السلام عليكم
هل يوجد من لديه علم عن علي ابن سليمان الحيدرة مؤلف كشف المشكل ، وهل لديه مؤلفات أخرى في النحو ، وأين توجد نسخها في حال وجودها ؟
علي ابن سليمان الحيدرة
علي ابن سليمان الحيدرة
اللهم صل على محمد وآل محمد
-
محمد الغيل
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
علي بن سليمان الحيدرة من رجال المطرفية حسب ماكتبه الاستاذ محمد عزان (راجع http://al-majalis.com/forum/viewtopic.p ... 8c49c1148b)
توفي عام 559 هجري ولم أجد له مؤلفات غير كشف المشكل في النحو.
توفي عام 559 هجري ولم أجد له مؤلفات غير كشف المشكل في النحو.
يبدو أن هناك من استجاب النداء وهو السيد قطب الشروني قائلاً:
أنقل لك نصين لتنقلهما للاخ عساه يستفيد منهما الأول من كتاب المستطاب ليحيى بن الحسين (تحت التحقيق) :
علي بن سليمان الحيدرة
صاحب كتاب كشف المشكل وهو كتاب مفيد مجلد وهو أحد علماء الهادوية الأعلام ولكنه اعتقد عقيدة مطرف بن شهاب ويحكي أنه رجع من التطريف ذكره السيد إدريس في (الكنز) وأنه قدم على الإمام المنصور بالله وأنه كتب إليه في بعض الأيام على جهة الأحماض وقد أبطأ عليهم الطعام ببيت وهو قوله:
يا أمام الهدى ياخير داع ومسمع
قل لدحروح مثل ما قال موسى ليوشع
فقال الإمام يا دحروج آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً وكان الحيدرة ممن سكن آنس قلت ولا يبعد صحة هذه الرواية إذ المنصور بالله كان نقمه على المطرفية لأنه قتلهم وشردهم ونكلهم ومثل هذا الخطاب والمحاورة الذي فيه فكاهة لا يقع بينه وبين الإمام إلا وقد رجع عن عقيدته اللهم إلا أن يكون على جهة التأليف والتقريب عساه يرجع عن عقيدته فليس بأبلغ من أفراس النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عدي بن حاتم مخدته.
والثاني من أعلام المؤلفين الزيدية للعلامة عبد السلام الوجيه حيث ذكر لهم كتابين غير كشف المشكل :
- علي بن حيدرة
[ … ـ 599هـ ]
علي بن سليمان بن أسعد بن إبراهيم بن علي بن تميم الحارثي، المعروف بابن حيدره: عالم، لغوي، زيدي، عاصر الإمام عبدالله بن حمزة، قال ابن أبي الرجال: هو أحد علماء الزيدية وفضلائهم وفصحائهم ومن مفاخرهم، وهو أحد مفاخر اليمن ترجم له المؤرخون كالخزرجي وترجمه الجلال السيوطي في (بغية الوعاة) ، إلى أن قال: وترجم له الشيخ المحقق صاحب ( الجوهرة ) المعروف بالحفيد أحمد بن محمد بن الحسن الرصاص وأثنى عليه بعبارات تتزين بها الدفاتر، قال: وكنت ظننته من المطرفية..إلخ وكان شاعراً مجيداً، له قصائد كثيرة في مدح الإمام عبدالله بن حمزة عليه السلام.
ومن مؤلفاته:
/ شرح ملحة الأعراب للحريري ـ خ ـ سنة 1030هـ ضمن مجموع 257 غربية ق56 ـ 122.
/ كشف المشكل في علم النحو. قال الحبشي: ـ خ ـ سنة 653هـ جامع 182 (نحو)، مصور بدار الكتب المصرية 229، أخرى ـ خ ـ رقم 123 (نحو)، 124 مكتبة الجامع. (قال ابن أبي الرجال: الكتاب العجيب، الفائق ، أحد محاسن الدنيا).
/ المقصور والممدود (نظم) ـ خ ـ ضمن مجموع 30 (ق) 169 ـ 172 غربيه.
