هل صح حديث الاثناء عشر

إستقبال الأسئلة والإستفسارات من المشاركين،وعرض أهمها على العلماء ، مع امكانية مشاركة الجميع ...
أضف رد جديد
النووي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 10
اشترك في: السبت سبتمبر 20, 2008 10:47 pm

هل صح حديث الاثناء عشر

مشاركة بواسطة النووي »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
وعيد مبارك,,,واعادكم الله من السالمين الغانمين,,وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال...وبعد
هل صح عندنا في مذهب الامام زيد صلوات الله عليه حديث الاثناء عشر امام ؟وان صح فما هو المقصود منه؟
ولكم الشكر الجزيل,,,,,,,
باحث عن الحق

ناصر محمد أحمد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 146
اشترك في: الثلاثاء نوفمبر 13, 2007 4:40 pm

مشاركة بواسطة ناصر محمد أحمد »

السلام عليكم أخي الكريم :

أقول لو كان حديث الأثنا عشر صحيحا لكنا أثناعشريييييين بالظرورة !!

وكيف نخالف حديث صحيح لرسول الله صلي الله عليه وال وسلم .

وقد سألت السؤال قبلك وأجابته علي هذا الرابط

http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=8391

ولك مني كل الحب والتقدير وعيدك سعيد ........

النووي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 10
اشترك في: السبت سبتمبر 20, 2008 10:47 pm

مشاركة بواسطة النووي »

بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام أخي ناصر محمد,,,
لكني سمعت ان الامام نجم آل محمد القاسم إبن إبراهيم عليه السلام أورد هذا الحديث ولكنه
لم يسمهم لا أدري ما صحة هذا الكلام, إذا كان لديك علم عن هذا الخبر فأفدني ولك الشكر الجزيل أخي العزيز.
وأما بالنسنه لسند الحديث فهل تعلم عنه شيئا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
باحث عن الحق

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرّحمن الرحيم

اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ......

أولاً : حيّاكم الله أخي (النووي) بمجالس آل محمّد ، ولكم مِنَ الله الأجر على دفاعكم عن مذهب أهل البيت (ع) ، سادات بني الحسن والحسين ، الذي هُو قطعاً دين الله والرّسول (ص) ، ومُناقشَة المُخالفين ، ونحنُ والإخوة عونٌ لكم في هذا بإذن الله تعالى .

ثانياُ : باركَ الله بكم أخي (ناصر محمد أحمد) ، وبنشاطِكم وهمّتكم في متابعَة المواضيع والرّد عليها ، وإفادَة الإخوة .

ثالثاً : لا يوجَد عن الإمام القاسم الرّسي (ع) رواية تُلمِّح أو تُصرِّح بالاثني عشر خليفَة .

رابعاً : أنقل لكم إخوتي دراسَة نقدية لخبَر الاثني عشر أميراً ، أو خليفَة ، من كُتب الجعفريّة ، والسنّة ، وما يترتّب عليها ، مع ذكر بعض التناقضات ، وذلك من مَبحث (المهدويّة عند الزيدية والجعفريّة) ، وأنصح أخي (النووي) بقراءته نواةٌ قويّة من خلالها تَنطلقُ لحوار إخواننا الجعفريّة .

http://al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=3351

=====================

[ روايات أهل السنة في الإثني عشر خليفة ]


1- [ عن طريق جابر بن سمرة ]


أ- روى مسلمٌ في الصحيح ، عن جابر بن سمرة رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله (ص) يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول : (( لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ، وسمعته يقول عصيبة من المسلمين يفتتحون البيت الأبيض بيت كسرى أو آل كسرى ، وسمعته يقول إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم ، وسمعته يقول إذا أعطى الله أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه وأهل بيته ، وسمعته يقول أنا الفرط على الحوض ))[52] .

تعليق : تأمّل الجزئية المُتعلّقة بالإثني عشر ، تجد الرسول (ص) وكأنه يذمّ هؤلاء الإثني عشر ، حيثُ أنَّ هذا الدين لا يزالُ قائماً إلى يوم القيامَة ، أو يكونُ هُناك اثني عشر خليفة ، ففيه إيهامٌ بسقوط أمرِ الإسلام إذا كانَ هؤلاء الإثني عشر ، أيضاً هذه العبارات فيها من الإبهام الشيء الواضح الجلي ، فكيفَ يُقطَعُ أنّه أراد بها إثني عشر الجعفرية ، هذا على افتراض صحّة اللفظ الذي ذهبَت إليه الإمامية في هذا الأثر من صفة المَدح .

مُلاحظة : هذا الخبر ليسَ دلالةً كافيةً على حُجيّة أو حتى فضل هؤلاء الإثني عشر خليفة ، وليسَ فيه دلالة على الإتّباع والإقتداء .

ب- روى البخاري في الصحيح ، عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبي (ص) يقول : (( يكون اثنا عشر أميراً ، فقالَ : كَلِمَةً لَم أسمعها ، فَقال أبي : إنه قال : كلهم من قريش ))[53] .

تعليق : وهذا الخبر عن جابر لا يُفيدُ الحُجيّة على هؤلاء الأمراء الإثني عشر ، وانظر كيفَ يتعارضُ مع الرواية السابقة ، إذ أنّ جابر سَمِعَ كلامَ الرّسول كاملاً عندما قال فيه : ((لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش )) ، وفي هذه الرواية أصبَحَت كلمة خليفة ، أمير ! ، ولَم يَسمَع أنّهُم مِن قُريش ، وإنّما أخبرهُ والدهُ بذلك .

ملاحظة : هذه الرواية أيضاً ، لا نستطيع من خلالها أن نبني اعتقاداً مُعيّناً في هؤلاء الأمراء الإثني عشر ، إذ أنّها مبهَمَة للغاية .

ت- وروى الترمذي في السنن ، عن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله (ص) : (( يكون من بعدي اثنا عشر أميرا ، قال : ثم تكلَّم بشيء لم أفهمه ، فسألت الذي يليني فقال : قال : كلهم من قريش ))[54] .

تعليق : انظُر قول جابر ، فسألتُ الذي يليني ، والتي قبلها ، يقولُ : فسألتُ أبي ! ، أيضاً حتّى في هذه لم يسمَع ما جاء في الرواية الأولى من أنّ الدين يبقى قائماً أو يكون اثني عشر خليفة ، أيضاً لا يفوتكُ أن تستنتج أنّ الرسول كانَ يقول بهذا الخبر في محضرٍ من الصحابة ، والدليل سؤالُ جابر مرّةً لأبيه ، ومرّةً للذي يليه ، ومعَ ذلك لَم يروِ أحدٌ من الصحابة هذا الخبر بهذه الطريقة إلاَّ جابر بن سمرة ، على عكسِ ما حصلَ يوم الغدير مع أمير المؤمنين ، فإنَّ الصّحابَة حدّثوا بما سمعوه من رسول الله في ولاية علي بن أبي طالب (ع) ، وهُنا اختفى التحديث من الصحابة الحاضرين لرسول الله مع جابر .

ملاحظة : هذا الحديث كالذي قبله ، لا يدلّ على حجيّة معينة لهؤلاء الأمراء الإثني عشر، ولا يُفيد حتّى الإتباع .

