ÃÈæ ÈßÑ íÕáí ÈÇáäÇÓ!!

إستقبال الأسئلة والإستفسارات من المشاركين،وعرض أهمها على العلماء ، مع امكانية مشاركة الجميع ...
أضف رد جديد
صدر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 5
اشترك في: الأحد أغسطس 28, 2005 6:45 pm

ÃÈæ ÈßÑ íÕáí ÈÇáäÇÓ!!

مشاركة بواسطة صدر »

ãÇ ÑÃí ãÑÇÌÚ ÇáÒíÏíÉ æãÕÇÏÑåÇ ãä åÐÇ ÇáÍÏíË¿ æåá åäÇß ãÇ íÞÇÈáå ÚäÏåã:

ÞÇá ÇáÈÎÇÑí: ËäÇ ÚãÑ Èä ÍÝÕ¡ ËäÇ ÃÈí¡ ËäÇ ÇáÃÚãÔ¡ Úä ÅÈÑÇåíã¡ ÞÇá ÇáÃÓæÏ: ßäÇ ÚäÏ ÚÇÆÔÉ ÑÖí Çááå ÚäåÇ¡ ÝÐßÑäÇ ÇáãæÇÙÈÉ Úáì ÇáÕáÇÉ æÇáÊÚÙíã áåÇ¡ ÞÇáÊ: áãÇ ãÑÖ ÇáäÈí Õáì Çááå Úáíå æÓáã ãÑÖå ÇáÐí ãÇÊ Ýíå ÝÍÖÑÊ ÇáÕáÇÉ ÝÃÐä ÈáÇá¡ ÝÞÇá ãÑæÇ ÃÈÇ ÈßÑ ÝáíÕá ÈÇáäÇÓ ÝÞíá áå: Åä ÃÈÇ ÈßÑ ÑÌá ÃÓíÝ¡ ÅÐÇ ÞÇã ãÞÇãß áã íÓÊØÚ Ãä íÕáí ÈÇáäÇÓ. æÃÚÇÏ ÝÃÚÇÏæÇ áå¡ ÝÃÚÇÏ ÇáËÇáËÉ¡ ÝÞÇá Åäßä ÕæÇÍÈ íæÓÝ¡ ãÑæÇ ÃÈÇ ÈßÑ ÝáíÕá ÈÇáäÇÓ ÝÎÑÌ ÃÈæ ÈßÑ ÝÕáì¡ ÝæÌÏ ÇáäÈí Õáì Çááå Úáíå æÓáã Ýí äÝÓå ÎÝÉ ÝÎÑÌ íåÇÏí Èíä ÑÌáíä¡ ßÃäí ÃäÙÑ Åáì ÑÌáíå ÊÎØÇä ÇáÃÑÖ ãä ÇáæÌÚ¡ ÝÃÑÇÏ ÃÈæ ÈßÑ Ãä íÊÃÎÑ¡ ÝÃæãÇ Åáíå ÇáäÈí Õáì Çááå Úáíå æÓáã Ãä ãßÇäß¡ Ëã ÃÊì Èå ÍÊì ÌáÓ Åáì ÌäÈå. Þíá ááÃÚãÔ: ÝßÇä ÇáäÈí Õáì Çááå Úáíå æÓáã íÕáí æÃÈæ ÈßÑ íÕáí ÈÕáÇÊå æÇáäÇÓ íÕáæä ÈÕáÇÉ ÃÈí ÈßÑ¿ ÝÞÇá ÈÑÃÓå äÚã. Ëã ÞÇá ÇáÈÎÇÑí: ÑæÇå ÃÈæ ÏÇæÏ ÇáØíÇáÓí¡ Úä ÔÚÈÉ ÈÚÖå¡ æÒÇÏ ÃÈæ ãÚÇæíÉ¡ Úä ÇáÃÚãÔ ÌáÓ Úä íÓÇÑ ÃÈí ÈßÑ¡ ÝßÇä ÃÈæ ÈßÑ íÕáí ÞÇÆãÇ. æÞÏ ÑæÇå ÇáÈÎÇÑí Ýí ÛíÑ ãÇ ãæÖÚ ãä ßÊÇÈå¡ æãÓáã æÇáäÓÇÆí æÇÈä ãÇÌå ãä ØÑÞ ãÊÚÏÏÉ¡ Úä ÇáÃÚãÔ Èå¡ ãäåÇ ãÇ ÑæÇå ÇáÈÎÇÑí¡ Úä ÞÊíÈÉ¡ æãÓáã Úä ÃÈí ÈßÑ Èä ÃÈí ÔíÈÉ æíÍíì Èä íÍíì¡ Úä ÃÈí ãÚÇæíÉ Èå.
:roll:
ßä ãÚ Çááå ÈáÇ ÎáÞ æßä ãÚ ÇáÎáÞ ÈáÇ äÝÓ

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

صدر مرحبا بك
أقبل ولا تخف! :idea:

في الانتظار
http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=2323
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

محب الصالحين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 27
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 13, 2005 4:53 pm

مشاركة بواسطة محب الصالحين »

ألأخوة الأكارم
هذا ما تحصلت عليه في هذا الموضوع و نرجو من الله السداد





استخلاف النبي أبا بكر في الصلاة
واقتداؤه به فيها


السيد علي الحسيني الميلاني



أسانيد الحديث ونصوصه

نظرات في أسانيد الحديث

تأملات في متن الحديث ومدلوله





بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين ، من الاولين والاخرين .
وبعد ...
فهذه رسالة وجيزة تناولت فيها خبر : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر في أيام مرض موته أبا بكر بالصلاة بالمسلمين ، وأنه خرج إلى المسجد وصلى خلفه معهم .. بالبحث والتحقيق ، وإنه بذلك لحقيق :
لتعلقه بأحوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسيرته المباركة ...
ولتمسك القائلين بخلافة أبي بكر من بعده به ......
وللاحكام الشرعية والمسائل الاعتقادية المستفادة منه ......
ولامور غير ذلك ......
لقد بحثت عن الخبر من أهم نواحيه ، وسبرت ما قيل فيه ، وتوصلت على ضوء ذلك إلى واقع الحال ... وحق المقال ...
فإلى أهل التحقيق والفضل ... هذا البحث غير المسبوق ولا المطروق من قبل ،


--------------------------------------------------------------------------------

( 8 )

أرجو أن ينظروا فيه بعين الانصاف... بعيدا عن التعصب والاعتساف.. وما توفيقي إلا بالله .

علي الحسيني الميلاني



--------------------------------------------------------------------------------

( 9 )


( 1 )
أسانيد الحديث ونصوصه
لقد اتفق المحدثون كلهم على إخراج هذا الحديث ، فلم يخل منه ( صحيح ) ولا ( مسند ) ولا ( معجم ) ... لكنا اقتصرنا هنا على ما أخرجه أرباب ( الصحاح الستة ) وما أخرجه أحمد بن حنبل في ( المسند ) ... لكون ما جاء في هذه الكتب هو الاتم لفظا والاقوى سندا ، فإذا عرف حاله عرف حال غيره ، ولم تكن حاجة إلى التطويل بذكره ...

الموطأ :
جاء في « الموطأ » : « وحدثني عن مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن رسول الله صل الله عليه [ وآله ] وسلم خرج في مرضه فأتى فوجد أبا بكر وهوقائم يصلي بالناس ، فاستأخر أبو بكر فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أن كما أنت ؛ فجلس رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم إلىجنب أبي بكر ، فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وهو جالس ، وكان الناس يصلون بصلاة أبي بكر » (1) .

صحيح البخاري :
وأخرجه البخاري في مواضع كثيرة من ( صحيحه ) منها مايلي :
1 ـ حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا
____________
(1) الموطأ بشرح السيوطي ـ 1|156 ، وفي طبعة محمد فؤاد عبد الباقي 1|136 .
--------------------------------------------------------------------------------

( 10 )

الاعمش ، عن إبراهيم ، قال الاسود : قال : كنا عند عائشة فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها ؛ فقالت :
« لما مرض رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأذن ، فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس . فقيل له : إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام في مقامك لم يستطيع أن يصلي بالناس ، وأعاد فأعادوا له ، فأعاد الثالثة ، فقال : إنكن صواحب يوسف ! مروا أبا بكر فليصل بالناس .
فخرج أبو بكر فصلى ، فوجد النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم من نفسه خفة ، فخرج يهادى بين رجلين ، كأني أنظر رجليه تخطان من الوجع ، فأراد أبو بكر أن يتأخر ، فأومأ إليه النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أن مكانك .
ثم أتي به حتى جلس إلى جنبه .
قيل للاعمش : وكان النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يصلي وأبو بكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة أبي بكر ؟ فقال برأسه : نعم .
رواه أبو دواد (2) عن شعبة عن الاعمش بعضه . وزاد أبو معاوية : جلس عن يسار أبي بكر ، فكان أبو بكر يصلي قائما » (3) .
2 ـ حدثنا يحيى بن سليمان ، قال : حدثنا أبن وهب ، قال : حدثني يونس ، عن أبن شهاب ، عن حمزة بن عبد الله أنه أخبره عن أبيه ، قال : « لما اشتد برسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وجعه قيل له في الصلاة ! فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس .
قالت عائشة : إن أبا بكر رجل رقيق ، إذا قرأ غلبه البكاء .
قال : مروه فيصلي . فعادوته .
قال : مروه فيصلي ، إنكن صواحب يوسف » (4) .
____________
(2) هو أبو داود الطيالسي .
(3) صحيح البخاري ـ بشرح أبن حجر ـ 2|120 باب حد المريض أن يشهد الجماعة
(4) صحيح البخاري ـ بشرح أبن حجر ـ 2|130 باب : أهل العلم والفضل أحق بالامامة .
--------------------------------------------------------------------------------

