تفسير اية التطهير

إستقبال الأسئلة والإستفسارات من المشاركين،وعرض أهمها على العلماء ، مع امكانية مشاركة الجميع ...
أضف رد جديد
السيد الحسني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 27
اشترك في: الخميس فبراير 19, 2009 9:41 pm

تفسير اية التطهير

مشاركة بواسطة السيد الحسني »

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله

وردت في القران الكريم الاية الكريمة ( انما يريد الله ان يذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا)


لماذا وكيف وفيمن وما الوجه المقصود به منها


افيدونا جزاكم الله خيرا

صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

Re: تفسير اية التطهير

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

بسم الله الرحمن الرحيم
نسوق هنا إجابة سؤالكم وهو ما جاء شرحه للسيد العلامة حليف الفضل والاستقامة
محمد بن عبدالله سليمان العزي في كتابه ((القول المبين في فضائل أهل البيت المطهرين ))
((( آية التطهير:-
1. آية التطهير: وهي قوله تعالى: ﴿إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرّجْسَ أَهَلَ الْبَيْتِ، وَيُطَهِرَكُم تَطْهِيراً﴾[ الأحزاب: 33 ].
تظافرت الروايات على أن المقصود بأهل البيت عليهم السلام هم: علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، وأولادهما عليهم السلام.
أخرج مسلم بسنده عن صفية بنت شيبة قالت: قالت عائشة: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين بن علي فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: ﴿إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرّجْسَ أَهَلَ الْبَيْتِ، وَيُطَهِرَكُم تَطْهِيراً﴾، وأشار في مناسبات عديدة بقوله: «اللهم هولاء أهل بيتي، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.»، و أشار إلى علي، والحسن، والحسين، وفاطمة عليهم السلام.
قال الإمام القاسم بن محمد عليه السلام: فنظرنا في كتاب الله تعالى، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا كتاب الله تعالى ناطق بأنها ـ أي الفرقة الناجية ـ أهل البيت عليهم السلام، وأتباعهم. قال تعالى: ﴿إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرّجْسَ أَهَلَ الْبَيْتِ، وَيُطَهِرَكُم تَطْهِيراً﴾[ الأحزاب: 33 ]، ومجئ هذه الآية مع ذكر أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم على طريقة مجيء قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَسْتَجِيبَ الَّذِيْنَ يَسْمَعُونَ والْمَوْتَى يَبْعثُهُم اللهُ﴾[ الأنعام: 36]، مع قوله تعالى قبل: ﴿وإِنْ كَانَ كَبُر عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُم فَإِنِ اسْتطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقَاً فِي الأَرْضِ أَو سُلَّمَاً فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهِم بِآيَةٍ وَلَو شَاءَ اللهُ لَجَمَعَهُم عَلَى الْهُدَى فَلا تَكَوننَّ مِنَ الْجَاهِلِين﴾[ الأنعام: 35]، وقال تعالى بعده: ﴿وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ﴾[ العنكبوت: 50]. والوجه في ذلك أنه تعريض بهن بأنهن غير معصومات، كما أن قوله سبحانه وتعالى: ﴿إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله﴾[ الأنعام: 36] تعريض بالذين ذكرهم الله قبلها، وبعدها أنهم لا يسمعون، أي لا يعلمون ما يسمعونه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الله تعالى، وقد أطبق البلغاء على أن أحسن مواقع (إنما) التعريض كما ذكرته الآيتين الكريمتين، ويؤيد ذلك تذكير الضمير حيث قال تعالى: ﴿إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرّجْسَ أَهَلَ الْبَيْتِ، وَيُطَهِرَكُم تَطْهِيراً﴾[ الأحزاب: 33 ]، وقال:﴿ يُطَهِرَكُم﴾، بخلاف ما قبل ذلك وبعده، فإنه مؤنث.
لا يقال: إن الله تعالى مريد لمثل ذلك من جميع البشر، لأنا نقول: وهو تعالى مريد لأن يفعل البشر كلهم، لا أنه تعالى يفعله لهم، ألا ترى إلى قوله تعالى: ﴿أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم﴾[ المائدة: 41] بخلاف أهل البيت عليهم السلام، فإن الآية نص صريح على أنه يريد أن يفعل ذلك لهم، حيث قال تعالى: ﴿إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرّجْسَ أَهَلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِرَكُم تَطْهِيراً﴾[ الأحزاب: 33]، ولم يقل إنما يريد لتذهبوا عنكم الرجس أهل البيت وتطهّروا تطهيرا، فإذا أراد شيئاً من فعله سبحانه فَعَله، إذ هو على كل شئ قدير.
فإن قيل: وما فِعْلَه تعالى الذي ذكرت ؟
قلت وبالله التوفيق: هو عصمته، وقد تقدم ذكر حقيقة العصمة في (الأساس).
وقال: ﴿قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة القرب القربى﴾[الشورى: 23 ]، والله تعالى لا يلزم عباده مودة من كان على غير الحق لقوله تعالى: ﴿لا تَجِد قَوْمَاً يُؤمِنُونَ باللهِ والْيَوم الآخِرِ يُوادُّونَ مَن حَاد الله وَرَسُوله﴾[ المجادلة: 22 ].
وأجمع قدماء العترة عليهم السلام على أن قوله تعالى: ﴿ثُم أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الذِينَ اصْطَفيْنَا مِن عِبَادِنَا﴾[ فاطر: 33] نزلت في أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أذهب الله عنهم الرجس، وطهرهم تطهيراً، فما كانوا ليجمعوا في ذلك على باطل.
وكذا أجمعوا على أن قوله تعالى: ﴿فَاسْئلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُم لا تَعْلَمُون﴾[ النحل: 34ـ44 ] نزلت في أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وعليهم أجمعين ، وقد أورثهم علم كتابه ، وفهمهم سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم. )))