المصادر:
مطلع البدور ـ خ ـ، مصادر الحبشي 370 ومنه معجم البلدان 2/257، بغية الوعاة 328، معجم المؤلفين 7/105، الوافي 12/74، 75، معجم الأدباء13/243 ـ 243، هداية العارفين 1/703، 776، كشف الظنون 1495، إيضاح المكنون 2/401، مؤلفات الزيدية 2/384، 3/49، فهرس المكتبة الغربية، تاريخ اليمن الفكري في العصر العباسي 29 ـ 31، المستطاب ـ خ ـ 75.
تحياتي
أنقل لك نصين لتنقلهما للاخ عساه يستفيد منهما الأول من كتاب المستطاب ليحيى بن الحسين (تحت التحقيق) :
علي بن سليمان الحيدرة
صاحب كتاب كشف المشكل وهو كتاب مفيد مجلد وهو أحد علماء الهادوية الأعلام ولكنه اعتقد عقيدة مطرف بن شهاب ويحكي أنه رجع من التطريف ذكره السيد إدريس في (الكنز) وأنه قدم على الإمام المنصور بالله وأنه كتب إليه في بعض الأيام على جهة الأحماض وقد أبطأ عليهم الطعام ببيت وهو قوله:
يا أمام الهدى ياخير داع ومسمع
قل لدحروح مثل ما قال موسى ليوشع
فقال الإمام يا دحروج آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً وكان الحيدرة ممن سكن آنس قلت ولا يبعد صحة هذه الرواية إذ المنصور بالله كان نقمه على المطرفية لأنه قتلهم وشردهم ونكلهم ومثل هذا الخطاب والمحاورة الذي فيه فكاهة لا يقع بينه وبين الإمام إلا وقد رجع عن عقيدته اللهم إلا أن يكون على جهة التأليف والتقريب عساه يرجع عن عقيدته فليس بأبلغ من أفراس النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عدي بن حاتم مخدته.
والثاني من أعلام المؤلفين الزيدية للعلامة عبد السلام الوجيه حيث ذكر لهم كتابين غير كشف المشكل :
- علي بن حيدرة
[ … ـ 599هـ ]
علي بن سليمان بن أسعد بن إبراهيم بن علي بن تميم الحارثي، المعروف بابن حيدره: عالم، لغوي، زيدي، عاصر الإمام عبدالله بن حمزة، قال ابن أبي الرجال: هو أحد علماء الزيدية وفضلائهم وفصحائهم ومن مفاخرهم، وهو أحد مفاخر اليمن ترجم له المؤرخون كالخزرجي وترجمه الجلال السيوطي في (بغية الوعاة) ، إلى أن قال: وترجم له الشيخ المحقق صاحب ( الجوهرة ) المعروف بالحفيد أحمد بن محمد بن الحسن الرصاص وأثنى عليه بعبارات تتزين بها الدفاتر، قال: وكنت ظننته من المطرفية..إلخ وكان شاعراً مجيداً، له قصائد كثيرة في مدح الإمام عبدالله بن حمزة عليه السلام.
ومن مؤلفاته:
/ شرح ملحة الأعراب للحريري ـ خ ـ سنة 1030هـ ضمن مجموع 257 غربية ق56 ـ 122.
/ كشف المشكل في علم النحو. قال الحبشي: ـ خ ـ سنة 653هـ جامع 182 (نحو)، مصور بدار الكتب المصرية 229، أخرى ـ خ ـ رقم 123 (نحو)، 124 مكتبة الجامع. (قال ابن أبي الرجال: الكتاب العجيب، الفائق ، أحد محاسن الدنيا).
/ المقصور والممدود (نظم) ـ خ ـ ضمن مجموع 30 (ق) 169 ـ 172 غربيه.
