه البريئة نظر المشفق الخائف ...وظل يفكر في جوابٍ يتناسب مع سؤاله ؛علَّه أن يخفي مشاعره التي راوغ عنها كثيراً ...لكن ما سرعان ما اغتاله ذلك التفكير العميق من جديد؛يقلبُ له صفحات هذا الزمن المؤلم..ويعرض له مآسيها وفجائعها ؛وكمٌّ من الأسئلة تراوده بشدة :
_كيف سينشأُ (زيد) في هذا الزمان المُغرى بالفساد !!!
_وماذا عن أخلاقه وإيمانه في المستقبل !!!
على من أعتمد في تربيته الإيمانيه ؟!
_أعلى مدرسته التي لا تهتم بالإيماتيات !
_أم على أصدقائه الذين تجردوا من كل معاني الأخلاق !!
_أم على ...أم على
....
وهكذا أخذ فكره يتشتت في تيهٍ من الأسئلة ..حتى أخذته نهدةٌ كادت أن تفجرَ صدره ..؛ممّا جعل (زيداً) المنتظر للجواب ؛يلتفت إلى أبيه بشدة ؛وقد اختطف لونه بمعاني الإستفهام:
-أبي ..أبي
إنتبه (الأب) من تفكيره ..والتفت إلى زيد:
-نعم ..نعم ..يابُني ..
لكنه تفاجئ بزيدٍ؛وهو يطأطأ برأسه إلى الارض ؛ وملامح الحزن قد ظهرت على صفحات وجهه ...فشعر أن (زيداً) قد أدرك الحزن الذي راوده ....فتكلف البسمة ؛وهو يلتفت إليه ؛علَّه أن يعيد إلى قلبه بعض ماارتحل من الأمل ،ثم قال ببعض الهرجية والمرح:
-قد كنت سالتني سؤالاً ..يابُني ..أليس كذلك !!! فهل بالإمكان ان أطلب من ولدي الحبيب أن يعيد ذلك السؤال ..
تفضل ..ياأبني الحبيب ...وهو يشير بيده على صدره منحنياً إلى الأرض ...
انتظر الجواب بصمت .لكنه لم يسمع غير أنفاسه المتلاحقة...شعر بما شعر ..وكاد رأسه أن يتصلب منحنياً ‘ وكادت عيناه أن تنفجر بالدموع ...لكنه خاف أن يزيد الامور تعقيداً ...فتكلف بحجر الدموع في آماقها ..ثم رفع راسه ؛وملامح الحزن تتلامع في وجهه:
-بني ..ارفع رأسك ،وابثث والدك بما تشعر به !!!
رفع رأسه ؛وكلما أراد أن يتكلم ..اجهشته العبرة ..ةوأخذت الكلمات تتمزق في فمه ..حتى ارتجم إلى حضنه ؛وهو يجهش بالبكاء ويقول:
-ماذا تخفي عني ..يا أبي ...فلم أعد صغيراً حتى تخفي عني كلَّ شئ!!
نظر إليه ..نظرة الأب الشفيق ؛والدموع تنحدر على خده ..حتى ضمه إلى صدره ؛علَّه أن يخفف بعضاً من دمعته الواجفه ثم قال:
بني..اراك أصبحت تعقل كل شئ من حولك ...ومادمت كذلك ...فسأخبرك بمايجيش في صدري ..
-بُني كل ماشغل فكري ؛هو حوفي عليك من هذا الزمان المظلم !!!
قاطعه (زيد)بلمسته البريئة :
-أبي ..ولماذا تخاف علي َّ من هذا الزمان !!!
-بُني ..في هذا الزمان الكثير الكثير من الأشياء التي تترك الحليم حيراناً....ولكن!!!
-ولكن ..ماذا ياأبي !!
-ولكن .لا أدري عن مصيرك !!!
- عن أيِّ مصيرٍ تتحدث ...يا ابي !!
-أفكارك ، مبادئك ، حياتك ، إيمانك ‘ اخلاقك ‘ تعاملك ....وغيرها الكثير ...على أيِّ وجهة ستكون ...وعلى من أعتمد في تربيتك ، وتعليمك..في هذا الزمان!!!!!!!!!
طأطأ (زيد) رأسه إلى الأرض ؛ وعليه ملامح الأستغراب ؛ ثم قال :
-إلى هذه الدرجة ...يا أبي !!!
- نعم ...نعم...نعم !!!

