فجرناك بغض لأبيك

أضف رد جديد
لــؤي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3099
اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
مكان: قلب المجالس

فجرناك بغض لأبيك

مشاركة بواسطة لــؤي »

لم نجد في قواميس اللغة العربية كلمة محددة لوصف ما حدث في العراق ، فتفجير القبة الذهبية لمراقد أسباط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، شبيه بتفجير القبة الخضراء في المدينة المنورة ، فمن قتل ولدك كمن قتلك ، ومن آذاه كمن آذاك ، هذا بالنسبة للإنسان العادي ، أما بالنسبة للرسول فالوضع مختلف تماماً ، فعندما وضع الرسام الدنماركي قنبلة في عمامة الرسول "تصويراً" ثارت حمية بعض المتاجرين بنبوته وغصت الشوارع بصيحات الويل والثبور للدنمارك ومن والاها ، أما عندما تقوم ثلة من المارقين بوضع قنبلة في مرقد ولد رسول الله "تفجيراً" فلا تجد الا الصمت المخزي والسلبية الخانقة.

إن هذه المزارات تعد قبلة روحية للعراقيين شيعة وسنة ، وحيث أن العراقيين السنة لا يعانون من عقد نفسية وموروثات فكرية فاسدة ، فتراهم يتزاحمون في هذه العتبات دون أي حساسية لتسننهم ، وهو حال العديد من الشعوب العربية بما فيها البحرين حتى عهد قريب ، عندما حدثت العزلة بين الطائفتين بإيعاز من السلطة عن طريق بعض المتشددين ، وما حدث في العراق يمثل منهجا دخيلا لجر أهلها لحرب أهلية طاحنة ، وما أغاظ هؤلاء الدخلاء تلك اللحمة الوطنية التي حاول الإرهابيون تدميرها ، ولو تم التنازل عن دجلة والفرات لصالحهم فلن يتوقف هؤلاء عن القتل والإرهاب الا باستلام السلطة بعد تدمير العراق وأهله.

عندما تم تكسير الواجهة الزجاجية للمطار استنفرت الأجهزة الإعلامية في البحرين ، وزاد ذلك الاستنفار حمية خطبائنا الأفاضل قبل حكم المحكمة ببراءة المتهمين من التهم المنسوبة اليهم بشأن التكسير والتخريب ، أما الآن فمرقد أبناء نبيكم الذي تظاهرتم من أجله تعرض للتفجير ، فأي الظرفين أحق بالإدانة والشجب والاستنكار ، واجهة زجاجية لحكومة البحرين ، أم مرقد زكي لأبناء خاتم المرسلين.

نشعر بكثير من الإحراج عندما نقول هذا الكلام وأنتم أهل دين وعلم وفضيلة ، فقد تبرأ العالم منا نتيجة لصمتكم ، ولا أستطيع كواحد من أبناء السنة أن أرد ما يقال عن سلبيتكم ، ولا يملك قلمي القدرة على الاعتذار للأخوة الشيعة بسبب هول الفاجعة وعظم الرزية ، حيث أن الاعتذار في هذا الظرف لا يمثل الا احتقار للنفس واهانة للمفجوع بهذه المصيبة.

حسنا فعلت الحكومة ببيان وزارة الشئون الإسلامية ، وحسنا فعل مجلس الشورى المعين ، ولكن مصيبتنا مع نواب الشعب في مجلس النواب ، وما لهم من امتداد قوي في الجمعيات الإسلامية السنية ، فليعتبروا على الأقل بجمعيتي العمل والميثاق ، فقد أدانوا الحادث وهم ليبراليين وعلمانيين وأدانوا الإرهاب بكافة أشكاله ، فالدفاع عن أبناء الرسول هو دفاع عن الرسول نفسه ، هذا ان كانت هذه الغيرة صادقة وبعيدة عن شوائب المذهبية الضيقة ، حتى لا نقول له يوم القيامة فجرناك بغضا لأبيك..

بقلم: معاذ المشاري
رب إنى مغلوب فانتصر

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الشـؤون العربيـة والعالمية“