دارفور و بوروندي ... بين لعاب ودموع ممثلي المصالح

أضف رد جديد
الهاشمي اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 668
اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
اتصال:

دارفور و بوروندي ... بين لعاب ودموع ممثلي المصالح

مشاركة بواسطة الهاشمي اليماني »

رواند وبوروندي المستعمرتان بواسطة بلجيكا ... مع الكونقو " زائير" ... الإستعمار بصورته المعهودة لايختلف أسلوبه من بلد لأخر زرع الفرقة والشقاق والمناطقية والطائفية ... الخ . من أجل الفوز بثروات البلد والإستئثار بخيراتها وبالطبع لا يبقى سوى الفتات لأبناء البلاد أي المواطنين ..
شهد الكونقو وهو البلد الأثرى نزاعات وحروب طاحنة ولازالت مستعرة بالطبع بعيدا عن مناجم الشركات الإستعمارية .... أهل المناجم من الأوروبيين ينتهزون كل ثانية ويستغلونها لنهب أكبر كمية من المعادن الثمينة والنفيسة ، اليورانيوم ، الذهب ، الأبلاتين ، الألماس ... الكونقو غابات وأنهار أيظا .... مع كل هذا الثراء المواطن يمشئ عاريا ليس لأن طبيعته هي كذلك بل للعوز الشديد والفاقة ... يتغذى المواطن على الديدان "اليساريع" والقرود المملحة ... كل الخدمات تعليمية صحية بنى تحتية بدرجة الصفر ... هذا بالكونقوأكبر المستعمرات البلجيكية وأثراها والتي إنحصرت ثروتها بالنسبة للوطن بشكل عصي توكاء عليها طيب الذكر موبوتو سيسي سيكو ، حيث كان يدفع ثمن العصى الفريدة بحبيبات الألماس التي تهدى له من شركات المناجم التي يعمل لها أكثر من عمله لوطنه كرئيس ، وقد شق هذا الجنرال طريقة بمساعدة القوى الإستعمارية وقضى على الزعيم الوطني الشهير باتريس لومومبا ... ثم خاض حرب كاتنقا مع زعيمها الشهير مويس تشومبي والذي تعاون الجميع عليه خوفا من تهديده مصالحهم بذكائه الملموس .... أما راوندا وبورندي فحدث ولاحرج حيث الثروة المعدنية لاتغري أحدا بالقدوم للمساعدة والفوز بمغنم .. وذاك ربما يفسر عدم المبالاة بقضية حقوق الإنسان بهما .. ولايتوقع أن تسيل دموع عنان الغزيرة كماهي بدارفور وقبلها تيمور الشرقية ... فرواندا وبورندي جنتان إستوائيتان بكل ما تعنيه الكلمة رغم خلوهما من الثروة المعدنية ..
راوند وبورندي يقطنهما فيصيلين رئيسين من البشر وهما الهوتو وتنتمي هذه القبائل لشعوب غرب أفريقيا الباتان ... ثم التوتسي ... والتي تنتمي للمجموعات السامية القادمة من شرق أفريقيا ومنها الماساي .. التوتسي بجذورهم السامية ... والسامية تعني اليمنية ، وأيايكن الأمر هؤلاء البشر لهم سمات وملامح البدو الرحل ذوو الأصول العربية الممتدين بالسودان الطبيعي ... من سواكن بالسودان وحتى نواكشوط (نواق الشط) بساحل الأطلنطي وبموريتانيا (شنقيط) التوتسي لايحملون الملامح وحسب بل بعض المثل اليمنية والقيم وكذا الإعتزاز بالنفس والوثوق بها ... وربما كان بهم فئة تدافع عنهم كالجانجاويد ...
المستعمر البلجيكي وجد التوتسي أكثر قابلية للتعليم والتحضر ثم يشكلون اقلية سكانية لاتشكل خطرا على مصالحة فعمد لإدخالهم مجالات التعليم والعسكري منه أكثر فشهدنا سيطرة للتوتسي على تلك المناطق بل وتمتد بهم السيطرة للكونقو ... ولاننسى أقاربهم بأوغندا ... ذكاء ومثابرة + تعليم ، ومع التدخل الأجنبي كانت ورقة هظم الغالبية السكانية من الهوتو ورقة اللعب المناسبة ...
علت سحب الدخان سماء بوجونبورا ... عاصمة بوروندي الساحرة وجنة الله في أرضه .. فتناثرت أشلاء الآدميين وتناثرت لتغطي الأعشاب والزهور ... وطغى نتنها على عبير زهو النرجس البري وعجزت الظباع عن الأكل حيث اصيبت بالتخمة ...... فالضحايا مليون وأكثر من تعساء البشر ...
كل تلك المآسي لايمكن مقارنتها بما يحدث بدارفور السودانية على الإطلاق .... لكن النفط المحتمل بدار فور إستطاع إستدرار العواطف وأسال الدموع الغزيرة وقبلها اللعاب ... فبكى كوفي عنان وبلير وبوش ... وكل ممثلي الشركات العالمية تقاطروا للبكاء والنوح ... أشبه بمناحة سكان بيونقيانق الكورية على زعيمهم الراحل كيم إيل سونق ... حيث كان يساق الآلاف لبيكوا بتناغم ونظام حتى عند مسح الدموع ..
بوروندي تلعق جراحها وبمساعدة هامشية وإعلامية ... جبر خاطر ... ولعل حكايتها تشبه حكاية الشاب الفقير الذي تشبث بفتاة يريدها زوج ... كانت الفتاة لاترغب بهذا المعدم فأجابته بفضاضة وكأنها تنهره لتحرشه بها ... ما عندك إحترام ... ما عندك شيمة ... ما عندك بيت ولابابور ( منزل ولاسيارة ) ..

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الشـؤون العربيـة والعالمية“