على نفسها جنت براقش: ايران والمسألة الكردية

أضف رد جديد
شهيد القسطل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الخميس فبراير 12, 2004 4:28 pm
مكان: فلسطين المحتلة

على نفسها جنت براقش: ايران والمسألة الكردية

مشاركة بواسطة شهيد القسطل »

على نفسها جنت براقش: ايران والمسألة الكردية -بقلم : صباح الموسوي


لقد كشفت الأحداث الأخيرة التي شهدتها العديد من المدن الكردية في إقليم كردستان الإيرانية مرة أخرى حجم التناقض الفاضح في سياسات العنصرية والطائفية للنظام الإيراني تجاه الشعوب المضطهدة في ايران, كما إنها كشفت تدخّـله السافر في شؤون دول الجواربحجة الدفاع عن الطوائف والقوميات المضطهدة في تلك الدول.




لقد شاهد العالم قبل عدت أسابيع ومن خلال أجهزت الإعلام الإيراني تحديداالأساليب والطرق الوحشية التي تعاملت بها مليشيا الحرس وقوات ما يسمى بمكافحة الشغب وغيرها من الأجهزة الأمنية مع الجماهير الكردية التي خرجت مؤخرا وهي تحتفل بالفدرالية التي حصل عليها أشقائهم أكراد في العراق, وبغض النظر عن موقفنا من مما تم إقراره في ماسمي بالقانون المؤقت لإدارة الدولة العراقية بشأن منطقة شمال العراق إلا أن النقطة الرئيسية التي نؤد إلقاء الضوء عليها في هذا الموضوع هي الموقف الإيراني ألازدواجي والمتناقض من المسألة الكردية, فإيران كانت طوال عهد حكم البعث في العراق وما قبله النائحة الباكية على ما تسميه مظلومية الأكراد وقد دعمت بكل قوة المليشيات والعصابات الكردية التي كانت تعمل لصالح أجهزة المخابرات الدولية تحت غطاء مسألة حقوق الكرد, ولم يكن الموقف الإيراني في العهد البهلوي الداعم لحزب الديمقراطي بزعامة ملا مصطفى البارزاني أمر سري فقد استطاعت ايران انذاك أن تلعب الورقة الكردية في المفاوضات مع العراق التي انتهت بعقد اتفاقية الجزائر و التي حصلت ايران بموجبها على نصف شط العرب, حيث قامت ايران بعدها بتجميد دعمها العسكري للأكراد وأبقت على الدعم السياسي لحليفها البارزاني مستمرا حتى قيام الثورة وسقوط النظام البهلوي, ولما استلم النظام (الإسلامي) الحكم في ايران لم يهمل المسألة الكردية في العراق بل تعامل معها وأعطاها أهمية فائقة في استراتيجيته تجاه حربه مع العراق أولاً, وتجاه ضرب الحركة الكردية في ايران ثانيا, ومن اجل ضمان تحقيق اكبر استفادة ممكنة من الورقة الكردية إلى جانب الورقة الشيعية فقد بدأ النظام الإيراني بإنشاء تحالفات جديدة مع إطراف كردية كانت مهمشة في عهد الشاه وعلى رأسها جماعة ما يسمى بالاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني حيث استطاعت ايران وخلال سنوات الحرب مع العراق الاستفادة من هذه الحركات في ضرب الحركة الكردية الإيرانية وتحديدا حزب الديمقراطي الكردستاني وكذلك استخدامها في ضرب القوات العراقية المتواجدة على الجبهات الشمالية إضافة إلى استخدامها في أعمال تجسسة وتخريبية وأعمال عديدة أخرى, وكانت حجة النظام الإيراني في دعمه المعلن للمليشيات والعصابات الكردية العراقية هو مناصرة الأكراد بهدف رفع مظلوميتهم حسب زعمه, فيما كان هو يقوم بارتكاب أبشع الجرائم ضد الأكراد الايرانين حيث شهدت المدن الكردية العديد من المذابح على أيدي مليشيا الحرس وليس اقلها قصف تلك المدن بقنابل النابالم المحرمة دوليا, هذا إضافة إلى تصفية القيادات الكردية التاريخية في الخارج من أمثال الدكتور عبد الرحمن قاسملو زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني ( قتل في فينا مطلع التسعينيات ) والدكتور فاضل شرف كندي ( أغتيل في عملية مطعم ميكونوس الشهيرة في برلين) وغيرهم العشرات من القيادات السياسية الكردية الأخرى.
ولكن اليوم وبعد أن انتفت الحاجة من الورقة الكردية راح النظام الإيراني يحرض العناصر والحركات الشيعية الموالية له على رفض اي أمر من الممكن أن يفضي إلى حصول الأكراد على وضع فدرالي داخل الدولة العراقية وذلك بحجة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي العراقية, إلا أن المتتبع للسياسة الإيرانية تجاه العراق يعرف جيدا أن الأراضي العراقية كانت وماتزال موقع انتهاك دائم من قبل ايران, وأن النظام الإيراني يشكل الخطر الأكبر على الوحدة الوطنية العراقية وذلك من خلال تدخلا ته السافرة و المستمرة في الشأن الشيعي العراقي وتغذية الروح الطائفية ضد السنة عند بعض الأطراف المتعصبة والتي هي من أصول ايرانية في الساحة الشيعية, كما انه راح يعمل على وضع الشيعة في مواجهة الأكراد بحجة الدفاع عن وحدة العراق مثل ما سبق له وان وضع الأكراد في مقابل الدولة العراقية بحجة الدفاع عن الحقوق الكردية, وإذا كانت ايران عملت ذلك في الماضي لحساب إضعاف العراق وتفوقها عليه واستبزازه كما حصل في اتفاقية الجزائر, فهي الآن تريد دفع الشيعة في مواجهة الأكراد لكي تمنع حصول الأكراد على الفدرالية لأنها تخاف من أن تصبح هذه الفدرالية نموذجا تطالب به الشعوب والقوميات في ايران, وهذا ما شاهدناه بالفعل في الأسابيع الماضي عندما خرجت العديد من المدن الكردية الإيرانية مبتهجة بالوضع الذي أقره القانون العراقي المؤقت للأكراد, حيث تحولت الاحتفالات إلى مظاهرات سياسية تطالب بوضع مشابه لما تم لأكراد العراق وهو ما دفع قوات الشرطة ومليشيا الحرس إلى استخدام اشد القسوة للإخماد تلك المظاهرات.
ولكن يبقى السؤال الذي يدور في خلد المتابع السياسي وهو, إلى متى يستطيع النظام الإيراني أن يستمر في خنق الشعوب والقوميات المتعددة في ايران ويبقيها محرومة من الحصول على حقوقها الانسانية والقومية ؟ و إلى أي حد يستطيع هذا النظام الإيراني أن يحمي بيته من النيران التي أشعلها في بيوت جيرانه؟.

صباح الموسوي
كاتب وسياسي عربي من الأحواز
واعلم يا ولدي أن الثورة ميلاد الإنسان
لن تنتصر الثورة إلا بالصدق
وإذا انتصرت بالسارق والخائن كانت بدعا
وانقض لصوص الأمس على جوهرة الحكم
ما نفع الثورة ان لم تصنع زمنا يجدر بالإنسان ؟
وتصنع إنسانا يجدر بالنصر ؟!

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الشـؤون العربيـة والعالمية“