ث- وروى أحمد في المسند ، عن جابر بن سمرة قال : جِئتُ أنا و أبي إلى النبي (ص) و هو يقول : (( لا يزال هذا الأمر صالحاً حتى يكون اثنا عشر أميراً ، ثم قال كلمة لم أفهمها فقلتُ لأبي : ما قال ؟ قال : كلهم من قريش ))[55] .

تعليق : وفي هذه الرواية ، جابرٌ يسألُ أبيه ، وليسَ الذي يليه ، أيضاً هذه الرواية تُفيدُ أنَّ رسول الله (ص) حال دخولِ جابر وأبيه ، كانَ يُحدّث جمعاً من الصحابة ، ومعَ ذلك لَم يُحدّث بهذا الخبر بهذا الوجه إلاّ جابر دونَ الصّحابة ، بل حتّى دونَ أبيه ؟! ، أيضاً هذه الرّواية تُفيدُ الذمّ لا المدح ، فظاهرهُا أنَّ هذا الأمر لا يزالُ صالحاً حتى يكون اثنا عشر خليفة ، أي أنَّ أمر الإسلام لا يزال عزيزاً إلى أن يكون اثنا عشر خليفة ، فلو قُلتُ : لا تزالُ إيرانُ قائمةً قويّة منيعة حتّى يقوم الرئيس الفلاني ! أليسَ في هذا دليلٌ أنّ عزّة وقوّة إيران تذهبُ عندما يقوم هذا الرئيس ؟ . وكذلك الحال مع الأمراء الإثني عشر الذين صوّرَتهُم لنا الرّواية .

ملاحَظة : هذا الخبر أيضاً ، لا يُفيد الحُجيّة على المُكلفين ، ولا يجوز عليه أن يبني المُكلَّف أيّ اعتقاد .

ج- وروى أحمد في المسند ، عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله (ص) يقول في حُجّة الوداع : (( لا يزال هذا الدين ظاهراً على من ناواه ، لا يضره مخالف و لا مفارق، حتى يمضي من أمتي اثنا عشر أميراً كلهم ، ثمّ خَفِيَ من قول رسول الله (ص) ، قال : و كانَ أبي أقرَب إلى راحلة رسول الله (ص) مني فقلت : يا أبتاه ما الذي خفي من قول رسول الله (ص) ؟ قال : يقول كلهم من قريش ))[56] .

تعليق : انظر هذه الرواية ، سمعها جابر في حجّة الوداع ، وليسَ عشيّة رجم ماعز ! ، وانظر كأنّه يُشير إلى وجود جمعٍ من الصّحابة عندما قال أنَّ أبيه كان الأقرب إلى راحلة النّبي (ص) ، ومعَ ذلكَ لم يُحدّث بهذا إلاّ جابر ، وعلى افتراضِ أنَ جابر سمعَ هذا الخبرَ مرّتين مرّةٌ عشيّة رجم ماعز ، ومرّةٌ في حجة الوداع ، فهل يُعقلُ أنّها ما سمعَ لفظة : كلّهم من قريش ، إلاّ عن طريق أبيه ، أو الذي يليه ؟! ، أيضاً هذا الحديث يُفيدُ المدحَ والذّم معاً ، فاعرف معنى (حتّى) وغص في أعماق اللغة العربية ، ثمّ اعرف أنّ الرسول (ص) أفصحُ مَن نطق بالضّاد ، ليس بحاجةٍ إلى أن يجعلنا نتوهُ كلّ هذا التّوهان ، في تفسير معاني كلامه بهذه العبارات .

ملاحظة : وهذه الرواية أيضاً ، لا يصحّ أن نبني عليها اعتقادٌ ، ولا يصحّ أن نجعل من هؤلاء الأمراء حججٌ على العِبادِ بموجِبها .

ح- وروى أحمد في المسند ، عن جابر بن سمرة أنهُ سِمِعَ رسول الله (ص) يقول : (( يكون بعدي اثنا عشر أميراً ، ثم لا أدري ما قال بعد ذلك ، فسألتُ القوم كلهم فقالوا : قال كلهم من قريش ))[57] .

تعليق : وفي هذا الحديث يسألُ جابر القومَ كُلّهم !! ، وفي رواية سابقة سألَ أبيه ! ، وفي رواية أخرى سألَ الذي يليه ! ، وسؤالُ جابر للقوم دلالة على كثرة الحاضرين لمجلس رسول الله (ص) حينها ، ومعَ ذلك لم يُحدّث بهذا الخبر بهذه الطّريقة إلاّ جابر .

ملاحظة : وهذه الرواية أيضاً ، لا ينبغي بناءُ أدنى أصلٍ من أصول الدين على أمراءها الإثني عشر ، لما فيها من الإبهام في حالِهم .

خ – وروى أحمد في المسند ، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله (ص) يقول : (( لا يزال هذا الأمر ماضياً حتى يقوم اثنا عشر أميراً ، ثم تكلم بكلمة خفيت علي فسألت عنها أبي ما قال ؟ قال : كلهم من قريش ))[58] .

تعليق : أيضاً انظر الذمّ في الأمراء الإثني عَشر ، حيثُ أنّ أمرَ الإسلام يبقى ماضياً حتّى يقوموا ، فإن قاموا تلجلجَ الإسلام وانصدَع ، وحتماً ما هذه صِفَة أئمة الجعفرية عندَهُم .

ملاحظة : وهذه الرواية ، لا يجوزُ بناءُ اعتقادٍ مُعيّن على أمراءها الإثني عشر .

د- وروى أبو داود في السنن ، عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : (( لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة ، كلهم تجتمع عليه الأمة ، فسمعت كلاما من النبي (ص) لم أفهمه ، قلت لأبي ما يقول ؟ قال : كلهم من قريش ))[59] .

تعليق : انظر لفظة ( كُلّهُم تجتمع عليه الأمة ) ، انظر حالَ أئمة الجعفرية هل اجتمعَ عليهم كُلّ الأمة ، أو بل حتّى ربعها ، لا نقولُ ولاءً وحُبّا ، ولكن اعتقاداً بإمامةً ربّانيّةً وحجّيةً مُطلَقة ، بل انظر حالَ المهدي الغائب الثاني عشر هل اجتمعَت عليه الأمّة ، بل هل اجتمعَت عليه الشيعة ؟ بل هل اجتمعَ عليه مَنِ انسلخَ من الإمامية أنفسُهم من الواقفة والمحمدية ؟ ، فعند ذلك نُنبّه أنَّ الإثني عشر المقصودين هُنا غير مَن قَصدتهُ الإمامية ، فرسول الله (ص) لا ولن ينطقَ عن الهوى .

مُلاحَظة : أيضاً هذا الحديث ليسَ دليلاً على اعتقاد أي عقيدةٍ ذاتُ شأنٍ بالغ الأهمية في الدّين .

ذ- وروى أحمد في المسند ، عن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله (ص) : (( لا يزال هذا الأمر مؤاتي أو مقاربا ، حتى يقوم اثنا عشر خليفة ، كلهم من قريش ))[60] .

تعليق : وفي هذا الحديث من علّة الغموض في اللفظ ما لا يخفى ، لأنّهُ على المَحملين مأخوذ ، مَحملُ المدحِ والّذّم ، ورسولا الله (ص) مُنزّه عن مِثلِ هذا الغموض في بيان عقائدِ النّاس ، وخصوصاً إذا كان هؤلاء الإثني عشر ، هُم مَن يؤمنُ به الإمامية في أئمتهم .

