مداولات غزّاوية في حزب اللّه

أضف رد جديد
عصائب اهل الحق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 125
اشترك في: الجمعة يوليو 18, 2008 11:48 pm

مداولات غزّاوية في حزب اللّه

مشاركة بواسطة عصائب اهل الحق »

مداولات غزّاوية في حزب اللّه

نادر فوز
الملك عبد الله يستمع إلى الرئيس محمود عباس أول من أمس (يوسف علان ـــ رويترز)يفتخر مسؤولون في حزب الله أمام ضيوفهم بنجاح مفهوم المقاومة الذي نقلوه إلى قطاع غزّة. لا يخفي هؤلاء أنّ الاتصالات وخطوط الإمداد بأنواع الدعم كانت مباشرة مع فصائل المقاومة في القطاع. ويؤكد أحد المطّلعين على النقاشات الجارية بين الحزب ومجموعة من القوى، أنّ حزب الله «يعلم تفاصيل ما يجري ميدانياً في الأراضي المحتلة، وربما أكثر مما تعلمه بعض الفصائل»، مشيراً إلى أنّ التواصل مستمر بين الحزب وجميع أطياف المقاومة في فلسطين.
هذا الدعم اللوجيستي والعسكري مستمرّ منذ أكثر من خمسة أعوام ولجميع الفصائل الفلسطينية التي قررت العودة إلى السلاح بعد انطلاق الانتفاضة الثانية أواخر عام 2000، وكشف الجيش الإسرائيلي أحد وجوهها باكتشاف السفينة «كارينا» في عام 2002 التي كانت تنقل إمدادات لحركة فتح.
يتحدّث مسؤولو حزب الله وهم على ثقة بنجاح المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن مواقعها، رافضين تشبيه عدوان تموز على لبنان بالعدوان الإسرائيلي الحالي على غزّة، «لأنّ الظرف والشكل والاستعداد مختلفة تماماً».
إضافةً إلى هذا الدعم المباشر للمقاومة في فلطسين، يعتبر حزب الله أنّ توجيه الأنظار إلى السياسة المصرية واجب، مع العلم أنْ «لا شيء يشوب العلاقة بين حزب الله والقاهرة رغم مجموعة نقاط اختلافية». ويقول أحد المطّلعين إنّ الاتصال بين الطرفين كان مستمراً طوال الفترة السابقة، إلا أنه انقطع مع بداية العدوان على غزّة وقرار المصريين الاستمرار في الحصار وعدم فتح معبر رفح وموقف الأمين العام لحزب الله من النظام المصري. إنهم يأخذون كل المواقف في الاعتبار، وآخرها موقف الرئيس الفرنسي عند خروجه من لقائه بالرئيس السوري، حين أكد ضرورة وقف إطلاق النار وفكّ الحصار، ليعود ويختلف هذا الموقف خلال تصريحه من القاهرة.
يكتفي مسؤولو حزب الله بهذا القدر من التوضيح في شأن العلاقة بالحكام المصريين ويؤكدون أن دعوتهم لأي احتجاج شعبي في محيط السفارة المصرية ستكون «مضيعة للوقت، لأن لا نتائج من هذه التحركات، فالعمل الفعلي هو داخل مصر شعباً وأحزاباً وحكومةً».
في الضفة الأخرى، ينقل زائر أحد مسؤولي الحزب، بعد لقاء الأخير بمسؤولين أردنيين، أنّ المملكة الأردنية في أشدّ أزماتها السياسية احتداماً «وتتخوّف مما يجري في غزّة، ومن التعاون المصري والسعودي وما يطبخه من مشاريع وخطط سرية، يمكن أن ينال الأردن نصيب من أضرارها». وشدّد الوفد الأردني خلال هذا اللقاء على أنّ المملكة لا يمكن أن ترتاح إلا بوجود دولة فلطسينية قوية «حتى لا تظلّ الترددات تصيب الشارع الأردني، وكي لا تأتي الصفقات على حساب النظام والشعب الأردني ذي الأغلبية الفلسطينية الساحقة» التي تتأثر بما يجري في وطنها الأم. وهذا الموقف نقله الملك الأردني لرئيس الاستخبارات الإسرائيلية، يوفال ديسكن، خلال زيارة الأخير للأردن قبيل بدء العدوان على القطاع. لذا يجد الأردنيون نفسهم اليوم محاصرين على جبهات عدة، داخلياً في ظلّ الغضب الشعبي لما يجري في غزّة، وعربياً جراء المشروع المصري ـــــ السعودي، وإسرائيلياً ودولياً بغية منع أي عودة أردنية عن خط «الاعتدال العربي».
ويتحدث هؤلاء عن شائعات تروج حول بيع عدد من المؤسسات لشخصيات سعودية وأنّ «الوضع الاقتصادي في الأردن إلى مزيد من التدهور، حتى إنّ «مدينة الحسين الطبيّة» ومقرّ القيادة العسكرية معروضان للبيع». ويظل وارداً أن لا يكون هذا الكلام أكثر من بالونات اختبار.
ضمن المواجهة نفسها مع الإسرائيليين، لا يزال ملف تحصين الجبهة الداخلية في صلب مناقشات الحزب. وفي المعادلة اللبنانية، لم يزل الشارع السنّي هو الرقم الصعب بالنسبة إلى حزب الله، رغم أنّ الأحداث تؤكد يوماً بعد يوم أنّ الوجود الإسرائيلي وعدم مواجهته يمثّلان خطراً على الدول العربية، و«الإسلامية» بمفهوم الجمهور السنّي.
العدوان على غزّة والمواقف من العدو الإسرائيلي مادتان دسمتان في الاستعداد للانتخابات النيابية المقبلة، ويبحث حزب الله عن طرف سنّي يضيفه إلى حلفائه في هذه الطائفة. وهنا تبدو الجماعة الإسلامية هي الأقرب بعدما أثبتت أنّ القضية الفلسطينية محور اهتماماتها. النقاش جارٍ في حزب الله حول هذا الموضوع، إلا أنّ بعض المسؤولين لا يخفون عدم ثقتهم بأداء الجماعة، التي ترتبط مباشرةً، «في قطبة ما»، بتيار المستقبل، «رغم أنّ قضايانا واحدة وواضحة مع الجماعة الإسلامية».



عدد الثلاثاء ١٣ كانون الثاني ٢٠٠٩
http://www.al-akhbar.com/ar/node/112776

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الشـؤون العربيـة والعالمية“