( 11 )

3 ـ حدثنا زكريا بن يحيى ، قال : حدثنا أبن نمير ، قال : أخبرنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : « أمر رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أن يصلي بالناس في مرضه ، فكان يصلي بهم .
قال عروة : فوجد رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في نفسه خفة ، فخرج فإذا أبو بكر يؤم الناس ، فلما رآه أبو بكر استأخر فأشار إليه أن كما أنت
فجلس رسول الله حذاء أبي بكر إلى جنبه ، فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم والناس يصلون بصلاة أبي بكر » (5) .
4 ـ حدثنا إسحاق بن نصر ، قال : حدثنا حسين ، عن زائدة ، عن عبد الملك أبن عمير ، قال : حدثني أبو بردة ، عن أبي موسى ، قال : « مرض النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فاشتد مرضه فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس .
قالت عائشة : إن رجل رقيق ، إذا قام مقامك لم يستطيع أن يصلي بالناس !
قال : مروا أبا بكر فليصل بالناس . فعادت .
فقال : مري أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف .
فأتاه الرسول فصلى بالناس في حياة النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم » (6) .
5 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : أخبرنا مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت : « إن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قال في مرضه : مروا أبا بكر يصلي بالناس .
قالت عائشة : قلت : إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء ! فمر عمر فليصل للناس .
فقالت عائشة : فقلت لحفصة قولى له : إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل للناس .ففعلت حفصة .
____________
(5) صحيح البخاري ـ بشرح أبن حجر ـ 2 | 132 باب من قام إلى جنب الامام لعلة .
(6) صحيح البخاري ـ بشرح أبن حجر ـ 2|130 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 12 )

فقال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : صه ، إنكن لانتن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر فليصل للناس .
فقالت حفصة لعائشة : ماكنت لاصيب منك خيرا » (7) .
6 ـ حدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا زائدة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، قال : « دخلت على عائشة فقلت : ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ؟
قالت : بلى ، ثقل النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فقال : أصلى الناس ؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك .
قال : ضعوا لي ماء في المخضب ، قالت : ففعلنا فاغتسل ، فذهب لينوء فاغمي عليه .
ثم أفاق ، فقال : أصلى الناس ؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله .
قال : ضعوا لي ماء في المخضب . قالت : فقعد فاغتسل ، ثم ذهب لينوء فاغمى عليه .
ثم أفاق فقال : أصلى الناس ؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله .
قال : ضعوا لي ماء في المخضب . فقعد فاغتسل ، ثم ذهب لينوء فاغمي عليه .
ثم أفاق فقال : أصلى الناس ؟ فقلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله .
فقال : ضعوا لي ماءً في المخضب ، فقعد فاغتسل ، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه .
ثم أفاق فقال : أصلى الناس ؟ فقلنا : لا ، هم ينتظرونك يارسول الله . والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم لصلاة العشاء الاخرة
فأرسل النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس ، فأتاه الرسول فقال : إن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يأمرك أن تصلي بالناس . فقال أبو بكر ـ وكان رجلا رقيقا ـ : يا عمر ، صل بالناس . فقال له عمر : أنت أحق بذلك . فصلى أبو بكر تلك الايام .
ثم إن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وجد من نفسه خفة ، فخرج بين
____________
(7) صحيح البخاري بشرح أبن حجر 2|130 .
--------------------------------------------------------------------------------

( 13 )

رجلين أحدهما العباس لصلاة الظهر وأبو بكر يصلي بالناس ، فلما رآه أبو بكرذهب ليتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم بأن لا يتأخر .
قال : أجلساني إلى جنبه . فأجلساه إلى جنب أبي بكر . فجعل أبو بكر يصلي وهو يأتم بصلاة النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، والناس بصلاة أبي بكر والنبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قاعد .
قال عبيد الله : فدخلت على عبد الله بن عباس فقلت له : ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ؟ قال : هات .
فعرضت عليه حديثها ، فما أنكر منه شيئا ، غيرإنه قال : أسمت لك الرجل الذي كان مع العباس ؟ قلت : لا ، قال : هو علي » (8) .
7 ـ حدثنا مسدد ، قال : حدثنا عبد الله بن داود ، قال : حدثنا الاعمش ، عن إبراهيم ، عن الاسود ، عن عائشة ، قالت : « لما مرض النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم مرضه الذي مات فيه أتاه بلال يؤذنه بالصلاة . فقال : مروا أبا بكر فليصل .
قلت : إن أبا بكر رجل أسيف ، إن يقم مقامك يبكي فلا يقدر على القراءة !
قال : مروا أبا بكر فليصل .
فقلت مثله فقال في الثالثة أو الرابعة : إنكن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر فليصل ؛ فصلى .
وخرج النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يهادي بين رجلين كأني أنظر إليه يخط برجليه الارض ، فلما رآه أبو بكرذهب يتأخر ، فأشار إليه أن صل ، فتأخر أبو بكر وقعد النبي صلى عليه [ وآله ] وسلم إلى جنبه وأبو بكر يسمع الناس التكبير » (9) .
____________
(8) صحيح البخاري ـ بشرح أبن حجر ـ 2 | 137 باب إنما جعل الامام ليؤتم به .
(9) صحيح البخاري ـ بشرح أبن حجر ـ 2|162 باب من أسمع تكبير الامام .

--------------------------------------------------------------------------------

( 14 )

8 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الاعمش ، عن إبراهيم ، عن الاسود ، عن عائشة ، قالت : « لما ثقل رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فقال : مروا أبا بكر أن يصلي بالناس . فقلت : يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف ، وإنه متى ما يقم مقامك لا يسمع الناس ، فلو أمرت عمر .
فقال : مروا أبا بكر يصلي بالناس .
فقلت لحفصة : قولي له إنأبا بكر رجل أسيف ، وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس ، فلو أمرت عمر .
قال : إنكن لانتن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر أن يصلي بالناس .
فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله في نفسه خفة ، فقام يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الارض حتى دخل المسجد .
فلما سمع أبو بكر حسه ذهب أبو بكر يتأخر ، فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، فجاء رسول الله حتى جلس عن يسار أبي بكر ، فكان أبو بكر يصلي قائما وكان رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يصلي قاعداً ، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله ، والناس مقتدون بصلاة أبي بكر » (10).
9 ـ حدثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، قال : أخبرني أنس بن مالك الانصاري ـ وكان تبع النبي وخدمه وصحبه ـ « أن أبا بكر كان يصلي لهم في وجع النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم الذي توفي فيه ، حتى إذا كان يوم الاثنين وهم في صفوف الصلاة ، فكشف النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف ، ثم تبسم يضحك ، فهممنا أن نفتتن من الفرح برؤية النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم . فنكص أبو بكر علىعقبيه ليصل الصف ، وظن أن النبي خارج إلى الصلاة ، فأشار إلينا النبي صلى الله عليه
____________
(10) صحيح البخاري ـ بشرح أبن حجر ـ 2|162 باب الرجل يأتم بالامام ويأتم الناس بالمأموم .
--------------------------------------------------------------------------------

( 15 )

[ وآله ] وسلم أن أتموا صلاتكم ، وأرخى الستر ، فتوفي من يومه » (11) .
10 ـ حدثنا أبو معمر ، قال : حدثنا عبد الوارث ، قال : حدثنا عبد العزيز ، عن أنس ، قال : « لم يخرج النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ثلاثا ، فأقيمت الصلاة فذهب أبو بكر يتقدم ، فقال نبي الله بالحجاب فرفعه ، فلما وضح وجه النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ما نظرنا منظرا كان أعجب إلينا من وجه النبي حين وضح لنا ، فأومأ النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم بيده إلى أبي بكر أن يتقدم ، وارخى النبي الحجاب فلم يقدر عليه حتى مات » (12) .

صحيح مسلم :
وأخرجه مسلم بن الحجاج في ( صحيحه ) غير مرة . من ذلك :
1 ـ حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، قال : حدثنا زائدة ، حدثنا : موسى أبن أبي عائشة ، عن عبيدالله بن عبد الله ، قال : « دخلت على عائشة فقلت لها : ألا تحديثني عن مرض رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ؟
قالت : بلى ، ثقل النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، فقال : أصلى الناس ؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله .
قال : ضعوا لي ماء في المخضب ...» إلى آخر ما تقدم عن البخاري (13) .
2 ـ حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد ـ واللفظ لابن رافع ـ قال عبد : أخبرنا ، وقال أبن رافع : حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، قال الزهري : وأخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر ، عن عائشة ، قالت : « لما دخل رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم بيتي قال : مروا أبا بكر فليصل بالناس .
____________
(11) صحيح البخاري ـ بشرح أبن حجر ـ 2|130 باب أن أهل العلم والفضل أحق بالامامة .
(12) صحيح البخاري ـ بشرح أبن حجر ـ 2|130 .
(13) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ 3|54 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 16 )