ملاحظة : وهذا الحديث أيضاً ، ليسَ دليلاً على اعتقادٍ مُعيّنٍ يُوجبُ على المُكلَّف الاعتقاد بما فيه .


2- [ ما جاء عن طريق عبدالله بن مسعود ]

ر- وروى أحمد في المسند ، عن مسروق قال : كنا جلوساً عند عبد الله بن مسعود ، وهو يقرئنا القرآن ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن ، هل سألتم رسول الله (ص) كم تملك هذه الأمة من خليفة ؟ فقال عبد الله بن مسعود : ما سألني أحد منذ قدمت العراق قبلك ، ثم قال : نعم ، و لقد سألنا رسول الله (ص) فقال : (( اثنا عشر، كعدة نقباء بني إسرائيل ))[61] .

تعليق : تأمّل لفظة ( كم تملك هذه الأمة من خليفة؟ ) ، ثمَّ طَبّق عليه أقوالَ جابر بن سمرة السابقة ، بافتراض صفات المدح للحديث طبعاً ، ستجدُ أنَّ الإسلام يَعُزُّ بهِم ، ويظلّ مَنيعاً ، لا يضرّه من ناواهُم و لا مَن خَالفَهُم ، حتى يمضونَ فيكون الهرجُ والمرج[62] ، فنقول : ما دامَ أنَّ الإسلام يبقى عزيزاً ومنيعاً وقائماً في عهد هؤلاء الإثني عشر ، وعلى رأسهم إمام الزمان المهدي الغائب المُنتظر ، ما بالُ عُقلاء الأمّة في أعصارهِم يرونَ شرائعَ الإسلام تكادُ تندرس ، ما مِن لاحقٍ إلاَّ ويرى أنَّ زمانهُ أسوءُ الأزمنة ، تعطيلٌ للحدود ، وفشاءٌ للفساد ، وإنكارٌ لأهل البيت (ع) ، وهذا مُمتدٌ إلى زماننا هذا ، فإنّا نجدهُ أسوأ الأزمنة على الإطلاق ، ونجدُ الإسلام يعيشُ مراحلَ التقوقعُ على المشائخِ ورجالِ الدّين ، ونجدُ التسرّبات تلو التسرّبات العلمانية والاستشراقية تغزو عُقولَ القُرّاء قبل الجُهّال ، ونجدُ الفتوى في الدّين تكادُ أن تكون أسهلُ من شُربِ الماء ، من غيرِ علمٍ ولا كتابٍ ومُنير ، فنحنُ نرجو الله أن يكونَ موعدُ قيام المهدي (ع) قَد قَرُب ، محمد بن عبدالله وليسَ محمّد بن الحَسن ، لأنّ أصحابَ مُحمّد بن الحسن على ضوء الرواية التي عن ابن مسعود ورواية جابر بن سمرة ليسوا بحاجته لأنَّ الإسلام في أوقاتهم كما شَهِدَت الروايات السابقة لا يزالُ قائماً شامخاً عزيزاً ظاهراً ، وبما أنَّ المهدي الغائب حيّ موجود لم يمضِ بعَد فالإسلامُ لاشكَّ في عزةٍ وإباء !! ، فأيّ بُعدٍ يُتصوّرُ مَعَه نسبة هذه الأحاديث السنيّة إلى أشخاصِ أئمّة الجعفريّة ، ففي هذا القول تحميلٌ لروايات جابرٍ وابن مسعودٍ فوقَ طاقتها ! ، إذ كيفَ يخرجُ في آخر الزّمان ليملأ الأرض عدلاً كما مُلأت جوراً ، وينتصِرَ لمحمدٍ وآل محمدٍ ، والإسلام لا يزالُ قائماً ظاهراً منيعاً ؟! إمّا ظاهرٌ منيعٌ بدون جور في فترة وجود المهدي الغائب ، فيردّ هذا الاعتقاد كثيرٌ من الأحاديث التي روتها الأمة في خروجه في آخر رمقاتِ الإسلام ، وإمّا خافٍ مُستضعَف –أي الإسلام- فيه الجور والظّلم في فترة وجود المهدي الغائب ، فيردُّ هذا الاعتقاد روايات جابر وابن أبي جحيفة عن بكرةِ أبيها!.


3- [ عن طريق أبي جحيفة ]


ز- وروى الحاكم في المستدرك ، عن عون بن أبي جحيفة ، عن أبيه قال : كنت مع عَمّي عند النبي (ص) ، فقال : (( لا يزال أمر أمتي صالحاً حتى يمضي اثنا عشر خليفة ، ثم قال كلمة و خفض بها صوته فقلت لعَمّي ، وكانَ أمَامِي : ما قالَ يَاعَم ؟ قال يا بني كلهم من قريش ))[63] .

تعليق : انظر هذه الرواية طِبقَ الأصل ، عن روايات جابر بن سمرة السابقة ، اللهم أُبدِلَ اسم جابر بأبي جحيفة ، و لفظة أبي بعمّي ، أمسِك ! قال جابر في الروايات السابقة : جئتُ أنا وأبي ، وقالَ أبو جحيفة : كَنت أنا وعمي ! . قال جابر : قالَ كلمةً خَفِيَت عليّ . وقال أبو جُحيفة : قالَ كَلِمةً خَفَض بها صوته ! . قال جابر : فقلتُ لأبي! : ما قال! ؟ قال : كلهم من قريش !! . وقال أبو جحيفة : فقلت لعَمّي! ، وكانَ أمَامِي : ما قالَ! يَاعَم ؟ قال يا بني كلهم من قريش !! ، قلتُ : وعلى القارئ الحُكم .


[ خلاصة الكلام في حديث الإثني عشر المروي عن طريق أهل السنة ]

هذا ونختمُ الكلام بالخلاصة ، فنقول : أنَّ حديث الإثني عشر خليفة بالعدد لا بالاسم ، الواردِ عن طريق أهل السنة : يحتمل احتمالَين اثنين لا ثالثَ لهما :

الاحتمال الأول : أنه صحيحٌ عن رسول الله (ص) ، ونُقِلَ وفُهِمَ على غير مراد رسول الله (ص) ، فقرعَ هذا الخبر أسماع الإمامية قبلَ عصر الغيبة ، أيامَ كانّ النّص على عدد الأئمة غير مستقر فتارةً عدد الأئمة ستة ، وتارةً سبعة، وتارةً ثمانية، وتارةً أحد عشر ، فصادفَ قلباً خالياً منهُم فتمكّنَ ، فاستفادوا من هذه الروايات السُنّية العددية ، فألصقوا أسماء أئمتهم بها ، فزعموا أنَّ الأئمة اثني عشر ، ووقفوا على الثاني عشر ابن الحسن العسكري ، وِمن هُنا بدأت التصانيف واستقرَّ النصّ ، فغذّاه الكليني ومشائخ قم حتّى ترعرعَ وكوّنَوا له قاعِدةً مِن لاشيء ، ثمّ جاء الشيخ المفيد والطوسي فأحكما تربيتهُ وتحصينه ، ثمّ الطبرسي قامَ بواجبهِ تجاهه ، واليوم نجدُ التصانيف الهائلة الصغيرة والكبيرة ، وإدخال الفلسفات في العبارات ، والتلاعب بالألفاظ والعواطف لجعل المُستحيلِ معقولاً ، والغمر تلو الغِمرُ مُنجرٌّ مُنقادٌ والله المُستعان . ثمّ أنّ هذه الأخبار المروية عن أهل السنّة لو آمنّا بها فهي لا تدلّ على عقيدةٍ ذاتِ أهميّة بالغَة في الدين ، وقد تعمّدنا إيراد الملاحظات تحت التعاليق ، لربطِ الفكرة في مَن يُصحّحُ هذه الأحاديث ، ويعتمدُ عليها ويجعلها مُرجّحاً على عقيدة القوم ، فراجعها . أيضاً وَجدنا كلاماً بديعاً ناطقٌ بما أشرنا إليه، للسيد الهُمام عبدالله حميدالدين حفظه الله في كتابه ( تعليقات على الإمامة عند الإثني عشرية ) ، فقال بشأن رواية أهل السنّة والجماعة لخبر الإثني عشر ، وما يترتّبُ على مَن آمَنَ به ، فقال باختصارٍ في اللفظ :

