القلق من إيران

أضف رد جديد
عبدالوكيل التهامي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 105
اشترك في: الخميس مارس 30, 2006 2:21 pm

القلق من إيران

مشاركة بواسطة عبدالوكيل التهامي »

بسم الله الرحمن الرحيم

القلق من ايران

نسمع كثيرا في الاونة الاخيرة في وسائل الاعلام المختلفة وبألسنة عربية غير فصيحة كلاما يعبر عن القلق المتزايد من ايران ومشاريعها ونفوذها المتزايد في المنطقة .
ولعل أبرز التعبيرات عن المخاوف تلك التي تتحدث عن "هلال شيعي " يمتد من ايران وحتى لبنان !!


وبعض نجوم االشاشة العربية في مجال السياسة تتمحور أغلب تحليلاتهم حول التحذير من خطر ايران ونفوذها ومشاريعها !

ولكن يحق للمتابع - إن أقر بطموحات إيران وخططها - أن يسأل هذا السؤال البسيط :

ما هي المشاريع البديلة التي طرحت على المنطقة ويراد للعرب الانخراط فيها بدلا من مشروع إيران ؟؟

أهي المشاريع العربية ؟

أم المشاريع الصهيوأمريكية ؟

لعل الجواب من الوضوح بمكان لا يحتاج معه لقليل فطنة أو ذكاء ، لان المعلوم أن الانظمة العربية لا تمتلك مشروعا سوى الانبطاح التام والتسليم المذل لما يريده العم سام في كل شئ حتى في طريقة انفاق الثروة النفطية المتراكمة ، فهذا النظام السعودي اليوم يبذل ما يقارب ثلاثة مليارات دولار لشراء أسلحة (عفى عليها الزمن) وليست مجهزة لتصمد أمام اسرائيل لساعة زمن ، وانما كانت الصفقة فقط لاسترجاع اموال النفط (المرتفع سعره ) من الباب الخلفي ، ولن نسأل لماذا تشتري السعودية كل هذه الاسلحة لان الشعوب تعرف الجواب جيدا بل تجد حرارته في أبنائها كلما حاولت خلاصا من هذا الذل القسري .

لم يبق للعرب من مشاريع بديلة عن المشروع الايراني سوى المشاريع الصهيوأمريكية التي عبرت عنها رايس " بالشرق الاوسط الجديد".

وقد ألمحت في موضوعي " من ملامح الشرق الاوسط الجديد" إلى بعض ملامح هذا الشرق الاوسط الجديد الذي تخطط له رايس للمنطقة والذي سيكون فيه الدين غريبا كما بدأ غريبا وسيكون فيه الانحطاط والمهانة والرذيلة والفاحشة حاضرة عيانا بيانا ظاهرا غير مستور بشرعية القوانين والانظمة العلمانية وحماية الشرطة العربية ومباركة الزعماء العرب حيث لا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر ولا تحكيم لشريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومنهاجه ، فضلا عن ضياع الارض والعرض والمقدسات وضياع الهوية والانسلاخ عن التراث العربي الاصيل.

سنعيش في هذا الشرق الاوسط الجديد عبيدا - ربما يلبسون جيدا - أقول ربما ويغذون جيدا كما تغذى الماشية الدنماركية ليكونوا في جهوزية تامة لفعل ما يراد منهم حيث لا إرادة لهم ولا عزة ولا قيمة ولا كرامة .

واذا عرفنا بأن هذا المشروع - المسخ والخطير والتدميري - هو المشروع البديل للمشروع الايراني فهل سيصر بعض نجوم الشاشة العربية في مجال السياسة على تبنيه رغم ما يمثله من مهانة ونكث لعهد الله ورسوله وخراب للدنيا والاخرة ؟

ثم ما هو المشروع الايراني الذي يخيفوننا منه ؟؟

ما الذي تريده إيران منا ؟؟

وما الذي تريده لنا ؟؟

هل صرحت إيران كما صرحت رايس أنها تريد شرق أوسط جديد ؟؟ أم صرحت بأنها تريد استئصال إسرائيل ودعم المجاهدين لاسترداد حقوقهم المغتصبة ؟

هل يخشون علينا نظاما ديمقراطيا كالذي في إيران شهد له العدو قبل الصديق ؟؟

هل يخشون علينا قادة كقائد إيران عالما تقيا زاهدا ورعا شجاعا مضحيا مقداما يفكر في الاخرة أكثر من الدنيا يعيش كأزهد الناس في دولته ولا يختص بالعنجهية والعظمة الكاذبة ونهب ثروة شعبه واحتكاره في اسرته خاصة؟؟

