المرجعية الشيعية العربيةوالدعوة الاسلامية الوحدوية

أضف رد جديد
شهيد القسطل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الخميس فبراير 12, 2004 4:28 pm
مكان: فلسطين المحتلة

المرجعية الشيعية العربيةوالدعوة الاسلامية الوحدوية

مشاركة بواسطة شهيد القسطل »

المرجعية الشيعية العربية و الدعوة الاسلامية الوحدوية

------------------------------------



كانت وما تزال الدعوة إلى التقارب بين المذاهب الإسلامية تشكل أبرز اهتمامات المرجعية الإسلامية الإمامية, وقد تميز المراجع العرب من أتباع مدرسة الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) عما سواهم من المراجع الآخرين بأنهم كانوا وما زالوا الأكثر اهتماما وعملا في هذا المضمار, ومن يقرأ سيرة هؤلاء الأعلام سيجد الفارق الواضح بين ما قدموه عمليا في سبيل تحقيق هذا الهدف الوحدوي, وما يحاول أن يقدمه الآخرون من العلماء غير العرب الذين ينتمون للمدرسة ذاتها.

لقد جند أشهر المراجع العرب أنفسهم من اجل إعادة الوحدة والتقارب بين أبناء الأمة الإسلامية ونبذ كل ما يفرق بينهم من عوامل التفرقة والتمزق المذهبي والطائفي التي زرعها أعدائهم من أتباع اليهودية والصليبية والصفـوية الحاقدين على الإسلام والعروبة, هؤلاء الأعداء الذين استغلوا بعض الحوادث المأساوية في تاريخ الأمة وراحوا يذكون فيها نار المذهبية والطائفية السوداء مستعينين بجهل بعض المشايخ من أصحاب الطرق الخرافية تارة, وتطرف بعض أصحاب النزعات القومية العنصرية تارة أخرى.



ومع مطلع القرن العشرين ومع بداية التكالب الاستعماري على الأمة العربية والإسلامية اخذ العلماء العرب من أتباع مدرسة الإمام جعفر الصادق (ع) يتحركون نحوا أخوتهم من أبناء المذاهب الإسلامية الأخرى ساعين من أجل لم الشمل يدفعهم إلى ذلك الحرص والغيرة على الإسلام ووحدة الأمة, وقد انطلق هذا التحرك الوحدوي من العراق حيث مدرسة النجف الأشراف العريقة بثقافتها الإسلامية العربية, ومنها تحرك الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي ألعاملي يجوب البلدان العربية والإسلامية, وقد زار دمشق وبيروت والديار الحجازية المّـكرمة ومنها ذهب إلى فلسطين ومصر حيث الأزهر الشريف وهناك اجتمع بعلماء الأمة وعلى رأسهم إمام الأزهر الشريف آنذاك الشيخ سليم البشري رحمه الله ودارت بينهم حواريات مهمة (انظر كتاب المراجعات ) صبت جميعها في مصلحة التقارب بين المذاهب الإسلامية.



إلى جانب هذا التحرك الهام للإمام شرف الدين فقد انطلقت تحركات واسعة أخرى نهض بها علماء عرب أفذاذ من بلاد الشام وعلى رأسهم الإمام المجاهد السيد محسن الأمين ألعاملي رحمه الله, ومن العراق أيضا الإمام الهمام الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء رحمه الله, حيث سافر إلى دمشق وبيروت والقاهرة وفلسطين وكرا تشي وطهران إضافة إلى الديار الحجازية المقدسة وكان يومها مرجعا للطائفة الإمامية ساعيا إلى لم الشمل وتوحيد الكلمة محاربا التفرقة والتمزق الإسلامي.

ومن اشهر تحركاته نحو التقارب والوحدة حضوره الفعال في المؤتمر الإسلامي الذي انعقد في مدينة القدس الشريف في عام 1350 هجرية – حيث أم المصلين في المسجد الأ قصى المبارك كما سبق وان أم المصلين في الحرم المكي المكرّم وكان لخطبه فيهما الأثر البالغ في نفوس أبناء الأمة.

هذه المواقف والدعوات الوحدوية عززتها تحركات أخرى مماثلة لمرجع عربي إمامي أخر هو الإمام المجاهد الشيخ محمد مهدي ألخالصي رحمه الله الذي كانت مواقفه وتحركاته الوحدوية أشهر من نار على علم وقد شهدت بجهاده من أجل التقارب بين المذاهب الإسلامية وتوحيد أبنائها جوامع بغداد والعديد من الحواضر العربية والإسلامية الأخرى, ومن ضمن مساعيه الكبيرة والكثيرة, كان اللقاء الذي شهدته دمشق الفيحاء حيث اجتمع فيها بعلماء الشام الأعلام ومن بينهم فضيلة الشيخ محمد سعيد العرفي رحمه الله الذي كان رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى في سورية آنذاك وقد دارت بينه وبين الأمام ألخالصي حوارات مهمة تكللت بزيارة متقابلة قام بها الشيخ العرفي لمدينة الكاظمة في بغداد حيث المدرسة الخالصية وقد ألقى فيها الشيخ العرفي خطبة صلاة الجمعة وكانت من أروع الخطب وذلك في يوم 30/12/1951م. حيث كانت كلمة صادقة تحمل دعوة إلى أبناء الأمة في التخلص من التفرقة وإقامة الوحدة الإسلامية.