كانت هذه آخر عبارة يطلقها الأب في طريقهما الطويل إلى المسجد ...حتى دخلا بهدوءٍ وصمت ...
لكن (الأب)سرعان ما توقف في صوح المسجد ، وجثا على ركبتيه ...لينادي زيداً ؛ بصوتٍ خافت :
-تعالى ...يا بني ..تعالى..
فاقترب منه (زيد) ؛ونبضات قلبه تزداد حدة ،و كلٌٌ منهما يحدق في وجه الآخر ؛حتى همس(الأب) بنبرة انبعثت ببعضٍ من التفائل:
زيد:سمعت أن في هذا المسجد علماء أجلاء يجتمعون بالطلاب في حلقات مختلفة ..ويقيمون الدروس بمختلف مشاربها الدينية ...فما رأيك أن تتلتحق بهذا المسجد، وتكون عظواً في حلقاتها ...
-ولكن ....ياأبي!!!!
-ولكن ..ماذا ..مالي أراك متوجساً ...هل في ذهنك شيئٌ تخبئه عن أبيك؟!َ!
-سمعت من أحد أصدقائي أن هذا المسجد( إرهابي )!!!!
طأطأ الأب برأسه إلى الأرض ، وهمس بنبرةٍ حزينه:
هذا ما أخشاه عليك يا (زيد)!!
-ماذا قلت ..يا أبي؟
-لاشيئ.. لا شيئ
-قل لي : وماذا سمعت عن هذا المسجد؟
-سمعت :أنهم يعلمون الناس التطرف!!!!!!!!!1
-وماذا..
-وأن أفكارهم مستوردة من الخارج ...وتدعمهم دولة اجنبية!!!...وأن...
الأب مقاطعاً:
-لم افهم بوضوح ما تصبوا إليه أفكار هؤلاء القوم ؛الذين يجعجعون بالدعايات الكاذبة .........أيُّ دولة أجنبية ..وأيُّ استيراد !!!!!!!! وماذا يابني ؟
-ويقولون:إنهم (شيعة )(رافضة)(ويسبون الصحابة)!!!!
انفجر الأب ضاحكاً عندما سمع هذة الجملة التي تبدو مألوفةً على سمعه ‘ ثمَّ قال:
-وهل صديقك دخل إلى هذا المسجد..والتحق بإحدى حلقاتها؟!
-لا ..يا أبي ..ولكنه قال :إنه سمع هذا من أحد أساتذته في المدرسة!!!
-وما أدرى إستاذه بهذا ؟!
-لا أدري!!
-بني ..(زيد) هل من العدل أن نصدق كل ما سمعناه ...وهل هذا إلا صفة المنافقين ...حيث يقول الله فيهم(سَمَّا عُون لِاكذب)بينما يقول الله حاكياً عن أحد أعظم أنبيائه ..عندما قال له الهدهد (لَقَد جِئتُك مِن سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِين)
فأجابه سليمان (ع) (سَنَنظُرُ أصَدَقتَ أم كنتَ مِن الكَاذِبين)..قال(سننظر) ولم يكتف بمجرد السماع ..فلماذا لا تقتدي بنبي الله ؛وتلتحق بإحدى حلقات هذا المسجد ؛ لتنظر (أصدق ) صديقك أم(كذب)..
تهلل وجه الإبن الغض ،وهو يقول :
- متى سألتحق بهذا المسجد ...يا أبي ؟!
-تعال لنؤدي صلاة الجمعة قبل أن تفوتنا ..وسنأتي غداً ..إن شاء الله!!
-إن شاء الله!!!

كانت هذه آخر عبارةٍ يقولها (زيد) ..وهو يتهلل فرحاً واستبشاراً بكلام أبيه..داخلاً إلى المسجد يقلب بصره في زواياها..علَّه أن يعرف مكانه الذي سيكون غداً عضواً فيه ..ولا يدري ..ماذا تخبئ له الأقدارفي هذه الزوايا !!!...
لكنها كانت متنفساً كبيراً لقلب أبيه ...فقد أضافت إلى قلبه بعض الأمل ..الذي ظلَّ يتراءى له كالسراب الذي يستحيل تصديقه ...فلعلَّ في هذا المسجد ما يكون نوراً وعرفاناً لولده الوحيد ؛ يستطيع من خلاله أن يقاوم بصلابة الجبال مغريات هذا الزمان العاتي!!!!!!!!!!

صورة

الثائر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 111
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 8:25 pm
مكان: اليمن

Re: |][|:: مسابقة القصة القصيرة :: |][|

مشاركة بواسطة الثائر »

(

(المدرسة)