المصادر:
مطلع البدور ـ خ ـ، مصادر الحبشي 370 ومنه معجم البلدان 2/257، بغية الوعاة 328، معجم المؤلفين 7/105، الوافي 12/74، 75، معجم الأدباء13/243 ـ 243، هداية العارفين 1/703، 776، كشف الظنون 1495، إيضاح المكنون 2/401، مؤلفات الزيدية 2/384، 3/49، فهرس المكتبة الغربية، تاريخ اليمن الفكري في العصر العباسي 29 ـ 31، المستطاب ـ خ ـ 75.
تحياتي
شكرًا لكم
السلام عليكم
شكرًا على تفاعلكم ، ولدي ما يأتي:
ا1/لمستطاب في تراجم الزيدية الأطياب ، هل قد طبع أم لا .
2/ سمعت أن ابن أبي الرجال ذكره في مطلع البدور ، ومجمع البحور ، فهل من أخ ينقل لنا ماذكره عنه . وهل قد طبع هذا الكتاب .
3/ كشف المشكل حقق مرتين لنيل رسالئل علمية ، لكن بالنسبة لشرح الملحة ؟ هل من سبيل إلى الوصول إلى نسخة ثانية غير نسخة الغربية التي أصابتها عوادي الدهر .
4/ المؤلف ذماري ، فهل من أخ من ذمار له عضو في الملتقي له اهتمام بالمخطوطات ولكم الشكر
شكرًا على تفاعلكم ، ولدي ما يأتي:
ا1/لمستطاب في تراجم الزيدية الأطياب ، هل قد طبع أم لا .
2/ سمعت أن ابن أبي الرجال ذكره في مطلع البدور ، ومجمع البحور ، فهل من أخ ينقل لنا ماذكره عنه . وهل قد طبع هذا الكتاب .
3/ كشف المشكل حقق مرتين لنيل رسالئل علمية ، لكن بالنسبة لشرح الملحة ؟ هل من سبيل إلى الوصول إلى نسخة ثانية غير نسخة الغربية التي أصابتها عوادي الدهر .
4/ المؤلف ذماري ، فهل من أخ من ذمار له عضو في الملتقي له اهتمام بالمخطوطات ولكم الشكر
اللهم صل على محمد وآل محمد
قال الأخ قطب أيضاً:
كتاب المستطاب ليحيى بن الحسين مخطوط تحت التحقيق يقوم بتحقيقه السيد زيد بن علي الوزير والنص الذي نقلته عن ترجمة على الحيدرة هو من النسخة المصفوفة للتحقيق .
2- كتاب مطلع البدور لابن أبي الرجال تحت التحقيق أيضا يحققه العلامة عبد السلام الوجيه بالمشاركة مع العلامة محمد عزّان ولا أدري هل انتهيا منه أم لا وأظنهما انتهيا منه وأنه ينتظر دوره في الطباعة.
3- قضية تحقيق المخطوطات لرسائل الماجستير من الصعب معرفتها جدا إلا داخل البلد وبوسائل بدائية للأسف ، وعندما ذهبت لأخذ براءة على موضوعي للماجستير كان عليّ أن أدور على الكليات وأبحث في دفاترها عن الموضوع ، ولاحظت أن هناك مخطوطات حققت في الخارج كرسالة ماجستير وحققت في مصر أيضا كرسالة ماجستير ككتاب الحاصر شرح مقدمة طاهر للإمام يحيى بن حمزة أخبرني السيد الوجيه أنه حقق في السودان ووجدته محققا أيضا في دار العلوم بجامعة القاهرة .
إذن تحديد ما تم تحقيقه مما لم يتم تحقيقه أمر صعب إذا لم يطبع الكتاب ويحتاج لشخص له علاقة بالجامعات اليمنية إن كان البحث فيها فقط... انتهى
الأخ أبو بدر الدين من ذمار وأظنه يستطيع المساعدة..
تحياتي.
كتاب المستطاب ليحيى بن الحسين مخطوط تحت التحقيق يقوم بتحقيقه السيد زيد بن علي الوزير والنص الذي نقلته عن ترجمة على الحيدرة هو من النسخة المصفوفة للتحقيق .
