الأكاذيب المتراكمة ، وتحنيث الوعود ..

أضف رد جديد
المنصور
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 156
اشترك في: الأربعاء أغسطس 03, 2005 1:25 pm

الأكاذيب المتراكمة ، وتحنيث الوعود ..

مشاركة بواسطة المنصور »

ا

لأكاذيب المتراكمة ، وتحنيث الوعود ..

( في ذكرى نكسة 1967 ! )

بقلم / الدكتورة زينب عبد العزيز

صورة
في زمن باتت فيه الأكاذيب المتراكمة هي المعيار، وتحنيث الوعود هو الأمر المتّبع، فلا بد من استعراض أهم تلك الملامح المكوّنة للوضع الراهن، بمناسبة ذكرى مرور أربعين عاما على نكسة يونيو 1967 – ويا لها من نكسة !
وقبل أن نتناول وضع الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين، على ضوء الحفائر الأثرية الجديدة، تجدر الإشارة إلى دور الركائز الأساسية التي قام عليها وبفضلها ذلك الكيان، و تم احتلاله لأرض لا حق له فيها بكل المقاييس، فلولا الأكاذيب المتراكمة وتحنيث الوعود المتكرر لما كان لذلك الكيان الغاشم أي أثر في الوجود ! و من أهم هذه الركائز الأساسية: السياسة الأمريكية والسياسة الفاتيكانية.
ولا أتناول هنا الركيزة الأساسية الثالثة، ألا وهي موقف أصحاب القرار المسلمين والعرب، الذين لولا تواطؤهم وتنازلاتهم المتواصلة لما كان من الممكن أن تتم هذه المأساة/ الفضيحة ، ولا هذا الاقتلاع للشعب الفلسطيني من أرضه !.. لعل التطورات الناجمة عن الحفائر الأثرية الجديدة في أرض فلسطين المحتلة، وفي سيناء أيام احتلالها، والتي تغيّر بلا شك من مكونات القضية، أن تلهم من يمكنهم أخذها في الاعتبار، وإعادة النظر في الوضع برمته على أسس واقعية جديدة ..
ولا يسع المجال هنا لتناول كل الأكاذيب التي قامت عليها السياسة الأمريكية، ولا كل الوعود التي حنثتها على مدى عمرها القصير، لكن تكفي الإشارة إلى أن نفس كيانها وحضارتها قد قاما على ما شبّت عليه وهو: القتل العرقي وتفريغ الأرض من سكانها الأصليين لاحتلالها بالمجازر والتدمير والأكاذيب والوعود المحنثة .. وهو نفس الخط الذي تتبعه هذه السياسة بعامة، منذ نشأت، وحتى يومنا هذا.
وآخر فصولها مجزرة سريبرينيتشا والاحتلال الوقح لأرض أفغانستان والعراق ، القائم على أكذوبة 11/ 9/ 2001 التي اختلقتها بأيديها للتلفع بشرعية دولية لمحاربة الإسلام تحت مسمى الإرهاب !. ويكفي الاطلاع على كل ما صدر من كتب وأبحاث تدين هذه المسرحية منذ بداية عرضها أو بمناسبة مرور الذكرى الخامسة لابتداعها...
كما لا يسع المجال أيضا لتناول كل الأكاذيب التي قامت عليها المؤسسة الفاتيكانية أو المؤسسة الكنسية الرومية، وكل ما قامت به من مجازر طوال قرابة ألفي عام لنشر عقيدة قائمة على الأكاذيب وتحريف النصوص والتاريخ والحقائق، وتكفي الإشارة هنا إلى تبرئة اليهود من دم المسيح في مجمع الفاتيكان الثاني عام 1965، رغم وجود أكثر من مائة اتهام صريح ضدهم من السيد المسيح وغيره، وهي آيات لا تزال من النصوص المتداولة في الأناجيل الأربعة.
فلولا هذه التبرئة التي سمحت بالاعتراف بالكيان الصهيوني، وفرض هذا الاعتراف على الدول الغربية المسيحية التي كانت رافضة الاعتراف به، لما انغرس ذلك الكيان الاستيطاني القائم على فكرة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" كما يقولون بكل جبروت، وهو ما يقومون بتنفيذه فعلا ! فهي في الواقع عملية قتل عرقي أخرى تتم بالتدريج وفي وضح النهار – وتكفي مهانة وصف مجلة ليبراسيون للبابا بنديكت السادس عشر الشهر الماضي بأنه "كذاب محترف"، من كثرة ما اختلقه من فريات، ومن كثرة ما تحمله المؤسسة التي يترأسها من أكاذيب ..
