كلمة سيد المقاومة في عيد التحرير

أضف رد جديد
عبدالرحمن محمد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 113
اشترك في: السبت مايو 28, 2005 12:22 am
مكان: بيروت

كلمة سيد المقاومة في عيد التحرير

مشاركة بواسطة عبدالرحمن محمد »

نصرالله يدعو في مهرجان التحرير إلى تقديم البديل الذي يطمئن الجنوب: لبنان لا يحكم بالثنائيات والثلاثيات والأقلية والأكثرية.. بل باعترافنا ببعضنا
أعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان لبنان لا يبنى بعزم طائفة ولو كانت كبيرة او صغيرة، ولا يبنى بالثنائيات ولا بالثلاثيات بل بالاعتراف بجميع طوائفه وجميع تياراته ولا يحكم بالاكثرية والاقلية. وقال انه إذا أرادت الاكثرية والاقلية ان تخرج من مأزقها، فالخروج الوحيد هو ان يعترف بعضنا بالاخر.
ورأى ان الازمة الاقتصادية صعبة ومعقدة وكبيرة ولا يستطيع أي طرف تحملها ولذلك علينا جميعا ان نضع ايدينا جميعا ببعضها البعض وننهض بالبلد، ولا تفيدنا شروط البنك الدولي، ونصح بالكف عن اللجوء الى مجلس الامن والدول الكبرى، مشيرا الى انه منفتح على النقاش في موضوع الاستراتيجية الدفاعية، داعيا الى تقديم البديل الذي يجب ان يطمئن اهالي الجنوب.
كلام السيد نصرالله جاء خلال المهرجان السياسي الحاشد الذي اقامه حزب الله بعد ظهر الخميس في مدينة صور لمناسبة الذكرى السادسة لعيد المقاومة والتحرير.
في بداية كلمته شكر السيد نصر الله الحضور وحيا شهداء المقاومة بكل تياراتها وكذلك الاسرى وقال: لا بد ان اجدد الشكر والتحية الى كل الذين ساندوا هذه المقاومة المنتصرة ودعموها وما زالوا، من رجالات لبنان ومن رسميين رؤساء حاليين وسابقين ووزراء حاليين وسابقين ونواب حاليين وسابقين ومدراء وقادة وعلماء دين ومن قادة سياسيين ونقابيين ومن نخب المجتمع اللبناني المختلفة ومن وسائل اعلام والجمعيات الثقافية والاجتماعية والخيرية، وبالتالي من كل رجل وامرأة وقف مع المقاومة خصوصا في ايام الشدائد والمحن. ولا بد ان اجدد الشكر لكل من ساند المقاومة ودعمها وما يزال في العالمين العربي والاسلامي من شعوب وحكومات وقوى واحزاب وشخصيات ومؤسسات، واخص بالذكر سوريا شعبا وجيشا وحكومة بقيادة الرئيس الراحل حافظ الاسد ومن بعده السيد الرئيس بشار الاسد، والجمهورية الاسلامية في ايران شعبا وحكومة ومرجعية بقيادة الامام الراحل الامام الخميني ومن بعده بقيادة الامام السيد الخامنئي.
اضاف: جئنا هذا العام لنحتفل بالعيد في مدينة صور مدينة امام الوحدة الاسلامية والوطنية ومناهضة الاستعمار والانتداب والاحتلال الامام السيد عبد الحسين شرف الدين. وجئنا الى المدينة التي انطلق منها امام كل المحرومين والمستضعفين والمجاهدين وامام المقاومة في لبنان ومؤسسها سماحة الامام المغيب السيد موسى الصدر. وفي مدينة المقاومة نجدد عهدنا لامام المقاومة اننا سنبقى اوفياء لطريقه. حزب الله وحركة امل وكل من يؤمن بهذا الطريق يجب اليوم ان اؤكد وبعد تجربة هذا العام والعام الماضي بين حزب الله وحركة امل والاسئلة الكثيرة التي تثار اعلاميا او قد يوشوش بها بعض الناس في اذان شباب من حركة امل او شباب من حزب الله ويوجه الينا السؤال واليهم السؤال؟ من الاول ومن الثاني؟ من التابع ومن المتبوع؟ من اللاحق ومن الملحوق؟ من يأخذ مكان ومن يشطب من يحذف من بعد ما قاله دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري قبل ايام. اود ان اقول لكم في مدينة الامام الصدر بين حزب الله وحركة امل كان هناك تحالف ولم يعد هناك تحالف،لان حزب الله وحركة امل باتا روحا واحدة وجسدا واحدا وارادة واحدة وموقفا واحدا0 ولذلك فلييأس من لا يحلو له ان يجد لبنانيا يتحد مع لبناني. ما بين امل وحزب الله لا نريده ان يبقى بين امل وحزب الله، وانما نتطلع اليه ليكون حال كل التيارات السياسية وكل الاحزاب السياسية في لبنان لنتمكن سويا من بناء الدولة القوية المقتدرة العادلة العزيزة الكريمة المطمئنة لكل ابنائها وكل طوائفها، والتي لا يوجد فيها ابن ست وابن جارية. ولا يوجد فيها منطقة مفضلة على منطقة ولا انسان على انسان.
