الحوثي بطلا

أضف رد جديد
نفس حر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 39
اشترك في: الاثنين أغسطس 02, 2004 1:18 am

الحوثي بطلا

مشاركة بواسطة نفس حر »

الحوثي بطلاً


18/8/2004 عزت مصطفى

بينما الجيش اليمني يقتل مواطنيه في صعدة ظل اعضاء مجلس النواب دون أدنى شعور بمسؤولية يناقشون مسألة إرسال قوات يمنية لحفظ الأمن في العراق. السلطة هنا لا تحترم مواطنيها، نعم، إنما بالمقابل يجب الكف عن الحديث فيما يتعلق بالديمقراطية والحريات في ظل (دولة) تدعي الفصل بين السلطات التي تحرك خيوطها في النهاية اصابع يد واحدة. رئيس الجمهورية، قائد القوات المسلحة، وكذلك رئيس مجلس القضاء الأعلى ضغط باصبعه على زناد الحرب في سبيل ما وصف القبض على حسين الحوثي، ومن ثم تقديمه للمحاكمة بعدة تهم تعود إلى ما قبل عشر سنوات من الآن، إلا أن الاوضاع تطورت وها هي تدخل شهرها الثالث دون أن تحسم قوات الرئيس المعركة. مجلس قضاء الرئيس يجب أن يحاكمه بالتهمة ذاتها التي وجهها للحوثي طالما وأنه دعم الرجل خلال سنوات إلى ما قبل محاولة تصفيته، إضافة إلى تهم تتعلق بالإبتزاز السياسي حين اعلنت لجنة شؤون الاحزاب التهديد بحل احزاب اللقاء المشترك على ضوء بيانها حول أحداث صعدة. شخصياً سعدت ببيان لجنة شؤون الاحزاب وتمنيت حل أحزاب (المعارضة) حتى لا تظل وقتاً اطول تمارس مهامها كشاهدة زور على ما يجري في هذا البلد التعيس.. ومن شهادة الزور إلى كتمان الشهادة صمتت احزاب المعارضة إزاء ما يجري حتى الآن بعد أن شاركت في لجنة الوساطة بعدد من قيادييها الذين ما إن استلموا مكافآتهم حتى شاركوا في مهزلة إثبات تمرد الحوثي ورفضه إنهاء المجازر الدائرة في صعدة من خلال عدم تعليقهم على الأفتراءات المنشورة باسم اللجنة التي هم اعضاء فيها. ممثلو الشعب لم يكلفوا انفسهم عناء تشكيل لجنة لتقصي الحقائق وحصر الضحايا الذين يعدون بالآلاف، وبقيت الحقيقة الوحيدة التي أرادوا لنا تصديقها هي أن الجيش يخوض معركة مقدسة للقضاء على فتنة تهدد البلاد، فيما الحقيقة الوحيدة الناصعة أن قيادات الجيش اشعلت فتنة كبرى قد لا تتجاوزها اليمن إلا بعد عقود. ولن نذهب بعيداً ونصدق اننا في بلد ديمقراطي لنطالب بمحاسبة القيادات العسكرية عن اقترافها جرائم حرب بحق المدنيين، بل سنظل محصورين فيما نعتقد انه في حدود (الديمقراطية) المسموح بها، لنطلب من نوابنا استدعاء قادة الجيش ومساءلتهم عن إخفاقهم العسكري في صعدة بعد أن اعلنوا ان العمليات ستنتهي خلال الايام الاولى من ابتدائها، ولا اعتقد أن اعضاء البرلمان سيتجرأون ليسألوا العسكريين عن الإتهامات الموجهة اليهم بإفشال مساعي لجان الوساطة (الأخيرة تحديداً) واستمرار آلياتهم الحربية في حصد أرواح اليمنيين. صحافة الجيش قالت أن الحوثي خرق وقف إطلاق النار، وببلادة بالغة أظهر هذا الخبر وكان انصار الحوثي هم المتفوقون عسكرياً على الجيش وهم الذين يحاصرونه، وكأن الحوثي يريد القضاء على وحدات الجيش الهائلة في مقابل اخبار رسمية أخرى تقول أن انصار الحوثي محاصرون ويلفظون أنفاسهم الأخيرة. هكذا أظهر الاعلام الرسمي الحوثي بطلاً عسكرياً في احدى تغطياته، ومهزوماً منكسراً ومطارداً في تغطيات أخرى متزامنة. لا تعنيني في شيء القضايا التي يناضل في سبيلها حسين بدرالدين الحوثي، خاصة عداءه للولايات المتحدة واسرائيل، كما لا تعنيني مناهضة الرئيس اليمني للسياسات الامريكية وللممارسات الاسرائيلية، لكن يبقى شيء واحد جدير بالملاحظة، أن الأول صادق في توجهه حتى وإن كان على حساب حياته، بينما السياسة الرسمية اليمنية تجاه القضية الفلسطينية تظل مجرد هرطقات للاستهلاك الاعلامي وحسب. حسين بدرالدين الحوثي يحترم حياة أنصاره حين اعلن استعداده تسليم نفسه مقابل عدم المساس باتباعه، بينما السلطات اليمنية لا تعنيها أرواح جنودها ومواطنيها الذين يقتلون في صعدة، بمن فيهم من يقاتلون إلى جانب الحوثي. هامش: أعلن الرئيس اثناء حملته الانتخابية عام 98م انه سيترك رئاسة مجلس القضاء الاعلى إلا انه لم يفعل حتى الآن (الكاتب).
هـمـتـي هـمـة المـلـوك ونفسـي
. . . . نفـس حـر تـرى المهـانــة كـفـرا

أضف رد جديد

العودة إلى ”متابعات حرب صعدة“