والجديد في مسألة الحفائر الأثرية هو أنه في 23 مايو 2007 ، نشرت وكالة الأنباء الفرنسية أن جنودا إسرائيليين قاموا بعمليات قتل غير مشروعة في الأراضي الفلسطينية .. وذلك نقلا عن تقرير منظمة العفو الدولية لسنة 2006 المنشور يوم الأربعاء، ويضيف التقرير: " إن الحواجز التي أقامها الجيش وعمليات الاقتلاع المتزايدة وتقييد حرية حركة الفلسطينيين، واستيلاء الإسرائيليين على الحقوق الجمركية للسلطات الفلسطينية قد أدت إلى تدهور حالة الفلسطينيين" ! ثم يواصل التقرير قائلا: " إن الفقر وتردي الحالة الغذائية والمشكلات الصحية والبطالة قد وصلت إلى مستوى ينذر بالخطر" .. كما يوضح التقرير" أن عدد الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي قد تضاعف أكثر من ثلاث مرات سنة 2006 عنه في 2005 ، بينما قد تناقص عدد الذين قتلهم الفلسطينيون من الإسرائيليين في نفس الفترة إلى أقل من النصف "..
وينتهي عرض التقرير بما أوضحه الكاتب قائلا: " من مصلحة الشعب المختار العودة إلى حدود 1967 التي لا يدين بها لإلهه العاجز، وإنما يدين بها لهيئة الأمم المتحدة " !!
أي أن الحجة المزعومة التي تذرعوا بها بأن إلههم قد منحهم هذه الأرض عبارة عن أكذوبة يعرفها الجميع ، وأن من منحهم هذه الأرض فعلا هي الأمم المتحدة بناء على الأكاذيب المختلقة ! وعندما لم تتمكن تلك المنظمة من فرض قرارها بالاعتراف بالكيان المحتل لأرض فلسطين على جميع الدول، لجأت السياسة الأمريكية إلى حليفها الأكبر، الفاتيكان المجيد، الذي قام بتلك الفضيحة الأخرى جهاراً نهاراً، ألا وهي: تبرئة اليهود من دم المسيح، رغم اللعنات التي لم تكف الكنائس عن صبها عليهم في قداس كل يوم أحد.. و عدم أحقية اليهود في أرض فلسطين هي المعلومات التي صارت تزخر بها الكتب والأبحاث الجديدة في العقود الماضية.
ومن أهم المراجع التي ظهرت كتاب "كشف النقاب عن الكتاب المقدس" (2002)، بقلم كل من إسرائيل فينكلشتاين، مدير معهد الآثار بجامعة تل أبيب، ونيل سيلبرمان، رئيس قسم التاريخ في معهد الآثار والتعريف بالميراث، في بلجيكا، والاثنان يهوديان ولهما مكانتهما العلمية المعترف بها.
وقد التزم المؤلفان بالتعريف العلمي للاكتشافات الجديدة وتوصلا إلى نتائج تختلف تماما عما يتم نشره، فقد أعادا النظر في تاريخ الشعب اليهودي، وقاما بتحليله على ضوء ما أسفرت عنه هذه الحفائر، وأول ما توصل إليه العديد من العلماء اليهود العاملين على هذه الحفائر، وليس المؤلفان وحدهما هو أن هذه الاكتشافات قد أكدت عدم مصداقية الكتاب المقدس، وأنه لا يمكن اعتباره كتاب تاريخ يُعتد به ، وإنما هو كتاب دعاية تمت صياغته لأغراض سياسية، أو كما أوضحا: " أنها قصص متفرقة تمت حياكتها من الذاكرة، من أنقاض عادات قديمة وأساطير حول مولد شعوب مختلفة في المنطقة والاهتمامات التي أثارتها المعارك المعاصرة"..
وبالنسبة للمؤلفين فإن الكتاب المقدس "يتفق وبداية ظهور مملكة يهودا في الجنوب كقوة محلية في القرن السابع قبل الميلاد، أما مملكة اليهودية في الشمال فقد انتقلت إلى سيطرة ملوك آشور، وهو ما أدى إلى أفولها ، وبذلك تحول الكتاب المقدس إلى أداة دعاية لأحلام استيطانية، أي ما معناه أن عظمة دولة إسرائيل القديمة عبارة عن اختراع سياسي"..
