عملتها ياشيخ حسن نصرالله،

[صاحب خولان]

أول درس عربي للعدو الإسرائيلي - صالح الأشقر
الشرق القطرية


عملتها ياشيخ حسن نصرالله، لقد وجهت لبلدك لبنان ضربة اقتصادية قوية، وفي الوقت المناسب وتسببت عملية رجالك في اختطاف وقتل عدد من جنود العدو الإسرائيلي بقتل العشرات من المواطنين اللبنانيين العزل، إلى جانب دمار كبير في الممتلكات والبنية التحتية اللبنانية تقدر بمئات الملايين من الدولارات.
ولا اخفيك ياشيخ نصرالله انني كنت مع الدول العربية المقدامة التي حملتك مسؤولية المغامرة لاعتقادي ان اشتباكك مع العدو مغامرة غير محسوبة لن تستغرق عدة ساعات، ثم تبدأ مع رجالك في الصراخ وطلب النجدة.

لذلك كنت خائفاً ان تعطي العدو الفرصة لتدمير لبنان دون عقابه، ولكن أن يدمر رجالك بارجة حربية للعدو بمثل هذا الحجم ويواصلوا الرد المناسب في كل الجبهات على العدوان وبهذه الرجولة، وقولك إن العدو أرادها حرباً مفتوحة ولتكن كذلك، فإنني اعتذر لك وفي نفس الوقت أشد من أزرك وأفخر بالرجال من أمثالك واعتبر نفسي تحت تصرفك.

مشكلتي ياشيخ نصرالله انني اعتبرت حربك ضد العدو حرباً عشوائية وانفعالية غير محسوبة، كما كان الحال في حروب قيادتنا العربية ضد العدو التي انتهى بها المطاف إلى الاستسلام المهين وإعطاء العدو النصر والمكانة والهيبة على كل الأنظمة العربية.

لا اخفيك ياشيخ نصرالله إذا قلت لك: إنه لا الأنظمة العربية ولا إسرائيل توقعت ان يواجه العدوان الإسرائيلي مثل هذه الحرب الرجولية التي جعلت رئيس وزراء إسرائىل أولمرت ومعه العديد من القيادات العربية يترنحون من شدة ضربات رجالك الأبطال في البر والبحر.

لبنان أصغر دولة عربية والأقل إمكانات والأقل مسؤولية عن ضياع فلسطين من بين دول المواجهة العربية المحيطة بإسرائيل هي الأكثر تضرراً والأكثر معاناة مع الشعب الفلسطيني، ورغم ذلك فإن مقاومة الرجال الشجعان في لبنان سوف تظل تاج شرف على جبين كل عربي شريف.

كان لبنان البلد العربي الوحيد الذي يتمتع بنظام برلماني حضاري، ولم يعرف انقلابات ولم يتعهد بتحرير فلسطين، كما كان حال الأنظمة العربية الأخرى، إلا أن ظروف لبنان تغيرت بعد حرب عام 1967 التي كانت نتيجتها احتلال إسرائيل للضفة الغربية من الوصي الأردني وقطاع غزة من الوصي المصري.

ورغم الواجب والمسؤولية على هذه الدول، فإنها قررت إبعاد المنظمات الفلسطينية المختلفة التوجهات إلى الساحة اللبنانية حيث كانت هذه الساحة وماتزال المتضرر الأكثر أمنياً واقتصادياً، وضحى لبنان بتطوره واستقراره عندما قبل ان تتجاذبه مختلف الأطراف فلسطينيا وعربيا.

وفي ظل ضعف عربي عام بما في ذلك النظام اللبناني جاءنا الشيخ حسن نصرالله ليضع نفسه مكان صلاح الدين منقذا ومحررا فلسطين، ولا نملك في هذه الساعات الحرجة إلا الدعاء إلى الله ان ينصر هذا الشيخ الشجاع ورجاله الأبطال إلى جانب رجال إسماعيل هنية في الضفة وغزة الذين يضحون بأغلى ما يملكون لرد العدوان الإسرائيلي.

وهكذا ظل لبنان وما يزال يعاني من العدوان الإسرائيلي بذرائع ضرب المنظمات الفلسطينية التي تنطلق من لبنان لضرب إسرائيل حتى وجد حزب الله الذي ظل ومايزال يوجه الدروس المناسبة للعدوان الإسرائيلي.

المشكلة ان إسرائيل تخوض الحرب بقرار من قمة السلطة في إسرائيل وبدعم غير محدود من الولايات المتحدة الأمريكية، في حين قام حزب الله بتفجير الوضع دون تأييد من بلده لبنان أو الدول العربية الفاعلة وهاهو يحرج الجميع بقدرته على المواجهة الفاعلة والصمود البطولي.

المحصلة ان حزب الله لخبط برامج الإجازات العربية ونبه القيادة الإسرائيلية إلى أنها إذا كانت قد استطاعت وضع معظم الأنظمة العربية في جيبها دون إعادة الحقوق فإنها لن تستطيع وضع الشيخ نصرالله والملايين من العرب في جيبها حتى تعيد الحقوق وتتخلى عن العدوان والعجرفة الصهيونية
www.wa3ad.org/index.php?show=banners&action=goto&id=7