2- كتاب مطلع البدور لابن أبي الرجال تحت التحقيق أيضا يحققه العلامة عبد السلام الوجيه بالمشاركة مع العلامة محمد عزّان ولا أدري هل انتهيا منه أم لا وأظنهما انتهيا منه وأنه ينتظر دوره في الطباعة.
3- قضية تحقيق المخطوطات لرسائل الماجستير من الصعب معرفتها جدا إلا داخل البلد وبوسائل بدائية للأسف ، وعندما ذهبت لأخذ براءة على موضوعي للماجستير كان عليّ أن أدور على الكليات وأبحث في دفاترها عن الموضوع ، ولاحظت أن هناك مخطوطات حققت في الخارج كرسالة ماجستير وحققت في مصر أيضا كرسالة ماجستير ككتاب الحاصر شرح مقدمة طاهر للإمام يحيى بن حمزة أخبرني السيد الوجيه أنه حقق في السودان ووجدته محققا أيضا في دار العلوم بجامعة القاهرة .
إذن تحديد ما تم تحقيقه مما لم يتم تحقيقه أمر صعب إذا لم يطبع الكتاب ويحتاج لشخص له علاقة بالجامعات اليمنية إن كان البحث فيها فقط... انتهى
الأخ أبو بدر الدين من ذمار وأظنه يستطيع المساعدة..
تحياتي.
نقلاً عن السيد قطب أيضاً:
العلامة المحقق إمام النحو فريد زمانه علي بن سليمان بن الحيدرة - رحمه الله - هو أحد علماء الزيدية وفضلائهم وفصحائهم، وهو أحد مفاخر اليمن، ترجم له المؤرخون كالخزرجي أو الجندي، غاب عني، وترجم الجلال الآسيوطي الشافعي في كتاب (بغية الوعاة) والكل مثبتون عليه سيما في العربية، وترجم له الشيخ المتقن المحقق صاحب الجوهرة المعروف بالحفيد أحمد بن محمد بن الحسن الرصاص، أثنى عليه بعبارات تنيرين(1) الدفاتر، قال: وكنت ظننته من المطرّفيه حتى تيقنته من الزيدية المخترعة - رضي الله عنهم - وطول وأحسن في عبارته وحكى براعته وما اتفق له على البديهة من فن البديع المعروف عندهم بالعكس، وذلك أنه آوى إليه بعض أدباء وقته من الزيدية فضيفه وكانا (يتعاوران) كؤوس الأدب، فقرع الباب طالبٌ فقال ابن سليمان: هذا للرجل الضيف أعطه (خبزاً) من هذا (الخبز) ليكون لنا ثوابه ولك ثواب المناولة، فقال له الرجل شعراً:
فقال ابن الحيدرة بديهة :
... لا عهد لي بثواب مذ أتيتكم
ولا له بكر عهداً
قال الحفيد: وهو الذي أنشأ الرجز الذي رجز به الفضلاء في كوكبان عند عمارة الإمام المنصور بالله، فإنهم كانوا يحملون الحجارة ويرتجزون بأراجيز فاخرة، فأقبل ابن الحيدرة بحفل من الفضلاء يحملون حجارة وقد أبطأ عنهم الغداء وهو يقول ويقولون:
يا إمام الهدى هديت ... إلى كل أوسع
قل لدحروج مثل ما ... قال موسى ليوشع
فقال الإمام للأمير دحروج ابن مقبل: آتنا غداءنا، ولابن حيدرة منظومات واسعة سيما في العربية، وله ضبط الممدود والمقصور، وهي مشهورة أولها:
وفي الممدود والمقصور علم
وسأجمعها بمختصر قصير
… الأبيات
، وهو مصنف المشكل الكتاب العجيب الفائق إحدى محاسن الدنيا حلا وجمعاً، وقرض له الفضلاء وأثنوا عليه كثيراً، وهو حري بذلك، وله شعر حسن جيد، من ذلك قصيدته في الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (- عليه السلام -) بعد فتح ذمار من أيدي الغز (أخزاهم الله)
