حزب الله انتصر وانتهى الأمر

أضف رد جديد
بدر الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1344
اشترك في: الاثنين أغسطس 01, 2005 1:58 am
مكان: هنااك
اتصال:

حزب الله انتصر وانتهى الأمر

مشاركة بواسطة بدر الدين »

حزب الله أثبت أن ذل العرب وخنوعهم أمام اسرائيل هو في الأساس هزيمة نفسية, ولعل الهزيمة النفسية هي أكبر خسائر اسرائيل، وهي في الوقت ذاته انجازات حزب الله, ولذلك، فانه بالمقاييس المادية والمعنوية كلها انتصر حزب الله وانتهى الأمر،
كان الحاج صالح يجلس هادئاً داخل مقهى في تونس العاصمة يتابع أخبار لبنان، وفجأة قفز من مكانه فور أن سمع صوت التلفزيون، وهو يذيع نقلا مباشرا لقصف صاروخي لحزب الله على اسرائيل اسفر عن قتل 12 جندياً اسرائيلياً، فصاح الحاج صالح في الجالسين بصوت عالٍ طالباً منهم السكوت، حتى يتمكن من متابعة الأخبار وهو يقول «يعطيكم العافية يا أبطال، ذوقوهم كيفاش يكون طعم الحنظل، الله ينصركم على الأعداء».
هذا المشهد لا يبدو حالاً استثنائيةً في هذه الأيام لمن يتابع أخبار الحرب الدائرة في لبنان من العرب والمسلمين، بل هو في الغالب المشهد التقليدي في أنحاء البلاد الاسلامية من الخليج الى المحيط, وهذا المشهد يعبر عن العفوية التي تتعاطى بها الشعوب مع الحرب الدائرة بين اسرائيل وحزب الله, وهذه الشعوب بتعاطيها التلقائي تتجاوز الحواجز الطائفية المصطنعة التي حاولت وتحاول خلقها بعض القوى سواء كانت أنظمة أم تيارات فكرية أم أشخاصا ذوي ثقل ديني أو ثقافي.
شعور الحاج صالح وملايين العرب والمسلمين هو تعبير عفوي لملايين الناس الذين يعتبرون أن المعركة التي يخوضها حزب الله ضد اسرائيل هي معركتهم والعدو عدوهم، ولذلك تجدهم يتمنون له النصر ويدعون له لأنه يقاتل عدوهم الذي طالما حلموا بهزيمته، وحتى يحطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وهي الأسطورة التي صنعتها الأنظمة العربية بهزائمها المتكررة أمام الجيش الاسرائيلي, من هنا، فان توحيد الأمة - مع بعض الاستثناءات الشاذة - لدعم المقاومة في جنوب لبنان هو أحد أهم النجاحات والانتصارات المعنوية التي حققها حزب الله في هذه المعركة، وذلك من خلال احياء روح الانتصار عند الأمة التي ملأها الاحباط من مشاهدة المجازر التي يرتكبها الاسرئيليون من دون أن يكون للعرب والمسلمين القدرة في الرد عليها.
لمن يرى بعين الإنصاف والواقعية، بعيداً عن التحفظ المسبق أو النظرة السطحية للأمور، سيجد أن حزب الله انتصر بامتياز بهذه المعركة بعد صموده لأكثر من شهر أمام آلة الحرب الاسرائيلية بكل قوتها، وأصبح رقماً صعباً لا يمكن تخطيه أو تجاوزه, لكن الأهم هو أن حزب الله لا يجيّر هذا النصر لمصلحته الخاصة ولا لطائفته، وانما للأمة ككل, وأهم انتصار هو أن حزب الله أثبت أنه يمكن للعرب والمسلمين أن يهزموا اسرائيل, فما دام حزب بامكانياته المتواضعة استطاع أن يقارع هذا الجيش «الأسطوري» ويثخنه بالجراح ولا يمكنه من هزيمته، وهو ما ظهر جلياً في هستيريا القتل التي اتبعها الجيش الاسرائيلي في الأيام الأخيرة، فان العرب والمسلمين قادرون على مواجهة كل الصعاب لهزيمة اسرائيل.
حزب الله أثبت أن ذل العرب وخنوعهم أمام اسرائيل هو في الأساس هزيمة نفسية, ولعل الهزيمة النفسية هي أكبر خسائر اسرائيل، وهي في الوقت ذاته انجازات حزب الله, ولذلك، فانه بالمقاييس المادية والمعنوية كلها انتصر حزب الله وانتهى الأمر، وهي مسألة وقت لنجني ثمار هذا النصر بعد أن يهدأ صوت المدافع، وأكبر دليل على ذلك أنه حتى من كان يلوم حزب الله في البداية أصبح يصفق له الآن، لأن أشد المتفائلين لم يكن يتوقع أن يصمد حزب الله حتى الآن, مرة أخرى حزب الله انتصر وانتهى الأمر.

وإنك لعلى خلق عظيم فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون.......!

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الشـؤون العربيـة والعالمية“