(( أمّا حديثُ الخُلفاء اثنا عشر ، ونحوه ، فالاحتجاجُ بهِ على أمرٍ خطيرٍ كالإمامة بعيد ، وذلكَ لأمورٍ سأذكُرُها بإيجاز :

1- الحديثُ لا يُشيرُ إلى وُجوبِ طاعَتِهِم ، ولا إلى صِفَتِهِم ، ولا أنّهُم من ذريّة الحسين ، ولا إلى أنّهُم مُتعاقبون .
2- أيضاً نلمسُ مِن عبارات الحديث أنَّ المُراد ، تعيين فترةٍ زمنيّة يكونُ فيها الإسلام عزيزاً ، وأنَّ هذه الفترة حُدِّدَت لفترة اثني عشرَ خليفة، ولا يَظهرُ مِن ألفاظها أيُّ إشارَة إلى وجوبِ طاعَة هؤلاء الإثني عشر ))[64] .

الاحتمالُ الثّاني : أنهُ باطِلٌ مردود ، لضعفِ الاحتمالات الموصِلَة إلى اليقين من خلاله ، لصدور مثل هذا الخبر عن رسول الله (ص) ، فإن كانَ رسول الله (ص) ألقى هذا الخبَر على مسامع الصحابة ، إمّا عشيّة رجم ماعز ، أو في حجّة الوداع ، أو في عرفات ، ومعَ ذلك لَم يروهِ إلاَّ جابر وأبو جحيفة مع وَهْن رواية الأخير ، فإنَّ في هذا مغمزٌ فضيع، حتّى وإن كانَت الأسانيد مُتصلّة موثّقةً ، فالعقلُ يرفضها البتّة ، انظر أمير المؤمنين (ع) الأذن الواعية لكلام أخيه وابن عمه سيدّ المُرسلين (ص) ، لَم يتفوّه بخبرٍ من طُرقِ غير الإمامية بمثل هذا الخبر ، مع العلمِ أنَّ إنباءاته بما يحدثُ من الفتِن مُدوّنةٌ مزبورة فراجعها ، فلو صحَّ أنَّ الإثني عشر هؤلاء هُم أئمة الإمامية ، لما توانى في الإخبارِ به على الملأ ، كما أخبرَ رسول الله (ص) الناس بهذا في رواية جابر . أيضاً انظر إجابة ابن مسعود على السّائل عن عدد من يملكون أمر الأمة ؟ أنْ قال : ((و لقد سألنا رسول الله (ص) فقال : (( اثنا عشر، كعدة نقباء بني إسرائيل )) . فيدلّك جواب ابن مسعود أنّه ما سمعَ ذلك كما سمِعهُ ابن سمرة ، وإنّما سألَ عنه الرسول ابتداءً منه ، وخصوصاً في تلك الرواية التي تُفيدُ بإخبار الرسول بهذا في حجّة الوداع ، لأن ابن مسعود كان أحد أفراد حُجّاج بيت الله في ذلك الزمان ، وأخصّ منها تلك الرواية عن جابر التي تُفيدُ أنَّ الرسول أخبرَ بهذا في عرفات ، لأنَّ ابن مسعود حتماً لن يكونَ ذلك اليوم إلاَّ بين يدي رسول الله (ص) . فأوجه القدحِ في هذه الروايات كثيرة تقلّ عند اعتقاد أنّ هذا الخبر لم يُفهَم كما أراد الرسول (ص) ، وتزدادُ عند اعتقاد أنَّ هؤلاء الإثني عشر هُم أئمة الإمامية ، وتذهبُ الزيدية إلى عَدمِ اعتمادِ هذا الخبرِ المُتهافِت في إثباتِ أصولِ الدّين ، الذي إن تنازلنا جدلاً ومراءً ألحقناهُ بالآحادِ التي لا يُعمَلُ بها في إثبات العقائد ، كيف لا والإمامة تعني حفظُ بيضة الإسلام والمُسلمين ، وتطبيق حدود الله على التمام ، والعملُ بعملِ سيّد الأنام عليه وعلى آله أفضلُ الصلاة وأتم التسليم .


[ روايات الجعفرية في الإثني عشر خليفة ]

هذا وللإنصاف ، والإفهام ، ولتبرئة الرّاية من اتهامنا للروايات الجعفريّة الواردة عن مشائخِ قم وغيرها ، بالاختلاق والحشو ، وأيضاً لأنّهُ يترتّب على إبطال نظريّة النّص على الأئمة الإثني عشر بأسمائهم وأعدادهم ، انهيارُ عقيدة الغيبة التي هي محورُ بحثنا ، وإبطالُ شُبهَة مَن تمسّك بالاستدلال بحياة المهدي بخبر الإثني عشر السابق الذّكر في أول المسألة . فنقول روى الإمامية :

[ الجعفرية والنص والإمام الباقر (ع) ]

1- عن أبي الجارود ، قال : قلت لأبي جعفر : جعلت فداك إذا مضى عالمكم أهل البيت ، فبأي شيء يعرفون من يجيء من بعده ؟ قال : (( بالهدي و الإطراق و إقرار آل محمد له بالفضل و لا يسأل عن شيء مما بين صدفيها إلا أجاب عنه )) ([65]) .

تعليق : انظُر أبي الجارود رحمه الله ، لا يعرفُ النّص الذي رواه علي القمي عن ستةٍ وعشرين صحابياً من أكابر الصحابة ، وانظُر ردَّ الباقر عليه بالتلميحِ دونَ التّصريح ، وفي هذا الفعلِ من المعصوم من القُبحِ ما لا يخفى على العاقل ، فَلو أنّهُ قالَ بالنّص من رسول الله (ص) ، لأغناهُ ذلك . لأنَّك لَو سألتَ اليومَ جعفرياً كيف عَرفت إمامة الصادق بعد الباقر ، لسردَ لك أحاديث النّص عن رسول الله (ص) ، ولَما قالَ أنّ آل محمد تُقرّ له بالفضل ، وأنّه يُسألُ فيما بينَ صدفيها ( فيما يخصّ المُكلّف من أمور دُنياه ودينه ) فيُجيبُ عنه ، لأنَّ الزيدية هيَ مَن تقولُ هذا لا الإماميّة ، ولعلَّ هذه الرواية صحيحة عن الباقر فتكونُ دليلاُ على زيديّته ! ، ثم تَذَكّر جهل أبي الجارود بالنّص على رتبته في التشيّع ، وفي هذا دلالةٌ على أنهُ لا يوجدُ نصٌّ صريحٌ بعدد وأسماء الأئمة في تلك الآونة ، والله المُستعان.

