إسرائيل تخسر الحرب ؟!!

أضف رد جديد
علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

إسرائيل تخسر الحرب ؟!!

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

ريت ستيفنز/ عضو مجلس تحرير صحيفة "وول ستريت جورنال" الاميركية
إسرائيل تخسر هذه الحرب ! ليس المقصود من ذلك أنها "سوف" تخسر الحرب، أو أن الحرب أساساً لم تكن قابلة للفوز بها !! لكن إذا استمرت على هذا المنوال، فإن إسرائيل ستواجه أعظم إذلال عسكري في تاريخها. خلال حرب "يوم الغفران" في العام ,1973 كان الاسرائيليون مصعوقين من نزاعاتهم الاولى مع مصر وسوريا، ورغم ذلك فقد تمكنوا من الظفر بالنصر على خصمين قويي التسلح ومدعومين من الاتحاد السوفياتي السابق، في غضون 20 يوماً.
أما النزاع مع "حزب الله" الميليشيا ذات ال15 ألف رجل مسلحين بالاجمال بصواريخ كاتيوشيا تعود لفترة الحرب العالمية الثانية فقد تخطى حالياً يومه ال.21 وحتى الآن، ليس لإسرائيل ما تظهره لتبرير جهودها: ما من أراضٍ عدوة مكتسبة، ما من قادة أعداء مقتولين، ما من حدّ للقصف الصاروخي الذي أبعد نحو مليون إسرائيلي عن منازلهم ومكاتبهم.
إن خسارة الحروب، بالاجمال، تكون إما عسكرية أو سياسية. إسرائيل تخسرها في الوجهين. قبل أسبوعين، تفاخر المسؤولون الاسرائيليون بأنهم دمّروا 50 في المئة من القدرات العسكرية ل"حزب الله"، وأنهم بحاجة فقط إلى ما بين 10 و14 يوماً لإنهاء المهمة. وبعد يومين، إثر سقوط نحو 140 صاروخ كاتيوشيا على إسرائيل، قال رئيس الوزراء إيهود أولمرت لوزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس حين أتت لزيارته بأنه يحتاج إلى ما بين 10 و14 يوماً أخرى.
حين بدأت الحرب، تحدث المسؤولون الاسرائيليون عن "كسر" "حزب الله"، ثم تحوّل الحديث إلى "طرد" "حزب الله" من منطقة الحدود، وبعدها إلى "الحد" من قدرات "حزب الله"، والآن يدور الحديث حول تأسيس قوة دولية متعددة الجنسيات يمكنها حراسة الحدود. إن أهداف إسرائيل تصبح أقل طموحاً فيما الوقت الذي تحتاجه لإنجازها يزداد طولاً.
من المذهل كم من الامور يمكن تبديدها في ظرف ثلاثة أسابيع. في 12 تموز الماضي، كانت إسرائيل قابعة وراء حدود معترف بها دولياً، حيث كانت تتمتع بأرجحية في القوة العسكرية. وكانت تملك قوة الردع والشرعية. وكانت غارة "حزب الله" عبر الحدود ذلك اليوم مدانة بشكل واسع داخل لبنان وفي أوساط القادة العرب، بوصفها طائشة واستفزازية. وقد استجاب قرار أولمرت بالرد عبر قوة ضخمة، لرغبة الاسرائيليين من اليسار إلى اليمين، وحظي بدعمهم. كما انه حظي بضوء أخضر من إدارة بوش، التي كان لها أسبابها الخاصة للرغبة بتمزيق "حزب الله"، والتي افترضت أن الإسرائيليين سينفذون هذه المهمة.
لكن يبدو أنهم غير قادرين على تنفيذ المهمة. لقد بدأت الحرب مع سلسلة من الاخفاقات الاستخباراتية: لقد خفّفت إسرائيل درجة استعداداتها على الحدود الشمالية قبيل الغارة؛ لم تكن تعلم أن "حزب الله" كان يملك صواريخ مضادة للسفن صينية الصنع، كاد أحدها يغرق بارجة في خليج بيروت؛ لقد جُرّدت من جنودها بواسطة المقاومة الضروس التي واجهتها في البلدتين اللبنانيتين اللتين حاولت احتلالهما حتى الآن. إن إخفاقات مماثلة تعدّ مفاجئة ومخيّبة، بالنظرإلى أن إسرائيل كانت تطارد وتصارع "حزب الله" لنحو ربع قرن.