ثم يؤكدان: "من الواضح اليوم أن عددا كبيرا من الأحداث الواردة في التاريخ الإنجيلي لم تحدث لا في المكان المذكور ولا بالطريقة المكتوبة ، والأدهى من ذلك أن بعض الفقرات الأكثر شهرة في الكتاب المقدس لم تحدث مطلقا، وهو ما يقلب النظرة إلى ذلك الكتاب رأسا على عقب ".. وهو ما يسمح بوصف حضارة الغرب المسيحي بأنها قائمة سياسياً ودينيا على أكاذيب !
وأهم ما يخرج به الكاتبان من ذلك البحث: " أنه من الممكن أن يفتح آفاقا جديدة بالنسبة للفلسطينيين، لأن اليهود لم يعد من حقهم ادعاء أن أرض فلسطين ملك لهم بزعم أنهم غزوها قديما بمساعدة الإله يهوه، حقا، لقد عاش عليها أجدادهم منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة، لكنهم كانوا يتقاسمونها مع الكنعانيين الذين كانوا يمثلون الأغلبية آنذاك، و هم أجداد الفلسطينيين، وأيا كان الأمر فلا حق لليهود في هذه الأرض التي غابوا عنها طوال عشرين قرنا" !!
وهي نفس الفكرة التي كان قد خرج بها الأب جان لاندوزى في الرسالة الجامعية التي تقدم بها في المعهد الكاثوليكي في باريس ، وتمت طباعتها عام 1978 ، وهي بعنوان : "هبة أرض فلسطين" والتي يوضح فيها بالنصوص أن اليهود لا حق لهم في هذه الأرض .. ويقول الأب لاندوزى في البحث الذي تقدم به في مؤتمر "مسيحيو الشرق" المنعقد في باريس عام 1987 : "إن الوضع الصهيوني يرمي إلى تبرير وجود دولة إسرائيل بفعل أنه يرد في الكتاب المقدس أن الرب قد أعطى أرض فلسطين لإسرائيل، إلا أن المشكلة تبدأ بالنسبة لنا حينما يحاولون دفع المسيحي منا إلى تأكيد نفس القول بناء على الكتاب المقدس".. ثم يضيف بعد ذلك قائلا : "من ناحية أخرى كان وعد الأرض مشروطا بالاستقامة والإخلاص للعهد الذي تم إبرامه بين الرب وشعبه، وإن الأرض سوف تُسحب منهم إذا ما خانوا العهد".
والمعروف من نفس نصوص الكتاب المقدس أنهم خانوا العهد، وعادوا إلى عبادة العجل، وإلى تعدد الآلهة، وإلى قتل الأنبياء.. ثم يضيف موضحا : "إن أرض فلسطين لا يمكن أن تكون ملكا لجماعة واحدة باسم القرار الإلهي؛ لأن القرار الإلهي كان شاملا لكل من على تلك الأرض، ولم يستبعد أحدا ومنهم الفلسطينيين أساسا".
أي أن الأمناء من الكنسيين محرجون ما بين النصوص الصريحة الوضوح وبين انسياق الكنيسة وتورطها في الأكاذيب السياسية ..
وفي بحث كتبه جان بيير شافاز عام 2006 يقول : "حتى سنة سبعين كان لعلم الآثار في الأراضي المقدسة فكرة ثابتة لا تتغير، هي: محاولة إثبات وتقديم الأدلة والبراهين على أن القصص الإنجيلية صادقة، إلا أن هذه الأبحاث قد باءت بالفشل، فعلى الرغم من أن كتبة الكتاب المقدس قد حاولوا تقديم الأدلة على مصداقيتهم، مستشهدين ببعض المعطيات التاريخية، بالإشارة إلى أحد ملوك الفراعنة أو إلى غيره هنا وهناك، إلا أن الاكتشافات الحديثة قد بددت مزاعم كل تلك التأييدات، وأطاحت بمصداقية كل مجريات تاريخ إسرائيل قديما".
ثم يضيف قائلا: " من الواضح أنه منذ فترة ليست بالقصيرة لم يعد الكثير من رجال اليهود والكاثوليك والبروتستانت يأخذون الكتاب المقدس على أنه كتاب تاريخ يُعتد به .. ومن المؤكد أن كتبة سفر التثنية لم يكونوا ملهمين من الرب ، وإلا فذلك يعني أنه يعاني من فقدان الذاكرة "!..