وبعد ان تحدث عن عملية الشهيد احمد قصير في مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي على مقربة من مكان المهرجان وما تركته من مفاعيل، قال نصر الله: في مثل هذا اليوم وقفنا في بنت جبيل في 25 ايار الفين وقلنا ان زمن الهزائم في مواجهة اسرائيل قد ولى وان زمن الانتصارات في مواجهة اسرائيل قد بدأ. وبالفعل الاعوام الستة تشهد على ذلك. بعد انتصار لبنان بشهور قليلة كانت الانتفاضة المباركة في فلسطين وخرج العدو مهزوما من غزة كما خرج مهزوما من لبنان. وبعد تحرير الارض في لبنان كان تحرير العدد الاكبر من أسرانا في السجون الاسرائيلية واستقبلناهم في مطار بيروت في مشهد وطني رائع وان كان هناك اعزاء آخرون لنا ما زالوا ينتظرون. ان اعظم ما في واقعة ال25 من ايار ان الانسحاب الصهيوني من لبنان كان هزيمة مذلة. هذه الهزيمة المذلة يمكن القول بها ان الانتصار في 25 ايار دق آخر مسمار في نعش مشروع اسرائيل الكبرى.
واعلن نصر الله اطلاق حملة مالية لمساندة الشعب الفلسطيني فقال: من يقدم المال للشعب الفلسطيني اليوم بات بحسب قرار الكونغرس ارهابيا وداعما للارهاب. ومن اجل ان نكون جميعنا في (الليستة) ومساندة لهذا الشعب المحاصر والصامد والابي من واجبنا في عيد المقاومة والتحرير وبالرغم من الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، نعلن اليوم وقوفنا الى جانب هذا الشعب في فلسطين وادعوكم في مشروع نسميه (والفجر وليال عشر) من 25 ايار 2006 والى 5 حزيران .2006 حتى لا تتكرر النكسة نحن مدعوون لتقديم ما وسعنا من مال للشعب الفلسطيني. وسوف تقوم هيئة دعم المقاومة الاسلامية وبقية المؤسسات والأجهزة ومن يمكن ان يساعدنا في هذا المجال على جمع التبرعات التي يجب ان تقدم للشعب الفلسطيني ولتتسع لائحة الكونغرس الاميركي الى كل رجالنا ونسائنا وشيوخنا واطفالنا. وليس شرطا ان تقدم المساعدات الى هيئة دعم المقاومة الاسلامية ومن الممكن ان تقدم الى أي جهة نثق بها وتوصل هذه المساعدات الى مستحقيها.
وتحدث عن مخططات الولايات المتحدة في المنطقة وقال: عندما تخطط اميركا لاسقاط نظام في أي بلد من بلداننا ليس لتقيم مكانه، ايها الواهمون ليس لتقيم مكانه نظاما ديمقراطيا بل لتدير البلد بسفير وجنرال ولتفتك باهل البلد ولتثير فيهم كل حساسياتهم العرقية والطائفية والمذهبية. هذا مكر خطير وسحر كبير لانه يستهوي ضعاف العقول والنفوس واصحاب المطامع. تصوروا كيف يمكن لعاقل ان يصدق شائعة الهلال الشيعي، ولكن المطلوب اخافة السنة من الشيعة والمطلوب اخافة الشيعة من السنة ليركض السنة الى اميركا وليركض الشيعة الى اميركا وليحتموا بها. نحن في لبنان باسم من أثق بهم ويثقون بي اننا نفضل الموت والاستشهاد على ان تكون احضان أميركا واسرائيل ضمانتنا. هذا الخطر الذي يجب ان نواجهه على امتداد العالمين العربي والاسلامي. كمسلمين ومسيحيين كعرب وغير عرب. وبالدرجة الاولى كشيعة وسنة لاننا الاكثر استهدافا بالفتنة التي يروج لها في وسائل الاعلام وتروج لها مراكز الدراسات ومفكرون وقتلة ومجرمون لان من يقتل سنيا هو مجرم ومن يقتل شيعيا هو مجرم. هؤلاء المجرمون والقتلة يستفيدون من كل العداوات المتاحة. اذا استلهمنا روح وفكر السيد عبد الحسين شرف الدين من مدينة صور وعلو وهمة الامام موسى الصدر وتحملنا المسؤولية يمكننا ان نواجه هذه المحنة. للعراقيين: باسم شهدائنا وشهدائكم وشهداء الاسلام وشهداء الامة وباسم كل العذابات التي تحملتوها من الطاغية والطغاة، وباسم الامل والمستقبل نناشدكم ان تتحاوروا وتتلاقوا وان يمسك بعضكم في يد بعض لتخرجوا من الفتنة وليصبح السنة ضمانة الشيعة في العراق وليكن الشيعة ضمانة السنة وهكذا العقبات المختلفة والا لا عراق للسنة والشيعة وللعرب وللكرد. المشروع الحقيقي هو تدمير العراق وليس تقسيم العراق ولا يجوز ان نسمح لهم ذلك.