وفي اليوم التالي ...خرج (الأب ) من المنزل ؛ مصطحباً معه (زيداً) ..يحثُّ بخطاه ؛لايلوي على شيئ من حوله ..يكاد الشوق أن يجره جراً إلى ذلك المسجد ؛الذي ظل يتراءى له أثناء الطريق أن بداخله مدرسةً متعددة الجوانب ..مختلفة الآفاق ..واسعة البناء !!..في إحدى جوانبها (مكتبةً) واسعة النطاق ؛قد حوت من أنواع الكتب المختلفة ....وفي الجانب الآخر ؛مساحة واسعة ؛فيها غرفٌ متعددة ؛ تُعَدُّ لنوم الطلاب وراحتهم ...وفي جانبٍ منها ؛ صالةٌ واسعة للإجتماع ...بالإظافة إلى أرضية مهوية خلف المدرسة للرياضة وغيرها..!!!!!!
وهكذا ظلَّت الأفكار نُراود مخيلته طوال طريقه عن هذه المدرسة التي سيلتحق بها (زيد) ...حتى دخل إلى صوح المسجد ؛وهو يرمق بعينيه هنا وهتاك ؛علّه يجد أثراً يدل على وجود مدرسة لهذا المسجد ...لكنه لم يرى إلا حلقات علمية موزعة في صوح المسجد ...ولا أثر لوجود أي مدرسة !!!!!
فاقترب ببطء إلى أحدهم :
-عفواً ؛أين المدرسة التابعة لهذا المسجد ؟!ّ
-أيُّ مدرسة تقصد ؟!!
-أعني : أين يسجل من يريد أن يلتحق بهذه الحلقات ؟!!
-أرى أن تسأل مدرس تلك الحلقة (مشيراً إلى إحدى الحلقات )!!!
فاقترب إلى تلك الخلقة ؛ وهو يجرُّ خطواته المتعبة ؛ حتى جلس في إحدى جوانبها صامتاً ؛كي لا يقطع حديث (المدرس) ؛ الذي يبدو منسجماً في ما يلقيه ...لكن ( المدرس) سرعان ماصمت ؛ ملتفتاً إلى هذا الرجل ؛ الذي تراءى له بوقار الشيوخ ‘ وسيما الصالحين ...وبجانبه (شاب) في مقتبل العمر ؛ تظهر عليه حدةُ الذكاء ، وملامح النجابة !!!!
وظل يحدق فيهما ببتسامة تحمل في طيّها برد اليقين ، وعذوبة الماء المعين ....حتى شعر(الأب) أن صمت (المدرس) كان لإجلهما ..فتكلم ؛وهو يتلكأ خجلاً من موقف المدرس :
-لماذا ..لماذا توقفت (يا إستاذ) ..واصل حديثك !!!
-إذا كان لكما حاجةٌ ؛تتعجلان في قضائها ...أرجو أن تتفظلا في إيرادها !!!!
-لا ..لا بارك الله فيك !!!...وإنما جلسنا لنستمع إلى حديثك ..

واصل (المدرس) حديثه ؛سائلاً أحدَ الطلاب عن معنى قوله تعالى (وَقَالت اليهودُ يدُ الله مغلولة) ..
فضرب الطالب بيده على الارض بغضبٍ قائلا :
-تباً لهذه الامة المشئومة ؛ تستحلها شرذمةٌ من اليهود ..ولا يستطيعون فعل شيئٍ من الأفعال ؛وإنما تنديدات واقتراحات !!!
ضحك المدرس معلقاً:
-إن اليهود هي الامة المشئومة المفتونه ...ولكن لماذا ؟!!!
- ماذا تقصد ؟!!
-أقصد أنك لم تذاكر ..ولهذا تتهرب !!
-وضح أكثر ..
أقصد أن هذه الآية الكريمة تتكلم عن اليهود ..وتذم ماعتقدوه عن الله ...ولا يجب أن تتطرق إلى غيرها الآن ..
-لم أفهم ..
-بلى ستفهم ..في البدء أريد أن اخبركم ؛أن الله سبحانه أخذ بني إسرائيل من أجل ترديدهم مثل هذه العبارات (أرنا الله جهرة) ..مثلاً ( فأخذتهم الصاعقة ) ..ولكن مايجب أن نفهمه هو أن الله لا يقبل عملاً قد انهدت أسسه ، وديناً تهاوت قاعدته ...
- وما أسس الدين؟!!
- أولاً: أن نخرج مما يخالف القران ..

فالعقائد هي أسس الدين ؛ معرفة الله على ما أخبرنا هو ، لا ماتملبه علينا اهواؤنا ؛ فهو سميع ..بصير ..ألخ ‘ وليس كما قالت اليهود : (يد الله مغلولة) ..(أرنا الله جهرة) ..فلم يؤمنوا بإله قد تعالى عن مفهوم المخلوقين ..
-إذن كيف نفسر الآيات ؛ التي توهم أن الله جسم كجسم الواحد منا ؟!!
-أحسنتَ.. لا بد أن نفهم أن القرآن نزل كما قال الله ( بلسانٍ عربيٍ مبين ) ..والعرب كانت تتخاطب بمثل هذه الكلمات ؛ أعني : كلمة -يد ، وساق ، وعبن ،وماشاكلها – وهي لا تريد المعني الحقيقي ؛ وإنما معناها المجازي ؛

فمثلاً : أراد الله باليد ؛ القدرة في قوله تعالى ( مما عملت( أيدينا) ) .

وأراد بالوجه ؛ في قوله تعالى ( كل شيئ هالك إلا وجهه) ؛ أي : كل شيئ هالك إلا الله ، وليس ثمَّ وجهٌ على الحقيقة ؛ وإلا فسيكون المعنى : أن أعضاء الله هلكت ماعدا وجهه !!!!تعالى الله عن هذا علواً كبيرا..

وأراد بالعين ؛ الحقظ والكلاءة ؛ في قوله تعالى ( ولتصنع على عيني ) أي : بحفظي وكلاءتي ، وليس ثمَّ لله عين ٌ على الحقيقة ؛ فيكون نوح (ع) في وسط عين الله ؛ تعالى الله عن ذلك !!!! ..وهكذا جميع الآيات التي توهم ان الله كالواحد منا ...وهذا ما يليق به تنزيهاً ..
-وهل يعني هذا ان في القرآن غير الحقيقة ؟!!!

