لماذا تحسد الانظمة العربية "حزب الله" ؟

أضف رد جديد
عبدالوكيل التهامي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 105
اشترك في: الخميس مارس 30, 2006 2:21 pm

لماذا تحسد الانظمة العربية "حزب الله" ؟

مشاركة بواسطة عبدالوكيل التهامي »

لماذا يتآمر العرب اليوم على حزب الله ؟؟

بعد سنين عجاف مرت بها أمتنا العربية تعرضنا فيها للنكسات والهزائم المتتالية ، اضحى الانسان العربي جمادا لا يحس بالصدمات ولا يتألم تحت وقع الضربات .
وتحت لواء القومية العربية والثورات التقدمية ، قضى العسكر على ما بقي لهذه الامة من كرامة وعزة واغتالوا ما بقي من قيم ومبادئ ومسلمات ومقدسات كان العرب بها مميزون على سائر الامم .

لقد اجتاحت اسرائيل لبنان في العام 1982 لكي تثبت للعرب من المحيط إلى الخليج أنهم غير قادرين على مواجهة تفوقها المادي والمعنوي في ظل الدعم الدولي الكبير والغطاء الامريكي اللامحدود ، وبالفعل فقد ايقن الكثير من العرب - بوحي من مصالحهم الشخصية - أن عصر الهزيمة والانبطاح قد حان وراحوا يسوقون المبررات لامتهم المتعطشة للرد على العدوان واستئصال طاغوت اسرائيل ، لقد برروا بالتفوق العسكري والاعلامي وبرروا بالغطاء الدولي وبرروا بقلة الخبرة في ميادين القتال وعدم تعادل موازين القوى ، وبالفعل فقد صدقهم العرب ولم يشكوا في صدقهم لان ذلك ما يرونه بأم العين ، فضائح الجيوش العربية المهزومة من قبل قلة قليلة من الصهاينة ظلت ماثلة أمام أعين العرب الذين ظلوا يتسائلون :

لماذا نرصد كل هذه الميزانيات المهولة من أجل التسلح ؟؟
الجواب كان حاضرا بالطبع : من أجل الامن العربي !!

ومن سخرية الاقدار أن يكون هذه الاجتياح الاسرائيلي لبيروت 1982 هو الاجتياح الذي فضح الانظمة العربية من ناحية وفضح اسرائيل من ناحية أخرى !

لقد نبتت من رحم الهزيمة والذل والهوان بذرة "حزب الله" الغالب التي أذاقت اسرائيل العبرات وقلبت موازين القوى لصالح العرب وأجبرت الصهاينة على الانسحاب لاول مرة من أرض عربية دون تنازلات أو مفاوضات تحت وقت الضربات ذليلة كسيرة مذعورة ، فلاحت في جبين هذه الامة ملامح العزة من جديد بيد هذا الحزب الوليد "حزب الله" فمن هو حزب الله وما هي إمكانياته ومن يقف وراءه؟؟

العجيب أن حزب الله ، أحد الفرقاء الكثر على الساحة السياسية والاجتماعية في لبنان ، بل هو أحد الفرقاء على الساحة الشيعية في لبنان ، ولبنان نفسها ليست سوى دولة من أصغر الدول العربية مساحة وسكانا وإمكانات ، فهل هذا ممكن ؟؟

حزب في طائفة الشيعة بين عدة طوائف متباينة تباينا جذريا في واحدة من أصغر الدول العربية مساحة وسكانا وإمكانات يستطيع أن يهزم إسرائيل ؟؟؟؟؟؟!!!!

كيف هزم إسرائيل ؟

كيف فعل ما عجزت عنه الدول العربية مجتمعة بما تملكه من إمكانات بشرية ومادية ومعنوية هائلة ؟؟!!!

بقدر ما كانت صدمة اسرائيل كبيرة بهذا الواقع الجديد - واقع انكساره أمام حزب صغير في دولة صغيرة - بقدر ما كانت صدمة الانظمة العربية به أكبر.

فالانظمة العربية باتت اليوم عارية تماما أمام جميع العرب والمسلمين ومفضوحة بكل الشعارات التي كانت تسوقها وتخدعهم بها وتمتص ثرواتهم بموجبها ؟ والسبب في هذه الفضيحة هو "حزب الله" !!

وقد بقيت تلك الانظمة تترصد لحزب الله أي خطأ يقع فيه ، ولكنه وفي ظل وعيه الكبير لم يقع في أخطاء تبرر لهم معاداته علانية ،، فلعبوا على مشاعر أهل السنة وهاجموا حزب الله بأنه شيعي رافضي كافر وصدرت فتاوى السذج بذلك ودان بهذه الفتاوى الكثير من "الانعام البشرية" ولكن ظل حزب الله يرفع شعار التوحد بين السنة والشيعة ورفض الخوض في أي سجال مذهبي سخيف يحرفه عن هدفه الرئيس المتمثل في القضاء على دولة إسرائيل .

واثبت حزب الله للجميع أنه محل ثقة - وبخاصة أهل السنة المتزمتين - عندما تحالف مع حماس تحالفا استراتيجيا واسعا وفي جميع المجالات وكان النافذة التي تتنفس منها حماس ..

فتاهت الانظمة العربية في الكيفية التي يمكنها بها ضرب حزب الله وضرب شعبيته المتنامية في نفوس الشعوب العربية ،
فدعمت - مع حلفائها الامريكان والصهاينة - الكثير من الفرقاء اللبنانيين "كجنبلاط وسعد الحريري
والسنيورة وغيرهم" لنزع سلاح حزب الله وتخليص اسرائيل من التهديد الاخير ، وتخليص العرب من العار الابدي الذي لحق بهم ، فكان رد حزب الله عقلائيا ومدروسا وحكيما ولم يتح لاولئك أي فرصة للايقاع به ، مما زاد النقمة عليه من حساده!

وعندما أقدمت اسرائيل أخيرا على دك غزة والعرب جميعا يتفرجون ، شعرت الانظمة بالحرج الشديد لخذلانها الفلسطينيين مرة أخرى !!

ولكن الطامة الكبرى التي لم تحتملها هي تدخل حزب الله لانقاذ الفلسطينيين ، فهل اصبح حزب الله هو البديل عن جميع الجيوش العربية والانظمة المتخمة بثروات الشعوب والملايين ؟؟

لقد عجزت الانظمة العربية عن ضبط نفسها هذه المرة وظهر ما كان خافيا بين أروقتها من حسد شديد لحزب الله وخوف منه لانه يتسبب دائما في تعريتها أمام الشعوب العربية وفي صفحات التاريخ.

وبالتالي فقد قررت هذه المرة بدلا من الصمت المخزي الذي عودتنا عليه أن تخوض المعركة ولكن إلى جانب إسرائيل لعل اسرائيل تريحها من "حزب الله ومغامراته غير المحسوبة".

والذي يشك في كلامي فليتابع القنوات العربية التي توحي للمتابع العربي أن لبنان مهزوم مهزوم بينما اسرائيل متماسكة وقوية.

اللهم انصر حزبك على أحزاب الباطل والخزي والضلال
اللهم اخذل عدوك وعدوهم
اللهم ثبت أقدامهم وآمن روعهم
اللهم افضح مناوئيهم وزلزل الارض من تحت أقدامهم

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الشـؤون العربيـة والعالمية“