ووجه كلمة الى فلسطين قال فيها: نناشدكم بشهدائكم وشهدائنا وبكل مقدساتكم ومقدساتنا واسراكم واسرانا ان تتعاونوا ولا تسمحوا للفتنة بينكم ومن اكبر الاخطاء والاخطار هي ان يقتتل الاخوة الفلسطينيون في ما بينهم. ليس هناك أي مبرر للتقاتل والخصام. نحن معكم ونشد على اياديكم. غزة التي اصبحت عنوانا للعزة وعنوانا للنصر لا يجوز ان يتكسر كبريائها في شوارعها وزواريبها.
لبنان: الحوار
ثم تحدث نصر الله عن الوضع في لبنان فقال: لا خيار امامنا سوى الحوار والتلاقي. أسوأ شيء هو التباغض والتقاتل. واجمل شيء التحاور والتلاقي لهذا فلنجلس ساعات طويلة الى طاولة الحوار. وغيرها لنحل مشاكلنا من خلال التواصل لان أي تباغض بين اللبنانيين ممنوع. نحن لم نقطع مع احد ولا نؤمن بعد الذي جرى بالقطيعة مع احد نحن مع تلاقي اللبنانيين جميعا وفي هذا السياق كان تفاهم حزب الله مع التيار الوطني الحر ليعطي اضافة لبنانية وايجابية على الحياة السياسية اللبنانية لنخترق الطوائف والمذاهب والمناطق وليس لنشكل اصطفافا في وجه احد ولا لنستهدف احدا. يجب ان نكون سعداء عندما نرى اللبنانيين المتباعدين لسنوات يلتقون ويتفاهمون ويجب ان ناسف عندما نجد اللبنانيين يتباغضون ويتباعدون ويتخاصمون. ليس هناك خيار اخر. ألم يئن لمن يسمي نفسه اكثرية او لمن يسمي نفسه اقلية واقول للاقلية التي تمني نفسها ان تصبح اكثرية، يجب ان نفهم جميعا ان لبنان لا يحكم ولا يدار ولا يبنى بعزم طائفة ولو كانت كبيرة او صغيرة، نحن لا ندعو الى تحالفات ثنائية. نرفض ثنائية شيعية سنية في مواجهة المسيحيين او في مواجهة الدروز نرفض ثنائية شيعية مسيحية في مواجهة السنة او الدروز نرفض أي ثنائية في لبنان. لبنان لا يبنى بالثنائيات ولا يبنى بالثلاثيات هذا البلد لا يبنى الا بالاعتراف بجميع طوائفه وجميع تياراته ولا يحكم بالاكثرية والاقلية. ولذلك اذا كنا نريد ان نخرج من المأزق الحالي لا يكفي ان ننهي جدول طاولة الحوار. هناك قوى سياسية في الحكومة تهمش ويعمل على عزلها. اذا أرادت الاكثرية ان تخرج من مأزقها والاقلية ان تخرج من مأزقها، الخروج الوحيد هو ان يعترف بعضنا بالاخر وايضا الفك بين الملفات لا يؤدي الى نتيجة لان المسائل في لبنان متداخلة في ما بينها. ولذلك هي بحاجة الى نهضة وطنية تقوم على اكتاف الجميع. الازمة الاقتصادية صعبة ومعقدة وكبيرة ولا يستطيع أي طرف تحملها ولذلك علينا جميعا ان نضع ايدينا جميعا ببعضها البعض وننهض بالبلد، ولا تفيدنا شروط البنك الدولي. والدول التي انصاعت الى شروط هذا البنك نعرف ما حل بها انها اصبحت فقيرة وواهنة. لا تنظروا الى خلف المحيط انظروا الى الانسان في لبنان الشجاع والغيور الذي استطاع ان يسقط جبروت اسرائيل اذا وضعوا هؤلاء ايديهم بايدي بعض يمكنهم ان يواجهوا اعتى الازمات ويجب ان نحرص على الامن والاستقرار وان نعمل لبناء الدولة.
