من ملامح الشرق الاوسط الجديد (الحرب المذهبية)

أضف رد جديد
عبدالوكيل التهامي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 105
اشترك في: الخميس مارس 30, 2006 2:21 pm

من ملامح الشرق الاوسط الجديد (الحرب المذهبية)

مشاركة بواسطة عبدالوكيل التهامي »

بسم الله الرحمن الرحيم

من ملامح الشرق الاوسط الجديد

الملمح الاول :استعار الحرب المذهبية والعرقية
الملمح الثاني : تمييع الفكر وزعزعة الثوابت والمسلمات


بيان مختصر للملمح الاول : استعار الحرب المذهبية والعرقية:

وهذا الملمح قد بدا واضحا في النموذج العراقي فهناك من يسعى لاشعال حرب طائفية بين السنة والشيعة بتفجير الاوضاع هنا وهناك ، وكذلك بدا في اليمن بإشعال حرب صعدة التي حملت طابعا مذهبيا واضحا فالجنود كانوا يعبأون بأنهم إنما يقتلون من يسب الصحابة ، وكذلك استهداف الزيدية من قبل بعض (المدسوسين بين الاثني عشرية) والعمل على محوها وكذلك اللعب المتكرر على مصطلحات "الفرس" و"المجوس" !

الهدف وراءه :

كلما زادت التباينات داخل المجتمع الاسلامي نقصت الاحتمالات الداعمة لموقف موحد يواجه التحديات الحقيقية لهذه الامة ، وكلما ركز السنة على افناء الشيعة وكلما ركز الشيعة على معاداة السنة فإن اسرائيل في النهاية ستستفيد جدا.
وكذلك فإن ايغار صدور العرب على ايران يحد من دورها ومحاولاتها الايديولوجية لدعم القضايا العربية ودعم الحركات المقاومة كحزب الله وحماس ،
وكذلك فإن اذكاء التباينات المذهبية يؤدي بالحتم إلى التمهيد لرسم خارطة جديدة للمنطقة فالشيعة في العراق سيفكرون جديا في دولة مستقلة ، وكذلك سيفعل الاكراد والسنة وفي لبنان فإن المسيحيين لن يترددوا في تقسيم لبنان وهكذا ، مما يزيد الامة تمزقا وتفرقا وتباينا ويضعف الاحتمالات لمواجهة مشروع اسرائيل الكبرى.

بعض مظاهر هذا الملمح :

ونتلمس آثار هذا الملمح عبر وسائل الاعلام التابعة للمشروع الامريكي فهي تركز كثيرا على مصطلحات "كتهميش السنة في العراق" و "اضطهاد الشيعة فيها" و "الخطر الايراني" و "الخطر المجوسي" و "الحرب بين السنة والشيعة في العراق" و "الشيعة عملاء لامريكا" و "الشيعة ولاؤهم لايران" و "الهلال الشيعي" و "الاماميون" و "الحوثيون" وبين السنة والشيعة وبين الزيدية والاثني عشرية وبين غيرها من الدول

بعض خفايا هذا الملمح :

لا شك أن بعض الانظمة العربية وبوحي من أمريكا تسعى وبكل جدية لاحداث شرخ هائل بين السنة والشيعة وبين العرب والفرس ، وذلك عبر تصدير بعض تنظيمات القتل العشوائي لهذا الغرض واصدار الفتاوى الدينية التي تحرض على القتل المتبادل ، والادلة التاريخية توضح بأن تلك الانظمة لا تتورع عن أي شئ من أجل تنفيذ رغبات العم سام مهما كان مأساويا ومدمرا.


الملمح الثاني : تمييع الفكر وزعزعة الثوابت والمسلمات :

