قراءة قلقة للمواقف الرسمية المعلنة حيال المجزرة الصهيونية في

أضف رد جديد
alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

قراءة قلقة للمواقف الرسمية المعلنة حيال المجزرة الصهيونية في

مشاركة بواسطة alimohammad »


بسم الله الرحمن الرحيم

ربما لم يستغرب الرأي العام الاسلامي و العربي التصريحات الرسمية المصرية التي غضبت و استاءت من دعوة امين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله القاهرة الى تحمل مسؤوليتها التاريخية و النضالية و الاخلاقية من اجل الدفاع عن الشعب الفلسطيني الذي يواجه افظع مجزرة صهيونية في قطاع غزة منذ عدة ايام .

فالسياسة المصرية التي تبدو الان مرجحة لأجندة فصيل فلسطيني على آخر، قد وفرت لإسرائيل مسوغات التجرؤ و الصلف و العدوان على کافة الحرمات و المقدرات العربية و الاسلامية ، مثلما وفرت لها اسباب تجاوز کل الخطوط الحمر في الصراع (العربي – الصهيوني).

و مع التأکيد على ان نتائج اتفاقات التسوية التي ابرمها بعض الاطراف الرسمية في المنطقة انعکست بنتائج سلبية جدا على الامة الاسلامية فإن من الطبيعي ان يشن وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط هجوما کلاميا جارحا على رمز عزة الجماهير العربية و الاسلامية المجاهد السيد حسن نصر الله، لا لسبب الا لأن سماحته ناشد مصر بثقلها العربي و الاسلامي و الاستراتيجي التدخل لوضع حد لحملة الابادة و التدمير الصهيونية ضد الفلسطينيين العزل في قطاع غزة بحکم قربها من موقع هذه الاحداث الکارثية، و انطلاقا من قدرتها على اغاثة اهلنا المستضعفين هناک بکل ما اوتيت من قوة.

و لاشک في ان تلکؤ القاهرة عن تقديم النصر و العون الى المحاصرين الفلسطينيين تحت وطأة الغارات الصاروخية القاتلة برا و بحرا و جوا، بدعوى ان الموقف على المعابر تحکمه اتفاقية دولية يجب الالتزام بها، هو امر غير مقنع نظرا للملاحم و التضحيات التي قدمتها مصر على امتداد الصراع العربي - الاسرائيلي اذ لايعقل ان تکبلها اتفاقية عن مد يد النجدة و الغوث و المساعدة الى اخوة الدم و العقيدة الفلسطينيين و هم يتعرضون لأبشع الجرائم البربرية الصهيونية في العصر الحديث.

فعلى خلفية مثل هذه المعاهدات يبدو مستبعدا ان تقدم اجتماعات النظام الرسمي العربي حلا او ان تتخذ موقفا مشترکا من العدوان الصهيوني الشامل على غزة طالما ان اسرائيل تستغلها لسلب الارادة و الاستقلالية في اتخاذ القرارات المصيرية من هذا النظام، فلا يعود قادرا حتى على تقديم المعونات الانسانية للشعب الفلسطيني و هو يواجه لوحده محرقة الحقد الصهيوني نجاد المناسبة .

و تعتقد الامة ان الامل معقود اليوم على ثقافة المقاومة و التحدي التي قدمت للامة الاسلامية و العربية اعظم انتصار في صيف عام 2006 عندما استطاع المقاومون اللبنانيون بقيادة المجاهد السيد حسن نصرالله، کسر غطرسة العدو الصهيوني الغادر، و إلحاق الهزيمة المنکرة بجيشه الذي کان يوصف بأنه لا يقهر فاذا به قد تحول بسلاح الايمان قبل اسلحة القتال الى اضحوکة يتندر بها ابناء المسلمين و العرب حينما اطلعوا على حقيقة جبن الصهاينة و تمزقهم في مواجهة مقاومين لا تتعدى امکاناتهم امکانات ميليشيا تعتمد اسلوب حرب العصابات للدفاع عن الارض و العرض و عن الکرامة و هي التي تخلى عنها البعض نزولا عند استحقاقات المعاهدات المشينة.

و مع علم الشارع العربي و الاسلامي بأن الغدر هو سلاح الجبناء فانه لا يستبعد انقلاب السحر على الساحر و تغير المعادلة لصالح المظلومين و المقاومين في قطاع غزة و في عموم فلسطين لأن المشيئة الالهية تأبى الا الانتصار للمؤمنين المستضعفين في الارض و الهزيمة و الخسران لزعماء الطغيان و الاستکبار في العالم.

فالحرب الهمجية الشاملة التي اشعلتها اسرائيل على قطاع غزة المحاصر منذ اکثر من عام، تبرهن على هذه الحقيقة الثابتة و هي ان الکيان الصهيوني المجرم هو کيان عدواني و دموي و غادر، و ليس جديرا بلغة التنازلات و المجاملات التي استخدمها معه بعض ممثلي النظام الرسمي ظنا منه بأن هذا التوجه سيطبع العلاقة بين الحمل و الذئب، فضلا عن کون اسرائيل ضربت کل المعاهدات العربية الموقعة لاقرار الامن و التعايش السلمي معها عرض الحائط، لانها شطبت عليها و الغتها من جانب واحد عبر استخفافها برغبة الدول العربية المطالبة بالسلام العادل، و عبر مجازرها و جرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني الاعزل.

و لقد جاءت تصريحات مبعوث الرباعية و رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في سياق مقابلة مع صحيفة هاآرتس، و التي رفض فيها وصف اي عمل عسکري تقوم به اسرائيل ضد المحاصرين في غزة بالکارثة ، لتعلن ماهية السياسة الدولية بعيدا عن اية رتوش او تمويهات.

فالثابت في هذا المضمار هو ان المنظمات الدولية و البلدان الغربية التي تدعي الدفاع عن الحريات و حقوق الانسان هي اليوم اکثر التصاقا بالارهاب الاسرائيلي لانها تتغاضي حاليا عن الجرائم المرتکبة بحق الانسانية المضطهدة في فلسطين و کأن الذين يتساقطون صرعي و مجروحين و معوقين على وقع صواريخ مقاتلات الـ"اف16" و "الاباتشي" في هذه الحرب القذرة، ليسوا من البشر و لا يستحق الالتفات الى ما ينالهم من حقد صهيوني اسود.

اما المؤکد عند ابناء الامتين الاسلامية و العربية فهو أن جريمة اسرائيل الجديدة لن تمر بدون عقاب لأن ابناء فلسطين اقسموا على الثأر من القتلة الصهاينة الذين ثبت حتى الان بأنهم لا يقيمون وزنا لقوانين ما يسمى بالشرعية الدولية و لا يفهمون سوى لغة المقاومة و التصدي و التضحية، و هي لغة الوحيدة التي اذاقت جيش الاحتلال الصهيوني مرارة الذل و الهزائم المنکرة على امتداد الاعوام الثمانية الماضية.
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الشـؤون العربيـة والعالمية“