هنيت فتح ذمار إذ أحاط بها ... جيش له صخب في الحق (صهصلق)
كما أحاط بياض العين مشتملاً ... على السواد وقد كض العداء الفرق
والخيل مثل السعالي فوق أظهرها ... أسود معركة قمصانها الحلق
مستأمنين فلا يبدوا لناظرهم ... إلا بنان أكف القوم والحدق
والرحل ينشال من كل الجهات كإرداف السحائب حتى أظلم الأفق
والنقع يسطع (والكوشات) تقرع ... والأسياف تلمع والرايات تختفق
واليوم أشنع والهامات تصدع ... والأعناق تقطع والفرسان تعتنق
والبيض والسمر هذا حده غضض ... لحماً ولهذم هذا من دم شرق
والضد مستأسر ضاقت بحيلته ... جوانح ملبسات ملؤها حرق
يرجون صفحاً ويخشون الصفائح فما ... يجدي عليهم رجاء دونه شفق
ورايد العفو والقتل المبيح وسو ... ء الأسر في السعي نحو القوم يستبق
فأدركتهم من السلطان رحمته ... ومن إمام له حسن اللقاء خلق
فسلماهم ولولى الله ما سلموا ... واعتقاهم ولولا العفو ما عتقوا
وهذا القدر كاف عن ما رواه لميلنا إلى الاختصار، وإلا فإن هذه كلمة فائقة تتزين بها التواريخ، والمراد بالسلطان الذي ذكر خادم الإمام المنصور بالله وهو سلطان الإسلام الملك الناصر سيف الدين عضد أمير المؤمنين حكو(1) ابن محمد المرواني، كان من أعيان الغز ووجوه سلاطينهم، خرج مع جنود بني أيوب فاهتزت أعطافه إلى الحق من أول ما سمع بالإمام، فما لواه لاوٍ عن الموالاة، فعضد الإمام بجند فيه أرباب الشكائم والعزائم فنكى الغز وأوجعهم، وفيه يقول العلامة ابن سبيب - رحمه الله تعالى -:
وناصر الدين أعلى الناس مرتبة ... سيف الإله وملجأ كل معتصم
حكو الذي سيم الأفلاك سؤدده ... وبرحزماً وعزماً كل معتزم
فليس منتهياً حتى يزين معاً ... جرد الجياد ربا بغداد والحرم
واستشهد السلطان المذكور في قاع (قتاب) حول (الضمية) - رحمه الله تعالى -.
نقلا عن كتاب مطلع البدور لابن أبي الرجال وهي تحت الطبع بتحقيق العلامة محمد عزان والعلامة عبد السلام الوجيه لصالح مركز التراث والبحوث اليمني من النسخة المحققة المعدة للطبع
العلامة المحقق إمام النحو فريد زمانه علي بن سليمان بن الحيدرة - رحمه الله - هو أحد علماء الزيدية وفضلائهم وفصحائهم، وهو أحد مفاخر اليمن، ترجم له المؤرخون كالخزرجي أو الجندي، غاب عني، وترجم الجلال الآسيوطي الشافعي في كتاب (بغية الوعاة) والكل مثبتون عليه سيما في العربية، وترجم له الشيخ المتقن المحقق صاحب الجوهرة المعروف بالحفيد أحمد بن محمد بن الحسن الرصاص، أثنى عليه بعبارات تنيرين(1) الدفاتر، قال: وكنت ظننته من المطرّفيه حتى تيقنته من الزيدية المخترعة - رضي الله عنهم - وطول وأحسن في عبارته وحكى براعته وما اتفق له على البديهة من فن البديع المعروف عندهم بالعكس، وذلك أنه آوى إليه بعض أدباء وقته من الزيدية فضيفه وكانا (يتعاوران) كؤوس الأدب، فقرع الباب طالبٌ فقال ابن سليمان: هذا للرجل الضيف أعطه (خبزاً) من هذا (الخبز) ليكون لنا ثوابه ولك ثواب المناولة، فقال له الرجل شعراً:
فقال ابن الحيدرة بديهة :