2- عن أبي خليفة ، قال دخلت أنا وأبو عبيدة الحذاء على أبي جعفر ، فقلت : كيفَ لنَا بِصاحِبِ هذا الأمر حَتّى نَعرِف ؟ قال : (( قول الله : { الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } ، إذا رأيتَ هذا الرجل مِنَّا فَاتّبِعه ، فإنّهُ هُوَ صَاحِبُك ([66]) .

تعليق : انظُر الجهل بالنّص من أصحاب الباقر (ع) ، يُؤكّدهُ أسئلتهم المتكررة له ، عَن صاحِب الأمر ، وانظر إجابة الباقر بالتلميح والصّفة ، دونَ النّص المُسبق عن رسول الله (ص) ، وانظُر أيّها الزيدي وازدد إيماناً بعقيدة أهل البيت (ع) في الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر وأنّ هذه الآية صفةُ أئمتك الزيدية ، دونَ أئمة الجعفرية ، ولَو يسّر الله لنا ، جَمعنا أقوالَ الأئمة الإثني عشر الموافقة لمذهبِ الزيدية من كُتُبِ الجعفرية أنفسهم ، لأنّا لا ندّعي أنّهم قد حرّفوا جميع النصوص ، بل بَقيَ بصيصُ أملٍ في تصفية هذه الأقوال ، واستخراج الصحيح من السقيم ، وإن كانَ هذا الخبر رُوي عن فرات الكوفي وهو زيدي المذهب ، على عدم شهرةٍ عند الزيدية ، فالخبر الذي يسبقهُ رواه أساطين الإمامية ! ، نَعم ، وهذا الخبر يُوحي بغياب النّص بالاسم والعدد ! والله المستعان .

3- قالَ الكُميت بن زيد شاعر أهل البيت (ع) : دخلت على سيدي أبي جعفر، فقلت : يا ابن رسول الله إني قد قلت فيكم أبياتا أتأذن لي في إنشادها ؟ فقال : إنها أيام البيض ، قلت : فهو فيكم خاصة ، قال : هات ، فأنشأت أقول :

أضحكني الدهر وأبكانـي والدهر ذو صرف وألوان

إلى أن قال :

متى يقوم الحق فيـكم متى يقـوم مهـديكم الثانـي ؟

قال : سريعا إن شاء الله سريعا ، ثم قال : يا أبا المستهل إن قائمنا هو التاسع من ولد الحسين ، لأن الأئمة بعد رسول الله (ص) اثنا عشر ، الثاني عشر هو القائم ، قلت فمن هؤلاء الاثنا عشر ؟ قال : أولهم علي بن أبي طالب ، وبعده الحسن والحسين ، وبعد الحسين علي بن الحسين وأنا ، ثم بعدي هذا ، ووضع يده على كتف جعفر ، قلت : فمن بعد هذا ؟ قال : ابنه موسى ، و ذكر بقية الأئمة ([67]) .

تعليق : انظُر جهلَ الكُميت بن زيد رحمه الله وأسكنه جنان الخلد ، بالنّص على الإثني عَشر ، ولسائلٍ أن يقول كيفَ عرفَ الكُميت إمامة محمد الباقر ؟ ولمُجيبٍ أن يُجيب فيقول : بالنّص المتسلسل بالأئمة وأسماءهم إلى المهدي ، ولذلكَ تجدهُ يقول في شعرهِ ( متى يقومُ مهديكم الثاني ، ويقصد أنّ المهدي الأول رسول الله (ص) ) ، فهُو مُستدلٌّ بإمامة الباقر (ع) بالنّص . وللسائل أن يعودَ فيسأل ؟ فإن كانَ عرفَ إمامة الباقر والمهدي بالنّص ، فلماذا عاوَد السؤال فقال : ( مَن هُم الإثنا عشر ؟ ) ، تأمّل أيها القارئ بدأت روائحُ الوضعِ تفوح ! ، ومَنِ السائل ؟ إنّهُ الكُميت بن زيد شاعر أهل البيت صاحبُ المنزلة الكبيرة عند الباقر (ع) ، ومع حَجم وكِبَر هذه المنزلة فهُو جاهلٌ بالنّص على الأئمة بعد الباقر ، و مُتشيعٌ أيضاً في الباقر هكذا خبطَ عشواء ، لا بنصٍّ ولا بغيرِه ! ، والله المستعان .

4- عن عبد الأعلى مولى آل سام ، عن الصادق قال : (( إن أبي استودعني ما هناك ، فلمَّا حَضَرتهُ الوفاة ، قال : (( ادع لي شهوداً ، فَدعوتُ أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبدالله بن عمر ، فقال : (( اكتب : هذا ما أوصى به يعقوب بنيه : {وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} ، و أوصى محمد بن علي ، إلى جعفر بن محمد ، وأمرَهُ أن يكفنه في بُرده الذي كان يصلي فيه يوم الجمعة ، وأن يُعمّمَه بعمامته ، وأن يرفع قبره ، ويرفعه أربع أصابع ، وأن يحل عنه أطماره عند دفنه ، ثم قال للشهود : انصرفوا رحمكم الله ، فقلت له : يا أبت! ما كان في هذا أن يُشهَد عليه ! ، فقال : يا بني! كرهت أن تُغلَب ، وأن يُقَال :لم يوصِ إليه ، وأردْت أن تكون لك الحجة )) ([68]) .

تعليق : كيفَ أنّ الباقر (ع) خافَ أن يُغلبَ الصادق على أمرهِ ، فيُنكرُ النّاس إمامته ، فأوصى إليه ! ، فمِن مَتى والوصية فيما بينَ الأئمة أظهرُ مِنَ النّص الظاهر المشهور ، بل لماذا يحتاج الصادق إلى وصيّة مع وجود النّص ؟ أليسَ النصّ يُغني ؟ ، فإذا عرفتَ فساد هذا الحديث ، فاعرِف أنَّ مَن وضعَ هذا الحديث وَضعهُ قبل تبلور النّص على الإثني عشر كاملاً ، وضعهُ في فترةٍ لم يَكن يُعرفُ بين الشيعة ما يُعرف بالنّص من رسول الله (ص) ، بل بالوصيّة فيما بينَ الأئمة يَعرفونَ أئمتهم ، والله المُستعان .

[ الجعفرية والنص والإمام الصادق (ع) ]

5- عن داود بن كثير قال : قلتُ لأبي عبدالله : جُعلتُ فداك وقدّمَني للموتِ قَبلَك ، إنْ كانَ كَون فإلى من ؟ قال : (( إلى ابني موسى )) ، فَكانَ ذَلِكَ الكون فَوالله مَا شَكَكْتُ في موسى طرفة عين قط ، ثمّ مَكَثَ نَحوا مِن ثلاثين سَنَة ، ثمّ أتيتُ أبا الحسن مُوسى فقلت له : جُعلتُ فِداك إن كانَ كَون فإلى مَن ؟ قال : (( فإلى علي ابني )) ([69]) .