-نعم ..ذلك هو المجاز ؛ وإلا قل لي : كيف ستفسر قول الله ( واخفض لهما جناح الذل ) أرني جناحك الذي ستخفضه لوالديك !!!...وقوله تعالى في وصف القرآن ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) وهل للقرآن يدان وخلف ؟!! هذا هو المجاز ؛ الذي يعني : حمل الكلمة على غير حقيقتها لقرينة صارفة..

وهو كثير في القرآن ..بل ألبس الله به القرآن روعة الإعجاز ..حتى عجزت العرب عن الإتيان بمثله !!!!!
قاطعه ( الأب) ؛ وقد انشد إعجاباً بما سمع :
-صدقتَ ؛ فقد قال الله ( ليس كمثله شيئ) .. وهو أصدق القائلين ..تعالى عن ذلك ..
ولكن قل لي :
هل هناك من يتجرأ على الله بمثل ماتجرأت به اليهود ؟!!!!!
ضحك ( المدرس) بحسرةٍ قائلاً :

-الباطل ليلٌ أليل .... والحق شعلةٌ تقاوم عواصف الليل ...وتحاول أن تضيئ للآخرين ...وتحفظ نفسها ان تنطفئ!!!!!!!!
ولكن قل لي : ماذا كنت ....

قاطعه ( الأب) :
-أين مدرستكم ؟!!!!
-وماذا ترى ...يا والد ؟!!!
- لا أرى سوى أرضية المسجد تعلوه بضعة حلقات !!!!
-هذه هي مدرستنا !!!!
فتبسم ( الأب) قائلاً :
-وما إسم هذه المدرسة التي ال أرى لها أثراً ؟!!!!
- مدرسة (...........) الأسلامية .....
- لحظه ...لكني رأيت لوحة فوق باب هذا المسجد ؛ تحمل غير هذا الإسم !!!!!!!فظننتها .....
قا طعه المدرس :
-ماذا تريد با والد بالظبط؟!!!
ضرب بكفه على كتف ( ابنه ) قائلاً :
-أريد أن أسجل هذا في مدرستكم ....فهل ستقبلونه طالباً عندكم !!!!!!

إلتفت ( المدرس ) إلى ذلك الشاب –الذي يبدو أشبه حياء من العذراء في خدرها ، وأتمَّ حسناً من الولدان في ربيع الجنه –وصافحه بحرارة حتى تهللت البسمة من وجهيهما ؛ وكانها تعبر عن المعنى الحقيقي لا متزاج الروح بالروح !!!!

حتى همس بنبرةٍ هادئ :
-مأسمك .....وكم عمرك ؟!!!
- أسمي : زيد ......وعمري تسعة عشر ....
- هل ترغب في الإلتحاق بالمدرسة .....فتكون أخاً لنا !!!
أومأ ( زيد) برأسه .....ليقول : نعم ...
- أهلاً .... وسهلاً ..بك ...يا ( زيد) ..

وهنا التفت الطلاب حوله يصافحونه ؛ وأسارير الفرحة تملأ وجوههم ...وكلمات الترحيب تصا حب أكفهم !!!!

و( الأب) في جانب منهم ؛ ينظر بدهشةٍ إلى أولئك الطلاب ؛ الذين يحفون (زيداً ) حفوف الملائكة من حول العرش ؛ وقد تراءى له هذا المشهد بأبهى ملامح الصفا .....وصدق المودة ......حتى روادته الدمعة ؛ فظلَّ يحجرها بكفه ؛ بعد أن حاولت التسلل إلى خده ؛ وهو يبتسم ببتسامةٍ تلوح بتباشبر الامل ، وتعبر عن فرحته الغامرة ...حتى تمتمَ بهمسٍ مرتجف :
- الحمد لله ......الحمد لله !!!
إلتفت إلبه ( المدرس) قائلاً :
-ماذا قلت ...با والد .....هل كلمتني !!!

- لا شيئَ ...... لا شيئَ ...وإنما أريد ان أسألك ؛ متى سيبدأ دراسته ، وماهي الكتب التي سيدرسها ؟!!!
- لا عليك ...يا أتي غداً ..وسنتكلم في هذا الأمر إن شاء الله ..
-إن شاء الله ..