لقد كان تحرك الإمام ألخالصي يوازيه تحرك وحدوي لمرجع عربي أخر وهو الشيخ محمد أمين زين الدين رحمه الله, وهو من أعلم علماء الإمامية حيث كانت له تحركات واسعة نحو التقارب بين المذاهب الإسلامية والمشهور منها تلك الرسائل التي كان يتبادلها مع فضيلة العلامة الشيخ احمد حسن الباقوري رحمه الله, وكان الأخير من أبرز أساتذة علماء الأزهر الشريف وقد أصبح فيما بعد وزيرا للأ وقاف في مصر, وقد نقل فضيلته في مقدمة كتاب(المختصر النافع في فقه الإمامية ) للمحقق الحلي رحمه الله والمطبوع في مصر عام 1954م., هذه الرسائل التي كانت تدور بينه وبين الشيخ زين الدين وجميعها كانت تدعو إلى التقارب والتآخي بين أبناء المذاهب الإسلامية.



والى جانب تحركات علماء العراق والشام فقد كانت هناك دعوات وتحركات وحدوية إسلامية أخرى قد صدرت من علماء ومراجع إمامية عرب وهذه المرة من الأحواز _عربستان_ وقد تمثل جانب منها بحركة الشيخ محمد طاهر الخاقاني رحمه الله, حيث زار الحجاز والكويت والبحرين من اجل الدعوة إلى التقارب والوحدة بين أبناء المذاهب الإسلامية وقد التقي في تلك البلدان بالعديد من علماء المذاهب الإسلامية ودارت بينهم حوارات عديدة لقيت الترحيب من لدن أبناء المنطقة جميعا, ومن طرائف احد هذه الزيارات التي جاءت في عام 1964 م وتعززت بزيارة أخرى في عام 1966/ انه قد سأله بعض أبناء منطقة القطيف" في شرق السعودية" عن وجهة الفرق بين السنة والشيعة, وقد أجاب الشيخ الخاقاني مستفتحا حديثه بالقول: إن الإمام احمد ابن حنبل رحمه الله, عندما أراد التكلم عن سنة النبي (ص) قام فأسبغ الوضوء وكذلك أني أريد الإقتداء برأي الإمام أحمد.



هذا الموقف الوحدوي من جانب الشيخ الخاقاني كان له الأثر في توطين الأخوة والمحبة بين الإمامية وأبناء سائر المذاهب الإسلامية الأخرى في المنطقة التي زارها رحمه الله.

إن المساعي والتحركات الوحدوية التي قام بها العلماء العرب من أتباع المدرسة الجعفرية والتي أوردنا مختصرا منها قد أعطت ثمارها على صعيد التقارب بين المذاهب الإسلامية وخلقت أجواء من الأخوة والمودة بين جميع الفرق مما دفع بعلماء الأزهر الشريف إلى إصدار فتوى بجواز التعبد بالمذهب الجعفري وإلزام تدريس الفقه الجعفري في جامعة الأزهر وهو ما فتح الباب فيما بعد أمام تدريس الفقه الجعفري في جامعة آل البيت (ص) في الأردن أيضا.

إن دعوات التقارب والوحدة بين المذاهب الإسلامية لم تنقطع برحيل هؤلاء الأعلام العرب الذين مر ذكرهم, بل هي قائمة إلى الآن وفي أكثر من بلد عربي, وهاهو المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان وكذلك المرجع الإسلامي الكبير السيد محمد حسين فضل الله والشيخ مهدي ألخالصي من العراق والسيد عبدالله الغريفي من البحرين وآخرون من علماء الإمامية العرب مازالوا يواصلون العمل من اجل التقارب بين أبناء المذاهب الإسلامية.

نعم هذه هي مواقف العلماء العرب من أتباع مدرسة الإمام الصادق (ع) ودعوا تهم التي كانت دائما مقرونة بالعمل الحقيقي والمثمر.



ولكن في المقابل ماذا قدم مراجع النظام الفارسي ممن يدّعون أنهم دعاة وحدويون إسلاميون سوى الدعوات السياسية التي لم تتجاوز الخطب والمهرجانات التي تقيمها حكومتهم ومؤسساتها الرسمية, والغريب في هذه الحكومة أنها ورغم كثرة الضجيج الإعلامي الذي تصدره حول موضوع الوحدة وتقريب المذاهب إلا أنها لم تقدم أي شي ملموس يثبت صدق ما تدعوا إليه لحد ألان, وكيف للعالم أن يصدقها وهي ما تزال تتمسك بدستورها القائم اصلا على التفرقة وترسيخ المذهبية العمياء, حيث تحرم المادة الخامسة عشر بعد المائة من هذاالدستورالمسلم السني الإيراني من تولي منصب رئاسة الجمهورية لكونه سني فقط.



نقول لقد ثبت ومن خلال التجربة والبرهان إن العلماء العرب من أتباع مدرسة الإمام جعفر الصادق (ع) كانوا ومازالوا هم أصحاب الدعوة الحقيقية والأحرص على توحيد الأمة الإسلامية, والساعين دوما إلى نبذ التفرقة المذهبية, وهم الأكثر سعيا إلى إعادة الروابط الأخوية الإسلامية, منطلقين من قوله تعالى:

" وان هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون "
10كانون الثاني2003

صباح الموسوي
واعلم يا ولدي أن الثورة ميلاد الإنسان
لن تنتصر الثورة إلا بالصدق
وإذا انتصرت بالسارق والخائن كانت بدعا
وانقض لصوص الأمس على جوهرة الحكم
ما نفع الثورة ان لم تصنع زمنا يجدر بالإنسان ؟
وتصنع إنسانا يجدر بالنصر ؟!

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الشـؤون العربيـة والعالمية“