وضع السودان ...... وقميص قرنق .؟

[الهاشمي اليماني]

نحن العرب والمسلمين جاد علينا تاريخنا بالكثير من الأمثال الحية ... ولعل أهمها " قميص عثمان " وما نتج عن رفعه كشعار ، فهناك باطل سمى فوق الحق وبمعرفة الجميع .... وأحجم الكثير عن إطفاء نيران الفتنة إماحيرة وإما إعتزالا ..... وإما مصالح شخصية وعصبية جاهلية ..
وبالسودان الشقيق ربما يكررها التاريخ ونشاهد ( قميص قرنق ) فما أشبه الليلة بالبارحة ، هاهم الغوغائيين الجنوبيين وقبل معرفة سبب وفاة زعيمهم يقتلعون الأشجار ويحرقون المنازل والمتتلكات ... وحتى المساجد وهي دور العباة لم تنج من شرهم ... وربما كان حارس الشارع السوداني يغط بنوم عميق حيث يشتهر الإخوة السودانيين بالنوم نهارا خلال صيفهم الشهير بالقيض والغبار ... فيديرون له ظهورهم بالسهر ليلا والنوم نهارا ،، مما تسبب بخلو الشوارع للعابثين ليعبروا عن شعورهم بطريقة إظرام النيران وإشعال منازل الجيران ، وأستيقضت الشرطة بعد وقوع الفأس بالرأس أو بالأحرى بعد غرس فتنة كان السودانيين بغنى عنها ، ..
أعتقد أن الكل يعرف مشكلة الجنوب والشمال بالسودان والحرب الدائرة منذ ثلاثة عقود ...
إذا ما عدنا للتاريخ فسنجد الكثير حلقات سلسلة تحكي لنا الدور المشين الذي يلعبه الغرب للحفاظ على مصالحه الأنانية وحسب .. وقد كرس الإنجليز عنوة فصل الجنوب عن الشمال ، وعزلهما حتى يتم لهم مخططهم بأرض الجنوب البكر وتخل لهم الساحة لتوجيه سكانها البدائيين كما يريدون ..
السودان وهو يأتي بالجهة الشرقية لكيان متجانس متماسك ثقافة وإنسانا ، ويمتد من موريتانيا والسنيقال بساحل الأطلسي غربا حتى سواكن ومصوع بساحل البحر الأحمر شرقا ..
هذا الكيان شهد عدة نهظات كاد أن يشكل معها دولة عظمى إسلامية السمات ، فهناك سلطانات مسلمة كالتيم بتشاد والفور بالسودان وسلطنات الهوسا ومالي ... كادت أن تلتئم بالأدارسة المتمركزين ما بين واحة الكفرة بليبيا وجبال الأطلس بالمغرب الأقصى ... وشرقا بالسودان كانت حركة الإمام المهدي في غاية توهجها ودراويش المهدي يلقون الرعب بقلوب الأجانب بمصر وغيرها رغم أن أسلحتهم كانت الحراب والعصي وحسب ..
فحزم الغرب أمره ووحد أطماعه لتتحد بذلك الدول الإستعمارية وتتقاسم المنطقة وقبل ذلك تتعاون بوأد الحركات الوطنية ..
حاليا هاهو السودان الشقيق يواجه البلقنة وبالطبع بعد حروب طاحنة نرى أولها باديا للعيان ... فالغرب صاح وناح على إنتهاك حقوق الإنسان بدار فور ، التي تسبح فوق بحر من النفط حسب إعتقاد الخبراء ، وغدا ستفتح الجبهة الشرقية حيث أن التهيئة تتم عبر شرح حقوق قومية البيجا ، ( قبيلة من الأفروعرب ) وغدا سترتفع الأصوت للمطالبة بماذا ؟؟ بالطبع بتقرير المصير لكل قبيلة ... وهانحن نشاهد حاليا ظاهرة نطلق عليها " قميص قرنق " ..