تاريخ الأنابيب العربي !!

أضف رد جديد
العيــاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 65
اشترك في: الخميس مارس 11, 2004 7:38 pm
مكان: الحــرف
اتصال:

تاريخ الأنابيب العربي !!

مشاركة بواسطة العيــاني »

تاريخ الأنابيب واستنساخ الأحداث
سبق علمي عربي مصفى لريادة عربية خالصة

بقلم/ عـز الدين العياني


في زمنٍ عصري جديب يعيشه العربي أياً كان شكله أو نوعه أو مكانته أو..، يتلفت الفحل المجتهد (منهم) هنا وهناك، يغوص في أروقة موروثه المخطوط، المطبوع، الملموس والمحسوس، ينفض التراب عنه، ينقض عليه بنهم، يلوكه بشراهة، ويبدأ بجدٍ طقوسه التنقيبية البحثية عن أي شيء أي شيء قد يساهم، قد يساعد، قد.. وقد.. على إخراجه من دائرة تصنيف اللاشيء هذه التي يتبوئها الآن إلى شيء وأي شيء مهما كان ضارباً في قدمه أو بداوته أو حتى بلادته المفرطة في إيمانها المثالي الاستحماري المطلق بعظمة وسمو ورفعة الذات العربية التي يسمو صاحبها ( الباحث المنقب عن أمجاد الأجداد ) إلى أن تدركه أبصار الخليقة مجردة من أي عدسات مجهرية تكبيرية مجسمة..!! خصصت في الأصل للتجارب المعملية المخبرية، لدراسة وتتبع الطفيليات الكونية، ولعلةٍ لا يفقهها إلا الراسخون ( الخواجاتية )، أما نحن الـــــ ( لاشيء ) فمساكين لا نفقه من الأمر شيئاً بما فينا هذا المجتهد المجد العربي الفحل..!، نعم مسكين لأنه سيخرج من غوصه زائغ الحس، مشتت الإدراك، منهك الفهم، و..ولا عزاء لا له ولا للجميع ما دامت وتيرة حياة الحال العربي تتسارع نحو مصيرها الداكن المجهول..!، تتلاعب بمعاييرها المضطربة الأهواء المختلة والأمزجة المتعطشة اللاهثة خلف إشباع حاجات الذات الحرمانية التي تقادم ترسبها في كل شبرٍ على خارطة الهوية الموسومة بـ ( أنا عربي )، بدءأً من الأمس الموغل في قدمه، وانتهاءً بالحال اليومي المموه المترقب لغدٍ غيبي ربما يكون خاتمة العبث ونهاية السفه الذي تراكمت فقاعاته، وتعاظمت غشاواته فغطت الألباب والأفئدة، وحجبت الرؤية الإدراكية المنصفة على الجميع، عند الجميع، مع الجميع، وعلى مستوى الماسة ( أعني المأساة ) تصحيحاً للفظة تلفظها رئيس يمني راحل بأحد خطاباته البليغة آن ذاك..!

إن الحديث عن الحضارة، عن العلم، عن السبق والتسابق فيه، لهو الحديث نفسه عن تاريخ مضى وأمس تولى وزمنٍ أفل و..، وستبقى الأصالة معيارا وقاعدة لأي وثبة أو قفزة تهم بها عصرية المعاصرة أو حدثية الحداثة، فلا علوٍ لبنيان لا أساس له، أو بعبارة رقيقة متداولة ومفعمة بالحكمة والزهد " لا غدٍ لمن لا أمس له "، وهي العبارة التي ربما تجاهلت الحاضر لغيبيته وأنعدامه إلا في قواميس الشعوب المتشردة المهمشة، لهذا يحاول إخواننا في إمارات الخليج اليوم التنصل والنط على هذه العبارة من خلال تبنيهم لخصخصة الذات وعزلهــــا كـ الكويت أولاً – البحرين أولاً – وقطر وخارف، و.. وهكذا أولاً أولاً وكأنهم يتنبرسون إقتداءً بترنيمة خليجية مشهوره ( اللي ما له أول أكيد ما له ثاني )!، وهنا لا بد من إشارة عابرة أستلهمها من حديث سمعته من المثقف البارع رئيس تحرير صحيفة الأمة الأستاذ عبد الكريم الخيواني ، عقب عودتة من زيارة خاصة قام بها لدولة الكويت، هذه الدولة