قالت : فقلت يا رسول الله ، إن أبا بكر رجل رقيق ، إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه ! فلو أمرت غير أبي بكر . قالت : والله ما بي إلا كراهية أن يتشاءم الناس بأول من يقوم في مقام رسول الله صلىالله عليه [ وآله ] وسلم قالت : فراجعته مرتين أو ثلاثا .
فقال : ليصل بالناس أبو بكر فإنكن صواحب يوسف » (14) .
3 ـ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو معاوية ووكيع .
ح وحدثنا يحيى بن يحيى ـ واللفظ له ـ أخبرنا معاوية ، عن الاعمش ، عن إبراهيم ، عن الاسود ، عن عائشة ، قالت : « لما ثقل رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة ... » إلى آخر ما تقدم عن البخاري (15) .
4 ـ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب ، قالا : حدثنا أبن نمير ، عن هشام .
ح وحدثنا أبن نمير ـ وألفاظهم متقاربة ـ قال : حدثنا أبي هشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : « أمر رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أبا بكر أن يصلي بالناس في مرضه ، فكان يصلي بهم .
قال عروة : فوجد رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم من نفسه خفة ، فخرج وإذا أبو بكر يؤم الناس ، فلما رآه أبو بكر استأخر ، فأشار إليه رسول الله أي كما أنت . فجلس رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم حذاء أبي بكر إلى جنبه فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله ، والناس يصلون بصلاة أبي بكر » (16) .
5 ـ حدثني عمرو الناقد وحسن الحلواني وعبد بن حميد ، قال عبد : أخبرني ، وقال الاخران : حدثنا يعقوب ـ وهو أبن إبراهيم بن سعد ـ ، قال : حدثنا أبي ، عن صالح ، عن أبن شهاب ، قال : أخبرني أنس بن مالك : « أن أبا بكر كان يصلي
____________
(14) صحيح مسلم ـ بشرح النووي . هامش إرشاد الساري ـ 3 | 59.
(15) صحيح مسلم ـ بشرح النووي . هامش إرشاد الساري ـ 3 | 51 .
(16) صحيح مسلم ـ بشرح النووي . هامش إرشاد الساري ـ 3 | 61 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 17 )

لهم في وجع رسول الله صلى اله عليه الله [ وآله ] وسلم الذي توفي فيه ... » (17) .
6 ـ حدثنا محمد بن المثنى وهارون بن عبد الله ، قالا : حدثنا عبد الصمد ، قال : سمعت أبي يحدث ، قال : حدثنا عبد العزيز ، عن أنس ، قال : « لم يخرج إلينا نبي الله ثلاثا ... » إلى آخر ما تقدم عن البخاري (18) .
7 ـ ورواه مسلم ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن أنس ... (19) .
8 ـ وعن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أنس ... (20) .
9 ـ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال : « مرض رسول الله ... » إلى آخر ما تقدم عن البخاري (21) .

صحيح الترمذي :
وأخرجه الترمذي في ( صحيحه ) حيث قال :
« حدثنا إسحاق بن موسى الانصاري ، حدثنا معن ، حدثنا مالك ، عن هشام أبن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة : أن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قال : مروا أبا بكر فليصل بالناس .
فقالت عائشة : يا رسول الله ، إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فأمر عمر فليصل بالناس .
قالت عائشة : فقلت لحفصة : قولي له : إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فأمر عمر فليصل بالناس . ففعلت حفصة .
____________
(17) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ 3 | 62 .
(18) صحيح مسلم ـ بشرح النوري ، هامش إرشاد الساري ـ 3 | 63 .
(19) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ 3 | 63 .
(20) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ 3 | 63
(21) صحيح مسلم ـ بشرح النووي ، هامش إرشاد الساري ـ 3 | 63 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 18 )

فقال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : إنكن لانتن صواحبات يوسف ، مروا أبا بكر فليصل بالناس .
فقالت حفصة لعائشة : ما كنت لاصيب منك خيراً .
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح .
وفي الباب عن : عبد الله بن مسعود وأبي موسى وابن عباس وسالم بن عبيد وعبد الله بن زمعة » (22) .

سنن أبي داود :
وأخرجه أبو داود في ( سننه ) بقوله :
« حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي ، ثنا محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، قال : حدثني الزهري ، حدثني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الصمد بن الحرث بن هشام ، عن أبيه عن عبدالله بن زمعة ، قال : لما استقر برسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وأنا عنده في نفر من المسلمين دعاه بلال إلى الصلاة فقال : مروا من يصلي للناس .
فخرج عبدالله بن زمعة فإذا عمر في الناس ـ وكان أبو بكر غائبا ـ فقلت : ياعمر ، قم فصل بالناس . فتقدم فكبر .
فلما سمع رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم صوته ، وكان عمر رجلا مجهرا . فقال : أين أبو بكر ؟ يأبى الله ذلك والمسلمون ، يأبى الله ذلك والمسلمون .
فبعث إلى أبي بكر ، فجاء بعد أن صلىعمر تلك الصلاة فصلى بالناس .
حدثنا أحمد بن صالح ، ثنا أبن أبي فديك ، قال : حدثني موسى بن يعقوب ، عن عبدالله بن إسحاق ، عن أبن شهاب ، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة : أن عبدالله بن زمعة أخبره بهذا الخبر قال : لما سمع النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم
____________
(22) صحيح الترمذي 5|573 باب مناقب أبي بكر .

--------------------------------------------------------------------------------

( 19 )

صوت عمر ـ قال أبن زمعة ـ خرج النبي حتى أطلع رأسه من حجرته ثم قال : لا لا لا ، ليصل للناس أبن أبي قحافة ؛ يقول ذلك مغضبا » (23) .

سنن النسائي :
وأخرجه النسائي في ( سننه ) :
1 ـ أخبرنا العباس بن عبد العظيم العنبري ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا زائدة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبيدالله بن عبد الله ، قال : « دخلت على عائشة فقلت : ألا تحديثني ... » إلى آخره كما تقدم (24) .
2 ـ حدثنا محمد بن العلاء ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الاعمش ، عن إبراهيم ، عن الاسود ، عن عائشة ، قالت : « لما ثقل رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة . فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس ... » إلى آخره كما تقدم (25) .
3 ـ أخبرنا علي بن حجر ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا حميد ، عن أنس ، قال : « آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم مع القوم ، صلى في ثوب واحد متوشحا خلف أبي بكر » (26) .
4 ـ أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا بكر بن عيسى صاحب البصري ، قال : سمعت شعبة يذكر عن نعيم بن أبي هند ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، عن عائشة : « أن أبا بكر صلى للناس ورسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في الصف » (27).
5 ـ أخبرناإسحاق بن إبراهيم وهناد بن السري ، عن حسين بن علي ، عن
____________
(23) سنن أبي داود 2 | 266 باب في استخلاف أبي بكر .
(24) سنن النساني 2 | 10 كتاب الامامة من كتاب الصلاة .
(25) سنن النسائي 2 | 99 كتاب الامامة من كتاب الصلاة .
(26) سنن النساني 2 | 77 صلاة الامام خلف رجل من رعيته .
(27) سنن النساني 2 | 77 صلاة الامام خلف رجل من رعيته .

--------------------------------------------------------------------------------

( 20 )

زائدة ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله ، قال : « لما قبض رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قالت الانصار : منا أمير ومنكم أمير ؛ فأتاهم عمر فقال : ألستم تعلمون أن رسول الله قد أمر أبا بكر أن يصلي بالناس ؟ فايكم تطيب نفسه أن يتقدم « أبا بكر ؟ ! قالوا : نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر » (28) .
6 ـ أخبرنا محمود بن غيلان ، قال : حدثني أبو داود ، قال : أنبأنا شعبة ، عن موسى بن أبي عائشة ، قال : « سمعت عبيدالله بن عبد الله يحدث عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس . قالت : وكان النبي بين يدي أبي بكر ، فصلى قاعدا ، وأبو بكر يصلي بالناس ، والناس خلف أبي بكر » (29) .

سنن ابن ماجة :
وأخرجه أبن ماجة في ( سننه ) :
1 ـ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو معاوية ووكيع ، عن الاعمش .
ح وحدثنا علي بن محمد ، ثنا وكيع ، عن الاعمش ، عن إبراهيم ، عن الاسود ، عن عائشة ، قالت : « لما مرض رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم مرضه الذي مات فيه ـ وقال أبو معاوية : لما ثقل جاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس ... قالت : فأرسلنا إلى أبي بكر فصلى بالناس .
فوجد رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم من نفسه خفة ، فخرج إلى الصلاة ... فكان أبو بكر يأتم بالنبي ، والناس يأتمون بأبي بكر » (30) .
2 ـ حدثنا أبن أبي شيبة ، ثنا عبد الله بن نمير ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : « أمر رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أبا بكر أن
____________
(28) سنن النساني 2 | 74 كتاب الامامة من كتاب الصلاة .
(29) سنن النساني 2 | 84 كتاب الامامة من كتاب الصلاة .
(30) سنن أبن ماجة 1 | 389 باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه .
--------------------------------------------------------------------------------

( 21 )

يصلي بالناس في مرضه ... » (31) .
3 ـ حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، أنبأنا عبد الله بن داود من كتابه في بيته ، قال : سلمة بن نبيط ، أنا عن نعيم بن أبي هند ، عن نبيط بن شربط ، عن سالم أبن عبيد ، قال : « أغمي على رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في مرضه ، فلما أفاق قال : أحضرت الصلاة ؟ قالوا : نعم .
قال : مروا بلالا فليؤذن ، ومروا أبا بكر فليصل بالناس . ثم أغمي عليه فأفاق فقال .... ثم أغمي عليه فأفاق فقال ... فقالت عائشة : إن أبي رجل أسيف ، فإذا قام ذلك المقام يبكي لا يستطيع ، فلو أمرت غيره !
ثم أغمي عليه فأفاق فقال : مروا بلالا فليؤذن ، ومروا أبا بكر فليصل بالناس ، فانكن صواحب يوسف ـ أو صواحبات يوسف ـ .
قال : فامر بلال فأذن ، وأمر أبو بكر فصلى بالناس .
ثم إن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وجد خفة فقال : أنظروا لي من أتكىء عليه .
فجاءت بريرة ورجل آخر فأتكأ عليهما ، فلما رآه أبو بكر ذهب لينكص ، فأومأ إليه أن اثبت مكانك .
ثم جاء رسول الله صلىالله عليه [ وآله ] وسلم حتى جلس إلى جنب أبي بكر حتى قضى أبو بكر صلاته ، ثم إن رسول الله قبض .
قال أبو عبد الله : هذا حديث غريب لم يحدث به غير نصر بن علي » (32) .
4 ـ حدثنا علي بن محمد ، ثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق عن الارقم بن شرحبيل ، عن أبن عباس ، قال : « لما مرض رسول الله صلىالله عليه [ وآله ] وسلم مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة فقال : أدعو الي عليا .
____________
(31) سنن أبن ماجة 1 | 389 باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه .
(32) سنن أبن ماجة 1 | 389 باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه .

--------------------------------------------------------------------------------

( 22 )

قالت عائشة : يا رسول الله ، ندعو لك أبا بكر ؟ قال : ادعوه .
قالت حفصة : يا رسول الله ، ندعو لك عمر ؟ قال : ادعوه .
قالت أم الفضل : يا رسول الله ، ندعو لك العباس ؟ قال : نعم .
فلما اجتمعوا رفع رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم رأسه فنظر فسكت . فقال عمر : قوموا عن رسول الله .
ثم جاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس . فقالت عائشة : يا رسول الله ، إن أبا بكر رجل رقيق حصر ، ومتى لا يراك يبكي والناس يبكون ، فلو أمرت عمر يصلي بالناس ؟ .
فخرج أبو بكر فصلى بالناس ، فوجد رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم من نفسه خفة ، فخرج يهادي بين رجلين ورجلاه تخطان في الارض ، فلما رآه الناس سبحوا بأبي بكر ، فذهب ليستأخر فأومأ إليه النبي أي مكانك .
فجاء رسول الله فجلس عن يمينه وقام أبو بكر ، وكان أبو بكر يأتم بالنبي والناس يأتمون بأبي بكر .
قال أبن عباس : وأخذ رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم من القراءة من حيث كان بلغ أبو بكر .
قال وكيع : وكذا السنة .
قال : فمات رسول الله في مرضه ذلك (33) .

مسند أحمد :
وأخرج أحمد بن حنبل في ( مسنده ) أكثر من غيره بكثير ، فلنذكر طائفة من رواياته :
1 ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، حدثني أبي ، عن
____________
(33) سنن أبن ماجة 1|389 باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه .

--------------------------------------------------------------------------------

( 23 )

أبي إسحاق عن الارقم بن شرحبيل ، عن أبن عباس ، قال : « لما مرض صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس ، ثم وجد خفة ، فخرج ، فلما أحس به أبو بكر أراد أن ينكص ، فأومأ إليه النبي فجلس إلى جنب أبي بكر عن يساره ، واستفتح من الاية التي انتهى إليها أبو بكر » (34) .
2 ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا وكيع ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أرقم بن شرحبيل ، عن أبن عباس ، قال : « لما مرض رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة فقال : ادعوا لي عليا .
قالت عائشة : ندعو لك أبا بكر ؟ قال : ادعوه .
قالت حفصة : يا رسول الله ، ندعو لك عمر ؟ قال : ادعوه .
قالت أم الفضل : يا رسول الله ، ندعو لك العباس ؟ قال : ادعوه .
فلما اجتمعوا رفع رأسه فلم ير عليا فسكت . فقال عمر : قوموا عن رسول الله . فجاء بلال يؤذنه بالصلاة ....» (35) .
3 ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا عبد الله بن الوليد ، ثنا سفيان ، عن حميد عن أنس بن مالك ، قال : « كان آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم عليه برد متوشحا به وهو قاعد » (36).
4 ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا يزيد ، أنا سفيان ـ يعني ابن حسين ـ ، عن الزهري ، عن أنس ، قال : « لما مرض رسول الله صلى الله عليه[ وآله ] وسلم مرضه الذي توفي فيه أتاه بلال يؤذنه بالصلاة . فقال بعد مرتين : يا بلال ، قد بلغت ، فمن شاء فليصل ومن شاء فليدع .
فرجع إليه بلال فقال : يارسول الله ، بأبي أنت وأمي ، من يصلي بالناس ؟
____________
(34) مسندأحمد 1 | 231 .
(35) مسند أحمد 1 | 356 .
(36) مسند أحمد 3 | 216 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 24 )

24 ـ قال : مر أبا بكر فليصل بالناس .
فلما أن تقدم أبو بكر رفعت عن رسول الله الستور قال : فنظرنا إليه كأنه ورقة بيضاء عليه خميصة ، فذهب أبو بكر يتأخر وظن أنه يريد الخروج إلى الصلاة ، فأشار رسول الله صلى الله عليه[ وآله ] وسلم إلى أبي بكر أن يقوم فيصلي ، فصلى أبو بكر بالناس . فما رأيناه بعد » (37) .
5 ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبي موسى ، قال : « مرض رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم .... » (38) .
6 ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا عبد الاعلى ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيدالله بن عبد الله ، عن عائشة قالت : « لما مرض رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في بيت ميمونة فاستأذن نساءه أن يمرض في بيتي فأذن له ، فخرج رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم معتمدا على العباس وعلى رجل آخر ورجلاه تخطان في الارض .
وقال عبيدالله : فقال أبن عباس : أتدري من ذلك الرجل ؟ هو علي بن أبي طالب ، ولكن عائشة لا تطيب لها نفسا .
قال الزهري : فقال النبي ـ وهو في بيت ميمونة ـ لعبد الله بن زمعة : مر الناس فليصلوا .
فلقي عمر بن الخطاب فقال : يا عمر صل بالناس ؛ فصلى بهم ، فسمع رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم صوته فعرفه وكان جهير الصوت .... » (39) .
7 ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا وكيع ، ثنا الاعمش ، عن إبراهيم ، عن الاسود عن عائشة ، قالت : « لما مرض رسول الله ... فجاء النبي حتى جلس إلى جنب أبي
____________
(37) مسند أحمد 3 | 202 .
(38) مسند أحمد 4 | 412 .
(39) مسند أحمد 6 | 34 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 25 )

بكر ، وكان أبو بكر يأتم بالنبي ، والناس يأتمون بأبي بكر » (40) .
8 ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا أبو معاوية ، ثنا الاعمش ، عن إبراهيم ، عن الاسود ، عن عائشة : «.... فجاء النبي حتى جلس عن يسار أبي بكر ، وكان رسول صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يصلي بالناس قاعدا وأبو بكر قائما ، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله ، والناس يقتدون بصلاة أبي بكر » (41) .
9 ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا بكر بن عيسى ، قال : سمعت شعبة بن الحجاج يحدث عن نعيم بن أبي هند ، عن أبي وائل عن مسروق ، عن عائشة « أن أبا بكر صلى بالناس ورسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في الصف » (42) .
10 ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا شبابة بن سوار ، أبا شعبة ، عن نعيم بن أبي هند ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : « صلى رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم خلف أبي بكر قاعدا في مرضه الذي مات فيه » (43) .
11 ـ عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا شبابة ، ثنا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة ، قالت : « قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في مرضه الذي مات فيه : مروا أبا بكر يصلي بالناس ..... وصلى النبي خلفه قاعدا » (44) .
12 ـ عبدالله ، حدثني أبي ، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، ثنا زائدة ، ثنا عبد الملك بن عمير ، عن أبن بريدة ، عن أبيه ، قال : « مرض رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فقال : مروا أبا بكر يصلي بالناس ، فقالت عائشة : يا رسول الله إن أبي رجل رقيق ! فقال : مروا أبا بكر يصلي بالناس فإنكن صواحبات يوسف.
____________
(40) مسند أحمد 6 | 210 .
(14) مسند أحمد 6 | 224 .
(42) مسند أحمد 6 | 159 .
(43) مسند أحمد 6 | 159 .
(44) مسند أحمد6 | 159 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 26 )

فأم أبو بكر الناس ورسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم حي » (45) .


* **

____________
(45) مسند أحمد 5 | 361 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 27 )


(2)
نظرات في أسانيد الحديث
لقد نقلنا الحديث بأتم ألفاظه وأصح طرقه عن الصحاح ومسند أحمد ، وكما ذكرنا من قبل فإن معرفة حاله بالنظر إلى هذه الاسانيد والمتون تغنينا عن النظر فيما رووه في خارج الصحاح عن غير من ذكرناه من الصحابة ، لربما أشرنا إلى بعض ذلك في خلال البحث ...
لقد كانت الاحاديث المذكورة عن :
1 ـ عائشة بنت أبي بكر .
2 ـ عبد الله بن مسعود .
3 ـ عبد الله بن عباس .
4 ـ عبد الله بن عمر .
5 ـ عبد الله بن زمعة .
6 ـ أبي موسى الاشعري .
7 ـ بريدة الاسلمي .
8 ـ أنس بن مالك .
9 ـ سالم بن عبيد .
فنحن ذكرنا الحديث عن تسعة من الصحابة وإن لم يذكر الترمذي إلا ستة ، حيث قال بعد إخراجه عن عائشة : « وفي الباب عن : عبد الله بن مسعود ، وأبي موسى ، وابن عباس ، وسالم بن عبيد ، وعبد الله بن زمعة » (46) .
لكن العمدة حديث عائشة .... بل إن بعض ما جاء عن غيرها من الصحابة
____________
(46) صحيح الترمذي 5 | 573 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 28 )
مرسل ، وإنها هي الواسطة ... كما سنرى ...
فلنبدأ أولا بالنظر في أسانيد الحديث عن غيرها ممن ذكرناه :

* حديث أبي موسى الاشعري :
اما الحديث المذكور عن أبي موسى ـ الاشعري والذي أتفق عليه البخاري ومسلم ، وأخرجه أحمد ـ ففيه :
1 ـ إنه مرسل ، نص عليه ابن حجر وقال : « يحتمل أن يكون تلقاه عن عائشة » (47) .
2 ـ إن الراوي عنه « أبو بردة » وهو ولده كما نص عليه أبن حجر (48) وهذا الرجل فاسق أثيم ، له ضلع في قتل حجر بن عدي ، حيث شهد عليه ـ في جماعة ـ شهادة زور أدت إلى شهادته (49) .... وروى أيضا أنه قال لابي الغادية ـ قاتل عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه ـ : « أأنت قتلت عمار بن ياسر ؟ قال : نعم . قال : فناولني يدك . فقبلها وقال : لا تمسك النار أبدا ! » (50) .
3 ـ والراوي عنه : « عبدالملك بن عمير » :
وهو « مدلس » و « مضطرب الحديث جدا » و « ضعيف جداً » و« كثير الغلط » :
قال أحمد : « مضطرب الحديث جدا مع قلة روايته ، ما أرى له خمسمائة حديث ، وقد غلط في كثير منها » (51) .
____________
(47) فتح الباري 2|130 .
(48) فتح الباري 2 | 130 .
(49) تاريخ الطبري 4 |199 ـ 200 .
(50) شرح نهج البلاغة 4 | 99 .
(51) تهذيب التهذيب 6 | 411 وغيره .