وفي العدد رقم 391 من مجلة "البحث العلمي" الصادرة في نوفمبر 2005 توجد ملزمة من 29 صفحة بها عدة مقالات لأقلام أثريين قاموا بالحفائر في منطقة سيناء وفي فلسطين، ليؤكدوا نفس المعلومة بأن العهد القديم قد كُتب من أجل الدعاية السياسية الدينية، أي بقول آخر: " أنه عبارة عن إعداد وتلفيق وثائق معينة من أجل هدف بعينه" !.. ولا داعي لإضافة أنه ما من أحد منهم أصبح ينظر للكتاب المقدس على أنه " منزّل" ..
ويقول بيير دى ميروشدجى ، الأثري ومدير الأبحاث بالمعهد الفرنسي للبحوث في القدس: "هناك الكثير من الاكتشافات التي تناقض النصوص الإنجيلية، بحيث يمكن الجزم بأن ما يقدمه الكتاب المقدس على أنها فترة غزو الإسرائيليين للأرض الموعودة يبدو اليوم، على ضوء الاكتشافات الأثرية الجديدة، على أنه فترة قلاقل سياسية واقتصادية واجتماعية .. وفيما يتعلق بالفترات الحديثة فنحن بصدد تاريخ أعيدت صياغته كليةً من أجل منظور أيديولوجي .. فهناك أدلة قاطعة تناقض ما هو وارد بالعهد القديم ، مثال مسلة مرنبتاح، سنة 1210 ق م ، التي يرد بها انهزام شعب إسرائيل تماما" ..
ثم يؤكد قائلا : "إن الأثريين قد أثبتوا أن غزو اليهود للأرض الموعودة عبارة عن أسطورة ... وكل هذه الاكتشافات الجديدة تعطي تفسيرا جديدا لنصوص الكتاب المقدس، وتظهر أن غزو الأرض الموعودة عبارة عن أصداء شديدة البُعد لظاهرة تاريخية مست مجمل الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وأنه قد تمت إعادة كتابة وصياغة النصوص على مر العصور لأغراض سياسية ودينية لافتعال ملحمة عبرية أو قصة تاريخية أسطورية بعيدة عن الواقع" !!
وفي عدد فبراير 2005 من مجلة "هيستوريا" العلمية الفرنسية ملزمة من 42 صفحة حول "الكتاب المقدس واختبار الزمان" ونخرج من هذه الصفحات العلمية بتأكيد أن الكتاب المقدس عبارة عن نصوص متعددة صاغها البشر في فترات زمانية مختلفة وبأقلام متعددة يصعب حصرها.
وعلى الرغم من محاولات جحافل المفسرين لإثبات مصداقية هذه النصوص إلا أن الحفائر الأثرية الجديدة تثبت قطعا عكس ما يقولونه، وأن هذه النصوص أصبح يُنظر إليها على أنها مجرد أساطير تمت صياغتها لأغراض دينية وسياسية.
وفي مقال بعنوان "الأرض الموعودة هي ملك للغير" يقول المؤرخ ريشار لوبو : " إن ما يحكيه سفر يشوة عن مولد شعب إسرائيل وغزوه لأرض كنعان عبارة عن أسطورة خرافية جديرة بأحد أفلام هوليود!.. إن المؤرخين يعتبرون هذه النصوص مجرد أساطير.. فخلال هذه الفترة كانت أرض كنعان تحت الحماية المصرية القديمة، وكان المصريون قد تصدوا قبل ذلك للحيثيين، وشجاعتهم معروفة مسجلة، ثم كيف يمكن قول: إن اليهود قد هربوا من مصر وهاجروا إلى أرض خاضعة للمصريين؟ إن الحفائر الأثرية تناقض ما هو وارد في سفر يشوة " ..
ويقدم لوبو نموذجا من تلك الصياغة الأسطورية النزعة قائلا: "تقول النصوص أن مدينة أريحا هي أول ما غزاها اليهود في أرض كنعان، وأن أصوات الأبواق والنفير قد هدت بأصدائها الأسوار الشاهقة للمدينة! وتوضح الحفائر أن بلدة أريحة لم تكن سوى قرية صغيرة جدا وبلا أية أسوار على الإطلاق" !..
بينما يوضح روبير سباتييه في مقاله: " أن العهد القديم يقدم مملكة اليهودية على أنها مملكة ذات سيادة، إلا أن الاكتشافات الحديثة تؤكد أن ذلك عبارة عن قصص مختلقة تم سردها لخدمة طموحات أرضية استيطانية ودينية... ومنذ عشرات السنين والحفائر لم تثبت أي شيء مما هو وارد في العهد القديم، أي أنه يمكن اعتبار الكتاب المقدس مجرد عمل سياسي ديني استراتيجي خاص بكيفية استيلاء شعب على السلطة ...
