لا لمكان الرئيس ((مقال ساخر))

أضف رد جديد
أبو مجد الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 294
اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
اتصال:

لا لمكان الرئيس ((مقال ساخر))

مشاركة بواسطة أبو مجد الدين »

لا لمكان الرئيس

* جعفر عباس، جريدة الوطن السعودية (4 ربيع الثانـي 1425هـ - 23 مايو 2004م)

في عام 1996، وضعت خطة خمسية لزيارة مدينة ديزني للألعاب مع عائلتي، بعد أن قطعت وعدا لعيالي بذلك، ومن المؤكد أنني ورغم أنفي الإفريقي، أحمل جينات عربية تؤهلني لأن أصبح وزيرا، فالخطة الخمسية صارت "ثمانيِّة" والأعذار لذلك جاهزة: عجز في الميزانية، وخلل في ميزان المدفوعات، وتدني أسعار ابن آدم (الصادرات)، وبالطبع فقد بدأ عيالي يهمهمون ويطنطنون، فاشتغلت جيناتي العربية والإفريقية معا، واتهمتهم بإثارة الفتنة وتهديد الوحدة العائلية والتمرد، وانتهى الأمر بحرمانهم من حرية التعبير بوصفها أساس البلاء، وفي ظل المستجدات في الساحة العربية التي تؤكد خطأ نظرية التطور لتشارلس داروين، الذي قال إن الإنسان بدأ كائنا بدائيا من ذوات الأربع ثم ارتقى حتى صار بشرا سويا، لأنه أتى على الإنسان العربي حين من الدهر كان فيه مثالا للتطور والتحضر والرقي، ثم بدأ يتدهور حتى لم يعد بشرا في نظر أمريكا وأوروبا بل وحتى أجزاء من آسيا،.. في ظل تلك المستجدات التي "تكسف"، حيث صارت أمة العرب تحتضر، ماتت جيناتي العربية، ومن ثم استيقظ ضميري، فقررت بث بعض الروح في تلك الخطة الخمسية المزعومة، والوفاء بالعهد الذي قطعته لعيالي بتمكينهم من زيارة مدينة ديزني، وكان ذلك يعني بيع السيارة والهاتف الجوال ونظاراتي القديمة وبعض حلي زوجتي الذهبية وبضع ساعات أهديت لي في مناسبات مختلفة واكتشفت أنها جميعا لا تعمل لانتهاء أعمار بطارياتها الافتراضية، ولكن البقال بابو كارانتكاريشما وعدني بشرائها بسعر الجملة، وهكذا تمكنت من توفير المبلغ اللازم لسفر اثنين من أفراد العائلة، فاقترحت اللجوء إلى القرعة لتحديد الشخص الذي سيسافر معي خلال الصيف الحالي، على أن يقوم بقية أفراد العائلة بزيارة مدينة ديزني على دفعات خلال السنوات القادمة، ولكن هذا الاقتراح البناء كاد أن يطيح بي وبسلطتي لأن أفراد عائلتي لا يؤمنون بالديمقراطية وبالتداول السلمي للسلطة.. ثم رُفع الستار جزئيا عن معاملة السجناء العراقيين على أيدي الجنود الأمريكيين في سجن أبوغريب وغيره، وبدأ الإسرائيليون يرشون أهل غزة بالمبيدات البشرية وأمريكا تقول: هذا حق مشروع للدفاع عن النفس!!.. قولوني الهائج بحاجة إلى كشف دوري للتأكد من أن النشاط الهدام الذي يدور فيه لن يؤدي إلى تعقيدات صحية خطيرة ولكن الكشف على القولون يتم بطريقة تخدش الحياء والشرف، وقد قرأ عيالي كيف أن الأمريكان في العراق يكشفون على قولون كل معتقل عراقي بأعواد المكانس والعصي المكسوة بمواد كيميائية، ويعرف عيالي أن العربي يتعرض في المطارات الأمريكية للكشف على القولون والبواسير معا لأنه قد يحمل متفجرات في أماكن حساسة من جسمه.. ويعرف عيالي أن مدينة ديزني في أورلاندو، وأن أورلاندو في ولاية فلوريدا، وأن فلوريدا هذه هي التي أوصلت جورج بوش وعصابته إلى الحكم، ولا غرابة فهي ولاية المساطيل والبلطجية وهي المقر الدائم للمافيا الكوبية التي يُسمح لها بكل شيء في سبيل الإطاحة بحكم كاسترو في كوبا (فابشر بطول سلامة يا كاسترو)، وهكذا قرر أفراد عائلتي عدم الذهاب إلى أورلاندو أو أي مكان له صلة ببوش (أعترف وكلي شعور بالذنب أنني صفقت لبوش يوم الجمعة الماضي عندما قامت قواته بمداهمة بيت ومكتب أحمد الجلبي رغم أن الرجل "صناعة أمريكية" 100%، وقلبوا ممتلكاته فوق تحت ومزقوا صوره!! صفقت لأن في ذلك تذكرة وموعظة للذين يسلمون رقابهم لأمريكا.. تأكلك لحما وترميك عظما).
________________________________________
* كاتب سودانـي
صورة


لن أنســـــــــــــــــــــــاك

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الشـؤون العربيـة والعالمية“