--------------------------------------------------------------------------------

( 29 )

وقال إسحاق بن منصور : « ضعفه أحمد جداً » (52) .
وعن أحمد : « ضعيف يغلط » (53) .
وقال أبن معين : « مخلط » (54) .
وقال أبو حاتم : « ليس بحافظ ، تغير حفظه » (55) . وعنه : « لم يوصف بالحفظ » (56) .
وقال أبن خراش : « كان شعبة لا يرضاه » (57) .
وقال الذهبي : « أما أبن الجوزي فذكره فحكي الجرح وما ذكر التوثيق » ( 58) .
وقال السمعاني : « كان مدلسا » (59) .
وكذا قال أبن حجر (60) .
وعبد الملك ـ هذا ـ هو الذي ذبح عبد الله بن يقطر أو قيس بن مسهر الصيداوي ، وهو رسول الامام الحسين عليه السلام إلى أهل الكوفة ، فإنه لما رمي بأمر أبن زياد من فوق القصر وبه رمق أتاه عبد الملك بن عمير فذبحه ، فلما عيب ذلك عليه قال : « إنما أردت أن أريحه ! » (61) .
4 ـ ثم الكلام في أبي موسى الاشعري نفسه ، فإنه من أشهر أعداء مولانا الامام أمير المؤمنين عليه السلام ، فقد كان يوم الجمل يقعد بأهل الكوفة عن الجهاد
____________
(52) تهذيب التهذيب 6|412 ، ميزان الاعتدال 2 | 660 .
(53) ميزان الاعتدال 6 | 660 .
(54) ميزان الاعتدال 6 | 660 ، المغني 2 | 407 ، تهذيب التهذيب 6 | 412 .
(55) ميزان الاعتدال 2 | 660 .
(56) تهذيب التهذيب 6 | 412 .
(57) ميزان الاعتدال 2| 660 .
(58) ميزان الاعتدال 2 | 660 .
(59) الانساب 10 | 50 في « القبطي » .
(60) تقريب التهذيب 1 | 521 .
(61) تلخيص الشافي 3 | 35 ، روضة الواعظين : 177 ، مقتل الحسين ـ للمقرم ـ : 185 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 30 )

مع الامام علي عليه السلام ، وفي صفين هو الذي خلع الامام عليه السلام عن الخلافة وقد بلغ به الحال أن كان الامام عليه السلام يلعنه في قنوته مع معاوية وجماعة من أتباعه .
ثم إن أحمد روى هذا الحديث في فضائل أبي بكر بسنده عن زائدة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبيه .... كذلك ، (62) .

* حديث عبد الله بن عمر :
واما الحديث المذكور عن عبد الله بن عمر فالظاهركونه عن عائشة كذلك ، كما رواه مسلم ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن حمزة بن عبد الله أبن عمر ، عن عائشة .... لكن البخاري رواه بسنده عن الزهري ، عن حمزة ، عن أبيه ، قال : « لما اشتد برسول الله وجعه .... » .
وعلى كل حال فإن مدار الطريقين على :
محمد بن شهاب الزهري وهو رجل مجروح عند يحيى بن معين (63) وعبدالحق الدهلوي ، وكان من أشهر المنحرفين عن أمير المؤمنين عليه السلام ، ومن الرواة عن عمر بن سعد اللعين :
قال أبن الحديد : « وكان الزهري من المنحرفين عنه ، وروى جرير بن عبد الحميد عن محمد بن شيبة قال : شهدت مسجد المدينة ، فإذا الزهري وعروة بن الزبير جالسان يذكر ان عليا فنالا منه . فبلغ ذلك علي بن الحسين فجاء حتى وقف عليهما فقال : أما أنت ياعروة ، فإن أبي حاكم أباك إلى الله فحكم لابي على أبيك . وأما أنت يا زهري ، فلو كنت بمكة لاريتك كبر أبيك » (64) .
____________
(62) فضائل الصحابة 1 | 106 .
(63) هو من شيوخ البخاري ومسلم . ومن أئمة الجرح والتعديل ، اتفقوا على أنه أعلم أئمة الحديث بصحيحه وسقيمه . توفي سنة 302 هـ . ترجم له في : تذكرة الحفاظ 2 | 429 وغيرها .
(64) شرح نهج البلاغة 6 | 102 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 31 )

قال : « وروى عاصم بن أبي عامر البجلي ، عن يحيى بن عروة ، قال : كان أبي إذا ذكر علياً نال منه » (65) .
ويؤكد هذا سعيه وراء إنكار مناقب أمير المؤمنين عليه السلام ـ كمنقبة سبقه ـ إلى الاسلام قال أبن عبد البر : « وذكر معمر في جامعه عن الزهري قال : ما علمنا أحدا أسلم قبل زيد بن حارثة . قال عبد الرزاق : وما أعلم أحدا ذكره غير الزهري » (66) .
وقال الذهبي بترجمة عمربن سعد : « وأرسل عنه الزهري وقتادة . قال أبن معين : كيف يكون من قتل الحسين ثقة ؟ ! » (67) .
وقال العلامة الشيخ عبدالحق الدهلوي بترجمة الزهري من « رجال المشكاة » : « إنه قد أبتلي بصحبة الامراء وبقلة الديانة ، وكان أقرانه من العلماء والزهاد يأخذون عليه وينكرون ذلك منه ، وكان يقول : أنا شريك في خيرهم دون شرهم ! فيقولون : ألا ترى ما هم فيه وتسكت ؟ ! » .
وقال أبن حجر بترجمة الاعمش : « حكى الحاكم عن أبن معين أنه قال : أجود الاسانيد : الاعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله . فقال له إنسان : الاعمش مثل الزهري ؟ ! فقال : تريد من الاعمش أن يكون مثل الزهري ؟ ! الزهري يرى العرض والاجازة ويعمل لبني أمية ، والاعمش فقير ، صبور ، مجانب للسلطان ، ورع ، عالم بالقرآن » (68) .
ولاجل كونه من عمال بني أمية ومشيدي سلطانهم كتب إليه الامام السجاد عليه السلام كتابا يعظه فيه ، جاء فيه : « إن ما كتمت ، وأخف ما احتملت ، أن آنست وحشة الظالم ، وسهلت له الطريق الغي ... جعلوك قطبا أداروا بك رحى
____________
(65) شرح نهج البلاغة 4 | 102 .
(66) الاستيعاب ، ترجمة زيد بن حارثة .
(67) الكاشف 2 | 311 .
(68) تهذيب 4 | 195 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 32 )

مظالمهم ، وجسراً يعبرون عليك إلى بلاياهم ، وسلما إلى ضلالتهم ، داعيا إلىغيهم ، سالكاً سبيلهم ، احذر ، فقد نبئت ، وبادر فقد أجلت ... » (69) .

ثم الكلام في عبد الله بن عمر نفسه :
فإنه ممن امتنع عن بيعة أميرالمؤمنين عليه السلام بعد عثمان ، وقعد عن نصرته ، وترك الخروج معه في حروبه ، ولكنه لما ولي الحجاج بن يوسف الحجاز من قبل عبد الملك جاءه ليلا ليبايعه فقال له : ما أعجلك ؟ ! فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يقول : من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ! ! فقال له : إن يدي مشغولة عنك ـ وكان يكتب ـ فدونك رجلي ، فمسح على رجله وخرج ! ! .

* حديث عبد الله بن زمعة :
وأما حديث عبد الله بن زمعة .... فقد رواه أبو داود عنه بطريقين ، والمدار في كليهما على « الزهري » وقد عرفته .

* حديث عبد الله بن عباس :
واما حديث عبد الله بن عباس ... الذي رواه أبن ماجة وأحمد ، الاول رواه عن : إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الارقم بن شرحبيل ، عن أبن عباس . والثاني رواه عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق ، عن الارقم ، عنه .... فمداره على :

أبي إسحاق ، عن الارقم
وقد قال البخاري : « لا نذكر لابي إسحاق سماعا من الارقم بن
____________
(69) ذكر الكتاب في : تحف العقول عن آل الرسول : 198 ، للشيخ أبن شعبة الحراني ، من أعلام الامامية في القرن الرابع ، وفي إحياء علوم الدين 2 | 143 بعنوان : « ولما خالط الزهري السلطان كتب أخ له في الدين إليه » ! .

