الرابط بين زيارة رايس ابان عدوان لبنان وعدوان غزة

[سكينة]

هناك أوجه شبه متعددةٌ بينَ زيارةِ كوندوليزا رايس ابانَ عدوانِ تموزَ وزيارتِها اليومَ ابانَ العدوانِ على غزة. في المرةِ الاولى جاءت تشهدُ على ولادةِ الشرقِ الاوسطِ الجديدِ بعدَ القضاءِ على المقاومةِ في لبنان، فخابَ املُها ومُنِيَت هي واساطيلُها وصواريخُها بهزيمةٍ غيرِ مسبوقةٍ في تاريخِ الصراعِ العربي الاسرائيلي. اليومَ المشهدُ نفسُه يتكرر: فشلٌ اسرائيليٌ في القضاءِ على المقاومةِ في فلسطينَ واخفاقٌ في وقفِ اطلاقِ الصواريخِ على المستوطنات لتكبُرَ كرةُ الثلجِ المتدحرجة.
واذا كانت رايس تطمحُ في منحِ مزيدٍ من الوقتِ لاولمرت وفريقِ حربِه للامعانِ في تقتيلِ الفلسطينيينَ بعدَ فشلِ خطةٍ سابقةٍ اُعدت بالتنسيقِ معَ اطرافٍ عربيةٍ لاغراقِ حماسَ في فتنةٍ داخلية، تماماً كما اَفشلت المقاومةُ في لبنانَ مشاريعَ الفتنةِ التي اَطلَّت برأسِها اكثرَ من مرة، فانَ استحضارَ رايس المدمرةَ كول كوسيلةٍ لحمايةِ مصالحِ لولاياتِ المتحدةِ وحلفائها، يبدو كمَن يحاولُ اجترارَ نفسِه، خصوصاً اولئكَ الذين يَذُرُّونَ الرمادَ في عيونِ انصارِهم ويدعونَهم لعدمِ الخجلِ من الاستنجادِ بكول كما فعلَ النائبُ وليد جنبلاط، او لشكرِ واشنطن كما فعلَ سمير جعجع، بحيثُ تحاولُ هذهِ المجموعةُ تعويضَ خسائرِها المتتاليةِ بالاختباءِ وراءَ قوةٍ اميركيةٍ تَمرَّغُ انفُها سابقاً في لبنانَ ويتمرَّغُ حالياً في العراقِ وفي غزة.
واذا كانَ هؤلاءِ قد كشفوا عن خباياهُم فباتت الصورةُ اوضحَ خصوصاً بعدمَا عرضَ الرئيسُ نبيه بري كيفَ اَجهضوا الحلولَ وكيفَ يرمُونَ مصيرَ لبنانَ في مهبِ الرياحِ الدولية، فانَ عمليةَ الانقاذِ الداخلي التي يتوسلونَها من بكركي عبرَ التلطي بها لرفضِ قانونِ الانتخاباتِ وفقَ قانونِ العامِ ستينَ بعدما كانوا يرمونَه في وجهِ المعارضةِ التي قَبِلَت به، كلُ ذلكَ يُظهرُ حجمَ الارباكِ والتداعي الذي يعاني منه هذا الفريقُ وبالتالي يفسرُ قلقَه من التطوراتِ المقبلةِ اكثرَ من رهانِه عليها كما يحاولُ ان يُوحي بذلك.


http://www.almanar.com.lb/NewsSite/News ... x?id=37012