ماهي العصمة

إستقبال الأسئلة والإستفسارات من المشاركين،وعرض أهمها على العلماء ، مع امكانية مشاركة الجميع ...
أضف رد جديد
السيد الحسني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 27
اشترك في: الخميس فبراير 19, 2009 9:41 pm

ماهي العصمة

مشاركة بواسطة السيد الحسني »

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله الطاهرين

سيدي الكريم حفظكم الله تعالى

كتب الله اجركم وجعل اعمالكم خالصة لوجهه الكريم

ذكرتم العصمة والسؤال هنا هل هي مثل عصمة الانبياء ام غيرها وهل هي فيهم جميعا ام افراد ،ام انها مع ذريتهم


وما معنى العصمة وما الدليل عليها هل هي الاية الكريمة وخبر المصطفى والدعاء لهم وخصوصيتهم به

زادكم الله تعالى نورا ويقينا

صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

Re: ماهي العصمة

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

بسم الله الرحمن الرحيم
سألتم سيدي الكريم وفقكم الله وسدد خطاكم عن معنى العصمة
ونذكر هنا ما ذكره سيدي العلامة الحسين بن يحيى الحوثي في كتابه( الجواب الراقي على مسائل العراقي )
{{ حيث أن هناك اختلاف في مفهوم العصمة بيننا وبين والإمامية فمن ما اختلفنا فيه: أنهم يشترطون عصمة الأئمة ونحن لا نشترطها لكن نشترط العدالة والذكورة والعلم والورع وحسن التدبير والشجاعة والكرم والمنصب وسلامة الأطراف فيما يحتاج إليه الإمام مثل السمع والبصر واليدين مما يخل، وسلامته من المنفرات مثل الجذام والبرص والحمق، وإذا اختلّ أي هذه الشروط بطلت ولو من بعد.
والعصمة عندنا عن الكبائر، وهي عندهم عن الكبائر والصغائر، وحجتنا: أن الأنبياء - صلوات الله عليهم - معصومون وقد وصفهم الله بمقارفة الذنوب، قال تعالى: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾[الفتح:2]، وقال في موسى: ﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي﴾[القصص:16]، وقال في يونس: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾[الأنبياء:87]، وفي داود: ﴿فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾[ص:24]، وفي سليمان: ﴿وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ﴾[ص:34]، وفي آدم: ﴿وَعَصَى ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾[طه:121].
والعصمة عندنا ألطاف وتنوير يختار صاحبها معها ترك المحرمات وفعل الواجبات، وليست بالإجبار وإلا لما كان لصاحبها مزية وفضل، ولما استحق الجزاء.
أما المعصومون فالملائكة - صلوات الله عليهم - من العمد والخطأ لقوله تعالى: ﴿لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾[التحريم:6]، وقوله تعالى: ﴿لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾[الأنبياء:27].
وكذا الأنبياء - صلوات الله عليهم - من الكبائر كلها، ومن الخطأ فيما جاءوا به؛ لأن المعجزات شاهدة لهم بالصدق، وإذا أخطأوا وجب أن ينبهوا وإلا كان تلبيساً وتغريراً وهو قبيح، والله تعالى لا يفعل القبيح، ولقول الله تعالى: ﴿قُولُوا ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا﴾ إلى قوله: ﴿وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ﴾[البقرة:136]، فعلمنا أن كلما جاءوا به فهو حق.
ولقوله تعالى في نبيئنا - صلى الله عليه وآله وسلم -: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾[النجم3-4].
وكذا علي وفاطمة والحسن والحسين - صلوات الله عليهم - لقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾[الأحزاب:33]، ﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا﴾[الإنسان:12]، ((علي مع الحق والحق مع علي))، ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة))، ((فاطمة سيدة نساء العالمين))؛ لأنه قد أخبر بإرادة إذهاب الرجس والتطهير، وما أراده الله كان: ﴿فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾[البروج:16].
وبيَّنهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حين لف عليهم الكساء، وقال: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً)).
ولأنه لا يصح أن يخبر عن أحد أنه يدخل الجنة وهو يعلم أنه يقارف الكبائر، ولو كانت خاتمته التوبة والصلاح؛ لأنه يكون إغراء له بالمعصية، وهو لا يجوز لأنه قبيح، والله لا يفعل القبيح.
وكذا جماعة أهل البيت والأمة معصومون فيما أجمعوا عليه، ولا نقول بالعصمة في غير هؤلاء لعدم الدليل، ولا نحكم بعدم العصمة لغيرهم، فلعل بعض أفراد الصالحين معصومون، وإن لم يطلعنا الله عليهم إلا أنا لا نحكم بالعصمة لأحد بدون برهان، ولا نحكم بالعدم بدون برهان.}}
ونسوق أيضا ما ذكره سيدي الشريف أبو الحسَن الرسي في مَجموعة رسائل حَول الزّيديّة
في مفهوم الاصطفاء حيث:-
{{ إنَّ الاصطفاء من الله كانَ لعبادٍ مَخصوصين ، هُم أهل البيت (ع) ، وهوَ صريح قوله تعالى : (( ثمَّ أَورَثنا الكتاب الذينَ اصطَفَينا مِن عِبَادِنا )) ، فهُناكَ عِبادٌ مُصطَفَون عُموماً ، الكتابُ مَعهُم ، وهُم ثقل الله وسفينة نوح ، وهُم عندنا أهل البيت (ع) ، أبناء الحسن والحسين ، ثمّ قال تعالى (( فمِنهُم )) أي من هؤلاء العِباد المُصطفَين المُفضّلين في الأصل ، (( ظالمٌ لنفسه )) ، إذ لَم يُقدّر نعمَة الله عليه ، وتشريفَهُ له ، فيكونُ قَد ظلمَ نَفسَه ، ولَم يُقدّر جَعْلَ الله له من أهل بيتٍ مُنتجبين مُفضّلين على غيرهم من البيوت ، مَتبوعينَ لا تابعين ، فهُو لا يستحقّ صفَة الإمامَة العُظمى ، لعدم تمسّكه بكتاب الله تعالى وهدي جدّه الرّسول (ص) ، (( ومنهُم )) أي مِن هؤلاء المُصطَفين (( مُقتصد )) ، عرفَ حقّ الله أوّلاً ، وشرفَ انتمائه لهذه الأُسرة التي شرّفها الله في كتابه الكريم ، ولكنّه لَم يُبلِ جهده في النّصح للأمّة ، وهُوَ بهذا لَم يرتقِ لمقامِ الإمامَة العُظمى في الدّين ، (( ومنهُم )) ، أي منَ هؤلاء المُصطَفين (( سابقُ بالخيرات )) ، وهُوَ السابقُ في العِلم والعَمل من ذرية الحسن أو الحسين ، عالمٌ عامل ، آمرٌ بالمعروف ناهٍ عن المنكر ، قدر جهدِه واستطاعته ، مع استبسالهِ فيه ، ثمّ قال تعالى : (( ذلكَ هُوَ الفضل الكبير )) ، لأهل هذا البيت المحمّدي العلويّ الفاطمي .}}
كتب الله لنا جميعا التوفيق والسداد ووفقنا وإياكم إلى كل ما يحب ويرضى
اللهم صل على هادي الأمم سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المطهرين أنوار الهدى ومصابيح الدجى حفظة التنزيل أمناء التأويل صلوات الله وسلامه عليهم صلاةً وسلاماً سرمديا...
والحمد لله رب العالمين

صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الإستفسارات“