--------------------------------------------------------------------------------

( 33 )

شرحبيل » ( 70 ) .
وأبو إسحاق السبيعي : « قال بعض أهل العلم : كان قد اختلط ، وإنما تركوه مع أبن عيينة لاختلاطه » (71) .
و « كان فدلساً » (72) .
وكان يروي عن عمر بن سعد قاتل الحسين عليه السلام (73) .
وكان يروي عن شمر بن ذي الجوشن الملعون (74) .
وفي سند أحمد مضافاً إلى ذلك :
1 ـ سماع « زكريا » من « أبي إسحاق » بعداختلاطه كما ستعرف .
2 ـ « زكريا بن أبي زائدة » قال أبو حاتم : « لين الحديث ، كان يدلس » ورماه بالتدليس أيضا أبو زرعة وأبو داود وابن حجر .... وعن أحمد : « إذا اختلف زكريا وإسرائيل فإن زكريا أحب إلي في أبي إسحاق ، ثم قال : ما أقربهما ، وحديثهما عن أبي إسحاق لين سمعا منه باخره » . (75) .
أقول : فالعجب من أحمد يقول هذا وهو مع ذلك يروي الحديث عن زكريا عن أبي إسحاق في « المسند » كما عرفت وفي « الفضائل » (76) .
نعم ، رواه لا عن هذا الطريق لكنه عن أبن عباس عن العباس ، فقال مرة : « حدثنا يحيى بن آدم » وأخرى « حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم » عن قيس بن الربيع ، عن عبد الله بن أبي السفر ، عن أرقم بن شرحبيل ، عن أبن عباس ، عن العباس بن عبد المطلب : « إن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قال في مرضه :
____________
(70) ذكره في الزوائد بهامش سنن أبن ماجة 1 | 391
(71) ميزان الاعتدال 3 : 270 .
(72) تهذيب التهذيب 8 : 56 .
(73) الكاشف ، ميزان الاعتدال ، تهذيب التهذيب 7 | 396 .
(74) ميزان الاعتدال 2 : 72 .
(75) تهذيب التهذيب 3 | 285 ، الجرح والتعديل 1 : 2 | 593 .
(76) فضائل الصحابة 1 |106 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 34 )

«مروا أبا بكر يصلي بالناس ، فخرج أبو بكر فكبر ووجد النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم راحته فخرج يهادى بين رجلين ، فلما رآه أبو بكر تأخر ، فأشار إليه النبي مكانك ، ثم جلس رسول الله إلى جنب أبي بكر فاقترأ من المكان الذي بلغ أبو بكر من السورة » (77) .
لكن مداره على « قيس بن الربيع » الذي أورده البخاري في الضعفاء (78) .
وكذا النسائي (79) وابن حبان في المجروحين (80) وضعفه غير واحد ، بل عن أحمد أنه تركه الناس ، بل عن يحيى بن معين تكذيبه (81) .

* حديث عبد الله بن مسعود :
وأما الحديث المذكور عن أبن مسعود فأخرجه النسائي ، ورواه الهيثمي أيضا وقال : « رواه أحمد وأبو يعلى » .
وفي مسنده عند الجميع « عاصم بن أبي النجود » قال الهيثمي : « وفيه ضعف » (82) .
قلت : وذكر الحافظ أبن حجر عن أبن سعد : « كان كثيرالخطأ في حديثه » وعن يعقوب بن سفيان : « في حديثه اضطراب » وعن أبي حاتم : « ليس محله أن يقال هو ثقة ولم يكن بالحافظ » وقد تكلم فيه أبن علية فقال : «كل من اسمه عاصم سيىء الحفظ » وعن أبن خراش : « في حديثه نكرة » وعن العقيلي : « لم يكن فيه إلا سوء الحفظ » والدار قطني : « في حفظه شيء » والبزار : « لم يكن بالحافظ » وحماد بن
____________
(77) فضائل الصحابة 1 | 108 ، 109 .
(78) الضعفاء ـ للبخاري : 273 .
(79) الضعفاء ـ للنسائي : 401 .
(80) كتاب المجروحين 2 | 216 .
(81) تهذيب التهذيب 8 | 350 ، ميزان الاعتدال 3 | 393 ، لسان الميزان 4 | 477 .
(82) مجمع الزوائد 5 | 183 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 35 )

سلمة : « خلط في آخر عمره » وقال العجلي : « كان عثمانيا » (83) .

* حديث بريدة الاسلمي :
وأما حديث بريده الاسلمي الذي رواه أحمد بسنده عن أبن بريدة عن أبيه ، فمع غض النظر عما قيل في رواية أبن بريدة ـ سواء كان « عبد الله » أو« سليمان » ـ عن أبيه (84) فيه :
« عبد الملك بن عمير » وقد عرفته .

*حديث سالم بن عبيد :
وأما حديث سالم بن عبيد الذي أخرجه أبن
ماجة : 1ـ فقد قال فيه أبن ماجة : « هذا حديث غريب » .
2 ـ وفي سنده نظر ... فإن «نعيم بن أبي هند » تركه مالك ولم يسمع منه ؛ لانه « كان يتناول عليا رضي الله عنه » (85) .
و « سلمة بن نبيط » لم يرو عنه البخاري ومسلم ، قال البخاري : « اختلط باخره » (86) .
3 ـ ثم إن « سالم بن عبيد » لم يرو عنه في الصحاح ، وما روى له من أصحاب السنن غير حديثين ، وفي إسناد حديثه اختلاف !
قال أبن حجر : « سالم بن عبيد الاشجعي ، من أهل الصفة ، ثم نزل الكوفة وروى له من أصحاب السنن حديثين بإسناد صحيح في العطاس . وله رواية عن عمر فيما قاله وصنعه عند وفاة النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وكلام أبي بكر في ذلك .
____________
(83) تهذيب التهذيب 5 | 35 .
(84) تهذيب التهذيب 5 | 138.
(85) تهذيب التهذيب 10 | 418 .
(86) تهذيب التهذيب 4 | 140 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 36 )

أخرجه يونس بن بكير في زياداته .
روى عنه هلال بن يساف ونبيط بن شريط وخالد بن عرفطة » (87) .
وقال أيضا : « الاربعة ـ سالم بن عبيد الاشجعي له صحبة ، وكان من أهل الصفة ، يعد في الكوفيين . روى عن النبي صلى الله عليه[ وآله ] وسلم في تشميت العاطس ، وعن عمر بن الخطاب . روى عنه . خالد بن عرفجة ـ ويقال أبن عرفطة ـ وهلال بن يساف ونبيط بن شريط وفي إسناد حديثه اختلاف » (88) ..
أقول : يظهر من عبارة أبن حجر في كتابيه ، ومن مراجعة الرواية عن الهيثمي (89) أن حديث سالم بن عبيد حول صلاة أبي بكر هو الحديث الذي عن عمر فيما قاله وصنعه عند وفاة النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ... لكن أبن ماجة ذكر بعضه ـ كما نص عليه الهيثمي ـ ، وظاهر عبارة أبن حجر في « الاصابة » عدم صحة إسناده ، ولعله المقصود من قوله في « تهذيب التهذيب » : « وفي إسناد حديثه اختلاف » إذ القدر المتيقن منه ما يرويه نبيط بن شريط عنه ، وهذا الحديث من ذاك !

* حديث أنس بن مالك :
أما حديث أنس بن مالك ، فمنه ما عن الزهري عنه ، وقد أخرجه البخاري ومسلم وأحمد .
والزهري من قد عرفته .
مضافا إلى أن الراوي عنه عند البخاري هو شعيب ، وهو : شعيب بن حمزة ، وهو كاتب الزهري وراويته (90) .
ويروي عن شعيب : أبو اليمان ، وهو : الحكم بن نافع .
____________
(87) الاصابة 2|5 .
(88) تهذيب التهذيب 3|381 .
(89) مجمع الزوائد 5 | 182 .
(90) تهذيب التهذيب 4| 307 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 37 )

وقد تكلم العلماء في رواية أبي اليمان من شعيب ، حتى قبل : لم يسمع منه ولا كلمة (91) .
والراوي عن « الزهري » عند أحمد : سفيان بن حسين ، وقد اتفقوا على عدم الاعتماد على رواياته عن الزهري ، فقد ذكر ذلك أبن حجر عن : أبن معين وأحمد والنسائي وابن عدي وابن حبان ...
وعن يعقوب بن شيبة : « في حديثه ضعف » وعن عثمان بن أبي شيبة : « كان مضطربا في الحديث قليلا » وعن أبن خراش : « كان لين الحديث » وعن أبي حاتم : « لا يحج به » وعن ابن سعد : « يخطىء في حديثه كثيرا » (92) .
هذا ، وقد روى الهيثمي هذا الحديث فقال : « رواه أحمد وفيه : سفيان بن حسين وهو ضعيف في الزهري ، وهذا من حديثه عنه » (93) .
ومنه ما عن حميد عن أنس ، وقد أخرجه النسائي وأحمد ، وحميد هو : حميد بن أبي حميد الطويل ، وقد نصوا على أنه كان « مدلساً » وعلى « أن أحاديثه عن أنس مدلسة » (94) وهذا الحديث من تلك الاحاديث .
مضافا إلى أن الراوي عنه ـ عند أحمد هو سفيان بن حسين ، وقد عرفته .
هذا ، وسواء صحت الطرق عن أنس أو لم تصح فالكلام في أنس نفسه :
فأول ما فيه كذبه ، وذلك في قضية حديث الطائر المشوي ، حيث كان رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قد دعا الله سبحانه أن يأتي بعلي عليه السلام ، وكان يترقب حضوره ، فكان كلما يجيء علي عليه السلام ليدخل على النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قال أنس : « إن رسول الله على حاجة » حتى غضب رسول الله وقال له : « يا أنس ، ما حملك على رده ؟ ! » .
____________
(91) تهذيب التهذيب 2|380 .
(92) تهذيب التهذيب 4 | 96 .
(93) مجمع الزوائد 5 | 181 .
(94)تهذيب التهذيب 3 | 34 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 38 )

ثم كتمه الشهادة بالحق ، وذلك في قضية مناشدة الامام أميرالمؤمنين عليه السلام الناس عن حديث الغدير وطلبه الشهادة منهم به ، فشهد قوم وأبى آخرون ـ ومنهم أنس ـ فدعى عليهم فأصابتهم دعوته ...
ومن المعلوم أن الكاذب لا يقبل خبره ، وكتم الشهادة إثم كبير قادح في العدالة كذلك .