اللهم صل على هادي الأمم سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المطهرين أنوار الهدى ومصابيح الدجى حفظة التنزيل أمناء التأويل صلوات الله وسلامه عليهم صلاةً وسلاماً سرمديا...
والحمد لله رب العالمين

صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

الشريف الحمزي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 431
اشترك في: الخميس يونيو 23, 2005 4:42 pm

Re: تفسير اية التطهير

مشاركة بواسطة الشريف الحمزي »

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الامين وعلى اله الطاهرين وبعد
اخي العزيز السيد الحسني وفقك الله الى كل خير
أستاذي الفاضل الكريم صارم الدين الزيدي زادك الله علما وتوفيقا
اقدم شكري لكما على السؤال والاجابة التي تفضل استاذنا الكريم بوضعها هنا والحقيقة لقد استفدت منها وجزاكم الله خير الجزاء ولي رغبة في المداخلة زيادة في الاستفادة ارجو قبول ذلك بصدر رحب
أولا :ورد في الاجابة العبارة التالية ولم استطع أن استوعبها وربما القصور مني (لا يقال: إن الله تعالى مريد لمثل ذلك من جميع البشر، لأنا نقول: وهو تعالى مريد لأن يفعل البشر كلهم، لا أنه تعالى يفعله لهم،) هل بلامكان الشرح لهذه العبارة ؟
ثانيا : ذكرتم سيدي هذه العبارة (فإن قيل: وما فِعْلَه تعالى الذي ذكرت ؟
قلت وبالله التوفيق: هو عصمته، )
السؤال هنا هل المراد هنا عصمة الله سبحانه وتعالى للنبي فقط أو أن المقصود أن العصمة واردة هنا لجميع أهل البيت النبوي والواقع لايساند ذلك فمنهم من يرتكب الكثير من القبائح !!!! بل ان الكثير منهم ليسوا من اتباع مذهب ابائهم عليهم السلام ! وان قلتم سيدي انها جماعتهم فما حكم الخلاف الذي وقع بينهم في الكثير من المسائل (غير الاصول) طبعاً .
ثالثاً: اوردتم سيدي هذه العبارة ايضا(وكذا أجمعوا على أن قوله تعالى: ﴿فَاسْئلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُم لا تَعْلَمُون﴾[ النحل: 34ـ44 ] نزلت في أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وعليهم أجمعين ، وقد أورثهم علم كتابه ، وفهمهم سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم. )))
السؤال ماذا يطلق على العلماء من غير اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
رابعا سيدي سمعت بان هناك على ما اعتقد كتاب يسمى ( الأنموذج الخطير) شرح فيه المؤلف رحمه الله باسهاب اية التطهير فهل نجد فيه اجابة على ما اورده الاخ الفاضل السيد الحسني في سؤاله بقوله ( لماذا وكيف وفيمن وما الوجه المقصود به منه)
ارجو ان لااكون قد تطفلت على الموضوع بما يزعج فالقصد كما سبق الاستفادة وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والسلام
أنا ابن عليّ الطهر من آل هاشم *** كفاني بهذامفخراً حين أفـــــخر
وجدي رسول الله أكرم من مشى *** ونحن سراج الله في الأرض يزهر

صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

Re: تفسير اية التطهير

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الكريم الشريف الحمزي حياكم الله وأبقاكم
إنه لشرف كبير أن تمروا وتشاركونا بتعليقكم ويعلم الله كم أكن لكم من الحب والتقدير فأنا متابع لموضوعاتكم الرائعة ودفاعكم الدائم عن مذهب آل البيت عليهم السلام كتب الله أجركم ورفع منزلتكم وأعلى درجتكم وكذا سادتنا وإخوتنا القائمين والمشرفين على المجالس الكريمة وعلمائنا الأجلاء الفضلاء
وفقنا الله جميعاً إلى كل خير
واعذروني لأني لم أعقب طوال تلك الفترة ليس تجاهلاً لا سمح الله ولكنه غياب اضطراري.
بخصوص ما ذكرتم سيدي حول ما سقناه عن معنى العصمة فقد ذكرنا في موضوع سابق حول أن المفهوم لمعنى العصمة ما ذكره سيدي العلامة الحسين بن يحيى الحوثي في كتابه( الجواب الراقي على مسائل العراقي )
{{ حيث أن هناك اختلاف في مفهوم العصمة بيننا وبين والإمامية فمن ما اختلفنا فيه: أنهم يشترطون عصمة الأئمة ونحن لا نشترطها لكن نشترط العدالة والذكورة والعلم والورع وحسن التدبير والشجاعة والكرم والمنصب وسلامة الأطراف فيما يحتاج إليه الإمام مثل السمع والبصر واليدين مما يخل، وسلامته من المنفرات مثل الجذام والبرص والحمق، وإذا اختلّ أي هذه الشروط بطلت ولو من بعد.
والعصمة عندنا عن الكبائر، وهي عندهم عن الكبائر والصغائر، وحجتنا: أن الأنبياء - صلوات الله عليهم - معصومون وقد وصفهم الله بمقارفة الذنوب، قال تعالى: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾[الفتح:2]، وقال في موسى: ﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي﴾[القصص:16]، وقال في يونس: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾[الأنبياء:87]، وفي داود: ﴿فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾[ص:24]، وفي سليمان: ﴿وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ﴾[ص:34]، وفي آدم: ﴿وَعَصَى ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾[طه:121].
والعصمة عندنا ألطاف وتنوير يختار صاحبها معها ترك المحرمات وفعل الواجبات، وليست بالإجبار وإلا لما كان لصاحبها مزية وفضل، ولما استحق الجزاء.
أما المعصومون فالملائكة - صلوات الله عليهم - من العمد والخطأ لقوله تعالى: ﴿لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾[التحريم:6]، وقوله تعالى: ﴿لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾[الأنبياء:27].
وكذا الأنبياء - صلوات الله عليهم - من الكبائر كلها، ومن الخطأ فيما جاءوا به؛ لأن المعجزات شاهدة لهم بالصدق، وإذا أخطأوا وجب أن ينبهوا وإلا كان تلبيساً وتغريراً وهو قبيح، والله تعالى لا يفعل القبيح، ولقول الله تعالى: ﴿قُولُوا ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا﴾ إلى قوله: ﴿وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ﴾[البقرة:136]، فعلمنا أن كلما جاءوا به فهو حق.