إن ما يصعب فهمه، هو استراتيجية عسكرية وسياسية تفترض خطأً أنه يمكن لإسرائيل أخذ وقتها في مواجهة حزب الله. هذا ليس بإمكانها. إسرائيل لا تزوّد نفسها بصواريخ دقيقة التوجيه؛ إنها لا تؤمن غطاء خاصاً لها في مجلس الامن الدولي؛ إنها لا تملك 130 ألف جندي في العراق معرّضين لخطر تمرّد جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر. إن ما يجب أن يشكّل مصدر قلق هائل لقادة إسرائيل، هو أن آية الله علي السيستاني يدعو في العراق إلى وقف فوري لإطلاق النار. إن آية الله السيستاني هو بخلاف كوفي أنان مثلاً ذلك النوع من الرجال القادر على شدّ أذن جورج بوش.
لقد مزج الاسرائيليون هذا الخطأ باستراتيجية مبنية على القوة الجوية، والتي مهما كانت فوائدها في حماية جنود إسرائيل، فلم يكن بإمكانها أبداً طرد "حزب الله" من جنوب لبنان، تماماً كما لم تتمكن القوة الجوية بمفردها من طرد صدام من الكويت في العام .1991
إن قاعدة النسبية، رغم ذلك، تضمن أنه بين كل غارة من 5 آلاف صاروخ، فإن صاروخاً (أو اثنين او ثلاثة) سينحرف عن مساره.
ربما هذا ما حصل في قانا في نهاية الاسبوع الماضي، حيث تسببت غارة إسرائيلية جوية بشكل غير مباشر بمقتل 27 شخصاً على الاقل، بينهم 17 طفلاً. أجل، "حزب الله" يتحمل المسؤولية النهائية هنا، لوضعه تجهيزاته بشكل مدروس في أوساط المدنيين. ورغم ذلك، فإن موت هؤلاء الاطفال يجب أن يصنّف كجريمة إذا كانت أهداف إسرائيل في لبنان عبثية. وقد سرت أقوال متضاربة في دوائر إسرائيل الامنية، حول أن القصف يسعى ليظهر ل"حزب الله" أن "الزعيم قد فقد السيطرة على أعصابه". أي نوع من الاهداف هو هذا؟ لا أحد في هذا النزاع شكّ قط بقدرة إسرائيل على إرجاع لبنان إلى الوراء 20 أو 50 أو 500 عام (وهو تقريباً المكان حيث يريد حزب الله ذاته للبلاد أن تكون).
إن الهدف، بالاحرى، هو التأكيد على أن "حزب الله" لن يعود مجدداً أبداً، إلى وضع يخوّله إثارة أزمة مماثلة، وتحقيق ذلك بأكبر تأثير ممكن وخلال أقصر وقت ممكن. لقد حذّر رئيس أركان الجيش الاسرائيلي دان حلوتس قبل أسبوعين، من أن "حزب الله" يريد حرباً طويلة، قائلا "إنهم يدركون أن الاحتكاك المطوّل يسبّب ضغطاً داخلياً من المواطنين الاسرائيليين وضغوطاً دولية، ويظنون ان هذه هي نقاط ضعفنا". إن هذا صحيح، ما يجعل من حملته العسكرية ذات الاسابيع الثلاثة أمراً محيرا.
إن الاكثر إثارة للحيرة هو قرار الحكومة الاسرائيلية الذي اتخذته في الاسبوع الماضي، ضد إطلاق اجتياح بري واسع. بدلاً منه، سوف يكتفون بحزام أمني ضيق في جنوب لبنان، أضيق من أن يمنع وصول الصواريخ إلى إسرائيل، لكنه سوف يمنح "حزب الله" مبرراً طازجاً لمكافحة "الاحتلال" الجديد. خرجت الحكومة أيضاً عن مسارها لتؤكد مجدداً لسوريا البلد الذي وضعه أولمرت ضمن محور الشر الخاص به في الاسبوع السابق أنه ليس لديها النية بجرّها إلى النزاع. غير أن إسرائيل ليست بحاجة لقصف دمشق، وإبقاء بشار الاسد صاحياً طوال الليل، كي تقدّر بماذا ستعود عليه رعايته لحزب الله.
الليلة الماضية في تل أبيب، ألقى أولمرت خطاباً آخرَ من خطاباته المليئة بالدم والدموع والعرق والخداع؛ وقررت الحكومة الاسرائيلية لاحقاً توسيع حربها البرية، التي ما تزال غير واضحة الاهداف. في هذه الاثناء، غادرت رايس القدس إلى واشنطن بفكرة مختلفة: "أحمل معي إجماعاً واضحاً حول ما هو ضروري من أجل وقف طارئ لإطلاق النار، وتسوية دائمة. أنا مقتنعة أنه بإمكاننا التوصل إلى الاثنين في هذا الاسبوع".
إن المهل تتشابك هنا؛ والاجندات قد تتبعها. إن لإسرائيل رئيس وزراء يتحدث بخشونة. ما هو منتظر يكمن في ما إذا كان قادراً على التصرف بسرعة. !!
ريت ستيفنز/ عضو مجلس تحرير صحيفة "وول ستريت جورنال" الاميركية
المصدر : http://www.moqawama.net

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الشـؤون العربيـة والعالمية“