أخذ ( الأب) بكف ( زيد) ؛ ودخلا إلى المسجد ؛ ليؤديا صلاة المغرب والعشاء ..... لكن ما غيَّر فرحة ( زيد) ، وجعل وحهه يختطف بلون قاتم ؛ مزجت بين الدهشة والحسرة ؛ هو ذلك المشهد الذي لم يفارق مخيلته ؛ تردد له كلمات إستاذه المدرسي :
-( إياك ..يا(زيد) ان تذهب إلى ذلك المسجد ؛ فإن أهله روافض !!!!!!) ...
.فما إن يدفع هذا التفكير بشدة حتى يغتال فكره كلمات صاحبه في المدرسة :

"سمعتُ إنهم شيعة رافضة .... ويسبون الصحابة !!!!!!!!"..
لكن ما شاهده يابى عليه ذلك ... فظل كلا المشهدين يتضاربان في مخيلته بشدة ؛ حتى أخذته صيحة لا إراديه :
-أيُّ رافضة ...... وأي صحابة !!!!! كذب ...كذب !!!
أخذ أبوه بكفه ؛ وهي ترتجف ؛ ليهمسَ إليه :

-بُني ...أنا أدرك تماماً بما يدور في ذهنك ؛ فهيا لنذهب إلى المنزل ؛ فقد حان الوقت لأن تستريح من هذه الأفكار ؛ التي مازالت تظطرب في مخيلتك .....فهيَّا ..هيّا ..يا (زيد) ..

فأخذ بكفه ...وقصدا المنزل ؛ الذي بفصلهما عنه طريقٌ طويل.....

صورة

الثائر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 111
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 8:25 pm
مكان: اليمن

Re: |][|:: مسابقة القصة القصيرة :: |][|

مشاركة بواسطة الثائر »

(عناء الإنتماء)



بدء المدرس-كعادته- بشرح مجملات الدرس قبل أن يشرح تفاصيله من الكتاب ...وهو يحدقُ في وجوه الطلاب ..الذين يحتلقون حلقة عن يمينه ويساره...حتى صمت فجأةَ وقد طرأت عليه ملامح الأستغراب،ثم قال :

-أين زيد؟!
-أحد الطلاب: أتقصد الذي استقبلناه بالأمس مع والده؟
- نعم ... نعم..
-طالب آخر: ربما انه تأخر ؛ لأن منزله بعيد عن المسجد.
-ألم تلاحظوا معي بالأمس ملامح وجهه ؛ الذي كان يتوقد حماسةَ ..وهو يسأل عن وقت الدرس , والكتب التي سيدرسها ...حتى ظننت أنه سيسبقنا إلى المسجد!!...
-طالب آخرمقاطعاً: نعم ..نعم يا(إستاذي) لقد لاحظتٌ هذا منه ....و مما زاد من أعجابي بهذا الشاب ؛ قوله وهو يخاطب أباه بشوق متقد : ( وهل سأنتظر إلى غدِ ياأبي ؟!!!) فاجابه الأب: (يابني :إن غداَ لناظره قريب.)..
-إذن لماذا تأخر!!!
لم ينه المدرس هذه الكلمة حتى ظهر شخص (زيد) من باب المسجد ...وهو يحث بخطاَ سريعةِ نحو الحلقة ...حتى جلس في جانب منها ...فابتدر قائلاَ؛ بصوتِ شاحبِ خافت : هل انتهيتم من الدرس ؟!
-المدرس وعليه ملامح الدهشة: هل أنت مريض يا(زيد) ؟!!
-لا ..لا ياإستاذي ...أنا أنا بخير!!
-إذن فمالي أراك شاحباَ ..قد انتقع لونك..وملامح الإرهاق باديةٌُ عليك ..كأنما أصابك شيئُ ما!!.

تنهد زيدُ نهدةَ كادت ان تفجر صدره ...وطأطأ برأسه إلى الأرض ؛بصمتِ مخيف ...حتى بدت الكلمات تتقطع في فمه وهو يقول:
- لا ..لا..لا شيئ...أنا بخير !!
لكنه لا حظ أن أعين الطلاب مازالت تحدق إليه بشفقةِ حانية ...وعلى ملامحهم كل معاني الإستفهام...فشعر أنهم قد أدركوا مابداخله...فحاول أن يفصح لهم ...لكن شجا العبرات كانت تحتجز لسانه عن الكلام...
أومأ المدرس إلى الطلاب ..فقاموا واحداَ...واحداَ ..ليختلي به المجلس ..ثم قال
-: زيد ؛ألم نتعاهد بالأمس أن نكون أخوة؟!!يُفضي بعضنا إلى بعض بما يجيش في صدره !!!!
فأشار برأسه ..وكأنه أجاب ؛بنعم!!
-إذن فلماذا تحاول أن تخفي شيئاَ بدا واضحاَ على صفحات وجهك ...
تكلم يازيد...
حاول زيد أن يلمم عبراته ...ويستعيد كيانه ...في صمتِ باعث على القلق ....والمدرس يقلب بصره في وحهه منتظراَ لكلمة واحدة :
-تكلم (يازيد)!
نطق (زيد) ..وبصعوبةِ طرأت عليه:
-لماذا...لماذا .... .....
-مالك يا(زيد) تكلم!!!
- للللماذا يحاربون ا الزيديه .....لماذا يكذبون...لماذا لايقرأون ...لماذا لا يبحثون عن الحقيقةّ!!! لماذا ...لماذا ..

