حشد عناصرمتشددة للقتال في صعدة

[نفس حر]

حشد عناصر متشددة للقتال في صعدة


18/8/2004 متابعات

عادت جماعات جيش عدن ابين الاسلامي ومجاهدو حطاط الى الواجهة مرة اخرى، وهذه المرة تزامنت مع توقيت المواجهة العسكرية المستمرة حتى الآن في محافظة صعدة، مرافقة لتصعيد الحديث عن الخلافات المذهبية. وترافق خبر عقد اجتماع الاسبوع الماضي ضم قيادات عسكرية وامنية باعداد كبيرة من تلك المجاميع مع مشاركة عدد منهم في القتال الدائر حالياً الى جانب القوات الحكومية بعد احلالهم بدلاً عن الجنود الذين سقطوا في مران. سياسة اللجوء الى التيارات المتطرفة في حربها ومعاركها ضد خصومها السياسيين رغم معاركها المتقطعة معهم بين حين وآخر اتساقاً مع الإستحقاقات اكانت داخلية أو خارجية، ثم اتباع ما تسميه السلطة سياسة (الاحتواء) مع هولاء وفي السياسة التي تنسجم ايضاً مع شخصيات عسكرية وسياسية مقربة لتلك الجماعات وتقدم في نفس الوقت التطمينات للخارج. وقد تولت هذه المجاميع اداء مهام عسكرية عديدة للسلطة عندما زُج بها في معارك حرب 1994م والقيام بتصفيات قادة عسكريين وسياسيين قبل ذلك. لتعود بعد ذلك لمواجهة السلطة نفسها عندما خذلتها في استيعاب افرادها في اجهزة الامن الحكومية وخذلتها ايضاً في تبني رؤاها السياسية في المجتمع وهو ما كشف عنه ابو الحسن المحضار في محاكمته التي انتهت باعلان اعدامه. معارك حطاط كانت الاخرى فصلاً من تلك العلاقة المشبوهة بين السلطة والافغان العرب، التي انتهت بالإعلان عن القضاء على قائد جيش حطاط خالد عبدالنبي، الذي ظهر حياً بعد فترة ليأتي بعد ذلك الحديث عن سياسة الاحتواء. خالد عبدالنبي ذاته -وحسب صحيفة الثوري- كان حاضراً الاسبوع الماضي في اجتماع بزنجبار، والذي ضم قيادات عسكرية وامنية ومجاميع كبيرة من جيش عدن ابين وجيش حطاط دام ثماني ساعات وزعت خلاله مهام لم تعرف فحواها حسب مصادر الصحيفة، لكنها اكدت صرف مبالغ مالية واسلحة وذخائر للمشاركين في هذا الاجتماع. مصادر الشورى في ابين افادت ان جماعات تقوم حالياً بتنظيم مخيمات صيفية للطلاب في عدد من مديريات المحافظة. واشارت هذه المصادر ان هذه الجماعات ذات الاتجاه السلفي تستخدم مسجد الانصار في مديرية مودية وسطوح، وعدداً من المنازل المجاورة كمخيم صيفي يضم العشرات من الطلاب. وكشفت المصادر ان القائمين على المخيم رفضوا تدخل ادارة التربية في المديرية التي طلبت عبر مدير مكتب التربية بالمديرية نقل طلاب المخيم الى معهد دار المعلمين، مشيرة إلى وجود مخيمات أخرى في لودر وفي مسجد الرحمن وزنجبار وعدد من مديريات محافظة أبين. الشواهد تشير إلى أن استخدام هذه الجماعات اثناء الازمات الوطنية ما زال قائماً كما حدث خلال ازمات العقدين الماضيين. فكما يبدو اللجوء الى استخدام طرف لضرب طرف آخر مستمر كما في السابق دون مراجعة مطلوبة بحكم النتائج الوخيمة التي اسفرت عنها التجارب السابقة.. وكذلك دون الأخذ بالمحاذير المضاعفة للظروف القائمة على أرض الواقع الذي أختلف بدرجة كبيرة عن السابق محلياً.. وكذلك دولياً من العودة إلى أستخدام هذا الاسلوب وأن اعتبارات الشأن المحلي يمكن تخطيها دون طول تريث.. في حين أن ما يتعلق بالظرف الدولي القائم وانعكاساته ما زال منتظراً للتقييم من قبل المعنيين في الداخل والمشدودين لملاحقة التداعيات اليومية للاحداث المأساوية في صعدة.

أعلى