الصغيرة في مساحتها الكبيرة في عطائها الثقافي الرائد، الأول، الأكبر، على مستوى دولنا العربية جمعاء، والذي أنا نفسي أكن لها حيال ذلك حباً بلا حدود وأحتراماً بلا نهاية وربما يشاطرني في ذلك أناس كثر ولا ينكر ذلك إلا الكفور الجاحد..، مع هذا فإن الحديث عن إيجابية عطاء هذه الدولة الثقافي لا يمكن أن يجرنا إلى الأستحياء، من عدم الحديث عن عبثها ووهمها الخاص بما يعرف بـ (تاريخها أو موروثها)، هذا الذي يعلق عليه الزائر المبدع بقوله متنــدراً: " استوردوا لهم ثعبان وحية – حنطوا لهم أم أربعة وأربعين – أناخوا لهم بقايا مركب بحري بسيط – رصوا تمائم وأدوات بدائية للنوخذة – و.. " وعملوا لهذه الأشياء صرح غاية في الضخامة التكوينية التكنولوجيه الدهشة، وقالوا هذا موروثنا وتراثنا وو.."، هذا كمثال قد يعمم على كل إمارة أو دويلة أو حتى دولة تتبنى شعـــار ( أولوية الأولية ) تنصلاً وإنسلاخاً وتقهقراً، وما جماهيرية ليبيا العظمى عن ما يحدث ببعيــد.!
وإذاً فإن التيه الحاصل اليوم، يرغمنا ويمنعنا من التطويح بعيداً عن موضوعنا الأساس " تاريخ الأنابيب واستنساخ الأحداث" وبراعة العرب فيه باعتباره سبق علمي خاص بهم، وباعتبارهم (فرضاً)أصحاب الريادة المطلقة في هذا السبق العلمي الذي بدأ عند الغرب في عصرنا الراهن قائماً على أكتاف سلالة الرخلة أو النعجة ( دولي ) كاستنساخ (مادي)، في حين سجلت بداياته عند العرب كاستنساخ ( معنوي ) قبل ألف وأربعمائة سنة تقريباً واستمر دواليك خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة بكل ما حوته من فرقه وشتات، وفي وسع أياً منا إن أراد أن يتأكد إثباتاً من ذلك فعليه أن يستنطق الشواهد والإثباتات الدامغة الحجة، كحقيقة ملموسة ونظرية سنسلم بها سلفاً بمجرد إستعراضنا لأحداث تاريخية غاية في الروعة لا لأهميتها، أو لجهلها، أو حتى لماهية المكنون فيها، وإنما لأنها تتكون من( أصل أصل وأصلٍ مستنسخ ) وليس كما قد يفهمه البعض (أصل وصورة) حتى ولو كانت طبقاً للأصل..!، وهذا ما يجعلنا نؤكد بأن الموضوع برمته قائم على دعامة علمية محاكية وقريبة جداً من فرضية العلوم الحديثة، وبالتالي فهي بالضرورة تستدعي ما يعرف بالإثباتية للتأكد من صحة الفرضية هذه، كون الموضوع ربما يدخل ضمن سباق آخر الدهشات والصيحات والصرخات الموضوية، من أجل ذلك فلا بد من الإلتزام بشروط ومقاييس الجودة العالمية(الأيزو البفكي )، ولا مانع مع أنه شرط ثانوي من الأخذ بالتنويهة الإرشادية الخاصة بكيفية الأستعراض الإثباتي، كأن يكون مثلاً من باب إثبات السبق العلمي الصرف تحرزاً من الوقوع في مزالق الغمز المذهبي التكفيري أو اللمز الحزبي الإفرازي، واللذان أشبعانا فرقة وتمزيقاً وتشتيتا..!، كما أننا شبعنا وشبعنا منهما لدرجة التقيؤ.

-----------
مسودة المقال قبل التصحيح والنشر..
أما والله لو صلبوا يقيـني * * * ونُصّب للسكوت على لساني
لأنطق نطفة للصمت حبي * * * لحيــدرة بأرحـام الزواني

أبو مجد الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 294
اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
اتصال:

مشاركة بواسطة أبو مجد الدين »

مع أنها أول شيء أفهمه لك - والعتب هنا عليّ -، إلا أنها من روائع ما قرأت ...

زادك الله بسطة في العلم والأدب والـ ألمعيــة :)
تحياتي ،،،
صورة


لن أنســـــــــــــــــــــــاك

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الشـؤون العربيـة والعالمية“