تعليق : انظُر جهلَ داود بن كثير بالنّص ، صاحب الصادق والكاظم ، ولو تعذّرَ أحدٌ بالتقيّة ، فإنّهُ لا وجهَ ولا مكانَ لها البتّة ، ويدلّك الخبر أنّ ابن كثير من المُقرّبين لدى الصادق والكاظم ، أن قاما بإخباره بِمَن بعدهُما من الأئمة ، والغريبُ أن يكونَ شخصٌ بهذا القُرب من أئمة الهُدى والحُجج على الورى ، لا يعرفُ أمثالَ هذا النّص الإثني عشري المُسلسل بالاسم والعدد الظاهر المشهور الذي لا نستبعدُ أن يكونَ الجعفرية ألحقوه بالمتواتر فظَلموا المُتواترَ وأهانوا أمثالَ حديث الغدير ، نعم ! وفي هذا الفعل من ابن كثير والأئمة دلالة على عدم وجودِ نصٍّ في تلكم الأيام ، وأنّه لَم يتبلور ويتشكَّل بَعد في عددٍ مُعيّن ، وإنّما الوصيّة هي الأمّ والمرجع!! ، إن كانَت ثمَّة وصيّة في الأصل !! لأنَّ الجميعَ عندنا مكذوب أعلامِ الهُدى ، لا الأخبار الدّالة على الإمام بعد الإمام بالوصيّة ، ولا الدّالة عليهم بالنّص .

6- عن المفضل بن عمر قال : دَخلتُ على سيدي جعفر بن محمد ، فقلت : يا سَيدي لو عَهِدتَ إلينا فِي الخَلَف مِن بَعدِك ؟ فقال لي : (( يا مفضل ؛ الإمامُ مِن بَعدِي ابني موسى )) ([70]) .

تعليق : انظر لفظة " لَو عَهِدتَ " ، وما شابهها من الألفاظ السابقة ، تدلّكَ أنَّ النصَّ ليسَ له خانةٌ البتة عند أهل ذاك الزمان ، وإلاَّ كيفَ يسوغُ للمفضل بن عمر أن لا يَعرفَ إمامهُ بعد الصادق إلاَّ بالوصيّة ، أليسَ النّص ناطقٌ بهذا ؟ بدون حاجةٍ لكلام الصادق ؟ بل وبدونِ الحاجَة إلى العهدِ من الصادق للكاظم ، لأنَّ الأمرَ ليسَ للصادقِ يَعهدُ إلى مَن يشاء ! بل هُو أمرٌ قد زُبِرَ في عالَم الأزل ، على مُقتضى مذهب الجعفرية ، فيا للهّ ويا للنص الذي لم يشتهرِ بينَ أصحاب الأئمة المُقرّبين ، ومع ذلكَ يّدعون أنّه رواه كبار صحابة الرسول (ص) وحدّثوا به ! ، والشيعة أنفسُهم لا يعلمونَ بهذا ، والله المُستعان .

7- وعن عبدالرحمن بن الحجاج ، قال : دخلتُ على جعفر بن محمد في منزله ، وهو في بيت كذا من داره في مسجد له ، وهو يَدعُو ، وعَلى يمينِه مُوسَى بن جعفر يُؤمِّن على دُعائه ، فقلتُ له : جَعَلَنِي الله فِدَاك ، قَد عَرَفتَ انقِطَاعِي إليكَ وخِدمَتِي لَك !!! ، فَمَن ولِيُّ الأمرِ بَعدَك ؟ قال : (( يا عبدالرحمن ، إنَّ مُوسى قَد لَبِسَ الدِّرعَ فَاسْتَوت عَليه ، فقلتُ له : (( لا أحتاجُ بَعدَها إلى شَيء )) ([71]) .

تعليق : لَن يبقى بعدَ هذا الأثر ، في معرفة عدم وجود النّص بالكليّة حتّى في بيت الصادق، حتّى على مَن قطعَ عُمُرَهُ في خدمَة سيّده !! ، نعم! لَن يبقى بعدَ هذا إلاّ أن نبتغيَ سُلّما إلى السماء كي نُقنِعَ المُخالف ، بفسادِ هذه العقيدة المُسَلسَلة على لسان رسول الله (ص) ، وأنّه ليس هُناك خانةٌ للنّص بل للوصيّة وفي هذا من التصادم ما لا يخفى على أهل التشمير والتمحيص والتدقيق ، ولَو لَم يكن لكَ إلا استحضار ما جرى بين الشيعة الإمامية بعد جعفر الصادق من الاختلافِ في شخصِ الإمام ، فمنهُم مَن وقفَ على الصادق وقال أنّه المهدي المنتظر ، ومنهُم مَن قال بإمامة إسماعيل وأشارَ إليه وعهِدَ!! إليه وهُم الإسماعيلية ، منهُم مَن قالَ أنَّ الصادق عَهِدَ إلى الكاظم وهُم الجعفرية ، ولَو تأمّلتَ احتجاجات الإمامية على الإسماعيلية في إمامة الكاظم ، لوجدتَهُم يحتجونَ عليهم في ذلكَ الزّمان بالوصيّة من دونِ النّص ! وليتَ شعري لَو كان هُناكَ نصٌّ مُسبَق على الإثني عشر ، أكانَ سيحصلُ هكذا اختلاف ، كيفَ إذا عَرفتَ أنَّ مَن حاجَّ الإسماعيلية بالوصيّة لموسى اختلفوا بعدَهُم في الكاظم (ع) أهُو المهدي الغائب المُنتظر ، أم أنَّه مات وانتقلَت الإمامة بعده إلى علي الرضا (ع) ، وهكذا سلسلة من التصدّعات الرهيبة التي توحي بل تُؤكّد أنّ النص قبل عصر الغيبة لَم يكن له وجود ، وأنّه ما تشكّل إلاّ على أيدي المُتأخرين . نعم! ثمّ انظُر إلى إجابة الصادق (ع) : أنَّ الدّرعَ قد استوى على الكاظم ! ، ولَم يقل لخادمِه والمُقرّب منه في دخلاته وخرجاته واجتماعاته، قال رسول الله (ص) الأئمة من بعدي اثنا عشر تسعة من ولد الحسين ، وتاسعهم قائمهم ! . وهذا آخر تعليق سأسوقه على النصوص الجعفرية التي نسوقها ، لأنَّ في الإكثار إملال ، ولأنّا قد استحينا مِن تكرار الكلام ، ولكنّ لعلّ وعسى ، أن يملأ هذا أعيُنَ مَن يرونَ القذى في العيون ، ولا يرونَ جذوعَ النخل فيها ، والله المستعان .

8- وعن صفوان الجمال قال : سألت أباعبدالله عن صاحب هذا الأمر ، قال: (( صاحبُ هذَا الأمْر ، لا يَلهُو ولا يَلعب!! )) ، وأقبلَ أبو الحسَن وهُو صغير ، ومعه بهمة عناق مكية، ويقول لها : اسجدي لربك ، فأخَذَه أبوعبدالله وضَمّه إليه ، وقال: (( بأبي أنت وأمي من لا يلهو ولا يلعب )) ([72]) .