ولقوله تعالى في نبيئنا - صلى الله عليه وآله وسلم -: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾[النجم3-4].
وكذا علي وفاطمة والحسن والحسين - صلوات الله عليهم - لقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾[الأحزاب:33]، ﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا﴾[الإنسان:12]، ((علي مع الحق والحق مع علي))، ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة))، ((فاطمة سيدة نساء العالمين))؛ لأنه قد أخبر بإرادة إذهاب الرجس والتطهير، وما أراده الله كان: ﴿فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾[البروج:16].
وبيَّنهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حين لف عليهم الكساء، وقال: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً)).
ولأنه لا يصح أن يخبر عن أحد أنه يدخل الجنة وهو يعلم أنه يقارف الكبائر، ولو كانت خاتمته التوبة والصلاح؛ لأنه يكون إغراء له بالمعصية، وهو لا يجوز لأنه قبيح، والله لا يفعل القبيح.
وكذا جماعة أهل البيت والأمة معصومون فيما أجمعوا عليه، ولا نقول بالعصمة في غير هؤلاء لعدم الدليل، ولا نحكم بعدم العصمة لغيرهم، فلعل بعض أفراد الصالحين معصومون، وإن لم يطلعنا الله عليهم إلا أنا لا نحكم بالعصمة لأحد بدون برهان، ولا نحكم بالعدم بدون برهان.}}
ونسوق أيضا ما ذكره سيدي الشريف أبو الحسَن الرسي في مَجموعة رسائل حَول الزّيديّة
في مفهوم الاصطفاء حيث:-
{{ إنَّ الاصطفاء من الله كانَ لعبادٍ مَخصوصين ، هُم أهل البيت (ع) ، وهوَ صريح قوله تعالى : (( ثمَّ أَورَثنا الكتاب الذينَ اصطَفَينا مِن عِبَادِنا )) ، فهُناكَ عِبادٌ مُصطَفَون عُموماً ، الكتابُ مَعهُم ، وهُم ثقل الله وسفينة نوح ، وهُم عندنا أهل البيت (ع) ، أبناء الحسن والحسين ، ثمّ قال تعالى (( فمِنهُم )) أي من هؤلاء العِباد المُصطفَين المُفضّلين في الأصل ، (( ظالمٌ لنفسه )) ، إذ لَم يُقدّر نعمَة الله عليه ، وتشريفَهُ له ، فيكونُ قَد ظلمَ نَفسَه ، ولَم يُقدّر جَعْلَ الله له من أهل بيتٍ مُنتجبين مُفضّلين على غيرهم من البيوت ، مَتبوعينَ لا تابعين ، فهُو لا يستحقّ صفَة الإمامَة العُظمى ، لعدم تمسّكه بكتاب الله تعالى وهدي جدّه الرّسول (ص) ، (( ومنهُم )) أي مِن هؤلاء المُصطَفين (( مُقتصد )) ، عرفَ حقّ الله أوّلاً ، وشرفَ انتمائه لهذه الأُسرة التي شرّفها الله في كتابه الكريم ، ولكنّه لَم يُبلِ جهده في النّصح للأمّة ، وهُوَ بهذا لَم يرتقِ لمقامِ الإمامَة العُظمى في الدّين ، (( ومنهُم )) ، أي منَ هؤلاء المُصطَفين (( سابقُ بالخيرات )) ، وهُوَ السابقُ في العِلم والعَمل من ذرية الحسن أو الحسين ، عالمٌ عامل ، آمرٌ بالمعروف ناهٍ عن المنكر ، قدر جهدِه واستطاعته ، مع استبسالهِ فيه ، ثمّ قال تعالى : (( ذلكَ هُوَ الفضل الكبير )) ، لأهل هذا البيت المحمّدي العلويّ الفاطمي .}}