ولا يمكن تقديم أي دليل أثري يثبت حقيقة أسماء الشخصيات الواردة بالكتاب المقدس ولا الأماكن الواردة به، وما هو موجود منها فيرجع إلى زمن مختلف، وكلها قصص وأساطير تم تجميعها من شعوب المنطقة، وقد أضيفت إليها الاهتمامات العسكرية المغرضة...
إن كل الحفائر الأثرية بما فيها تلك التي تمت في المنطقة القريبة من سيناء لا تقدم أي دليل وتناقض النصوص"..
ولا تعني هذه الشذرات أنها تمثل كل ما كتب في السنوات الماضية حول عدم أحقية اليهود في هذه الأرض شرعا وقانونا أو حتى من الناحية الأثرية والدينية، إذ أن عدد الكتب والمراجع والأبحاث العلمية التي ظهرت يصعب حصرها في مثل هذا المقال المحدود، لكنها حقائق أضعها تحت أعين الجميع، وخاصة أمام كل من يمكنهم الاستعانة بها للحد من ذلك الاحتلال الوقح لأرض فلسطين، و الحد من الإبادة الجماعية المتعمّدة للفلسطينيين ..
وأول من أتوجه إليهم بهذه الحقائق هم أصحاب القرار، في كل مكان ومجال، من المسلمين والعرب، فالدفاع عن هذه الأرض أمانة في عنق كل مسلم ومسلمة، ولا أقول شيئا عن عمليات تهويد مدينة القدس وتغيير معالمها، ولا عن السيناريو المعَد لهدم المسجد الأقصى، ولا عن كل ما هو مكتوب ومعروف .. وعار علينا أن نكتفي بالاحتجاج والاعتراض أو حتى بمجرد الإدانة .. عسى الله أن يلهم المسلمين والعرب الشجاعة والقدرة على العمل والتحرك، فما أصبح متاحا من حقائق، بفضل الحفائر الأثرية الجديدة، يستوجب تغيير الوضع الآسن الذي نغوص فيه منذ عشرات السنين ..
كما أضع هذه الحقائق تحت أعين تلك السياسة الأمريكية الظالمة، هي ومؤسساتها، وتحت أعين ذلك الغرب المسيحي المتعصب وقيادته الفاتيكانية، خاصة وقد احترف الجميع الكذب والتسويف وتحنيث الوعود..
إن ما قام به الصهاينة ولا يزالوا يقومون به ضد الفلسطينيين لا يمكن الدفاع عنه بأي حجة، ولا بأي سبب من الأسباب، والمقاطعة الاقتصادية والسياسية التي فرضتها أمريكا والاتحاد الأوروبي منذ أكثر من عام على الشعب الفلسطيني، بمناسبة انتخابه الشرعي لمنظمة حماس، ترمي إلى تجويعه وخنقه وتطويعه تحت إمرة الصهاينة الاقتلاعية: إنها كارثة إنسانية معدّ لها عمدا ومسبقا..
والزعم الدارج الذي ظلوا جميعا يخدعون و يلوحون به، من أن اليهود قد عانوا من المحرقة، وأنه من حقهم أرض يقيمون عليها فلا ذنب للفلسطينيين في أن يتم اقتلاعهم من أرضهم وإبادتهم، تبريرا وتكفيرا لعقدة ذنب يشعر بها ذلك التحالف الأمريكي الغربي، القاتل، الذي ألف الصمت ... الصمت على كل المخازي التي تعتري تاريخه الملطخ بدماء الأبرياء، في كل مكان، وفي كل فترة من فترات الزمان، ولا تزال ..
وها هي الأدلة الجديدة الناجمة عن الحفائر الأثرية تدين كل تلك الحجج، وتثبت بالقطع تحريف النصوص المقدسة للأحداث والتاريخ، كما تثبت بالقطع أيضا أنه لا يحق لليهود احتلال أرض فلسطين التي اغتصبوها من أهلها ولا يحق لهم البقاء عليها !..
( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ )
[img]http://mail.google.com/mail/?attid=0.1& ... 9296cc0528[img/]

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الشـؤون العربيـة والعالمية“