مُلاحظة : كان بالودّ إكمال بقية جهالات أتباع الأئمة ، بأسماء وأعداد أئمتهم ، الكاظم فالرضا فالجواد ، إلى الغائب المهدي ، وفي هذا من الإطالة ما لايخفى ، ولذا نُحيلُ القارئ إلى مصادرِ الجعفرية الحديثيّة على رأسها بحار الأنوار ، فهو سِفرٌ جامع . وهُنا ننقلُ شيئاً من جهل الإمام الشهيد السعيد أمير المؤمنين وليثُ العرين زيد بن علي عليه وعلى آبائه السلام ، مما ترويه الجعفرية ، وتدلّ على جهله بالنّص وهُوَ مَن هُو روحي له الفداء .

[ روايات عن زيد بن علي (ع) ، في عدم معرفة النّص ]

9- يروي الإمامية أنّ الباقر (ع) عند الوفاة ، دَعَا بابنه الصادق ليعهَدَ إليه عَهْداً ، فقال له أخوه زيد بن علي (ع) : لَو امْتثلتَ فِي تِمثَالِ الحَسن والحُسين ، رَجوتُ أن لا تَكونَ أتَيتَ مُنكَراً !! ، فَقالَ لَه : (( يَا أبَا الحُسين إنَّ الأمَانَات لَيسَت بِالتّمثَال ولا العُهُود بالرّسوم ، وإنّمَا هِي أمُورٌ سَابِقَة عَن حُجَجِ الله عز وجل )) . ([73])

تعليق : انظر جهلَ حليف القرآن (ع) بالنّص على الإثني عشر ، وذلكَ عندما طلبَ من أخيه الباقر (ع) : أن يتَمَثّل بِتمثَال الحسَن والحسين ، يُريدُ أن يجعلَ الإمامة والعهدَ والوصيّة فيه لا في ابنه ، كما فعل الحسن مع الحسين وهُما أخوان ، على رأي الإمامية لا على رأي الزيدية طبعاً ، لأنّ الزيدية لا تؤمن بالوصية فيما بين الأئمة خصوصاً في وجود النّص ، لأنّ في وجوده استغناءٌ عن الوصية ، وفي هذا الطلبِ من زيد بن علي (ع) جهلٌ مُركّبٌ ظاهرٌ بمدى معرفته بالنص عن رسول الله (ص) وفيه دلالةٌ على أنّه لا نصّ موجود البتّة، نعم ! ثم انظُر عدَم إيمانَ حليف القرآن (ع) بحجيّة وعِصمَة أخيه الباقر عندما جوَّز عليه المُنكَر بقوله : ((رَجوتُ أن لا تَكونَ أتَيتَ مُنكَراً )) ، وفي هذا من الفساد ما لا يخفى على كلّ جعفريّ .

10- يروي محمد بن يعقوب الكليني عن عدة من أصحابنا عن أحمد ابن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبان ، قال أخبرني الأحول ، أن زيد بن علي بن الحسين (ع) بَعَثَ إليهِ وهُوَ مُستخفٍ ، قال : فَأتيتُه ، فقالَ لِي : يَا أبَا جَعفر! مَا تقولُ إذا ( إن ) طَرَقَكَ طَارقٌ مِنَّا أتَخرُجُ مَعَه ؟ فَقلتُ لَه : إنْ كَانَ أبَاكَ أو أخَاكَ خَرجْتُ مَعَه ، فَقَالَ لي : فَأنَا أُريدُ أنْ أخرُجَ أجُاهدُ هَؤلاء القَوم ، فَأخرُج مَعِي ، قُلتُ : لا مَا أفْعَل ! جُعِلتُ فِدَاك. فَقالَ لِي : أتَرغَبُ بِنَفسِك عَني ؟ فَقلتُ لَه : إنّمَا هِيَ نَفسٌ واحِدَة ، فَإنْ كَانَ لله في الأرضِ حُجّةٌ فَالمُتَخَلِّفُ عَنكَ نَاجٍ والخارجُ مَعَكَ هَالِك ، وإنْ لَم يَكن لله حُجّةٌ في الأرض فَالمُتَخلِّفُ عَنكَ والخَارِجُ مَعَكَ سَواء ، فَقَالَ لي : يا أبَا جَعفر ! كُنتُ أجْلسُ مَعَ أبي عَلَى الخوان ، فُيلقِمُنِي البِضعَةَ السّمينَة ، ويُبَرِّدُ لِي اللُّقمَة الحارّة ، شَفقةً عَليَّ ، ولَمْ يُشفِقْ عَليَّ مِن حَرِّ النّار ؟! إذْ أخْبَرَكَ بالدِّينِ ولَم يُخبِرنِي بِه ؟! فَقُلتُ له : جُعلتُ فِدَاك ، مِن شَفَقَتِهِ عَليكَ مِن حَرَّ النَارِ لَم يُخبِركْ ، خَافَ عَليكَ أنْ لا تَقبَلَهُ فَتدخُلَ النَّار ، وأخْبَرنِي أنَا ، فإنْ قَبِلتُ نَجوتُ ، وإنْ لَمْ أقبَل لَم يُبالِ إن أدْخُلِ النَّار ! ، ثمّ قُلتُ له : جُعلتُ فِدَاك أنْتُم أفْضلُ أمِ الأنْبياء ؟ قَالَ : بل الأنبياء ، قُلتُ : يَقولُ يَعقوبُ ليوسف (ع) { يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً } ، ثمَّ لَم يُخبِرهُم حَتّى كَانُوا لا يَكيدونَه ولَكِن كَتَمَهُم ذَلك ، فَكَذَا أبُوكَ ! كَتَمَكَ لأنّه خَافَ عَليكَ ، فقال : أمَا والله لَئن قُلتَ ذَلكَ ، لقَد حَدّثنِي صَاحِبُكَ بِالمدينَة : أني أُقتَلُ وأصْلَبُ بِالكُنَاسَة ، وأنَّ عِندَه صَحيفةً فَيهَا قَتلي وصَلبي . فَحَجَجْتُ فَحَدّثتُ أبَا عبد الله (ع) بِمَقالَة زَيدٍ وما قُلتُ لَه ، فَقَالَ لي ك (( أخَذتَهُ مِن بَينِ يَديِهِ ، ومِن خَلفِهِ ، وعَن يَمِينهِ وعَن شِمَالِه ، ومِن فَوقِ رَأسِه ومِن تَحتِ قَدَميه ، ولَم تَترُك لَه مَسلكاً يَسلُكُه )) ) [74] ، وعقّبَ الخوئي في معجمه عند ترجمته لزيد بن علي ، أنّ سند هذا الحديث قوي ! .