أم يخشون علينا رئيسا كرئيس إيران خرج من بين عامة الجماهير ويتحدث بهمومهم ويطمح كطموحاتهم لم ينغمس في خضم من المواكب الاسطورية المبنية على جماجم الضعفاء ؟

أم يخشون علينا استقلالا اقتصاديا وإداريا وقرارا سياسيا حرا و تطورا علميا وتكنولوجيا بجهود ذاتية وإرادة حديدية بدلا من التبعية المحضة لامريكا التي نعيشها اليوم حتى صارت يدها واصلة إلى تحت أسرة الملوك اوالرؤساء العرب جميعا ؟؟

أم يخشون علينا جيشا قويا يدافع عن سيادة شعبه وأمته ويسلح نفسه ذاتيا ويملك قراره ويعتز بإيمانه واتصاله بسيد المرسلين وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟

أم يخشون علينا إخوة لنا في الدين أسماؤهم كأسمائنا وصفاتهم كصفاتنا وأشكالهم كأشكالنا وهمومهم كهمومنا يمثلون صفوة المفكرين في العالم الاسلامي ذاقوا مرارة الظلم والاستضعاف كما ذقناها وتحرروا منه بعد أن قدموا أجزل التضحيات كما نطمح أن نفعل؟

أم يخشون علينا التحالف مع نظام أكبر همه إزالة سرطان إسرائيل و القضاء على مطامع أمريكا التي مصت ثرواتنا وأبدلتها أسلحة في أيدي الطغاة الذين يقتلوننا ويهينون إنسانيتنا بالحبس والتنكيل والكذب والفسق واللعب والمجون وكانوا على الدوام العقبة الكأداء في سبيل نجدة إخوتنا في فلسطين ؟؟

والله إنه لمن أغرب الحديث وأعجبه ذلك الذي يحذر من إيران ويبشر بشرق أوسط جديد ؟؟

وإني لأزعم أن الشيطان بنفسه قد يستحيي أن يروج لمثل هذا الكلام السقيم الوقح دون أن تهتز له شعرة حياء.

ألا يعلم أولئك أن نجاح المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة معناه أن من حق الجندي الامريكي أن يغتصب زوجاتهم وبناتهم واخواتهم دون أن يحق لهم حتى رفع شكوى ضده في المحكمة لانه يمتلك حصانة لا يمتلكها زعيم عربي ؟؟

ألا حمية لديهم ؟؟

ألا عرض يخشون عليه؟؟

ألا دين يدينون به ؟؟

إنا لله وإنا إليه راجعون ..

عبدالوكيل التهامي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 105
اشترك في: الخميس مارس 30, 2006 2:21 pm

مشاركة بواسطة عبدالوكيل التهامي »

نبهني أحدهم أن خشية العرب من إيران ربما تكمن في خوفهم من نشر المذهب الاثني عشري .

و أظن أن إيران قد عودتنا على عدم تبنيها نغمة مذهبية في التعامل مع اخوانها في الدول العربية والاسلامية ، بل هي حريصة كل الحرص على مد جسور التواصل معهم على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم ولا تتبنى وجهة نظر بعض الحركات (الشيرازية) التي تصدت للثورة الاسلامية وكانت عقبة في طريق نجاحها كما تتصدى بحدة لبعض عظماء المذهب الاثني عشري كالسيد المجاهد آية الله محمد حسين فضل الله.

و إيران اليوم في المقابل تدعم حركات إسلامية تحررية ليست على المذهب الاثني عشري كحركة حماس وهذا أكبر دليل على أن إيران بهويتها الاثني عشرية لا تسعى لنشر المذهب الاثني عشري وهذا ما سمعناه من كثير من مسؤوليها وقادتها.

وقد طالعت كتابا لاحد آيات الله المقربين للامام الخميني رحمه الله وهو آية الله الجلالي عنوانه " الزيدية والامامية يدا بيد " يبين فيه بإجمال أن الثورة الاسلامية في إيران لا تهدف إلى محو الزيدية أو محو أي من المذاهب الاسلامية بل تراها من زاوية الاخوة والتعاون والتكاتف ، ولذلك فقد حمل آية الله الجلالي على بعض من يسمون بـ"المستبصرين" واتهم بعضهم صراحة بأنهم مخبرون يؤدون مشاريع استخبارية تهدف لتشويه خط الثورة الاسلامية في إيران و تنفير من يحبونه من الزيدية .

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الشـؤون العربيـة والعالمية“