إذا كنا نحترم تعدد الاراء وضرورة الحوار وننبذ التعصب والتشبث بالاباطيل دون ترو وبصيرة لكن يجب علينا التنبه لما يمكن تسميته باستهداف الثوابت والمسلمات وتمييع الفكر لاغراض أخرى غير الحق والحقيقة ،
واسرائيل تعلم علم اليقين أن سر قوة المقاومة في لبنان هو في إيمانها الثابت والصلب بالله واليوم الاخر وبثورة الحسين والائمة الاطهار من أهل بيت رسول الله ، ولذلك فمن الطبيعي أن تستهدف اسرائيل هذا الايمان وهذا الثبات وهذه الصلابة والمنع دون تعميمها في الامة الاسلامية جمعاء ، فالخوف كل الخوف هو أن يتحول المسلمون في إيمانهم وصلابتهم وثباتهم إلى نسخ مشابهة لحزب الله فحينئذ لن يكون لاسرائيل مستقبل يذكر،
ولذلك فإن المشروع الاسرائيلي وبما يمتلك من معطيات مادية هائلة يكرس جهوده المالية والاعلامية لزعزعة الثوابت والمسلمات لدى المجتمع العربي والاسلامي .
وكما نعلم فإن ملكة الجدل التي باستطاعتها التشكيك في أبسط البدهيات وزعزعة أوضح الثوابت يمكن أن تكون أداة لذلك ، والتاريخ خير شاهد على ذلك فالسفسطة شككت في كل شئ حتى في وجودنا !! ووجدت لباطلها البين شبها غررت بها على العوام بما توفر لها يومئذ من وسائل إعلام بدائية ، ومع توفر زخم إعلامي هائل أمكن للمشروع الصهيوني زعزعة جميع الثوابت والمسلمات مهما كانت حقيقية وواضحة !!
فمثلا : فكرة

بعض الظواهر من هذا الملمح :

- زعزعة الايمان بعدالة الشريعة الاسلامية عبر النقد المتكرر للاحكام الشرعية من زوايا حقوق الانسان أو حقوق المرأة.
- تعميم المفاهيم النفعية والمادية بين الشباب العربي
- تربية النشئ العربي على أساس نسبية الحقيقة بما في ذلك وجود الله واليوم الاخر
- تربية النشئ العربي على أسس ومسلمات تخالف الشريعة الاسلامية الداعية للحياء والعفة ومجانبة الرذيلة .
- تربية الفتاة العربية على النقمة من التاريخ الاسلامي والفقهاء المسلمين والعلماء كخطوة أولى لزرع بذور الكراهية في نفسها للنبي الاعظم وأهل بيته المطهرين باعتبارهم ذكوريون وغيورون ومتخلفون ومنحازون للرجال ومارسوا الكثير من الممارسات المهينة لحقوق المرأة.

بعض خفايا هذا الملمح :

- دعم شخصيات في المجتمع الاسلامي معروفة بماضيها المادي الغافل عن خط الرسول والرسالة لتتصدى للافتاء بدون ورع وتعمل - بلا وعي - على لوي عنق الاحكام الشرعية لتتوافق مع المراد الامريكي الذي يسوق له إعلاميا وفق ما يسمى بحقوق الانسان والمرأة ، وكأن ما تواطأت عليه أمريكا مع الغرب حاكم على ما ينص الله عليه فيا سبحان الله .

- دعم ضخم لمنظمات ومعاهد تظهر وكأنها لتدريس الديمقراطية وحقوق الانسان واللغة الانجليزية ولكنها في الواقع إنما تهدف لزعزعة الايمان وتسعى لتكريس فكرة نسبية الدين في عقولهم لاسقاط مفهوم الحرام لديهم مما يحدث تهاون عام إزاء جميع الاحكام الشرعية.
- العمل على "إثارة الجدل " بين عامة الناس وخصوصا في المقولات الشرعية المتفق عليها وجعله هدفا في ذاته بحجة الرغبة في الحوار والرغبة في تطوير الدين وذلك ينعكس على جميع الاحكام الشرعية ويجعلها نسبية القيمة وبالتالي تفريغ الشرع من محتواه وكأن الله أنزل الاحكام في القران والشريعة كلغز تعذر على المسلمين فهمه لاكثر من 1400 سنة.
- الهجوم الدائم على الدين والمتدينين والسخرية من الملتزمين واتهامهم بالرجعية والتخلف وعدم الواقعية والطوباوية وغيرها من التهم المعروفة حتى لا يكونوا مثلا أعلى في نفوس الشباب النشئ ، وبالتالي يبحث الشباب عن مثل عليا أخرى سيقدمها الاعلام في متحللين وممثلين ومطربين ورياضيين وغيرهم.

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الشـؤون العربيـة والعالمية“