تعليق : انظر هذا الحديث كيفَ حمَلَ في طياتّه من الحقائق ما لا يَخفى على اللبيب ، انظُر الإمام زيد يطلبُ من مؤمن الطاق (الأحول ) أن يَخرُجَ مَعه ؟ ومؤمن الطاق يرفض ذلك بقوله : ((لا مَا أفْعَل ! جُعِلتُ فِدَاك )) ؟ فهَل جَهِلَ مؤمن الطاق على جلالة قدره عند الأئمة المعصومين ، وعند الشيعة الجعفرية ، أنَّ الإمام زيد إنّما خرجَ داعياً لأئمته المعصومين باسم الرّضا من آل محمد ، وليسَ لنفسه ؟ وأنَّ أئمته المعصومين راضينَ عن خروج زيد (ع) ؟ أم أنَّ مؤمن الطّاق في زمانه لم يَكن يعرفُ ما عَرفهُ الكليني والصدوق من أنَّ (( زيد لو ظفر لوفّى ))، أيضاً يدلُّكَ رفضُ مؤمن الطّاق الخروج مع زيد ، أنَّ زيد بن علي (ع) فعلاً كان يَدعو لنفسه بالإمامة دون أخيه وابن أخيه ، وهُو قولُ الزيّدية ، والثابتُ عن زيد بن علي!! ، ويدلّ على ذلك تعقيبُ الأحول بأنْ ليسَ معك حُجّة والخارج معك والقاعد عنك سواء، وهُو تلميحٌ وتصريحٌ بعدم وجود الإذن معَ زيد من الصادق (ع) بالخروج ، وإن قيل : قد يكونُ الأحولُ حينها لا يعرفُ بإذن إمام الزمان له بالخروج والدعوة لهم باسم الرضا من آل محمد ؟ ، نقول : يدلّ تشجيعُ الصادق (ع) للأحول عندما أخبرَهُ بخبرِه مع زيد ، أنّ الصادق كان مسروراً بفعل مؤمن الطاق الأحول ، وبهذا يستقيمُ ما قُلناه آنفاً ، أيضاً انظُر اعتراف زيد بجهله بالحجّة عليه في زمانه ، وأنّ أباهُ لَم يُخبرهُ بذلكَ معَ حرصِه عليه ، وانظر حليفُ القرآن ، وخرّيج بيت زين العابدين والباقر ، يجهلُ من كتابِ الله ، ما يعلمهُ مؤمن الطاق !! ، بل انظُر تعليل مؤمن الطّاق ، لعدم تعليم زين العابدين ابنه زيد مَن هُم الحُجَج ، بأن خافَ عليه ألاّ يقبلَ هذا ؟! ، ولا أرى شناعةً في القول بعد قول شيطان الطّاق هذا ، حتّى أنّ السيد الخوئي في معجمه استنكرَ هذا المقال فقال عنها ، : ((بيان ذلك : أن الأحول كانَ مِن الفضلاء المُبرزين ، وكانَ عَارِفَا بِمَقَامِ الإمامة ومَزاياها ، فَكيفَ يُمكِنُ أنْ يَنسِبَ إلى السَّجاد (ع) أنّه لَم يُخبِر زَيداً بالإمامِ بَعدَه شَفَقةً مِنهُ عليه ، وهَل يَجوزُ إخفاُء الإمَامة مَن جِهَة الشَّفَقَة النّسبية ، عَلى أنَّ زَيداً والعياذُ بالله لو كان بحيثُ لَو أخْبرَه السّجاد (ع) بالإمامِ بَعدَهُ لَم يَقْبَله ، فَهُوَ كَانَ مِنَ المُعانِدِين! ، فَكَيفَ يُمكِنُ أنْ يَكُونَ مَعَ ذَلِكَ مَورداً لِشَفَقَةِ الإمام (ع) )) ، أقول : سيدي الخوئي يبدو أنّ كلام الأحول صحيح! حيثُ أنّ الأئمة المعصومين لَم يُخبروا أبناءهم بإمامة إخوتهِم ؟ لَن أقولَ بالنص الظاهر المشهور المسَلسَل الذي لا يصحّ أن يجهله عَوامّ الشيعة فضلاً عن أبناء الأئمة!! ، ولكن أقول بالوصيّة كما تعوّدت عليه الإمامية حينها ، ووجه الصّحة في قولِ الأحول ، أنّ زيداً لَم يكن يعلمُ إمامة أخيه الباقر وابن أخيه الصادق ، وعبدالله الأفطح وعلي العريضي ومحمد بن جعفر لَم يكونوا يعرفون إمامَة أخيهم الكاظم ، وكذلك إبراهيم الجزار لم يكن يعرف إمامة أخيه علي الرّضا !! ، أمّا عن كيفية أن يكونَ زيدٌ من المُعاندين المُنكرين للإمامة الرّبانية النّصية في أهلها ، وفي نفس الوقت يكون مَورِداً لشفقة الإمام (ع) ، فكذلكَ رويتَ أيها السيّد في مُعجَمك أنّ جعفر الصادق (ع) كان يبكي شفقةً على الإمام النفس الزكية محمد بن عبدالله (ع) ، معَ أنّه مِنَ المُعاندين ، المُنكرين ، لإمامة الصادق الإمامة الرّبانيّة ، بل مِنَ المُدّعين للإمامة في ذلك الزّمان ، وذلكَ بإثباتكَ وجزمكَ عليه[75] ، والله المستعان . نعم ! نعودُ للحديث المرويّ عن الأحول ، فنقول: انّه يَدلّ على عدم وجودِ نصٍّ على الأئمة الإثني عشر ، بل أنَّ محور القضية تدور حول الوصيّة .

وبهذا القدر نكتفي في الكلام عن حديث الإثني عشر خليفة ، وتكونُ خلاصته ، معرفة أقصى ما يتحمّلهُ من طريق أهل السنة ، وعدم صحّة ثبوته عن الجعفرية من خلال إثباتِ عدمِ اشتهاره ، وتطبيقه ، في أوقات أئمتهم (ع) ، وأنّه ما تبلورَ كنصّ اثني عشريٍّ مُتسلسل إلى في عصر ما بعد الغيبَة ، وبهذا يبطلُ الاحتجاج به كدليلٍ على صحّة الغيبة للإمام المهدي (ع) .

====================

[52] صحيح مسلم ح1822 .

[53] صحيح البخاري ح6796 .

[54] سنن الترمذي ح 2223 .

[55] مسند أحمد بن حنبل ح 20416 .

[56] مسند أحمد بن حنبل ح 20293 .

[57] مسند أحمد بن حنبل ح 20349 .

[58] مسند أحمد بن حنبل ح 20417 .

[59] سنن أبو داود ح 4279 .

[60] مسند أحمد بن حنبل ح 20528 .

[61] مسند أحمد بن حنبل ح 3772 .

[62] روى أحمد بن حنبل في المسند ح 20347 ، عن جابر بن سمرة قال :سمعت رسول الله (ص) أو قال : قال رسول الله(ص) : (( يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ، قال : ثم رجع إلى منزله فأتته قريش فقالوا :ثم يكون ماذا ؟ قال :ثم يكون الهرج )) .

[63] مستدرك الحاكم ح 6589 .

[64] تعليقات على الإمامة عند الإثني عشرية ، ص 67

[65] - الخصال ، 218 . غيبة النعماني ، ب13ح41

[66] - تفسير فرات ، ص274 ، ضمن تفسير سورة الحج .

[67] - كفاية الأثر ، 284 .

[68] - إعلام الورى بأعلام الهدى ، 1/518

[69] - عيون أخبار الرضا م1ب4ح6

[70] - كمال الدين ، 2/334 .

[71] - الكافي للكليني ، 1/ب الإشارة والنص على أبي الحسن موسى ح3

[72] - الكافي للكليني ، 1/ب الإشارة والنص على أبي الحسن موسى ح15

[73] - عيون أخبار الرضا م1ب6ح1 ، كمال الدين ، 2/305

[74] الكافي للكليني ، في باب الاضطرار إلى الحجة ، ح5 ، ونقله عنه الخوئي في معجمه ( ترجم زيد بن علي ) ، وقال سنده قوي .

[75] انظر معجم رجال الخوئي ، ترجمة محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الإستفسارات“