* حديث عائشة :
وأما حديث عائشة ... فقد ذكرنا أنه هو العمدة في هذه المسألة :
لكونها صاحبة القصة .
ولان حديث غيرها إما ينتهي إليها ، وإما هو حكاية عما قالته وفعلته .
ولان روايتها أكثر طرقاً من رواية غيرها ، وأصح إسنادا من سائر الاسانيد ، وأتم لفظا وتفصيلا للقصة ....
وقدأوردنا الاهم من تلك الطرق ، والاتم من تلك الالفاظ .... فأما البحث حول ألفاظ ومتون الحديث ـ عنها ـ فسيأتي في الفصل اللاحق مع النظر في ألفاظ حديث غيرها .
وأما البحث حول سند حديثها ، فيكون تارة بالكلام على رجال الاسانيد ، وأخرى بالكلام على عائشة نفسها .
أما رجال الاسانيد ... فإن طرق الاحاديث المذكورة عنها تنتهي إلى :
1 ـ الاسود بن يزيد النخعي .
2 ـ عروة بن الزبير بن العوّام .
3 ـ عبيدالله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود .
4 ـ مسروق بن الاجدع .
ولا شيء من هذه الطرق بخال عن الطعن والقدح المسقط عن الاعتبار والاحتجاج :

--------------------------------------------------------------------------------

( 39 )

أما الحديث عن الاسود عن عائشة :
فإن « الاسود » من المنحرفين عن أميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام (95) .
والراوي عنه في جميع الاسانيدالمذكورة هو إبراهيم بن يزيد النخعي ، وهو من أعلام المدلسين .... قال أبو عبد الله الحاكم ـ في الجنس الرابع من المدلسين : قوم دلسوا أحاديث رووها عن المجروحين فغيروا أساميهم وكناهم كي لا يعرفوا ـ قال : « أخبرني عبد الله بن محمد بن حمويه الدقيقي ، قال : حدثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، قال : حدثني خلف بن سالم ، قال : سمعت عدة من مشايخ أصحابنا تذاكروا كثرة التدليس والمدلسين ، فأخذنا في تمييز أخبارهم ، فاشتبه علينا تدليس الحسن بن أبي الحسن وإبراهيم بن يزيد النخعي ، لان الحسن كثيرا ما يدخل بينه وبين الصحابة أقواما مجهولين ، وربما دلس عن مثل عتي بن ضمرة وحنيف بن المنتجب ودغفل بن حنظلة وأمثالهم ؛ وإبراهيم أيضا يدخل بينه وبين أصحاب عبد الله مثل هني بن نويرة وسهم بن منجاب وخزامة الطائي ربما دلس عنهم » (96) .
والراوي عن إبراهيم هو : « سليمان بن مهران الاعمش » . و « الاعمش » معروف بالتدليس (97) ، ذلك التدليس القبيح القادح في العدالة ، قال السيوطي في بيان تدليس التسوية : « قال الخطيب : وكان الاعمش وسفيان الثوري يفعلون مثل هذا. قال العلائي : فهذا النوع أفحش أنواع التدليس مطلقا وشرها . قال العراقي : وهو قادح فيمن تعمد فعله . وقال شيخ الاسلام : لا شك أنه جرح ، وإن وصف به الثوري والاعمش فلا اعتذار .... » (98) .
قال الخطيب : « التدليس للحديث مكروه عند أهل العلم ، وقد عظم بعضهم
____________
(95) شرح النهج لابي الحديد 4 | 97 .
(96) معرفة علوم الحديث : 108 .
(97) تقريب التهذيب 1 : 331 .
(98) تدريب الراوي 1 : 226 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 40 )

الشأن في ذمه ، وتبجح بعضهم بالبراءة منه » (99) .
ثم روى عن شعبة بن الحجاج قوله : « التدليس أخو الكذب » .
وعنه : « التدليس في الحديث أشد من الزنا » .
وعنه : « لان أسقط من السماء أحب إلي من أن أدلس » .
وعن أبي أسامة : « خرب الله بيوت المدلسين ، ما هم عندي إلا كذابون » .
وعن ابن المبارك : « لان نخرّ من السماء أحب إلي من أن ندلس حديثا » .
وعن وكيع : « نحن لا نستحل التدليس في الثياب فكيف في الحديث ! » .
فإذن ، يسقط هذا الحديث ، بهذا السند ، الذي اتفقوا في الرواية به ، فلا حاجة إلى النظر في حال من قبل الاعمش من الرواة .
لكن مع ذلك نلاحظ أن الراوي عن الاعمش عند البخاري وأحمد ـ في إحدى طرقهما ـ وعند مسلم والنسائي هو « أبو معاوية » وهذا الرجل أيضا من المدلسين :
قال السيوطي : « فائدة : أردت أن أسرد أسماء من رمي ببدعة ممن أخرج لهم البخاري ومسلم أو أحدهما :
وهم : إبراهيم بن طهمان ، أيوب بن عائذ الطائي ، ذر بن عبد الله المرهبي ، شبابة بن سوار ، عبد الحميد بن عبد الرحمن... محمد بن حازم أبو معاوية الضرير ، ورقاء بن عمر اليشكري ... هؤلاء رموا بالارجاء ، وهو تأخير القول في الحكم على مرتكب الكبائر بالنار ... » (100) .
وذكر ابن حجر عن غير واحد أنه كان مرجئا خبيثا ، وأنه كان يدعو إليه (101) .
والراوي عن « الاعمش » عند ابن ماجة وأحمد في طريقه الاخرى هو : وكيع
____________
(99) الكفاية في علم الرواية 1 | 188 .
(100) تدريب الرواي 1| 278 وفي طبعة 1 | 328 .
(101) تهذيب التهذيب 9 | 121 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 41 )

ابن الجراح ، وفيه : انه كان يشرب المسكر وكان ملازما له (102) .
ثم إن الراوي عن أبي معاوية في إحدى طرق البخاري هو : حفص بن غياث ، وهو أيضا من المدلسين (103) .
مضافا إلى أنه كان قاضي الكوفة من قبل هارون ، وقد ذكروا عن أحمد أنه : كان وكيع صديقا لحفص بن غياث فلما ولي القضاء هجره » (104).

وأما الحديث عن عروة بن الزبير :
فإن عروة بن الزبير ولد في خلافة عمر ، فالحديث مرسل ، ولا بد أنه يرويه عن عائشة .
وكان عروة من المشهورين بالبغض والعداء لامير المؤمنين عليه السلام ـ كما عرفت من خبره مع الزهري ، والخبر عن ابنه ـ وحتى حضر يوم الجمل على صغر سنه (105) وقد كان هو والزهري يضعان الحديث في تنقيص الامام والزهراء الطاهرة عليهما السلام ، فقد روى الهيثمي عنه حديثا ـ وصححه ـ في فضل زينب بنت رسول الله جاء فيه أنه كان يقول : « هي خيربناتي » قال : « فبلغ ذلك علي بن حسين ، فانطلق إليه فقال : ما حديث بلغني عنك أنك تحدثه تنتقص حق فاطمة ؟ ! فقال : لا أحدث به أبدا » (106) .
والراوي عنه ولده « هشام » في رواية البخاري ومسلم والترمذي وأبن ماجة ... وهو أيضا من المدلسين ، فقد قالوا : « كان ينسب إلى أبيه ما كان يسمعه من غيره ، وقد ذكروا أن مالكا كان لا يرضاه ، قال ابن خراش : بلغني أن مالكا نقم
____________
(102) تذكرة الحفاظ 1 : 308 ، ميزان الاعتدال 1 : 336 .
(103) تهذيب التهذيب 2 | 358 .
(104) تهذيب التهذيب 11 | 111 .
(105) تهذيب التهذيب 7 | 166 .
(106) مجمع الزوائد 9 | 213 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 42 )

عليه حديثه لاهل العراق ، قدم الكوفة ثلاث مرات ، قدمة كان يقول : حدثني أبي ، قال : سمعت عائشة . وقدم الثانية فكان يقول : أخبرني أبي ، عن عائشة . وقدم الثالثة فكان يقول : أبي ، عن عائشة » (107) وهذا الحديث من تلك الاحاديث .