أضاف: وعلى الصعيد الفلسطيني يجب ان يستكمل الحوار مع الاخوة الفلسطينيين على خطي الحقوق المدنية وقضية السلاح خارج المخيمات. اي حادث صدام هو حادث مستنكر ومدان ومرفوض، لكن يجب ان يحاصر ويعزل ولا يجوز ان يستغل للخروج على مقررات الحوار الوطني. ندين أي حادث مؤسف واي احد يطلق النار على أي احد في لبنان. والسواتر الترابية والخطاب المتشنج او مشاكل الحدود ومذكرات التوقيف والاتهامات المتبادلة هي تفاصيل لمشكلة اعمق واكبر وبدل ان نستنزف في التفاصيل ونستنزف ساحتنا الداخلية علينا ان نركز جهودنا على معالجة اصل المشكلة الاخطر والاعمق. اتفقنا على علاقات مميزة وعلاقات دبلوماسية ولم نتفق على ترسيم الحدود. واتفقنا على فصل التحقيق الدولي في حادثة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري واجمعنا على ادانة هذا الاغتيال، ونطلب الحقيقة ومحاكمة القتلة ومعاقبتهم. ونحن من موقعنا نرى ان اغتيال الرئيس الحريري هو جزء من هذا المشروع الذي يستهدف الامة كلها ليصنع فيها الاحقاد والعدوات. أرادوا دم الرئيس الشهيد معبرا للفتنة ويجب ان نطلبه معبرا للوحدة. انا انصح بالكف عن اللجوء الى مجلس الامن والى القوى الكبرى لان هذا اللجوء يعطل المسائل تعالوا لنركز على جهودنا المباشرة. اذا كنا نريد الحرب مع سوريا فلنستمر في اللجوء الى مجلس الامن والى السيدة رايس، واذا كنا نريد علاقات طبيعية بين لبنان وسوريا ومميزة فهذه العلاقات تصنع بقبول الطرفين ولا تفرض فرضا.
وختم نصر الله: في عيد المقاومة والتحرير اؤكد اننا منفتحون على النقاش بروح وطنية وقد عرضنا ما عندنا على طاولة الحوار بشفافية واضحة. نحن مخلصون للهدف وهو تحرير الارض وحماية الوطن ولسنا متعصبين للوسيلة. قدمنا رؤيتنا في الاستراتيجية الدفاعية فتفضلوا وقدموا رؤيتكم للاسترتيجية الدفاعية. ولا يكفي ان تناقشني فقط، يجب ان تقدم البديل لان ما طرحته انا ليس امرا نريد ان نقيمه بل هو قائم. انت الذي تطرح بديلا قل لي ما هو البديل. والبديل يجب ان يطمئن اللبنانيين جميعا ولكن بالدرجة الاولى يجب ان يطمئن اهالي جنوب لبنان، ويجب ان نقدم لهم بديلا يحقق لهم نفس النتيجة، نحن منفتحون على النقاش لا نريد ان نشكك في وطنية احد ولا بخلفية احد ونرفض ان يشكك احد بوطنيتنا وخلفيتنا. وندعوكم الى دراسة معمقة في 8 حزيران والى موقف تاريخي مصيري. انا لا اطلب تكريما للمقاومة ولا تشريفا للمقاومة، نحن جميعا نطلب الشرف والكرامة من عوائل الشهداء، لكن ألسنا في لبنان عندما يتحدث عن التجارب العظيمة في التاريخ المعاصر يتحدث عن المقاومة الفرنسية. ليكن علم لديكم ان الحكومة الفرنسية التي حكمت فرنسا بعد التحرير منحت كل من كان انضم الى المقاومة الفرنسية من غير الفرنسيين ومن الدول التي كانت تحت الانتداب الفرنسي الجنسية الفرنسية. للاسف نحن قدمنا الدم واستشهدنا وضحينا واتهمنا مع العلم اننا نملك الجنسية اللبنانية واباؤنا واجدادنا لبنانيون من قبل الفتح العربي والاسلامي للبنان لكن البعض حتى الان لا يعترف بهويتنا اللبنانية، وكأنه يريد منا ان نقف على اعتابه وان نتسول منه شهادة بالوطنية. ان الذي يعطي الشهادة بالوطنية هو امير الاستشهاديين احمد قصير. اننا نطمع بالانصاف والعدل لان الظلم مؤلم وخصوصا ظلم ذوي القربى.

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الشـؤون العربيـة والعالمية“