هل النبي معصوم؟

[النووي]

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسوله الامين محمد بن عبدالاه الصادق الامين وآله الطاهرين,,وبعد
عندنا في المذهب ان الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم معصوم من الناحيه التشريعيه فقط .وانه قد يصح الغلط عليه في صغائر الامور.
ونحن في نفس الوقت نقول ان كل اقوال وافعال وحركات وسكنات النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حجه ,اجد هنا صعوبتآ في فهم ان النبي قد يصح عليه الغلط الصغير وهو في نفس الوقت حجة علينا في حركاته وافعاله وسكناته واقواله.
وفي نفس الوقت الا يخالف هذا الكلام نص الايتين الكريمتين:
قال تعالى:
(( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى ))

الآية الأخرى :


(( وما آتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا ))صدق الله العظيم
اتمنى من من يستطيع ان يفيدني ان يفعل وله الاجر والثواب من الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[لن نذل]

حياك الله أخي أعتقد أن العصمة تتعلق بكل ماهو ديني وشرعي وسيؤخذ عن الرسول صلوات الله عليه وعلى آله كدين وعقيدة، وأما غيرها من المواضيع التي قد يكون هناك مجال واسع للاجتهاد فيها كالآراء الخبراتية والحربية والسياسية ..الخ والتي وضح فيها الله ورسوله بأنها خاضعة للاجتهاد أصلاً وليست دين او عقيدة يتم الأخذ بها فالخطأ فيها لا يؤثر على الدين والعقيدة وبالتالي لا يستلزم العصمة ولله أعلم أتمنى من الأخوة العلماء في المجالس مشاركتنا .. لك كل الود

[الفرزدق]

بسم الله و الصلاة على رسول الله و آله .

أخي النووي , أنقل لك على عجالة قول الإمام أحمد بن سليمان من كتاب حقائق المعرفة . و لي عودة بتفصيل أكثر في مسألة العصمة بإذن الله تعالى.

فصل في الكلام في خطايا الأنبياء عليهم السلام
اعلم أن الأنبياء صلوات الله عليهم بشرٌ من الناس، يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق -كما قال الله تعالى- وأنهم مُركبون على الشهوات والكراهة، والغفلة والذِّكر والنسيان إلا في تبليغ ما أمروا به فإنهم معصومون عن النسيان والغفلة والسهو والكذب؛ لأن الله قد اختارهم لتبليغ رسالته وأداء أمانته، ولا يجوز أن يُرسل من ينسى شيئاً من تبليغ الرسالة أو يسهو عنها أو يكذب، فهذه الجملة لا تجوز على الأنبياء بل هم معصومون عنها. وكذلك تعمّد معصية الله، قال الله تعالى: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }[البقرة:124]، فأما في سائر أفعالهم غير تبليغ الرسالة، فإنه يجوز عليهم النسيان والغفلة، والخطأ في التأويل، والعجلة، وقد ذكر الله عنهم ذلك، وذكر توبتهم منه وندمهم وإقلاعهم واستغفارهم، فقال في النسيان والخطأ في آدم عليه السَّلام: {فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا }[طه:115].
وقال -حاكياً قول موسى للخضر عليهما السلام: {لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ }[الكهف:73]. وقال الله تعالى لنبيئنا صلى الله عليه وآله وسلم: {وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }[الأنعام:68].


و طبعاً الآيات التي ذكرت لا تتعارض مع المقصد , فالمسلمون مأمورون بأخذ ما آتاهم الرسول و ما نهاهم عنه , لأن الرسول لن يأمرهم و لن ينهاهم إلا فيما هو تشريع و ما كان تشريعاً فهو من الوحي , و لسنا مأمرون بالتأسي بالرسول في كل سكناته و حركاته التي لم يأمرنا بها بالقول إلا من باب الاستحباب و ليس الوجوب , لذلك تجد أخطاء الأنبياء في تصرفات تخصهم لم يبلغوا بتبليغها أو فعلها فيأتي الوحي مهذباً لهم و منبهاً , و من ذلك قول الله تعالى ( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك و الله غفور رحيم ) التحريم , آية (1)

و لنا عودة إن شاء الله.

تحياتي