ومعلوم أن هناك من آهل البيت من لا يرضى الله عن سلوكهم ولا عن عقيدتهم ومن لا خير في آثارهم فليس هؤلاء هم المقصودين بالحديث الشريف
قال الأمام الهادي إلى الحق المبين يحيى بن الحسين عليه السلام: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((من أمر بالمعروف، ونهى عن المنكر من ذريتي فهو خليفة الله في أرضه، وخليفة كتابه، وخليفة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم)).
أما عن الخلاف الذي وقع بينهم في الكثير من المسائل (غير الأصول):
قلنا، والله ولي التوفيق: أما أولاً: فالمعلوم أنها قد استقرت بين ظهراني الأمة دَياناتهم ومذاهبهم في التوحيد والعدل والإمامة، وغير ذلك وهم إلى المائة الثالثة منحصرون على منهج واحد، وصراط مستقيم فمن فارق ذلك الهدى فهو من الظالم لنفسه، وقد فارق الحق، وما كان الله ليحتج به، ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ [هود:113]، ﴿لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة:124]، ﴿وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا﴾ [الكهف:51]، وقد صرحت الأدلة ببقاء الحجة فهم المستقيمون على الدين القويم.
وأما ثانياً: فليس في الأمة فرقة تدعى بأهل البيت والعترة، وتدعي أن قولها وقول من فيها حجة إلا هؤلاء، وقد علم بالأدلة القاطعة نجاة هذه الفرقة الهادية، التي فيها شعار آل محمد وإظهار دينهم فلا يعتد بمن خالفها، ولو لم يكونوا هؤلاء لبطلت الأدلة القاطعة، ولم يبق لها معنى.
وأما ثالثاً: فمن كان في غير هذه الطائفة فهو خامل، تابع غير متبوع لم تظهر له دعوة، ولم تقم به حجة، ولا يتمسك به ولا ينتمى إليه، ولم يقل هو ولا غيره: إنه يجب الإقتداء به، وعلى الجملة فإجماع الأمة على أنه لا يعتد به في إجماع أهل البيت، أما هذه الطائفة فلأن عندهم أن من خرج من فريقهم فهو غير معتد به، وأما غيرهم فلا يقولون به ولا بغيره، فلو لم يعتد بهؤلاء الذين في طائفة الحق لبطلت الأدلة القاطعة على وجود الحجة والخليفة والسفينة المنجية والأمان.
أما ما ذكرتم سيدي في حق العلماء من الأخريين فنحن لا ننكر فضل العلماء الأجلاء من غير الزيديه كالشافعي وأبو حنيفه وغيرهم من الذين كانوا مذهبهم أصلاً قائم على حب آل البيت وموالاتهم ومعرفة حقهم وفضلهم ففي كل وطن إسلامي من لا ينٌكرُ فضله ولا يجُهلُ مقامه.
ولكن المرجعية لنا في هذا هو ما أوضحه وبينه النبي صلوات الله عليه وآله لنا وللأمة جميعاً في كيفيه معرفة الحق ،وأين يكمن ومع من هو ،ومن هم أهله..
فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوحٍ من ركبها نجى، ومن تخلف عنها غرق وهوى)).
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أهل بيتى أمانٌ لأهل الأرض والنجوم أمانٌ لأهل السماء، فإذا ذهب أهل بيتي من الأرض، أتى أهل الأرض ما يوعدون، وإذا ذهبت النجوم من السماء، أتى أهل السماء ما يوعدون)).
وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((من أمر بالمعروف، ونهى عن المنكر من ذريتي فهو خليفة الله في أرضه، وخليفة كتابه، وخليفة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم)).
و ثبت حقاً أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إني تاركٌ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني، أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)).
وقد روي بألفاظ مختلفة متفق عليها وهو من الأحاديث المتواترة والمراد أن آل محمد العلماء منهم اعلم وأهدى سبيلا فمتابعتهم فيما رجحوه عند الاختلاف مع غيرهم هو الواجب لان الحق لا يخرج من جملتهم لا من أفرادهم فلا فلعلمهم هو العلم وفقههم هو الفقه ومن خالفهم أو تأخر عنهم هلك
أما ما ذكرتم سيدي حول الكتاب فأتمنى أن احصل عليه إذا توفر لديكم
سألا من الله التوفيق إلى كل خير ، وراجيا منكم سيدي الكريم ومن الجميع الدعاء
كتب الله لنا جميعا التوفيق والسداد ووفقنا وإياكم إلى كل ما يحب ويرضى