... لا عهد لي بثواب مذ أتيتكم
ولا له بكر عهداً
قال الحفيد: وهو الذي أنشأ الرجز الذي رجز به الفضلاء في كوكبان عند عمارة الإمام المنصور بالله، فإنهم كانوا يحملون الحجارة ويرتجزون بأراجيز فاخرة، فأقبل ابن الحيدرة بحفل من الفضلاء يحملون حجارة وقد أبطأ عنهم الغداء وهو يقول ويقولون:
يا إمام الهدى هديت ... إلى كل أوسع
قل لدحروج مثل ما ... قال موسى ليوشع
فقال الإمام للأمير دحروج ابن مقبل: آتنا غداءنا، ولابن حيدرة منظومات واسعة سيما في العربية، وله ضبط الممدود والمقصور، وهي مشهورة أولها:
وفي الممدود والمقصور علم
وسأجمعها بمختصر قصير
… الأبيات
، وهو مصنف المشكل الكتاب العجيب الفائق إحدى محاسن الدنيا حلا وجمعاً، وقرض له الفضلاء وأثنوا عليه كثيراً، وهو حري بذلك، وله شعر حسن جيد، من ذلك قصيدته في الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (- عليه السلام -) بعد فتح ذمار من أيدي الغز (أخزاهم الله)
هنيت فتح ذمار إذ أحاط بها ... جيش له صخب في الحق (صهصلق)
كما أحاط بياض العين مشتملاً ... على السواد وقد كض العداء الفرق
والخيل مثل السعالي فوق أظهرها ... أسود معركة قمصانها الحلق
مستأمنين فلا يبدوا لناظرهم ... إلا بنان أكف القوم والحدق
والرحل ينشال من كل الجهات كإرداف السحائب حتى أظلم الأفق
والنقع يسطع (والكوشات) تقرع ... والأسياف تلمع والرايات تختفق
واليوم أشنع والهامات تصدع ... والأعناق تقطع والفرسان تعتنق
والبيض والسمر هذا حده غضض ... لحماً ولهذم هذا من دم شرق
والضد مستأسر ضاقت بحيلته ... جوانح ملبسات ملؤها حرق
يرجون صفحاً ويخشون الصفائح فما ... يجدي عليهم رجاء دونه شفق
ورايد العفو والقتل المبيح وسو ... ء الأسر في السعي نحو القوم يستبق
فأدركتهم من السلطان رحمته ... ومن إمام له حسن اللقاء خلق
فسلماهم ولولى الله ما سلموا ... واعتقاهم ولولا العفو ما عتقوا
وهذا القدر كاف عن ما رواه لميلنا إلى الاختصار، وإلا فإن هذه كلمة فائقة تتزين بها التواريخ، والمراد بالسلطان الذي ذكر خادم الإمام المنصور بالله وهو سلطان الإسلام الملك الناصر سيف الدين عضد أمير المؤمنين حكو(1) ابن محمد المرواني، كان من أعيان الغز ووجوه سلاطينهم، خرج مع جنود بني أيوب فاهتزت أعطافه إلى الحق من أول ما سمع بالإمام، فما لواه لاوٍ عن الموالاة، فعضد الإمام بجند فيه أرباب الشكائم والعزائم فنكى الغز وأوجعهم، وفيه يقول العلامة ابن سبيب - رحمه الله تعالى -:
وناصر الدين أعلى الناس مرتبة ... سيف الإله وملجأ كل معتصم
حكو الذي سيم الأفلاك سؤدده ... وبرحزماً وعزماً كل معتزم
فليس منتهياً حتى يزين معاً ... جرد الجياد ربا بغداد والحرم
واستشهد السلطان المذكور في قاع (قتاب) حول (الضمية) - رحمه الله تعالى -.
نقلا عن كتاب مطلع البدور لابن أبي الرجال وهي تحت الطبع بتحقيق العلامة محمد عزان والعلامة عبد السلام الوجيه لصالح مركز التراث والبحوث اليمني من النسخة المحققة المعدة للطبع