وأما الحديث عن عبيدالله بن عبد الله عن عائشة :
فإن الراوي عن « عبيدالله » عند البخاري ومسلم والنسائي هو « موسى بن أبي عائشة » وقد قال ابن أبي حاتم سمعت أبي (108) يقول : « تريبني رواية موسى بن ابي عائشة حديث عبيدالله بن عبد الله في مرض النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم » (109) .
وعند أبي دواد وأحمد هو : الزهري ـ لكن عند الاول يرويه عن عبيدالله ، عن عبد الله بن زمعة ـ والزهري من قد عرفته سابقا .
هذا مضافا إلى مافي عبيدالله بن عبد الله نفسه ... فقد روى ابن سعد ، عن مالك بن أنس ، قال : « جاء علي بن حسين بن علي بن أبي طالب إلى عبيدالله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود يسأله عن بعض الشيء ! ! وأصحابه عنده وهو يصلي ، فجلس حتى فرغ من صلاته ثم أقبل عليه عبيدالله .
فقال أصحابه : أمتع الله بك ، جاءك هذا الرجل وهو ابن ابنة رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وفي موضعه ، يسألك عن بعض الشيء ! ! فلو أقبلت عليه فقضيت حاجته تم أقبلت على ما أنت فيه !
فقال عبيدالله لهم : أيهات ! لا بد لمن طلب هذا الشأن من أن يتعنى ! ! » (110) .
____________
(107) تهذيب التهذيب 11 | 44 .
(108) هو : محمد بن إدريس الرازي ، أحد كبار الائمة الحفاظ المعتمدين في الجرح والتعديل . توفي سنة 207 ه تقريبا .توجد ترجمته في : تذكرة الحفاظ 2 | 567 ، تاريخ بغداد 3 | 73 وغير هما من المصادر الرجالية .
(109) تهذيب التهذيب 10 | 314 .
(110) طبقات ابن سعد 5 | 215 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 43 )

وأما الحديث عن مسروق بن ، الاجدع عن عائشة :
ففيه :
1 ـ « أبو وائل » وهو « شقيق بن سلمة » يرويه عن « مسروق » وقد قال عاصم بن بهدلة : « قيل لابي وائل : أيهما أحب إليك : علي أو عثمان ؟ قال : كان علي أحب إلي ثم صار عثمان ! ! » (111) .
2 ـ « نعيم بن أبي هند » يرويه عن « أبي وائل » عند النسائي وأحمد بن حنبل . و « نعيم » قد عرفته سابقا .
ثم إن في إحدى طريقي أحمد عن « نعيم » المذكور : « شبابة بن سوار » وقد ذكروا بترجمته أنه كان يرى الارجاء ويدعو إليه ، فتركه أحمد وكان يحمل عليه ، وقال أبو حاتم : لا يحتج بحديثه (112) وقد أورده السيوطي في الفائدة المذكورة ، وحكى ابن حجر بترجمته ما يدل على بغضه لاهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم (113) .
هذا ، ويبقى الكلام في عائشة نفسها ...
فقد وجدناها تريد كل شأن وفضيلة لنفسها وأبيها ومن تحب من قرابتها وذويها ... فكانت إذا رأت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يلاقي المحبة من إحدى زوجاته ويمكث عندها ثارت عليها... كما فعلت مع زينب بنت جحش ، إذ تواطأت مع حفصة أن أيتهما دخل عليها النبي ملى الله عليه وآله وسلم فلتقل : « إني لاجد منك ريح مغافير حتى يمتنع عن أن يمكث عند زينب ويشرب عندها عسلا » (114) .
وإذا رأته يذكر خديجة عليها السلام بخير ويثني عليها قالت : « ما أكثر ما
____________
(111) تهذيب التهذيب 4 | 317 .
(112) تهذيب التهذيب 4 | 264 ، تاريخ بغداد 9 |295 .
(113) تهذيب التهذيب 4 | 265 .
(114) هذه من القضايا المشهورة فراجع كتب الحديث والتفسير بتفسير سورة التحريم .

--------------------------------------------------------------------------------

( 44 )

تذكر حمراء الشدق ؟ ! قد أبدلك الله عزوجل بها خيرا منها » (115) .
وإذا رأته مقدماعلى الزواج من إمرأة حالت دون ذلك بالكذب والخيانة ، فقد حدثت أنه صلى الله عليه وآله وسلم أرسلها لتطلع على امرأة من كلب قد خطبها فقالت لعائشة : « كيف رأيت ؟ قالت : ما رايت طائلا ! فقال : لقد رأيت خالا بخدها اقشعر كل شعرة منك على حدة فقالت : ما دونك من سر » (116).
ولقد ارتكبت ذلك حتى بتوهم زواجه صلى الله عليه وآله وسلم ... فقد ذكرت : أن عثمان جاء النبي في نحر الظهيرة . قالت : « فظننت أنه جاءه في أمر النساء ، فحملتني الغيرة على أن أصغيت إليه » (117) .
أما بالنسبة إلى من تكرهه ... فكانت حربا شعواء ... من ذلك مواقفها من الامام أميرالمؤمنين عليه السلام ... فقد « جاء رجل فوقع في علي وفي عمار رضي الله تعالى عنهما عند عائشة . فقالت : أما عليّ فلست قائلة لك فيه شيئا . وأم عمار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يقول : لا يخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما » (118) .
بل كانت تضع الحديث تأييدا ودعما لجانب المناوئين له عليه السلام ... فقد قال النعمان بن بشير : « كتب معي معاوية إلى عائشة قال : فقدمت على عائشة فدفعت إليها كتاب معاوية . فقالت : يا بني ألا أحدثك بشيء سمعته من رسول الله صلىالله عليه [ وآله ] وسلم ؟
قلت : بلى .
قالت : فإني كنت وحفصة يوما من ذاك عند رسول الله .
فقال : لو كان عندنا رجل يحدثنا .
____________
(115) مسند أحمد 6 | 117 .
(116) طبقات ابن سعد 8 | 115 ، كنز العمال 6 |294 .
(117) مسند أحمد 6 | 114
(118) مسند أحمد 6 | 113 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 45 )

فقلت : يا رسول الله ، ألا أبعث لك إلى أبي بكر ؟ فسكت .
ثم قال : لو كان عندنا رجل يحدث .
فقالت حفصة : ألا أرسل لك إلى عمر ؟ فسكت .
ثم قال : لا. ثم دعا رجلا فساره بشيء ، فما كان إلا أقبل عثمان ، فأقبل بوجهه وحديثه فسمعته يقول له : يا عثمان ، إن الله عزوجل لعله أن يقمصك قميصا ، فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه . ثلاث مرار .
فقلت : يا أم المؤمنين ، فأين كنت عن هذا الحديث ؟ !
فقالت : يا بني ، والله لقد أنسيته حتى ما ظننت أني سمعته » (119) .
قال النعمان بن بشير : « فأخبرته معاوية بن أبي سفيان . فلم يرض بالذي أخبرته ، حتى كتب إلى أم المؤمنين أن اكتبي إلي به . فكتبت إليه به كتابا » (120) .
فانظر كيف أيدت ـ في تلك الايام ـ معاوية على مطالبته الكاذبة بدم عثمان ! وكيف اعتذرت عن تحريضها الناس على قتل عثمان ! ولا تعقل عن كتمها اسم الرجل الذي دعاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ بعد أن أبى عن الارسال خلف أبي بكر وعمر ـ وهو ليس إلا أميرالمؤمنين عليه السلام ... ولكنها لا تطيب نفسا بعلي كما قال ابن عباس ، وسيأتي .
فإذا كان هذا حالها وحال رواياتها في الايام العادي ... فإن من الطبيعي أن تصل هذه الحالة فيها إلى أعلى درجاتها في الايام والساعات الاخيرة من حياة رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وأن تكون أخبارها عن أحواله في تلك الظروف أكثر حساسية ... فتراها تقول :
« لما ثقل رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قال رسول الله لعبد الرحمن ابن أبي بكر : إيتني بكتف ولوح حتى أكتب لابي بكر كتابا لا يختلف عليه . فلما
____________
(119) مسند أحمد 6 | 149 .
(120) مسند أحمد6 | 87 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 46 )

ذهب عبد الرحمن ليقوم قال : أبى الله والمؤمنون أن يختلف عليك يا أبا بكر » (121) .
وتقول :
« لما ثقل رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة . فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس » .
وتقول :
« قبض رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ورأسه بين سحري ونحري » (122) .
تقول هذا وأمثاله ...
لكن عندما يأمر صلى الله عليه وآله وسلم بأن يدعى له علي لا يمتثل أمره ، بل يقترح عليه أن يدعى أبو بكر وعمر ! يقول ابن عباس :
« لما مرض رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة ، فقال : ادعولي عليا . قالت عائشة : ندعو لك أبا بكر ؟ قال : ادعوه قالت حفصة : يا رسول الله ، ندعو لك عمر ؟ قال : ادعوه . قالت أم الفضل : يا رسول الله ، ندعو لك العباس ؟ قال : ادعوه فلما اجتمعوا رفع رأسه فلم يرعليا فسكت . فقال عمر : قوموا عن رسول الله ... »(123) .
وعندما يخرج إلى الصلاة ـ وهو يتهادى بين رجلين ـ تقول عائشة : « خرج يتهادى بين رجلين أحدهما العباس » فلا تذكر الاخر . فيقول ابن عباس :
« هوعلي ولكن عائشة لا تقدر على أن تذكره بخير » (124) .
فإذا عرفناها تبغض عليا إلى حد لا تقدر أن تذكره بخير ، ولا تطيب نفسها به... وتحاول إبعاده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ... وتدعي لابيها
____________
(121) مسندأحمد 6 | 47 .
(122) مسند أحمد 6 | 121 .
(123) مسند أحمد 1 | 356 .
(124) عمدة القاري 5 | 191 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 47 )

ولنفسها ما لا أصل له... بل لقد حدثت أم سلمة بالامر الواقع فقالت :
« والذي أحلف به ، إن كان علي لاقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم . قالت : عدنا رسول الله غداة بعد غداة فكان يقول : جاء علي ؟ ! ! ـ مراراً ـ قالت : أظنه كان بعثه في حاجة قالت : فجاء بعد ، فظننت أن له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت ، فقعدناعند الباب ، فكنت أدناهم إلى الباب ، فأكب عليه علي فجعل يسايره ويناجيه ، ثم قبض رسول الله ... (125) .
إذا عرفنا هذا كله ـ وهو قليل من كثير ـ استيقنا أن خبرها في أن صلاة أبيها كان بأمر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنه صلى الله عليه وآله وسلم خرج فصلى خلفه ـ كما في بعض الاخبار عنها ـ ... من هذا القبيل ... ومما يؤكد ذلك اختلاف النقل عنها في القضية وهي واحدة ... كما سنرى عن قريب ...


* * *
____________
(125) مسند أحمد 6 | 300 ، المستدرك على الصحيحين 3 | 138 ، ابن عساكر 3 | 16 ، الخصائص : 130 وغيرها .

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الإستفسارات“