أدرك المدرس أن شيئاَ ما قد حدث (لزيد) ....فقال ؛ والحسرة تكاد تقطع قلبه:
-(زيد ) أريدك أن تفصح أكثر .. أعني : أريدك أن تتكلم عن أي نوع من هذه الحرب قد مرَّت بك ...فهي كثيرة!!!
تتأتأ زيد في كلامه:
- سسسأقص لك (إستاذي) ..ماحدث لي وأنا في طريقي إلى هذا المسجد..
- تفضل يا(زيد) ..فأنا أسمعك..
-خرجت من من منزلي ؛.متوجهاَ إلى هذا المسجد ...والشوق يجرني بزمامه ...فصادفني في الطريق ؛ مجموعةٌ من أصدقائي القدامى... فوقفت أسلم عليهم ..واحدَاً ..واحداَ...
فسألني أحدهم:
-إلى أين تذهب يا(زيد)؟!
-فأجبته: إلى مسجد(..........)!
-فرد عليَّ باستهزاء : هاه... هاه.. عند( الشيعة الرافضة!!) هل أصبحت يا(زيد) من (المتمردين) ...أم أنهم قد أغروك بالمال الوفير !!!
-فتكلم آخر: لا..لا..فربما أنه اغتر بزواج المتعة !! علّه أن يحظى ببنتٍ حسناء يتمتع بها!!!
- فقال آخر: دعني أسألك يا(زيد) ...مارأيك في الصحابة؟!!!-فأجبته: من تعني ؟!
-أعني المشائخ الثلاثة!!!
-فأجبت: لا اقول فيهم إلا كل خير...ولماذا هذا السؤال بالظبط!!!!!!
-فاعترض آخر؛بسخرية لاذعة:
- أصبحت خبيراَ بالتقية يا(زيد)!!!
فتعالت أصواتهم بالضحك والسخرية....حتى اقترب أحدهم بشدة انفعال ؛ فقال :
-ماذا تقرأون هناك ؟!!!
حاولت أن أغتنم فرصة السؤال لأصحح لهم بعض المفاهيم المغلوطة ..فأجبت :
-ليس في المسجد إلا المذهب الزيدي !..وليس فيه ما تتوهمون من مذهب الأمامية ....لأن بين المذهبين بوناَ شاسعاَ ...فلماذا لا تقرأ....
-فقاطعني أحدهم : آه ..المذهب الزيدي ...كلنا زيود..!!!
-فاعترضه آخر: لكن ليس بزيديتكم انتم ....يامن تتقنعون بالزيدية ....لتنفذوا مخططاتِ أجنبية..!!!
فأيده إخر :
-صدقتَ ...فقد سمعت أن في ذلك المسجد قاعدةَ لجميع الأسلحة المتنوعة ..!!!!!
فقال آخر:
تكلم يا(زيد) ؛ هل تقرأون هناك.... أم تتدربون على السلاح ..تريدون أن تعيدوا (التخلف) ,( والرجعية الكهنوتية !!!)
.وهكذا ظلت تتقاذفني كلماتهم الجارحة ...ولم يتركوا لي أي فرصة ؛لأوضح مالتبس لهم من الأمر....حتى تولوا عني ؛وهم يسلقونني بألسنة حداد ...وأبصارهم تحدق إليّ ؛ وهي تشتعل لهباَ من الغيظ ...فخلتهم أعداءَ يتربصون بي الدوائر ...ويدبرون عليّ أمراَ مكيداَ!!!
فمشيت عنهم بجسمِ لا يكاد يحملني ...هامساَ في نفسي :
(لماذا هذه الحملة القاسية على هذا المسجد ...ومن أين يأخذون هذه الدعايات الكاذبة ....ولماذ يصدقونها بسهولة دون أن يتأكدوا منها ....وينظروا بأم أعينهم..!!!)
وكمُّ من أسئلة المحيرة ظلت تراودني ....فاجتهدت أن أقطع حبل تفكيري لكي لاأصاب بالإحباط واليأس...لكن كلماتهم ظلت تتضارب في ذهني ...وتردد تلك العبارات ؛كالصدأ في جوفي العميق :((ليس بزيديتكم ....يامن تتقنعون بالزيدية ....لتنفذوا مخططات اجنبية !!!
إن في المسجد قاعدةَ ....لجميع الأسلحة المنوعة!!!
لا تذهب إلى ذلك المسجد ستُحبس وتهان)!!!