اللهم صل على هادي الأمم سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المطهرين أنوار الهدى ومصابيح الدجى حفظة التنزيل أمناء التأويل صلوات الله وسلامه عليهم صلاةً وسلاماً سرمديا...
والحمد لله رب العالمين
محبكم في الله
صارم الدين الزيدي

صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

الشريف الحمزي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 431
اشترك في: الخميس يونيو 23, 2005 4:42 pm

Re: تفسير اية التطهير

مشاركة بواسطة الشريف الحمزي »

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم صارم الدين زادك الله علما وحلما
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل من ملك هذا العلم وهذا الاسلوب الجميل وهذا الخلق الراقي فهو الذي يستحق الحب والتقدير والاحترام
ويكفي أخوكم الفقير الى الله أن يتمتع بقراة ماتتفضلوا أنتم وغيركم من رواد هذه المجالس المباركة ولاتعلمون قدر الفائدة التي نقطفها نحن كطلاب علم في رحابكم .
سيدي لقد أجبتم بدر منثور زادكم الله بسطة في العلم والفهم وكتب الله لكم الاجر ولاتبخلوا علينا بمثل هذه الفوائد وفقكم الله وجزاكم خير الجزاء والسلام
عفوا سيدي كتاب (الأنموذج الخطير في مايرد من الإشكال على آية التطهير)
تأليف الإمام الشهيد الناصرلدين الله عبدالله بن الحسن بن أحمد عليه السلام 1226هـ ـ1256هـ بتحقيق أحمد محمد حجر منشورات مكتبة التراث الاسلامي .
والكتاب متوفر عندي وأتشرف ببعثه لكم سيدي والسلام .
أنا ابن عليّ الطهر من آل هاشم *** كفاني بهذامفخراً حين أفـــــخر
وجدي رسول الله أكرم من مشى *** ونحن سراج الله في الأرض يزهر

صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

Re: تفسير اية التطهير

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

الشريف الحمزي كتب:بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم صارم الدين زادك الله علما وحلما
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل من ملك هذا العلم وهذا الاسلوب الجميل وهذا الخلق الراقي فهو الذي يستحق الحب والتقدير والاحترام
ويكفي أخوكم الفقير الى الله أن يتمتع بقراة ماتتفضلوا أنتم وغيركم من رواد هذه المجالس المباركة ولاتعلمون قدر الفائدة التي نقطفها نحن كطلاب علم في رحابكم .
سيدي لقد أجبتم بدر منثور زادكم الله بسطة في العلم والفهم وكتب الله لكم الاجر ولاتبخلوا علينا بمثل هذه الفوائد وفقكم الله وجزاكم خير الجزاء والسلام
الشرف كل الشرف لي سيدي الكريم
جزآكم الله خيرا سيدي الشريف الحمزي لقد أعطيتموني فوق قدري
فإن كنتم انتم كذلك فمن نحن بجانبكم وجانب سادتنا العلماء وطلبة العلم النجباء
فما أنا إلا طالب مبتدئ مازلت في أول طريق هذا العلم الشريف
بل نحن الذين نستفيد منكم ومن سادتنا العلماء الإجلاء ومن رواد هذه المجالس المباركة
اسأل الله العلي العظيم أن يهدينا إلى الخير ويكتب لنا التوفيق ويسهل لنا دروب العلم الشريف ويجعلنا من المتمسكين بهدي النبي الكريم وبعترته آهل بيته الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم جميعا ويوفقنا جميعا إلى كل ما يحبه ويرضاه
أما الكتاب فقد حصلت عليه وان شاء الله اقرأه في اقرب وقت
سلمكم الله من كل شر ووفقكم وسدد خطاكم
ودمتم سيدي في خير
صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الإستفسارات“