حتى ضاق صدري ..ويبست أركاني ...وخلت نفسي في غابةِ تتقاذفها الوحوش الكاسرة ...التي لاترحم فريستها إذا جاعت..!!!
وهنا صمت (زيد) ؛ والعبرات تختنقه بشدة حادة ..
فوضع المدرس كفه على كتف (زيد)..وهو كذلك لا ترقى له دمعه؛وهو يقول :
-( (زيد) مارأيته ليس إلا فصلاَ واحداَ من سيناريو هذه الحرب ...لكني أقدر مشاعرك تجاه هذا المذهب العظيم ...الذي ظلت تتفلسف فيه الألسنة ..مدعيةَ النسبة إليه ..مع الجهل بمبادئه وأفكاره ....ولم يكلفوا انفسهم حتى الإطلاع والبحث عن هذا المذهب ..من كتب أصحابه...حتى أخذوه من أفواه الرجال ...وبطون الكتب المعادية له ...فنسبوا إليه ماليس فيه ..واتهموا أصحابه بما ليس فيهم كذباَ وزوراَ)!!!
صمت المدرس قليلاَ ؛ ليستعيد انفاسه المتلاحقة حسرة وألماَ ...ثم قال :
أنت مازلت طالباَ جديداَ في هذه المدرسة ...(يازيد) ،ولاأريد منك أن تهتم بما يجري فيشغلك عن طلب العلم !!
أسمعني يا(زيد) :الأمة محتاجة اليوم إلى امثال العلماء الربانيين ...لينيروا للناس الظلم .. وينقذوهم من التيه والظلال ...فهيأ نفسك لأن تكون واحداَ منهم !!
(زيد): أريد منك ان تعدني أن تهتم بروسك الدينية ...لتكون يوماَ ما عالماَ ربانيّاَ ...وعلماَ من أعلام هذه الامة ..
فإن أمامك مسيرة شاقة ...لن تستطيع ان تتجاوزها إلا بالرسوخ في العلم !!!
_هاه ..يا(زيد) ....فهل تعدني أن تهتم بدروسك!!
_نظر إليه (زيد) ؛والبشرى تتلألأ في وجهه ...بعدما انقشعت تلك السحابة ؛التي كادت أن تخفي ملامح وجهه وهو يقول:
أعدك ياأستاذي .....أعدك

صورة

الثائر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 111
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 8:25 pm
مكان: اليمن

Re: |][|:: مسابقة القصة القصيرة :: |][|

مشاركة بواسطة الثائر »

نهض (زيد) بروح العزيمة...والبشرى لا تفارق وجهه..وهو يردد أعدك ..أعدك
فاستدا ر بجسده ليسلك الطريق إلى منزله النائي ...متناسياً تلك المشاهد المؤلمة التي مرت به...ليستجمع قواه الفكريه ..كي يستغل فترة الطريق ؛في تحديد أهدافه المرحليه ..واستحضار الكتب التي سيقرأها ..
ثم ينظم وقته بين القراءة , والمذاكرة , والأعمال الأخرى ...وسواءٌ ؛ الدراسة الجامعية ؛ والتي عزم على الإلتحاق بأحد كلياتها ....والدراسة المسجديه ؛والتي عاهد مدرسه ان يهتم بها ..؛ ليكون يوماً ما عالماً ربانياً ...ودكتوراً متألقاً ..يبني نفسه ..ويخدم أمته ..
وهكذا ظلت الأفكار المنسجمة ..والترتيبات المنظمة ..تراود فكره التائه ...حتى أخذته نغمةٌ موسيقية ؛تحمل في طياتها الأمل ...وتنبعث منها تباريح الحياة ..ظل ّ يرددها طوال طريقه إلى المنزل بصمتٍ خاشع :
(سأكون عالماً ربانياً ؛ أُنير للناس دروب الحياة.. ولن يوقفني دونها أحد!!!)

حتى وصل إلى منزله ..فدخل بسكون تام ؛.. والسكينة والوقار تكاد تتمثل فيه بأسمى معانيها ..
فابتدر أهله بكل خشوع : السلام عليكم ..
فردت عليه أخته الصغرى ؛ بإعجاب يكاد يطويها ..من هذا المنظر الذي بدا على أخيها الأكبر ؛ بأبهى حلل الصفا...وكأن نور الصباح قد نسجت مغازلها على ذاته المتألقة ..ونسائم الأسحار قد سكنت في روحه الرقيقة ..
حتى دخل عليها( بزيد )آخر غير( زيد) الذي تعرفه !!!
فظلت تردد بدهشة طارئة : وعليك السلام ...وعليك السلام ...وعليك السلام!!!
حتى نسيت ان تخبره أن خاله منتظر له في الجوار ..بعد أن ألح عليها بشدة ..فوثبت لتخبره..لكن خاله كان قد أدرك دخوله ....فناداه قبل أن يدخل غرفته بصوت مرتفع :
-زيد ......زيد..
- إلتفت زيد : أهلاً ...بك خالي ...
-أين كنت !!
-في المسجد ..!!!
-أيُّ مسجد !!
- مسجد(...............)...!!
تمعض وجه خاله بشكل يبعث على الحيرة ...وبدء يرفع صوته:
-من هداك إلى ذالك المسجد!!!
فأجاب زيد بصوت ٍ هادئ ؛ تصعدت بنبرةٍ من القلق :
-والدي !!!
-ولماذا!!!
-لأطلب العلم ..!!
-أيُّ علم !!
حدق زيد في وجه خاله بصمت تحمل في طياتها ملامح التوجس ؛فقد أدرك مايرمي إليه خاله من هذه الأسئلة المقصودة ...
-أجبني يازيد . .. أيُّ علم!!!
أستجمع زيد قواه ..فأجاب بكل ثقة :
-خالي ..قبل أنت أجيبك ...أريدك أن تخبرني عن هذه الحدة التي بدت عليك ..وكأنك تسألني : عن معصرة خمر , أو مرقص ؛ كنتُ فيه !!!
أستجمع زيد أنفاسه المتلاحقة ..ثم قال :
-خالي ..أنا قلت : أنني كنت في المسجد ؛ أطلب العلم ..ولم أقل : أنني كنتُ في شارع جمال , أو في حدة ؛.أُغازل النساء وأُلا حقهن ؛ حتى تسألني بهذا الشكل !!!
ظهرت على خاله ملامح الخجل ...فقال بتلكلكٍ طرأ عليه :
-لم أقصد ...لم أفصد أفهمني ..يا زيد...وإنما كان الدافع لهذه الأسئلة هو خوفي عليك من ..
قاطعه زيد:
-خوفك عليَّ من ماذا !!
- خوفي أن تؤثر هذه الدراسة على دراستك الجامعية !!
-لماذا...وهل هناك تناقض بين الدراستين ؟!!
-لا ...لا ..ولكن ستأخذ وقتك ..!
-أيُّ وقت ..وانا لا أذهب إلى المسجد إلا بين المغرب والعشاء !!
صمت خاله قليلاً صمت الحائر المنهزم ثم قال :
-زيد ..أنا خالك ولا أريد إلا مصلحتك !!
- أيُّ مصلحة ...فأنا لم أفهمك إلى اللحظة هذه !!
-يابزي ...كل ما أتمناه هو ان تتوظف في أسرع وقت ...لكي تتزوج ..وتكون قدَّ المسئولية ..فإن قرائتك في المسجد لايمكن أن توفر لك الوظيفة أو تزوجك !!
فرد عليه زيد وعليه ملامح الأفتلاج :
-ليس لدي َّأيَّ مانع من كل هذا !! سأتوظف ..وأبني منزلاً ..وأتزوج ..ولكن مادخل هذه الاشياء في طلب العلم !!
أراد خاله أن يتكلم لكنه أسرع مقاطعاً:
-أمرك عجيب يا خال ..في البداية تحثني على إكمال دراستي الجامعية ..وبعدها تحثني على الوظيفة والزواجة ..وكانني أعرض عنها بشدة فجئتَ لتقنعني بها!!...فأرجو منك ياخال ان تفصح عما في قلبك ..إن كان هناك ماتخفيه عني!! قل لي : هل أخبرك أحدٌ بشئٍ عن هذا المسجد ؟!
شعر خاله أن زيداً قد أدرك بما يرمي إليه .. فأجاب بكل هدوء:
-نعم يازيد!!!!
-وبماذا!!
-نصحني أحد المطلعين على أحوال هذا المسجد ..أن أخرجك منه بطريقةٍ أو بأخرى !!!
- ولماذا !!
-قال لي : إن هذا المسجد تابعٌ لإحدى (الطوائف المتمردة) , وأنه يعدُّ قاعدة لهم ...فهم لا يقرأون فيه وإنما (يتدربون على السلاح)!!!أنفجر زيد ضاحكاً وهو يقول :
- وما أدرى هذا الناصح الشفيق ؟! فهل إلتحق بإحدى حلقات هذا المسجد ؟!!
- لا ..لا ..وإنما قال : إنه سمع محاضرة لأحد المشائخ يحذر من هذا المسجد !!
- وما ادرى هذا الشيخ بهذه المعلومات الدقيقة !!!
- لا أدري ..وربما أنه سمع من أحدهم بهذا !!
- خالي العزيز...لماذا نصدق كلما سمعناه دون أن نتحقق من صحة الخبر بأمِّ أعيننا ..فنكون ممن قال الله (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً)..فلماذا لا نظن خيراً عندما نسمع أيّ خبر كان حتى نتحقق من صحة مايقال بأم أعيننا ...لكي لا ندخل في الباطل ؛كما قال أمير المؤمنين علي :بين الحق والباطل أربع بنان : الحق أن تقول : رأيت , والباطل أن تقول : سمعت .فلو جئت معي غداً إلى المسجد لعلمت أن كل مايقال: باطل ، ولن ترى إلا حلقات الدرس والتدريس !!!
نظر إليه خاله نظرة أعجاب ....بعدما تغيرت تلك الافكار الواهمة ..ألتي تسللت إلى ذهنه من ألسنة الخاطئين ..الذين لم يكلفوا أنفسهم حتى النظر إلى شكل المسجد الخارجي ..فضلاً عما يدور بداخله ...فكالوا الإتهامات عليه كيلاً ..واتهموه غيباً ...إما لمصلحة ، أو لغيرها ..ونسوا قول الله تعالى ( يائّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنباٍ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) ..
- فقال والبسمة تعلو وجهه : أعدك يا(زيد) أن آتي إلى هذاالمسجد ..وارى بأم عيني ..اعدك أعدك ...


ودع زيد خاله بحرارة فائقة ...ثم دخل إلى غرفته ؛ ليهدأ من هذا اليوم الشاق العصيب ...فأخذ نفساً عميقاً ليسترجع بعض الهواء الذي فقده من تكالب هذا الزمان عليه ...ثم رمى بنفسه على سريره وهو يقول ( هذه أول عقبة أتجاوزها في رحلتي العلمية)....!!!!!!!

صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأدب“